أحمد عبد العاطي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد محمد محمد عبد العاطي .. الطير المهاجر


الميلاد والنشأة

أحمد محمد محمد عبد العاطي


  • رزقنا أربعة من الأبناء هم بالترتيب: عمر، يوسف، تسبيح، عائشة.


التعليم

  • حاصل علي بكالوريوس العلوم الصيدلية لعام 1993- جامعة الزقازيق.
  • دبلوم إدارة المنظمات غير الحكومية- جامعة القاهرة لعام 2005
  • أدرس دبلوم العلاقات العامة في المعهد الملكي البريطاني CIPR

العمل المهني

  • عملت بصناعة الدواء منذ 1993 في الشركة المصرية الدولية للصناعات الدوائية (1993-1999) بأقسام تطوير المنتج- المخازن- تحضير المستحضات العقيمة وتدرجت حتي وصلت رئيس وحدة بقطاع الانتاج.
  • انتقلت للعمل مديرا للإنتاج بصعيد مصر مصنع تي ثري إيه T3A مساهما في تأسيس أول مصنع متوافق مع المواصفات الأوربية وحاصل علي شهادات الجودة والسماح بالتصدير لمعظم دول العالم من 1999 .2004
  • ساهمت في تطوير عدد من المنتجات الدوائية والمصانع المتخصصة ذات الجودة العالمية.
  • انتقلت للعمل بمدينة السادس من أكتوبر مديرا لمصنع بيوفارم عام 2004
  • حصلت علي العديد من الشهادات والدورات التدريبية في مجالات صناعة الدواء وإدارة المؤسسات من مخابر ومؤسسات ومراكز تدريب عالمية مثل: شهادة الموظف المثالي بمدينة العاشر من رمضان 1995 شهادة التدريب علي نظم الجودة والأيزو شهادات التعليم المستمر في نظم الجودة إدارة الانتاج تحضير وتعقيم المنتجات العقيمة إدارة الأداء التقييم السنوي للموظفين إدارة المؤسسات للمديرين الجدد الإدارة العليا للمؤسسات إدارة التغيير .

النشاط الطلابي

  • الفائز بالمركز الأول في مسابقة القرآن الكريم علي مستوي محافظة الشرقية (الصف الأول الابتدائي عام 1975
  • نائب رئيس اتحاد طلاب محافظة الشرقية الصف السادس الابتدائي عام 1981
  • عضو دائم باتحاد الطلاب وفرق الأنشطة الرياضية والثقافية وأوائل الطلاب معظم السنوات بجميع المراحل الدراسية.
  • أحد القيادات الطلابية بالجامعة (1988 1993)
  • عضو اتحاد طلاب كلية الصيدلة عن الفرقة الإعدادية بجامعة الزقازيق لعام 1988 1989 ثم مستبعدا من خوض الانتخابات بقية الأعوام.
  • مقرر النشاط الطلابي بكلية الصيدلة- أسرة جابر بن حيان.
  • عضو الفريق الثقافي للكلية.
  • عضو فريق كرة القدم بالكلية.

النشاط الدعوي

  • دارس سابق بمعهد إعداد الدعاة بالزقازيق
  • داعية وخطيب بعدد من مساجد الزقازيق (1989 2000)
  • مشرفا علي العمل الطلابي الدعوي بجامعة الزقازيق (1993 1999)
  • مشرفا علي العمل الطلابي الدعوي بجامعات جنوب الصعيد (1999 2004)
  • مشرفا علي العمل الطلابي الدعوي بجامعات القاهرة الكبري ( 2004 2006)
  • مشاركا في العديد من المؤتمرات وورش العمل والدورات التدريبية ولقاءات تبادل الخبرات المحلية والوطنية والدولية في مجال العمل الطلابي والشبابي (1993 2011)
  • مشاركا في العديد من المؤتمرات الإسلامية العالمية (2003 2011)
  • كاتبا في عدد من المواقع الدعوية والإخبارية والطلابية
  • محاضرا في العمل الدعوي ومجالاته بعدد من الجامعات والجمعيات المصرية والعربية
  • مدربا في العمل الشبابي والطلابي علي مستوي مصر وبعض الدول مثل : لبنان الجزائر ماليزيا ودول جنوب شرق آسيا
  • ضيفا علي بعض البرامج والشاشات العربية مثل : الجزيرة الجزيرة مباشر الحوار العالم

النشاط النقابي

  • عضو الهيئة التنفيذية للاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية إيفسو (2006 2010)
  • والمتحدث الإعلامي للاتحاد المسئول المالي ومشرف لجان النشاط – ممثل الاتحاد بهيئة الأمم المتحدة
  • الأمين العام للاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية – إيفسو 2010 للآن

أحمد عبد العاطي وذكريات مع العمل الطلابي

ذكرياتي مع العمل الطلابي

بعد استشارة أحبابي ورفاقي والتفكير في الآلية والمنهجية التي سأتناول بها ذكرياتي مع العمل الطلابي توصلت إلي الآتي

  • أن تكون الذكريات مزيجا بين التجارب الشخصية وتتبع تطور الأنشطة والوسائل من خلال المراحل من منظور شخصي بحت
  • أن أتناول الشخصيات الطبيعية التي عايشت معي الأحداث دون التطرق للشق التنظيمي الذي يمكن أن يمثل حساسية للبعض أو للعمل في ظل النظام البوليسي الاستئصال في مصر وكذلك البعد عن تقييم مواقف الأشخاص أو الإدارة والاكتفاء بالتناول من خلال الصفات والأحداث بشيء من التحليل ما استطعت إلي ذلك
  • ستكون ذكرياتي في أغلبها طلابية تجمع بين نظرة الطالب وقتها وتتبع بتحليل أو تقييم لها في زماننا الراهن
  • سيكون الكلام بلغة التذكير وهو لا يعني أنه خاص بالذكور دون الإناث وهن دوما أكثر نشاطا وتفوقا ولكنها العادة في الحوار والكتابة
  • أن أدعم طرح بعض الموضوعات الفنية ببعض الدورات أو الدراسات التي لا أدعي تأليفها أو المشاركة في إعدادها ولكن هي رصيد للحركة الطلابية علي امتداد 20 سنة أو يزيد ومما أرجوه من هذه التجربة والتي تمثل معيار نجاح لها وحافز لي علي الاستمرار فيها ما يلي
  • تشجيع إخواني من الذين أثروا العمل الطلابي وما زالوا علي تسجيل تجاربهم ليستفيد منها العمل والعاملون
  • خلق بيئة تفاعلية للمشتغلين بالعمل الطلابي لتناول القضايا الكبرى فيه بهدف التطوير والإنماء

من أين أبدأ؟

لعل أيام الجامعة الأولي في سبتمبر 1988 تمثل نقطة انطلاق وتغير حقيقية في حياتي حيث بداية دخول كلية الصيدلة جامعة الزقازيق والانتماء لدعوة الإخوان المباركة & وكأي طالب قادم من ثانوي يتطلع إلي التعرف علي حياة الجامعة الجديدة والبحث عن أصدقاء جدد خاصة بعدما فرقت مجاميع الثانوية العامة الأصدقاء فمثلا لم يدخل معي من زملائي القريبين أحد ولكنهم توزعوا بين كليات الطب والهندسة والبيطري والكليات الأخرى.

السمات العامة للجامعة بعيون طالب سنة أولي

أعداد غفيرة تجوب الجامعة ذهابا وإيابا مع كرنفال للأزياء والعلاقات المختلطة الغريبة علي جو المدارس الثانوية الغالبية فيهم بالحدائق والكافيتريات أكثر منهم داخل القاعات المخصصة للمحاضرات والمعامل وخاصة في الأيام الأولي والطالب الجديد لا يعرف من هم طلاب كليته أو دفعته من طلاب الكليات الأخرى

وتكثر الإشاعات بوجود محاضرات أو نزول جدول جديد أو قدوم أحد الدكاترة أو حفلات الاستقبال وهكذا تمضي الأيام الأولي التي ربما تصل لأسبوعين في الكليات العملية وشهر في الكليات النظرية مما يدفع بعدد من الطلاب ذوي الخبرة إلي ضعف التواجد في هذه الأيام خاصة لمن يعملون بالصيف أو يسافرون للترفيه

في هذا الجو المليء بالبهجة والارتباك ظهر د. طارق وهو شاب وديع هادئ حسن المنظر مهندم الثياب ذو ابتسامة عريضة دائمة وبدأ في التعرف علي طلاب دفعتنا علي أنه من المشتغلين بأسرة جابر بن حيان –كلية الصيدلة – لذا كان عنصر جذب للعديد من الطلاب وربما الطالبات لأن يسألوه عن الكلية ومناهجها وكيف تسير الدراسة بالسنة الإعدادية خاصة ونحن في كلية العلوم وكان كل وقته معنا في أول شهر

وبدأنا في القرب منه أنا وعدد من الزملاء شيئا فشيئا لمودته العالية وجديته ورغبة منا في مساعدته حيث لمسنا أنه ملتزم وذو خلق رفيع

وبدأنا تلقائيا نساعده في بعض الأنشطة التي كان يمارسها بجهد فردي مثل

  • جمع الأسماء والاشتراكات للانضمام لأسرة النشاط (جابر بن حيان)
  • بعض أنشطة المدرج من المسابقات والمطبوعات و…..الإعداد لانتخابات اتحاد الطلاب ودخول دفعتنا بقائمة كاملة من 12 فرد علي قائمة التيار الإسلامي (60 مرشح) بالكلية

وفي هذه المرحلة سأتناول عدة أمور تمت معي وتكاد تكون سمة ملازمة للعمل الطلابي عامة ومن أساسيات العمل الطلابي الإخواني خاصة وهي:

1. استقبال الطلاب الجدد
2. ممارسة الدعوة الفردية والتركيز علي الطلاب الجدد
3. العمل مع طلاب الفرقة الأولي
4. انتخابات اتحاد الطلاب والعمل من خلال أسر النشاط
5. المواجهة وتوتر العلاقة مع الأهل والمقربين تخوفا من التيارات الدينية و السياسية والظلم الذي يمارس ضدها

وفي مرحلة تالية نتناول:

1. طالب الجامعة بين الذاتية والحماسة والعمل المنظم
2. طلاب الإخوان بين الجماعة الإسلامية و التيار الإسلامي
3. تطور بعض الأنشطة مثل المخيمات والرحلات والمعارض
4. توظيف الأحداث وتحليل أحداث هامة
5. إعداد الكوادر والقيادات الطلابية
6. الإشراف المباشر علي العمل الطلابي ماله وما عليه
7. اكتشاف وتوظيف المواهب والطاقات
8. الإعداد والتكوين الدعوي والسياسي
9. التنسيق والمشاركة بين عمل الطلاب والطالبات
10. بعض المهارات والإمكانات المطلوبة لنجاح العمل الطلابي
11. العمل العام من الأسابيع المتخصصة إلي الحملات المركزة
12. بين العمل العام الفردي والجماعي
13. منعطفات في حياة خريج الجامعة ( الزواج الوظيفة الجيش العمل الدعوي بالحي….)
14. لماذا تتساقط بعض الرموز الطلابية بعد التخرج من الجامعة ؟.

مع ما يخرج ويقترح من خلال السير في تسجيل الذكريات

داعيا الله تبارك وتعالي أن يعينني ويرزقني الصواب والسداد والجهد لتقديم ما هو نافع وتذكر ما هو منسي وطرح ما هو جدير بالمناقشة للإثراء والتطوير

وداعيا أساتذتي وإخواني بتقديم النصح والتصويب والتواصل والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

الحلقة الأولى: ذكرياتي مع الحرس المطرود

من الأخبار السارة التي سمعتها الأيام الماضية حكم محكمة مصرية بعدم قانونية وجود الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية في التواجد داخل الجامعه وإلزام الجامعه بتشكيل فريق عمل أمني خاص بها يتبعها ويقوم علي حماية وسلامة المنشآت

ومبعث سعادتي هنا عدة أمور:

أولا : أن تعود للجامعه هيبتها واستقلالها وإرادتها وتغيب عنها تلك الوجوه العكره التي تقابلك وتودعك أو قل تفزعك وتهددك

ثانيا : أن يكون للجامعه فريق حقيقي يقوم علي حماية المنشآت من العبث والتخريب ويوجه الإدارة للسلوكات الشائنة والأعمال غير الأخلاقية التي تمارس داخل الحرم الجامعي ( بخلاف الدور الأمني السياسي الوحيد الذي يقوم به حرس الداخلية الآن)

ثالثا : أن يتصرف الطلاب والأساتذه مع تجاوزات الحرس الحالي من منطلق قوة القانون حتي وإن لم تنفذ الداخلية القرار كما هي عادة الداخلية في تكسير القانون ومخالفة الدستور وعدم احترام أحكام القضاء بشهادة العديد من المنظمات الدولية والحقوقية

أما عن الحرس الجامعي وتجاوزاته فلي معها ذكريات

في السنة الإعدادية من كلية الصيدلة كنا ندرس بكلية العلوم المجاورة لكلية الصيدلة في جامعه الزقازيق وكانت نفوسنا تهفو لزيارة كليتنا الأصلية والتعرف علي كل ما فيها خاصة مع خشونة معاملة أهل العلوم لنا بحساسية زائدة

ولكن حرس كلية الصيدلة كان دائما له رأي آخر في التضييق علينا سواء للتجول داخل الكلية أو الصلاة بمسجدها أو حتي التعامل مع شئون الطلاب ورعاية الشباب لدرجة أن البعض فيهم كان يصحب الطلاب حتي المكان الذي يقصده لا لأنه كفيف أو يحتاج دليل ولكن لأنه متهم إلي أن يثبت العكس؟؟

وتوالت الأيام واتضحت الاتجاهات والميول لدي الطلاب وطبعا البقية معروفة فالكل لابد أن يمر عبر سياج الأمن فمنا من يحتضنه الأمن ترحابا واستقصاء عن الأمور والأحوال والجديد ( الطلاب المخبرين كما كنا نسميهم للأسف) ثم يلقي به بعد أن تنضب معلوماته أو يقل دوره أو ينحرف سلوكه بيقظة ضمير

أما نحن طلاب التيار الإسلامي كما كان يطلق علينا فطبعا نحن هدف أمني متحرك 24 ساعة داخل السور وخارجه فمن لحظة دخولنا من الباب الخارجي للجامعه يرسل حرس البوابة إشارة بوصولنا وخاصة لو كان أحدنا يحمل شيئا معه قد يظن أنه سيستخدم في نشاط أو كانت الفترة ساخنة كانتخابات أو قضايا عامة تشغل المجتمع الطلابي

ونبقي تحت المراقبة والرصد وربما التفتيش وكأننا متهمون طوال ساعات الدراسة وقد يتطوع الأمن زيادة في الحرص علينا وتأميننا بأن يرسل خلفنا من أفراده المدنيين من يوصلنا إلي بيوتنا أو الوجهه التي نقصدها

وقد يزداد حرصه ليبلغ مداه فيتحفظ علينا في معسكرات الاعتقال أو السجون المختلفة.

ذكريات

عادي جدا في فترات الغلاسة والشد أن تدخل من الباب في ظل تفتيش مكثف لكل الطلاب فيبادرك الحارس بكل بلاهه الكارنيه لو سمحت يا د أحمد فتبادله العبط والغلاسة بابتسامه ساخرة إلا أن بعض الطيبين من إخوتنا وأخواتنا كان يخرج تحقيق هويته الجامعية كلما طلب منه

ذات مرة وكما هو معتاد الأمن أن يزور الانتخابات الطلابية ويقصي المعارضين ويعتقل البعض والتهبت الأجواء في الجامعه نتيجة مذبحة الشطب وقلنا لنفاوض الإدارة علي ترك مساحة للنشاط بدل التصعيد المتبادل كل عام وتوتر الأجواء وضعف النتائج كمحصلة

وبالفعل صعدت وزميل لمكتب العميد أ . دمحمد سلامه وكان شيوعيا أصليا كما يروي عنه وكان بالطبع ذكي ومراوغ وأقل افتضاحا وخنوعا من عمداء الآن فرغم أنه كان يمارس ما يملي عليه إلا أنه كانت لديه مساحة للتفاوض والتصرف وكنت منفعلا جدا

وقلت له: الطلاب في حالة هياج شديد ونحن غير مسئولين عن أي إضرار يتم بالكلية ومنشآتها فهذا نتاج أفعالكم

فنظر لمن حوله وكانوا قائد حرس الكلية و2 آخرين لا أعرفهم – غالبا ضباط أمن دولة – وقال لي: بس اهدأ كده وبلاش تقول كلام يدينك والانفعال مش هيجدي

قلت له : أنا مسئول عما أقول وهذا ما سيحدث

قال لي: طيب انتوا عايزين ايه؟

قلت له : تترك لأسرة النشاط الخاصة بنا المساحة الكافية للعمل والموافقات دون عرقله باق السنة وتترك لنا فرصة لنعبر عن سخطنا جراء ما حصل

فقال لي : ولكم ذلك إلا انني لا اريدكم تشاركوا في أنشطة مع باق الجامعة ولا تجلبوا المظاهرات عندنا لكن افعلوا ما شئتم داخل كليتكم – ان شا الله تقولوا محمد سلامه ده ابن ستين ….. – محدش هيكلمكم

فقلت له : ده معرض للشطب يعبر عن آرائنا نريد تعليقه فوقع عليه. ففعل الرجل دون أن يقرأ كلمه واحده لكنه سأل كم من الوقت ستعلقوه ؟ قلت له : يومين . قال لا أسبوع كامل

فقلت له قبل الانصراف لكنا لا نملك أن نمنع الطلبة من المشاركة في أنشطه بالجامعة لكنا لن ننظم شيئ بأنفسنا هنا بالكلية وندعوا له باقي الجامعة..ثم تركته وانصرفت

وذات مرة كان لدينا معرض بموافقة من الادارة وفي خلال أيام المعرض نزل بيان باسم الجماعة الإسلامية وكانت احدي الدفعات أجازة ذاك اليوم فاحتفظنا بكمية البيان الخاص بها داخل حاجيات المعرض وكنا نحتفظ بها في دواليب معامل الكلية نهاية كل يوم دراسي ونعيدها في الصباح وكانت فرق العمل في كل دفعة تتناوب الإشراف علي المعرض ولما كنا نحن في الفرقة الثانية من أشرفنا علي المعرض ذلك اليوم وبالتالي خبأنا البيان بحقيبة حتى اليوم التالي وعند دخولي من الباب الرئيس للجامعة صباح اليوم التالي وجدت أخ – محمد فكري من دفعة ثالثة يقوم بفتح محتويات المعرض للحرس من باب تأكيد أنه ليس بها شيئ وهو لا يعلم من أمر البيان شيئا

فأسرعت للحاق بهم وبالفعل أمسكت بالحقيبة ورفضت تفتيشها بدعوي أن هذا إجراء سخيف ومتكرر يوميا ثم إننا سنخرج محتويات المعرض كله خلال خمس دقائق وعلي بعد 10 أمتار من الباب ومن يريد أن يشاهد شيئ فليأت ليراه بالمعرض ولكن الحراس أصروا علي التفتيش وأصررت علي الرفض في ظل استغراب من زميلي؟؟ وكانت معركة شد وجذب وتدافع لعدم فتح الحقيبة بعد ان تجمع كل حرس كليتي العلوم والصيدلة ورئيسي الحرس من الضباط واستدعي الأمر استدعاء وكيل الكلية لشئون الطلاب أ .د محمد عبد العال حسب طلبي لفتح الحقيبة أمامه

وبالفعل حضر ورفضت أن يضع أحد يده داخل الحقيبة وقمت أنا بعرض محتوياتها لكن بعد عرض كل عنصر أعيد إدخاله للحقيبة وطبعا مفهوم أني لم أخرج البيان.. وأدين الحرس أمام تجمع الناس لسوء تعاملهم معنا وتم توزيع باقي البيان لكن في الليل كانت حملة اعتقالات بالجامعة وطبعا كان منهم صديقي الحبيب محمد فكري ربنا يتقبل وفوجئ الحرس في اليوم التالي أني ما زلت موجودا مما دعا أحدهم يبادرني بالقول ( والله كان المفروض يعتقلوك انت )

المهم الحكايات كثيرة وأليمة مع حرس جامعي لا يعرف دوره ولا يمارسه ولكنه بمثابة جنود الأمن المركزي الذين يرددون الصيحات وينفذون الأوامر

فالواحد كان أحيانا يشفق عليهم وأخري يغلظ لهم القول وكثيرا ما يتجاهلهم حتي لا يعطلونا أما هم أظنهم كانوا يحترموننا من داخلهم خاصة عندما تكون القضايا العادلة والأنشطة واضح فيها العمومية ومصلحة الأمة

كان أكثر ما يغيظهم كلام بعض الإخوة وتشبيههم لهم بالبوابين وفقط إمعانا في كسر نفسياتهم خاصة عندما يتطاولوا علي الطلاب

وكان أكثر ما يزعجهم هو فضح أسماءهم بممارسات محددة وربما نشر لصورهم لأن الانسان المحترم أو من يتصنع ذلك يعف عما كانوا ومازالوا يقومون به أمام ذويهم ومن يعرفونهم وهي وسيلة ضغط يجب أن تستثمر عساها تردع من بقي له من نخوة أو ضمير

الحقيقة وللإنصاف هذه التجاوزات العامة لها استثناءات ويجب أن نذكر أن الأغلبية منقادة وممارسة للبطش والسوء – تحت دعوي انهم عبيد المأمور ولا أدر هل تتنافي هذه العبودية مع العبودية لله ومحاربة دعوته أم كيف يسوغون الأمر لأنفسهم أم أن القضية باتت لا تشغلهم؟؟ لكن ما زالت هناك فئة متماسكة علي الأقل تحاول أن تبتعد عن أماكن الظلم والبذاءة

في النهاية وقبل نشر كلماتي اطلعت علي تصريح لكبير الأمنيين الجامعيين وزير التعليم العالي طبعا بتشكيل لجنة لتقنين ودسترة وجود الحرس الجامعي داخل الجامعة بتقديم مشروع قانون جديد للبرلمان ومتابعة الاستشكال الذي طعنت به جامعه القاهرة علي القرار التاريخي للمحكمة

لكن في النهاية يبقي حكم المحكمة مفخرة للقضاء وقوة للمجتمع الجامعي وشعاع نور وسط ظلام الطغيان والانهيار الذي يلف الحياة العامة في مصر

الحلقة الثانية: الاستقبال في الجامعة

في هذه الفترة (88- 93) من عمر العمل الطلابي بالجامعة وأظنه هكذا للآن كانت الفئة الوحيدة ذات العمل المنهجي المنظم والمستمر هي طلاب الإخوان المسلمين وهذا لا يمنع من ظهور فئة من الطلاب منظمي الأنشطة خاصة الرحلات تحت مسميات أسر نشاط تتواجد في أنشطة الاستقبال وتنظم رحلة أو أكثر في العام ثم تختفي الأسرة بانشغال أفرادها أو تخرجهم وهذا لا يعني أن أغلبهم كان سيئا في نشاطه أو سلوكه ولكن مؤشرا أن كلهم كان وقتيا وسطحيا في أهدافه وتخطيطه

ولم يكن معروفا لدي غالبية الطلاب هذا الانتماء الإخواني للطلاب ولكنهم كانوا معروفين بطلاب الاتجاه أو التيار الإسلامي أو الجماعة الإسلامية أو منسوبين لأسماء أسر النشاط التي يعملون من خلالها مثل :

  1. طلاب جابر بن حيان في كلية الصيدلة
  2. طلاب ابن سيناء في كلية العلوم
  3. طلاب أسرة الفجر في كلية الطب أو النور في هندسة أو الضياء في تجارة أو الفجر الجديد في تربية وهكذا……

أنشطة الاستقبال

كان الاستقبال في كليتنا دائما ضعيفا لقلة عدد الطلاب عموما والإخوان خصوصا – متوسط عدد الدفعة 110 طالب – ولانشغال الطلاب بالمحاضرات والمعامل من أول يوم ولأن الطلاب الجدد يدرسون بكلية العلوم المجاورة؟

ولكن هذا لا يمنع من تنظيم حفل استقبال سنوي بالكلية بالتنسيق مع الإدارة أو أحد الدكاترة المحاضرين كجزء من وقت محاضرته وان كان الاستقبال في كليات أخري يأخذ شكلا مبهرا وجذابا لعموم الطلاب فمن مظاهر وأنشطة الاستقبال مثلا:

  1. رفع الزينات والأعلام واللوحات الإرشادية بالساحات والمدرجات والمسجد
  2. تعليق لا فتات الترحيب والتهاني بالعام الجديد للطلاب والأساتذة
  3. توزيع دليل للطلاب الجدد يشرح الكلية وخريطتها الدراسية والجغرافية ويعرف بهيكلها الإداري ويدعو الطالب للمشاركة في الأنشطة والكيانات الموجودة
  4. الحفلات والمسابقات الفورية بالمدرجات والساحات
  5. معارض السلع والخدمات التي توفر للطلاب الجدد ما يحتاجونه مثل ( الأدوات الهندسية لطلاب الهندسة – الأدوات والمعدات المعملية لطلاب الطب والكليات العملية، الأدوات الدراسية)
  6. الزى الموحد للمستقبلين من الطلاب والطالبات بالأوشحة وكروت التعريف
  7. مخيمات الجوالة للخدمة العامة والتنظيف والتشجير
  8. قوافل المهنئين بالورود والكروت حيث تخرج فرق عمل لتهنئة الأساتذة والطلاب كل في مكتبه أو قاعته
  9. لافتات وحفلات التهنئة لمن ترقي من أعضاء هيئة التدريس

ومما لا شك فيه في ظل توفر التقنيات الالكترونية الحديثة كان الاستقبال يمكن أن يأخذ شكلا أفضل مع وجود رسائل البريد الالكتروني emails ،والرسائل النصية والمصورة علي الجوال SMS-MMS ، وكذلك استخدام أجهزة العرض الالكترونية DATA SHOW ، مع وجود سهولة ويسر وإبهار في إخراج المنتجات وخاصة المطبوعات فالآن اختفي عهد الكتابة بالريشة والفرشاة والبويات والقلم المار كر وأصبح الكمبيوتر والطباعة الديجتال والتصوير بالهاتف والكاميرات الدقيقة والخلفيات البلاستيكية المطبوعة بكافة الأشكال والمقاسات ROLL UP – DRAW BACK.

- الاستقبال المبكر: وأعني به التعرف علي الطلاب قبل بدأ العام الجديد من خلال استقبالهم بمكتب التنسيق والاتفاق معهم علي:

  • اصطحابهم في جولة تفقدية بالكلية التي يحلمون بالتواجد السريع بها لتعريفهم الأماكن وشرح طبيعة الدراسة لهم & ومما يحضرني هنا جولة قمنا بها ونحن في السنة الثانية ثم اختتمناها بمسجد كلية العلوم بصلاة الظهر ثم جلسنا نتلوا القرآن ولم تكن الدراسة بدأت بعد لذا كان وجودنا كطلاب ملفتا & واقترب منا أحد المصلين المرموقين في مظهره وسكونه وطلب التعرف إلي علي جانب وبعد أن تم ربت علي كتفي وودعني داعيا لنا ولم نكن نعرفه ولا يعرفنا & ثم اكتشفت بعد عام أو أكثر أنه أ .د ممدوح الديري رحمه الله – الأستاذ بكلية العلوم وأحد أعضاء مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان
  • أخذ عنوان الطالب وإرسال كروت تهنئة بالنجاح له علي المنزل & ونرحب به زميلا جديدا بالكلية ونخبره أننا بانتظاره ليلحق بأسرة النشاط ويساهم في الأنشطة الجادة لمصلحة كليته وكم كان لها أكبر الأثر عند البعض أن يسمع عنا قبل أن يرانا وكنا نلحظ أن بعض الطلاب يأتي للبحث عنا إما لبطاقة تهنئة وصلته منا أو لأن أحد أبناء بلدته أو عائلته أوصاه بنا

المقرأة اليومية: وهي حلقة لتلاوة القرآن كنا نعقدها يوميا بعد صلاة الظهر بالمسجد وندعو كل من نتعرف عليه لها وكان حصادها مع الطلاب الجدد هائلا وكثيرا ما كان يضيق المسجد بالحلقات خاصة مع ضيق المسجد وتوالي الجماعات عليه

الشاهد فيما سبق أن حسن الاستعداد والاستقبال للزملاء القدامى والجدد والأساتذة يضفي روحا من البهجة والألفة ويمهد الساحة لعرض الأفكار والأطروحات في جو من الهدوء قليلا قد لا يتوفر خلال العام الدراسي في ظل تسارع الأنشطة والأحداث المثيرة وجو التضييق والانفعال الذي تفرضه الإدارات والأمن لتقويض النشاط لذا ينصح بالتزام الهدوء والاجتماعية والبعد عن البدايات الساخنة أو السياسية التي تعكر صفو الاستقبال وتعيق حسن التعرف المتبادل علي الزملاء .

فوائد نشاط الاستقبال:

1. فرصة مبكرة لتنشيط كل المواهب والطاقات واكتشاف الجديد منها فيكون الجميع بمثابة خلية نحل تعمل في تناسق وتفاهم وجدية من أجل تحقيق أهداف البعض يستوعبها كاملة والبعض يستوعبها جزئيا والقليل من يعمل والنشاط كنشاط فقط هو همه الأول
2. التعرف علي عدد كبير من الطلاب الجدد وإحياء العلاقات مع القدامى منهم
3. ترك انطباع أولي عن أسرة النشاط وتواجدها وأهدافها لدي العامة ( الانطباعات الأولي تدوم)
4. بداية ساخنة ومكثفة لتوسيع دوائر الانتشار الطلابي أو ما يسمي بالربط العام أو التواصل الاجتماعي
5. خطوة نحو انتقاء أفراد والتدرج بهم تربويا ومناقشتهم في القناعة بالعمل الإسلامي عموما والاخواني خصوصا
6. فرصة للاحتكاك بالإدارة الجامعية واستقراء التوجهات الإدارية والأمنية مبكرا فمثلا:

- لو منحت موافقات علي المعارض والخدمات وتم استقبال المهنئين بشكل جيد تكون بشارات خير وهدوء لعام فيه تفاهم وانسجام

- أما لو بدأت مؤشرا ت الرفض والمنع وأحيانا الاستدعاء والإنذارات وربما الاعتقالات فيكون الوجه الآخر والذي أصبح الآن هو السائد

- ولو كان السلوك إداري هادئ وأمني عاصف يكون المتوقع هو السماح بالأنشطة الرسمية الموافق عليها للأسر والاتحادات ومنع للأنشطة الجماهيرية

ولأننا كطلاب إخوان أصحاب رصيد وتجربة وتوارث أجيال تولدت لدينا مرونة للتعامل مع الواقع لتحقيق أهداف كبري دون الالتفات إلي ملهيات المعوقات والعراقيل الموضوعة وبالتأكيد الإخوة الأكبر سنا في السنوات النهائية هم ضابط الحركة للمتحمسين من الجدد

أرادوني شيوعيا…. فكنت إسلاميا

لماذا طلاب الإخوان؟

سؤال كثيرا ما تبادر لي في مراحل عمري المختلفة منذ تعرفت علي دعوة الإخوان في بداية حياتي الجامعية؟ وللآن

ما الذي يدفع شابا في مقتبل عمره للإلتزام بعمل تحفه المخاطر؟

وما الذي سيجنيه من الانتساب لجماعة مضيق عليها وتحاربها الدولة بكل السبل؟

أوليس هناك غير هذا الطريق لتحقيق الذات وإشباع الطموح وتفريغ الطاقات؟

مدخل طريف للإجابة من مرحلة الصبا:

كنت في الصف الأول الإعدادي عام 1982 وتركني والداي لسفرهما لرحلة عمل بالسعودية وكنت أعيش وأختي مع جدتنا رحمها الله وتعرف علي شاب من الجيران في منتصف العشرينات من العمر وكان سيئ الخلق وذو سطوة في الحي وطلب مني أن أصطحبه لزيارة رجل في بيته لأنه فقد شيئ ويريد ولد مهذب يصلي يسأله بعض الأسئلة ليخبره أين يجد ما فقده؟؟

وللحق فقد ذهبت معه لأنه فاجأني وحرجا لأنه كان خال صديق لي رغم عدم قناعتي به وتساؤلي لما لم يأخذ ابن أخته وهو في سني تقريبا؟ ولما لحقنا وجدنا الرجل مشغول ولم يسمح لنا بالدخول فعدنا علي أن نذهب بعد ساعات.

فحمدت الله أن نجاني من شر كنت أتوقعه وأستشعره لفقدان الثقة فيمن اصطحبني وسارعت إلي النوم وأخبرت جدتي بألا توقظني أبدا وظللت فترة أتهرب من هذا الشاب الذي يلاحقني حتي علمت بعد فترة أنه اعتقل وحكم عليه بالسجن ضمن تنظيم للشيوعيين؟؟؟؟

وظل هذا الموقف في خلدي لم أخرجه لأحد .

الحقيقة أنني وجدت نفسي محبا ومنطلقا بقوة نحو هؤلاء الطلاب كما لم يحدث من قبل مع أحد من الزملاء والأصدقاء الذين عرفتهم طوال مراحل التعليم ربما كان ذلك لما لعدة أسبا ب منها ما يتعلق بي ومنها ما يتعلق بهم .

أما من ناحيتي:

1. أنني كنت محبا لجدي لأمي الذي مات وعمري عشر سنوات عام 1980 وكان ارتباطي به عميقا وكان قد ابتلي بالسجن من 1954-1971 في ركاب دعوة الإخوان وخرج به ما به من أمراض و…. نحتسبه عند الله وكنت كثيرا ما أصلي معه خاصة الفجر ونذهب لشراء الجريدة والإفطار ونتناول الإفطار سويا ويلاعبني كثيرا وهذا حببني فيه وأشفقت عليه وزرع في تحدي خفي لهذا الظلم الذي ألم به
2. أن أحد أقربائي في الأسكندرية وهو يكبرني وقد انتمي لهذه الدعوة المباركة وكان محبوبا في العائلة ولا يزال هو أحب الناس لي من العائلة وكان دائما ما يصطحبني معه كلما زرناهم كل عام لأصلي معه أو ألعب الكرة أو أخرج معه وإخوان المسجد في نزهه وذات مرة في صيف 1985 ذهبنا لرحلة إلي شاطئ العجمي وأجريت مسابقة فورية وكان أكثر المتفوقين فيها هو شبل صغير غزير المعلومات وكنت علي أعتاب الثانوي وليس لدي ما عنده من معلومات قيمة فهزني هذا الموقف وأشعرني بالنقص وولد في رغبة لأن أكون واحدا من هؤلاء الملتزمين المثقفين المتحابين
3. روح الالتزام الإسلامي وبعض الأنشطة التي كان ينقلها إلينا زملاء الدراسة في ثانوي من أنشطة المسجد مثل الأناشيد والكتيبات وشرائط الكاسيت ورغم أنها لم تكن واضحة الفكر والهوية ولكنها كانت ذات أثر عام في النفس

ومن ناحية الإخوة والمناخ العام للعمل :

1. وضوح الهوية الإسلامية وهي روح الفطرة والمحركة لمكنونات النفس البشرية بغض النظر عن درجة التزامها
2. شمولية الممارسة التي تراها في تنوع الأنشطة وتعدد المجالات التي يتواجد بها هؤلاء
3. استشعارك للتجرد للفكرة من قبل هؤلاء الشبان وأن المصلحة العامة هي التي تحركهم وليست المنظرة ولا المكتسبات الشخصية
4. روح الحماسة والمعارضة وعدم الاستسلام لواقع تحاول الأنظمة أن تفرضه عليهم والتحدي هو سمة الشباب
5. أن التيار الإسلامي كان الأوسع والأكثر انتشارا وتأثيرا في الشارع والمؤسسات ودائما الإنسان يحب الانتماء للأقوى


للمزيد

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

مواقع هامة

وصلات فيديو