تاريخ الإخوان في محافظة الإسكندرية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تاريخ الإخوان المسلمون في محافظة الإسكندرية

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين


مقدمة

شعار محافظة الإسكندرية

تعتبر محافظة الإسكندرية من المحافظات النشطة والمتجددة في وسائلها لنشر فكر ودعوة الإخوان المسلمين على مدار تواجد الدعوة بها، وكان الإمام البنا يحرص على زيارتها كثيرا للالتقاء بأبناء الدعوة فيها.

موقعها الجغرافي

الإسكندرية تُلقب باسم عروس البحر الأبيض المتوسط، هي ثاني أكبر مدينة في مصر بعد مدينة القاهرة، وتعتبر العاصمة الثانية لمصر والعاصمة القديمة لها، تقع على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط بطول حوالي 70 كم شمال غرب دلتا النيل، يحدها من الشمال البحر المتوسط، وبحيرة مريوط جنوبًا حتى الكيلو 71 على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، يحدها من جهة الشرق خليج أبو قير ومدينة إدكو، ومنطقة سيدي كرير غربًا حتى الكيلو 36.30 على طريق الإسكندرية – مطروح السريع.

تضم الإسكندرية بين طياتها الكثير من المعالم المميزة، إذ يوجد بها أكبر ميناء بحري في مصر هو ميناء الإسكندرية والذي يخدم حوالي 80% من إجمالي الواردات والصادرات المصرية، وتضم أيضًا مكتبة الإسكندرية الجديدة التي تتسع لأكثر من 8 ملايين كتاب، كما يضم العديد من المتاحف والمواقع الأثرية مثل قلعة قايتباي وعمود السواري.

تنقسم الإسكندرية إلى ستة أحياء إدارية هي حي المنتزه، حي شرق، حي وسط، حي غرب، حي الجمرك، حي العامرية، تحتوي هذه الأحياء على 16 قسما تضم 129 شياخة، بالإضافة إلى مدن رئيسية تابعة لها مثل مدينة برج العرب ومدينة برج العرب الجديدة.


بداية الدعوة فيها

تأخرت الدعوة في الوصول إلى الإسكندرية بعض الوقت بالرغم من قربها للبحيرة والتي نشأت فيها شعبتين قويتين في شبراخيت والمحمودية، لكن يبدوا أن بعدها عن الإسماعيلية في المرحلة الأولى ومحاولة الإخوان التمكين للدعوة في القاهرة قبل مجالس الشورى هو ما شغل الإمام البنا عن الذهاب للإسكندرية، فمن الثابت أن أول شعبة افتتحت في الإسكندرية كانت شعلة سيدي جابر بجوار مسجد سيدي جابر الشيخ وذلك عام 1935م، ولقد تثبتنا أنه لم يحضر من إخوان الإسكندرية أية احد في مجلس الشورى العام الأول والثاني والثالث بسبب عدم وصول الدعوة لها.

ويذكر الأستاذ عباس السيسي بعض مراحل دخول الدعوة إلى الإسكندرية فيقول:

حدثني الأخ الأستاذ درويش البرجي أنه فى حى رأس التين كان هناك شيخ مدرس بالمعهد الدينى اسمه رشاد سلام وكان له ابن اسمه " محمد رشاد سلام " وبعد ان أنهى المرحلة الثانوية كان لزاما عليه لتم تعليمه أن يتوجه الى كلية التجارة بجامعة فؤاد بالقاهرة . واضطر والده أن ينتقل الى القاهرة لملازمة ابنه .. وكان ذلك عام 1934 .

وبعد أن أخذت البكالوريا عملت مدرسا بالمدرسة " الابتدائية المصرية " بجوار مسجد أبى العباس , وكان ناظر المدرسة الأخ الأستاذ " موسى سلمان " رحمه الله .

وفى عام 1936 عاد إلينا الأخ محمد رشاد سلام زائرا ومعه رسالة صغيرة عنوانها " تعريف " عن جمعية الإخوان المسلمون، وقد عرض علينا أنا والأخ عبد المنعم الشربينى , الذى عين بعد البكالوريا موظفا فى مأمورية الأوقاف بالإسكندرية , الانضمام لجمعية الإخوان المسلمون . وقمنا بدورنا بعرض الدعوة على الأستاذ " موسى سلمان " الذى تقبلها بقوة وحماس, وأخذ على عاتقه نشر الدعوة فى حي باكوس رمل إسكندرية . وبعد ذلك بدأنا نلتقي فى منزل الأخ عبد المنعم الشربينى حتى زارنا الأستاذ حسن البنا بعد ذلك فى أواخر عام 1936 وقام بجولة فى مساجد رأس التين مثل مسجد المغاورى ومسجد سيدى ياقوت متحدثا الى الناس عن الدعوة .

وانضم لنا الإخوة الأساتذة محمود الشربيني, حسين العقاد , الشيخ يس , محمد عبد الفتاح جميعي.

وفي رجب 1356هـ - سبتمبر 1937م تكونت شعبة القباري بالإسكندرية واتخذت مقرًا مؤقتًا لها بمنزل حضرة محمد السعدوني أفندي بأرض السراية بالقباري.

يقول الأستاذ عباس السيسي: في قافلة الإخوان المسلمين: وكان أحد الإخوان ويعمل كاتبا فى أحد المطاحن واسمه عبد الرازق حمد قد تحمس للدعوة ولما لم يكن لنا فى الإسكندرية دار بعد , فقد علق على إحدى نوافذ مسكنه فى حى غربال بالإسكندرية لافتة كتب عليها ( شعبة الإخوان فى غربال ) ولما كان مسكنه هو عبارة عن هذه الحجرة فقط تعذر علينا اللقاء فيها . لهذا فقد فكرنا فى إيجار شقة متواضعة فى حى الباب الجديد بشارع متفرع من شارع عمر بن الخطاب . وهى عبارة عن حجرتين بدون بلاط والسلم الموصل الى الشقة بدون بلاط كذلك , واشترينا عددا من الكراسى القش ومكتبا بسيطا وأرسلنا الى فضيلة المرشد كى يرسل لنا مندوبا لافتتاح هذه الشعبة .. فأوفد لنا الأخ الأستاذ عبد الحكيم عابدين رحمه الله الذى كان طالبا فى كلية الآداب جامعة فؤاد , وقمنا بعمل الدعاية اللازمة لهذا الحفل وحضره أكثر من ثلاثين شخصا . ثم فى اليوم التالى دعت جمعية أنصار السنة المحمدية الأستاذ عابدين لإلقاء محاضرة فى دارها القريبة من الشعبة .. وبدأنا

(الصورة قد جمعت بعض الإخوة من اليمين : الأستاذ محمد الفولي المحامى – الأستاذ محمود كامل – الأستاذ درويش البرجي الذى يظهر وجهه – الأستاذ الدكتور مصطفى عبد الله رئيس الإخوان عام 51 – المهندس محمد القراقصي – الأستاذ مختار عبد العليم – خلفه الأستاذ محمود الشربيني عميد مساعد معهد الخدمة الاجتماعية بالإسكندرية – الدكتور عبده محمد سلام وزير الصحة فى عهد عبد الناصر خلفه المهندس محمد شرف الدين – الأستاذ مصطفى خضر المحامى – خلفه محمد رشاد عبد العزيز (شاعر الإخوان) ثم الأستاذ محمد عبد الفتاح جميعي رئيس الإخوان (أول رئيس للإخوان بإسكندرية) خلفه الأستاذ علي طمان المحامى ثم الأستاذ شمس الدين الشناوي المحامى بالقاهرة – خلفه بنظارة الأستاذ محمد شعبان وبجواره الأستاذ عبد المنعم الشربيني والأستاذ حسين فهمي المدرس بمدرسة محمد على الصناعية – ثم الأستاذ محمد الميلادي المحامى الذى يمسك بطربوش – ويقف فى الخلف الأخ محمد حنفي – والأخ الأستاذ أحمد عبد الباري معاون محطة سكة حديد إسكندرية) الحفل بنشيد الإخوان المسلمون (يا رسول الله هلى يرضيك أنا إخوة فى الله للإسلام قمنا) ولكن أعضاء أنصار السنة احتجوا على هذا النشيد حيث قالوا أنه بدأ بيارسول الله وهذا مخالف لفهمهم لأصول العقيدة .

وقد صحبت الأستاذ عبد الحكيم عابدين فى زيارته وخطبه فى عدة مساجد بمدينة الإسكندرية فقد كان ينزل ضيفا فى منزلى . وقد أهداني فى زيارته ديوانه (البواكير) .

وفي يونيو عام 1937م الموافق ربيع الثاني 1956هـ جاء بيان بشعب وفروع الإخوان داخل وخارج مصر يوضح هذه الشعب وقد شمل الإسكندرية موضحا ما افتتح فيها من شعب على النحو التالي:

شعب-الإسكندرية.jpg


وفي عام 1940م فصلت الصحراء الغربية عن الإسكندرية وضمت إلى البحيرة ومن ثم جاءت الإسكندرية منطقة واحدة تحت مسمى المنطقة الثانية منطقة الإسكندرية ونائبها الأستاذ محمد عبد الفتاح جميعي.

يقول عباس السيسي: كان رئيس الإخوان بالإسكندرية هو الأستاذ محمد عبد الفتاح جميعى رحمه الله الموظف بإدارة الأوقاف بالإسكندرية وكان شخصية محبوبة من جميع الإخوان حيث يتميز بفهم عميق لأهداف الدعوة فضلا عن أنه رجل متدين متواضع حليم وكان وجيها مهندما باشا مرحا وكانت له صلات طيبة بعامة الناس.

وفى عام 1945م: شعبة الميدان وأنشئت من حضرات رجال الأعمال بالإسكندرية، واختير الأستاذ عبد القادر بك النجار رئيسًا لهذه الشعبة، والأستاذ الشيخ على حلمى واعظًا ومشرفًا روحيًا لها. كما نشأة شعبة المعهد الدينى بالإسكندرية؛ حيث أنشأها طلبة المعهد الدينى، وكونوا رهطًا للجوالة فاز بكأس فضيلة المرشد فى مؤتمر الجوالة، وأيضا شعبة حى شارع الحجازى بالإسكندرية.

يقول عباس السيسي: كنت مراقبا للجوالة بمنطقة غرب الإسكندرية – وطلبت عقد اجتماع لفرق جوالة المنطقة – وامتلأت بهم ساحة الشعبة , وفيما أنا أتحدث الى شباب الجوالة والجميع يرتدون الملابس الكشفية اذا بضابط ومعه بعض الجنود يحاصرون الشعبة , وأرسل لى السيد الضابط أحد الاخوة يطلب منى فض هذا الاجتماع حيث أن عنده أوامر بذلك ,وكان موقفى دقيقا للغاية , كيف أتصرف فى هذا الموقف ؟ لو رفضت هذا الطلب وتشددت فى الرفض فان معنى ذلك دخول قوات البوليس وفض الاجتماع بالقوة فضلا عما يترتب على ذلم مما لا يحمد عقباه ولا يحسب كما أننى بصفتي رجل عسكري ومحظور على وعلى أمثالى العمل السياسي فسوف أتحمل فى ذلك مسؤولية أكبر واذا قبلت طلب السيد الضابط وأمرت الإخوان بفض الاجتماع والانصراف فان موقفي الادبى بين الشباب الذى يعتبرنا قدوة له سوف يهتز ويضعف وليس ذلك من أساليب التربية فلجأت الى الله كى يلهمنى الرشد والصواب وكان أن قلت للأخ قل لحضرة الضابط ان امامنا عشرة دقائق فقط وسوف نفض الاجتماع – واستجاب السيد الضابط بكل ارتياح – وما ان انتهت الدقائق العشر حتى وقف الإخوان فى صفوف منتظمة وهتفوا هتاف الإخوان وانصرفوا من دار الشعبة بكل أدب ووقار وبعد ذلك انصرف الضابط مع جنوده بسلام . وبهذا احتفظت لنفسى وإخوانى بكرامة الدعوة والداعية .


الهيئة التأسيسية والجمعية العمومية في الإخوان

الهيئة التأسيسية هي إحدى الهيئات الإدارية لجماعة الإخوان المسلمين التي تألفت في 8 سبتمبر عام 1945م للإشراف العام على سير الدعوة واعتماد أعضاء مكتب الإرشاد العام وانتخاب مراجع الحسابات، وتعتبر بمثابة الجمعية العمومية لمكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين.

تتألف الهيئة التأسيسية لهيئة الإخوان المسلمين من الأعضاء العاملين الذين سبقوا بالعمل لهذه الدعوة وزكاهم لذلك المرشد العام وعددهم (100) عضو إلى تاريخ صدور هذا القانون، وفي عام 1948م زاد عدد أعضائها ليصل إلى(138) عضوًا في داخل القطر المصري و (7) خارجه.

وقد اختير من الإسكندرية الأساتذة:

ومن الأنشطة المشهودة التي تعد نقلة كبيرة في حياة الإخوان المسلمين باعتبار ما تمخض عنها من قرارات وما ترتب عليها من آثار ذلك الاجتماع الكبير الذي عقده المركز العام للإخوان المسلمين في اليوم الثاني من عيد الفطر الموافق 2 من شوال عام 1364هـ الموافق 8 من سبتمبر 1945م ودعا إليه رؤساء المناطق والشعب ومراكز الجهاد في جميع أنحاء المملكة المصرية للنظر في موقف الإخوان من الحقوق الوطنية في الظروف الحاضرة.

وقد لبى الدعوة ألفان وخمسمائة عضو يمثلون فروع الهيئة ودام الاجتماع برئاسة فضيلة الأستاذ حسن البنا المرشد العام حوالي أربع ساعات تناولوا فيه البحث في الموقف الحاضر كما تناولوا موضوع القانون رقم 49 لسنة 1945م الذي أصدرته وزارة الشئون الاجتماعية الخاص بالجمعيات وقد حضر عن الإسكندرية:

علي حسن أحمد . محمد أحمد الجمل . أحمد محمد خليفة . محمد أحمد النعناعي . علي محمد حسين . علي أحمد صبره . محمد شرف الدين . حسين فهمي عبد الرءوف شبايك . عبد الباقي عيسى فرج . طه صالح أحمد . محمد حسب النبي . حسن سالم . عبد المنعم الدسوقي . السيد البهنساوي . أنور العربي . سعد الطبيب . علي البذري . عبد الرحيم عبد الحي . محمد منصور . عبد المنعم أمين . حسين علي عطا . مصطفى شكري . علي أحمد علي . محمد لبيب البوهي . مختار عبد العليم . محمد نصر الدين قاسم . مصطفى صادق محمود . السيد عبد الرحمن . حسن علي إبراهيم . محمود محمد عيد . محمود أبو الفضل . محمد أحمد المسلماني . إبراهيم حسن . بسيوني مصطفى . محمود المنشاوي . عبد المنعم أبو سليمان . عباس السيسي . محمد محمود إسماعيل . عبد العاطي حفني خالد . محمد سليم مصطفى . عبد السلام محمد عبد السلام . محمد شعبان . موسى سليمان .محمد بدير . السيد رشدي . أحمد حيدر . عبد العزيز عامر . محمد حمام . محمد الكيلاني . محمد محمد الخلاف . محمد الطنطاوي . عباس أبو المعاطي . عبد المطلب حجاج . عبد المنعم بدر . مؤمن عبد العال . عبد الحليم خيال . مصطفى بسيوني . أحمد مجد الدين عفان . عبد الوهاب عامر . إمام صالح.


زيارات الإمام البنا للإسكندرية

الإمام حسن البنا يستقل القطار أثناء تنقله بين محافظات مصر

لقد حرص الإمام البنا على زيارة شعب الإخوان في القطر المصري وقد خصص وقت أجازة نصف العام لوجه بحري وأجازة الصيف لوجه قبلي لاتساع الوقت وبعد المكان، وقد حرص على زيارة الإسكندرية وفتح الشعب فيها، حتى أن الأستاذ عباس السيسي يذكر أثناء زيارة الإمام البنا للإسكندرية فى إحدى ليالى شهر رمضان المبارك، وكان معه وفد من إخوان السودان، وبعد أن حضروا مؤتمرًا شعبيًّا فى حي باكوس، عاد الأستاذ إلى دار المكتب الإدارى قبيل منتصف الليل، وبعد تناول السحور مع إخوانه توجه معهم لصلاة الفجر فى مسجد الدار، ولما دخل المسجد وجد الأحذية خارج المصلى بدون تنظيم، فقال مداعبًا: ألستم فى أسر؟ فقال الإخوان: بلى. فقال: فلماذا لم تجعلوا أحذيتكم على شكل أسر؟.

ففي خلال شهري يوليو وأغسطس من عام 1936م قام الإمام الشهيد برحلته السنوية يوم الثلاثاء 2 يوليو، 21أغسطس إلى الإسكندرية.


ولقد ألقى الأستاذ عبد الحكيم عابدين فى افتتاحية جلسة المؤتمر السادس عام 1941م مذكرا زيارات الإمام البنا للشعب قال فيها:

ولا تسل كيف يقضى وقت راحته
فكل راحته الإكباب والسهر

مصيفه الأقصر الحرَّى وجيرتها

والثغر مشتاه إذ سكانه هجروا

قد يصبح اليوم فى مصر وتشمله

إسكندرية إن وافى به الظهر

ويحتويه أصيل اليوم داعية

فى آل طنطا وفى بنها له سهر

وبالصعيد وما أقصى تراميه

من طول جولاته الإعجاب مختمر

وحينما انسحب الإمام البنا من انتخابات مجلس النواب عام 1942م لم يكن الإخوان بالأقاليم بأقل سخطًا من إخوان القاهرة، ولذلك فقد قام الإمام البنا وأعضاء مكتب الإرشاد بعمل زيارات للإخوان بالشُّعَب والمناطق فى مختلف الأقاليم لتوضيح ملابسات قرار التنازل، وكان من هذه الزيارات زيارة قام بها الإمام البنا للإخوان بالإسكندرية، وكان من عادة أجهزة الأمن ولا زالت إعداد تقارير دورية عن أنشطة من ليسوا من حزب الحكومة أيًّا كانت تلك الحكومة، ولذا فقد أعد البوليس تقريرًا عن زيارة الإمام البنا لجمعية الإخوان بالإسكندرية، وذكر التقرير المرفوع من حكمدار بوليس الإسكندرية فى 7/4/1942م إلى حكمدار بوليس مصر، جاء فيه ما يلى:

من حمكدار بوليس مصر
محافظة بوليس الإسكندرية - 104 (سرى سياسى)
حضرة صاحب العزة مدير إدارة الأمن العام، نتشرف بأن نبلغ عزتكم ما يلى:

علمنا أن أعضاء جمعية الإخوان المسلمون بالإسكندرية تلقوا خبرًا باعتزام الأستاذ البنا رئيس المركز العام للإخوان المسلمون بمصر الحضور إلى الإسكندرية بقطار الساعة الحادية عشرة صباح يوم 6 الجارى، فتوجه نحو أربعين شخصًا منهم إلى محطة السكة الحديد لاستقباله، ولكنه لم يحضر بالقطار فظنوا أنه سيحضر بالسيارة، وقصدوا دار الجمعية بشارع التتويج رقم 59 وانتظروا بها وشاع الخبر بين الأعضاء الآخرين، فتوافدوا على دار الجماعة حتى وصل عدد ا لحاضرين إلى 80 تقريبًا، وأثناء فترة الانتظار هذه ألقى جاد أفندى لاشين مدرس اللغة العربية بمدرسة رأس التين الثانوية كلمة أشاد فيها بفكرة الإخوان المسلمون، وأيدهم فى العمل على تحقيق مبادئهم.

وفى الساعة الواحدة والثلث بعد الظهر وصل الأستاذ حسن البنا إلى دار الجمعية فاستقبله الحاضرون بالتكبير والتهليل، وترديد مبادئ الإخوان المسلمون.

وبعد فترة قصيرة وقف على منصة الخطابة وقال: إنه قام بهذه الزيارة العاجلة لكى يفضى إليهم بالأسباب التى حملته على التنازل عن ترشيح نفسه لعضوية مجلس النواب، وأن ما سيقوله إنما هو من الأسرار الخاصة بالإخوان المسلمون دون سواهم، ولا يجوز إطلاع الجمهور عليه.

ثم انتقل إلى الحديث عن موضوع الترشيح، فقال: إن الغرض الذى رمى إليه من ترشيح نفسه لعضوية النواب عن دائرة الإسماعيلية هو العمل على تحقيق مبادئ الإخوان المسلمون بالطرق الدستورية المشروعة ورفع صوتهم فى البرلمان، ولكنه لم يكد يذاع خبر الترشيح ودفع التأمين إلا واتصل به حضرة عبد الواحد الوكيل بك صهر حضرة صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا وتكلم معه فى موقف الإخوان المسلمون، وطلب منه الرجوع إلى رفعة النحاس باشا لكى يكون رفعته على بينة من أمرهم؛ لأن رفعته لديه فكرة غامضة عنهم، وبعد بضعة أيام تلقى دعوة بمقابلة النحاس باشا وتمت المقابلة فعلاً بفندق مينا هاوس، وقد طلب منه النحاس باشا أن يتنازل عن ترشيح نفسه وصارحه رفعته بأنه يطلب ذلك إيثارًا للمصلحة العامة ولمصلحته –أى مصلحة الأستاذ البنا– إنْ كان يريد الإبقاء على جماعة الإخوان المسلمون فى مختلف البلدان، فرفض ذلك وقال: إنه يستعمل حقًّا من حقوقه الدستورية ولا يرى ما يمنعه من الترشيح، وإن كانت هناك موانع فإنه يطلب بيانها كى يتبين مبلغها من الصحة. وفضلا عن ذلك فإن قرار الترشيح صدر من هيئة المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمون، وأنه شخصيًّا لا يملك حق الرجوع فى ذلك، فرجاه رفعة الباشا أن يعمل على إقناع الأعضاء بالعدول عن ذلك، وأن رفعته رأى أن يدعوه لينصح له بالتنازل وإلا اضطر إلى اتخاذ إجراءات أخرى يراها رفعته قاسية ولا يرتاح إليها ضميره، ولكنه حرصًا على مصلحة البلد مضطر لتنفيذها، ولما استوضح عن تلك الإجراءات قال رفعته: إنها حل جماعة الإخوان المسلمون، ونفى زعمائها إلى خارج القطر، وتلك هى رغبة هؤلاء الناس "يقصد الإنجليز" الذين بيدهم الأمر يصرفونه كما يرون، ونحن مضطرون إلى مجاملتهم خصوصًا فى هذه المسائل الفرعية وفى هذه الظروف العصيبة؛ لأنهم يقدرون على كل شىء، وفى استطاعتهم أن يدمروا البلد فى ساعتين إن شاءوا.

وقد ترك رفعته فرصة للتفكير فى الأمر، وأن تتم مقابلة أخرى فى هذا الشأن، وقد عرض الأمر على هيئة مكتب الإرشاد فلم توافق الأغلبية على التنازل، ولكنه هو شخصيًّا وافق عليه، لا خوفًا من النفى ولكن حرصًا على قيام الجماعة واستمرارها فى تنفيذ أغراضها.

وأخيرًا استقر الرأى على التنازل وتوجه مرة أخرى لمقابلة رفعة النحاس باشا بواسطة سليم بك زكى الذى بسط لرفعته دعوة الإخوان ومدى انتشارها فى المدن والأقاليم، فانتهز هذه الفرصة وطلب من رفعته ضمانات بقيام الجماعة وفروعها وعدم الوقوف فى سبيلها وعدم مراقبتها والتضييق على أعضائها للحد من نشاطهم، فوعده رفعته بما طلب، وقد ظهرت نتيجة ذلك فيما نشر بالجرائد عن الجماعة وعن اجتماعاتها، واستشهد بما نشر بأهرام أمس عن اجتماع طنطا وغيره من الاجتماعات.

ثم عاد إلى تلخيص أسباب التنازل فقال:

1- الحرص على قيام جمعيات الإخوان المسلمون فى مختلف البلاد.

2- كسب ثقة النحاس باشا بوصفه رئيس الحكومة وزعيم الأغلبية.

3- عدم الاطمئنان إلى نتيجة الانتخابات خوفًا من التلاعب، فيستعمل خصومهم ذلك لتشويه سمعتهم، وأشار إلى الخطاب الذى وجهه إلى رفعة النحاس باشا ونشرته الصحف على أثر التنازل، وقال بأن سعادة عبد الواحد الوكيل بك تفاهم معه بشأن الخطاب.

وكان يريد أن يشار فيه بأن التنازل هو احترام لقرار الوفد بترشيح آخر، وأن يعلن تأييد الوفد فى سياسة التعاون مع بريطانيا لتنفيذ معاهدة التحالف ولكنه –الأستاذ البنا– رفض هذا، واكتفى بذكر فقرات من خطاب رفعة النحاس باشا بأن الإخوان عون له فى سياسة الإصلاح الدينى والاجتماعي.

وختم حديثه بِحَثِّ الإخوان على مواصلة النشاط فى نشر الدعوة، ثم تناول الحاضرون طعام الغذاء وغادر الأستاذ الدار إلى محطة سيدى جابر للسفر إلى طنطا بقطار الساعة الرابعة مساء.

وتفضلوا سيادتكم بقبول فائق الاحترام 7/4/1942م حكمدار بوليس الإسكندرية


وفي ذو القعدة 1365هـ الموافق سبتمبر 1946م سافر فضيلة المرشد العام إلى الإسكندرية واجتمع بالإخوان في دارهم وفي صلاة الجمعة أم المصلين وخطبهم، وعقب انتهاء الصلاة خرجت الجموع إلى الطريق حيث خطبهم الأستاذ أحمد السكري وكيل الإخوان المسلمين، ثم سارت الجماهير تهتف لحرية مصر وبالجلاء وبوحدة وادي النيل في مظاهرة إخوانية رائعة.

يقول عباس السيسي: بمناسبة ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أقام الإخوان المسلمون سرادقا كبيرا فى ميدان المنشية يتسع لأكثر من خمسة آلاف شخص . وبعد صلاة العشاء حضر الداعية الإسلامي الكبير محمد عليم الله الصديقي المبشر الإسلامي الهندى وتعالت هتافات الجماهير الله أكبر ولله الحمد تحية للأستاذ المرشد وصحبه , وكانت فرق الجوالة تنظم الحفل الكبير وتقوم بالحراسة وقام الشاعر الموهوب الأستاذ محمد رشاد عبد العزيز رحمه الله حيث قال فى أبيات من قصيدته :

يا مانح الواعظ الدينى راتبه

كيما يرد الى الطاعات جهال

عوقت سعيا له فى رخصة دفعت

الى البغى فضاع النصح والمال

أما فضيلة المرشد العام فقد قال فى كلمته :

ليس غريبا أن تجد الإسكندرية ممثلة فى هذه الصفوف الممتازة وهذه النخبة المختارة من رجالها الأبرار وشبابها الأخيار فهكذا عرفت الإسكندرية دائما وفى كل المواقف ثم عرج على المظاهر الطيبة التى برزت فى حضور بعض المواطنين من غير المسلمين مما سماه شعورا طيبا من جانبهم يشكرون عليه اذ يسهمون فى تكريم ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فيها من معان سامية تنير للعالم سبيل الحياة الطيبة فة هذه الدنيا وما يترتب عليها من ثواب فى الآخرة , وقال ان بين أيديكم الآن ميراث هذا الرسول العظيم وأود أن أعرف مبلغ استعداد الإسكندرية التى عهدتها دائما حفيظة للحرص على هذا الميراث قبل أن أدخل فى تفاصيله ( تجاوبت الأصوات معاهدة فضيلته على الحرص على هذا الميراث ) واستأنف الحديث فقال ان هذا الميراث يتلخص فى ثلاث مسائل – قدوة – دعوة - دولة .

أما القدوة ففى خلق رسول الله وخلقه الكاملين – أما أنه صلى الله عليه وسلم خلقه قدوة فهو أنه كان كاملا كمالا مطلقا فى تنسيق أجزاء جسمه وفى صحبته . وفى قدوتنا فيه محافظتنا على سلامة هذا المظهر فنعيش عيشة طيبة , وفى الخلق عظمة قد شهد بها الله سبحانه وتعالى حين قال مخاطبا رسوله " وانك لعلى خلق عظيم " وعظمة الخلق فى رسول الله فى كل مواقفه كان صلى الله عليه وسلم شجاعا بكل ما فى الشجاعة من معاني كريما بأقصى حدود الكرم متسامحا فى حدود ما يستطيع أن يغتفر مما يتصل بشخصه , وهذه الصفات قلما تتجمع فى شخص ولكن الله كمل بها نبيه وضرب لذلك الأمثال .

أما الدعوة فيمكن أن نبسطها فى كلمات ثلاث : إيمان – استقامة ومحبة وإخاء – وبين المعنى المتصل بكل هذه النواحي .

وأما الدولة فهى أسس ثلاثة : العدل والحرية والجهاد وقد بينها الله عز وجل وكما جاءت الأحاديث مدعمة لها – وقال ان الدعوة بغير دولة تكون نظريات فلسفية ككتب أرسطو وجمهورية أفلاطون – ليس لها سند يحميها ولذا كانت الدولة مكملة – والدولة بغير دعوة ليست الا لجنة إدارية .

ثم تكلم بعد ذلك عن الوسائل التى يمكن بواسطتها المحافظة على هذا الميراث , لأن الدولة قد ولت حين أغفلنا أمر الدعوة , ولكى نستعيد مجدنا يجب ان نتمسك بهذه القواعد الثلاث التى قام عليها مجد الإسلام فى بدايته ويكفى ان نشير الى أن أوروبا حين رأت استعدادنا لاهمال الدعوة تنبهت الى استغلال الفرصة فعرفت سبيل القوة المادية وقضت بها على مالنا من دولة , وأرادت أن تخفى أثر الدعوة فخلقت الشك ونسينا نحن القدوة والتمسك بالدعوة والمحافظة على الدولة وكان مسك الختام كلمة مولانا محمد عبد العليم الصديقى الداعية الاسلامى الهندى.

ويقول الحاج عباس السيسي: نشير الى الإخوان كانوا يتخذون من ذكريات التاريخ الاسلامى للحديث عن الإسلام والتذكير بأمجاده يستنفروا الأمة نحو العمل الاسلامى الجاد ولم يكن فى احتفالاتهم هذه المنكرات التى تشاهد فى أماكن أخرى .

دعا الإخوان المسلمون بالإسكندرية الى الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم فى حفل يحضره المرشد العام بمسجد " نبى الله دانيال " واستقبل الإخوان الأستاذ المرشد على محطة السكة الحديد قبيل صلاة المغرب وتوجهوا الى دار الإخوان بالمنشية حيث استراح الأستاذ بعض الوقت ومنها الى المسجد وكنا مجموعة من الشبان فوق العشرين , وحين دخلنا المسجد فوجئنا بالحاضرين وأكثرهم من الرجال المعمرين الذين تجاوز سنهم فوق الستين عاما – يقفون فى دهشة وهم ينظرون الى هذا الشباب فى فرحة وذهول اذ المعروف أن المساجد فى هذا العصر كان لا يدخلها الا الذين بلغوا من العمر عتييا أما الشباب فقد اهتم بالقمصان ذات الياقة المنشاة والبنطلون الذى له مثل حد السيف من شدة المكوى , والشعور المسدلة مما جعله يخشى الوضوء والصلاة حفاظا على ملابسه شعره .

ولهذا عجب الشيوخ من دخول الشباب فى هذا العصر الى المسجد وبهذا العدد أيضا ولذا فلا تعجب أن تعلم أن الناس كانوا يطردون الأطفال من المساجد طبقا لهذا الشعور المتوارث ولكن الامام حسن البنا كان اهتمامه الأول والبالغ هو جذب الشباب الذى هو عماد الدعوة وسر قوتها. وبدأ الأستاذ المرشد محاضرته بحمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله الكريم ثم دخل فى موضوع الذكرى فقال نحيى ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن حق الناس جميعا مسلمين وغير مسلمين أن يحتفلوا بهذه الذكرى المباركة فرسولنا عليه الصلاة والسلام لم يأت للمسلمين فقط وإنما بعث رحمة للعالمين للإنس والجن على السواء فالله تعالى أرسله اليهم جميعا : " وما أرسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا " - " قل أوحى الى أنه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرءانا عجبا يهدى الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا " سورة الجن 1، 2- فالرسول صلى الله عليه وسلم انما جاء ليخرج الناس من الظلمات الى النور بإذن ربهم .

ولما كنا لم نعرف الرسول صلى الله عليه وسلم الا بعد نزول القرآن الكريم فالقرآن هو الذى دلنا على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذى نزل عليه القرآن الكريم فأصبح القرآن الكريم هو أساس الرسالة والرسول هو الذى حملها الينا .

أما موقفنا من القرآن الكريم فمثلنا مع القرآن كمثل الرجل الذى عنده (ساعة) تركها لأطفاله فى المنزل فأخذوها ولعبوا بها حتى أفسدوها فأخذها الرجل وذهب الى محل الساعاتى فأصلحها وأعطاه على ذلك أجرا ثم أخذها بعد ذلك ليضبط بها مواعيد عمله وصلاته وصلواته . وهكذا القرآن الكريم فى عصرنا بعض الناس يأخذونه ويعلقونه على أبواب المنازل أو يضعونه تحت وسائد النوم أو يصنعون منه أحجبة وتعاويذ أو يعلقونه فى الحجرات وهؤلاء تماما كالأطفال الذين أفسدوا الساعة . وآخرون يتاجرون بالقرآن الكريم، فيقرأونه على المقابر أو سرادقات العزاء أو يتغنون به فى الحفلات ويأخذون على كل ذلك أجرا , وآخرون هم الذين يأخذون القرآن منهج حياة وباعث قوة ومحرر شعوب ومنقذا للإنسانية هؤلاء هم الذين عرفوا حقيقة القرآن فساروا به فى الناس هداة مرشدين ليعيدوا الأمة الإسلامية لسابق مجدها وعزها . وهؤلاء فى عصرنا هم الإخوان المسلمون ولا نزكى على الله أحدا . وبعد ذلك تناول الأستاذ المرشد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم من كل جوانبها الشريفة ثم اختتم الحفل بالقرآن الكريم وخرجنا من المسجد لنعمل جولة فى سرادقات الاحتفالات بالمولد النبوى الشريف.

ويضيف قوله: كانت الإسكندرية وغيرها من البلاد تزدحم بالسرادقات الكبيرة التى يتطوع بإقامتها أعيان وتجار كل الأحياء يتنافسون فى أحيائها بواسطة أكبر مشاهير قراء القرآن الكريم فضلا عن الزينات الكثيرة التى تقام فى الشوارع والميادين احتفالا بهذه الذكرى الشريفة التى تمتد طوال شهر ربيع الأول من كل عام وكانت فرصة مناسبة للأستاذ البنا ليقوم بجولة ليخطب فى هذه التجمعات من الناس فركبنا عربة (حنطور) وذهبنا الى السرادق الذى أقامته عائلة الأخ الأستاذ عبد المنعم كحيل المدرس بمدرسة محمد على الصناعية والسرادق كان فى محرم بك وبع انتهاء المقرئ من تلاوة القرآن الكريم جيء بكرسي وقف عليه الأستاذ البنا وأخذ يتحدث الى الناس فى ذكرى المولد النبوى الشريف .

ومع أن الناس لم يكونوا على مستوى الإنصات الا أن الأستاذ البنا استطاع بما وهبه الله من حسن الأسلوب ان يأخذ قلوبهم ثم انصرفنا الى سرادق آخر فى ميدان محطة مصر ( السكة الحديد ) وكرر الأستاذ البنا نفس الموقف ثم عاد حيث بات ليلته فى ضيافة الأستاذ عبد المنعم الشربينى فى رأس التين .

وفى اليوم التالى دعى الأستاذ المرشد لزيارة عزبة صغيرة فى منطقة الرأس السوداء بالإسكندرية فتوجهنا معه حيث ألقى درسا على المسلمين هناك وقد تعجبت أن الأستاذ المرشد كان حريصا على أن يتحدث الى الناس بأسلوب بسيط جدا وكأنه يعرفهم من قبل , وكان اهتمام حسن البنا بالدعوة فى القرى لا يقل عن اهتمامه بالدعوة فى المدن .

وبعد صلاة العصر وبينما نحن نتجه من دار الإخوان المسلمون بالمنشية سيرا على الأقدام الى محطة السكة الحديد لنودع فضيلة المرشد الى القاهرة مررنا بشارع شريف الذى كان مزدحما بشدة " بالخواجات " حيث كان الأجانب يقطنون هذه الأحياء وأحياء رمل الإسكندرية ويتمتعون بحياة رغدة وراقية ومطمئنة فنظر الينا الأستاذ المرشد وقال: أتدرون لماذا يعيش هؤلاء الخواجات فى رغد من العيش وفى سعادة واطمئنان؟ فنظرنا إليه كمن ينتظر الإجابة! فقال: ان هؤلاء القوم يحصدون الآن ثمر جهادهم الطويل وكفاحهم المرير فى سبيل استعمار بلادنا واستغلال مواردنا . وهم الان يتمتعون بثمرة هذا الجهاد وعلينا ان نشقى ونجاهد ونكافح حتى نحرر وطننا الكبير منكل سلطان أجنبى ويوم ان تتحرر بلادنا ونستخلص حقوقنا يومئذ يجوز لنا أن نتمتع ونستروح بخيرات بلادنا .


محنة مبكرة للإخوان

وتهم الإخوان بمعاونة الألمان أثناء الحرب وانهم يعدون العدة لاستقبال روميل بناء على ذلك تم القبض على الأخوين محمد عبد السلام فهمي وجمال الدين فكيه، ولما كانت البلاد فى حالة حرب مع الأعداء فقد طالبت النيابة بإعدامهما، وسميت هذه القضية بالجناية العسكرية العليا 883 لسنة 1942م قسم الجمرك، واستمر حبس الأخوين ثمانية أشهر ونصف على ذمة القضية بسجن الحضرة بالإسكندرية.

كما شنت الحكومات المتعاقبة حملات تفتيش ومداهمة لكثير من شعب الإخوان فأغلقت بعضها واعتقلت بعض أفرادها.

ففي الإسكندرية: وبالتحديد في مساء يوم 28 ذي الحجة عام 1365هـ داهم البوليس دار الإخوان بمحرم بك واستعمل أعمال العنف والإرهاب في التفتيش وقبض على الحاضرين ساعتئذ وعددهم 56 أخًا من بينهم الأستاذ مختار عبد العليم وكيل المنطقة والأستاذ علي فهمي طمان والأستاذ حسن سالم رئيس الجوالة وكثير من المحامين والطلبة والعمال وأودعوا جميعًا سجن الأجانب بالإسكندرية.

يقول الأستاذ عباس السيسي: كان الإخوان فى الإسكندرية قد دعوا الى اجتماع للإخوة رؤساء المناطق ونواب الشعب فى دار المكتب الإداري بشارع كنيسة دبانة – وفيما كان الإخوان فى هذا الاجتماع يناقشون الأوضاع السياسية هاجمتهم قوات البوليس فى عقر دارهم فى الدور الثالث وأمرت كل الموجودين بالثبات فى أماكنهم وبدأ القبض الذى دخل فيه البوليس الى دار المكتب الإداري استطاع كاتب هذه السطور أن يفلت من هذا الحصار حيث دخل فيه البوليس فى مكتب نادى الفنون والصناعات المجاور للمكتب الإداري , وتم القبض على 56 ( ستة وخمسين من الإخوان على رأسهم الأخ الأستاذ مختار عبد العليم ) .

وتوجهت على الفور الى منزلي بشارع إسماعيل صبري برأس التين حيث استطعت أن انقل الأشياء التى يرونها مخالفة الى مكان آخر خوفا من عملية التفتيش , ثم عدت الى مكتب الأستاذ أمين مرعى المحامى ورئيس المكتب الإداري كى أتفاهم معه بشأن الترتيبات الواجب اتخاذها حيال الإخوة الذين تم القبض عليهم , وكان لزاما على أن أقوم بإعداد الطعام له وملازمتهم لحين أن يقضى الله أمر كان مفعولا وقمت بإعداد الطعام اللازم وتوجهت مع الإخوة علي العطار والسيد البهنساوى رحمه الله الى قسم العطارين وفى الطريق قابلني (اليوزباشى محمد العنتبلي) اللواء وهو يتهيأ لركوب الترام فأخبرني بأنه استدعى الآن من منزله فأخبرته بالذي حدث , وطلبت منه أن يساعدني فى إمكان إعطاء كمية من الطعام للإخوان المقبوض عليهم فى قسم بوليس العطارين فوعدني بذلك .

وذهبنا الى قسم العطارين ودخلت مع إخوانى فى بهو القسم فإذا بى أجد أمامي ضابط القسم المخصوص اليوزباشى سمير درويش الذي استقبلنا هاشا باشا وسألني عن سبب حضوري الى هنا فقلت لأقوم بتوصيل طعام العشاء الى الإخوان المقبوض عليهم – فقال لى – ما اسمك ؟ فقلت عباس قال عباس ايه) فقلت عباس حسن .. فقال حسن ايه فقلت السيسى – قال هذا هو المطلوب وبسرعة تم القبض على ودخلت على مدير الأمن وكان اسمه اللواء الباجورى – فقام بعملية تفتيش فوجد الكارنية العسكرى ( شاويش فنى ) فقال لى وكمان شاويش فى الجيش وعامل كل ده .. فقلت له أنا جاى أجيب عشاء للمقبوض عليهم وليست لى صلة بأى شىء آخر .

قال رحلوه الى سجن الأجانب وبهذا أصبحت معتقلا بيدى لا بيد عمرو – وكان قد سبق اعتقال الأخ عادل بهجت الباشجاويش الفنى فى الدفعة الأولى وبهذا أصبح اثنان من العسكريين فى الاعتقال .

وكان من ضمن الذين اعتقلوا الأخ الدكتور المهندس محمود الساعي وكان وقتئذ طالبا بكلية الهندسة جامعة فؤاد بالقاهرة وقد جاء موفدا من قسم الطلاب بالمركز العام بالقاهرة لتبليغ رسالة الى قسم الطلاب بالإسكندرية.

وبدأت النيابة العمومية التحقيق مع الإخوة المعتقلين وقررت النيابة العامة حظر النشر عن التحقيق الذى تجريه فى الإسكندرية بشأن ضبط جماعة الإخوان المسلمون بالإسكندرية والمتهم فيها بعض الطلبة والمحامين بالاتفاق الجنائى على ارتكاب بعض الجرائم وذلك حرصا على مصلحة التحقيق ةظهور الحقيقة عملا بالمادة (193) عقوبات . وعقب القبض على الإخوان بالإسكندرية ظلت الحالة (أ) فى المدينة وبقى بعض الجنود لم يذهبوا الى منازلهم منذ 48 ساعة وقد هدد عدد كبير منهم بترك الخدمة فسمح سعادة حسين سرى قمحة باشا لبعضهم بالراحة على أن يتناوبوا ذلك لحفظ الأمن فى المدينة.

جيء بالإخوان المقبوض عليهم لمحاكمتهم أمام القضاء فى مبنى المحكمة الكلية .. ووقف كثير من المحامين على رأسهم الأستاذ أمين مرعى للمرافعة عن الإخوان وقال للمحكمة إذا كان رجال القسم المخصوص قد وصل إلى سمعهم أن هؤلاء الإخوة سوف يقومون بأعمال جنائية يحاسب عليها القانون – وهؤلاء الإخوة لا يتجاوز عددهم الستين فردا – فكيف لم يصل الى سمع القسم المخصوص أنباء قيام مسيرة ضخمة يزيد عددهم على الألف – والله ان معرفة أخبار الألف أسهل م معرفة أخبار الستين – وبعد مرافعة الدفاع قررت المحكمة الإفراج عن جميع الإخوان بلا ضمان وهتف الإخوان وجميع الحاضرين هتافات الإخوان وشعاراتهم ولم يأت آخر النهار حتى تم الإفراج عن الجميع، غير أن الإخوة العسكريين الأخوين الباشجاويش الفنى عادل بهجت والجاويش الفني عباس السيسى قبض عليهم وسلموا لوحداتهم للتحقيق معهم.

فى الوقت الذي قبض فيه على رؤساء المناطق ونواب الشعب وأودعوا سجن الأجانب كان الإخوان ينظمون أكبر مظاهرة استعراضية لتحدى القوى الغاشمة ولإحباط مخطط الكيد لجماعة الإخوان المسلمون .

ويضيف: ففي يوم الاستعداد لإجازة عيد الهجرة والجنود والضباط فى حالة اطمئنان واسترخاء والإخوان المسئولون بين جدران سجن الأجانب – وفى تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأحد 30 ذي الحجة 1365 – 24 نوفمبر 1946 – كان قد تجمع مئات من شباب الإخوان المسلمون بملابسهم المدنية التى يرتدون تحتها ملابس الجوالة العسكرية .. حول ميدان محطة مصر – حتى اذا بلغت عقارب ساعة المحطة السادسة تماما – كانت وفود الإخوان تسرع الخطى الى داخل الميدان تتقدمهم سيارتان من سيارات جريدة الإخوان فى كل سيارة مجموعة من المشاعل.

فكان الأخ يخلع ملابسه المدنية ويتركها داخل السيارة ويظهر فى ملابس الجوالة وقد حمل مشعلا من المشاعل – ولم تمض لحظات حتى انتظم الإخوان فى صفوف طويلة تتقدمهم مجموعة من حاملي الدف والنفير ويحملون المشاعل بعد إشعالها وبدأت المسيرة التى زاد عددها عن الألف تجوب شارع نبى الله دانيال ثم شارع صفية زغلول ثم شارع سعيد والإخوة يرددون الهتافات الإسلامية والأناشيد .

لما كان هذا هو يوم الأحد والساعة هى السادسة وهو موعد دخول وخروج السينما والمسارح فقد استهوت المسيرة بل استهوت المفاجأة كثيرا من الناس فساروا معها حتى ضاقت بهم الشوارع . كل هذا ورجال البوليس لم يصل الى سمعهم ما حدث وأخيرا وجد الإخوان قوات البوليس من حولهم تحافظ على النظام فى أدب واحترام .. فان المشاعل الموقدة تنذر بخطر شديد لو أن البوليس فكر فى استعمال القوة . وحين وصلت المسيرة مع جماهير الشعب الى مبنى الأستاذ أمين مرعى المحامى ويقع فى شارع سعيد – أطل من الشرفة ومعه الأستاذ أحمد السكري الوكيل العام للجماعة وتحمس الجمهور – فقام الأستاذ السكري خطيبا منددا بالحكومة ومؤامراتها ضد الإخوان مما تسبب فى القبض عليه بذلك وتقديمه للمحاكمة . وواصلت المسيرة طريقها حتى وصلت الى قصر الملك برأس التين وقدمت مذكرة احتجاج على القبض على شباب الإخوان المسلمون – وبعد ذلك صدرت التعليمات الى شباب الإخوان بإطفاء المشاعل والانصراف بكل هدوء .

ومن المصادفات التى شغلت رجال الأمن والمسئولين عن المسيرة – أمران : الأمر الأول أن المسيرة خرجت فجأة دون سابق علم لرجال القسم المخصوص ( المباحث العامة الآن ) والأمر الثانى أنهم كانوا مشغولين بوصول جثمان النبيل حسن طوسون نجل عمر صوسون يرحمه الله قادما من مرسيليا حيث دفن فى مدافن مسجد النبى دانيال بالإسكندرية .

وأثناء تواجد الأستاذ أحمد السكري بمكتب الأستاذ أمين مرعي - رئيس المكتب الإداري بالإسكندرية- اندلعت مظاهرة ردا على القبض على رؤساء المناطق ونواب الإخوان, فوقف الأستاذ السكري فى شرفة المكتب وخطب فى المتظاهرين, فقبض عليه وقدم للمحاكمة وذلك فى نوفمبر 1946 وظل فى سجن الأجانب حتى أفرج عنه.

كما تم حبسه من أجل مقالين نشرهما، الأول بعنوان "لتفعل القوة ما تشاء" والثاني بعنوان "تحية الأستاذ أحمد السكري إلى إخوان الإسكندرية" حيث اعتبرت النيابة ما جاء فيهما تحريضًا على إثارة الخواطر وتحبيذًا للتظاهر وأعمال العنف، وبعد قضاء 28 يومًا في مستشفى السجن قضت المحكمة بالإفراج عنه بكفالة خمسين جنيهًا.

ومن المعروف أن النظام الخاص للإخوان تشكل من شباب الجوالة ، حيث تدربوا على فنون القتال والتعامل مع الخصم، في هذه الأجواء والشجون الوطني قاما بعض أعضاء حزب مصر الفتاة بإلقاء القنابل على النادي الإنجليزي بالإسكندرية فقبض عليهم وحكم عليهم أحمد الخازندار بعشر سنوات، في حين حكم على مقاول يدعى حسن قناوي -كان يمارس الشذوذ مع الشباب ثم يقتلهم في الحدائق العامة- حكم عليه بسبع سنوات مما سبب استياء للرأي العام.

وفي ديسمبر من عام 1946م هاجم البوليس منيا البصل دار شعبة الإخوان المسلمين بالناصرية وقبض على عدد من الإخوان للإرهاب ثم أفرج عنهم في ساعة متأخرة من الليل.

وأيضا في شعبة الباب الجديد قامت قوة مكونة من ثلاثين عسكري وثلاثة ضباط مسلحين بالعصي الغليظة فقبضوا على الإخوان بشعبة الباب الجديد وعددهم ثمانية وسيقوا إلى قسم العطارين وبقي سبعة من البوليس السري داخل الدار، ثم أطلق سراح المقبوض عليهم بعد تهديدهم بعدم دخولهم أي دار من دور الإخوان.

ومن العجيب أنه في نفس الحي توجد بيوت للدعارة وأخرى لبيع المخدرات ولا يختصها البوليس بمثل هذه العناية التي لا سبب لها إلا الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين والتردد على دورهم ...!!

وأعجب من ذلك أن يذهب ضباط البوليس لإمام مسجد بالمسلة ويطلبوا منه ألا يطيل بالخطبة أو أن يقتصر ما أمكنه وذلك حينما رأوا أن بعض الإخوان يؤدون الصلاة في هذا المسجد.

ولم يتوقف الأمر على ذلك بل عمدوا إلى تشريد موظفي الإخوان، وهذا لون آخر من ألوان الاضطهاد الحكومي حيث عمدت الحكومة إلى تشريد موظفي الإخوان ونقلهم من أماكن عملهم إلى أماكن أخرى نائية أو فقيرة وتشتيت جهودهم وذلك مثلما حدث في الإسكندرية حيث شنت الحكومة حملة عنيفة على الإخوان المسلمين بسلاح الصيانة بالإسكندرية وقامت بنقل كل من محمد سليم وعبد الرحيم عبد الحي إلى الإسماعيلية ومصطفى عبد الجليل ومصطفى أحمد مصطفى وفهمي زكي إلى مرسى مطروح وإبراهيم الباز إلى الخرطوم.

يقول الأستاذ عباس السيسي:

كثرت الإشاعات حول قرب صدور القرار العسكري بحل جماعة الإخوان المسلمون وتكرر ذلك في الإذاعات العالمية وخاصة إذاعة إسرائيل – كل ذلك ومجاهدو الإخوان يؤدون واجبهم في قتال اليهود في ميدان القتال بفلسطين دون أن يفكروا في العودة أو التراجع عن مواقفهم في الميدان – ولم تصدر للإخوان تعليمات صريحة بما تعتزمه الحكومة ولكن الشعور وروح العداء بين الإخوان والحكومة أصبحت واضحة وجلية. وأمام هذه الإشاعات الصارخة صدرت جريدة (الأساس) المسائية لسان حال الحكومة السعدية وهي تحمل تصريحًا لرئيس الحكومة النقراشي باشا ينفي فيه اعتزام الحكومة على حل جماعة الإخوان المسلمون. وكان هذا التصريح سببًا في تخدير الإخوان وبعث الطمأنينة في نفوسهم وقد حدث عندنا في الإسكندرية أن الإخوان قد فكروا في أن ينقلوا كل ما تملكه الدعوة من أوراق ومكاتب وأثاث وممتلكات كالمدارس والمحلات التجارية والمصانع بأسماء أشخاص، ولكن هذا التصريح أوقف كل هذا العزم بأنه ليس هناك ما يدعو إلى ذلك.


نشاط الإخوان بالإسكندرية

المؤتمر الشعبي الثاني للإخوان المسلمين بالإسكندرية

على أثر النجاح الذي حققه المؤتمر الشعبي الأول والذي عقد في المركز العام يوم الخميس الموافق 28 شوال 1364هـ - 4 أكتوبر 1945م، أقام الإخوان المسلمين مؤتمرهم الشعبي الثاني بمدينة الإسكندرية يوم الخميس الموافق 19 ذي القعدة 1364هـ - 25 أكتوبر 1945م.

وقد قام الإخوان بالدعاية اللازمة للمؤتمر حتى احتشد أكثر من خمسة آلاف مواطن داخل المكان المعد للحفل وهو في نهاية شارع محرم بك (سينما لوتس الصيفي) كما حرص الإخوان في هذا المؤتمر على توفير كل وسائل الأمن والمحافظة على النظام وسارت جوالة الإخوان المسلمين بالإسكندرية لاستقبال فضيلة المرشد وصحبه حين حضورهم بالقطار في المحطة وعندما وصل القطار تعالت الهتافات "بشراكِ يا مصر" كما ردد الإخوان هتافهم "الله أكبر ولله الحمد" مدويًا في كل الأرجاء.

كان الموعد المحدد هو الساعة السابعة مساءًا ولكن ما دقت الساعة السادسة حتى كانت منطقة المؤتمر تضيق بألوف الوافدين وفي الساعة السابعة تمامًا أخذت مكبرات الصوت تذيع أبحاث الخطباء الذين تحدثوا عن التجارة والاقتصاد وعن القضية المصرية والمشاكل الإسلامية، كما ألقى الأستاذ أبو السعود حديثًا عن نظام النقد والتضخم المالي، هذا بالإضافة إلى كلمة كل من الأستاذ أحمد السكري والمرشد العام.


الإسكندرية ومعسكر الدخيلة عام 1938م

بدأ الإخوان الترتيب لمعسكر الدخيلة بعد انتهاء العام الدراسي 1937م / 1938م، وقد وجه مكتب الإرشاد خطابات الدعوة للإخوان للاشتراك فى المعسكر فى أول يوليو عام 1938م الموافق جمادى الأولى 1357هـ. ولقد نشرت "مجلة النذير" صورة من ذلك الخطاب حتى يتسنى للإخوان الاطلاع عليه والاشتراك فى المعسكر، وقد حدد فى هذا الخطاب موعد المعسكر وقيمة الاشتراك والإجراءات المطلوبة وكيفية الوصول إليه.

مكان المعسكر: أقيم المعسكر على أرض رملية قريبة من شاطئ البحر فى منطقة بين المكس والدخيلة، وكان أقرب إلى منطقة الدخيلة؛ ولذلك سمى بمعسكر الدخيلة.

مدة المعسكر: بلغت مدة المعسكر حوالى اثنين وثلاثين يومًا؛ ابتداء من 27 جمادى الأولى 1357هـ الموافق 25 يوليو 1938م حتى 29 جمادى الآخرة 1357هـ الموافق 25 أغسطس 1938م.

أهداف المعسكر:

1- الدعوة إلى الله بالإسكندرية، وذلك من خلال تخصيص أيام الجمع والآحاد والثلاثاء من كل أسبوع لنشر الدعوة خارج المعسكر فى مدينة الإسكندرية.

2- وكان من برنامج المعسكر الخروج لنشر الدعوة فى مدينة الإسكندرية أيام الجمع والآحاد والثلاثاء من كل أسبوع، وكان الإمام البنا يقوم فى تلك الأيام بعمل طابور استعراض لكشافة الإخوان داخل مدينة الإسكندرية، فضلا على تدريب الإخوان على ممارسة الدعوة عمليًا مشاركًا إياهم ومبينًا لهم كيفية الدعوة وآدابها، يقوم به هو شخصيًا حتى يتعلم الإخوان نظريًا وعمليًا كيف تمارس الدعوة بين الناس.


مواقف على أرض إسكندرانية

كان الأخ محمود أبو السعود قائد معسكر الدخيلة ومسئوله الرياضى، وكان ينزل بفريق الجوالة يستعرضه أمام الناس فى مدينة الإسكندرية، ثم يركبون الترام فى طريق عودتهم، وكان الإنجليز يركبون الترام، ويستهترون بالناس وبقيمهم، ويسكرون فى الإسكندرية، ثم يعودون إلى المعسكر البريطانى فى آخر الليل، والناس يرهبونهم؛ لأن معهم مسدساتهم، ويقهرونهم ويرهبونهم بها، وأراد الإخوان تحطيم تلك الهيبة الزائفة؛ فبينما كان الأخ محمود وإخوانه يركبون الترام ركب بعض الجنود الإنجليز معهم ،وبدأت سخافتهم ووقاحتهم على المصريين؛ فما كان من الأخ محمود أبو السعود إلا أن قام بصفع أحد الجنود الإنجليز على وجهه حتى يكفه عن سخافاته، وعندما نظر إليه الإنجليزي شزرًا عاجله الأخ محمود بالثانية، فخنس الجندي الإنجليزي، وخنس بعده كل الجنود الإنجليز الذين رأوا هذا المشهد. وكان هذا الموقف سببًا فى تحطيم هيبة هؤلاء المحتلين، وبث الشجاعة فى نفس الشعب السكندري، فأخذوا يضربون الجنود الإنجليز كلما تجاوزوا حدودهم، ولم يعودوا يقفون موقف العاجز تجاههم.

وكان الإخوان يخرجون إلى الإسكندرية بملابس الجوالة وعليها شعار الإخوان، وبينما كان أحد إخوان المعسكر وهو الأخ زكى طبيخة يركب الترام تقدم منه أحد الركاب، وسأله عن الإخوان المسلمين، وأين يوجدون، فأخبره الأخ زكى بأن لهم معسكرًا فى الدخيلة، فرغب الرجل أن يذهب لمقابلتهم، فاصطحبه الأخ إلى المعسكر.

وفى المعسكر قدمه الإخوان إلى الإمام الشهيد حسن البنا، وجلس الرجل يتناقش ويستمع إلى مبادئ الإخوان وأنشطتهم، ويرى أخوتهم ومحبتهم لبعضهم، حتى إذا شرح الله صدره لهذه الدعوة عرف الإمامَ الشهيد بنفسه بأنه الصاغ محمود لبيب العضو البارز بالحزب الوطنى وزميل الزعيم محمد فريد فى منفاه حتى وفاته، وأنه عاد إلى مصر بعد صدور عفو من الملك فؤاد عنه، وأنه عاد يدعو إلى مبادئ الحزب الوطنى، وقد افتتح مقرًا للحزب فى عمارة الماجستيك بالمنشية، وأنه يعلن الآن التنازل عن تلك الشقة ليرفع عليها لافتة الإخوان المسلمين بالإسكندرية؛ ليصبح للإخوان مقر فى أكبر ميادين الإسكندرية.

يقول الأستاذ عباس السيسي: تنازل الصاغ محمود لبيب رحمه الله عن الشقة التى كان قد خصصها للنادى الرياضى لتكون مقرا لجمعية الإخوان المسلمون فى عمارة ماجستيك التى بها جمعية الشبان المسلمين أيضا مما كان له حرج فى نفوس الإخوان اذ تقع الجمعيتان فى عمارة واحد ولكن الأستاذ المرشد كان كلما حضر الى الإسكندرية يدخل أولا لزيارة رئيس وأعضاء جمعية الشبان المسلمين فيرحبون به أحسن ترحيب وفى هذه الدار نظم الإخوان برنامجا للمحاضرات الإسلامية دعوا لها أساتذة من العلماء فضلا عن دعاة الإخوان أنفسهم مع انه لم يكن للإخوان فى هذا الوقت نشاط سياسى إلا أن أحد رجال القسم المخصوص " البوليس السياسى الآن " كان يشاركنا هذا النشاط ولما شكونا للأستاذ المرشد من وجوده معنا مبتسما ان هذا أمر طبيعي وما دمنا لا نعمل ما يضر الأمن العام فلا خوف من وجود كل رجال القسم المخصوص وما دمتم تعرفونه فهذا أحسن من المخبر المجهول ولابد من معاملته معاملة طيبة حتى لا يكذب فى تقاريره الى رؤسائه , وقد أخذنا بنصيحته حتى كأنه واحد من الإخوان.

وفى جلسة إدارة الإخوان المسلمون بالإسكندرية قرر ما يأتي :

أولا: ضم حضرات الأساتذة حسين فهمي أفندي وعبد المنعم كحيل أفتدى وحسين محمد إسماعيل حسن أفتدى المدرسين بمدرسة محمد على الصناعية وكذا حضرة عبد المعطى أفندي العوامرى الموظف بمأمورية أوقاف الإسكندرية .

ثانيا: استئناف المحاضرات الدينية أسبوعيا .

ثالثا: تنظيم دروس فى الوقاية من الغازات السامة .

رابعا: الاستعداد للاحتفال بالمولد النبوى الشريف .

ويقول: وفى هذه الفترة وفى أوائل عام 1944 انضم إلى الإخوان المسلمون بالإسكندرية شخصية من الدعاة الذين كانوا يخطبون فى المساجد والمناسبات – ذلك هو الأستاذ محمد إسماعيل شلبي المدرس الأول فى المدارس الثانوية للبنات وقد نشط بعد انضمامه للإخوان نشاطا مفوها ولبقا – وكان كثير الاستشهاد بروايات صوفية يجذب بها عوام الناس وقد لوحظ بعد ذلك أنه كان يحفظ كلمات ورسائل الأستاذ حسن البنا ويتحدث بها الى الإخوان وظل على هذا النشاط الكبير ليل نهار – حتى أن الإخوان المسلمون بشعبة ( الباب الجديد ) قد علقوا له صورة فى دار الشعبة وأطلقوا عليه اسم المرشد العام بالإسكندرية – وحين التقينا به فى اجتماع مجلس المنطقة واجهناه بهذه التطورات فأنكر علمه بها وقد قمنا بإفهام الإخوة فى شعبة الباب الجديد بأن هذا الأسلوب يخالف نظام الإخوان اذ ليس للإخوان إلا مرشد واحد هو الأستاذ البنا وقد استجاب الإخوة وصححوا موقفهم بعد هذا الإيضاح – وكان السبب الحقيقي قيما حدث هو قرب عهدهم بدعوة الإخوان وظل الأستاذ محمد شلبي على صلته بالجماعة ورحلاته وزياراته المتوالية لنشر الدعوة – فكانت صلته وثيقة بفضيلة المرشد العام الذى يقدمه ويرحب به وينزله منزلته – ولم يكن الأستاذ شلبي فى هذا الوقت سوى داعية – أما رئيس الإخوان المسلمون بالإسكندرية فقد كان المهندس محمد لبيب البوهي البوهى الذي عينه الأستاذ المرشد بعد الاستئذان من محمد عبد الفتاح جميعى – رئيس الإخوان وبقى الأستاذ جميعى على وفائه وولائه جنديا مخلصا للدعوة حتى لقى الله تعالى صادق العهد والوعد – وقد كان الأستاذ محمد لبيب البوهي أقدر فى هذه المرحلة على متابعة ومسايرة حركة دعوة الإخوان . وظل الأستاذ شلبي يعمل مع الإخوان حتى انفصل عنهم على أثر خطبة له فى رشيد وأنشأ ( جماعة التقوى والإرشاد ) التي انتهت بوفاته.

ويقول: حين تخرج الأستاذ محمد مختار عبد العليم رحمه الله من كلية الحقوق – اختار مكتب الأستاذ أمين مرعى المحامى ومكتبه بشارع سعيد ليتم عنده فترة التمرين على المحاماة – ولما كان الأستاذ مختار يقطع كل وقته فى العمل للدعوة فقد تأثر به الأستاذ أمين مرعي ولا سيما أنه قد أصبح للإخوان المسلمون نشاط سياسى مرموق – فكان الأستاذ أمين يسهم فى الدفاع عن الإخوان فى قضايا المقبوض عليهم فى المظاهرات والاحداث السياسية مجانا وكان أحيانا يحضر بعض المحاضرات كذا يكون فى استقبال فضيلة المرشد حين يأتى لزيارة الإسكندرية .. ومن هنا تعرف بفضيلة المرشد وزواره فىالقاهرة وتوطدت بينهما أقوى الصلات والتى على أثرها اقترح الإخوان بعد قرار نقل الاستاذ محمد لبيب البوهي الى القاهرة أن يوافق فضيلة المرشد على تعيين الاستاذ أمين مرعى رئيسا للمكتب الادارى فوافق على ذلك وكان ذلك فى شهر شوال 1365 الموافق سبتمبر 1946 .. وبدأ الاستاذ أمين مرعى مهمته ونشاطه الذى كان يعطله عن عمله كمحام كبير .. الى أن تورط مع الاستاذ أحمد السكري وآخرين فى نشاط خارج عن منهج الجماعة ورسالتها مما تقرر معه فصلهم من جماعة الإخوان المسلمون مما سوف أشير الى قصته بعد ذلك.


النشاط السياسي لإخوان الإسكندرية

الإمام حسن البنا

ففي عام 1938م دُعى الأستاذ حسن البنا لحفل زفاف ابنة رئيس الوزراء علي ماهر باشا في الإسكندرية ورغم علاقة الإمام البنا الشخصية برئيس الوزراء علي ماهر باشا إلا أنه عندما دعاه لحضور حفل زفاف ابنه بالإسكندرية فوجئ إخوان الإسكندرية بحضور فضيلته إلى دار الإخوان على غير موعد، وكان على استعداد لتلبية الدعوة في حالة التزام الحفل بآداب الإسلام وخلوه من منكرات أفراح طبقة الباشوات من: رقص، وخمر.. إلخ، وتصرف الإمام البنا في هذا الموقف بذكاء فقد كلف أحد الإخوان الذين رافقوه من القاهرة بالانتقال لمشاهدة أوضاع الحفل وإحاطة الإمام هاتفيًا بما رأى، فإن لم يكن بالحفل مخالفة شرعية أتم الإمام ما جاء من أجله، وإن وجد الأخ ما يسبب حرجًا للمرشد قام هو بالواجب، وعندما وجد الأخ أن الحفل كباقي هذه الحفلات لم يتصل بالإمام ففهم الإمام ولم يذهب.

في عام 1945م تألفت لجنة تذكر رؤساء الهيئات والأحزاب والجماعات بواجبها وتدعوهم إلى العمل مجتمعين أو منفردين على تحقيق الأهداف القومية بوسائل يتفق عليها.

هذه اللجنة برئاسة الأستاذ أحمد السكري وسكرتارية الأستاذ أمين إسماعيل وعضوية حضرات النائب محمد نصير بك وكمال عبد النبي بك والصاغ محمود لبيب والدكتور إبراهيم حسن والأساتذة حسين كمال الدين وأحمد عطية وعبد الحفيظ الصيفي وتوفيق الشاوي وصالح عشماوي.

وقد سافر بعض أعضاء الوفد إلى الإسكندرية لمقابلة زعماء الأحزاب ورؤساء الهيئات للتفاهم معهم على طريقة العمل لصالح البلاد منفردين أو مجتمعين كما تولى بقية أعضاء اللجنة الاتصال بالجمعيات والهيئات الأخرى في القاهرة للتفاهم معهم لنفس الغرض.

كما أرسلت شعب الإخوان المسلمون بشعبة السكة الجديدة بالإسكندرية برقيات التأييد للمركز العام في 9 فبراير، وأيضا أرسل الإخوان بشعبة اللبّان بالإسكندرية في يوم 10 فبراير برقيات إلى الملك يؤيدون فيها بيان المركز العام للإخوان،وأيضا الإخوان بشعبة كرموز بالإسكندرية.

يقول الأستاذ محمود عبدالحليم عن دور الإخوان في نشأة الجامعة العربية: ولم يكتف الإخوان بهذا المحور، بل بدأ تحركهم الفعلي والعملي بتكوين لجنة برئاسة الأستاذ أحمد السكري سكرتير عام الجماعة عهد إليها متابعة موضوع الجامعة العربية، وخاصة بعد تحمس الملك فاروق لفكرة إنشائها، ودعوته لوفود البلاد العربية لعقد لجنة تحضيرية في مصر تبحث تحقيق تلك الجامعة، وبالفعل سافرت اللجنة إلى الإسكندرية مع مجيء أعضاء وفود الدول المشاركة في وضع الميثاق، وقد اختار الأستاذ المرشد الأستاذ محمد لبيب البوهي رئيس الإخوان بالإسكندرية ليكون ضابط الاتصال بين الإخوان وبين لجنة الرؤساء.

يقول الأستاذ محمود عبد الحليم عن تلك الأحداث: "دعي إلى القاهرة رؤساء وزارات الدول العربية المستقلة في ذلك الوقت، وكانت تقريبًا هي: مصر والسعودية واليمن والعراق وسوريا ولبنان لوضع ميثاق لجامعة الدول العربية".

ولقد عمل الإخوان على تحرر الأوطان العربية فكانت ليبيا من هذه البلدان التي يطالب الإخوان بتحريرها؛ لذلك فقد أعد قسم الاتصال بالعالم الإسلامي مذكرة عن قضية طرابلس، وقام وفد من الإخوان بالإسكندرية بتقديمها إلى سعادة الأمين العام لجامعة الدول العربية، مطالبين فيها الجامعة بأن تقف موقفًا إيجابيًّا من قضايا بلدان الشمال الإفريقي ومنها ليبيا، بأن تقوم باختيار ممثلين لأقطاره في لجان الجامعة العربية، وتعيين أبنائه في وظائف الأمانة العامة للجامعة، وأن تساهم مكاتب الدعاية العربية في لندن وواشنطن في إظهار عدالة القضية الطرابلسية خاصة، وقضية المغرب العربي عامة


نشاط الطلبة

يعتبر الطلبة والشباب هم الركيزة الأساسية للنهضة والتي يعول عليهم المل في الارتقاء بالبلاد ولقد فطن الإمام حسن البنا لذلك، ولذا اهتم بهم.

ففي عام 1936م تكونت عدة لجان لتزور شعب الإخوان وتنشر الدعوة وقد كانت الإسكندرية من نصيب الشيخ محمد أحمد شريت بالأزهر: وبخاطره الشافعي أفندي بالآداب الإسكندرية.

إضافة إلى أن أقسام الطلاب بالشعب كانت تعقد محاضرات لجموع الطلاب، يحاضر فيها بعض من أساتذة الجامعات والعلماء فى مختلف التخصصات؛ مثل ما قام به قسم الطلاب بمنطقة الإسكندرية في يناير من عام 1945م ، وكانت المحاضرات أسبوعية فى عصر كل خميس.

وحينما بدأت الدراسة عام 1946م في كليه الحقوق والهندسة والتجارة بالجامعة , أقام الطلاب مؤتمر احتجاجا على ما يحدث لإخوانهم الطلبة في كليه الحقوق واتخذوا عدة قرارات ,وقد رفع رجال الشرطة الحالة (أ) في المدينة تحسبا لأي رد فعل من الطلبة.

كما تم القبض على 13 طالبا من مدرسه رأس التين الثانوية بالإسكندرية بتهمة التحريض على الإضراب عام 1946م , وقدموا للنيابة فحققت معهم وقدموا للمحاكمة.

ولقد خصصت جريدة البشرى عام 1946م والتي كانت تصدر في بنها عددا خاصا بطلبة الإخوان المسلمون من الإسكندرية ,وقد طبع من ألفا نسخة نفدت بسرعة وكان صاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ حسن شاكر.

كما وجهت لجنه الثقافة الإسلامية بكلية العلوم بجامعة فاروق الأول بالإسكندرية الدعوات لسماع محاضره يلقيها الأستاذ أمين مرعي المحامى رئيس الإخوان بالإسكندرية وموضعها (الاشتراكية الإسلامية) وذلك في الساعة الخامسة بمدرج الكلية رقم (1) يوم 19/2/1947م، غير أن إدارة الجامعة ألغت المحاضرة وأرجأتها إلى أجل غير مسمى.

كما دعي اتحاد كليه العلوم عام 1947م الأستاذ إسماعيل الأزهري رئيس وفد السودان لإلقاء محاضره موضوعها «ماذا يريد السودان» غير أن الحكومة اتصلت بالأستاذ الأزهري وطلبت منه الاعتذار عن إلقاء المحاضرة دون إبداء أية أسباب.

وشارك قسم الطلبة بالإسكندرية باقي إخوانه في عقد مؤتمر يحضره الأستاذ مصطفى مؤمن يوم 20 نوفمبر عام 1947م في الساعة الرابعة.

ويذكر عباس السيسي: بدأت فى صباح 4 مارس 1946 بالإسكندرية مظاهرات سلمية تطالب الإنجليز بالجلاء واحتشدت الوفود الشعبية من العمال والطلاب فى صورة مسيرات ضخمة منظمة اذ تقودها سيارة (بميكرفون) ويشرف عليها شباب الإخوان المسلمون ,وعندما اقتربت مؤشرات الساعة من الرابعة عصرا , وفى ميدان سعد زغلول بالقرب من شارع سعيد أطلق بعض الأجانب من شرفات منازلهم بعض الأعيرة النارية على المتظاهرين وما أن سمعت الجماهير صوت الأعيرة النارية حتى أفلت الزمام من قادة المسيرة وانقلبت المسيرة الى ثورة عارمة وكان فى هذه المكان فندق يسمى ( فندق الأتلانتيك ) يرتفع فوقه العلم البريطانى ويقيم فى هذا الفندق جنود البحرية البريطانية . كما كانت هناك بعض العمارات حتى شارع سعيد يقطنها الجنود الإنجليز أو بمعنى آخر يحتلها الجيش الإنجليزي عن آخرها . كما كان هناك فى مواجهة تمثال سعد زغلول من الخلف (كشك) مقرا للبوليس الحربي الإنجليزي .. فقام الشباب بدون تنظيم أو تحريض من أحد باقتحام هذه المعاقل جيعها دون خوف أو تردد وهو يردد الجلاء أو الموت .

وقام الشباب بخلع الأحذية واستعمال الجوارب بغمسها فى البنزين الموجود فى خزانات السيارات الموجودة فى الشوارع ثم اشعالها بالنار وقذفها بقوة على سطوح المنازل والنوافذ التى يختبئ خلفها جنود الاحتلال واستطاع الشباب أن يقتلوا بعض الجنود ويحرقوا بعض المنازل بما فيها مقر البوليس الحربى – ولم يستطع البوليس المصرى الدخول فى المعركة حتى انتهت قبيل الغروب بكثير من الضحايا .. وكان من نتيجة هذه المعركة الشعبية أن الإنجليز امتنعوا عن الظهور فى المدينة نهارا واختفوا عن الأعين جماعات أو أفرادا مدنيين أو عسكريين – واستعاضوا عن تحركهم نهارا بالتحرك ليلا فى الظلام .

وعلى أثر هذه الأحداث نشرت جريدة الإخوان الخبر التالي (لندن فى 17-3-1946) أجاب مستر جون بلنجر وزير الحربية البريطانية على سؤال فى مجلس النواب البريطاني – أن الضابط الذي كان قائدا لمنطقة الإسكندرية يوم 4 مارس 1946 حين قتل المصريون جنديين من الجنود البريطانيين قد نقل من وقعه كقائد لمنطقة الإسكندرية الى منصب قائد منتدب فى بريطانيا.

وفى ذكرى وعد بلفور المشئوم اتفق طلبة الإخوان بمدرسة محمد على الصناعية على أن يخرجوا من المدرسة فى وظاهرة تهتف لفلسطين وتندد بصدور وعد بلفور وفى صباح ذلك اليوم وقفت على منصة الخطابة وهى عبارة عن مدرج من السلالم وألقيت كلمة عن قضية فلسطين وخطورة السيطرة اليهودية على مستقبل البلاد العربية والإسلامية المهدد بقيام دولة يهودية على أرض فلسطين وتحمس لطلاب للخروج بمظاهرة وأخذنا على للمدرسة وساعدنا على ذلك " أحمد بك غابور رحمه الله " وكيل المدرسة وخرجت المظاهرة فى حدود ألف طالب والبوليس يحافظ على النظام وتوجهت المظاهرة من المدرسة بالشاطبى ومررنا بشارع السلطان حسين ثم دخلنا شارع سعد زغلول وفى الطريق انضم الينا كثير من عامة الناس وبعض أبناء الدول العربية الذين يرتدون الحطة العقال مما أعطى للمظاهرة صورة القوة والشمول وكانت الهتافات : " فلسطين عربية إسلامية " " يسقط وعد بلفور الظالم " " القدس إسلامية إسلامية " " تسقط بريطانيا حليفة اليهود " وعند مرورنا تحت دار الإخوان المسلمون بالمنشية وكذا دار الشبان المسلمون خرجوا يهتفون لفلسطين ثم نزلوا وانضموا للمظاهرة وهى تسير فى اتجاه المعهد الديني برأس التين وحين اقتربنا من شارع فرنسا صدرت الأوامر لرجال البوليس بفض المظاهرة بالقوة .ولم نتوقع أن يكون لهذه المظاهرة هذا الأثر الكبير فى نفوس الجماهير كما لمنكن نتوقع هذا الخوف فى نفوس اليهود حتى استدعانا أحمد بك غابور وكيل المدرسة الى متبه وقص علينا أن بعض أعيان اليهود قد قاموا بزيارة الى مدير جمعية العروة الوثقى الخيرية الإسلامية التى تتبعها إدارة مدرسة محمد على الصناعية وقاموا بالتبرع للجمعية بمبلغ كبير من المال تقربا لها وحتى لا تتكرر مثل هذه المظاهرة الى قد يترتب عليها أضرار بمصالح اليهود ولكن الواقع أن اليهود خافوا من عدوى المظاهرات فى جميع المدارس وما ينجم عن ذلك من آثار تؤدى الى يقظة الوعي الاسلامى وهكذا نضع يدي الجيل الاسلامى بعضا من طرق عمل اليهود للاستيلاء على فلسطين.


نشاط العمال في الإسكندرية

لقد اهتم الإخوان بالعمال كاهتمامهم بباقي الأقسام فكتبوا في صحفهم عن قضايا العمال وتفاعلوا معها وطالبو الحكومة والإنجليز بحسن معاملة العمال وإعطائهم حقوقهم، وكانت البداية مع الشيخ محمد فرغلي حينما كان خطيبا في شركة قناة السويس وعرف العمال حقوقهم وتحامل على الشركة الفرنسية.

وسار على الدرب كل العمال الإخوان، فقد نشرت جريدة الإخوان أخبارًا عن مؤتمر نقابات عمال الإسكندرية الذى قرر تمثيل نقابات العمال بالإسكندرية فى المؤتمر الدولى للعمال الذى سيعقد أواخر سبتمبر من عام 1945م فى باريس، وكذلك أخبار تشكيل نقابة الحوذية بالشرقية، واتخاذها مقرًّا لها بميدان عدلى بالزقازيق.

وقد أرسلت منطقة الإسكندرية عام 1945م مذكرة إلى معالى وزير الشئون الاجتماعية لعله يصدر قرارًا يحمل مديرى المصانع والشركات على احترام شعائر الإسلام، فيسمحوا للمسلمين بأداء الصلاة فى يوم الجمعة، وهذا نص المذكرة:

حضرة صاحب المعالى وزير الشئون الاجتماعية..

نتشرف بأن نعرض على معاليكم الآتى:

أبدى كثير من أعضاء الجماعة الموظفون والعمال بشركات أجنبية بالإسكندرية أن هذه الشركات لا تصرح لهم بأداء فريضة الجمعة فى أوقاتها، مع استعدادهم لتعويض هذا الوقت من فترات راحتهم، ولما كانت هذه الشركات قد أشارت عليهم عندما كرروا لها الشكوى أنها مستعدة لتنفيذ ذلك، فيما لو أشارت وزارة الشئون الاجتماعية إلى أهمية هذه الفريضة، ونصحت للشركات بالتصريح لهم بأدائها؛ لذلك نرجو من معالكيم التفضل باتخاذ اللازم نحو هذا المطلب العادل،

وتفضلوا معاليكم بقبول عظيم الاحترام

ولقد حاول الأمن مصادرة حريات العمال عام 1946م عن طريق الاعتقالات, ففي كرموز بالإسكندرية قام البوليس بمهاجمة شعبة الإخوان يوم 15 يوليو, وقبض على الأساتذة محمد ناصر الدين جميعي مستشار قسم العمال بمنطقة الإسكندرية, ومحمود محمد عيد رئيس قسم الإخوان, ومعهم نحو من ثلاثين عاملا, وتقديمهم للتحقيق بتهمة تحريضه العمال على الإضراب.

كما اهتم القسم عام 1947م بنشر أخبار العمال فيها وما يعانوه من سواء المعيشة ,وسوء المعاملة من أصحاب المصانع.

وكتب محمد فتحى عثمان تحت عنوان" خطاب مفتوح" يشكر" الأستاذ مختار عبد العليم وكيل مكتب إداري إخوان الإسكندرية على جهوده فى احتضان قضايا العمال والدفاع عنهم فى دور القضاء, والاتصال بنقابات العمال والتفاهم معهم ونشر قضايا العمال عبر الصحف.

وفى نقابة عمال سباهي بالإسكندرية عام 1948م أجرت الجمعية العمومية انتخابات مجلس الإدارة, وتكلم محمد فؤاد وعوض رئيس النقابة حيث شكر الإخوان المسلمين لعظيم جهدهم, وأقر المجتمعون:-

أولا: إرسال برقية شكر لفضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين على جهود الإخوان وجريدتهم.

ثانيا: انتخابات الأستاذ مختار عبد العليم المحامى مستشارا للنقابات.

وفى القاهرة اجتمعت الجمعية العمومية لعمال الترام عام 1948م وحضر 1500 عضو هم جملة أعضاء النقابة, وتم انتخاب مجلس إدارة النقابة الجديد باجتماع 1450صوت من أصل 1500 صوت, واختير الأستاذ عبد العزيز مصطفى رئيسا للنقابة.


نشاط الأخوات في الإسكندرية

ولم يترك الأخوات المجال لانفراد الرجال بصفحة الرعيل الأول؛ فقد أرسلت الأخت الآنسة فريدة محمود موافي من أخوات الإسكندرية مبلغ واحد جنيه لتشارك الإخوان بسهم فى البذل والعطاء وذلك عام 1938م.

1- ومع صدور مجلة الإخوان المسلمين فى أواخر عام 1942م بدأت بعض الأخوات يكتبن فى المجلة على استحياء يطالبن بحضور دروس الإمام الشهيد أو عمل دروس للأخوات فى الشعب والمساجد المختلفة ومنهم الأخت/ وداد عبد الحميد شاهين من الإسكندرية.

2- الأخت/ ع . جميعى من الإسكندرية.

وفى الإسكندرية تم افتتاح شعبة للأخوات بمدرسة الفنون بالإسكندرية عام 1945م.

وفي الإسكندرية احتفلت هيئة البر والخدمة الاجتماعية للأخوات المسلمات بذكرى المولد النبوي الشريف وألقيت بهذه المناسبة الكلمات والمحاضرات.

ولقد نشط قسم الأخوات قامت هذه اللجنة بزيارة معظم فروع الأخوات بالوجه البحري والإسكندرية، وبعض مدن الصعيد عدة مرات بهدف:

1. إلقاء المحاضرات التي تشرح دعوة الأخوات المسلمات.

2. الوقوع على مدى نواحي النشاط الأخرى كالمؤسسات وغيرها.


النشاط الصحي لإخوان الإسكندرية

لقد نشط الإخوان في الإسكندرية وأنشأوا المؤسسات الصحية ففي عام 1942م أنشأت شعبة الإخوان بباكوس الرمل بالإسكندرية عيادة طبية ،ومما يذكر أن مستوصفات إخوان الإسكندرية قامت بالمشاركة فى تطعيم الأهالي باللقاح الواقي ضد الكوليرا قى قسم الجمرك, وفى قسم كرموز ثان.

كما أعلنت الجريدة عن أسماء مراكز التطعيم فى الإسكندرية حتى يسترشد بها الناس عام 1948م، كما تكونت للإخوان المسلمون بالإسكندرية لجنة طبية تشرف على افتتاح عيادات ومستوصفات بالمدينة ,وكان على رأس هذه المجموعة الطبية الدكتور الخشن والدكتور محمد عبد الله , وقامت اللجنة بافتتاح مستوصف فى المبنى رقم 60 بشارع محرم بك , وبالمستوصف صيدلية ويشرف عليه الدكتور محمد عبد الرحمن عامر والدكتور مصطفى كمال بدر الدين , كما تم افتتاح مستوصف فى المبنى رقم 10 بشارع الجمرك القديم يشرف عليه الدكتور المنياوي , وكذا مستوصف بشارع الاسكندرانى فى المكتب الاداري للإخوان المسلمون .


دور إخوان الإسكندرية نحو فلسطين

الإخوان المسلمون بالإسكندرية في حرب فلسطين عام 1948م

من المعروف أن معظم اليهود كانوا في الإسكندرية وقد وقف الإخوان وقفه قوية تحت المحاولات لصهيونية في فلسطين ولذا تلقى بعض الإخوان تهديد.

لم يهدأ الإخوان فى تعريف الناس بما يحاك لفلسطين, وما يفعله اليهود ضد الشعب الفلسطيني الأعزل مما حذا باليهود أن يوجهوا لبعض الإخوان والمتحمسين لقضية فلسطين تهديدا بالقتل أو النسف.

فقد قامت بعض شعب الإخوان بمظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة عام 1938م فى الإسكندرية والإسماعيلية وبنى سويف والسويس وميت غمر وزفتى احتجاجًا على الفظائع التى يرتكبها الإنجليز واليهود فى فلسطين.

وقد انطلقت جماعة من الشباب في أنحاء المدينة يعلقون نشرات الدعاية لفلسطين على جدران المساجد، وفى كل مكان لائق". ففي الإسكندرية: خرج الإخوان المسلمون بمظاهرة عقب صلاة الجمعة هاتفين: "الله أكبر ولله الحمد" "تحيا فلسطين عربية" "فلسطين للعرب" "نموت فداء الإسلام".. ومضت المظاهرة في طريقها في شوارع المدينة ومرت بميدان محمد علي، وانضم إلى المتظاهرين جمع كبير من الشعب السكندري، وأخيرًا جاءت قوات كثيرة من رجال البوليس وحاولوا تفرقة المتظاهرين، ونشرت النذير عام 1939م تحت عنوان: "استقبال رفعة علي ماهر باشا بالإسكندرية":

"استقبل الإخوان المسلمون بالإسكندرية صاحب المقام الرفيع علي ماهر باشا بمحطة الإسكندرية، وقد أشرف على النظام الأستاذ محمد عبد الفتاح جميعي.

وكانت الهتافات "الله أكبر ولله الحمد.. الإخوان المسلمون يحبون صديق العرب- تحيا الرابطة الإسلامية- حيا الله المجاهدين" تشق أجواز الفضاء".

لقد كانت تصرفات اليهود الذين ساندوا الصهيونية مستفزا لمشاعر المصريين مما اضطرهم للخروج فى مظاهرة حاشدة بمناسبة وعد بلفور فى 2/11/1945, وقد خرجت هذه المظاهرة من الجامع الأزهر فهاجمت هذه الجموع المحلات والمنشآت اليهودية وأحرقوا معبد اليهود الأشكيناز وهاجموا اليهود واعتدوا على المنشآت والأفراد, كما حدثت مظاهرات أيضا فى الإسكندرية ضد ما يقوم به اليهود.

ففى الإسكندرية عام 1947م تلقى كل من الأساتذة مختار عبد العليم المحامى وكيل الإخوان بها وأحمد علي عوض رئيس جبهة مصر الفتاة بالإسكندرية خطاب تهديد بنسفهم ونسف مراكزهم إن لم يكفوا عن نشاطهم المعادى للصهيونية.

وأثناء حرب فلسطين كان من المقرر أن تتحرك الكتيبة الثانية من ميناء الإسكندرية ولكن الأستاذ المرشد رأى ترحيلها عن طريق بورسعيد فأرسل إلى الأخ الحاج أحمد المصري كي يستعد لاستقبال الكتيبة لتوديعها إلى سوريا بكل ما تحمله من سلاح وعتاد ومؤن بالسفن من ميناء بورسعيد.

يقول عباس السيسي: لا زلت أذكر هذا الاسم وهو فضيلة الشيخ سعيد العرفي من كبار العلماء فى سوريا اذ فوجئنا بزيارته لنا فى دار الإخوان وجلسنا من حوله وهو يحدثنا بعد عودته من مؤتمر اللجنة العليا لإنقاذ فلسطين بالقاهرة , أخذ يشرح لنا أبعاد قضية فلسطين من الناحية السياسية وخطرها على مستقبل المنطقة كلها . ثم حدثنا عن شخصية الأستاذ حسن البنا حديثا وقورا مؤملا فيه خيرا كثيرا للإسلام والمسلمين . وقد غادرنا الى سوريا فى اليوم التالي وودعناه وداعا طيبا.

ويتحدث الأستاذ أحمد عيد عن نماذج الإخوان الذين شاركوا في الحرب بقوله: فهذا شاب من الإسكندرية هو الأخ المجاهد ( عبد المنعم سيد) يجرفه هذا التيار العاتي , ويصمم على خوض غمار الحرب , دفاعا عن الإسلام وكرامته فيتفق مع نفر من إخوانه ويغادرون الإسكندرية خفية ويبذلون محاولات متعددة حتي تسجل أسماؤهم فى كشوف المتطوعين ويقبلون على التدريب فى شغف ولذة ويبحث أهلوهم عنهم طويلا ويبعثون فى طلبهم .

ويشهد معسكر الهاكستيب حوارا عجيبا بين بطلنا الصغير (عبد المنعم) وعمه الذي جاء فى طلبه فعمه يحاول إقناعه بالعودة ويذكره بمستقبله , وحاجة أهله إلى سعيه وكده والفتي يجيب بحدة وتبرم : لا أريد العودة دعوني أؤدي بعض ما علي من دين للإسلام ويتدخل قائد المعسكر فى الأمر ويحاول إقناع الفتي بإتباع نصائح عمه ويحتد الفتي مرة أخري , ثم يصبح : لا...لا ... لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ..

أجل.. أجل... هكذا فهم الإخوان حقيقة دورهم فى فلسطين جهاد خالص فى سبيل الله , لا سعيا وراء الشهرة , ولا طلبا للمغنم التافه ولكن سعيا وراء عزة الإسلام فإما نالوها وإما سقطوا شهداء دونها .

يئس العم من ابن أخيه , ,أشفق القائد على نفس الفتي المؤمن فلم يرغمه على الخروج , وظل بطلنا ينعم فى معسكره ويمني نفسه باليوم السعيد , حين يقف أما أعداء الله وجها لوجه.


الجوالة ونشاطها

كان لقسم الجوالة نشاط في كل محافظة، ففي الإسكندرية استقبلوا الوفد الذي عرض قضية فلسطين في لندن عام 1938م وحيوه.

يقول عباس السيسي:

فى عام 1938 وصل الى الإسكندرية شاب من شباب الإخوان موظف فى الغرفة التجارية بالإسكندرية وقد اتخذ له مسكنا فى حى الأزاريطة وبتواجده معنا بدأ يفكر فى النهوض بفريق الجوالة وتولى هو هذا الأمر فأولاه عناية كبيرة ثم أقام معسكرا كشفيا فى الأرض الفضاء فى مواجهة كلية سان مارك اذ كانت فى هذا الوقت أرضا فضاء بدون مبان . وكان المعسكر عبارة عن أربعة خيام فقط وكان له برنامج توبوى رياضي واستمر ثلاثة أيام فقط ثم بدأت الجوالة تنوع نشاطها حتى قمنا برحلات الى أبى قير ورشيد وضواحي الإسكندرية .

كما أن كثيرا من الإخوة بالقاهرة والأقاليم كانوا يزوروننا محبة لله تعالى , أذكر منهم المهندس عبد الفتاح البساطى والأخ على أبو شعيشع والشيخ عبد المعز عبد الستار والشيخ عبد الفتاح الشعشاعى والأستاذ الفضيل الورتلانى الزعيم الجزائري والشيخ عبد المعطى بهجت .

وذات مرة كنا نسير فى شارع شريف ( صلاح سالم حاليا ) فتمنيت من الله أن يأتى ذلك اليوم الذى يكون طول طابور الجوالة من أول شارع شريف حتى ميدان المنشية , ولم تمض سنين حتى بلغ طابور الجوالة ضعف بل أضعاف ما تمنيت والله الفضل والمنة ..

ولقد ذكرنا معسكر الدخيلة عام 1938م، وفي عام 1939م قرر المركز العام لجوالة الإخوان المسلمين إقامة معسكرات صيفية إقليمية فى الجهات والمواعيد الآتية:

معسكر-جوالة-اسكندرية.jpg

وبعد الانتهاء من إعداد الدار الجديدة على أحسن وجه وتجهيزها بالمكاتب والتليفونات ومختلف الاحتياجات فى 30 من أبريل 1945م أعلن الإخوان عن موعد الافتتاح، وأعدوا لذلك برنامجًا حافلا وكان من المقرر فى افتتاح هذا الحفل عمل عرض لفرق جوالة الإخوان التى لا تقل عن عشرين ألفًا يمثلون جميع الشعب والمناطق فى جميع أنحاء البلاد، وفى نهاية اليوم يقام مؤتمر جامع للإخوان بميدان الحلمية، وأعد الإخوان فى القاهرة مركز إيواء لاستقبال الإخوان الوافدين، به كل وسائل الراحة من حيث الطعام والشراب والمبيت والمواصلات، وكانت إدارة الجوالة قد وضعت خط سير العرض من الابتداء إلى الانتهاء، وأعدت الأعلام الكبرى وعربات الاتصال والحراسات اللازمة للطوارئ وغير ذلك من المسئوليات. وفى ظهر يوم الخميس قبل العرض المقرر بيوم (حيث كان العرض سيبدأ بعد صلاة الجمعة) سافر من الإسكندرية بالقطار ما لا يقل عن 1500 من الجوالة بملابسهم المدنية إلى القاهرة، ونزلوا من القطار متجهين إلى العباسية حيث مركز الإيواء الخاص لإخوان مدينة الإسكندرية، وساروا فى هيئة طابور والناس تهتف لهم ورجال المرور يفتحون لهم الإشارات، حتى وصلوا العباسية، فاستقبلهم الإخوان أحسن استقبال.

وفي عام 1945م اشترت منطقة الإسكندرية جهازًا لتكبير الصوت "ميكروفون"، وعملت على تعميم ذلك؛ بحيث اشترت جهازًا لكل مركز جهاد للحفلات. ومن التقاليد الجديدة للإخوان بالإسكندرية مرور الإخوان قبل صلاة الفجر وبعدها لتنبيه النائمين إلى الصلاة مما كان له أبدع الأثر فى نفوس الإسكندريين.

كما نظمت إدارة جوالة بالإسكندرية عام 1947م استعراضا رائعا بمناسبة عيد الجلوس الملكي واشتركت فيه بضعة آلاف من جوالة الإسكندرية, حاملين المشاعل وقصدت سراى رأس التين ثم عادت مرة آخري.

وكان أضخم الاستعراضات التي نظمتها الجوالة لاستقبال الملك عبد العزيز آل سعود أثناء زيارته لمصر, حيث زار الإسكندرية وأنشاص والزعفران والمحلة الكبرى, فاستقبلته الجوالة تحت قيادة الأستاذ سعد الدين الوليلى عام 1948م.

يقول الأستاذ علي أبو شعيشع: وقد زار دمنهور الأخ سعد الدين الوليلى سكرتير جوالة الإخوان ومعه بعض رهوط جوالة القاهرة، وتوافد على دمنهور أيضًا وفد من جوالة الإخوان بالإسكندرية، وتم إقامة معسكر للجوالة فى معسكر الجيش المرابط؛ حيث سرح أفراده بمناسبة إجازة العيد. وفى يوم العرض والمهرجان توافدت جوالة الإسكندرية وجوالة القاهرة بقيادة الأخ سعد الدين الوليلى، وتحركت الفرق جميعها مخترقة شوارع دمنهور فى استعراض جذب الأنظار حتى صلاة الظهر، ثم تناولت الفرق الغداء على دفعات فى المعسكر، ثم اتجهت إلى ملعب البلدية، وقاد الأخ سعد الوليلى استعراض الجوالة، ثم ألقيت الأناشيد والكلمات، ثم عادت فرق الجوالة إلى معسكرهم؛ حيث باتوا ليلتهم، وفى الصباح انصرف الجميع.


النشاط الرياضي

تالف قسم رياضي تابع للقسم العام ونشط وسط الإخوان في الإسكندرية وعمل على رفع الروح الرياضية لدى الأفراد فأقام المسابقات، وكان مندوب منطقة الإسكندرية الأستاذ محمد علي الشامي.

ولقد حظيت الدراجات أيضا باهتمام الإخوان, حتى برز فيها بعض الإخوة الذين مثلوا مصر فى المحافل الدولية أمثال محمد مصطفى فوزي "اللورى", وكامل حسان والصاوى الصاوى. ولقد عمل الإخوان على تكوين أول فريق لهم عام 1944م فى الإسكندرية وأسند الإشراف للأخ محمد فوزى اللوري, ثم كون الفريق الثانى بالقاهرة عام 1946م.

ومن الشعور النبيل والحرص على المشاركة فى الاكتتاب من كل الإخوان أقام منتخبا إخوان القاهرة وإخوان الإسكندرية عام 1944م مباراة كرة قدم على ملعب البلدية بالإسكندرية، وتخصيص إيراد المباراة لاكتتاب دار الإخوان الجديدة.

ولقد اعتنت إدارة الفرق الرياضية للإخوان بهذه اللعبة. ففى الإسكندرية نظمت إدارة الفرق الرياضية للإخوان حفلة لسباق الدراجات بملعب البلدية يوم الاثنين 4 نوفمبر فى الساعة الثالثة بعد الظهر, واشتمل البرنامج على:-


ولقد حضر الحفل الأستاذ أمين مرعى رئيس المكتب الإداري بالإسكندرية والأستاذ مختار عبد العليم وكيل المكتب والأستاذ سعد الدين الوليلي وكيل عام الجوالة والفرق الرياضية والأستاذ عبد الغني عابدين مندوب عام الجوالة والرياضة, وألقى الأستاذ أمين مرعي وسعد الدين الوليلي كلمة في الحفل.

كما نظمت إدارة الفرق الرياضية للإخوان بالإسكندرية مباراة ملاكمة كبرى بين فريقها وفريق إخوان طنطا يوم الثلاثاء 11 فبراير 1947م بصالة البلدية الساعة الثالثة مساءا.

وفي عام 1947م اجتمع مجلس الرياضة الأعلى للإخوان وقرر إقامة مسابقة رياضية على كأس تذكارية باسم فضيلة المرشد العام يتنافس على إحرازه منتجات كرة القدم بالمكاتب الإدارية, ولقد استقبل الإخوان ذلك بالفرح والسرور.

وقد أعلن المجلس جدول المباريات كالتالي:

كما أنها أقامت حفل ملاكمة للهواة, وأختتم الحفل بمباراة للمحترفين فى وزن المتوسط بين أنطونوبولو بطل اليونان وعبد العزيز أحمد بطل الإسكندرية, وكانت عشرة جولات كل جولة ثلاث دقائق, وأقيمت على ملعب البلدية فى السابعة مساءا.وقد فاز فى هذه المباراة عبد العزيز أحمد بطل إسكندرية فى الجولة الثامنة وقد حضر هذه المباراة الأستاذ عبد الغنى عابدين.

كما نظمت منطقة دمنهور حفلا رياضيا كبيرا فى المصارعة والملاكمة وحمل الأثقال على أرض النادي الرياضي للإخوان بدمنهور, وقد اشترك نادي الكمال الرياضي بالإسكندرية فى هذا الحفل وقام الأخوين الحاج عبد القادر عثمان والأستاذ عرين المسلمان رئيسا لنادي بمجهود طيب لنجاح الحفل.

ولم يكن النشاط يتوقف عند ذلك الحد، ولكن يتم بعد ذلك تنظيم مباريات بين فرق الإخوان وبعضها، وكذلك مع الفرق الأخرى، وهذا نموذج من نتائج تلك المباريات التي أقامها الإخوان فيما بينهم ومع الفرق الأخرى:


الإحتفال بالمناسب الإسلامية

أحى الإخوان المناسبات الإسلامية مرة أخرى بعد ان تناساها الناس فأقاموا الاحتفالات بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج والمولد النبوي وليلة القدر وغيرها، وفي كثير من الحيان كانت تصحب هذا الاحتفالات إطعام للفقراء.

يقول الأستاذ عباس السيسي: فى مساء الخميس 9 صفر سنة 1358 هجرية ألقى الأستاذ الشيخ على رفاعي مراقب الوعظ بالإسكندرية والبحيرة محاضرة قيمة بدار الإخوان المسلمون بالإسكندرية موضوعها واجب الشباب المسلم نحو الدين كما ألقى فضيلة الأستاذ الشيخ محمود المصري الواعظ العام بالإسكندرية فى مساء الخميس 16 صفر سنة 1358 هجرية محاضرة جليلة فى دار الإخوان المسلمون بالإسكندرية موضوعها " النهى عن التشبه بأهل الكتاب " وحمل على بدعة الاحتفال بشم النسيم وما يلابسها من الموبقات وانتهاك الحرمات .

ولمناسبة وجود فضيلة الأستاذ أحمد عبد الحميد طلب منه الحاضرون كلمة فقام وأبلغهم تحية فضيلة المرشد العام وحث على الانضواء تحت لوائه حتى نصل بهذا الذين الى المكانة اللائقة به وقد شرف دار الإخوان المسلمون بالإسكندرية حضرة الأستاذ محمود افتدى ابو السعود بعد غيبة طويلة فى أوروبا فى رفقة حضرة السمو ولى عهد اليمن وبعد صلاة الجمعة يوم 17 صفر سنة 1358 هجرية ألقى حضرته كلمة موفقة فى موضوع دعوة الإخوان المسلمون وقد تكونت بحمد الله فى مساء الأحد 19 صفر سنة 1358 هجرية عشيرة من حضرات الجوالة الموظفين وذوى الإعمال لدراسة علوم الجوالة وتنظيم الرحلات والمعسكرات والسير حسب المنشور الدوري لسنة 1358 هجرية الصادر من مكتب الإرشاد العام والمبين بالصحيفة 22 من العدد الثانى من مجلة النذير.

واحتفل الإخوان بالإسكندرية بمناسبة الإسراء والمعراج عام 1938م، وفيها ألقى الأستاذ محمود أبو السعود كلمة الإخوان، وطلب من الحضور العمل لفلسطين والدعاية لنصرتها والتبرع لها.

كما شارك الإمام فى احتفالات الإخوان بالمناسبات المختلفة فى ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقام أيضًا بزيارة مدينة الإسكندرية فى 11ربيع الأول 1358هـ الموافق 2مايو 1939م، وألقى محاضرة فى سرادق أقامه عمال الترام بجوار محطة سيدى جابر، ثم ألقى محاضرة أخرى فى حفل أقامه أعيان وأهالي محرم بيك احتفالا بالمولد النبوي، ثم حضر احتفال الإخوان بمسجد النبي دانيال فى العاشرة مساء.

وفى هذا اليوم 23 من رجب 1366 – 12 يونيو 1947 أقام الإخوان بالإسكندرية سرادقا كبيرا فى الجهة التى يقع فيها موقف الحافلات الآن بميدان محطة السكة الحديد للاحتفال بمناسبة الإسراء والمعراج بميدان محطة مصر وازدحم السرادق على سعته بآلاف الوافدين – وفى هذا الحفل الرائع وقف على منصة الخطابة أبناء الأمير عبد الكريم الثلاثة فحياهم الشعب السكندري أحر وأجمل تحية ولما كانوا لا يجيدون اللغة العربية فقد وقف الأخ الدكتور عبد القادر سرور وترجم كلماتهم بين تهليل الإخوان وتكبيرهم , ثم وقف بعدهم على المنصة الأستاذ الكبير فضيلة الدكتور مصطفى السباعي مراقب الإخوان المسلمون فى سوريا والقي كلمة رائعة وحماسية للغاية مشيرا فيها الى موقف الأحزاب المصرية وخاصة حزب الوفد من جماعة الإخوان وناشد المرشد أن يكون واثقا من نصر الله تعالى ودعاه الى أن يقف من أعداء الدعوة موقفا حاسما وصلبا فان الله تعالى ناصره ومؤيده وعاهده باسم الإخوان فى سوريا أن يظلوا أوفياء يفدون الدعوة بكل غال من دم ومال .

ثم وقف المرشد العام الأستاذ البنا بعاصفة من التكبير والتهليل وصمت الناس جميعا بعد ليبدأ الأستاذ المرشد كلمته ومما قاله الأستاذ المرشد بمناسبة الإسراء والمعراج موضحا ان الإسراء كان بالجسد والروح قال ان بعض الهنود يستطيع ان يدفن نفسه تحت التراب عدة ايام دون ان يتنفس الهواء على الإطلاق وبعد هذه الأيام من الحفرة دون ان يفقد حياته وهذا يدل على ان قوة إرادة الإنسان ورقى روحه وسمو نفسه يرفعه الى هذه الدرجة من الشفافية فما بالكم بنبى مرسل له من روحه العظيمة ما يؤهله الى أعظم الدرجات التى يسمو بها الى سدرة المنتهى , ان الله تعالى الذى خلق نواميس الكون لقادر على ان يسخرها كيف يشاء لما يشاء واستطرد الأستاذ البنا فقال ان المعراج برسول اله صلى الله عليه وسلم الى سدرة المنتهى له دلالة خاصة – فالمعروف أنه فى حياة الدول حينما تحدث مشاكل كبرى أو مهام عظمى فان الملك يبعث فى استدعاء كل السفراء من الخارج ليعرض عليهم القضايا الكبرى – ولله تعالى المثا الأعلى – فالله تعالى أراد أن يفرض الصلاة على المسلمين وهى الفريضة الكبرى لما كان لها من الأهمية فى حياة المسلمين لهذا استدعى الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وفرض عليه الصلاة , بهذه الأهمية وبهذا الحدث العظيم وبعد ان وفى الأستاذ المرشد حديثه عن الإسراء والمعراج – تحدث عن الظروف السياسية والاقتصادية التى تمر بها البلاد – فقال الواقع ان الأمراض التى تقتل هذا الشعب ثلاثة : هى الفقر والمرض ثم قال ( واللى فى بالى مش اللى فى بالكم ) – أعنى الجهل – وضج الحاضرون بالضحك وتبسم الأستاذ المرشد فالنكتة المشهورة عند المصريين تقول ان الأمراض التى أصيب بها الشعب المصرى هى الفقر والمرض و ( ... ) – ولكن الأستاذ المرشد أراد بلباقة أن يمر على ذلك دون أن يكون فى ذلك إساءة لأحد وكان الأستاذ المرشد قد حضر قبل هذا اللقاء حفل عقد زواج الأخ الأستاذ مختار عبد العليم فى منزل أخواله بحى الحضرة بالإسكندرية كما حضر مجموعة من الإخوة والعلماء .

كما أقامت المكاتب الإدارية للإخوان عام 1947م في كل من الإسكندرية والمنوفية وطنطا والجيزة حفلات بمناسبة الإسراء والمعراج ودعي إليها فضيلة المرشد العام.

وفي الإسكندرية أقام الإخوان المسلمون عام 1947م احتفالاً عظيمًا بذكرى مولد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وذلك بميدان محمد علي، وشهد هذا الاحتفال عدد كبير من الإخوان كما شاركهم عدد كبير من أهالي الثغر وبدا في الاجتماع مظهرًا لتآخي المسلمين مع جيرانهم من أبناء الديانات الأخرى فقد كان من بين الحاضرين بعض كبار الشخصيات من مسيحيين وإسرائيليين قدموا ليتمتعوا بسماع البيان الجامع الذي سيلقيه فضيلة المرشد في هذه المناسبة.

كما أقام المكتب الإداري احتفالاً بالذكرى الجليلة وقد حضره الأستاذ المرشد والأساتذة: مصطفى السباعي وصلاح عبد الحافظ ومنير الدلة وفريد عبد الخالق.

استمر الإخوان يقيمون المحاضرات والندوات فى الاحتفالات بالمناسبات الإسلامية بهدف نشر مبادئ وقيم الإسلام بين الناس، ثم تعريفهم بدعوة الإخوان؛ فلم يختلف احتفالاتهم بذكرى الهجرة المباركة –مثلا- عن سابقتها كثيرًا إلا فى بعض الشعب؛ حيث صاحب الاحتفال فى بعضها دعوة الفقراء لتناول الطعام فى الشعبة، كما حدث فى شعبة كرموز بالإسكندرية.

وقد ألقى الأستاذ محمد رشاد عبد العزيز قصيدة فى حفل ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بميدان المنشية بالإسكندرية مساء يوم 14 ربيع الآخر سنة 1336 (5 فبراير سنة 1947) بحضور فضيلة الأستاذ المرشد العام جاء فيها :

يا مانح الواعظ الدينى راتبه
كيما يرد الى الطاعات جهال

عوقت سعيا له فى رخصة دفعت

إلى فضاع النصح والمال

يا دافعا فى الهوينا إلى رجل

لقد خلطت وبعض الناس آنذاك

يا حاسبا لزكاة المال تنفقها

على المعاصي وأهل الفقر أهزال

ذكرتني بأناس شأنهم عجب وفى السياسة ظلما قيل أبطال

يهدون بالقول أثوابا مبرقشة

فان شددت سداها فهى أسمال

لا يعرف الصدق بابا فى عهودهم

وإنما عهدهم نقض وأبطال


الاحتفال مرور عشرين عاما على نشأة الإخوان

احتفل المركز العام في سبتمبر عام 1948م بمرور عشرين عاما على نشأة أول شعبة للإخوان في الإسماعيلية ولذا أقامت جميع مناطق وشُعب الإخوان احتفالات بمناسبة مرور عشرين عامًا على تأسيس أول شُعبة للإخوان المسلمين في الإسماعيلية بناءًا على قرار من المركز العام.

ومن هذه الاحتفالات:

احتفال الإخوان بالإسكندرية الذي تميز بمسيرات تردد هذا النشيد:

عشرون عامًا في الجهاد

نبغي به رفع العماد

يا قومنا رب العباد

يجزيكم يوم التناد

ماذا فعلتم للبلاد

والدين والسبع الشداد

قرآنكم ذا خير هاو

لا تهجروه كقوم عاد

لا تذهبوا في كل واد

وادعوا به حتى يعاد


التصدي للفساد في الإسكندرية

لقد تفشى الفساد بسبب المحتل كما انتشر التبشير ولذا تصدى الإخوان، فلقد انتشر التبشير في أرجاء مصر فكانت المقار الرئيسية للتبشير في مصر فقد تمثلت في مراكز الإرساليات والجمعيات الدينية، كجمعية الكتاب المقدس، وجمعيتي الشبان المسيحيين والشابات المسيحيات، وفرقة الشرف المصرية، والمدارس خاصة التي أنشأتها الإرساليات الأمريكية والإنجليزية، مثل كلية التجارة بالعطارين بالإسكندرية، ومدارس الأمريكان بالقاهرة ومدارس الأسقفية الإنجليزية بسراي القبة، وبمنيل الروضة، ومدرسة البنات الإنجليزية العليا للبنات ببولاق، والجامعة الأمريكية وكلية البنات الأمريكية بشارع رمسيس، ومدرسة الأزبكية للبنات، ومدرسة العميان ببولاق، وكلية أسيوط الأمريكية، وكلية البنات الأمريكية بأسيوط، وكلية البنات الأمريكية بالأقصر، والمستشفيات كمستشفيات طنطا الأمريكية وهرمل الإنجليزية بالقاهرة، وشبين القناطر وبورسعيد وأسيوط الأمريكية والجرماني بأسوان، والملاجئ كملجأ ليليان تراشر بأسيوط، والإنجيلي بحلوان.

وفي الوقت ذاته شاع خبر مؤداه أن ناظرة أمريكية لإحدى مدارس الإسكندرية ومن دعاة التبشير، ألحقت صبية مسلمة قاصرة بمستشفى بشبين القناطر، وأغوت الفتاة عن أهلها وعن دينها، ورفضت تحت مظلة الامتيازات الأجنبية إعادتها إلى ذويها، رغم طلب السلطات الإدارية ضمها إلى أسرتها، وأثار الحادث سخطًا شديدًا، وارتفعت المطالبة بإلغاء الامتيازات، أو بالأقل تعديلها بما يمكن الحكومة من وقف الفوضى والعبث، وأثير هذا الموضوع أيضًا في مجلس النواب، وأجاب رئيس الوزراء على سؤال النائب بالنسبة لحادث شبين القناطر، أن أخا الصبية حصل على حكم شرعي بضمها، وإن الدولة ستقوم بتنفيذ هذا الحكم بحضور مندوب القنصلية التابع لها المستشفى.

كما تقدم الإخوان بالشكر والثناء الجميل لكل من شارك في مقاومة التبشير من الأفراد، كشكرهم للنائب الجريء علي بك حسن نائب الإسكندرية الذي قدم استجوابًا لصاحب المعالي وزير الداخلية حول حوادث التبشير، وهل تم استئصال بؤر المبشرين من القطر المصري كله، وماذا تعتزم الحكومة أن تفعله تجاه البنات اللاتي تم إنقاذهن من أيدي المبشرين. فذكرت جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية ذلك الخبر، وكتبت تقول: "ونحن نشكر لحضرة النائب غيرته الإسلامية وجهاده الصادق في خدمة الإسلام والمسلمين، ونتمنى أن توفق الحكومة التوفيق كله في رد عدوان المبشرين عن هذا الشعب الوادع الأمين" .

كما تصدى الإخوان للتجاوزات على شواطئ البحر والفساد الذي استشرى، فكتب أحد الإخوة شعرًا يصف فيه ما آلت إليه الأخلاق على شاطئ "استانلي" بالإسكندرية، فيقول:

على شاطئ "استنلي" هنالك في الثغر
وقفنا نجيل الطرف في البر والبحر

فما راعنا إلا جسوم تمددت

إزاء جسوم قد تعرت عن الستر

نساء وأطفال وشيب وفتية

كأن عباد في موقف الحشر

جموع وأشتات هنالك كونت

مزيجًا لألوان من البيض والسمر

فأرسلت نحو الموج نظرة فاحص

فكان الذي في البحر يربى على البر

ففي البحر أقداح الخلاعة تحتسى

وفي البر أقداح تدار من الخمر!

مضى صاحبي مثل الدليل يقودني

وقد كنت مطوي الضلوع على جمر

يقول تأمل لا حياء ولا تخف

فليس علينا من جناح ولا وزر

ولما عيينا من طواف خلالهم

جلسنا على سطح "البلاج" بلا حذر

أغارُ على هذا الجمال وقد غدا

أمام عيون الكل مطرح الستر

لبستن ثوب البحر تسترن جانبًا

من الجسم لا يغني بقل ولا كثر

عجيب لعمري أن أراكن في حمى

رجال لهوا عنكن من بادئ الأمر

رجال ولكن كالعذارى طراوة

وذلك ما يحدو بكن إلى الوعر

أغار على الأخلاق من لا يصونها

(فيا ضيعة الأخلاق في البر والبحر)

ولقد استجابت الحكومة لهذه النداءات المتكررة فأصدرت وزارة الداخلية قانونًا للمحافظة على الآداب العامة في سنة 1934م، وقد قام الإخوان بشكر هذه الخطوة الحكيمة، فجاء في جريدة الإخوان المسلمين تحت عنوان: "هكذا فلتكن المحافظة على الأخلاق": "ولقد أحسنت وزارة الداخلية صنعًا في إصدار هذا القانون الذي نحن بصدده في جميع فقراته ومواده، وكم كان سرورنا عظيمًا وغبطتنا زائدة حينما قرأنا المادة التي تحرم أخذ الصور للمصيفين والمصيفات بلباس البحر".


نشاطهم في إصلاح التعليم

لقد اخذ الإخوان على عاتقهم إصلاح التعليم وتنقية المناهج، ففي الإسكندرية أعلنت مدارس الإخوان عن حاجتها لمدرسين فنيين ومن ذوى الخبرة لتدريس المواد المختلفة بالقسمين الثانوي والإبتدائى, كما أعلنت عن حاجتها لناظره متخصصة ومدرسات فنيات لروضة الأطفال, على أن تقدم الطلبات للإدارة بميدان إسماعيل.

وكتب الإمام البنا تحت عنوان أنجع الوسائل فى تربية النشء تربية إسلامية خالصة فكتب أثر التربية فى حياة الأفراد والأمم قال فيه:

ويسرنا أن نرى فرع الإسكندرية يعلن عن فتح فصول جديدة للتلاميذ فى عطلة الصيف، ونرجو أن يكون المهم لديه انتهاز هذه الفرصة فى تشجيع الروح الدينية.

المساهمة فى الخدمة الاجتماعية الشعبية، فقد ضربت مؤسسات الإخوان ومنشآتهم فيه بسهم وافر، فكل دار من دور الإخوان مدرسة ليلية، ومنتدى أدبى للثقافة والتربية، وقد أنشأ الإخوان عددًا من المدارس الأولية والابتدائية، وهم فى هذا العام سينشئون مدرسة ثانوية بالإسكندرية.


صحافة إخوان الإسكندرية

كان للإخوان المسلمون صحافتهم الرسمية وهي مجلات الإخوان المسلمين وجريدة الإخوان اليومية وغيرها لكن كانت بعض الصحف ترصد أخبار الإخوان في المحافظات وفي الإسكندرية كانت صحيفة السفير.

غلاف-جريدة-السفير.jpg

وهذه الجريدة صدرت في الإسكندرية عام 1924، وكان رئيس تحريرها عبد الرحمن شرف، وكانت أسبوعية( )، وخلال هذه الفترة حتى عام 1938م لم يشر أحد أنها كانت تعبر عن الإخوان، ويبدو أن الإخوان قد استأجروا هذه الجريدة في نهاية عام 1938م؛ حيث كتبت مجلة "النذير" في 27 ديسمبر 1938م عن ميادين صحافة جديدة للإخوان المسلمين وذكرت من هذه "جريدة السفير" بالإسكندرية.

ولا يعلم على وجه التحديد هل صدرت بالفعل هذه الجريدة معبرة عن الإخوان المسلمين؟ وإذا كانت صدرت فكم استمرت باسم الإخوان؟ حيث إنه لا يوجد لدينا أية نسخة منها معبرة عن الإخوان، ولكن من المؤكد أنها إذا كانت قد استأجرها الإخوان فترة فإنها قد انفصلت عنهم في عام 1940م؛ حيث صودرت وأغلقت فيه كل صحف الإخوان ومطبعتهم، وإن استمرت الجريدة حتى عام 1955م وظل رئيس تحريرها عبد الرحمن شرف وأصبحت يومية، وكانت تعرف نفسها "جريدة يومية سياسية تجارية بحرية زراعية


علاقة إخوان الإسكندرية بالأقباط

لقد تعامل الإخوان مع الأقباط أنهم شركاء في الوطن لهم ما لنا وعليهم ما علينا ومن ثم لم يحدث بينهم – بالرغم مما كان يقوم به المحتل- شقاق أو خلاف، ولذا قام بطريرك الأقباط الأرثوذكس بزيارة بعض الإخوان أثناء تواجده فى الإسكندرية عام 1947م فقام الأساتذة إمام حسنين ومصطفى جاد وعبد السلام محمد بزيارته حيث عبروا عن استنكارهم البليغ للفتنة التى ينشرها المستعمرين وسط معسكري الأمة, وقد شكرهم على هذه الروح العالية داعيا للإخوان بالتوفيق والسداد.


الإخوان في الإسكندرية بعد الإمام البنا

الأستاذ عباس السيسي

حينما صدر قرار حل الجماعة عام 1948م اعتقل عدد كبير من الإخوان بالإسكندرية غير أنهم ما كادوا يخرجوا حتى عادوا لحمل مشعل الدعوة مرة أخرى للناس وفتحت شعبهم، وبرز نشاطهم سواء إقامة المعسكرات أو غيرها من الأعمال التربوية والسياسية، وحينما اندلعت الثورة كانوا على أهبة الاستعداد لمساعدتها حتى أن بعضهم ساعد الخ عبد المنعم عبد الرؤوف وقت حصاره لقصر رأس التين حتى أجبر الملك فارق على تنازله عن العرش يوم 26 يوليو 1952م، لكن ما كادت تمر الأيام حتى حدث الشقاق بين الإخوان ورجال الثورة، حتى نال إخوان الإسكندرية العنت الكثير فاعتقل بعضهم في محنة يناير 1954م وحينما خرجوا في مارس من نفس العام نشطوا في دعوتهم أمثال الأستاذ السيد الريس قائد النظام الخاص وعباس السيسي ومحمد حسين ومحمد عبد المنعم وغيرهم الكثير.

لكن في 26 أكتوبر 1954م فوجئ إخوان الإسكندرية بحدث جلل يحدث على أرضهم دون علمهم، وهو حادث المنشية والذي اتهم فيه عبدالناصر الإخوان بمحاولة اغتياله وتوقع الإخوان الشر فما كادت تمر بعض الساعات إلا واخذت سيارات الشرطة تجوب الشوارع تلقي القبض على كل من انتسب للإخوان داخل الإسكندرية وخارجها حتى أن المرشد العام في ذلك التوقيت كان موجدا بالإسكندرية وقبض عليه هناك وقبض على معظم إخوان الإسكندرية وعلى رأسهم السيد الريس قائد النظام الخاص بها، وقدموا للمحاكمة فحكمت على بعضهم بالأشغال الشاقة المؤبدة والبعض بأحكام متفاوتة، والبعض خرج عام 1956م ليعود للعمل الدعوى في سرية تامة، وفي عام 1958م بدأت بوادر حركة تنظيمية جديدة تعمل على إحياء العمل الدعوي من جديد، تصدرها عدد من الإخوان منهم عبد الفتاح إسماعيل وأحمد عبد المجيد ومحمد عبد الفتاح الشريف وزينب الغزالي وعلي عشماوي، غير أنه وبعد فترة ترأى لهم إسناد مهمة غرب الدلتا للأستاذ عبد المجيد الشاذلي من الإسكندرية بدلا من الشيخ الشريف وكان معهم مجدي عبد العزيز، إلا انه وبعض فترة خاصة عام 1965م اكتشفت حقيقة التنظيم وأنه يعمل على عودة حركة الإخوان فما كان من عبدالناصر إلا أن اصدر قرار باعتقال كل من سبق اعتقاله وحكم عليهم بأحكام مشددة فقد حكم على عبد المجيد الشاذلي ومجدي عبد العزيز وعباس السيسي بالأشغال الشاقة المؤبدة وتجرع الإخوان التعذيب الشديد في هذه المحنة.

ولم يقتصر الأمر على الإخوان في هذه المحنة بل طال بعض الأخوات أمثال الحاجة زينب الكاشف والتي تقول عن محنتها ومحنة أخوات الإسكندرية:

"البداية أنهم جاءوا واعتقلوا أحد الإخوان يوم زفافه، فسارعت أخته صفية المنياوي وراءه إلى القسم كى تعرف أين يذهبون به، فطلبت مني الأخوات أن أذهب لها؛ لأنها تطيعني، فذهبت وكلمتها، ورآني بعض رجال المباحث، وفي اليوم التالي ذهبوا للأخت أنعام شاكر وهي على قيد الحياة الآن في منزلها بعد أن أخذوا زوجها واعتقلوها وكانت حاملاً فأخذت تصرخ: "أين يذهب أولادي"؟ قالوا لها: "اتركيهم في الشارع".

وكانت تقطن بجوارنا، فبعد أن رأيت المباحث تأخذها سارعت لأهلها لأخبرهم بما حدث، وأخبرت أخاها ليذهب وراءها خوفاً أن يكون من أخذها بعض العصابات، لكنه وجدها هناك في القسم، وأثناء ذهابي رآني أحد رجال المباحث، وبعد عودتي لبيتي وجدت المباحث تنتظرني في المنزل، فوجدتهم يعبثون في ممتلكاتي، وأخذوا شنطة يدي وفتشوها، ثم قالوا:

تعالي معنا، فأخذت أمي تبكي، فقال لها: سنأخذ منها كلمتين ثم نرجعها، ثم سألني عن البنت التي كانت في صحبتي. فقلت له: بنت أختي، فقال لي: ليس لك أخوات.

فقلت له: هذه أختي في الله، فاغتاظ، وقلت: أأحضر ملابسي؟ فوافق، فأدركت أنه اعتقال، ثم اصطحبني لقسم محرم بك، فوجدت هناك الأخت أم وجدي وكانت سيدة كبيرة، كما وجدت الأخت أنعام، والأخت أسماء خليل زوجة الأخ محمود حمدي نفيس، والذي اعتقل في أحداث قنابل عيد الميلاد عام 1947م

وانتقلنا من القسم وسط حراسة مشددة إلى محطة قطار الإسكندرية حتى وصلنا محطة مصر بالقاهرة، وكانت تنتظرنا عربات السجن، وكانت مرتفعة، فلم تستطع أم وجدي الصعود، فقال لها الضابط: "تريدين قتل عبدالناصر، ولا تستطيعين صعود العربية.. اصعدي...

اصعدي"، فعرفنا سبب اعتقالنا، ثم وصلنا لوزارة الداخلية، فتقابلنا مع بعض الإخوة، فذهلوا لاعتقال الأخوات، وظللنا في الشمس في حوش الوزارة فترة طويلة حتى رحلنا إلى سجن القناطر الخيرية، فكان سجناً قذراً، وكنا أول من دخله، فلم نجد به أحداً سوى الأخت آمال العشماوي.

زوجة المستشار منير الدلة ، وكانت أول أخت تصل للسجن، فاستقبلتنا خير استقبال وهونت علينا، وكان وقت المغرب فصليت بهن وتلوت قوله تعالى:

"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم " (فصلت).

وفي أحد الأيام سمعنا صوت عربات وجلبة، فقالت لي الأخت آمال: ما هذا؟ فقلت وقد غلب علي الطابع الإسكندراني: يبدو أن الرئيس قادم ليزورنا.

لكننا وجدنا الحاجة نعيمة خطاب زوجة المستشار حسن الهضيبي وابنتها خالدة الهضيبي والحاجة بهية الهضيبي أخت المستشار حسن الهضيبي.

ومن المواقف التي أتذكرها أنني صنعت سريراً للأخت آمال عشماوي فقالت لي: أمي كانت تقول لي: ربنا يجعل لك في كل خطوة حبيب، وأنتِ حبيبتي هنا يا زينب.

لقد اعتقلت الحاجة زينب في 6 سبتمبر 1965م، وظلت في المعتقل حتى 6 مارس 1966م، وكانت ترافقها أنعام التى ولدت ابنها أحمد داخل السجن، وكان هذا السجن لا يوجد به راحة ولا دواء، فحدث لها شبه شلل، وبالرغم من كون الحاجة زينب أصغر المعتقلات، إلا أنها كانت أنشطهن، كما كانت المسؤولة عن العنبر.

وتذكر أنه في أحد الأيام شعرت الحاجة نعيمة بالمرض، فأعطتها زينب بعض العسل، فأعجبت به، وفي كل مرة كانت تقول لها: أعطيني بعض الشربات الذي معك يا زينب. وظل فيها حتى وفاة عبدالناصر في سبتمبر من عام 1970م وتولى السادات حيث بدا الإفراج عن الإخوان.

مرحلة ما بعد المعتقل

خرج الإخوان من معتقلاتهم وبدأوا تنظيم شئونهم تحت راية مرشدهم عمر التلمساني فبدأ الإخوان في الإسكندرية العمل على عودة روح الجماعة فنشط الأستاذ عباس السيسي وجمعة أمين عبدالعزيز وغيرهم من كرام الإخوان في ترسيخ الدعوة في النفوس حتى أن الإسكندرية كانت من المحافظات القليلة التي ظلت مواظبة على لقاء الثلاثاء حتى توقف أواخر الثمانينيات وكان الشيخ محمد حسين من أكثر المحاضرين في هذا الدرس.

انتظم العمل في المحافظة وزاد نشاط الإخوان فيها وزاد نشاط الطلبة في جامعة الإسكندرية حتى انه في عام 1986م قام الطلبة بعمل إضراب كان يقوده عبدالفتاح البشبيشي لإجبار الجامعة على حسن معاملة الطلبة ولم يفض هذا الاعتصام إلا بعد وصول الأستاذ عمر التلمساني.

دخل الإخوان النقابات وبرزت نشاطهم مثل نقابة التجاريين والتي كان يقودها الأستاذ وجدي غنيم، ولا نستطيع أن نحصر العمل في الإسكندرية في الفترة الجديدة من الدعوة لكن سنفرد لها بعد ذلك بحثا اخر ان شاء الله.

الموقع الرسمي لإخوان الإسكندرية

أمل الأمة

موقع-أمل--الامة.jpg


المراجع

1- عباس السيسي: في قافلة الإخوان المسلمين الجزء الثالث، الجزء الأول، دار القبس، 1989م.

2- قانون النظام الأساسي لهيئة الإخوان المسلمين . 8 سبتمبر 1945م.

3- علي أبو شعيشع: يوميات بين الصفوف المؤمنة - دار التوزيع والنشر الإسلامية – الطبعة الأولى 1421هـ / 2000م.

4- جريدة السفير: العدد (3602)، السنة الثانية والثلاثون، 17جمادى الأولى 1375ه/ 31 ديسمبر 1955م.

5- أحمد عيد: مواقف إيمانية على طريق الدعوة ، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

6- جريدة الأهرام اليومية – السنة 101 ،العدد 32207 – صـ7 – 30 محرم 1394هـ / 14 فبراير 1975م.

7- مجلة الإخوان المسلمون: السنة الثالثة: العدد 70 الموافق 14شوال 1364هـ / 20 سبتمبر 1945م.

8- محمد عبد الحليم حامد: مائة موقف من حياة المرشدين لجماعة الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1414ه- 1993م، ص(40).

9- عباس السيسي: حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية ، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، 1422ه- 2001م، ص(23).

10- عبد المتعال الجبري: (لماذا اغتيل الإمام الشهيد حسن البنا؟) دار الاعتصام – القاهرة – الطبعة الثانية – 1398هـ / 1978م.


للمزيد عن الإخوان في الإسكندرية

من أعلام الإخوان في الإسكندرية
أقرأ-أيضًا.png

وصلات داخلية

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

.

أخبار متعلقة

.

أحداث في صور

.

وصلات فيديو