احمد فهمي يكتب : قراءة في المشهد السياسي بعد بيان الجيش

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
احمد فهمي يكتب : قراءة في المشهد السياسي بعد بيان الجيش

بتاريخ : الاثنين 01 يوليو 2013

احمد فهمي

بدون الدخول في تعقيدات، فإن بيان الجيش يمكن قراءته بطريقتين، سلبية وإيجابية..

أما السلبية، فهي أن تكون المهلة من باب التدرج، بينما النتيجة معروفة مسبقا، وهي إجبار الرئيس على الاستقالة، وهذا يُسمى سياسيا: انقلاب عسكري..

أما الإيجابية، فهي أن الهدف من المهلة هو تمرير سيناريو مقبول نسبيا..

وهنا يجب ملاحظة فقرة مهمة جدا في آخر البيان، وهي أن البديل الذي وضعه الجيش إذا انتهت المهلة دون نتيجة، هو: وضع خارطة مستقبل يتم تنفيذها بالمشاركة مع كل القوى السياسية دون إقصاء لأحد، وهذا يعطي مؤشرا أنه – ربما- لن يعتمد سيناريو جبهة الإنقاذ وما يتعلق بالمجلس الرئاسي..

- لا يمكن بحال القبول بتجاوز معطيات آخر استحقاق تصويتي مرت به البلاد قبل ستة أشهر فقط، وهو الاستفتاء على الدستور..

كما لا يمكن تجاوز حدود وصلاحيات مجلس الشورى المنتخب..

كل الحلول المطروحة لابد أن تكون في إطار الدستور ومتقيدة به، هذا خط أحمر، فالدستور الذي وافق عليه 11 مليونا، لا تلغيه تظاهرات 3 أو 4 مليون..

- القرار لابد أن يُتخذ من قبل الرئيس وبإرادته الحرة، فهو المسئول وهو من يملك الصلاحية..

- لا يصح التعامل مع تظاهرات يوم واحد -يختلف كثيرون في تقدير أعدادها ومكوناتها- على أنها ثورة، يتولد عنها شرعية ثورية، خاصة في ظل حالة الاستقطاب الحالية، وبدون استطلاع آراء وتوجهات عشرات الملايين القابعين في بيوتهم،

هذا أمر غير مقبول..

وإلا ماذا سنفعل لو أخرج الإسلاميون - أو غيرهم- أضعاف من خرجوا بالأمس، هل يستقيم حال البلد بهذه الطريقة؟..

- هذه الحشود- في أي نظام ديمقراطي- تأثيرها يكون محصورا في إثارة القضية ووضعها على القائمة، خاصة إذا كانت قضية بحجم إسقاط رئيس منتخب، أما تقرير ما سوف يحدث فهو من حق 52 مليون لهم حق التصويت ..

- لا يجدر بنا أن ندع أذهاننا تنجرف إلى السيناريو الأسوأ بصورة تلقائية، فهذا يضعفنا نفسيا، هذه السيناريوهات- الأسوا- يضعها متخذو القرار في حسبانهم، لكن على الأرض يجب أن يدفعنا التفاؤل وليس التشاؤم،

لماذا نفترض دائما أن مكتسباتنا لقمة سائغة يستطيع أي إنسان أن يسلبها ببساطة، وبدون ممانعة؟..

- يجب أن نضع خطا غليظا ثخينا بين "العنف" وبين" الاحتجاج" .. من حقنا أن نحتج ونتظاهر ونضغط، لكن دون انجراف إلى أي ممارسة للعنف، لأن هناك من يتربص بنا ويسعى بقوة لإخراجنا من دائرة الشرعية، حتى يتسنى له التعامل معنا بدون خطوط حمراء، فلنحذر..

- أعتقد أن الفعل الاحتجاجي السلمي سيكون له دور كبير في المرحلة القادمة، فيجب وضع رؤية إستراتيجية تحكمه وتُعَظِّم تأثيره، والأمر لا يتعلق ببقاء مرسي في الرئاسة أو تنحيه، بل هو متعلق بحماية الوجود السياسي للإسلاميين بالدرجة الأولى، وهنا يبرز دور الحركات الشبابية الإسلامية الجديدة..

- فلنستحضر دائما أن ما يحدث حاليا هو موقف إقليمي دولي، وليس مجرد تفاعلات داخلية، من البديهي أنهم لن يقبلوا أن ينجح نظام يسيطر عليه إسلاميون في مصر، فالذي يُرجِع التطورات الحالية إلى أخطاء النظام فقط، يقع في وهم كبير، فالمؤامرات بدأت منذ أغسطس 2012م، ثم مؤامرة ديسمبر 2012م، أي أنها بدأت قبل أن يتبين مستوى كفاءة النظام..

كما أن الزعم بأن تفديم تنازلات مبكرة كان سيحل الأزمة، غير دقيق، فالقضية كما ذكرت مرتبطة بتوازن إقليمي تعرض لاختلال كبير، ودول كثيرة تسعى لإعادة التوزان على وضعه القديم.. مش قضية حكومة، ولا نائب عام..

- الفلول في كل المجالات، هم من يقودون المشهد ميدانيا، وبدون التعرض لمن يحركهم فإن الطريق ليس ممهدا أمامهم، فقد يقبلهم البعض مؤقتا نكاية في الإخوان، لكن سرعان ما سينقلب عليهم كثيرون لو نجحوا في إسقاط الرئيس، لكن لو تركناهم يتمكنون، فلن تفلت الدولة من أيديهم ثانية..

- نحن لسنا ضعافا، بل أقوياء جدا بفضل الله وعونه، فلنتحرك كأقوياء، فالقوة ليست بالإمتلاك، وإنما بالإدراك والإرادة..

- في جميع الأحوال نحن لا نتحرك أبدا ضد "قواتنا المسلحة" فالجيش مؤسسة وطنية، فلننظر إليه بوصفه طرف وسيط يتفاعل مع ضغوط كل القوى السياسية، وبالتالي نحن نمارس ضغوطنا- كغيرنا- في إطار القانون والسلمية، واستنادا إلى حقوقنا الدستورية، وتضامنا مع الجيش في حماية مصالح الدولة والأمن القومي، ومهما اختلفت وجهات النظر..

- يمكن بإذن الله تعالى أن نقلب الدفة، إذا بذلنا جهدا كبيرا في الحشد دعما للشرعية في يوم غد..

فإذا قلنا أن الجيش متموضع في مركز متوازن ويتفاعل مع الضغوط، فإنه من واجبنا أن نتفاني في إثبات قدرتنا على الضغط السلمي، ولنقدم لهم حشدا غير مسبوق في اليومين القادمين، تقوية للموقف السياسي للرئيس..

اللهم اغفر وبارك لكل من عَطَّل مصالحه أياما، وبذل وقته وجهده لنصرة قضية الحق..

اللهم اغفر للضحايا الذين سقطوا دفاعا عن الحق، وتقبلهم في الشهداء..

نسأل الله تعالى أن يكشف الغمة، ويحفظ الأمة

المصدر