الأسباب الحقيقية وراء اندماج شبكة قنوات النهار و"cbc"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأسباب الحقيقية وراء اندماج شبكة قنوات النهار و"cbc"


اندماج شبكة قنوات النهار و cbc.jpg

بكار النوبي

(24/05/2016)

مقدمة

تشهد خريطة الإعلام المرئي الموالي للانقلاب حالة من السيولة غير المسبوقة، بين البيع والشراء والاندماج، البداية كانت بصفقة شراء رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، المقرب جدا من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، قناة "أون تي في" من رجال الأعمال نجيب ساويرس.

واليوم الثلاثاء 24 مايو 2016، تعلن شبكة قنوات النهار عن اندماجها في كيان اقتصادي واحد مع شبكة قنوات "سي بي سي"، حيث أبرمت الصفقة بين محمد الأمين رئيس شبكة قنوات "سي بي سي"، وعلاء الكحكي رئيس شبكة قنوات "النهار".

المؤكد إذا أن خريطة جديدة بدأت تظهر ملامحها فى مستقبل الإعلام، وقال محمد الأمين، فى مؤتمر صحفى اليوم: "إن خطوة تأسيس شركة قابضة تضم شبكات النهار و"سي بي سي" ليست وليدة اليوم، ولكن العمل عليها يتم منذ فترة طويلة، ونتمنى أن يجمع الكيان أكبر عدد من القنوات.

أسباب الدمج

وأشار الأمين- في مؤتمر صحفي اليوم- إلى أنه تم التوافق بين ملاك الأسهم على شركة قابضة تجمع شركتى النهار وcbc، موضحا أن هدف الشركة والأسباب الحقيقية وراء الدمج هي صمود صناعة الإعلام فى مصر ضد التحديات التى تواجه النظام، وأيضا الخروج بالصناعة إلى خارج مصر، مشددا على أن الكيانين يحتويان على أكفأ من يعملون فى مجال الإعلام فى مصر.

ويقر "الأمين" بأن أحد الأسباب الحقيقية لعملية الدمج أيضا هو تراجع تأثير الإعلام المصري، في إشارة إلى سيطرة قنوات أخرى أكثر تأثيرا مثل "الجزيرة" و"إم بي سي" السعودية، مشددا على أنه على استعداد لأن يضع يده فى أى كيان آخر هدفه حماية الإعلام المصرى والعودة إلى الريادة، ووجود حالة من الانتعاش فى السوق الإعلامية.

كما أكد علاء الكحكى، مالك قنوات "النهار"، أن السوق مفتوحة لكل المنافسين، وأن المحتوى البرامجى على "النهار" و"سى بى سى" سيظل موجودا، وستكون المنافسة لصالح المشاهد، ولا يوجد أى تغيير على الخريطة البرامجية فى الفترة المقبلة.

أسباب مادية

ومعلوم لدى قطاعات نافذة بسوق الإعلام المصرية، أن سوق الإعلان يشهد انكماشا ملحوظا منذ انقلاب 30 يونيو 2013، بعكس ما كانت عليه الأوضاع في الفترة التي تلت ثورة 25 يناير حتى الانقلاب العسكري، والتي شهدت تصاعدا كبيرا في سوق الإعلام، وانفتاحا غير مسبوق على خلفية الحريات التي انتزعها الشعب بثورته، ولكن ذلك كله سرعان ما تراجع بعد انقلاب السيسي، والذي يشهد أكبر موجة من القمع والاستبداد والتضييق غير المسبوق على حرية الرأي والتعبير.

هذا وقد كشف أحد المصادر من قناة "سي بي سي" عن بعض الأسباب الحقيقية وراء دمج القناتين، وقال: إن الأمر مطروح منذ عام، من قبل قناة "سي بي سي"، وجاء ذلك لأسباب عديدة، منها نية الشبكة فى وقت ما إغلاق قناة "سي بي سي سفرة" وتقنين وضعها.

وتابع المصدر بحسب موقع "مصر العربية"، كل قناة ستظل كما هي فى تناولها للأحداث والمحتوى، من برامج وفعاليات ومسلسلات وغيرها، مؤكدًا أن المنافسة ستظل قائمة؛ لأنها في صالح المشاهد في النهاية، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يكون الدمج لأسباب لا يعرفها أحد سوى الكبار.

وبحسب مراقبين، فإن أحد أسباب الدمج هو إحكام سيطرة النظام العسكري الحاكم على الفضاء الإعلامي، وخصوصا بعد تراجع نسب مشاهدة هذه القنوات من جهة؛ لفقدانها المصداقية جراء تسويقها المتواصل لسياسات النظام التي ثبت فشلها، وبات تبريرها محل إحراج كبير.

ومن جهة أخرى، لأن النظام ارتكب حماقات ودخل في عدد من الصدامات الكبيرة مع جموع الشعب، خصوصا بعد التفريط في جزيرتي صنافير وتيران، والارتفاع الجنوني في سعر الدولار والأسعار، والصدام مع الصحفيين، ما دفع عددا من الإعلاميين إلى انتقاد هذه السياسات علنا، ومع تراجع شعبية النظام بصورة غير مسبوقة، يسعى السيسي إلى إحكام قبضته بالحديد والنار، والتحكم في كل ما يعرض على الشاشات، في محاولة لتثبيت أركان انقلابه الفاشي.

يعزز من هذه الفرضية إقصاء عدد من الإعلاميين الموالين للسيسي والداعمين لانقلابه، منهم باسم يوسف ومحمود سعد ويوسف الحسيني وتوفيق عكاشة وغيرهم.

تفاصيل الدمج

وحول تفاصيل الاندماج، فإنها تتلخص في أنه سيتم تشكيل كيان اقتصادي واحد، من أجل المنافسة أكثر في السوق الإعلامية المصرية بشكل خاص والعربي بشكل عام، وذلك بعد اجتماع عقد بين محمد الأمين رئيس شبكة قنوات "سى بى سى"، وعلاء الكحكى رئيس شبكة تلفزيون النهار، اتفقا خلاله على وضع كافة بنود الشراكة والدخول في كيان إعلامي واحد.

وتقرر تأسيس شركة قابضة تضم شركات "سي بي سي" و"النهار"، وأن محمد الأمين وعلاء الكحكي لن يشاركا في الإدارة، وأنهما سيتركان الأمور للقائمين على الأمور الفنية، وتستمر القناتان باسميهما الحاليين، ولن يتم تغيير شعارهما، حيث جاء الدمج للاستفادة وتبادل الخبرات الإعلامية لكل منهما؛ أملا في مواكبة الشبكات العربية الأكثر سيطرة وتأثيرا، رغبة في التأثير أكثر في الإعلام العربي والإقليمي.

وتضم شبكة قناة النهار عددا من القنوات، منها "النهار اليوم، النهار دراما، النهار والنهار سينما بجانب النهار نور"، بينما تضم شبكة قنوات سي بي سي، سي بي سي العامة، سي بي سي سفرة، إكسترا، دراما".

المصدر