الأستاذ أحمد حسن الزيات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأستاذ أحمد حسن الزيات

أديب متميز وكاتب، ولد فى عام 1885م، وهو صاحب مجلة "الرسالة" فى الأربعينيات والخمسينيات، تخرج فى كلية الآداب جامعة القاهرة، وحصل على ليسانس الحقوق من باريس، ورأس القسم العربى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1929م، عمل أستاذًا للأدب العربى بكلية الآداب ببغداد عام 1933م بجانب عمله فى مجلة "الرسالة"، أصدر مجلة "الرواية" فى الفترة من 1933م إلى 1953م، فلما احتجبتا عين رئيسًا لتحرير مجلة "الأزهر"، منحته الدولة جائزة الأدب عن كتاب "وحى الرسالة" عام 1953م، وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1961م، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ووسام النيل من الدرجة الأولى، توفى فى عام 1968م.

كتب عن الإمام البنا تحت عنوان (أقوال عن الإمام البنا) يقول:

وجدت فيه ما لم أجد فى قبيله أو أهل جيله: من إيمان بالله راسخ رسوخ الحق، لا يزعزعه غرور العلم، ولا شرود الفكر، وفقه فى الدين صاف صفاء المزن لا يكدره ضلال العقل ولا فساد النقل، وقوة فى البيان مشرقة إشراق الوحى لا تحبسها عقدة اللسان ولا ظلمة الحس، إلى حديث يتصل بالقلوب، ومحاضرة تمتزج بالأرواح، وجاذبية تدعوك إلى أن تحب، وشخصية تحملك على أن تذعن!! فقلت فى نفسى بعد أن ودعنى ومضى: (عجيب)! هذا الشاب نشأ كما ينشأ كل طفل فى ريف مصر، وتعلم كما يتعلم كل طالب فى دار العلوم، وعمل كما يعمل كل مدرس فى وزارة المعارف، فعمن ورث هذا الإيمان، وممن اقتبس هذا البيان، ومن أين اكتسب هذا الخلق! إن الشذوذ عن قواعد البيئة الجاهلية، والنشوز عن أنظمة المجتمع الفاسد، والسمو على أخلاق العصر الوضيع، من خصائص الرسول أو المصلح، فإن الله يعلم حيث يجعل رسالته يريد أن يصنع النبى أو المصلح على عينه ليظهر فى وقته المعلوم، فيجدد ما رث من حبله، ويوضح ما اشتبه من سبيله، والفطرة التى فطر عليها حسن البنا والحقبة التى ظهر فيها حسن البنا تشهدان بأنه المصلح الذى اصطنعه الله لهذا الفساد الذى صنعه الناس!!.

ولم يكن إصلاحه - رضوان الله عليه - من نوع ما جاء به ابن تيمية وابن عبد الوهاب ومحمد عبده، فإن هؤلاء قصروا إصلاحهم على ما أفسدته البدع والأباطيل من جوهر العقيدة، أما هو فقد نهج فى إصلاحه منهج الرسول نفسه: دعا إلى إصلاح الدين والدنيا، وتهذيب الفرد والمجتمع، وتنظيم السياسة والحكم، فكان أول مصلح دينى فهم الإسلام على حقيقته وأمضى الإصلاح على وجهه، لم يفهم الإسلام الذى طهر الأرض وحرر الخلق وقرر الحق على أنه عبادات تؤدى، وأذكار تقام، وأوراد تتلى، وإنما فهمه كما فهمه محمد وعمر وخالد، نورًا للبصر والبصيرة، ودستورًا للقضاء والإدارة، وجهادًا للنفس والعدو.

ولقد كان النهج الذى قبسه (البنا) من القرآن وعززه بالعلم ونشره بالبيان وأيده بالمعاملة كان من الجد والصدق والعزيمة بحيث زلزل أقدام المستعمر، وأقض مضاجع الطاغية، وخيب آمال المستغل، فتناصرت قوى الشر على الدعوة العظيمة وهى تتجدد فى مصر كما تناصرت قوى الشرك عليها وهى تولد فى الحجاز، ولما كان حسن البنا فكرة لا صورة، ومبدأ لا شخصًا، فإن الفكرة الصالحة تنمو نماء النبت، والمبدأ الحق يبقى بقاء الحق.


المرجع: أنور الجندى: حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد، ص340