"القدس العربي": مجزرة أسوان هزيمة للدولة الأمنية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"القدس العربي": مجزرة أسوان هزيمة للدولة الأمنية

08-04-2014

"القدس العربي": مجزرة أسوان هزيمة للدولة الأمنية

وصفت صحيفة "القدس العربي" اللندنية مجزرة أسوان بأنها هزيمة للدولة الأمنية في مصر؛ حيث شهدت مواجهات دموية؛ أسفرت عن مقتل خمسة وعشرين شخصًا وإصابة العشرات، .

وحرق عدد كبير من البيوت والممتلكات، في إحراج للدولة الأمنية التي عادت تجر ذيول الهزيمة بعد أن فشل المحافظ، مخفورًا بقوات خاصة من الشرطة والجيش، في مجرد الوصول إلى موقع المجزرة.

وقالت في افتتاحيتها: إن المحافظ الذي اضطر أمس الأول إلى مغادرة منطقة السيل الريفي التي شهدت الأحداث استجابة لبنصيحة بعض العقلاء بالحفاظ على سلامته، وجد من الشجاعة أمس ما جعله يتعهد باعتقال أي فرد يثير الشغب أو يحمل سلاحًا من القبيلتين المتصارعتين بالمدينة.

وبدلاً من أن يعرض تقديم استقالته بعد أن فقد السيطرة على المدينة، إثر قطع الطريق الدولي بين شمالها وجنوبها، قال: سيتم ضبط مثيري الشغب وحائزي الأسلحة، مشيرًا إلى إلقاء القبض على 8 أشخاص من المتهمين بإثارة الشغب.

وأضافت الصحيفة: ربما لا يقدر كثيرون خطورة ما شهدته أسوان من مواجهات دموية غير مسبوقة خلال اليومين الماضيين؛ إذ إن الطبيعة شديدة الخصوصية لصعيد مصر ثقافيًا واجتماعيًا، تفرض توخي كثير من الحذر في التعامل مع هذه "الشرارة" التي قد تكون مقدمة لمواجهات لا تقف حدودها عند أسوان أو حتى الصعيد؛ بسبب الامتدادات العائلية والقبلية الواسعة والمتشعبة في التركيبة السكانية في مختلف أنحاء البلاد.

أما الواقع فهو أن العقلية الأمنية التي طالما تصدت لكافة القضايا في عهد حسني مبارك، عادت لتمارس الدور نفسه في مواجهة هذه المشكلة ذات الطبيعة الاجتماعية والثقافية، لكنها سرعان ما اكتشفت عجزها في مواجهة ميراث الغضب المدجج بالأسلحة.

وتابعت: لم يضيِّع المتحدث باسم القوات المسلحة "الفرصة" فسارع لتوجيه الاتهام إلى "الإخوان" بإشعال المواجهات، في الوقت نفسه الذي كانت الدولة فيه ممثلة في المحافظ الذي يتمتع بسلطة رئيس الجمهورية (حسب النظام السياسي المصري) عاجزة عن مجرد التواجد في موقع المجزرة ناهيك عن أن تقوم بالتحقيق، وتكشف الضلوع الإخواني المزعوم فيها.

ولكن هذا الاتهام ليس مجرد ممارسة للانتهازية السياسية، كان حريًا بالمتحدث باسم الجيش أن يتركها للحكومة أو أي من الأحزاب المعادية للإخوان، بل إنه تحريض مباشر على القتل، وأخذ الثأر من كل شخص له علاقة بالإخوان.

ويدرك من يعرفون طبيعة الصعيد أن بعض قضايا الثأر لا يعرف حدودًا زمانية أو مكانية، حسب العادات والتقاليد التي كرَّسها ضعف الدولة وربما غيابها.

لكن أهالي أسوان سرعان ما فهموا الهدف من إقحام اسم الإخوان في القضية، وأعلنوا أن الصراع لا علاقة له بالسياسة في إحراج جديد للدولة الأمنية، خاصة بعد أن استجابت العائلتان المتنازعتان لنداء الحكماء بفرض هدنة تسمح بدفن الموتى، وعلاج الجرحى، وستر العائلات التي حرقت بيوتها.

ولا غرو أن رئيس الحكومة لم يكن أفضل حظًّا في علاج الأزمة، وهو الذي يعتبر أن "الحكم الرشيد" يقتصر على التنقل من موقع إلى آخر، أو من مدينة إلى أخرى، سعيًا إلى تحقيق "مكاسب إعلامية"، أصبحت ضرورية للبقاء في منصبه.

المصدر