أحمد قطيش الأزايدة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد قطيش الأزايدة : شخصية اجتمعت القلوب عليها


مركز الدراسات التاريخية (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

بقلم/ أشرف عيدالعنتبلي

باحث دكتوراه بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة

أولا : المقدمة

إن من يقرأ سير العظماء قد يستغرب عندما يجد من بينهم شبابا لم يتجاوزوا العقد الثالث أو الرابع من حياتهم، فيرجع إلى نفسه يسألها : أين ومتى تربى هؤلاء ؟

وما هذه الأعمال المجيدة التى قاموا بها وقدموهم لينالوا ذلك المجد ويستحقوا تخليد الذكر ؟ حقيقة إن عناية الله وتوفيقه واجتهاد الإنسان وعزيمته وشخصيته لها أثر فى ذلك ، ولعلنا نستطيع أن نقدم نموذجا لواحد من هؤلاء الشباب .

أحمد قطيش الأزايدة مهندس وسياسي أردني رئيس بلدية مأدبا لمدة ثمانى سنوات ، وأحد أعلام الأردن البارزين وجماعة الإخوان المسلمين ، كان مثالا لتوحيد الصف ونبذ أسباب الخلاف.

ما بين مولده ووفاته لم يكن وقتا طويلا ، فقد انتقل إلى جوار ربه وعمره أربعة وأربعين عاما .فقد ولد عام 1948 وتوفي عام 1992 ، ومع ذلك فقد بارك الله في عمره ، فكان حافلا بعطاء ونشاط يحتاج إلى أضعاف عمره .

وكأنه كان يدرك أن حياته ستكون قصيرة ، فكان يردد دائما الآية " وعجلت إليك ربي لترضى ".

لذلك كان وقته كله مشغولا للعمل العام والدعوة .

فقد جاب الأردن مدنه ونواديه ومنتدياته ومدارسه وجامعاته محاضرا ومحاورا ومشاركا وزائرا ومهنئا .

ثانيا : نشأته وتعليمه

ولد المهندس أحمد قطيش الأزايدة سنة 1948 في مدينة "مأدبا"، ودرس الابتدائية فيها، واتجه إلى حفظ القرآن الكريم ،وحفظ الأحاديث النبوية والإلمام بالفقه ، وقد اتضحت أثر تلك الثقافة فيما بعد .

وكانت الحياة المعيشية في ريعان صباه صعبة، وكان الناس يعملون في زراعة الأرض وفلاحتها ورعي الأغنام، لتأمين مستوى من العيش يحفظ العائلة ويسد رمقها، وكان واحداً من هؤلاء الذين يساعدون أهليهم في حياتهم وكسب معاشهم.

ثم تابع دراسته في كلية الحسين، وتخرج منها سنة 1968، ثم درس في مصربجامعة "عين شمس"، وحصل على البكالوريوس فى تخصص الهندسة المدنية سنة 1973.

وعمل في وزارة الأشغال العامة من سنة 1973م إلى سنة 1975م، ثم رئيساً للإشراف الهندسي في شركة خاصة ، ثم انتخب رئيساً لبلدية "مأدبا" لدورتين متتاليتين من عام 1981 حتى 1989، وفى الدورة البرلمانية الحادية عشر سنة 1989 ثم انتخابه نائباً عن لواء "مأدبا" العاصمة/الدائرة السادسة:وحصل على أعلى الأصوات، وتوفي بعد عامين ، وكان عضواً فاعلاً في مجلس النواب، وانتخب رئيساً للجنة الحريات العامة بالمجلس ، وناطقاً رسمياً باسم نواب الحركة الإسلامية في المجلس، ثم اختير عضواً في لجنة الميثاق الوطني، كما كان عضواً في جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية، وهو أيضاً عضو في اللجنة التحضيرية لحزب جبهة العمل الإسلامي، وأمين سرها من سنة 1989، وحتى وفاته.

أما حياته العائلية ، فقد رزقه الله بثمانية من الأبناء ، ثلاث إناث وخمس ذكور وهم بالترتيب : بلال ،وأنس ، وأسماء ،وأسامة ،ونسيبة ، وبراء ، ويوسف ، وإشراق.

أما زوجته ، فقد كان يتوق لتسجيل شيئا عنها لما لها من أثر بالغ فى نفسه،وقد عبر عن ذلك بقوله :في الحقيقة فاني أتوق إلى تسجيل شيء عن حياتي الزوجية والتي إذا وصفتها بالمثالية والوفية لا أظن أكون قد وفيتها حقها .

لقد كانت متفانية ،وكنت أشعر أن الله أكرمني بالزواج منها . ومن أعجب ما فيها أنها كانت تلاحظ وبدقة شديدة طريقة كلامي وما وراء الكلمات وتقاطيع وجهي فتدرك بإحساسها أحوالي وما أشعر به ، وكان توارد الخواطر بيننا يجعلنا ننطق بكلمة واحدة وفي نفس الوقت عند محادثتنا .

لقد قامت بعبء كبير في آخر عشر سنوات يعجز عنه عشر نساء دون أن تشتكي أسأل الله أن يجزيها خير الجزاء.

ثالثا : مع الإخوان المسلمين

تربى المهندس أحمد طقيش الأزايدة فى مدرسة الإخوان المسلمين بالأردن ، فقد تعرّف على الإخوان المسلمين أثناء دراسته الثانوية ، وتوثقت علاقته أكثر بالإخوان فى مصر أثناء دراساته الجامعية فى كلية الهندسة جامعة عين شمس حيث كانت حركة الإخوان المسلمين الطلابية منتشرة فى الجامعات المصرية فى تلك الفترة ، وتعيد ترتيب أوارقها وانتشارها من جديد فى عهد السادات ، وقد أُعجب بفكر الإمام حسن البنا وشخصيته وسيرته، فكان أكثر الناس تمثّلا به ، يحرص على الحديث عن رسائله شارحا وموضحا ومستشهدا .

كان ناطقا رسمياً باسم كتلة الحركة الإسلامية في مجلس النواب ورئيساً للجنة الحريات العامة في المجلس، وأول أمين عام لحزب جبهة العمل الإسلامي تحت التأسيس وعضوا في لجنة الميثاق الوطني كما شغل منصب رئيس بلدية مادبا الكبرى لدورتين متتاليتين منذ عام 1981 حتى العام 1989.

وبالرغم من أنه من قادة جماعة الإخوان المسلمين بالأردن إلا أنه كان منفتحا على جميع التيارات ، فكان يرى أنه لابد من الخروج من الهم الفئوى إلى الهم العام ، وطرح البرامج التى يشعر الناس معها أنها برامج تعالج قضاياهم بمعنى الفوائد والمضار التى نعتمدها لاتخاذ قرارنا .

ويقول: إن الناس لهم الخيار أن يعتبروها تحت البحث وتحت الدراسة .

فى اعتقادى الشخصى أن جماعة المسلمين فى هذا العصر وفى هذا القرن هى جماعة الإخوان المسلمين دون أن تكون المواقف مجردة من غيرها إلا بقدر ما يخطىء الفرد.ثم يتكلم عن البيت المسلم وعن إرشاد المجتمع وتحرير الوطن وتخليصه وإصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية .

وفى هذا المجال نتكلم أيضا عن شمول أهداف جماعة الإخوان المسلمين حيث لم تقتصر على دعوة الأفراد ودعوة التجمعات أو مخاطبة الشعب من المنابر والصحف والإعلام ، وإنما دخلت كل مجالات العمل ، وكثيرا ما يؤكد فى مجلس النواب على أنه من الإخوان المسلمين .

فيقول: فى مجلس النواب عن أحد الموضوعات : أنا أتكلم كإخوان مسلمين نحن درسناه من الناحية الشرعية .

ويشير إلى أن التكتلات التى تجمعت لتحارب الإخوان وتقضى عليها ، وهى حقيقة لا تريد القضاء على الإخوان، بل الإسلام نفسه دون تصريح ، فيقول عن تلك الأحزاب والجماعات : " تجمعت فى تيار واحد يقولون نريد أن نقضى على الإخوان المسلمين طبعا كلمة (الإخوان المسلمين ) لكن هؤلاء مهزومون يريدون الإسلام لكن حتى يظل بعض الناس مخدوعا ، لذا يقولون نحن نريد أن نقضى على الإخوان المسلمين .

رابعا : أخلاقه وعلاقاته الاجتماعية

لعل أهم ما يميز أحمد طقيش الأزايدة أنه نال إعجاب معظم أطياف القوى السياسية والمجتمع الأردنى ، وهذه ميزة قد لا تتوفر كثيرا لأصحاب السياسة والفكر ، فبالرغم من انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن إلا أن الجميع كان يشعر أنه ينتمى إليه هو لا إلى الإخوان ، فكان يحترم الجميع لإنسانيته دون النظر إلى انتمائه الفكرى والعقائدى فمجال اختصامه هو الإنسان فقط .

فلا غرابة أن نجد أطياف المجتمع الأردنى تذكره والمسيحيون يحزنون لفقده ، إن تلك الصفات إنما توجد فى القادة المتميزين الذين يجمعون لا يفرقون .لذلك فإن كل منهم عبر عن جانب من جوانب التميز فيه من وجهة نظره .

عرفه الناس جميعاً، متواضعاً كريماً ذكياً حسن الخطاب، يحترم الناس، ويسعى في حاجاتهم، لا يرد سائلاً مهما كانت حاجته، وكان محاوراً بارعاً تشهد له بذلك الندوات والمناظرات العامة، حيث يخطف تأييد الناس لجانبه، إنه الشخصية الإسلامية المعتدلة والمعروفة بخلقها وأدبها الجم .

وكان لا يعادي أحدا ، بسيطا متواضعا كريما، يحسن الاستماع فإذا تكلم كان كلامه دررا يضع الكلمة في موضعها .

لذلك لم يكن مستغربا أن يبكيه الكبار والصغار وفي مقدمة هؤلاء أهل مأدبا بجميع طوائفها الذين اختاروه دورتين متتاليتين لرئاسة بلديتهم .

وكان يسعى للإصلاح بين الناس، وفض الخصومات فيما بينهم، ويشاركهم في المناسبات الاجتماعية، فهو السبّاق للتعزية بالوفاة، وعيادة المرضى، والتهنئة بالزواج والقدوم من الحج أو السفر، فضلاً عن زياراته إلى الخارج، حيث الطلبة الدارسون في البلاد الغربية.

لقد كان صورة مشرقة للمسلم الملتزم بالإسلام قولا ًوعملاً وسمتاً وسلوكاً، وكان يتحرك بهذا الإسلام، يدعو الناس إلى الخير، ويجمعهم على الحب في الله، والعمل لمرضاته، وخدمة المجتمع بكل فئاته وأصنافه، والتعاون مع الجميع في سبيل إحياء الأمة، وترشيد مسيرتها، لتنطلق في قافلة الحياة، سائرة على الدرب الصحيح، والمنهج الحق، لأن الإسلام عقيدة ونظام ومنهج حياة.

لقد كان آسرا للقلوب والعقول، اشتغل في وظيفة الأنبياء والمصلحين، وسار- رحمه الله- على دربهم، فكان مصلحا بين الناس، يحل الخير به أينما حلّ، مبددا الخصومات والأضغان، يعيش مع الناس آلامهم وآمالهم، يشاركهم في المناسبات الاجتماعية، فهو السبّاق للتعزية بالوفاة، وعيادة المرضى، والتهنئة بالزواج والقدوم من الحج أو السفر.

وإذا كان الناس عادة يجنحون إلى الثناء على الشخصيات العامة فى حياتهم بالحق أو بالباطل ، فإن رثاءهم بعد الموت دليل على حسن السيرة،ولعل ما يلفت النظرأن تظل ذكراه وأعماله ماثلة فى أذهان وذاكرة معاصريه لأكثرمن عشرين سنة على رحيله .

وإن دل ذلك على شىء إنما يدل على أن الرجل كان تأثيره فى معاصريه ممتد الأثر مهما طالت بهم السنون ، وتقلبت بهم الأحداث ، واشتدت بهم الأزمات ، وكأنه المَعْنِىُّ بقول الشاعر :

سيذكرنى قومى إذا جد جدهم

وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر

خامسا : أحمد قطيش الأزايدة وجهوده الوطنية

1ـ الحواروالتفاهم مع القوى السياسية

آمن بالإسلام الوسطي المعتدل ، الذي يقبل الآخر ويتعاون معه ويبحث عن المشترك ونقاط الالتقاء . فى خلال سنوات قليلة نجح في فتح باب الحوار مع مختلف الأفكار والاتجاهات والأحزاب، حتى إذا احتاجت الحركة الإسلامية لمحاور كان أولهم وأنجحهم فكان خير سفير.

لم يكن في منهجه يعتمد على موقف أو تصنيف محدد يضعه في خانة الاعتدال أو التشدد، ولكنها منهجية مستمدة من تقرير المصالح العامة وإمكانية تعدد الصواب، والقدرة على المعارضة والاختلاف، مع الاستمرار في الحوار والعلاقة الطيبة مع جميع الاتجاهات والناس مهما كانت مواقفهم ودرجة الاختلاف معهم.

له لسان وجنان يستطيع بهما مخاطبة كل قلب، والتمكن من أسره ببساطة لا تنقصها البلاغة والعمق والوعي، وفي معاصرة وأصالة لا تصطدم إحداهما بالأخرى، إسلامي الانتماء والفكر، ولكنه لم يحصر نفسه يوماً في همٍّ حزبي خاص، إذا اختلف المتحاورون لدرجة النزاع والخصام، قال كلمات قليلة هادئة حسمت الموقف، بحيث لا يشعر أي طرف أنه مغلوب في حواره، كان مدرسة في حياته وكان مدرسة في وفاته، حتى تكاد تُنسى المصيبة على عظمها لكثرة المعزين وتنوعهم من داخل الأردن وخارجه".

فكان نشطاً وصادقاً في رفض الاعتقالات السياسية وتجني الأجهزة على أعضاء الأحزاب السياسية ، وفي حينها، كانت اليسارية منها تحديداً.

وكان قيادياً في جماعة الإخوان المسلمين، ونجح كرئيس لبلدية مادبا عمل على خدمة مواطنيها، وسعى إلى الحفاظ وتقوية أجواء التلاحم المجتمعي فكسب مسيحيي البلدة قبل مسلميها، مكسراً قيود مخاوف بدأت بالظهور مع فوز الإسلاميين في مجلس النواب في الانتخابات النيابية.

من هنا تزداد أهمية استحضار اتساع الأفق الإنساني الذي امتاز به أحمد قطيش الأزايدة، لأنه نموذج يتحدى الكثير من السياسيين والإسلاميين منهم وحتى العلمانيين لأن العصبوية لا تقتصر على تيار الإسلام السياسي.

لقد كان صورة مشرقة للمسلم الملتزم بالإسلام قولا ًوعملاً وسمتاً وسلوكاً، وكان يتحرك بهذا الإسلام، يدعو الناس إلى الخير، ويجمعهم على الحب في الله، والعمل لمرضاته، وخدمة المجتمع بكل فئاته وأصنافه، والتعاون مع الجميع في سبيل إحياء الأمة، وترشيد مسيرتها، لتنطلق في قافلة الحياة، سائرة على الدرب الصحيح، والمنهج الحق، لأن الإسلام عقيدة ونظام ومنهج حياة.

في كثير من المحطات الصعبة أو الانتقالية للعمل الإسلامي يأتي ذكره ، لقد كان إخوانياً أردنياً، بما لا يخل بفكره الإسلامي، وصدقه مع قضايا أمته، يتحدث بلغة الناس، ويفهم لغة السياسة، لم يتصنّع أو يتكلّف الصدق والإخلاص، بل مارسهما، لم يركب أي موجة، ولم يفقد تواضعه، فخرج من بلدية "مأدبا" بدين مالي ثقيل على كاهله، وخرج من الحياة بسيرة عطرة، وذكرى تحضر عندما تحتاج المراحل إلى القيادة الحقيقية .

ولم تحكمه في عمله مصلحة شخصية، ولم يُذكر أنه استفاد شخصياً من مواقعه وأعماله المختلفة، بل إنها طريقة عمله استهلكت كل ماله الخاص وجهده ووقته، وكان بعيداً عن خيارات العزلة والتجاهل، أو الانفتاح والتأييد بطريق الاتجاه الواحد، وكان يستمد تأثيره واحترام الآخرين له من التفاته للجمهور العام والناس العاديين الذين كان يسعى لخدمتهم بما يستطيع، ويفتح بابه لهم وينقل همومهم واحتياجاتهم للمسؤولين والمؤسسات دون شبهة مصلحة أو منفعة.

2ـ فى مجلس النواب الأردنى

اتسعت مشاركة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية والعامة، وكانت الأكثر حضوراً ونجاحاً بين القوى السياسية المختلفة، ففي عام 1989م تقدَّمت جماعة الإخوان المسلمين بـ (26) مرشحاً، نجح منهم (22) نائباً من بين (80)، أي ما نسبته (27,5%) من مجموع مقاعد مجلس النواب ،ومنهم: أحمد الأزايدة عن محافظة مأدبا.

واختيررئيسا لكتلة الحركة الإسلامية آنذاك ورئيسا للجنة الحريات العامة وحقوق المواطنين وقبلها كان رئيسا لبلدية مادبا الكبرى لدورتين متتاليتين منذ عام 1981 وحتى انتخابه عضوا في مجلس النواب 1989.

وكان عضوا في لجنة الميثاق الوطني التي خرجت بوثيقة أجمع عليها الأردنيون من كل الأطياف والاتجاهات والواقع إن هناك ظروفاً خاصة توافرت للمجلس الحادي عشر الذي امتدت أعماله بين الأعوام 1989 ـ 1993 الذى قضى أحمد الأزايدة منه عامين وتوفى ، وقد قدم نواب الكتلة الإسلامية بوجه خاص أداء مميز نسبياً، وبتتبع الإنجازات التي أحرزها نواب الكتلة الإسلامية في المجلس النيابي الحادي عشر مقارنة بالبرنامج الانتخابي الذي ترشحت الكتلة على أساسه، ربما يمكن القول إن الكتلة قد نجحت في تحقيق العديد من النجاحات المهمة، من أبرزها كما يشير (حمزة منصور) رئيس مجلس الشورى الحالي لحزب جبهة العمل الإسلامي :

إقامة تحالفات مثمرة مع النواب الآخرين على أرضية القواسم المشتركة، والتحلي بقدر وافر من المرونة والإيجابية في التفاعل مع الأحداث الداخلية والخارجية، دون التنازل عن المبادئ والثوابت؛ الأمر الذي جعلها تستقطب الاحترام والتأييد على نطاق شعبي واسع، وتتمكن من توطيد علاقات بناءة مع القوى الحزبية والوطنية والفعاليات الشعبية، حتى أنها تمكنت من إيصال أحد قياداتها (عبد اللطيف عربيات) إلى رئاسة مجلس النواب لثلاث دورات متتالية.

وهو ما أسهم فيما نرى، وبصورة عملية في تهشيم الصورة النمطية السلبية الشائهة التي لطالما سعت جهات عديدة إلى إلصاقها بالحركة الإسلامية، التي كانت تتمحور حول وسم الحركة بالقصور البنيوي عن استيعاب المبادئ الديموقراطية وتطبيقها والاحتكام إلى قواعدها، سواء في تفاعلاتها الداخلية أو الخارجية.

يؤمن أن الوطن للجميع يجب أن يتعاونوا لرفعته والنهوض به وحل مشاكله .. واختاروه مرة أخرى نائبا عن اللواء في انتخابات عام 1989 وبأعلى الأصوات .

إن أبناء الوطن يستذكرونهـ رغم مرور السنون ـ مدافعا عن الحريات العامة والمضطهدين إبان رئاسته للجنة الحريات العامة في مجلس النواب الحادي عشر التى قضى فيها عامين .

سادسا : قالوا عنه

الأصل فى هذه الحياة أن الأهل والأحباب يتذكرون فقيدهم مدة من الزمان ، وسرعان ما ينسونه مع مرور الأيام والسنون،والغريب أن تجد الأحباب يظلون متعلقين بفقيدهم لأكثر من عشرين سنة تظل ذكراه ماثلة فى أذهانهم، وكلماته ترنو فى آذانهم كأنه يعيش بينهم كأنهم لم يفقدوه،ويدل ذلك على عمق الأثر الذى تركه فى نفوس محبيه.

وهذا ما نجده فى سيرة أحمد قطيش الأزايدة الذي توفي العام 1992 حيث نجدهم يحيون ذكراه بعد عشرين سنة من وفاته ، فيذكر كل منهم جانبا من جوانب عبقريته التى لمسها فيه .

لقد كان أحمد قطيش الأزايدة حاضراً في قلوب الناس في حياته وبعد مماته.

ولعلنا نعرج على بعض آراء محبيه على اختلاف انتماءاتهم بعد عشرين سنة من وفاته والتى تناول كل منهم جانبًا منها :

ـ يقول الدكتور منذر حدادين (وزير المياة والري)

إنَّ الراحل كان أكثر ورعاً وصمتاً حينما تشتد الصعاب، فيتحدث بطريقة عقلانية ومقنعة تخلو من الهيمنة وأسلوبه مقنع أذهل مَنْ هم حوله.وإن العقلية الدينية والسياسية والتكاملية هي سمة الراحل الأزايدة، وأن بصماتة واضحة .

ـ ويقول المهندس سمير حباشنة (وزير الداخلية الأسبق)

كان من رجالات الأردن الذين تركوا بصمات في الحياة السياسية والتشريعية والاجتماعية خدمة للوطن . وإننا في الأردن بحاجة إلى استذكار تاريخ الوطن وأعلامه ورجاله داعيا وزارة الثقافة إلى التوثيق لأعلام الوطن ليقرأ الجيل الناشئ عن أمثال المرحوم الأزايدة دون الاكتفاء بإقامة الندوات فقط.

وبيّن أن الأزايدة كان يمثل عمق الإسلام لا قشوره وأنموذحا في التسامح واحترام الآخر ولديه مساحة واسعة للاختلاف دون تخوين أو تكفير وكان عنصر توافق وجمع كلمة وتقريب.

ـ ويقول الأستاذ سالم الفلاحات ، (المراقب الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن)

إن الأردن افتقد شيخا عليما عظيما، مبينا أن الراحل كان قريبا جدا من الحركة الإسلامية ومن مميزاته أنه كان لا يغضب أبدا، ولا يغضب من حوله بطريقة ذكية، حيث يعمل على حل النزاعات المتوترة بأسلوب هادئ جدًا لا يشوبه العنف أو الحديث عن الآخرين.

ويستأنف بقوله: إننا أحوج ما نكون اليوم لشخص مثل المرحوم الأزايدة الذي كان مدافعا عن الحقوق والحريات وكان محل احترام من جميع الأطياف.

في ذكراه العشرين، نقول ما أحوج الشعب الأردني لأحمد قطيش في هذه الأيام بعد سنة ونصف سنة من البحث عن الإصلاح السياسي الشامل .

ما أحوج الحركة الإسلامية إلى أمثالك، مع أن الخير باق، ولكن دورك في الكلام محجوز لتقول كلمتك، ومكانك لا يزال شاغراً.

لم تقل عن نفسك يوماً كما قال أبو فراس الحمداني عن نفسه لأنك لا تعرف (الأنا)، فكنت "نحن" جميعاً ، ولم تبق فرداً، فزادك الله بالتواضع رفعة ومحبة في قلوب كل الذين عرفوك، لم تقل عن نفسك سيذكرني قومي إذا جد جدهم، مع أنه قد جد جِدُّنا فعلاً بما لم يكن قبل مائة سنة ولكننا وجميع المنصفين ممن عرفوك يقولون عنك اليوم بعد عشرين عاماً من مغادرتك لدنيا الشقاء والفناء: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.

بدرٌ والله في صمتك ونطقك، ورأيك وحوارك، وقدرتك على جمع القلوب المختلفة وإرضاء الأفهام المتعاكسة.. أعطاك الله فطنة البدو ، وحكمة المجربين، ولسان الخطباء ودبلوماسية السياسيين وأفق الاستراتيجيين، وصبر العظماء ومحبة الصالحين، وإن كثر حاسدوك فقد قل أعداؤك ؛ لأنك تحسن الخلاف كما تحسن التوافق والتفاهم.

وأما أنا فأذكرك ولا أنساك حتى بعد تطاول الزمن، ولكن يشهد الله أني كنت في هذه السنة والنصف الماضية أكثر افتقاداً لك، والشعور بالحاجة إلى شخصيتك الوطنية الجامعة من أجل الأردن شعبا ً ووطناً وحاضراً ومستقبلاً، ولربما كان حضورك الدائم في نفسي أخرني عن الكتابة بشأنك وقد كانت ذكرى وفاتك قبل ثلاثة أيام لتتم العشرين عاماً .. لقد مت ولكن :

هو الموت فاختر ما علا لك ذكره

فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر

ـ ويقول الدكتور وجيه الفرح ( منسق مأدبا)

" إن احترامنا للشيخ المرحوم الأزايدة ينبع من تدينه وخلقه الكريم وانتمائه السياسي من دون تعصب فئوي، فكان نشطاً وصادقاً في رفض الاعتقالات السياسية، يخدم المسلمين والمسيحيين على حد سواء ، لا يجامل في قول الحق ، ويعطي كل ذي حق حقه مهما حدث أو حصل بعد ذلك ولا يخشى الله في قول الحق وانصاف المظلوم". وأشارإلى مآثر وصفات الأزايدة التي جعلته محل احترام المسيحيين قبل المسلمين وخير شاهد على ذلك الجنازة المهيبة التي ودعته حيث دقت أجراس الكنائس وعلت المآذن بالتكبير حزنا على فقدان أحد أعلام الأردن.

ـ ويقول الأستاذ سميح المعايطة (وزير لشؤون الإعلام والمستشار السياسي لرئيس الوزراء)

هو شخصية إسلامية وطنية يملك الكثير من مواصفات الزعامة التي تتجاوز حدود الإخوان المسلمين إلى ساحة الأردن، فكان في "مأدبا" محل احترام المسلمين والمسيحيين، البدو، والحضر والمخيم، دقت أجراس كنائس "مأدبا" حزناً عليه.

إذا رأيته يلبس اللباس العربي، وسمعت لهجته، حسبت أنك أمام رجل بدوي لم يدخل مدينة.

لكن هذا كان جزءاً من قوته، فهو ابن بيئته، يحمل هويتها، لكنه المهندس الناجح. ورئيس البلدية المميز، وكان رجل التنظيم الإسلامي المحبوب الذي يرى فيه الجميع مستقبل الحركة.

وسمات قيادتها، وكان سياسياً قريباً من قضايا أمته، وبخاصة قضية فلسطين يحبها ويحترمها بعيداً عن صراعات النفوذ، وتجارة المواقع، وكان رمز الموقف الإسلامي الشعبي الذي قدم خدمات جليلة للدولة والناس.

ـ يقول الأستاذ حمزة منصور ( أمين حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لـجماعة الإخوان المسلمين في الأردن)

"زحف الشعب الأردني بمختلف شرائحه الاجتماعية ومناطقه الجغرافية صوب "مأدبا"، الحافلات زحفت إلى "مأدبا" السيارات الصغيرة تزحف إلى "مأدبا"، المشاة يزحفون إليها، العيون تتطلع إلى "مأدبا" الأفئدة تطير إلى "مأدبا"، ما سرّ هذا الزحف؟ ما سرّ هذا الموكب الذي أوله في "مأدبا" وأخره في عمان؟

ما سرّ العيون الباكية والقلوب الخاشعة؟ ما سر الأيدي المرفوعة نحو السماء؟ ما سر الصلاة الممزوجة بالبكاء؟ ما سر الكنائس التي قرعت أجراسها في غير وقت صلاة؟ ما سر رجال الأمن العام وهم يرفعون أكف الضراعة إلى الله؟ ما سر تسابق رجال السير لتسهيل مرور الموكب؟ ما سر الصمت المطبق في "مأدبا" إلا من ذكر الله والترحم على الراحل الكبير؟ ما سر هذا؟ إنه الوفاء من شعب الوفاء إلى رجل الوفاء.

لقد أدرك الشعب الأردني الوفي أن الفقيد ليس فقيداً عادياً، إنه من ذلك النوع الذي لا يتكرر إلا نادراً لحكمة بالغة قدرها الله، لقد أدرك هذا الشعب بنظره الثاقب، وميزانه الدقيق، أنه يودع رجلاً ربانياً جعل رسالته في الحياة أن يعطي دون توقف وبلا حساب، لقد أحب الجميع حتى خيّل لكل من عرفه أنه الأقرب إلى قلبه، وأعطى الجميع فلم يبخل بوقته ولا بنصيحته ولا بشفاعته ولا بما ملكت يداه، كان يحس أن إسعاد الناس طريق مرضاة رب الناس، فكان عظيماً في وفائه، فقابله الشعب الوفي بوفاء عجيب".

ـ ويقول الأستاذ حسن التل (رئيس تحرير مجلة اللواء)

كان أحمد الأزايدة يملك فلسفة خاصة للعمل مع الناس، وبخاصة العمل الدعوي، تجعله يؤديه على الوجه الأكمل، ويحنو على الآخرين، ويلاطفهم، حتى وإن كانوا من خصومه، أو بتعبير أدق، كانوا ممن يخالفونه الرأي في المسائل الخلافية .

-ويقول الدكتور اسحاق أحمد الفرحان ( سياسي وتربوي ، من قيادات الحركة الإسلامية)

كان نموذجاً للداعية المسلم المفكر العالم الذي يطبّق فقه الآيات على معطيات الواقع لتتفاعل في ضوء النظر لقضايا العصر من منظور إسلامي.لقد عاش "أبو بلال" حياة مكثفة اختزل فيها الحياة، فمات وعمره بضع وأربعون سنة ، لكنها حياة مضاعفة مباركة .

ـ ويقول الدكتور فاروق بدران (مؤلف كتاب مواقف وآثار أحمد الأزايدة)

إن من يقرأ آثار الأستاذ المهندس أحمد قطيش الأزايدة، يدرك نوعية هذا الرجل، فهو إنسان آمن بالإسلام، فكراً ومنهاجا ًوطريق حياة، فكان يدعو الناس إليه، ومن خلال هذه الدعوة كنا نحس بصدق انتمائه للإسلام، وحبه لوطنه الصغير، الأردن، والكبير العالم العربي، والأكبر العالم الإسلامي.

هذه الآثار لم تعد ملكاً لأسرته، بل هي ملك الأردن جميعاً، وهي تدوين للفكر الإسلامي الذي يسود البلد، ولذا فقد أصبحت وثيقة مهمة لشخص مهم، هو نائب في البرلمان منتمى إلى الحركة الإسلامية (الإخوان المسلمين) ورئيس لجنة الحريات في مجلس النواب، وعضو لجنة الميثاق الوطني.

إلى جانب هذا، يدرك من يقرأ آثار أحمد قطيش الأزايدة، أنه كان فقيهاً، حافظاً للقرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، مطلعاً على الثقافات المختلفة.

ـ وتقول لميس أندوني (صحفية )

في الذكرى العشرين لوفاة النائب، ورئيس بلدية مأدبا، أحمد قطيش الأزايدة نستذكر نموذجاً لسياسي ومفكر التزم نظرياً وعملياً باحترام والدفاع عن حقوق الإنسان ، لكننا خسرناه مبكراً لمرض لم يمهله و خطف منا من كان يحاول ويجاهد لإزالة أسباب الفرقة وحواجز التمييز بيننا.

كنت أزوره لمقابلته كمراسلة صحافية، وأحياناً كمواطنة، ربطتني بالأزايدة الإنسان، اهتمامات مشتركة، وللحديث عن الوضع وأفق التغييرات السياسية والاجتماعية بعد عودة الحياة النيابية، فوجدته نموذجاً مختلفاً، فلا تعصب في كلامه لكنه كان دائماً مهتما بتفاصيل حالات انتهاكات حقوق الإنسان.

وتضيف: عرفت الأزايدة رئيساً للجنة الحريات في مجلس النواب، فقد لفت الأنظار بجديته في رصد ومتابعة قضايا حقوق الإنسان وعارض القمع بصراحة وبشجاعة، جعلته نائب أمة وليس حزباً بعينه.

ـ يقول المستشار عبد الله العقيل (من أعلام الحركة الإسلامية فى الكويت )

لقد كان صورة مشرقة للمسلم الملتزم بالإسلام قولاً وعملاً وسمتاً وسلوكاً، وكان يتحرك بهذا الإسلام، يدعو الناس إلى الخير، ويجمعهم على الحب في الله، والعمل لمرضاته، وخدمة المجتمع بكل فئاته وأصنافه، والتعاون مع الجميع في سبيل إحياء الأمة، وترشيد مسيرتها، لتنطلق في قافلة الحياة، سائرة على الدرب الصحيح، والمنهج الحق، لأن الإسلام عقيدة ونظام ومنهج حياة.

التقيته أول مرة مع الأخ محمد عبدالرحمن خليفة المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن في لقاء دعوي، نتدارس فيه أحوال المسلمين وأوضاعهم في العالم الإسلامي.... وكانت الآراء التي يطرحها ذات وجاهة وعمق، والعلل التي كان يشخّص أسبابها، ويرشد إلى طرق علاجها، فيها كل النفع والفائدة للحركة الإسلامية المعاصرة، وبخاصة أنها دخلت تجارب كثيرة في أكثر من قطر، وصمدت صمود الجبال الرواسي أمام الرياح والأعاصير التي تهبّ من الشرق والغرب.

سابعا :أحمد طقيش الأزايدة والقضية الفلسطينية

من أقواله عن الشباب والقضية الفلسطينية: أعتقد أن دور الطلاب في المرحلة المقبلة هو دور (القائد) لا سيما إذا اختلفت الأمور، بمعنى أنه – لا سمح الله – إذا تراجعنا على المستوى السياسي، أو اضطر المسؤولون أن يتراجعوا عن الموقف السابق، وزاد الهامش بين ما هو مطلوب وما هو ممكن، يكون دور الطلاب دوراً في غاية الأهمية أن يحافظوا على البوصلة لتتجه في الاتجاه الصحيح، وأن يحافظوا على معنوياتهم ومعنويات الناس، وأن يمنعوا الهزيمة النفسية عن قلوب الناس، وإذا لم يمنعها الواعون والمثقفون من الناس والشباب، فأعتقد أن غيرهم أقل قدرة على منعها".

"لست أدري ماذا ينتظر اليهود الغاصبون؟ وماذا يتوقعون لأنفسهم من مصير، بعد كل ما اقترفوا وجنت أيديهم؟

وماذا ينتظرون وقد تجمّعوا من كل أرجاء الأرض، يحملون الحقد والأساطير والسلاح، فقتلوا الأطفال، وبقروا بطون النساء ودمروا القرى والأحياء، وشردوا شعباً كان آمناً في وطنه، بل وكان يعطي الأمان لكل من يجاوره في بلاده؟

ماذا ينتظر الغاصبون في فلسطين؟! ماذا ينتظرون والأمة التي تواجههم أنزل الله في كتابها " لتجدنَّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود" ( المائدة82) ، و"يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غِلْظَة)) [التوبة123] و((فإما تثقفنَّهم في الحرب فشرد بهم مَنْ خلفهم لعلهم يذّكّرون" (الأنفال57) و"فإذا لقيتم الذين كفروا فضربَ الرقاب " ( محمد4) ، و" قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويُخزِهم وينصركم عليهم، ويشفِ صدور قوم مؤمنين" ( التوبة14) ، وعلّمهم نبيهم أن ذروة سنام دينهم: الجهاد، وأن (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية).

ثم ماذا ينتظرون والأرض التي أقاموا فوقها كيانهم، ومارسوا حقدهم وعدوانهم، هي (أولى القبلتين) وهي مسرى محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد عيسى وسائر الأنبياء الكرام.. وهي الأرض التي ببركتها بارك الله حولها؟.

فيا أيها الغاصبون المحتلون، يا أيها المعربدون، استكباراً وعلواً وعتواً.. أيتها القطعان البشرية المرتحلة من أصقاع الأرض إلى بلادنا الطاهرة بأحقادكم وأساطيركم وأوهامكم في جنة الأرض فيها اللبن والعسل.

يا هؤلاء وأولئك: ليس والله إلا الذبح ينتظركم فوق هذه البلاد، لو قتلتم كل من في فلسطين، ولاحقتم من شُرد من شعب فلسطين فوق كل أرض، فقتلتموهم، ولستم بقادرين على ذلك، لو فعلتم كل ذلك ومثله، فلن تجدوا في بلادنا إلا الذبح، بل إن إمعانكم في البطش والتنكيل، إنما يزيد في الغضب، ويسعّر النار التي سوف تشتعل بكم.

يا أيها المجرمون: إن الأمة الإسلامية كلها وحتى أولئك الذين يسكنون في أقصى ركن من الأرض، ترتحل قلوبهم إلى الأقصى، وينتظرون اليوم الذي يواجهونكم ليموتوا شهداء فوق تراب الأقصى، والأرض الطهور، ورغم كل ما يواجهون من تحديات وصعاب وأخطار، فإن ذلك كله لا ينسيهم الأقصى الأسير.

هل تريدون السلام العادل؟ إنه ليس له إلا طريق واحد، أن ترحلوا إلى حيث كنتم، ليس سوى ذلك إلى سلام من سبيل.وإن أبيتم، فليس والله إلا الذبح".

إن صراعنا مع اليهود هو حقاً صراع وجود لا صراع حدود، وقضية فلسطين هي قضية عقيدة ودين لكل مسلم، والخطر اليهودي لا يهدد فلسطين فقط، بل هو خطر يهدد الأمة بمجموعها وعلى أكثر من صعيد، من هنا فإن التعامل مع هذا الخطر يتمثل في إعداد الأمة عسكرياً وتربوياً وإعلامياً، لتستعد للوقوف في وجه الخطر، ووضع خطة على مستوى الأمة لاجتثاثه بإذن الله.

ويأتي في مقدمة هذه الخطة دعم الانتفاضة المباركة مادياً وإعلامياً وسياسياً، والعمل على تصعيدها واستمرارها".

وواجبنا أن نقرأ أبناءنا سيرة الرسول مع اليهود ، وأن نقاطع بضائعهم .

وقد استجاب الله دعاءه الذى دعاه بقوله : اللهم توفني قبل أن أرى الصلح مع اليهود، وقد استجاب الله دعاءه، فاختاره الله إلى جواره قبل معاهدة (وادي عربة) التي عقدها الأردن مع اليهود سنة 1994.

ثامنا : وفاته وجنازته

إن هدوء وراحة المريض الذى يدرك حقيقة مرضه وأنه لن يغادره إلا مع الموت ، فتشعر بأن تلك النفس تسامت عن هذه الحياة ، واستقبلت قضاء الله بصدر رحب ، إن تلك النفوس التى تربت على حب لقاء الله والعمل له وحده لايمكن أن تجزع من الموت ولا من لقاء الله .

وعندما ابتلاه الله سبحانه بالمرض كان مثال الإنسان المحتسب الصابر الذي لا يشكو من الله إلا إليه .

وكانت الفترة بين اكتشاف المرض ورحلة العلاج قصيرة ، لكنها شاقة .

وبعد عودته من بريطانيا وقد بقي ثلث معدته ، فكان يقول لمن سأله لقد بقي الثلث والثلث كثير . إلا أن المرض كان قد تمكن منه فكان يذوي كالوردة بعد قطافها.

وفي الوقت الذى يكفيه أن ينشغل بنفسه ، نجد أحمد قطيش الأزايدة طوال مرضه يسأل عن أخبار الناس بأسمائهم مهتما بالجميع ويتابع أحداث الساعة وأخبار فلسطين والعراق والعالم، ويحمل همّ الأردن، وكيفية النهوض به، ومنع العدوان اليهودي عليه، ويقضي ليله مع مرافقه في الحديث عن هموم الأردن، وسبيل تقويته عسكرياً، لئلا ينقضّ عليه الأعداء.

وفى غمار تلك الآلام لا ينسى الروح المرحة التي تميز بها في كتاباته ومداعباته لمن حوله، نجده شاعراً بدوياً يصف رحلة المرض إلى بريطانيا في قصيدة بدوية طويلة، أجاد فيها وصف الرحلة والمرض والأطباء والممرضات.

إن ثناء الناس على الميت خير دليل على صلاحه ، فهم شهداء الله فى الأرض ،والفرق بين الناس بتفاوت الذكر بعد الموت .

ولله در القائل: قولوا لأهل الضلال بيننا وبينهم الجنائز ،ففي يوم السبت الموافق 20/6/1992، فاضت روح أحمد قطيش الأزايدة الطاهرة إلى بارئها، بعدأربعة وأربعين عاما قضاها فى هذه الدنيا في الإصلاح بين الناس وخدمتهم، وتأليف القلوب حتى أحبه الجميع .

لقد كان يوماً مشهوداً فى تاريخ الأردن، حيث كانت مدينة "مأدبا" مسقط رأسه على غير عادتها، فقد أغلقت المحال أبوابها، وبدأت المساجد بتلاوة القرآن الكريم، وآسر قلوب الجميع لدرجة جعلت الكنائس تدق أجراسها، وكانت مئات الآلاف المؤلفة من البشر تملأ المساجد والساحات العامة.

بالرغم من أنه كان ذا مكانة إلا أن عفته جعاته يزيد فيما عندما ، فمات مديونا ، لكنه مستريح النفس راضيا ، وهذا هو سر سعادته .

وحضر تشيع جنازته مئات الآلاف من المواطنين على اختلاف مشاربهم ومعتقداتهم، ملؤوا المساجد والساحات العامة، احتشدوا لوادع ذلك الجثمان ، ليستقر-إن شاء الله- هناك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

تاسعا : تكريمه

وانطلاقا من الوفاء والتقدير له أقيمت ندوة فى مسقط رأسه مأدبا بمناسبة الذكرى العشرين لوفاته فى 20/ 6/ 2012 حيث تحدث فيها الكثيرون من مختلف الأطياف تناولت مآثر الجوانب الرئيسية الدينية والسياسية والاجتماعية لشخصية الراحل النائب أحمد قطيش الأزايدة خلال وجوده في مجلس النواب العام 1989، وعمله رئيساً لبلدية مأدبا، وذلك برعاية رئيس مجلس النواب الأسبق د. عبد اللطيف عربيات بعنوان «مواقف وآثار المرحوم المهندس أحمد قطيش الأزايدة» ويديرها رئيس قسم الهيئات الثقافية في المديرية محمد عبد القادر الفساطلة ، ود.عربيات نفسه، ورئيس لجنة بلدية مادبا الكبرى، العميد عيد أبو وندي، والإعلامي سميح المعايطة، والعميد المتقاعد د.سليم جميعان .

وأجمعوا أن أحمد الأزايدة تميز بتسامحه ووسطيته وقبوله للآخر وتفانيه في خدمة مدينة مأدبا ووطنه الأردن ، ويعد أنموذجا لكل شخص يعمل في العمل العام بتسامحه وسعة صدره.

وقد أطلقت مديرية مأدبا اسمه على القاعة التابعة لبلدية مأدبا الكبرى.وقد جمع مواقفه وآثاره الدكتور فاروق عبد الحليم بدران فى كتاب بعنوان:(مواقف وآثار أحمد قطيش الأزايدة )، ونشرته جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية سنة1994 فى 239صفحة.

عاشرا : المراجع

عبدالله العقيل الأخ : من أعلام الحركة الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة ، الداعي أحمد قطيش الأزايدة (1368 ـ 1412هـ/1948 ـ 1992م) وما بعدها ، دار البشير، ط7، 1409هـ /2008م ، ص104.

2ـ الذكرى ال 20 لوفاة الفقيد أحمد قطيش الأزايدة ، موقع أخبار عمون ، 21/6/2012 .

لميس أندوني: أحمد قطيش الأزايدة ، موقع أخبار الأردن ، 2012/21/6 .

أحمد الشوابكة : منتدون يستذكرون مناقب الراحل أحمد قطيش الأزايدة، موقع جريدة الغد الأردنية، 12 /7/2012.

محمد بدر:أحمد قطيش الأزايدة المهندس الذي أخذته الدعوة والسياسة، موقع زاد الأردن ، 21/6/2012.

سالم الفلاحات: يكتب: (أحمد قطيش الازايدة ) .. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر، موقع علامات أون لاين23/6/2012

7ـ وكالة الأنباء الأردنية ندوة عن المرحوم أحمد قطيش الازايدة في عشرينية وفاته .

من كلمات المرحوم احمد قطيش الازايدة 2 1991تسجيل لأحمد طقيش الأزايدة على اليوتيوب

للمزيد عن الإخوان في الأردن

من أعلام الإخوان في الأردن

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

وصلات فيديو

.


بيانات صادرة عن الإخوان في الأردن