استشهاد القائدين ريان وصيام وأنا خارج غزة كان أمراً قاسياً وصعباً

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أبو زهري :استشهاد القائدين ريان وصيام وأنا خارج غزة كان أمراً قاسياً وصعباً الناطق باسم حماس د.سامي أبو زهري



في حوار شامل مع الناطق باسم حركة حماس د.سامي أبو زهري أجرته فلسطين الآن أجاب أبو زهري بإسهاب على أسئلة متعددة شملت أربعة محاور مهمة:حركة حماس والانفتاح الدولي عليها والحوار الفلسطيني وسبل نجاحه ثم محور الحرب على غزة ونتائجها .



والدكتور سامي أبو زهري هو احد قيادات حركة حماس والناطق باسمها ، حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة دمشق عام 2009 وهو محاضر في الجامعة الإسلامية بغزة في قسم التاريخ.


اليكم الحوار


حماس والانفتاح الخارجي

حركة حماس قدمت نموذج فريد ومتميز في المزاوجة بين المقاومة والسياسة وكان هناك الكثير من المشفقين على الحركة عند خوضها للانتخابات التشريعية وتشكيلها الحكومة الفلسطينية بأنه من المحال الجمع بين مشروع المقاومة وبين العمل السياسي والمشاركة في الحكم ولكن رغم ذلك الحركة نجحت في المزاودة بين الأمرين وأثبتت أنها قادرة على الاستمرار في مشروع المقاومة وبين الاهتمام بالعمل السياسي بشكل يقطع الطريق أمام كل الذين يستخدمون العمل السياسي لتصفية ما تبقى من حقوق فلسطينية.

الكثير من العمليات تم تنفيذها بما فيها عمليات خطف الجندي عمليات الاستعداد والتدريب وحيازة السلاح الذي يستخدم في حماية شعبنا وهذا ما بدا ثمرته من خلال جاهزية الحركة في الحرب الأخيرة على غزة حينما أثبت مقاومو القسام بسالتهم العالية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعلى الصعيد السياسي هناك نجاح للحركة سياسياً رغم كل المراهنات على إجهاضها وإفشالها عبر الحصار والعزل السياسي والحركة كانت ولا زالت رغم كل هذه الضغوط عند مواقفها السياسية لم تغير شيئاً وعلى العكس من ذلك هي تنفتح على الشعوب العربية والإسلامية تنفتح على المحيط الدولي بشكل تدريجي علاقاتها مع العديد من الأطراف العربية تتوسع وتتوثق وهذا إشارة واضحة على نجاح الحركة في سياستها.


  • لو نظرنا إلى الطرف الآخر حركة فتح، حركة فتح معروف عنها اهتمت في السلطة ونسيت التنظيم، على صعيد حركة حماس هل اعتبرت من تجربة حركة فتح ؟

حركة فتح ليست تنظيماً، تركيبة حركة فتح تركيبة هلامية تعتمد على التجميع الشعبي وبدون أي عملي تربوي ولذلك حركة بهذه الشاكلة يمكن أن يتسلق إليها أي قيادة إذا كانت تمتلك المال أو النفوذ أو الدعم الخارجي وهذا هو حقيقة واقع حركة فتح ، ولكن حركة حماس هي حركة فها مبادئها ومنطلقاتها التي تتمسك بها هياكلها التنظيمية الواضحة والتي تحافظ عليها باستمرار رغم انشغالها في العمل المقاوم والعمل السياسي.

هناك معايير اختيار للأعضاء ومعايير للارتقاء داخل الحركة وهذا يجعل من المستحيل ارتقاء أي عناصر دخيلة يمكن أن تتسلق إلى قيادة الحركة وأن تتبنى فكراً مغايراً لمنطلقات الحركة، ولذلك ما آل إليه وضع حركة فتح لا يقاس على وضع الحركة والحركة في حالة أمان تنظيمي وأمان فكري بدرجة عالية جداً، وهذا هو سر تقدم الحركة وسر تطورها وسر محافظتها على ذاتها ونجاحها رغم كل الضغوط الخارجية.


  • لو انتقلنا إلى الوضع السياسي خاصة في قطاع غزة عامان على الحصار ومن ثم الانقسام بين شطري الوطن ومن ثم جاء العدوان الأخير هل شكلت الثلاث محاور ضغط على حماس وهل لين من مواقفها أم لا زالت ثابتة عليها؟

رغم الحصار المستمر ورغم العزل السياسي من المقاطعة الاقتصادية من المجتمع الدولي ورغم الحرب الأخيرة على غزة ، إلاّ أن حركة حماس ثبتت عند مواقفها السياسية ولم تغير منها حماس كانت باستمرار تقول لن نعترف بشروط الرباعية ولن نعترف بالاحتلال الإسرائيلي منذ فوزها بالانتخابات واليوم بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف على فوز الحركة لا زالت تتبنى ذات الموقف السياسي لكن بالمقابل الذين قاطعوا الحركة سياسياً اليوم يقولون صراحة أنه لا مجال لأي ترتيبات في المنطقة بدون حركة حماس وهم يتصلون بالحركة بعضهم بشكل مباشر وبعضهم بشكل غير مباشر، وهذا يؤكد تمسك الحركة مواقفها السياسية وأنه لا تغيير على سياسات الحركة مهما بلغ حجم المؤامرات والتحديات التي تتعرض لها حركة حماس.


  • خطاب خالد مشعل الأخير، برأيك الكثير انتظره برأيك ما الجديد، البعض اتهم حركة حماس تتبع منهج حركة فتح شبراً شبراً، كحزب التحرير مثلاً؟

خطاب الأستاذ خالد مشعل هو خطاب مهم أولاً لأنه أجمل الصورة، صورة المواقف السياسية لحركة حماس خاصة باتجاه الغرب والحوار معهم، وحول مواقف الحركة باتجاه المستجدات السياسية، ثم من حيث التوقيت لأنه كان هناك تصريحات كثيرة للإدارة الأمريكية وغيرها، وكان لا بد أن يكون موقف الحركة بالمقابل موقفاً واضحاً وحاضراً، كما أن خطاب الأستاذ خالد مشعل عكس أن هناك معادلة جديدة في المنطقة وأن على كل الأطراف الدولية أن تراعي هذه المعادلة، هذه المعادلة تستند على أساس تمسك شعوب المنطقة بحقوقها وثوابتها ورفضها المساومة عليها، وتمسكها أيضاً بمشروع المقاومة أما ما يحاول البعض أن يقول أن هناك تقارب بين برنامج حماس وبرنامج فتح هذا كلام سخيف ليس له أي رصيد.

على سبيل المثال حماس حينما تعلن أنها تقبل بدولة فلسطينية في حدود العام 67 هذا ليس كلاماً جديداً هذا الكلام قاله الشيخ أحمد ياسين لأول مرة في العام 1988 أي قبل 21 عاماً من هذا الإعلان على لسان الأستاذ خالد مشعل ، لكن حتى لا يكون التباس في الموقف تجاه الجماهير ما يميز موقف حماس عن موقف منظمة التحرير والسلطة أن موقف الآخرين يقبل بدولة في حدود العام 67 مقابل الاعتراف بالاحتلال وبالتالي إلغاء حق العودة والتنازل عن بقية الأرض الفلسطينية أما حماس فهي تقبل بدولة فلسطينية في حدود عام 67 وترفض الاعتراف بالاحتلال الصهيوني وهي تعتبر أن هذا الحل هو حل مرحلي مقابل هدنة مع الاحتلال الإسرائيلي وبالتالي نحن نعطي فرصة لأنفسنا أن نتابع مشوار التحرير بعد انتهاء هذه الهدنة أو الجيل القادم إذا كنا نحن عاجزين حتى اللحظة عن إكمال مشوار التحرير ولذلك الفرق بين الموقفين أن أحدهم يعترف وبالتالي يصفي ما تبقى من حق فلسطيني والآخر لا يعترف ويتعامل مع هذه المسألة في سياق الحل المرحلي الذي يتمسك بكل الأرض الفلسطينية وبكل الحق الفلسطيني.


  • دكتور على صعيد العلاقات مع الدول العربية، قمة الدوحة الأخيرة بينت أن هناك انقسام ما بين مؤيد لحماس وبين معارض لحماس منهم من حضر ومنهم من لم يحضر، كيف تقيمون العلاقة خاصة بعد الحرب على غزة ؟

الموقف العربي بشكل عام تجاه الحرب على غزة كان موقفاً هشاً وغير مقبول كان هناك بشكل عام صمت من معظم الأطراف العربية على ما يجري في غزة وهذا آلم الشعب الفلسطيني كثيراً وأعطى فرصة للاحتلال بالاستمرار في عدوانه في ظل هذا الصمت العربي أو الاكتفاء بإحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي، رغم ذلك هناك أطراف عربية وقفت موقفاً جيداً وداعماً لصمود أهل غزة ، وهذا ما بدا واضحاً من خلال موقف بعض الأطراف العربية وأستطيع أن أقول أن حماس تحرز تقدماً وتطوراً في علاقاتها مع العديد من الأطراف العربية بعض هذه العلاقات هي علاقات رسمية ومعلنة وبعضها هي قوية لكن دون أن تأخذ طابع رسمي معلن، وبعض هذه الأطراف تعلن علناً دعمها لمشروع حركة حماس والمقاومة التي تتبناها حركة حماس على سبيل المثال الموقف السوري، ونحن مرتاحون إلى حجم علاقاتنا مع هذه الأطراف ونعتبر أننا نتقدم في هذا السياق.


  • على صعيد حزب الله وجبهة المقاومة في الشمال، وعلى صعيد العلاقة مع إيران ؟

علاقة حركة حماس مع إيران هي علاقة تأتي في الإطار السياسي حيث هناك اتفاق سياسي حول مشروع المقاومة ومواجهة الاحتلال، وتأتي في الإطار الإسلامي العام كون إيران دولة إسلامية، هناك البعض يستخدم هذه العلاقة لتشويه موقف حركة حماس ولكن من يطلقون مثل هذه التصريحات هم يحاولون أن يغطوا على موقف الأطراف العربية التي تتخذ موقفاً مناهضاً لحركة وفي هذا السياق نحن نحرص على علاقات مع جميع الأطراف العربية والإسلامية دون استثناء ومن يمد يده إلينا بالتأكيد سنرحب بذلك، ومن لم يمد يده إلينا نحن سنصبر على هذا الموقف.

وعلينا أن نشير أن المشكلة ليست فيمن يدعم مشروع حركة حماس ، المشكلة هو فيمن يقصر بحق الشعب الفلسطيني ويتخذ موقفاً مناهضاً لمشروع المقاومة هذا من يجب أن يسأل عن سبب اتخاذه هذا الموقف، ورغم ذلك حماس باستمرار تحرص على اتخاذ مواقف متوازنة، على سبيل المثال اتفاق القاهرة في مارس 2005 عقد في القاهرة، وليس في طهران، اتفاق مكة في مطلع 2007 عقد في مكة وليس في طهران، إعلان دمشق عقد في دمشق وليس في طهران، الآن حوار القاهرة يعقد في القاهرة وليس في إيران ، إذاً لماذا يتجاهلون كل هذا الأمر ويلومون طهران على اتخاذها مواقف داعمة للشعب الفلسطيني.


  • الوضع الحالي، الانتخابات على الأبواب، هل حماس جاهزة الآن للانتخابات وهل ستشارك في الانتخابات؟

نحن في حركة حماس نعتبر أن هناك متطلبات لإجراء الانتخابات يجب أن يتم توفيرها قبل إجراء هذه الانتخابات ومن هذه المتطلبات ربط الانتخابات في غزة والضفة بانتخابات المجلس الوطني بالخارج ولا يجوز أن يكون هناك اهتمام بإجراء انتخابات لـ 3.5 مليون فلسطيني في غزة والضفة بينما يتم تجاهل حق أكثر من 7 مليون فلسطيني في اختيار قيادتهم، وقد اتفقنا في حوار القاهرة على إجراء انتخابات متزامنة للمجلس الوطني ولمنظمة التحرير وللسلطة في غزة والضفة لذلك هذا متطلب أساسي، كذلك من المتطلبات إنهاء الحصار والبدء بالاعمار، لأنه الأهم من الانتخابات إنهاء حالة القهر والتجويع التي يتعرض لها سكان القطاع، أيضاً الإفراج عن نواب المجلس التشريعي المختطفين ونعتبر أنه ليس عملاً وطنياً أو أخلاقياً الاهتمام بإجراء انتخابات في ظل تغييب نواب منتخبين في سجون الاحتلال، كذلك يجب أن يكون هناك ضمانة دولية لاحترام نتائج الانتخابات وضمان نزاهة الانتخابات ومن المتطلبات أيضاً هو الإفراج عن جميع معتقلي الحركة في الضفة الغربية، كيف نجري انتخابات وكوادر الحركة في السجن، ويجب إعادة فتح كل مؤسسات الحركة التي تم تصفيتها في الضفة الغربية.


  • لو نظرنا للجانب الأمني في الانتخابات، البعض يقول في الانتخابات الماضية كشفت جميع قيادات حماس في الضفة، وعناصرها ومن ثم ضربت التنظيم وأدى إلى اعتقالات والسلطة تمارس التنسيق الأمني، ما الضامن أن لا يحدث ذلك إذا ما تم الانتخابات القادمة؟

يجب أن يكون هناك ضمانة دولية لاحترام حصانة النواب المنتخبين خاصة نواب حركة حماس لأنه في تجربتنا في هذه الدورة نواب الحركة تم اعتقالهم وبالتالي غيب حق الحركة في السلطة التشريعية وبقي المجتمع الدولي صامتاً ولذلك ما قيمة أن تجري انتخابات ثم يتعرض نواب الحركة بعد ذلك للاعتقال هذه الانتخابات ستوجه لخدمة طرف ضد طرف آخر ولذلك هناك متطلبات وضمانات يجب أن يتم توفيرها قبل الوصول إلى يناير المقبل.


  • على صعيد الانفتاح الدولي على حركة حماس والوفود التي تأتي سواء لدمشق أو غزة، كيف تقيمون الموقف الدولي العام، وماذا حملت زيارة كارتر الأخيرة، هل تأملون انعكاسات في السياسة الدولية؟

نحن في حركة حماس فيما يتعلق بزيارات الأطراف الأجنبية، نحن لا نستجدي أي لقاء مع أي طرف مهما كان ولكن في ذات السياق نحن نرحب بأي طرف يريد اللقاء معنا ولا نضع فيتو على اللقاء مع أي طرف غربي إلاّ الاحتلال الإسرائيلي، واللقاءات التي جرت مع الحركة من أطراف من مختلف دول العالم وخاصة جهات برلمانية معظمها من الأحزاب الحاكمة، إلى جانب زيارة كارتر الأخيرة للقاء قادة الحركة في دمشق وهنا في غزة هذه اللقاءات رسالتها الحقيقية هو اعتراف الغرب أنه لا مجال لتجاوز حركة حماس في أي ترتيبات وأنه يجب احترام والأخذ بعين الاعتبار رؤية الحركة السياسية ومواقفها السياسية، وأنا أريد أن أؤكد مرة أخرى أن حركة حماس لن تبيع مواقفها السياسية مقابل لقاء مع هذا الطرف الدولي أو ذاك كما يفعل الآخرون نحن متمسكون بمواقفنا السياسية نرحب بأي لقاءات ولكن دون أن يكون لها أي ثمن سياسي.


  • على الصعيد السياسي في إدارة أوباما، البعض يقول أن خطابه الأخير في القاهرة كان بداية صفحة جديدة مع العالم العربي والإسلامي، لكن لو لاحظنا الدعم لا زال للكيان الصهيوني، من يومين واشنطن سمحت للاحتلال باستكمال أكثر من 2500 وحدة سكنية، كيف تقيمون موقفه السياسي؟

أوباما أعلن أنه معني بأن يكون هناك سياسة جديدة في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي هذا صحيح ولكن هذا الإعلان لن يكون له قيمة دون أن يقترن بالأفعال على الأرض وفي الحقيقة أوباما لم يفلح في ترجمة المواقف المعلنة إلى أفعال على سبيل المثال فيما يتعلق بالاستيطان، هو يطالب الاحتلال بتجميد الاستيطان، بناء المستوطنات لا زال مستمراً والاحتلال يرفض أن يلتزم بذلك، والإدارة الأمريكية تتفرج ودون أن تتخذ أي خطوة عملية لإلزام الاحتلال بهذا المطلب وعلى العكس من ذلك هناك إعلانات إسرائيلية صريحة أن هناك ضوء أخضر أمريكي للاستمرار في بناء المستوطنات هذا مع الإشارة أن الذي نريده هو إزالة المستوطنات وليس وقف بناءها ولكن حتى تجميد المستوطنات بات أمراً تعجز الإدارة الأمريكية عن الإلزام به والأخطر من ذلك أن الإدارة الأمريكية والاحتلال يحاولون الآن تحصيل ثم سياسي مقابل تجميد الاستيطان، ماذا ستدفعون يا عرب للاحتلال مقابل تجميد الاستيطان؟ وهذا أخطر ما في المسألة.

علينا أن نشير أن خطة خارطة الطريق التي رفضها الشعب الفلسطيني كان هناك التزامات أمنية قدمتها السلطة مقابل وقف بناء المستوطنات وقدمت السلطة كل ما تملك في تصفية المقاومة في الضفة الغربية ولا زالت تقدم هذا الثمن رغم ذلك الاحتلال لم يلتزم بالمقابل بوقف بناء المستوطنات وإزالتها والإحتلال رغم ما قبضه من الالتزام أمني هو يحاول انتزاع ثمن إضافي من العرب ولم يلتزم من المقاومة في جميع الأحوال بوقف الاستيطان أو تقديم أي شيء للشعب الفلسطيني، ولذلك نحن نراقب الموقف الأمريكي ومعنيون باختبار هذا الموقف ولكن في جميع الأحوال يجب عدم التعويل على حسن النوايا ويجب عدم التعويل على موقف الإدارة الأمريكية حتى اللحظة لأنه بكل أسف هو موقف على الأقل متأثر مواقف الاحتلال الإسرائيلي وغير جاد في إلزام الاحتلال الإسرائيلي باحترام الحقوق الفلسطينية.


  • بالأمس استجد موقف للدول الثماني الصناعية طالبت بفتح المعابر بشكل فوري مع قطاع غزة ، سولانا منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أيضاً قال إذا توافق الفلسطينيون على حكومة توافق سنعترف بها، كيف ترى حماس في هذه المواقف؟

استمرار الحصار على غزة في ظل صمت المجتمع الدولي هو أمر ضغط على الجميع أمام الشعوب الغربية خاصة بعد فشل هذه السياسة في تركيع الشعب الفلسطيني ودفع حركة حماس في قبول الشروط الدولية ولذلك المجتمع الدولي لا يستطيع احتمال استمرار هذا الوضع على الأقل من الناحية الإنسانية وهذا ما يفسر تزايد الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي لإلزامه بفتح المعابر وهذا ما يفسر الدعوة التي صدرت من مجموعة الثماني وهي دعوة مهمة وندعو هذه المجموعة الدولية لاتخاذ خطوات عملية لإلزام الاحتلال بهذا المطلب وعدم الاكتفاء بإصدار دعوة إعلامية للاحتلال في هذا الأمر، لأنه تجويع الشعب الفلسطيني وحصاره بهذه الطريقة وحرمانه من حقوقه الأساسية يتناقض مع القانون الدولي، وعلى المجتمع الدولي وفي مقدمته مجموعة الثماني تطبيق القوانين الدولية.

الحوار الفلسطيني

د.سعيد صيام


  • على صعيد الحوار، حماس قدمت الكثير، فتح لم تقدم شيء، هل الحوار فقط من أجل الحوار؟

الوسيلة الحقيقية لإنهاء الأزمة على الساحة الفلسطينية وإنهاء أي خلاف فلسطيني هو الحوار، والمشكلة ليست في الحوار وإنما عدم التزام الطرف الآخر بنتائج هذا الحوار وعدم جديته في التعاطي مع الحوار ونحن نحمل حركة فتح المسئولية عن تعثر الحوار حتى اللحظة وعدم التوصل لأي نتائج حتى الآن، والسبب الرئيسي في ذلك هو استمرار الاعتقالات السياسية ورفض حركة فتح الالتزام بانهاء هذا الملف، وبكل أسف محاولة ممارسة التضليل الإعلامي بإعلان أرقام وهمية عن إفراجات مزعومة لا أساس لها من الصحة فيما تستمر حركة الاعتقالات وموضوع الاعتقالات السياسية هو ما يسمم أجواء الحوار الفلسطيني ويعيق التوصل إلى اتفاق مصالحة.

وفي هذا السياق أنا أريد أن أشير إلى تكذيب ما ورد على لسان رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس الذي أعلن لا وجود معتقلين سياسيين في الضفة وقبل يومين اعتقلوا الأخ عمر عبد الرحمن الحمبلي من مدينة نابلس فور خروجه من معتقل الاحتلال وقبل أن يصل لبيته ويقولون أن المعتقلين لديهم هم معتقلون جنائيون هذا الأخ لم يأخذ وقتاً ليرتكب أي مخالفة حتى يعتقل وهذه الحادثة هي مثال لأمور كثيرة تؤكد بطلان إدعاءات أبو مازن بعدم ارتكاب اعتقالات سياسية، وهذه الحادثة بالمناسبة هي تدلل على سياسية تبادل أدوار بين سلطة رام الله والاحتلال في ملاحقة واستهداف المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.

موضوع الاعتقالات السياسية هو الموضوع الأبرز من بين القضايا العالقة بين الطرفين وإن كان هناك قضايا أخرى تتعلق بالنظام الانتخابي وتشكيل لجنة فصائلية في غزة للتنسيق بين الحكومة في غزة والوضع القائم في الضفة ولكن هذه المواضيع كلها يمكن مناقشتها والتوصل إلى صيغة اتفاق بشأنها إذا ما تم علاج موضوع المعتقلين السياسيين وعلينا أن نشير أيضاً أنه بكل أسف حركة فتح على طاولة الحوار هي لا تمثل موقف الحركة وإنما تمثل حقيقة موقف الأطراف الأجنبية، أحياناً الطرف المصري يعرض صيغة مقترحة وسطية الحركة تقبل بها لكن الذي يرفضها هو حركة فتح، والحجة أن هذا الطرح غير مقبول دولياً، وبالتالي الطرف الذي يجب أن يحكم أن هذا غير مقبول دولياً أو لا هو الراعي للحوار المسئولين المصريين وليس حركة فتح ، ولذلك حركة فتح لا تجلس على طاولة الحوار للتعبير عن موقف خاص بها وإنما هي تمثل بكل أسف الموقف الأجنبي.


  • بعض المحللين يقول أن فتح تستغل الوقت، وتكسب الوقت، حتى يأتي 25-1 تلقي الكرة في ملعب حركة حماس وتقول لها انتهت ولايتك .. ما موقف الحركة؟

إذا كان هناك أي أطراف بما في ذلك حركة فتح تفكر أن تمديد فترة الحوار بهذه الطريقة يهدف إلى كسب الوقت وحشر حماس في الزاوية إلى حين إجراء انتخابات في يناير المقبل من يفكر بهذه الطريقة فهو واهم وعليه أن يعيد تقييم موقفه لأنه حركة حماس ليست حركة ساذجة لتنطلي عليها مثل هذه الألاعيب، نحن نذهب للحوار ونريد مصلحة شعبنا الفلسطيني لكن كل المراهنات على حشر الحركة وإضعافها عبر مثل هذا الحوار هي رهانات فاشلة ولن تفلح والحركة تعرف كيف تتعامل مع كل التطورات بما في ذلك ملف الانتخابات.


  • دكتور.. فصائل المنظمة تتهمكم أنتم وفتح باحتكار الحوار، لقاءات ثنائية فقط، كيف تردون؟

فصائل المنظمة هي ليست طرفاً ثالثاً هي بكل أسف معظمها يمثل جزءاً من الطرف الآخر وهي حركة فتح فرغم السقوط السياسي والأمني لحركة فتح إلاّ أن هذه الأطراف تتعارف مع برامجها السياسية وتقف إلى جانب حركة فتح مقابل بعض الدعم المادي من هنا أو هناك ولذلك نحن لا نكترث بأي اتهامات تصدر من هذه الأطراف لأنها لا تمثل طرف محايد بالنسبة لنا وإن كنا معنيون بالعلاقة مع الجميع وننفتح مع الجميع ولكن بكل أسف تقييم لدور معظم فصائل المنظمة هو تقييم سلبي ومواقف هذه الأطراف لا يخدم دورها في تحقيق المصالحة الفلسطينية.


  • على صعيد الحراك السياسي الآن، هناك وفد أمني رفيع المستوى برئاسة مساعد وزير المخابرات المصرية هل إذا كانت هناك تفاصيل عن هذه الزيارة واللقاءات لتطلعنا عليها؟

الوفد الأمني المصري أجرى لقاءات في دمشق قبل يومين مع قيادات الحركة وقيادات من الفصائل الفلسطينية الأخرى بهدف البحث في إمكانية تهيئة المناخات للتوصل لإبرام اتفاق في الجولة الأخرى، وكان موقف الحركة جازم وحاسم بأن كل الأمور مرهونة بإنهاء ملف الاعتقالات السياسية، وأن أي تقدم في الحوار يجب أن يسبقه إنهاء ملف الاعتقالات السياسية، وهذا الوفد وصل إلى رام الله وسيلتقي اليوم الخميس مع قيادات من الحركة في الضفة المحتلة والرسالة التي سيتسمع إليها هي ذات الرسالة التي سمعها من دمشق مع الإشارة هنا أن حركة فتح بشكل مؤكد وبكل أسف غير معنية بإبرام أي اتفاق مصالحة وهذا استجابة لمطالب خارجية بعدم توقيع أي اتفاق مع حركة حماس .


  • هل مصر بثقلها العربي غير قادرة على الضغط على محمود عباس وإجباره على الاتفاق أم الالتزامات الأمنية تحول دول ذلك؟

محمود عباس ورط الشعب الفلسطيني في ورطة سياسية كبيرة من خلال وضعه كل الأوراق الفلسطينية في أيدي الأمريكان والإسرائيليين وتحولت سلطة رام الله إلى مجرد أداة تنفيذية لتنفيذ الطلبات الأجنبية، على سبيل المثال عمليات الاعتقال التي تجري في الضفة الغربية تجري بأوامر من الجنرال الأمريكي والضباط الإسرائيليين المعنيين، وبالتالي هو لا يستطيع أن يفرج عن أي شخص لو أراد ذلك، لأن قرار الإفراج بالتالي هو من ذات الجهات التي أصدرت قرار الاعتقال.

وفي ذات السياق ما يتعلق بالموضوع السياسي أبو مازن يعمل على إنهاء وتصفية كل أوراق القوة التي تمتلكها الفصائل الفلسطينية من خلال ممارساته في الضفة المحتلة وملاحقته المقاومين وفصائل المقاومة خدمة لمطالب وأجندة أجنبية وبالتالي هو يذهب إلى المفاوضات بدون أي رصيد وبدون أي سند ويكون هو مجرد أداة تستجدي بعض المطالب من الاحتلال الإسرائيلي، صحيح أن الرئيس أبو عمار كان يحاول أن يناور فيما يتعلق مع العلاقات مع الأطراف الخارجية لكن كان هناك ضوابط تحكم هذا الأمر، أما أبو مازن فقد سلم كل أوراق القوة لأطراف خارجية.


  • الجولة السابعة في الـ 28 من هذا الشهر، هل تتوقعون نجاح هذه الجولة إذا ما نجح الوفد الأمني المصري في مهمته؟

الحركة ستذهب لجولة الحوار القادمة ومعنية بالتوصل لمصالحة وتحقيق اتفاق بهذا الشأن، ولكن الكرة ليست في ملعبنا الكرة في ملعب الطرف الآخر الذي يتعنت ويرفض كل الصيغ التوفيقية ويرفض إنهاء ملف الاعتقالات السياسية تحت ذريعة أن هناك التزامات أمنية من السلطة تجاه اتفاقات موقعة مع الاحتلال الإسرائيلي، وهذا حقيقة ما لا يعطي أي إشارات لإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الجولة المقبلة.


محور الحرب على غزة

  • لو انتقلنا إلى محور آخر، الحرب على غزة ، أنت كنت في الخارج خلال الحرب في غزة ، كيف كان وقع هذا الحرب على شخصك الدكتور سامي وكقيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكنت بعيد عن الأهل والأقارب والإخوة؟

الحرب على غزة كانت حرب قاسية جداً، أهلنا في غزة تحملوا عبء كبير جداً بسبب هذه الحرب، ولكن بحمد الله صمدوا وثبتوا وأعطوا نموذجاً رائعاً وتاريخياً أمام كل الأمم الأخرى، وهذا سيسجل في تاريخ الشعب الفلسطيني وأهل غزة وأنا شخصياً كنت قد خرجت قبل الحرب بوقت قليل بسبب انشغالاتي الدراسية، لكن وقع الحرب على نفسي وأنا بالخارج أقسى بكثير مما لو كنت هنا في غزة ، لأن المشهد كان قاسياً وصعباً والله سبحانه وتعالى فقط هو الذي ثبت الناس وربط على قلوبهم.

وعلينا أن نشير أن واقع الشعوب العربية والإسلامية يختلف عن واقعها قبل غزة حرب غزة أحدثت إنقلاباً كبيراً ليس في ضمير الأمة فقط وإنما في استعدادها لمساندة القضية الفلسطينية والعمل بكل ما تملك من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودعم الاحتلال الإسرائيلي، حيثما ذهبنا في الكثير من العواصم العربية كنا نجد تضامن شعبي كبير جداً من الشعوب مختلف الأشكال ولم يكن مجرد ردة فعل مؤقتة أو انفعالية لأنه بعض الدول زرناها أثناء الحرب وزرناها بعد الحرب بعدة أشهر وكنا نجد هذا التهافت على الحركة بموقفها والتضامن مع غزة الشعب الفلسطيني بنفس الدرجة التي لمسناها أثناء الحرب ولذلك نعتقد أن الثمرة الحقيقية لصمود أهل غزة وانتصارهم في الحرب على غزة هي دفع الأمة العربية لاحتضان هذا المشروع المقاومة .

وعلينا أن نشير أن الاحتلال الذي كان يريد القضاء على حماس و المقاومة في غزة هو بجرائمه أدخل المقاومة في كل بيت أدخل المقاومة و حركة حماس في كل بيت عربي وإسلامي، الناس على اختلاف مذاهبهم ودياناتهم وألوانهم السياسية والفكرية الكل يهتف لحركة حماس ومشروع المقاومة في كل شارع عربي وإسلامي على سبيل المثال حتى في ماليزيا هناك نسبة لا بأس بها من الصينيين أحد الماليزيين الصينيين قدم تبرعاً مالياً ثم قال لي أنا صيني مسيحي ولكن أحب حركة حماس ، إذا وصل هذا التأثير إلى قلب هذا الصيني المسيحي فما بالكم الشعوب العربية والإسلامية، وأبلغ من ذلك ما حدث على الساحات الأوروبية كان فيها تفاعل كبير جداً من الشعوب الأوروبية مع غزة وأنا التقيت بسيناتور إيطالي أسس حزباً سياسياً جديداً مع اشتداد الحصار على غزة قبيل الحرب الأخيرة مضمون برنامجه السياسي هو رفع الحصار عن قطاع غزة، والتقينا مع شخصيات كثيرة جداً أوروبية باتت حقيقة تجد في حركة حماس نموذجاً للتحدي ونموذجاً للتمسك بالمبادئ وهو أمر يحترمه الكثير من الأحرار في العالم لذلك نحن نعتبر أن مرحلة ما بعد غزة تختلف بالكلية عن مرحلة ما قبل غزة والأطراف العربية مطالبة بأن تلتحم مع شعوبها لأنه هذا الخيار الوحيد أمام الجميع وهو التوقف عن خيار التسوية والالتحام مع الشعوب باتجاه مواجهة الاحتلال الذي يرفض إنهاء احتلاله لأرضنا الفلسطينية.


  • دكتور.. على خصوصية نبأ استشهاد الشهيدين الدكتور نزار ريان والشهيد سعيد صيام، ما وقع هذا عليكم على الصعيد الشخصي، وهل أثر على صعيد الحركة بصناعة قرارها؟

على الصعيد الشخصي هذان الأخوان عشت معهما فترات طويلة خاصة في مرحلة ما بعد استشهاد الدكتور الرنتيسي، وهما كانا ولا زالا حتى استشهادهما جزءاً أساسياً في صناعة القرار داخل الحركة ولكنهما في فترة طويلة كانا يتبعان إجراءات أمنية قاسية ويتواريان عن الأنظار لاعتبارات أمنية، وخلال هذه الفترة كنت على اتصال وثيق وكبير معهما، ولذلك استشهادهما وأنا خارج غزة كان أمراً قاسياً وصعباً، ولكن نحن كما قلنا باستمرار هذا الثمن من الطبيعي أن يدفعه الشعب الفلسطيني وأن تدفعه حركة مثل حركة حماس تتقدم صفوف الشعب الفلسطيني، باتجاه المقاومة والتحرر، وغياب هذين الأخوين هو أمر مؤلم على صعيد قيادة الحركة وعلى صعيد كل أبناء الحركة، ولكن من الناحية العملية هذا الغياب لم يترك إن شاء الله أي فراغ تنظيمي رغم المكانة الكبيرة التي كانا يمثلونها، ولكن حماس في النهاية هي حركة مؤسساتية وحركة ولودة تستطيع باستمرار أن تنتج القيادات التي بإمكانها أن تقود الحركة وأن تحمل الراية.


المصدر : فلسطين الأن