الأمم المتحدة تكشف حجم توتر العلاقات بين مصر والسعودية بسبب بشار الأسد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأمم المتحدة تكشف حجم توتر العلاقات بين مصر والسعودية بسبب بشار الأسد

كتب :شادي عماد - القاهرة

توتر العلاقات بين مصر والسعودية بسبب بشار.jpg

(الأربعاء 30 سبتمبر 2015)

مقدمة

اتسعت فجوة الخلافات بين مصر والسعودية فيما يتعلق بالأزمة السورية؛ ففي الوقت الذي تدعو فيه مصر للحوار مع سلطة بشار الأسد، وأعلنت في أكثر من مناسبة رفضها لسقوط سلطة بشار الأسد، هددت السعودية بالتدخل العسكري في سوريا.

العلاقات تصل لمفترق طرق

وأكد خبراء أن مفترق الطرق الذي وصلت إليه المواقف السياسية لمصر و‏السعودية بخصوص ‏سورية، خصوصًا بعد تصريحات ‏وزير الخارجية السعودي وتهديده بالخيار العسكري في مواجهة ‫‏الأسد الذي تدعم الدولة المصرية بقاءه حاليًّا، يوسع الفجوة أكثر بين حكم ‏سلمان و‏السيسي، وسيفتح زوايا كانت أغلقت في الملعب المصري.

السيسي يحاول تقريب وجهات النظر

وقالت تقارير صحفية إن عبدالفتاح السيسي قام بالاتصال بالعاهل السعودي الملك سلمان قبل أيام محاولاً العمل على تقريب وجهات النظر الروسية والسعودية، في محاولة للإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد.

وأكد التقرير الذي نشره موقع "الخليج الجديد" أن مصر لا تكتفي بتقبل وجود "الأسد"، بل وتعمل على طرح الحلول التي تعمل على إبقائه.

السيسي متمسك ببقاء بشار

وأكد عبد الفتاح السيسي في مقابلة أجراها مع شبكة "بي بي إس" التلفزيونية الأميركية أنه مع الحل السياسي وليس العسكري، مضيفًا أن "مصر تريد أن تحافظ على سلامة الأراضي السورية والجيش الوطني السوري"، مؤكدًا ضرورة مواجهة التنظيمات المتطرفة وتنظيم الدولة في سوريا؛ لتحقيق الاستقرار للأوضاع، وإعادة بناء سوريا؛ لإعادة اللاجئين إلى ديارهم.

وأوضح السيسي أنه يجب التركيز على التهديد الحقيقي، وهو الإرهاب والتطرف وآثاره السلبية وحالة عدم الاستقرار الهائلة التي تسود منطقة الشرق الأوسط، والتي يمكن أن تنتشر إلى مناطق أخرى أيضًا. وقال السيسي إنه يرى أن المفاوضات بين المعارضة والنظام السوري يجب أن تحسم الصراع، مضيفًا أننا "لا نستطيع أن نحكم من الخارج".

وقال إنه يتخوف من سقوط النظام السوري ممثلاً برئيسه بشار الأسد وتفكك جيش النظام. وتابع بأن هذا موقفه من سنتين، قائلاً: "عيني على الخطر الحقيقي، موضوع الرئيس بشار مع الشعب السوري أمر يمكن تدبره". غير أن الأمر الذي لا يمكن التعامل معه -بحسب السيسي- هو سقوط النظام وتفكك الجيش وحصول الجماعات "المتطرفة" بسوريا على دفعة معنوية.

وعن الاتفاق مع إيران، قال السيسي إنه يساند الاتفاق النووي مع إيران طالما أنه لا يؤثر على الأمن القومي العربي، وأنه مع أي توجه يخفف التوتر ويبعد شبح الحرب عن المنطقة. وعن التخوفات الخليجية من الاتفاق النووي الذي يمكن أن يسهل حصول إيران على سلاح نووي، قال إن مصر ليس لديها تخوفات مماثلة.

السعودية تهدد بالتدخل العسكري

وفي المقابل صعدت المملكة السعودية موقفها ضد نظام بشار الأسد مهددة بتدخل عسكري قريب في سوريا لإسقاط نظام الأسد. اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس الثلاثاء في نيويورك، أنه على الرئيس السوري بشار الأسد أن يرحل أو أن يواجه "خيارًا عسكريًا".

ورفض الجبير متحدثًا إلى الصحفيين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، المبادرات الدبلوماسية لروسيا الداعمة للنظام السوري والتي دعت إلى قيام تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

مصر تنفي توتر العلاقات

وعن توتر العلاقات بين مصر والسعودية، وقال سامح شكري وزير الخارجية؛: إن بالنسبة للتغير الأمريكي من القضية السورية "ما نرصده أن الموقف الأمريكي يتسم الآن بمزيد من المرونة فيما يتعلق بالتعامل مع الأوضاع في سوريا، وانتظار ما تسفر عنه المفاوضات من تشكيل حكومة انتقالية لترتيب الأوضاع والتعاون مع النظام الحالي والابتعاد عن فكرة المشروطية، وهذا تطور إيجابي فيما يتعلق بتشجيع الأطراف على الانخراط في المفاوضات"، نافيًا ما تردد عن ضغوط سعودية على مصر لتعديل موقفها من القضية السورية.

وأضاف شكري، في تصريحات على هامش زيارته لنيويورك: "خلال لقاءاتي مع الوزير عادل الجبير، وفي المملكة مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف، ومع ولي ولي العهد محمد بن سلمان، نحن نطرح الوضع في سوريا من منطلق اهتمامنا المشترك بالشعب السوري وإنهاء هذا الصراع ونتفق أن الحل السياسي هو الأمثل، وأننا نحتاج إلى العمل المشترك للوصول إلى هذا دون ضغوط، ونحن نشرح للجانب السعودي رؤيتنا لتوحيد المعارضة.

وفي كل المشاورات لم نلمس إطلاقًا أي ضغط أو عدم قبول للدور الذي تلعبه مصر؛ لأنه متوافق تمامًا للهدف الذي تسعي إليه مصر والسعودية".

توقعات بانفجار العلاقات بين البلدين

ومن جانبه قال حاتم عزام عضو مجلس الشعب السابق إن الملف السوري هو أحد أسباب توتر العلاقات بين مصر والسعودية، مشيرًا إلى أن الموقف المصري الداعم لبشار يهدد هدوء العلاقات بين البلدين.

وأوضح عزام -في تصريح خاص لـ"شبكة رصد"- أن السيسي خالف السعودية في اليمن حين لعب على حبال الحوثيين وعلي عبدالله صالح في اليمن، كما أنه لم يدعم عاصفة الحزم الذي تقودها المملكة السعودية ضد الحوثيين بالشكل المتوقع، فضلاً عن قيامه بتقديم الدعم العسكري الصريح لبشار الأسد والجنرال المتقاعد المنقلب خليفة حفتر بالسلاح.

وأشار إلى أن التحول الجديد، والذي سيؤسس لما بَعْدِه، هو التباعد الإستراتيجي الأكبر، بعد إبرام اتفاق النووي الإيراني وإعلان السيسي بشكل صريح أن الموقف المصري يختلف عن الخليجي في هذا الملف.

واختتم "عزام" تصريحه لـ"رصد" قائلاً: "إنه وفي ظل مخاوف المملكة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي -باستثناء الإمارات أو بوصف أدق باستثناء محمد بن زايد في الإمارات- من مخطط التوسع والهيمنة الإيرانية على المنطقة العربية، خصوصًا بعد الاتفاق النووي الإيراني، تغازل سلطة انقلاب السيسي إيران وترسل لها برسائل تقارب عبر رموزها على حساب المملكة السعودية".

المصدر