"تاريخ قسم الأخوات المسلمات".. كتاب جديد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"تاريخ قسم الأخوات المسلمات".. كتاب جديد
غلاف الكتاب

05-10-2011

كتبت- إيمان إسماعيل

صدر مؤخرًا كتاب جديد بعنوان "تاريخ قسم الأخوات في جماعة الإخوان المسلمين وتطوره" من إعداد عبده مصطفى دسوقي، عن مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، يتحدث فيه عن نشأة قسم الأخوات المسلمات وتاريخه وتطوره في الجماعة.

وأشار الكاتب في مقدمة كتابه إلى أن الإسلام حفظ حقَّ المرأة وعلا بشأنها، وحفظ حقوقها الشخصية والمدنية وغيرها من الحقوق، فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، فلقد كرَّمها طفلة وزوجة وأمًّا تربي أجيالاً تعمل على إصلاح المجتمع، موضحًا أن من هذا المنطلق اعتنى الإخوان المسلمون بالمرأة كونها الشق الثاني من المجتمع، فاهتموا بتهذيب أخلاقها والاستفادة من دورها في الإصلاح، حتى إن الإمام البنا شكَّل قسمًا خاصًّا بهن وأولاه اهتمامًا بالغًا، وهو قسم الأخوات، بالإضافة إلى أنه أخرج لها رسالة بعنوان (المرأة المسلمة) يحدد فيها أُطر حقوق وواجبات المرأة المسلمة ودورها في إصلاح المجتمع.

والكتاب يتكون من عدة فصول تتلخص في: المرأة في الإسلام، نشأة وتطور الأخوات فيها، الأخوات المسلمات في الثلاثينات، والأخوات ما بعد لبيبة أحمد، تطور قسم الأخوات ولوائحه، وأنشطة الأخوات، قسم الأخوات بعد الإمام البنا، والأخوات ومرحلة المحنة والتي شملت على: مرحلة غياب الأزواج، واعتقال الأخوات، ثم تحدث الكتاب عن الأخوات والعمل السياسي والتي شملت: الأخوات في انتخابات عام 2000م، ثم الأخوات وانتخابات 2005م، ثم الأخوات في عام 2010م.

واستفاض الكتاب في عرض نماذج مشرفة من الأخوات كنعيمة خطاب، ولطيفة حسين الصولي، وأمينة علي، وآمال العشماوي، ثم اتبعه بسرد نماذج تربوية من حياة الأخوات كمواقف من حياة الحاجة نعيمة خطاب، زوجة المستشار حسن الهضيبي، ومواقف أخرى من حياة الحاجة فاطمة عبد الهادي زوجة الشهيد محمد يوسف هواش، وكذلك الحاجة زبيدة مشهور زوجة الأستاذ مصطفى مشهور، ومواقف أخرى من حياة الحاجة وفاء مشهور، وأم معاذ زوجة الأستاذ عباس السيسي، والحاجة ثناء منصور، ووالدة الأستاذ فرج النجار، بالإضافة إلى العديد من المواقف من حياة الحاجة رجاء داود زوجة الأستاذ جابر رزق، والحاجة فاطمة محمد البدري، وزوجة الحاج جودة شعبان، وزوجة المجاهد عبد المنعم عبد الرءوف، والحاجة زينب الكاشف، وزوجة الأستاذ أحمد البس، والحاجة فايقة إسماعيل والدة الأستاذ محمد عبد المنعم، ومواقف من حياة زوجة الأستاذ يوسف قتة، والحاجة فاطمة سليمان زوجة الحاج محمد الشناوي، وحماة فضيلة المرشد الدكتور محمد بديع.

الكتاب أكد أن الشريعة الإسلامية لا يوجد بها نص أو أثر به أية إشارة إلى ما تتضمنه بعض المذاهب والأديان الفاسدة التي افترت على الله الكذب، وادَّعت أن المرأة مخلوق شيطاني أو نجس، مستشهدًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: "النساء شقائق الرجال"، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "المؤمن لا ينجس"، وكما يقول الله عز وجل: " (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات: من الآية 13)، (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) (آل عمران: من الآية 196)، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)) (النحل من الآية 97).

وذكر الكتاب أن أول فرقة للأخوات المسلمات أُنشئت في 26 أبريل عام 1933م، في الإسماعيلية، ثم قرر مكتب الإرشاد تكوين فرقة للأخوات المسلمات تتبع المركز العام وتشرف على جميع فرق الأخوات في القطر المصري واختار الإمام الشهيد حسن البنا لرئاسة هذه الفرقة السيدة لبيبة هانم أحمد، ثم تكون من بعدها قسم للأخوات المسلمات وكان رئيس القسم هو الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي، والمشرف على القسم من قبل مكتب الإرشاد فكان الأستاذ صالح عشماوي.

وأشار الكتاب إلى أنه حينما صدر قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين في 8/12/1948م لم يتوقف قسم الأخوات وقتها عن نشاطه، وإن كان قد توقف تنظيميًّا؛ لكن الأخوات شكلوا عدة لجان لمساندة الإخوان المعتقلين وأسرهم، فتكونت لجنتان الأولى مهمتها إعداد الطعام والملابس للإخوان بالسجون، والثانية مهمتها زيارة أسر الإخوان المسجونين بصفة مستمرة وتقديم كل ما تحتاجه الأسر ماديًّا ومعنويًّا.

ولفت إلى استمرار نشاط الأخوات المسلمات إلى أن تم اعتقالهن في 1965م؛ حيث شبهها بهبوب ريح الغضب؛ حينما أعلن جمال عبد الناصر من "الكرملن" بالاتحاد السوفيتي اعتقال كل من سبق اعتقاله، ولم يتوقف القرار على الرجال فحسب، بل أمر زبانيته باعتقال كل من كانت لها نشاط من الأخوات المسلمات، فاعتقل ما يقرب من 200 أختٍ لاقياتٍ العنت والعذاب، فمنهن من توفاهن الله داخل المعتقل، ومنهن من عُذبن عذابًا شديدًا وحُكم عليهن بالسجن المشدد كزينب الغزالي، وحميدة قطب، وعلية الهضيبي، وخالدة الهضيبي، وغيرهن.

وعدد أشهر المعتقلات في السجن الحربي وهن: زينب الغزالي (مدينة نصر- القاهرة)، حميدة قطب (حلوان)، الحاجة أم أحمد (فاطمة عبيد- القاهرة)، حرم الحاج عباس السيسي (أم مجدي- الإسكندرية)، حرم الأستاذ السيد نزيلي (كرداسة- جيزة)، علية الهضيبي (بنت فضيلة المرشد الثاني- الجيزةغادة عمار (حرم الطيار يحيى حسين- مدينة نصر- القاهرة)، حرم الدكتور مرسي مصطفى مرسي (إمبابة)، بنات الشيخ محمد عبد المقصود العزب (المنصورة)، زوجة الأخ يوسف القرش (المنصورة- سنفا)، زوجة الشهيد محمد عواد (الشرقية)، زوجة الأستاذ أحمد عادل كمال (القاهرة).

ثم ركَّز على دور الأخوات في انتخابات عام 2000م، وانتخابات عام 2005م، وانتخابات عام 2010م، بالإضافة إلى الضرب المبرح الذي تلقينه من قبل رجال الشرطة، كما أشار إلى دورهن الكبير في هذه الثورة فتحركن بعدما تأكدن من أنها ثورة وليست مظاهرة عادية خوفًا من الاعتداء عليهن، ونزلت الأخوات في كل محافظة يشاركن في هذه الثورة.

واختتم كتابه بملاحق لوائح قسم الأخوات المسلمات لعام 1933م، ولائحة عام 1937م، ولائحة عام 1944م، ولائحة الأخوات عام 1951م، وقد وصلت شعب الأخوات وفروعها حينذاك إلى أكثر من 150 شعبة، ثم تعرضت الجماعة لمحنة عام 1954م، وحينما خرجت في السبعينيات وبدأ تشكيل الجماعة مرةً أخرى لم تتضمن لوائح الإخوان أية إشارة إلى الأخوات، ربما بسبب طبيعة المرحلة التي كان يعيشها الإخوان بعد الخروج من المحنة.

المصدر