"6" ملفات تفجر خلافات السعودية مع الانقلاب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"6" ملفات تفجر خلافات السعودية مع الانقلاب


ملفات تفجر خلافات السعودية مع الانقلاب.jpg

محمد فتحي

(10/10/2016)

مقدمة

مع تفجر خلافات السعودية مع الانقلاب فى مصر وخروجها للعلن لأول مرة منذ عقود طويلة؛ على خلفية تصويت المندوب المصري للمشروع الروسي الخاص بسوريا، والذي لم يحظ بدعم دولي سوى من جانب روسيا وفنزويلا، والانتقاد العلني من جانب مندوب السعودية في الأمم المتحدة للموقف المصري، يعكس تزايد فجوة التباين في الآراء وتوتر العلاقات بصورة غير مسبوقة.

في هذا التقرير نرصد أهم 6 قضايا تباينت مواقف البلدين حيالها، وأدت إلى هذا التوتر غير المسبوق في العلاقات بين البلدين.

الملف السوري

فهناك تباين في الرؤى بين الإدارتين السعودية والانقلابية في مصر، خصوصا ما يتعلق بضرورة تغيير نظام الحكم هناك. المملكة ترى أن بشار الأسد هو السبب الرئيسي في المشكلة، وأنه لا حل للأزمة إلا بإزاحته من المشهد وإجراء انتخابات شاملة يشارك فيها جميع السوريين، تفرز حكومة معبرة عن الشعب السوري بكل أطيافه. ولا تمانع في سبيل ذلك من دعم المعارضة السورية المسلحة لرد اعتداءات بشار المتواصلة بحق السوريين، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 ألف سوري ونزوح الملايين.

السيسي من جانبه يرى أن الحل في بقاء بشار ودعم جيشه باعتباره الجيش السوري الوطني، ويتأسس موقف السيسي من عدائه الصريح للإسلاميين عموما والإخوان على وجه الخصوص، ولذلك يسعى بكل إصرار ألا يكون للإخوان المسلمين دور في سوريا، وأن إزاحة بشار سوف تفرغ الساحة مباشرة للإسلاميين ليكونوا البديل لنظام بشار، متجاهلا في ذات الوقت أن بشار ينتمي إلى الأقلية العلوية التي تحكم بطائفية مقيتة على حساب الأغلبية السنية التي تكتوي بنيران بطشه وظلمه.

صداقة السيسي لروسيا

العداء بين روسيا والسعودية عداء تاريخي ممتد منذ عقود طويلة، وتحديدا منذ الحرب الأفغانية التي أسفرت عن تمزيق الإمبراطورية السوفيتية من خلال التحالف الغربي الإسلامي، ويبدو أن التقارب المصري الروسي في عهد السيسي لم يكن مزعجا للملك عبد الله

إلا أنه بات من الواضح أن هذا التقارب والغزل السياسي والإعلامي بين القاهرة وموسكو وبوتين والسيسي أصبح مستفزا لدوائر عليا في السعودية، وكانت تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل المهاجمة لروسيا بشدة في مؤتمر القمة العربية تعبيرا عن امتعاض وغضب شديد من سماح السيسي بتلاوة رسالة بوتين للقمة العربية.

تيران وصنافير

لم تخطُ القاهرة أية خطوات جادة فيما يتعلق بالتصديق على اتفاق ترسيم الحدود البحرية الخاص بجزيرتي تيران وصنافير، لا سيما بعد التوتر الذي حدث في شوارع القاهرة، والمظاهرات التي خرجت لترفض التنازل عن هذه الجزر. وكشف الكاتب والمفكر السعودي "محمد الأحمري"، في تغريدة له، عن أن السيسي حصل على 6 مليارات دولار مقابل الجزيرتين.

وقال الأحمري، في تغريدة له على "تويتر":

"السيسي قبض ٦ مليارات مقابل إعادة الجزر، وألزمهم بالدخول تحت معاهدة كامب ديفيد بخطاب رسمي، ثم منع برلمانه من التصويت لإعادة الجزر".

مؤتمر غروزني

كما أججت علاقة البلدين، المشاركة المصرية المكثفة في مؤتمر غروزني المشبوه والذي انعقد قبل شهر في العاصمة الشيشانية جروزني، تحت عنوان "من هم أهل السنة والجماعة؟"، والذي استثنى "السلفية السعودية" من أهل السنة، كما تم تجاهل علماء المملكة تماما من المشاركة، وسط مشاركة مصرية واسعة من جانب أربعة من أهم الشيوخ الموالين للسيسي

وهم "شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ومفتي الانقلاب الشيخ شوقي علام، ومستشار السيسي للشؤون الإسلامية أسامة الأزهري، والمفتي السابق علي جمعة"، الأمر الذي أثار عاصفة من الغضب السعودي، وساهم ذلك في توتير الأجواء بين الحكومتين.

العلاقة المصرية الإيرانية

كما ساهم لقاء سامح شكري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، وبحث معه ملفات عديدة من بينها الملف السوري، في خلق حالة من الفتور بين الجانبين المصري والسعودي.

الملف الليبي

ويعتبر الملف الليبي هو سادس القضايا التي أشعلت التوتر بين البلدين. فالمملكة منزعجة من الجنرال الانقلابي "خليفة حفتر"، وتعتبره ينفذ أجندة دولية. في الوقت الذي يتلقى فيه الأخير دعما مفتوحا من جانب السيسي وسلطات الانقلاب في مصر، وتراه الحل الوحيد للأزمة الليبية، وأنه القادر على مواجهة المد الإسلامي، وبسط هيمنة ميليشياته التي تطلق عليها القاهرة "الجيش الليبي"، وهو ما دعم حفتر على احتلال الهلال النفطي عبر دعم مصري إماراتي فرنسي.

خبراء: الاحتواء سيد الموقف

الدكتور عاطف سعداوى قاسم، الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ"الأهرام"، يقر بأن "العلاقات المصرية السعودية تمر بأزمة حقيقية وخلافات شديدة تجاوزت الكواليس إلى العلن لأول مرة عبر التصريحات التى أدلى بها سامح شكرى، حين أقر بوجود خلافات حادة حول مصير الأسد، والرهان على الحل العسكرى للأزمة السورية".

وأضاف - في تصريحات صحفية

"هذه الخلافات كانت بادية للعيان منذ مدة طويلة، على الرغم من الحرص على بقائها فى الحد الأدنى من جانب القاهرة التى أعلنت مشاركة فى التحالف العربى لمواجهة الحوثيين فى اليمن، ولم يكن لها دور فاعل فى الحرب هناك، انطلاقًا من أنها قد تصب فى صالح إخوان اليمن".

من جانبه، رأى السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصرى الأسبق، أن

"هناك تباينات بين القاهرة والرياض حول العديد من الملفات، إلا أنه يصعب معه القول إن التحالف بين الطرفين ضعف بشكل ملحوظ أو صار من الماضى، فلا زالت العاصمتان تحرصان على بقاء شعرة معاوية بينهما؛ فالقاهرة مثلاً ألغت لقاء فى آخر لحظة بين سامح شكرى ونظيره السورى وليد المعلم حرصًا على عدم إغضاب الرياض".

واعتبر الأشعل أن

"لقاء سامح شكرى ونظيره الإيرانى جواد ظريف جاء فى إطار ما يطلق عليه "تسخين الغيرة" بين العاصمتين، وتأكيد القاهرة أنه لديها أوراق عديدة تستطيع أن تلاعب الرياض بها حال سعيها لتحجيم الدعم الاقتصادى لها، أو نية الرياض تعزيز دورها فى ملفات بعينها دون أن تضع رغبات القاهرة نصب عينيها".

المصدر