الدكتور محمد يوسف يكتب " شعب السيسى "

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الدكتور محمد يوسف يكتب " شعب السيسى "


بتاريخ : الأربعاء 06 اغسطس 2014

الدكتور محمد يوسف

عندما هتف المغنى المعروف أنتم شعب ونحن شعب سخر منه الكثير لقوله كلاما سخيفا يقسم الشعب هو أقرب للفانتازيا أو الكوميديا الهزلية .

لكن الواقع أنه عبر تعبيرا حقيقيا عن أمة مصرية مقسمة تقسيما حقيقيا ويشى بمؤامرة حيكت بليل أدت الى تصدر الرويبضة للمشهد الحزين على مذبح الوطن الضائع .

كان الانقلاب العسكرى الدموى حاسما فاصلا فى حده الحد بين الجد واللعب .

وبما ان السيف كان أسبق أنباء من الكتب فإن الأغنية الغابرة كانت أصدق من التحليل والتنجيم .

فلقد دشنت لفصل من فصول العار فى محنة الوطن الجريح وسطرت منهجا متكاملا متحيزا لكل القبح الممكن فى الحياة الدنيا ،

وكشفت عورات وسوءات وأخطاء وخطايا هذا النظام المتبجح الذى جعلنا نتشدق ونبحث عن الفضائل كأننا ندخل جملا فى سم الخياط .

بدأوا بصناعة ارادة شعبية مزيفة فى ما سمى بثورة 30 يونيو قوامها البلطجية والفلول وأنصار الدولة العميقة والمسيحيون وأضافوا اليها المغيبون لوعيهم بالاعلام الكاذب وبذ روا عليها حبات ممن كان يطلق عليهم ثوارا أيام يناير الثورة عبروا بأقسى تعبير عن حقدهم الدفين على كل ماهو اسلامى وليس لوجه الله والوطن .

احتفلوا لبضع ساعات فى حماية الجيش والشرطة وعادوا أدراجهم ينامون نوما هادئا بأحلام سعيدة توطأة لانقلاب الجيش الدموى على الشرعية المنتخبة فى 3 يوليو .

عاد الكثير منهم من شريحة المغيبين لوعيهم وتركوا شعب السيسى يهنأ بالانجاز الكبير.

غير أن الشعب الآخر اعتصم بالملايين دفاعا عن ثورة يناير والشرعية الدستورية المنتخبة وعن خيار الشعب الحر وكان ذلك فى ميدانى رابعة والنهضة ، وظل يتظاهر كل يوم بالليل والنهار أكثر من عام ، فقصف بالجرينوف وسحق بالرصاص الحى وطلقات الخرطوش وأبيد بالنار وخنق بالغاز وزهقت أرواح أكثر من 6 الاف ثائر وثائرة وجرح وسجن عشرات الألوف .

لايحق لهذا الشعب الثائر الحر أن يتظاهر بل تكمم أفواهه ويطرد من وظيفته وتسبى أمواله ويطارد فى كل مكان ويحكم عليه بقضاء السيسى بالسجن المؤبد والاعدام .

السيسى وشعبه أعلنوا أن السيد الرئيس محمد مرسي انحاز لجماعته واستحوز على السلطة ودمر الاقتصاد وباع قناة السويس والأهرام لدولة قطر وتآمر مع حماس والارهابيين فقتل أبناء الجيش المصرى ومهد لتوطين الفلسطينيين فى سيناء .

وهى أكاذيب ما أنزل الله بها من حجة ولا سلطان وهو فى الحقيقة قد انحاز للشعب المصرى وأراد أن يستقل بقراره ويصنع غذاءه ودواءه وسلاحه وينحاز للمقاومة والشعب الفلسطينى وقضيته العادلة .

لكن السفاح السيسى انحاز لشعب السيسى فأطلق لهم حرية التظاهر وأغلق الميادين الكبرى على العشرات منهم ورفع الدعم عن المطحونيين من الشعب المصرى فأفقرهم وألهبهم بغلاء الأسعار وتردى مدوى فى الخدمات وأشغل الجيش المصرى بالصناعات الغذائية وأبحاث الكفتة وأهمل التدريب والأمن وحماية الحدود مما تسبب فى قتل المئات من خيرة جنودنا وباع أراض مصرية واسعة النطاق وأسند مشروعات لشركات اماراتية وسعودية بثمن بخس على اعتبار هاتين الدولتين داعمتين للانقلاب الدموى الارهابى .

وفى الوقت الذى تحظى به النساء فى شعب السيسى بالرعاية الكاملة وزيارة مخصوصة للاتى وقعن منهن فى التحرش والاغتصاب فى المحافل المختلفة لهذا الشعب ، يتم بالأمر المباشر اعتقال وسحل وسجن واغتصاب الاف النساء الحرائر الثائرات من الشعب الآخر .

وحين أراد الشعب المصرى اختيار رئيسه الدكتور محمد مرسي ودستوره بإرادة حره جاء السيسى وشعبه وأجروا انتخابات مزورة لاختيار دستوره وتنصيبه رئيسا بانتخابات باطلة مزورة شهد بذلك القاصى قبل الدانى ورقصت نساء السيسى واختال رجاله على أنغام تسلم الأيادى .

فى الوقت الذى عمر الشعب الآخر المساجد ليذكر فيه اسم الله وإقامة المناسك ، قام شعب السيسى بقيادة وزير الأوقاف الانقلابى بسحق الأئمة من الشعب الأخر وحرض على هجر المساجد ومنع ذكر اسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .

وعندما كان الفشل حليفه فى كل وقت وحين ، عاد لسيرة السيد الرئيس مرسى الأولى فقلد تطبيقات وزير التموين الناجح باسم عوده ويحاول الان انتاج مشروع محور قناة السويس .

غير أن الجائزة الكبرى للسيسى وشعبه كانت من العدو الصهيونى بمساندة من الولايات المتحدة وأوروبا بدعم الانقلاب الدموى شريطة اعلانه الحرب على الارهاب من منظور المشروع الصهيو أمريكى .

فذهب الى أبعد مدى فى حربه هو وشعبه وبخاصة من المحللين الاستراتيجيين والاعلاميين فى حرب ضروس على غزة ومقاومتها الباسلة .

وتدخل بغباء فى الصراع الدائر فى العراق لصالح الحكومة الطائفية الشيعية ضد سنة العراق بدعوى الحرب على داعش .

وتورط هو وجنوده وآلياته فى الحرب الدائرة فى ليبيا حتى لقى هزيمة منكرة هو وجنراله حفتر على أيدى ثوار ليبيا .

وتسبب فى خراب بيوت الملايين من المصريين بإجلائهم من ليبيا قصرا بعد مقتل الكثيرين منهم هناك , وهاهو وشعبه يهددون بحرب ضروس ضد الجارة الشقيقة ليبيا .

لقد تفوق هذا السفاح وشعبه على نتنياهو جزار غزة وشعبه بسفك دماء الاف المصريين فى يوم واحد .

وعندما ظهرت الحقيقة فى رابعة النهار تصدى شعب السيسى للدفاع عنه بدعوى انه يعجبهم بمنطق ( ماأريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد ) .

هذا هو السيسى وشعبه الذى ينطبق عليهم قول ربنا (ان فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم انه كان من المفسدين ) .

(فرعون) :هو السفاح السيسى ، ( شيعا ) : تقسيم الى شعب السيسى وشعب مصر الحر ، (يستضعف طائفة منهم ) :هم أبناء التيار الاسلامى والأحرار من شعب مصر ، ( يستحيى نساءهم ) : بالتعذيب والاعتقال والاغتصاب ، ( انه كان من المفسدين ) :هو السفاح السيسى

لكن الأمل باق فى الشعب المصرى المؤمن الحر ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ماكانوا يحذرون ) .

ولاأمل فى السيسى وشعبه ان لم يتوبوا ( وجعلناهم أئمة يدعون الى النار ويوم القيامة لاينصرون . وأتبعناهم فى هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين ) .

وكنت أظن أن الانسان يعود الى الحق بسرعة عندما تجلو له الحقيقة ، غير أن الله خلق بشرا لايريدون الحقيقة بل لايريدون حتى الهداية ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ) .

أرجومن الله تعالى أن لايكون شعب السيسى منهم فنحن ــ اولا واخيرا ـــ ابناء امة واحدة .

د محمد يوسف

المصدر