أحمد فهمى يكتب تأملات سريعة في نِسب الاستفتاء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد فهمى يكتب تأملات سريعة في نِسب الاستفتاء

بتاريخ : الخميس 16 يناير 2014

أحمد فهمى

تأملات سريعة في نِسب الاستفتاء

هل تعلم ماذا تعني مقاطعة استفتاء دستوري لغير مضمونه؟..

من المعروف أن "التصويت على دستور" قادر على تجميع الأطراف المتخالفة أكثر من "التصويت على مرشحين" لأنه يتعلق بنصوص ومواد، بينما تتزايد الخلافات بصورة حادة، عندما يتعلق الأمر بأشخاص..

بمعنى أن الشعب إذا كان قد قاطع الدستور الذي يدعمه السيسي، فمن باب أولى ألا يصوت للسيسي، ولا لأي رمز ينتمي للانقلابيين بصورة فجة..

الاستفتاء بصورته النهائية أثبت لنا بوضوح أن أغلبية الشعب لا تريد أن تتورط مع الانقلابيين أكثر من ذلك، فقاطعت ..

نتيجة أخرى لا تقل أهمية، وهي أن إعراض الشعب عن الدستور بهذه الصورة، يعني أن الكتلة التصويتية للقوى الرافضة للانقلاب لا تزال مؤثرة وفاعلة، وهذه هي الطامة الكبرى للانقلابيين، فقد كان كل أملهم هو استبعاد تلك الكتلة من المشهد السياسي لتخلو لهم الدولة..

إنهم الآن يواجهون معضلة كبيرة، فهم يحكمون منذ سبعة أشهر، وأداؤهم كارثي اقتصاديا وسياسيا، بينما التحالف الشرعي في موقع الثورة، وهو موقع يُغري بالتأييد لكل من ينقم على النظام القائم..

بناءً على ما سبق فإن استراتيجية المرحلة القادمة يجب أن تُبنى على 5 حقائق

الأولى: أن أغلبية الشعب لا تدعم الانقلاب، وإذا كانت قوة السيسي ترتكز على: منصبه العسكري وشعبيته المتوهمة، فإن سقوطه شعبيا يعني أن نفوذه يتقلص، وقد ينعكس أثر ذلك قريبا داخل صفوف الانقلابيين..
في المقابل، فإن الثورة تتعاظم دوافعها ومؤيدوها..
الثانية: أن الانقلابيين لن يستسلموا بسهولة، إلا لو تم إبعاد الرؤوس الكبيرة، وليس مستبعدا أن تُوظَّف استقالة السيسي – لو حدثت- في هذا الاتجاه، فالقوة والنفوذ، تظل دائما بأيدي من يجلس على الكرسي..
قوتهم الحالية منبعها أنهم يستندون إلى الحائط، ويدافعون عن رؤوسهم..قمعهم سيستمر، لكن اليأس يملأ قلوبهم..
الثالثة: أن قواهم الإعلامية أصابها الترهل، فرغم الصراخ ليل نهار، وعشرات البرامج ومئات التقارير، وآلاف المقالات والأخبار الكاذبة، فإن قدرتهم على توجيه الجماهير تقلصت بشدة، فضلا عن أن جبهة رافضي الانقلاب تتقدم- ولو ببطء- نحو كسر احتكار إعلام العسكر..
الرابعة: الموقف الغربي من الاستفتاء، سيوضح إلى أي مدى لديهم استعداد لإقصاء القوى الإسلامية..
الخامسة: هذا الموقف الجماهيري، يعني أن هناك تغير، وأن نغمة "الشعب التاني" يجب أن تتبدل تماما، فبين أيدينا 20 مليون مصري على الأقل- ممن يحق لهم التصويت- يمكن أن يتحولوا إلى "حاضنة شعبية"راسخة للثورة..

لقد أصبح الانقلاب مثل رجل طاعن في السن، يتعثر في منحنى هابط، يدنو نحو الموت..

بينما الثورة، مثلها كمثل شاب يافع، مقبل على الحياة، يخطو بهمة وقوة نحو الأعالي..

المشكلة الآنية التي تواجه الثورة، هي: إقناع الجماهير -المقاطعة- بأنهم يمثلون الاتجاه السائد، وأن "شعب السيسي" يمثلون أقلية.

المصدر