أهمية مدارس الجمعة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أهمية مدارس الجمعة


مقدمة

تحدثنا في حلقة سابقة عن دور الإخوان نحو النشء والطفولة وأبرزنا الجهود سواء الإعلامية أو الملموسة من اجل إيجاد جيل ينهض بهذه الأمة نهوضا صحيحا ويعلوا بشأنها.

وفى هذه الحلقة سنتعرف على آلية البرامج التي وضعها الإخوان للرقي بالنشء والطرق العملية لتصحيح المفاهيم وأثر هذه التربية على هؤلاء الأشبال.

ظل الإخوان يحلمون بتوفير أماكن يستطيعون خلالها تطبيق كل منهجهم وفكرهم التربوي المستمد من الكتاب والسنة والرؤية التربوية لدى السلف الصالح ولذا حاولوا إيجاد نموذج تربوي يخدم المجتمع تحت مسمى مدارس الجمعة ولذا قرروا إنشاء قسم يقوم على رعاية تلاميذ تلك المدارس، ويقوم بجانب من التربية الدينية، وتكون تلك المدارس مكملة لبرامج الإخوان التى تتولى بالرعاية والتوجيه الشاب والرجل والمرأة، فيضاف لها الطفل، وبذلك تكتمل الحلقة، فيتكون الفرد الصالح، والأسرة المسلمة، والشعب الصالح، ومنهم جميعًا تتكون الدولة المسلمة كنتيجة طبيعية لاكتمال التربية.

أهداف مدارس الجمعة

مدارس الجمعة عبارة عن فصول حرة تعقد قبل صلاة الجمعة بحوالي ثلاث ساعات، وتقبل الأطفال من سن السابعة حتى الرابعة عشرة، وقد اختار مكتب الإرشاد الأستاذ عبد العزيز كامل رئيسًا للقسم، والأستاذ سالم غيث مشرفًا عليه من قبل مكتب الإرشاد وهذا القسم هو البداية التى تطور عنها قسم الأشبال بعد ذلك، وقد وضع الإخوان برنامجًا لعمل تلك المدارس، تضمن الغرض من المشروع ومناهجه، وتنظيم العمل داخل المدارس، ومالية هذه المدارس (1).

أغراض المدارس

تكوين الجيل الجديد على الأساس الإسلامي والخلق القوى والتربية الرياضية والتفكير المنظم، وهذا يأتي عن طريق التربية الروحية والألعاب الرياضية والتنظيمات الاجتماعية وحسن التوجيه، يشمل ما يرقى بالطفل إلى استقرار النفس، وانتظام المعاملة والعادات الصحية، والعلم والإنتاج. أما الغرض القريب فهو بث الروح الإسلامية فى النفوس الناشئة حتى تشب على حبه والاقتداء بأمثلة عليا منه.

والعادات الصحية: ينبغى على المشرف الاهتمام بغرس العادات الصحية فى نفوس الأطفال مثل التنفس من الأنف, الجلوس الصحى, عدم العبث بالأصابع فى الأنف والفم, غسل اليد قبل الطعام وبعده, التأنى فى الطعام, المبادرة باستشارة المشرف إذا أحس بمرض أو بدت عليه عوارض, الثقة بالطب الحديث ( عن طريق التجربة) وعدم اللجوء فى الاستشارات (البلدية) فى الأمور الصحية, الاجتهاد فى لبس القبقاب او نعل إذا امكن, غسل الرأس بالماء والصابون وكذلك الوجه فى الصباح, عدم قضاء الحاجة فى الأراضى الرطبة وقصد (المراحيض), عدم التهاون بفوائد الوضوء وبالحكمة القائلة( لا صحة مع قذارة ولا مرض مع نظافة).

المنهج

وقد تضمن منهاج تلك المدارس التربية الروحية، والثقافة العامة، والتربية الدينية، ووسائل كل ذلك، كما تضمن ما يمكن عمله فى الريف والمدينة، وما يمكن تقديمه من خدمات وأنشطة اجتماعية، كما تضمن أيضًا تنظيم عمل المدرسة، وكيفية تمويل تلك المدارس يتمثل كل ذلك فى:

التربية الدينية

1- الغرض منها: تبصرة النشء عمليًا بشعائر الدين.

2- إذكاء الروح الإسلامية فيه.

3- صبغ سلوكه بالصبغة الإسلامية.

ويمكن أن يصل إلى ذلك عن طريق الوسائل الآتية:

1- التعليم العملى للعبادات.

2- القصص: تكوين المثل العليا.

طريقة إلقاء القصص على الأطفال:

1- أن يجلس المشرف مع الأطفال فى مكان مريح بحيث يراهم جميعا ويرونه.
2- البساطة فى الالقاء. هدوء الصوت. انتقاء العبارة . القصد فى الحركات.
3- براعة الإستهلال. الخبرة الشخصية الأسئلة.
4- أن يخلق بنبرات صوته وإشاراته الجو الذى يريده مع الإهتمام بالمواقف الأساسية.
5- أن يستعين ( ما أمكن) ببعض وسائل الإيضاح.

3- أناشيد دينية سهلة الأداء واضحة المعنى جميلة التلحين.

4- قطع تمثيلية دينية.

5- أجزاء من التاريخ الإسلامي فى مناسباتها مع حفلات سمر بسيطة يقوم بها الأطفال، ويحسن اشتراك آبائهم فيها تقوية للرابطة.

6- آيات قرآنية قدر ما تصح به الصلاة.

7- دراسة قصصية عن الأطفال الصغار فى الإسلام (قصص الأنبياء وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقصص الصحابة (2).

وينبغي أن تراعى فيها الإرشادات الآتية:

1- أن تكون تأدية العبادات بالرغبة لا بالرهبة.

2- أن تتضح فى نفوس الأطفال الفوائد التى تعود عليهم من العبادة ويحسن في هذا الدور تقريب المعاني المجردة والاهتمام بالنواحي المحسوسة.

3- إحكام الهدف من القصة الدينية

4- أن يفهم الأطفال " الأناشيد" فهما طيبا واضحا.

وعلى المشرف أن يختار من الأناشيد أنسبها لأطفاله على أنه لابد من توفر ثلاثة عوامل فيها:

1- السهولة .. للفهم

2- صحة الداء .. للتكوين

3- التلحين ( الموسيقى) .. للإمتاع

5- بساطة التعبير والتقسيم والأداء.

ناحية العبادة، وتشتمل هذه الناحية الطهارة والوضوء والصلاة والصوم .

الطهارة: إرشاد عام فى الماء الطاهر وطهارة البدن بدون التعرض للتفاصيل.

الوضوء: أداء الوضوء عمليا مع شرح فوائده الصحية ونواقضه ويحسن أن يؤخذ الوضوء "ككل " مع بيان فرائضه أساسا.

الصلاة: الصلوات الخمس وعدد ركعات كل منها وطريقة أداء الصلوات مع بيان الحكمة فيها وأنها أداء الشكر نعم الله وتنظيم المواعيد والصحو المبكر والتأمل فى الطبيعة.

الصوم: وهذا مقصور على القادرين.

هذه هى أهم النواحى العملية فى العبادات التى نعنى بها وبتدريسها للأطفال وهناك نواح نظرية لابد من استكمالها ويحسن أن يكون ذلك خلال الأناشيد وهى قواعد الإسلام الخمس ( التوحيد. الصلاة. الزكاة. الصوم. الحج) وبيان حكمة كل منها فى بساطة ووضوح.

وينبغى مراعاة الاستفادة العملية من العبادات فلا يكتفى من الطفل بالوضوء وإنما يحبب فى النظافة ولا يكتفى منه بالصلاة ولكن يحبب فى طاعة الوالدين ولا يكتفى من القادر منهم بالصوم وإنما يحبب فى " القصد" فيما لا يجدى والاهتمام بالنافع وحب إخوانه الفقراء والمساكين والعطف عليهم ومساعدتهم إذا أمكن ذلك مع الاهتمام بالنظافة والطهارة قبل الصلاة والاهتمام ببيان هذه المزايا بالحكايات وبالقصص لا بالسرد والتحفيظ.

طابور النظافة

1- عرض الأطفال وقت مجيئهم ويشجع النظيف منهم بأن يكلف ببعض الأعمال الخاصة كقيادة طابور النظافة أو بجائزة خاصة أو التقاط صورية فى ملابسه النظيف( إذا أمكن.... أو كتابة اسمه فى لوحة الشرف ) لمدة أسبوع.

2- أن يجتهد فى تعهد أظافر الأطفال وعيونهم ونظافتهم لعامة ما أمكنه ذلك.

3- ملاحظات تكوين وتنمية العادات الصحية عند كل طفل.

التربية الثقافية

المعلومات العامة: الغرض منها:

1- تزويد النشء بالقدر اللازم من الثقافة الإسلامية الموافقة لسنه دينيًا وعقليًا.

2- إشعاره بالبيئة المحلية والوطن والطبيعة.

3- توسيع الأفق العقلى للطفل.

4- إحياء الشعور بمجد الآباء.

5- فتح باب العلم أمام الجاهل، وتشجيع الراغب، ومعاونة السالك، ويمكن أن نصل إلى ذلك بالوسائل الآتية:

أ- دراسة قواعد الصحة العامة مع العناية بالأمراض المحلية.

‌:ب- دراسات فى البيئة المحلية وأهم معالمها وعيوبها وطريق تجنب ما فيها من ضرر، من ذلك:

 توجيه العناية فى الريف إلى قواعد النظافة العامة والمعاملات الاجتماعية.

 تشجيع الأطفال على العناية بملابسهم وحاجياتهم وأجسامهم.

 توجيه العناية فى المدينة إلى أخطار المرور وعلامات الطريق واحترام النظام.

‌:ج- تمرين الحواس، وتشجيع الأعمال اليدوية النافعة (اختيارى) وبإذن خاص، ويكون ذلك بما يأتى:

فى الريف:

1- العناية بقطعة أرض "نموذجية" يتولاها الأطفال بالتناوب.

2- زراعة التيل وعمل الحبال.

3- صناعة الصابون والغزل وتربية الدواجن والنحالة والمنشآت من الخوص والحبال.

4- عمل معارض دورية للمنتجات محلية أو مركزية.

5- ركن مدرسة الجمعة فى سوق القرية للدعاية والتمرين على أعمال السوق وبيع المنتجات.

فى المدينة:

1- أعمال المنتجات البسيطة والإصلاحات السهلة: الحنفيات والقباقيب مع عمل دولاب خاص لأدوات الأولاد.

2- القيام بالأعمال الخاصة بحفلات السمر، والاعتماد على النفس فى عمل المناظر والرسم.

3- عمل لعب بسيطة وأشغال يدوية وأثاث حجرة الجمعة.

تشجيع الهوايات المختلفة وتشجيع الأطفال على القيام بالإصلاحات اليدوية والبسيطة ويحسن لذلك أن تحصل المدرسة على بعض هذه الأدوات الأولية لإصلاح ما تحتاج إليه الدار بمعاونة الأطفال( ولو صوريا).

قصة مصر: دراسة سهلة قصصية عن تاريخ مصر، مع الاهتمام بدراسة الشخصيات وعدم دراسة التفاصيل.

الغرض من هذا القسم بث روح الوطنية فى نفس الطفل وإظهاره على الحقائق الآتية:

1- أن آباءه الذين سكنوا هذا الوادى من أقدم العصور كانوا سادة العالم.
2- أنهم وصلوا إلى ذلك المجد والعمل والنظام والعلم والصبر والدين.
3- أن المصريين تأخروا عندما تركوا هذه الأخلاق.
4- أن الله من عليهم بالإسلام فكتب للعامل منهم نعيم الآخرة وعز الدنيا.
5- أننا نستطيع أن نكون كما كانوا.

وهنا نؤكد أن القصة لابد أن تحتل ( المكان الأول) والرحلات إلى الأماكن الأثرية القريبة الإسلامية ومصرية.

4- تقوية صلة النشء "بالطبيعة"، وكيف يقدر ما فيها من جمال وروعة؛ ففى هذا تقوية لشعور الطفل بالإنسان وبالله، وإذا وقر فى نفسه تعظيم ربه والشعور بذلك مع شعوره بنفسه وتقديرها حق قدرها يفيده ذلك كثيرًا فى الاستقرار النفسى وتنظيم الحياة.

5- دراسات مصرية العامل الفلاح، وتشجيع نمو روح الكرامة فى الطفل، مهما كانت ظروفه وتثقيفه وتشجيعه على الإنتاج بمعاونته على الالتحاق بعمل إذا كان عاطلا، أو معاونته فى عمله الذى يقوم به.

6- تشجيع الأولاد على جمع المعلومات عن البيئة المحلية ومعالمها.

التربية البدنية

تكوين الجيل الجديد قوى الروح قوى الجسد أن سعت روحه لم تقعد به قوته، وتفضل الألعاب التى تقوم بها الفرقة كلها والتى تحتاج إلى تغيير فى الأوضاع الأساسية وهى: الصف . القطار. الطائرة.

الغرض منها:

1- جسمى: ينشط الولد ويقوى عضلاته وأجهزته.

2- خلقى: يعوده الصدق والأمانة وضبط النفس والطاعة.

3- اجتماعى: يعوده حسن معاملة الغير وتقديره ويعوده النظام.

4- قومى: يملأ الفراغ بما يجدى، وينشر فى الأمة روح الاستفادة من الوقت.

5- نفسى: تمرين الحواس: السمع البصر واللمس والتوازن والنوافل، والترويح عن الطفل وإشعاره شيئًا من السرور والانشراح. ويمكن أن نصل إلى ذلك التمرين بالوسائل الآتية:

1- الحركات الرياضية: مع الاهتمام بالعضلات الكثيرة عند الأطفال، وتجنب التمرينات الصعبة، والاهتمام بتمرينات المرونة وضبط المشى والوقوف والتنفس الصحيح.
2- الألعاب الجمعية الصغيرة لصغار الأولاد حالة عدم وجود المكان والمال والأدوات الكثيرة، وللكبار (12) إذا وجد المكان والمال والأدوات.

وهناك ألعاب يمكن أن يقوم بها الرائد فى الحجرة أو الفناء أو الملعب، ويحسن بقدر الإمكان الاجتهاد فى الحصول على الأدوات الأولية، وعلى حصول الأولاد على رداء بسيط يمكنهم من سرعة الحركة، وليكن "قميصا وسروالا قصيرا من الدمور".

الخدمة الاجتماعية

الغرض منها:

1- دراسة الحالات الفردية للأولاد، والحالة الجمعية للفريق لمعاونة الفرد والجماعة على التغلب على المشاكل التى تعترض الحياة الخاصة والعامة.

2- مساعدة الولد على اتخاذ الاتجاه الصالح له فى حياته بعد محاولة الكشف عن ميوله ومواهبه، وقد يكون من الصعب وجود "المشرف الاجتماعي" فى كل مدرسة؛ لذلك سيبدأ المشروع أول الأمر يحصر المشرفين الذين يستطيعون القيام بهذا العمل الفنى فى المنطقة، وتوزيع العمل فيما بينهم، وتوجيه المشرفين المحليين فيما هم بسبيله، ويمكن تأجيله إذا لم يوجد الشخص الكفء للقيام به.

النشاط الاجتماعى:

الغرض منه تقوية الأولاد، وتعويدهم المسئولية والإنتاج والتنظيم، ونشر روح الجماعة بينهم؛ فهو تطبيق لما أخذوه نظريًا، واستعداد للحياة العملية أو صورة منظمة منها، ويشمل ما يأتى:

1- حفلات السمر: تمثيل، أناشيد، ألعاب، وتحتاج إلى إعداد المناظر والملابس والمكان وتوزيع العمل والتمثيل والإشراف والقيام ببعض المهام.

2- الحفلات الرياضية بما فيها: طابور السير، الألعاب الجمعية، الألعاب المحلية. تحتاج فى القرية إلى تمهيد الأرض وتخطيطها، وتحديد مداخلها، وأماكن الجلوس فيها، والإشراف على النظام.

3- معسكرات تدريبية رياضية دورية وعامة ومركزية للمتفوقين من الأولاد، يرسلون إليها على نفقة المدرسة، يكون فيها فيها إشراف منظم على أيدى اختصاصيين، ويعدون للمساهمة الفعالة فى إنجاح المشروع.

4- حجرة الجمعة (ركن الجمعة): يجب تخصيص مكان للمدرسة يكون مظهر نشاطها وتقدمها، تعلق فيه لوحة الشرف والصور الحاصة والتذكارية، وتحفظ فيه السجلات وأدوات المدرسة، وهذه الحجرة أو الركن مهمة جدًا فى وضوح شخصية المدرسة.

5- الاشتراك فى الحفلات العامة للشعبة بالتمثيل أو النشيد والمعاونة والاستفادة.

6- تبادل الزيارات بين المدارس المتجاورة للتعارف والتنافس والمباراة والاستفادة.

7- إحكام الصلة بين الآباء والمدرسة، وعمل اجتماعات دورية للآباء والمشرفين، ويحسن أن تكون حفلات سمر يتعاون فيها الجميع على النهوض بالطفل.

8- أعمال الدعاية للمدرسة فى القرية أو الحى.

9- المعارض الدورية لمنتجات المدرسة، وهى تحتاج إلى مال للخامات والأدوات، ثم إلى تعاون فى القيام بالعمل وتنظيم وتنسيق وعرض. القيام بمشروعات محدودة نافعة يدوية: مثل عمل المنشات أو اللعب، أو تجارية مثل تعهد توزيع المجلة أو شارات الجماعة، أو علمية مثل جمع معلومات عن أمر خاص.

تتنوع طرائق التطبيق بحسب ظروف البيئة إلا أن هناك أمورا عامة يمكن إجمالها فيما يلى:

1- استخدام الرمل المبلل وتمثيل بعض حوادث القصة.

2- الاستعانة ببعض قطع الأخشاب أو الدمى والورق.

3- الاستعانة بالرسم ( فى المدينة) إذا أمكن الحصول على الورق أو ألواح الإردواز.

4- بعض تمثيليات صغيرة بمعاونة وإرشاد المشرف.

يحسن فى هذه الأحوال تخصيص دولاب توضع به منتجات الأولاد أو أدوات العمل أو تخصيص" ركن الجمعة" لعرض الرسومات أو المناظر.

• مبادئ الحساب

يقوم بذلك قسم محاربة الأمية أيضا وعند الأطفال – خصوصا فى القرية – مبادئ لا بأس بها فى الحساب وعلى المشرف أن يتولى هذه المعلومات بالتنسيق على أن يهتم بالحساب العقلى وأن يجعله مادة " سمر" متجددة فى الحفلات والجلسات وأن لا يهمل الألعاب المعتمدة على المقدرة الحسابية والانتباه وسرعة القيام بالعمليات على أن يصحبها حركات ويشترك فيها أكبر قدر ممكن من الأطفال إذا مكنت المناسبات أثناء الحفلات والألعاب.

• مبادئ الصحة

كثيرا ما يكوم عند الفقير " شعور بالنقص" سببه الفقر فينبغي التزام الحيطة والحذر فى تدريس الصحة وعدم تكليف الأطفال إلا ما يستطيعونه فى حدود موارد أسرهم المحدودة. وينبغي أن يتجنب تجنبا تاما أن يظهر للطفل ضعفه وقلة حيلته وهوانه على الناس وخير ما يتبع فى تدريس قواعد الصحة" طريقة القصص"، ويجب على كل شعبة أن تجتهد فى تكوين صيدلية صغيرة فى الدار ولا مانع من الاستعانة بصيدلية.

شئون المدرسة

1- لا يزيد عدد أفراد الفرقة عن 35 إلا باستثناء خاص، فإذا زاد الأفراد عن ذلك العدد تكونت مجموعة جديدة يشرف عليها أخ جديد، ويمكن ضم الفرقتين فى القصص والأناشيد، وعمل منافسات بينها، خصوصًا فى النواحى الرياضية.

2- يحسن تنظيم سجلات للمدرسة تقيد فيها مظاهر نشاطها واجتماعاتها، وسجلات للأولاد تقيد فيها معلومات عن كل منهم إذا أمكن؛ تمكينًا للأخ من دراسة وعلاج مشاكلهم الاجتماعية إذا تيسر ذلك.

يشرف على النظام فى المدرسة أحد الإخوان الذين هم بحكم ثقافتهم أو ميولهم يستطيعون القيام بالواجبات المتنوعة التى تلقى على الأخ المشرف، وعليه أن يهتم بالناحية الروحية والرياضية والاجتماعية، ومراعاة حالات الأفراد الخاصة، وتنظيم السجلات الخاصة، وله أن يستفيد بمن تدعو الحاجة إلى الاستعانة به من الإخوان.

مهمة المشرف

1- ملاحظة حالة الأولاد الصحية ملاحظة دقيقة ويحسن توقيع الكشف الطبى على الفرقة ليتعرف إلى أمراض الأطفال وليحاول بهم صحيا.

2- إرشادهم إلى خير الطريق التى يسلكونها إلى حياة صحية مع ضرب أمثلة عملية لأثر الصحة فى الحياة.

الجدول

يبدأ النشاط قبل صلاة الجمعة بساعتين تقريبًا، ويمكن للأخ أن يغير فى الجدول وفق ظروف المدرسة الخاصة أو ظروف الجو:

1- طابور حضور.

2- تمرينات رياضية.

3- ألعاب.

4- تربية روحية.

5- نشيد.

6- احتياطى.

7- كلمة الأسبوع.

8- استعداد للصلاة.

9- الصلاة.

10- انصراف.

ويحسن بالأخ أن يكون عند الأولاد تقاليد للمدرسة من الهتاف عند الحضور والانصراف وقراءة النشيد (3).

تأثير المدارس في المجتمع

1- كان من نتاج تلك الأعمال والجهود المتتالية للإخوان مع الأشبال أن قامت وزارة المعارف بتعديل برنامج التعليم الديني في المكاتب العامة وقررت ما يلي:

"قررت وزارة المعارف تعديل برنامج تعليم الدين في المكاتب العامة ابتداء من أول السنة المكتبية الحاضرة حسب ما يأتي: "في مكاتب البنين: القرآن الكريم والدين حصتان في السنة الأولى تعطى منها محادثة في الدين وتحفيظ بعض ما يرد من الآيات الكريمة في دروس الدين للاستشهاد مع تحفيظهم سور الفاتحة والمعوذتين والإخلاص مساعدة لهم على أداء فريضة الصلاة والطفل مأمور بها في سن السابعة وأربع حصص في السنة الثانية وخمس في الثالثة وست في كل من السنتين الرابعة والخامسة وفي مكاتب البنات تكون الحصص كما هي عليه في مكاتب البنين تمامًا.

وفي المدارس الأولية للبنين: القرآن حصتان في السنة الثانية وثلاث في السنة الثالثة وأربع في السنتين الرابعة والخامسة ولا تعطي حصص في السنة الأولى، والدين حصتان في كل سنة من السنوات الخمس. وفي مدارس البنات يكون البرنامج مماثلاً لما في مدارس البنين" (4).

2- انتشار المدار الإسلامية في ربوع مصر

كان للجهد الطيب الذي بذله الإخوان أن سار على منهجهم كثير من المدارس الإسلامية لكنهم ما زالوا على تفوقهم حيث أثبتت التجارب جدية مدارس الإخوان في كل محافظة ومنها مدارس "الرضوان" بالحي السابع فى مدينة نصر، ومدار فضل بالجيزة، ومدارس "الهدى والنور" بالمنصورة، ومدارس الجيل المسلم بالغربية، ومدارس الدعوة ببني سويف، مدارس دار حراء تابعة للجمعية الإسلامية بأسيوط والتي كانت تديرها وفاء مصطفى مشهور، وغيرها من المدارس المنتشرة في المحافظات والتي تركت بصمة وأثر ما زال المجتمع يتلمسه.

3- انتشار النشء الإسلامي في ربوع البلاد

لا يخفى على أحد أثر عناية الإخوان بالأطفال في الصغر فلا تجد بيت أو مدينة او قرية إلا وتجد بها الكثير الذين تعلموا في صغرهم على يد الإخوان المسلمين وتأثروا وأثروا في بيوتهم سلوكيا وفكريا وهذا من اثر التربية الإخوانية لهؤلاء وهم أطفال والعناية بها تنظيميا أو فكريا بقية حياتهم. ولا غروا أن نجد كثير من أبناء قيادات الجيش والمن والقضاء في مدارس الإخوان لاعترافهم بأهمية التربية التي حذتها الإخوان المسلمين.

ومن القصص المعروفة أن احد الأطفال بعدما التحق بمدارس الإخوان وجلس على السفرة طالب أبوه وأمه وإخوته بالأكل باليد اليمنى وذكر اسم الله أول الطعام والالتزام بآداب الطعام فلفت نظرهم هذا السلوك فكان رده انه تعلمه في مدارس الإخوان المسلمين.

الهامش

(1) المركز العام – قسم المراقبة العامة – نشرة إدارية عامة رقم (2) – غرة رجب 1363هـ / 22يونيو 1944م.

(2) المصدر السابق.

(3) مذكرة تفصيلية عن منهاج مدارس الجمعة، مطبعة الإخوان المسلمين، توزيع مكتبة دار الأنصار

(4) جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الثالثة – العدد 22- 12جمادى الآخرة 1354هـ / 10سبتمبر 1935م.