البنا والقضية الفلسطينية (الحلقة الثانية)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٦:٢٦، ١ مايو ٢٠١١ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
البنا والقضية الفلسطينية (الحلقة الثانية)


إعداد: أ.طارق عبد الرحمن

مقدمة

بعد أن ذكرنا في الحلقة السابقة اهتمامَ الإمام البنا بالقضية الفلسطينية، ثم رسالتَه إلى مفتي فلسطين الأكبر، ثم نداءَه إلى شعب مصر خاصةً وإلى الشعوب الإسلامية عامةً، وفي هذه الحلقة نتناول رسالة البنا إلى عمر طوسون، والتي جاء فيها:

لجنة مساعدة فلسطين

إلى صاحب السمو الأمير عمر طوسون (1)

حضرة صاحب السموّ، الأمير الجليل عمر طوسون..

تتشرف اللجنة المركزية لمساعدة فلسطين التابعة لجمعية الإخوان المسلمين جريًا على ما اعتادته الأمة المصرية، بل والعالم الإسلامي، من الفزع إلى سامي عطفكم في الملمَّات، والاستئناس بحازم رأيكم كلما دجت الخطوب، تتشرَّف برفع هذا إلى سموِّكم، موجِّهة أنظارَكم العالية إلى ما يعانيه الإخوان المجاهدون أبطال فلسطين من آلام الموت والفاقة التي أنزلتها بهم القوى الغاشمة.

وإن صاحب السمو ليقدِّر معنا أن فلسطين الجارة العزيزة- وفيها بيت المقدس الذي يجمع المسلمون والمسيحيون على إكباره ومنعه، والذَّود عن كرامته- جديرةٌ بأن نتقدَّم إليها وفي طليعتنا سموّ الأمير الجليل عمر طوسون بما يستطاع من برٍّ ومساعدة.

تألفت اللجنة المركزية لمساعدة فلسطين من شباب جمعية الإخوان المسلمين، الذين بايعوا الله على التقوى والإيمان والفناء في سبيل إعزاز الدين، وقد تكوَّنت من بينهم اللجان للخطابة في المساجد، وجمع ما يجود به المسلمون، وبثّ الدعاية الواسعة لنجاح هذا المقصد الجليل، وقد توجَّهْنا إلى سموِّكم بهذا، راجين أن تجد فلسطين الجريحة من برِّكم وعطفِكم- ما وجدته الحبشة- الآسى (2) الرقيق، والبلسم الشافي، ولنا رجاء آخر أن تتفضلوا بصفتكم أحد رئيسي لجنة مساعدة الحبشة بإرسال ما تبقَّى من الأموال التي جُمِعَت لغرض مساعدة الأحباش إلى اللجنة العربية في فلسطين، وسيجزيكم الله الجزاء الأوفى.

وتفضلوا يا صاحب السموّ بقبول عظيم احترامي.

إلى صاحب الغبطة الأنبا يؤنس (3)

حضرة صاحب الغبطة الأنبا يؤنس، رئيس لجنة مساعدة الحبشة..

بكل احترام يتشرَّف رئيس لجنة مساعدة فلسطين بجمعية الإخوان المسلمين بالقاهرة بأن يرفع إلى غبطتكم هذا الرجاء الحارِّ، يحفزه إليه ما يعهد في غبطتكم من أسمى عواطف الرحمة النبيلة والبر بالإنسانية المعذَّبة، تلك العواطف التي حدت بكم إلى تجشُّم المتاعب في سبيل مساعدة الحبشة.

وتعلمون- يا صاحب الغبطة- أن فلسطين الشقيقة العزيزة، مهدُ الشرائع والأنبياء، قد بطشت بها القوة الغاشمة؛ فأسالت دماء أبنائها من المسلمين والمسيحيين على السَّواء، وخرَّبت ديارهم، وعطَّلت مصالحهم، وقضَت على موارد أرزاقهم، وإن بيت المقدس هو بيت القصيد من هذا العدوان الصارخ، ويحاول اليهود بكل عملهم هذا أن يستولوا عليه وعلى غيره من الأماكن المقدسة التي أجمع المسلمون والمسيحيون على تقديسها وإكبارها والذَّود عنها.

ونحن في مصر- مع الأسف الشديد- لا نملك إلا أن نقدِّم ما تسخو به الأكفُّ من مال لمساعدة هؤلاء الأبطال الذين ألمَّت بهم الفاقة، حتى إن لجنة التموين والإغاثة (التموين) بالقدس وحدها تصرف يوميًّا (140) مائة وأربعين قنطارًا من الدقيق لإطعام الجائعين، وذلك عدا ما يصرفه غيرها من اللجان الكثيرة ومن أجل ذلك توجَّهنا إلى غبطتكم راجين أن تشملوا هؤلاء المجاهدين الأبطال بعطفكم الأبوي، فتأمروا بإمداد أبناء فلسطين ما تبقَّى من أموال لجنة مساعدة الأحباش إلى اللجنة العربية العليا بالقدس، ونعتقد أن حضرات أعضاء اللجنة الكرام يسرُّهم أن يحقِّقوا هذا الرجاء؛ فيكونوا بذلك قد قاموا بخدمة الجارتَين العزيزَتَين في وقت واحد، وفي محنة متشابهة، وإن رأيتم فضلاً عن ذلك أن تتكرَّموا بدعوة المحسنين من المصريين بالتبرُّع لهذا الغرض النبيل فهو العهد بكم، والمأمول فيكم، وكان لكم الشكر مضاعفًا..

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

رد حضرة رئيس اللجنة المركزية للإخوان المسلمين على خطاب الشيخ محمد أمين الحسيني

حضرة صاحب السماحة المفتي الأكبر، السيد محمد أمين الحسيني.. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

ورد خطابُكم الكريم، ونعتقد أننا ما قمنا أو نقوم إلا ببعض ما يجب علينا نحو فلسطين المجاهدة.. إن الفلسطينيين إخوانُنا، وبلدُهم بلدُنا، وقضيتُهم قضيتنا، فكل مجهود في سبيل مساعدتهم في جهادهم النبيل أقل مما يجب.

إننا نألم لفلسطين كما تألم لنفسها، والفارق بيننا وبينكم أنكم تألمون فتعملون وتجاهدون، وفي العمل راحة، وفي الجهاد للحرية تنفيس، أما نحن فنألم ولا نستطيع أن نعمل، فهو ألمٌ دفينٌ وهمٌّ كمين، ونسأل الله أن يوفقنا إلى أداء بعض حق إخواننا علينا.

فإلى سماحتكم وإلى الإخوان المجاهدين، نعتذر عن قصورنا، وإلى الله نضرع أن يوفِّقَنا إلى عمل جدي نافع، وأن يؤيدكم بروح منه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رد حضرة رئيس اللجنة المركزية للإخوان المسلمين على خطاب من السيد عوني بك عبد الهادي

رد حضرة رئيس اللجنة المركزية للإخوان المسلمين على خطاب من السيد عوني بك عبد الهادي السكرتير العام للجنة العربية العليا بالقدس

إلى الإخوان المسلمين

سيدي المفضال، عوني بك عبد الهادي..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وبعد!!

فقد تلقَّيت بيد الامتنان كتابَكم الكريم، وأبلغتُه الإخوان المسلمين، ونحن ما قمنا إلا ببعض ما يجب علينا نحو إخواننا المجاهدين، أيَّدهم الله، ونَصَر قضيتَهم، ولا زلنا نشعر بقصورنا عن أداء الواجب كاملاً، فنحن بالاعتذار إليكم أحقُّ منا بالشكر منكم، فتقبلوا معذرتَنا، ونسأل الله أن يوفِّقَنا إلى عمل جدي نافع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اليوم الخامس عشر بعد المائة في سبيل الله (6)

يصل هذا العدد إلى أيدي القرَّاء من الإخوان المسلمين وغيرهم، وقد مضى على الأبطال المجاهدين في البقعة المباركة "فلسطين" مائة يوم وخمسة عشر يومًا.

ليتصور المسلمون هذا الوقت الطويل يمضي على أقل من مليون من خيرة العرب الأمجاد، ومصالحهم كلها معطلة، وحوانيتهم مغلقة، ومصانعهم مقفلة، وحقولهم جدباء، وموارد أرزاقهم ناضبة، والجنود محيطون بهم من كل مكان، يقتلون ويأسرون، حتى ترمَّلت الحرائر، وجاع الأطفال، وذهب المال، وضاع العيال، كل ذلك وهؤلاء الأبطال لا تلين لهم قناة، ولا ينال منهم يأسٌ، ولا يعطون الدنيَّة، ولا يقبلون المذلَّة والضيم، ولا يفرِّطون في الوديعة المقدسة، التي شاء الله أن يكونوا حُرَّاسَها الأمناء.

إن الفلسطينيين الأبطال حين يقومون بهذا الواجب ويحتلون كل هذه البلاد لا ينقذون فلسطين وحدها، بل ينقذون العالم الإسلامي كله والشرق كله من شرٍّ مستطيرٍ وخطرٍ داهمٍ؛ فإن اليهود إذا استوطنوا فلسطين- ولن يتم لهم هذا الاستيطان- فسيكونون أشدَّ العقبات في سبيل نهوض الشرق وتقدمه واتصاله، وسيجلبون إليه أفظع النكبات الخلقية والأدبية، إلى جانب أنهم سيستنزفون دمه وماله، ويرمون أقطاره بالخراب الاقتصادي والاضطراب المالي، وسوف لا تقف مطامعهم عند حد فلسطين، فإن فلسطين أضيق من أن تتسع لستة عشر مليونًا، وأقل من أن تُرضي مطامع اليهود الذين ضاقت بهم بلدان العالم كله فلفظتهم إلى فلسطين.

مائة يوم وخمسة عشر يومًا تمر على الفلسطينيين الأمجاد وهم يقارعون ويجالدون ويجاهدون ويكافحون لا يبالون، أوقعوا على الموت أو وقع الموت عليهم، حتى أنطقت بطولتُهم البكمَ، وأسمعت ثورتهم الصمّ، وحتى كان من البريطانيين أنفسهم من اقتنع بأحقيَّة مطالبهم، وضمَّ صوتَه إلى أصواتهم، ونعى على أمته مناصرة الباطل ومقاومة الحق، ونادى بوجوب النزول على حق فلسطين، وكل ذلك وإنجلترا تترقَّب لا تريد إغضاب اليهود، ولا تود خسارة عطف العالم الإسلامي، وهي في ذلك تضع ذهب اليهود في كفة وعواطف المسلمين في كفة أخرى، واليهود يبذلون عن سعة، ويميتون القلوب والضمائر بالبذل، ويشترون العطف بالمال، ويمنون إنجلترا ويعدونها، فماذا فعل المسلمون لقاء ذلك؟

لو أن الأربعمائة مليون مسلم في العالم- أربعمائة مليون نحلة صغيرة- وأخذت كل واحدة منها تطن في جانبها لأقلق دويُّ هذا الطنين بال إنجلترا، ولأزعجها وهدَّدها ورجَّح كفة العرب وانتصرت قضية فلسطين، فكيف وهم أربعمائة مليون آدمي، يستطيع كلٌّ منهم أن يقول وأن يبذل وأن يعمل.

الحق أن العالم الإسلامي كله قصَّر تقصيرًا عظيمًا في قضية فلسطين، وأن فلسطين قد برهنت للدنيا كلها على أنها تستحق أشرف حياة وأنبل مطلب، وأنها جديرةٌ بأن تمنح أفضل ما يمنح المجاهدون الصابرون الشرفاء من عز الحياة وفوز النصر.

ولئن (7) خمدت جذوة فلسطين، وسوف لا تخمد إلا بخمود الباطل إن شاء الله، فلا إثم على فلسطين ولا حرج، فقد قضت الحق وقامت بما هو فوق الطاقة، ولكن الإثم كل الإثم على المسلمين في أنحاء الأرض.

إن إنجلترا لا تفكر في أن يصبح المسلمون بقلوبهم وعواطفهم وألسنتهم إنجليزًا صميمين، أو بعبارة أخرى: إنجليزًا متعصبين صهيونيين يصفِّقون للسير "وكهوب"، ويحثونه على التقتيل والتخريب والتدمير، ومن ظهر بذلك من العرب، فإن إنجلترا نفسها تعلم أنه أول المنافقين وشر المخادعين، فما هذا التخاذل الشائن والسكوت المعيب؟ وليس في الدنيا قوة تتحكم في القلوب، أو تحبس العواطف، لقد كنا نعزو غفلة المسلمين عن مساعدة فلسطين في أول الثورة إلى يأسهم من نجاحها وضعف ثقتهم بمصابرة الفلسطينيين لخصومهم فيها، وما كانت بطولة فلسطين يومًا من الأيام في ميزان الشك والريبة، وهم أحفاد الأبطال الأماجد، وكنا نتمنَّى أن تزول هذه الغفلة إذا صمدت فلسطين واشتدَّت ثورتها، وها هي الثورة تمتد إلى الشهر الثالث، والناس هم الناس، فما هذا أيها المسلمون وأنتم جسدٌ واحدٌ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر؟!

أيها المسلمون، أيِّدوا فلسطين، وابذلوا في سبيلها، وإعاناتكم تصل، ولا يكلفكم ذلك شيئًا، فبنك مصر والبنك العربي واللجنة العليا، كلها تتلقَّى ذلك وتوصِّله، وارفعوا الاحتجاجات إلى الحكومة البريطانية متتاليةً متتابعةً، وصوِّروا فيها آلامَكم وعواطفَكم وشعورَكم، وأشعِروا اليهود في كل مكان أنكم عليهم غاضبون، واعلموا أن ذلك أضعف الإيمان، ليس وراءه من الإيمان حبة خردل.

الجيش البريطاني في فلسطين والعمال المصريون والرديف السوداني (8)

نشرت (البلاغ) بتاريخ 19/9 أن قيادة الجيش البريطاني قد اتفقت مع بعض المقاولين على استئجار عمال مصريين للقيام بالأعمال الحربية التي يحتاج إليها الجيش في فلسطين، من مدِّ الطرق وتمهيدها، وغير ذلك من الأعمال، وأنها كذلك ستستأجر بعض جنود الرديف السوداني لأعمال حربية هناك، وقد اتفقت فعلاً مع عدد منهم، وهم على أهبة السفر.

إن بريطانيا حين تفعل هذا تهزأ بعواطف المسلمين في أقطار الأرض، وتدوس كرامتهم، وتحرج صدورهم (9)، وتستخفُّ بشعورهم، وإن العمال المصريين أو السودانيين- وهم يعلمون أنهم سيذهبون للعدوان على إخوانهم المجاهدين من العرب الأمجاد- إن قبلوا ذلك أو أقدموا عليه، فإنهم يسجِّلون على أنفسهم جمودًا في الضمائر وموتًا أدبيًّا وعارًا لا يُمحَى أبد الدهر، وعليهم أن يعلموا أن واجب الجوار والوطن المتحد واللغة والمصالح المشتركة والدين، كل ذلك كان يفرض عليهم أن يكونوا في صفوف المجاهدين لا في صفوف خصومهم، وإنهم إن كانت معيشة الحياة الدنيا متعذِّرةً عليهم من غير هذا الباب، فإن الموت خير وأبقى من حياة لا تأتي إلا بمثل هذه الوسيلة التي تتنافى مع الوطنية والدين والشرف؛ فليحذر المصريون والسودانيون الأطهار.

"فتوى ونداء"

وصل إلى علم [مكتب الإرشاد العام] أن قيادة الجيش البريطاني تسعى لاستئجار عمال مصريين وسودانيين للعمل في مساعدة الجيش البريطاني في فلسطين ضد المجاهدين العرب البواسل؛ فمكتب الإرشاد العام يعلن أن قبول مثل هذا العمل كبيرة من أفظع الكبائر التي تسجِّل على صاحبها عند الله أشدَّ العقاب، ويُخشَى عليه سوء الخاتمة والخروج بذلك من الإسلام؛ فإن الله تبارك وتعالى يقول: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9)﴾ (الممتحنة)، وهذا في مجرد التولي والموادَّة، فكيف إذا أضيف إلى ذلك المشاركة والمساعدة؟ فليحذر المسلمون الوقوع في مثل هذا الإثم العظيم.

وإن المكتب بهذه المناسبة يهيب بالعالم الإسلامي من جديد أن يتدخل تدخلاً فعليًّا في قضية فلسطين بإمدادها بالمساعدات المادية والأدبية، وألا يدخر المسلمون وُسْعًا في ذلك، فقد جاوز الأمر حدَّ الاحتمال، ولقي المجاهدون طوال ستة أشهر من الشدائد ما هو فوق طاقة البشر، وإنا لعظيمو الأمل في ملوك المسلمين وأمرائهم أن يعاودوا الكرة من جديد في إفهام بريطانيا خطأ هذه السياسة التي ستجعلها تخسر صداقة المسلمين والعرب جميعًا، ونأمل بفضل مساعيهم الموفقة أن تحلَّ قضية فلسطين العادلة حلاًّ يصون حقوق العرب في البلاد المقدسة إن شاء الله.

نداء (10)

أذاع ملوك العرب بيانًا لإنهاء حالة الإضراب القائمة في فلسطين منذ أشهر، وقد يتسرب إلى أذهان البعض أن معنى هذا وضع حدٍّ لقضية فلسطين والوقوف عن مناصرتها؛ لذا تلفت جمعية الإخوان المسلمين نظر الشعب المصري والشعوب الإسلامية إلى أنه إذا كانت المعونة واجبةً في أثناء الثورة، فهي الآن أوجب للحالة التي نشأت عن الجهاد المستمر طوال تلك المدة في استبسال وتضحية لم يشهد لهما العالم ضريبًا (11)؛ مما كان له أثره من التخريب والتدمير وترك أطفال لا عائل لهم؛ مما يستدرُّ العطف ويفتِّت الأكباد، وجمعية الإخوان المسلمين تناشد الشعب المصري والعالم الإسلامي أن يستمرَّ في مؤازرة فلسطين في هذه الآونة الدقيقة، وأن يواصل جمع الإعانات لها؛ حتى تصلَ بإذن الله إلى الغرض المنشود بحلِّ قضيتها وتحقيق مطالبها، وها هو يوم فلسطين يوم 27 رجب وما بعده نرجو أن يكون مظهرًا رائعًا للعواطف النبيلة نحو فلسطين المجاهدة الباسلة بإجزال التبرعات وتقديم المساعدات.

من الإخوان المسلمين إلى سعادة وزير فرنسا (12)

سعادة وزير فرنسا المفوَّض بالقاهرة، بعد التحية..

أمام المعاملة الحسنة التي لقيها سماحة السيد محمد أمين الحسيني مفتي القدس وزعيم فلسطين من فخامة ممثل الحكومة الفرنسية بلبنان، لا يسَعُ هيئة الإخوان المسلمين إلا أن يرفعوا شكرهم إليكم، رجاء إبلاغه إلى حكومتكم الموقرة، وهم يرجون أن تطلق للضيف الكبير حريته كاملةً في التنقُّل والحديث واللقاء وغير ذلك، ويرجون كذلك أن تعلم الحكومة الفرنسية أن سماحة المفتي- لِمَا له من صفة إسلامية ومن حبٍّ وتقدير في نفس كل عربي ومسلم- ليس لاجئًا سياسيًّا فقط، بل هو وديعة العالم الإسلامي بين يديها، وكل إحسان في معاملته إحسان إلى المسلمين قاطبة.

وبهذه المناسبة ولأن هذا التاريخ يوافق ذكرى وعد بلفور الجائر، ورعاية لما بذل العرب من وفاء وتفانٍ في الحرب العظمى إلى جانب الجنود الفرنسية والبريطانية معًا، ولأن فرنسا التي ذاقت آلام الظلم ونادت بالحرية وأعلنت حقوق الإنسان، ولأن حق العرب طبيعي في استقلالهم التام بوطنهم المقدس، لذلك كله يرجون أن تتدخل الحكومة الفرنسية فتنبه حليفتها إنجلترا إلى واجب العدالة والإنصاف، ورفع الحيف عن المجاهدين الأحرار، والبلاد الفلسطينية المقدسة. وتفضلوا بقبول احترامنا..

بيان وذكرى إلى المسلمين عامة

ليكن يوم المولد النبوي الشريف يوم ذكرى لفلسطين (13)

أيها المسلمون، ستحتفلون قريبًا بذكرى المولد النبوي الشريف، وما أحراكم أن تذكروا فيه فيما تذكرون من حوادث جسام ابتلى بها العالم الإسلامي، الحالة الدامية في فلسطين الشهيدة وما آلت إليه بعد جهاد استمر عشرين عامًا، وكيف أنها باتت على شفا التهويد، بعد أن أعمل فيها الاستعمار المسلح النار والحديد.

ستذكرون شهداء فيها، علِّقوا بالعشرات على أعواد المشانق، وبينهم الشيخ الذي جاوز الثمانين.

ستذكرون حرمات الدين المقدسة التي انتهكت شر انتهاك.

ستذكرون المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وقد احتله جند الاستعمار يحول فيه بين العبد وربه، ويقطع على المصلي تضرعه ودعاءه، ويختلط فيه صوت المؤذن بصلصلة السلاح.

ستذكرون قضاة الشرع الشريف يؤخذون من دور القضاء، ويعتقلون وهم في مجالس الحكم، ثم يرسلون إلى السجون كالمجرمين.

ستذكرون المئات من المعتقلين مكبلين بالحديد يستعذبون رنين القيود.

ستذكرون المئات من المجاهدين الذين هجروا بيوتهم وعائلاتهم، وهبوا خفافًا وثقالاً يذودون عن شرف الإسلام الرفيع بالدم النجيع (14)، ويدفعون عن الدين والوطن الدنايا بأكرم المنايا، ويحرسون المسجد الأقصى المبارك والأماكن الإسلامية المقدسة بدمائهم وأرواحهم التي بذلوها رخيصة في سبيل المحافظة على بقائها إسلامية عربية.

ستذكرون النساء يعتدي عليهن الجند في خدورهن، ويسلبون حليَهن من أعناقهن ومعاصمهن، ويقودون عددًا منهن إلى ظلمات السجون.

ستذكرون هذا في يوم المولد النبوي الشريف، وأكثر من ذلك مما ابتليت به فلسطين المقدسة من أفانين العذاب.

ولكن ما فائدة الذكرى إذا لم يعقبها عمل نافع يصد الأذى ويوقف المعتدي عند حده؟ وما قيمة الأنَّات التي يُصعِّدها المسلمون بكرةً وعشيًّا على الحالة في فلسطين إذا لم يتفاهموا فيما بينهم على طريقة يتبعونها لتخفيف الويلات عن البلاد المقدسة، وشد أزر سكانها المسلمين، وحماتها المجاهدين.

إذن فالواجب على المسلمين كافة أن يجعلوا من يوم المولد النبوي الشريف يومًا لفلسطين يقدمون فيه الاحتجاجات على السياسة الظالمة فيها، ويقيمون صلاة الغائب على شهدائهم في المساجد، ويعقدون الاجتماعات لنصرتهم، ويجمعون الإعانات لتخفيف الويلات عن الألوف من منكوبيهم. وهذا بعض ما يجب على المسلمين نحو فلسطين في مثل هذا اليوم الذي ترتبط ذكرياته الخالدة بتاريخ البلاد المقدسة وأمجادها.

هذه صرخةٌ من أعماق القلوب يوجهها المركز العام لجمعية الإخوان المسلمين في القطر المصري إلى كل مسلم ومسلمة في العالم، بل إلى كل رجل ذي وجدان حي وضمير شريف؛ ليساهم قدر طاقته في يوم المولد النبوي الشريف في إنقاذ فلسطين مما يحيق بها من أذى وبلاء.

وعسى أن يثبت المسلمون في هذا اليوم أنهم بنيان ذو أساس متين، وكتلة واحدة لا يتطرَّق الوهن إلى صفوفها، فيؤكدون للعالم بأسره أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين عامة، وأنهم لا يفرطون بمثقال ذرة من حقوقها ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)﴾ (ق).

في سبيل فلسطين (15)

سعادة علوبة باشا بمصر الجديدة..

الإخوان المسلمون يؤيدون قرارات اللجنة البرلمانية لإنقاذ فلسطين، وينتظرون عملاً جديًّا وموقفًا حازمًا قويًّا، ويضعون دماءهم وأموالهم وأوقاتهم تحت تصرف اللجنة في سبيل فلسطين العربية المجاهدة.


فلسطين العربية المسلمة لا بد أن نعمل لإنقاذها ذلك حق مصر الطبيعي، وواجبها الذي لا محيص عنه (16)

يسرنا أن نرى رجال مصر السياسيين يقومون بقسط وافر في الدفاع عن قضية فلسطين الشهيدة، ذلك أن معالي علوبة باشا وكثيرين من رجال مصر العاملين عقدوا اجتماعًا خاصًّا للنظر في واجب مصر نحو الشقيقة، وإن كانت المهمة تستدعي منهم نشاطًا عمليًّا أضعاف هذا النشاط القولي وقد تكلموا عن خطأ السياسة الإنجليزية في تحيزها لليهود وتمسكها بوعد "بلفور" وإنكارها لخدمات العرب وتضحياتهم في الحرب العالمية. على أننا نعرف أن السر في تمسك إنجلترا بهذه السياسة أن "جاسوسًا يهوديًّا" أطلع إنجلترا على الغازات السامة التي كانت تستعملها ألمانيا في الحرب العظمى، وإزاء ذلك وعد الوزير الإنجليزي هذا اليهودي بتأسيس وطن قومي في فلسطين. ولما كانت جميع القوانين المدنية تسمح للجار بحق التدخل في سياسة جاره (وهذا ما يسمونه بالشفعة)، فكان جديرًا بمصر أن تعرض لهذه المسألة وتهتم لها وتتدخل إلى حدٍّ بعيد.

على أن المسألة ليست جيرة فقط، بل مسألة وحدة بين العرب والمصريين، وحدة في الدين واللغة والدم والمصاهرة، ولا تعترف بهذه التقسيمات الجائرة الشاذة التي أملتها الأهواء على السياسة الأوروبية الاستعمارية ويشهد على ذلك تاريخ "إبراهيم باشا"، والشاهد على ذلك أن القاهرة كانت عاصمة الخلافة، وها هي ذي قبور الأولياء والأئمة العرب تشهد على هذه الرابطة القوية، وإذا نظرنا إلى المسألة من ناحية السياسة الخارجية لوجدنا لمصر الحق في التدخل بالقوة المسلحة لمنع هذا التقسيم.

ونحن نسائل إنجلترا: لماذا تدخلت في مسألة "السوديت" الأقلية الألمانية في تشكوسلوفاكيا؟ ومن المعروف أن إنجلترا بعيدة كل البعد عن أوروبا الوسطى، ولكنها تتدخل لمصلحة أصحاب البنوك اليهود بإنجلترا.

على أن الحالة في فلسطين على عكس الحالة في أوروبا، فهذا الشعب العربي له الأكثرية، وهم أهل البلاد الأصليون، فكل أجنبي يجب أن يخضع لنظام العرب، ولا يسعنا- نحن الإخوان المسلمين- إلا أن نلحَّ على الحكومة المصرية بوجوب التدخل في هذه المسألة تدخلاً جديًّا حازمًا، وقد ثارت من ناحية أخرى الحكومة العراقية والسورية وبعض الجارات، كما أننا نحذر إنجلترا من سوء العاقبة، فهي بدفاعها عن اليهود تعجل بانفجار بركان السخط الإسلامي والعالمي على السياسة الإنجليزية.

ومن الغريب أننا نسمع كبير أساقفة "كانتربري" يهدد بوقوع حروب عالمية قريبة لا تبقي ولا تذر، حفظًا لكيان عصبة الأمم التي سجلت أكبر المخازي لسياسة إنجلترا، وأين تلك العصبة التي أهملت حق مصير الشعوب وتركت لإنجلترا حق تعذيب الشعوب وإبادتها وتوزيع الأراضي حسب ما تراه؟! هل نصت على ذلك نصوص الانتداب؟!

يقول كبير الأساقفة للكنيسة الإنجليزية: ربما احتجنا لحرب تقضي على الجيل الحاضر والجيل المستقبل؛ لأننا في حاجة إلى حرب ضروس تشيد "عصبة الأمم" كما كانت حاجتنا للحرب العالمية 1914 لإنشاء هذه العصبة.

لعل السر في سياسة إنجلترا اليهودية قد أصبح غير مستقر بعد هذا الخطاب، وبعد أن شهد العالم أكبر جريمة "إنسانية" تمثل على مسارح السياسة المخزية الإنجليزية.

إنجلترا تريد أن تدفع العالم إلى حرب تقضي على جيلين؛ لأن يهود تشكوسلوفاكيا ويهود فلسطين يحرسون طريق الإمبراطورية البريطانية.

نعم تخشى إنجلترا ألمانيا في البلقان إلى البحر الأسود إلى آسيا، وتخشى إنجلترا الإمبراطورية العربية التي تمتد من المحيط الأطلانطي إلى المحيط الهندي.

فلم تكتف بتقسيم جزيرة العرب إلى ولايات وإمارات وممالك تحت لوائها، فجاءت بالحرس اليهودي يسهر على المحافظة على أنابيب البترول الذي يغذي الأسطول الإنجليزي والطائرات الإنجليزية.

نعم تجد في إنجلترا صاحب البنك ومدير الشركة والسماسرة والمقاولين من اليهود الأغنياء، فكيف لا يخدمون اليهود الفقراء الذين يخدمونهم للحصول على المواد الأولية والدفاع عن مواصلات الإمبراطورية.

هذه هي السنة السياسية الإنجليزية منذ حاربت إمبراطورية "محمد علي" والوحدة بين مصر وفلسطين.

من المفروض أن اليهود أقلية في كل أمة من أمم العالم. وإذن فإنجلترا أحد شيئين: إما أنها يهودية. أو أن الشعب الإنجليزي مستعبد لخدمة اليهود. وستكون إنجلترا مسئولةً عن تعكير صفو العالم لتدخلها في سياسة الأمم تحت ستار "الأقليات"، "عصبة الأمم" إلخ.

ومما يؤسف أن "الأمير عبد الله" تقدم أخيرًا باقتراح لم يُرضِ أحدًا لا من الجانب العربي- وهو صاحب الكلمة- ولا اللجنة الإنجليزية، ولعل الأمير قد نسي خداع إنجلترا لوالده المرحوم "السلطان حسين"، وأخيه "الملك فيصل"، و"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" (17)، وإن في ذلك لعظةً للمتقين.

بعد ذلك أرسل صاحب الفضيلة الأستاذ المرشد العام للإخوان المسلمين برسالة إلى صاحب السعادة وزير فرنسا المفوض في مصر، وهذا هو موضوع الحلقة القادمة إن شاء الله.

الهوامش

1- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (7)، السنة الرابعة، 5 ربيع الأول 1355ه- 26 مايو 1936م، ص(14)، وقد قامت جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية في العدد (8) من نفس السنة بتاريخ 12 ربيع الأول 1355ه- 2 يونيو 1936م، ص(8) بنشر رد الأمير عمر طوسون على رسالة اللجنة المركزية وجاء فيه:

"حضرة الأستاذ المحترم حسن البنا رئيس لجنة مساعدة فلسطين لجمعية الإخوان المسلمين شارع الناصرية رقم 13 بالسيدة زينب..

بعد التحية. خطاب حضرتكم ورد لحضرة صاحب السمو الأمير، ونفيدكم بأن التبرُّعات السابق جمعها لذمة البعثة الطبية الحبشية هي من مسلمين ومسيحيين وإنجليز وفرنساويين وغيرهم، ولهذا لا يمكن إرسال مساعدة منها لفقراء فلسطين إذا كان هناك شيءٌ باق منها؛ لأن الحركة القائمة بفلسطين هي خاصة بالمسلمين فقط، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام".

وقد علقت الجريدة على هذا الرد بما يلي:

"ونحن مع احترامنا الكلي لرأي سمو الأمير نذكِّره بأن قضية فلسطين ليست خاصةً بالمسلمين فقط، بل هي قضية الإنسانية قبل كل شيء، فنحن نطلب قوتًا للجياع، ودواءً للجرحى، ومؤاساةً للمنكوبين، على أن فلسطين جزء من الوطن العربي العام وأهله، مسلمين ومسيحيين، فليست قضيتُه خاصةً بالمسلمين فقط. وبأن التبرُّعات التي جُمعت من المسلمين والمسيحيين والإنجليز والفرنسيين وغيرهم قد أُنفقت جميعها على الحبشة، واضطُّرَّت اللجنة إلى أن تستعين بالحكومة المصرية المسلمة في بقية نفقاتها.

فما بقي من الأموال وهو يناهز الثلاثة آلاف من الجنيهات تقريبًا هو من بقية أموال الحكومة المصرية المسلمة التي قدمتها خدمةً للإنسانية في الحبشة، فليس هناك ما يمنع أبدًا من أن تخدم به الإنسانية المعذبة في فلسطين، وهي أقرب إلى الحكومة المصرية المسلمة من الحبشة.

ولهذا ما زلنا نرجو سموّ الأمير- وهو السبَّاق إلى الخيرات- أن يقنع حضرات أعضاء لجنة مساعدة الحبشة بتحويل هذا المبلغ كاملاً إلى فلسطين".

2- الآسى: هو الطبيب، جمعها: الإساءُ. [الصحاح، مادة (أسو)].

3- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (7)، السنة الرابعة، 5 ربيع الأول 1355ه- 26 مايو 1936م، ص (16).

4- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (8)، السنة الرابعة، 12 ربيع الأول 1355ه- 2 يونيو 1936م، ص(4-5)، وهذا الخطاب نصه:

حضرات السادة الأفاضل رئيس وأعضاء جمعية الإخوان المسلمين المحترمين- القاهرة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فقد كتب إلينا عدد من الأصدقاء في القاهرة عن الجهود المشكورة والأعمال المبرورة، التي تقومون بها في سبيل هذه البلاد الإسلامية العربية المقدسة "فلسطين"، التي تقوم بجهادها في سبيل حريتها واستقلالها بتراث الإسلام والعروبة الخالد فيها، كما أننا اطلعنا في الصحف المصرية على كثير من تلك الجهود والأعمال المباركة التي تقومون بها بكل حمية ونشاط، فحق علينا أن نشكركم بما أنتم أهله، ونقدر لكم شعوركم الفياض وحميتكم الإسلامية حق قدرها، ونعلمكم أن الرأي العام العربي في فلسطين قد تلقى مقرراتكم الحكيمة ومساعيكم الحميدة بالشكر الجزيل والثناء الكبير.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكلل أعمالكم المباركة بالفوز والنجاح، ويجزيكم الجزاء الأوفى على أفضالكم وشهامتكم.

ولسنا نشك في أن جهودكم المشكورة في سبيل نصرة هذه البلاد المقدسة، ورفع الحيف والظلم عنها سيكون لها أثر فعال، وسينتج عنها خير كثير بإذن الله، وثقوا أنكم بذلك تقدمون أعظم خدمة للمسلمين والعرب جميعًا، الذين تهوى أفئدتهم إلى القبلة الأولى والمسجد الأقصى في هذه البلاد الصابرة المجاهدة، التي تعاني ما تعاني من الشدائد، وتتحمل من المكاره والخطوب في سبيل الاحتفاظ بتراث الإسلام الخالد في فلسطين.

فنكرر الشكر لحضراتكم جميعًا، ونسأله تعالى أن يوفقنا جميعًا إلى ما فيه الخير والفلاح. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته = 5 ربيع الأول 1355ه = رئيس اللجنة العربية العليا: محمد أمين الحسيني

5- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (8)، السنة الرابعة، 12 ربيع الأول 1355ه- 2 يونيو 1936م، ص(4-5)، نص هذا الخطاب:

"حضرة الأخ الفاضل والوطني الغيور السيد حسن البنا- حفظه الله- مرشد الإخوان المسلمين- مصر.

إن اللجنة العربية العليا في فلسطين تشكر لحضرتكم هذه العواطف النبيلة التي تضمنت برقيتكم المؤرخة 18 مايو 36 الإعراب عنها تجاه قضية فلسطين المجاهدة، وثقوا بأن الروح الطيبة التي أوحت بها برقيتكم قد زادت نفوسنا قوة، وقلوبنا تصميمًا على المضي إلى النهاية في جهادنا ضد الظلم والاستبداد، وقد كان لها أكبر وقع في نفوس الشعب العربي الفلسطيني الذي تيقن بأن إخوانه في مصر وغيرها لن يتخلوا عن نصرته عند الحاجة.

وإني لأرجو أن تتقبلوا عظيم تقدير وشكر اللجنة العربية العليا، والشعب العربي الفلسطيني لهذا العطف والإحساس الشريفين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمين السر العام" [مجلة الإخوان المسلمين، العدد (8)، السنة الرابعة، 12 ربيع الأول 1355ه- 2 يونيو 1936م، ص(3)]. وعوني بك هو وزير المملكة الأردنية الهاشمية المفوض بمصر.

6- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (18)، السنة الرابعة، 23 جمادى الأولى 1355ه- 11 أغسطس 1936م، ص(1-3).

7-في الأصل: "لقد" وهو خطأ مطبعي.

8- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (25)، السنة الرابعة، 13 رجب 1355ه- 29 سبتمبر 1936م، ص(18)، الرِّدْفُ: ما تَبِعَ الشيء. وكل شيء تَبِع شيئًا، فهو رِدْفُه، وإذا تَتابع شيء خلف شيء، فهو التَّرادُفُ، والجمع الرُّدافَى. [اللسان، مادة (ردف)].

9- مَكانٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ، أي: ضيِّقٌ كثير الشجَر لا تصل إليه الراعية. وقد حَرِجَ صدرُه يَحْرَجُ حَرَجًا. والحَرَجُ: الإثمُ. [الصحاح، مادة (حرج)].

10- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (29)، السنة الرابعة، 11 شعبان 1355ه- 27 أكتوبر 1936م، ص(14).

11- أي: مثيلاً.

12- جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (22)، السنة الخامسة، 2 رمضان 1356ه- 5 نوفمبر 1937م، ص(23).

13- مجلة الفتح، العدد (600)، السنة (12)، 5 ربيع الأول 1357ه- 5 مايو 1938م، ص(5).

14- هو دم الجوف. [أساس البلاغة، مادة (نجع)].

15- مجلة النذير، العدد (2)، السنة الأولى، 7 ربيع الثاني 1357ه- 6 مايو [1938م]، ص(19).

16- مجلة النذير، العدد (3)، السنة الأولى، 14 ربيع الثاني 1357ه- 13 يونيو 1938م، ص(19-20).

17- أخرجه البخاري في "الأَدَبِ"، باب: "لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ"، ح(5668)، ومسلم في "الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ"، باب: "لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ"، ح(5317).


للمزيد عن الإمام حسن البنا

Banna banner.jpg


للمزيد عن جهود الإخوان تجاه فلسطين وحرب 1948م

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

.

تابع أحداث في صور

وصلات فيديو

أقرأ-أيضًا.png
مرشدو الإخوان والقضية الفلسطينية
الإمام حسن البنا والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد حامد أبو النصر والقضية الفلسطينية

الأستاذ مصطفي مشهور والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد المأمون الهضيبي والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

تابع الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

الدكتور محمد بديع والقضية الفلسطينية