"إخوان أون لاين" يحاور أسرة شهيد الشرعية عبد الرحمن عزت

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"إخوان أون لاين" يحاور أسرة شهيد الشرعية عبد الرحمن عزت

حوار- سماح إبراهيم

08-07-2013

الزوجة:

- كنا نستعد للزفاف بعد رمضان ونتأهب ليوم العرس
- تمنى الشهادة فنالها وتركني أعاني مرارة فراقه
- آخر كلماته لي "هتوحشيني يا ليلى.. ادعي لي بالشهادة"
- أعاهدك يا عبد الرحمن أن أستكمل مسيرتك في الدفاع عن الشرعية

والدة الشهيد للانقلابيين:

- أفيقوا واعدلوا ووالله ستسألون عن تواطئكم
- قال لي قبل استشهاده: "لا تبكي ولا تجزعي.. إن أبلغوك أن حبيبك رحل, فالموت لدينا أهون علينا من العيش عبيدًا للبيادة, أريني ابتسامتك"
- ابني خرج ليدافع عن حقه في التعبير السلمي وإقامة دولة قانون

أخت الشهيد:

سمعت خبر استشهاد أخي فكبرت "الله أكبر تقبله شهيدًا"

حاولت إخفاء أوجاع قلبها حتى استسلمت للبكاء, ذابت أحبار القلم وهي تتحدث بنبرات متقطعة مرتشعة عن زوجها, فهي الزوجة والحبيبة لشهيد الشرعية عبد الرحمن عزت الذي لم يتجاوز 26 عامًا؛ حيث لقي ربه شهيدًا فجر الأمس, متأثرًا بجراحه إثر رصاصة غادرة على يد بلطجية التحرير وعبد المنعم رياض وعناصر رجال الشرطة، من أعلى كوبري أكتوبر أثناء مشاركته في مسيرة لتأييد الشرعية والرئيس محمد مرسي.

إخوان أون لاين يحاور زوجة حافظ القرآن الشهيد عبد الرحمن عزت وأسرته.

زوجة الشهيد عبد الرحمن عزت
بعد أن التقطت أنفاسها واستجمعت قوتها تقول ليلي عبد الناصر زوجه الشهيد كنا سنتزوج بعد رمضان, كنا نستعد ليوم العرس، احتفل بي قبل رحيله وأحضر لي تورتة آيس كريم، رحل وتركني وحيدة، مع ذكرياته الرقيقة أعاني مرار الفراق والظلم، تمنى الشهادة فنالها، لم أر بحياتي رجلاً بقلبه النقي التقي، لا أجد من الكلمات ما يصف مدي حبي له".
وتابعت "أنا لست من الإخوان وإن كان ذلك يشرفني, كان دومًا يحدثني عن الإخوان, وعن حبه لجماعته, وعن المشروع الإسلامي, وأنه يريد أن يجعلني أربي أبنائي مثلما ربته أمه, حافظين للقرآن, مجاهدين في سبيله".
برقت كلمات الشهيد في رأسها حين قال لها قبل أن يستشهد خلال مكالمة هاتفية له: "لو مت يا ليلي افتكري الذكريات الحلوة اللي بينا، فأجابته بغضب" متقولش كده"، فتعالت ضحكته "هتوحشيني ياليلي ادعيلي بالشهادة".
واستطردت " لم أر أحن منه في حياتي، كم أتمني أن ألحق به، أن ألقاه قريبًا، كان رحمه الله عليه لا ينام حتى يتأكد أني راضية عنه، وكنت أتدلل عليه واصطنع الغضب كي يأتي ويصالحني، ويحضر لي الشيكولاته والآيس كريم.
وبلهجة يملؤها الإصرار أقمست "أعاهدك يا عبد الرحمن أن أسير في مشروعك وأن أكمل مسيرتك، وأن أدافع عن شرعية مت في سبيل تحقيقها، وستظل معي وإن رحل الجسد فالشهداء لا يموتون".

بصبر واحتساب الأم المؤمنة المجاهدة، تقول أم الشهيد "أبلغني قلبي أنه استشهد قبل أن يبلغني والده، فبمجرد تحرك المسيرة السلمية من ميدان الجيزة قام الشباب بإرسال رسائل هاتفية لأمهاتهم يسألوهن الدعاء، لم يرسل لي عبد الرحمن رسالة كي لا يقلقني عليه، ولكني كنت على ثقة أنه معهم، وبدأت الرسائل من الشباب تنهمر على الأمهات بأن البلطجية الآن يقومون بضربهم من فوق كوبري الزمالك، وأنهم يحتمون بالشرطة، وأنهم قلقون على الأطفال والنساء المشاركين معهم.

رأيت الدموع في عيون أمهات الشباب، وهم يتضرعن بالدعاء، ويسألن الله أن يحفظ أبناءهن أو يقبضهم إليه شهداء، شعرت وقتها بانقباض بقلبي وردد لساني "اللهم إني استودعتك ابني، فثبت قلبه وقلبي وقلوب أمهات الشباب".

تذكرت كلمات الشهيد التي كان لسانه رطب بها, "أمي.. لا تبكي أو تجزعي إن أبلغوك أن حبيبك رحل عن الحياة يا أمي سأخرج في سبيل ربي، لا نريد أن نعيش في ذل البيادة، الموت لدينا أهون, أريني ابتسامتك لنري من أنفسنا خيرًا".

وقتها دعوت ربي ألا اهتز، حتى رن هاتفي فاختلع قلبي ليخبرني زوجي بأن" عبد الرحمن أصيب ومحتجز في المستشفى.

وبلهجة الأم المحتسبة قالت "يزيد اليقين عند نزول المصائب، واستشهاد عبد الرحمن جعلني أكثر يقينًا بالله، وأكثر حرصًا للدفاع عن مطالب شباب حر، لا يريد سوى أن يعيش مكرمًا في أرض الله، خرج ليدافع عن حقه في إقامة دولة قانون، فمن يستغل منصبه في قتل الشعب وسحله يستحق محاكمته، وسأظل اعتصم أنا وأبنائي الثلاثة حتى يحاسب كل من تورط في قتل خيرة شباب مصر ومحاكمة زعيم المنقلبين الفريق السيسي، داعية أن يفضحه الله على رءؤس الأشهاد.

وتوجهت أم الشهيد برسالة إلى جميع القوى السياسية قالت فيها: "أفيفوا، اعدلوا، والله ستسألون عن تقصيركم، والله ستسألون عن تواطؤكم، والله لن أسامح كل من تخاذل ووقف متفرجًا، يتلذذ بمشاهدة دماء أبنائنا التي تستباح في الشوارع والميادين.

وقالت أخت الشهيد علياء عزت، بعيون لا تكف عن الدموع: "كان أطيب الناس، غيورًا على أهله، أكثرنا برًا وخلقًا وأكبرنا عقلاً وأعلمنا فهمًا بالدين، كان يحفظنا القرآن، ويشجعنا على العبادة، ولا يتأخر عن أداء فريضة فكان يحرص على الصلاة في أوقاتها.

لم نشتك منه قط، ولم يرفض لنا طلبًا، وكان يتفقد أحوالنا يوميًّا، وكان وسيطنا لدى أبي لتلبية مطالب أهل البيت، لامتلاكه لغة خاصة تقنع من حوله وطريقة تجعل الآخرين لا يستطيعون رفض مطالبه.

وتزداد نبرة البكاء حينما استرجعت علياء الحوار الذي دار بينها وبينه قبل أن يغادر المنزل، قائلاً "عارفة يا علياء إحنا هنعمل جيش مصري حر، لو مت أبقي افتكري كلامي ده".

وقالت أم زوجة الشهيد "تمنيت عبد الرحمن زوجًا لابني قبل أن يتقدم لخطبتها، فوالد عبد الرحمن صديق زوجي، وكان عبد الرحمن يتردد على المنزل لزيارة زوجي والاطمئنان عليه عقب إجراء عملية جراحية، وفي اليوم الذي جاء وصرح فيه بأنه يريد التقدم لابنتي، فرحت وسجدت وقولت الحمد لله فهو شاب بار، مهذب، خلوق، ولم أجد لابنتي رجل بهذه الصفات.

واستطردت "سنتين لم أر منه شيئًّا يغضبني منه، آخر زيارة له أحضر ثورتة آيس كريم لابنتي، كان قليل الكلام، ينظر إلينا وكأنه يودعنا، حتى أنني قمت من مكاني واحتضنته وقلت له "خاف علي نفسك يابني، أنا عاوزه أفرح بيكم" فرد علي قائلاً "ستفرحي إن شاء الله".

أخر كلمات بخط الشهيد

"سمعت خبر استشهاد أخي فكبرت... الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر تقبله شهيدًا" هكذا تحدثت عزة عزت الأخت الصغرى سنًا للشهيد.

واستكملت حديثها بفخر "حلفت ألا أبكي على أخي, وسعيدة أن أخي استشهد مدافعًا عن الحق والإسلام وشرعية رئيس نسأل الله أن يحفظه, واعلم أن سيقع منا شهداء كثيرون وحسبنا الله ونعم الوكيل".

أخي كان يساعدني في الامتحانات ويدرس لي "الإنجليزي" لأنه كان يجيد اللغة، سأتذكره كلما فتحت كتابًا، وكلما أمسكت بمصحف، وسأرى صورته في ميدان النهضة، وسأظل هناك حتى تتحقق إرادة الشهيد.

وأبكت الجميع حينما عرضت ورقه بها آخر كلمات خطها الشهيد قبل وفاته، كتب فيها "حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم اكفينهم بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير، اللهم إنا نجعلك في نحورهم اللهم إنا نستعيذ بك من شرورهم".

المصدر