إشكاليات عمل الأخوات على مكتب الإرشاد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إشكاليات عمل الأخوات على مكتب الإرشاد

[16-12-2004]

د/ محمود عزت

مقدمة

يعاني الإخوان من نقص الكوادر كما تعاني الأخوات

الكوادر النسائية تحتاج إلى تربية مميزة

ليس لدينا ما يُسمى بطبقة الرموز ولا نسعى للقيادة

العامل الأمني سبب جوهري في عدم وضع الأخت في مناصب قيادية بالجماعة

المناهج التربوية تهيئ الأخت لدورها الأسري أكثر من دورها ككادر دعوي

ظهور قيادات طبيعية بين الأخوات خير ألف مرة من تعيينهن

نفسية المرأة لا تتناسب والضوابط الإدارية

وبعد التطواف عبر صفحات التاريخ والنقاش مع أبرز الوجوه في العمل الدعوي النسائي داخل جماعة الإخوان المسلمين برزت عدة قضايا وتساؤلات عن دور المرأة في العمل الدعوي حدوده، وملامحه، وتطوره، ومساره.

عن غياب القيادات والكوادر النسائية داخل الصف هل هو نقص العقول والشخصيات المؤهلة لذلك أم قصور المناهج التربوية التي تتلقاها الأخوات أم عدم اهتمام الجماعة من الأصل بوجود مثل هؤلاء الكوادر؟

وإذا كنا نسعى لاقتحام نموذج المرأة المسلمة الملتزمة لكافة مجالات المجتمع والعمل العام والمجالس النيابية، فهل طبق ذلك داخل الجماعة أولاً؟ ولما لا نجد قيادات نسائية داخل مكتب الإرشاد أو مجلس شورى الإخوان؟

هل يعود ذلك إلى الظروف الأمنية والاجتماعية التي تحياها الجماعة أم إلى تأثر رجالها وقيادتها بأعراف المجتمع؟ كل هذه التساؤلات وغيرها نحملها معًا ونتوجه إلى مكتب الإرشاد لنطرحها على أحد أبرز أعضاء هذا المكتب وأبرز الوجوه الدعوية داخله والذي عاصر مراحل ومحن مختلفة من تاريخ الجماعة الدكتور محمود عزت.


نص الحوار

  • ما هو دور الأخوات داخل الجماعة؟
لقد واكب بدء العمل بين الأخوات بداية دعوة الإخوان المسلمين والعمل بين الإخوة، وسجل الإمام الشهيد رسالة المرأة المسلمة والتي تعد من أوائل رسائله، ولها دور كبير داخل الجماعة مع الحرص على أن يتناسب ما تكلف به من أعمال وطبيعة تكوينها وواقع مسئولياتها الاجتماعية، ولقد كان للأخوات دور كبير في الحفاظ على دعوة الإخوان، خاصةً في فترات الأزمات التي مرت بالجماعة وعلى رأسها الفترة من أواخر الأربعينيات إلى بداية السبعينيات.
  • هل تؤهل المناهج التربوية الأخوات لأدوار قيادية سواء على مستوى المجتمع أو مستوى الجماعة؟
الواقع أننا عندما نفكر فيما يجب أن تتربى عليه الأخت المسلمة نجد أن لها خصوصيات يجب أن تراعى ودور رئيسي يجب أن تُؤهل له، وهو دورها في المنزل كزوجة وأم، ولقد نجحنا في ذلك بفضل الله بدليل صمود الإخوان أمام المحن على فترات عمر الجماعة المختلفة، ولولا صمود الزوجة والأبناء ما بقيت الدعوة، ولا بقي الإخوان، وقد كان لي تجربة شخصية في ذلك أثناء محاكمتي عسكريًّا في 1995م، فقد كان لدي ثلاثة أبناء في شهادات دراسية مختلفة على رأسها الثانوية العامة، ونجحوا جميعًا بتفوق رغم أن القبض والمحاكمة كان أثناء أحرج الأوقات في المذاكرة والامتحان ومن ثم فحتى ينجح الأخ والأخت معًا في دعوتهن في المجتمع فإنَّ علينا إعداد الأخت للدورين معًا، دور الداعية ودور الزوجة والأم، ولذا ننتقص جزءًا من الأمور الإدارية في المناهج التربوية، ونركز أكثر على ما يؤهلها لدورها بالمنزل، وكذلك لا نكلفها الكثير من الأعباء الإدارية التي تحتاج إلى الحركة الكثيرة، وتؤثر على دورها الذي لن يقوم به سواها.
  • هل يعني هذا أننا لسنا بحاجة إلى كوادر نسائية على مستوى العمل العام؟
للأسف هناك نقص في الكوادر بين الإخوة كما هناك نقص في الكوادر بين الأخوات، وربما يرجع ذلك إلى عدم استفادتنا من الفرص والقدرات المتاحة، وبالفعل لازلنا نحتاج إلى كوادر من الجانبين ليس في الانتخابات فقط بل في مجالات أخرى كثيرة كالبحث العلمي والعمل الاجتماعي وخلافه.


المناهج التربوية

  • البعض يعود بالخطأ هنا على المناهج التربوية التي لا تربط الأخت بالعمل فيصيبها حالة من الترهل الدعوي خاصة بعد التخرج من الجامعة والزواج والإنجاب؟
لابد أن يتربى لدى الإخوة والأخوات على السواء القدرة على ما يُسمى بالإحلال في العمل، أي أنه مع اختلاف ميدان العمل من مرحلة عمرية إلى مرحلة عمرية لدى الأخ أو الأخت لابد أن تظل على مستواها الإيماني والدعوي، كذلك فإن التكوين النفسي في مراحل التربية الأولى لابد أن يرسخ لديها الإحساس بالمسئولية الفردية.
  • هناك ظاهرة أخرى وهي أن مَن تبقى على تميزها بعد فترة الجامعة وتخترق مجال العمل العام وتتفوق فيه بقراتها الخاصة يقل ارتباطها بالجماعة شيئًا فشيئًا، ويحدث ما يُسمى بالتفلت أو الانفصال فما سبب ذلك؟
للأسف هذا يحدث كثيرًا، ويرجع لعدة عوامل، أولها عدم قدرة الإخوان المسئولين عن هذه الأخت بشكل أو بآخر احتوائها وتوظيف طاقاتها جيدًا، ويعود هذا لعدم خبرة وليس لموقف نفسي من الأخت، ثانيًا العمل في مجالات الشهرة والأضواء كالصحافة والمحاماة تدفع المرء ليتساءل، "إذا كنت أستطيع فعل هذا كله وحدي فما الذي يقيدني بضوابط العمل الجماعي، فلربما أنفع الإسلام وأنا بعيدًا عنهم أكثر مما أنفعه وأنا محسوب عليهم"، وهذا ينشأ عن ضعف الفهم، فأنت إن لم تكن بهم فلست بغيرهم، ومن ثم تحتاج مَن تعمل بهذه المجالات أو ترتكز عليها الأضواء لسبب أو لآخر حذر شديد ومجاهدة للنفس من نوعٍ خاصٍ، فهي كمَن يحوم حول الحمى وتوشك أن تقع فيه.


قيادات نسائية داخل الجماعة

  • كيف يزعم الإخوان تشجيعهم لوجود قيادات نسائية إسلامية بالمجتمع ولا يوجد حتى اليوم قيادات نسائية داخل الجماعة؟
القيادات ليست تعيينات، وإنما فطرة تبرز بشكل طبيعي فيكون الترحيب بها أكثر مئات المرات من التعيين، ونحن بفضل الله لدينا العديد من الكوادر النسائية التي تستحق أن تتبوء مناصب قيادية، ولكن العبرة في ذلك ليست بالمناصب، وإنما طالما تؤدى المهمة وبعيدًا عن الأخطار فقد تحقق الهدف، وهذا مبدأ إداري معروف يقول "الهيكل خادم للمهمة"، كذلك فإننا لسنا حزبًا سياسيًّا ولا جمعية خيرية محدودة المقاصد، وإنما نحن دعاة إلى دين الله طالما وصلت دعوتنا وحققت أهدافها فلا يعنينا إذا كنا في ذيل القائمة أو على رأسها، ونحن ليس لدينا ما يُسمى بطبقة الرموز، وإنما الكل على نفس المستوى القائد والجندي، وما هذه المسميات والأوصاف التي يوصفون بها إلا من قبل تيسير أداء العمل، وكل الأعمال التي نقوم بها هي أعمال وأهداف مرحلية تندرج تحت الغاية الكبرى (الله غايتنا)، ولا يجب أن تلهنا الأهداف المرحلية عن الهدف الأسمى، كما أنه يحول بين الأخوات وبين ما تقولين أمور أخرى على رأسها العمل الأمني أولاً وعاشراً، يليه نفسية المرأة التي لا تحتمل الضوابط الإدارية من تعذيرات وسمع وطاعة وخلافه، كما أن التكوين النفسي للقيادات النسائية وطبيعة المهام المسندة إليهن تحتاج لوسائل غير التي تستخدم مع الرجال، وهذا ليس انتقاصًا من شأن النساء، فلقد حشد الله للنبي- صلى الله عليه وسلم- من التأييد والموالاة في سورة التحريم ليشد من أزره في معركته الاجتماعية داخل بيته ما لم يحشده في أي معركة أثناء المواجهات مع الكفار والمشركين.. ((إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) (التحريم)
  • البعض يشير إلى أن هذه ازدواجية في المعايير ومعادلة لن تتحقق فإذا لم تتبوء الأخوات مكانتهن داخل الجماعة لن يفعلن في المجتمع، ويفسرن موقف الجماعة بأنه بقايا فكر سلفي متشدد تأثرت به بعض قيادتها منذ السبعينيات، فما ردكم على ذلك؟
من المؤكد أنه كانت هناك صحوة إسلامية هادرة في فترة السبعينيات ربما عانت من بعض الإفراط أو التفريط نجح الإخوان بفضل الله في إعادتها إلى الفكر المعتدل القويم، لكن لا يمكننا القول إن هناك فكرًا متشددًا سيطر على شباب الإخوان، واستمر معهم حتى اليوم فهذا كلام مبالغ فيه، ربما يرجع الأمر إلى أن الإنسان لا يمكنه الانفصال عن بيئته، ومن ثم يتأثر بعض الإخوة بأعراف هذه البيئات فالإخوان بالأسكندرية مثلاً ليسوا كإخوان الصعيد، وبالرغم من أن هذه الأعراف ليست الضابط أو الحاكم لسياساتنا إلا أنه لابد من مراعاة ما لا يتعارض مع الشرع منها.
  • في نهاية هذا الحوار هل تتفقون معنا أننا في حاجة إلى كوادر نسائية يتلقين تربية مميزة؟
نعم هذا واجب لابد من القيام به
  • إذًا لوجود مثل هذه الفئة ما الذي نحتاج إليه؟
أناس مؤمنون بالفكرة، لديهم خبرة في هذا المجال، خطوات متدرجة ومنظمة، تبدأ من تشكيل نفسية الأخت كما يريدها الله عز وجل، وأن يصبح هواها تبعًا لما يحب الله ورسوله، إضافات تربوية وتقنية وفكرية للبرامج الموجودة، للوصول لأقصى استفادة من الطاقات المتوفرة في ظل الفرص المحدودة والحيز الضيق الذي يسمح لنا بالتحرك فيه.

المصدر

للمزيد عن الإخوان المسلمون والمرأة

من أعلام الأخوات المسلمات

.

.

أقرأ-أيضًا.png

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

متعلقات أخرى

وصلات فيديو

.