تاريخ الجماعة الإسلامية الأم بمصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
تاريخ الجماعة الإسلامية الأم بمصر


إخوان ويكي

مقدمة

عاشت مصر فترة حكم عبد الناصر فيما يشبه السجن المغلق، حيث كان الحاكم الأوحد والحزب الواحد والصراع المحموم بين جميع أركان النظام والمولاة لكل صاحب سلطة. كان واضحا انهيار منظومة الحريات وحقوق الفرد الذي بلغ به الأمر إلى الخوف من الحديث الهامس بينه وبين أهل بيته، حتى أصبح الجميع كالأموات في مجتمع انتشر فيه وباء الفقر والخوف.

في هذه الحقبة التي كان يسعى فيها الزعيم الأوحد لصناعة مجد شخصي تعرضت مصر لعدد من النكبات المتتالية سواء السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، فكان العدوان الثلاثي، وكان ضياع الجيش على أعتاب دمشق، ثم فناء الجنود على صخرة الشعب اليمني الذي سعى عبد الناصر لتفتيت أواصره نكاية في حكم آل سعود الملكي، فعادت آلاف الجنود محملة في توابيت وغيرها الآلاف ورى الثرى على أرض اليمن لعدم وجود من يبحث عنه ويعيد أشلاء إلى وطنه.

ثم كانت النكبة الكبرى التي انهالت على من السماء حينما سيطرت طائرات العدو الصهيوني على السماء المصرية، وأمطرت مطاراتها وأسلاحتها – التي لم تستخدم من قبل - وهي رابطة على أرض المطارات، في الوقت الذي كان فيه ضباطنا وجنودنا في قاعدة أنشاص يسهرون على صهيل خلاخل الراقصة زينات صدقي.

عاش الشعب أكذوبة النصر الذي كان يصدع بها المذيع أحمد سعيد عبر إذاعة صوت العرب حتى استيقظ الجميع وقد احتلت سيناء كلها، وقضى على كل من كان فيها من الجنود والمعدات، واختفى الزعيم الأوحد بالخروج في تمثيله مقيته ليعلن تنحيه، وخرج كثير من أنصاره الذين صنعوا منه اكذوبه يطالبونه بالبقاء، في الوقت التي حبس فيه جموع الشعب في بيوتهم خوفا وقهرا.

لم يستمر الحال كثيرا حتى ظهرت بوادر انتفاضة في قلوب أجيال عاشت وتذوقت مرارة الهزيمة ورأت أن البلاد تتجه إلى الانهيار والضياع فخرجت تزحف من كل حدب وصوب، من الشوارع والأزقه والحواري يطالبون بمحاكمة القادة والزعماء المسئولين عن الهزيمة النكراء

ولم يجد الزعيم الأوحد بطوق نجاة لنفسه إلا أن يقدم أصدقاؤه وحلفاء الأمس ككبش فداء حتى يحافظ على كرسيه الذي أراق من أجله كثير من دماء المصريين للحفاظ عليه، إلا أن الموت كان أسرع له من استكمال جرائمه فمات في سبتمبر 1970م وانهارات أسطورته الكاذبة ودولته التي قامت على قواعد هشه كبيت العنكبوت.

نقطة البداية

ظل عبدالناصر يحارب كل مظهر إسلامي، حتى اختفى الحجاب، وانتشر العري والميكروجيب، وانهارات منظومة الأخلاق، كما استطاع أن يطوي كثير من علماء الأزهر ومؤسسة الأزهر تحت جناح السيطرة تحت ستار التطوير والتجديد، ويحد من دور العلماء في ارشاد المواطنين إلى حقيقة وأهداف الثورة، بل إنه في سبيل ذلك ألغى المحاكم الشرعية والهيمنة على الأوقاف حتى بلغ الأمر بتأميم علماء الإسلام لصالح نظام حكمه.

بل إن الحريات منذ أن اعتلى عبد الناصر السلطة قد اختف كمصطلح بين جموع أفراد المجتمع المصري ومؤسساته، فمن انتقد أحد من منظومة عبد الناصر كان لا يُعرف طريقه، فما بالك بمن ينتقد الزعيم الأوحد وسياساته.

لقد جاء خطاب السيدة روزاليوسف إلى عبد الناصر معبرا على وضع مصر والقيود التي فرضها عليها حيث جاء في رسالتها:

إنك باختصار فى حاجة إلى الخلاف تماما كحاجتك إلى الاتحاد. إن كل مجتمع سليم يقوم على هذين العنصرين معاً ولا يستغنى بأحدهما عن الآخر. وقد قرأت لك غير بعيد حديثا تطالب فيه بالنقد، وبالآراء الحرة النزيهة ولو خالفتك! ولكن أتعتقد أن الرأىَ يمكن أن يكون حرًا حقًا وعلى الفكر قيود؟!
وإذا فرض وترفقت الرقابـــة بالنـــاس، واستبدلت بحديدها حريرا فكيـــف يتخلص صاحب الرأى من تأثيـــرها المعنــوى؟! يكفى أن نوجد القـيــد كمبدأ ليتحسس كل واحد يديه، يكفـــى أن يشم المفكر رائحة الرقابة وأن يــرى بعض الموضوعات مصونة لا تمس، ليتكبل فكره وتتردد يده ويصبح أسيرًا بلا قضبان.
إنك بكل تأكيد تضيق ذرعًا بصحف الصباح حين تطالعها فتجد أنها تكاد تكون طبعة واحدة لا تختلف إلا فى العناوين، حتى بعض حوادث الأقاليم المحلية يصدر بها أحيانًا بلاغ رسمى واحد والناس كلهم يحسون ذلك ولا يرتاحون إليه، إن التجربة كلها لا تحتاج إلا إلى الثقة فى المصريين، وأنت أول من تجب عليه الثقة فى مواطنيه. (1)

الغريب أن عبد الناصر لم يستمع لصوت الحرية بل قام باعتقال نجل الكاتبة وزج به في السجون حتى دون أن يقرأ المقال، لكنه عرف به من التقارير التي تكتب له، ليجهز على كل صوت يطالب بهامش من الحرية. ظل الوضع كذلك حتى وقعت نكسة 5 يونيو 1967م والتي تجرعت فيها مصر كأس الذل والمهانة. كان عبد الناصر يصنع دوما عبر إعلامه وتنظيماته الشعبوية والتعبوية صورة تمثل جزءا من الحقيقة لا الحقيقة كلها.

لكن لم يكن الشعب الذى خرج يومي 9 و 10 يونيو 1967 رافضا لتنحى الزعيم المهزوم والذي لم يكن وقتها قد أدرك واستوعب الهزيمة الثقيلة وضياع أبنائهم على رمال صحراء سيناء، هو ذات الشعب الذى خرج في انتفاضتي شهر فبراير ونوفمبر 1968 اعتراضًا على الهزيمة ومن تسبب فيها.

حيث كانت كانت مظاهرات رفض التنحى صورة صنعتها عوامل ثلاث:

  1. غياب المعلومات عن حقيقة الهزيمة
  2. الشحن العاطفى في خطاب التنحى
  3. تنظيمات عبد الناصر (الشعبوية)

ولا يمكن فصل ما حدث في فبراير 1968 عن الغليان الذي عم البلاد بعد هزيمة 1967 وجاء الانفجار بعد أحكام الطيران وما سميت ان ذاك بقضية النكسه قضت المحكمة في 20 فبراير 1968 ببراءة اثنين والسجن 10 و 15 سنة لاثنيين أخرين من قادة الطيران، مما دفعت بعمال المصانع للانتفاضة اعتراضا على الأحكام التي لم تأت بحق آلاف الجنود الذين ماتوا تحت ضربات الطيران الإسرائيلي في وقت كان قادة الطيران المصري في المراقص واللهو.

سرعان ما تحولت حركة العمال إلى انتفاضة شاملة غزاها الطلاب والتي كانت بداية انهيار نظام عبد الناصر، حيث كشفت سوءات وعورات نظام حكمه، وجاءت هتفاتهم صرخة "لا صدقى ولا الغول عبد الناصر هو المسئول" .. واشتعلت مصر بالمظاهرات.

وكانت الشعارات سواء على اسوار كلية الهندسة جامعة القاهرة او على أسوار جامعة الإسكندرية (تسقط دولة المباحث – تسقط دولة العسكريين – هيكل هيكل يا كدَّاب.. بطَّل كدب يا نصَّاب – يا جمال للصبر حدود .. عشرة يونيو مش هتعود) ... كانت كلها موجهة للنظام. (2)

لكن لم يكد نظام عبد الناصر يهنأ ببعض الراحة إثر انتفاضة فبراير حتى انفجر الوضع مرة ثانية في نوفمبر من نفس العام. ففي 20 نوفمبر 1968م بدأت أحداث الانتفاضة من مدينة المنصورة حيث تظاهر طلاب المدارس الثانوية احتجاجا على قانون التعليم الذي استشعر منه الطلاب الخطر على مستقبلهم.

علم طلاب كلية الهندسة جامعة الإسكندرية بما جرى من أحداث في المنصورة عن طريق ناجي أبو المعاطي وخيرت الشاطر، فعقد اتحاد الطلاب وقرروا الانتفاضة والخروج يوم 23 نوفمبر 1968م حيث قاد الحراك الطالب عاطف الشاطر (رئيس اتحاد كلية الهندسة)

وأحمد حسين هلال (نائب رئيس اتحاد طلاب كلية الهندسة) ومحمد ناجى أبو المعاطى (عضو اتحاد طلاب الهندسة) ومحمد خيرت سعد الشاطر (الطالب بكلية الهندسة)، واشتعلت المظاهرات وطالبت بإقالة وزير الداخلية شعراوي جمعة على إثر مقتل عدد من الطلاب في المنصورة.

دخل الطلاب في اعتصام مما أجبر الحكومة على غلق الجامعات، ومع محاولات عبد الناصر الانحراف بالمظاهرات عن مسارها وتحويلها إلى مؤتمرات شعبية لكنها كانت قد خرجت عن الطوق، مما دفع عبد الناصر باصدار أمر بأن تحلق طائرات هيلكوبتر عسكرية فوق اعتصام الطلاب تحسبا لردة فعلهم، وتخوفه من أن تكون هذه المظاهرات خرجت لاسقاطه. (3)

وعلى الرغم أن المظاهرات انفضت إلا أنها كانت الانذار الأخير لعبد الناصر ، بل استطاعت أن تهز الصورة التي ظلت يرسمها ويصطنعها أمام الجميع، حتى أنها أجبرته على أن يصدر أمرا بإعادة محاكمة الضباط المتهمين بالإهمال، لكنها في نفس الوقت زادت من مخاوفه التي كان يعيش فيها خوفا على كرسيه مما اضطره لإنشاء قوات الأمن المركزي عام 1968م لحماية حكمه من الشعب.

وبدا أن المشروع القومي الذي كان يبشر به عبد الناصر قد سقط، وأن التضحيات التي بذلها المصريين صابرين من أجل (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة) لم تكن تساوي حرمانهم من حرياتهم وحقوقهم. انتهت هذه الجولة لكن بعد أن أحدثت دوياً هائلاً في المجتمع المصرى ، وكذلك في نظام عبد الناصر الذى سقطت هيبته لأول مرة منذ أن تمكن من الحكم منفردا في 1954م.

واجتمعت ثلة من الأسباب التي جعلت المجتمع يراجع مواقفه وحياته وقربه وبعده من الدين، وانعدام الثقة في النظام العسكري القائم ومنها:

  1. استعانة عبدالناصر بالإتحاد السوفيتي الشيوعي في كل شيء حتى على حساب تدين الشعب.
  2. حالة الإحباط الشديد بعد ثورة يوليو التى صدمت الشعب المصرى بالاستبداد والتنكيل به وحكم البلد بالحديد والنار، وقمع الشرطة، وتجسس المخابرات.
  3. انتشار الفساد فى الجيش وانشغال الضباط الأحرار بالصراعات الداخلية.
  4. هزيمة يونيو 1967 والتي أفرزت إحباط شديد وانهزام نفسى وفقدان ثقة فى القيادة والإعلام بعد أن خدع الشعب بتصوير الهزيمة على أنها نصر مبين.
  5. سيطرة رجال الأوقاف الفاسدين على المساجد وفقدان ثقة الشباب فيهم بالمرة، وسيطرة الصوفية والخرافات والبدع على الحياة الدينية.

متغيرات على أرض الواقع

لم تكن هزيمة يونيو المريرة هزيمة عسكرية وحربية فحسب، ولكنها كانت هزيمة مبادئ وسياسات ومناهج وزعامات، هللت الأبواق الدعائية لها طويلا، ومن ثم نفض الناس عنهم غبار النكسة وأخذوا يفكرون في أسبابها، حيث تهامس الجميع أن البعد عن الدين كان السبب الأكبر فيما حل بهم وبوطنهم

وبدأت مشاعر الناس وأفئدتهم تتجه نحو الدين، باعتباره الحل والأمل لكل ما تعانيه ، وأدركت الجماهير العريضة في مصر وفى الأمة العربية أنها فرطت في حق دينها وربها، ولابد من العودة إلى رحاب الإسلام العظيم.

فمنذ أن اعتلى عبد الناصر منصة الحكم بعدما وجه ضربة قاضية إلى جماعة الإخوان المسلمين، ثم إلى رئيس البلاد محمد نجيب، وتلاه الكثير من الضربات لكل من انتقد عبد الناصر وراجعه في شيء، حتى خفتت الأصوات، وانزوى الجميع خوفا، واختفت مظاهر التدين في ظل غياب الدعاة والمؤسسات، وأصبح المشايخ والعلماء يأتمرون بأمر عبد الناصر وسعيا خلف رضاءه عليهم، حتى لم تعد ترى مظاهر الشعائر الإسلامية، وضاع الناس والشباب بين عشق الأفلام وإباحية الواقع، وماركسية الفكر واشتراكية العمل.

يقول بدر محمد بدر:

إن الانهزام الذي حدث، إنما كان نتيجة طبيعية لإهدار كرامة الإنسان، وسلب الحريات والفساد المنتشر في كل موقع، وكتم الأنفاس، وتسلق المنتفعين ، وغياب الشورى والديمقراطية،والاستبداد وحكم الفرد.. وهذا كله نتيجة عادلة للبعد عن طريق الله، والسير في ركاب مناهج ضالة ومضلة، لم تنبت في أرضنا، ولم تشرب من مياهنا، ولم تشم من هوائنا.. بل كانت بعيدة كل البعد عن طبيعة هذه الشعوب المؤمنة.. تلك كانت مناهج الشيوعية والاشتراكية والرأسمالية وغيرها. (4)

غاب الإخوان، وانزوات كثير من الجمعيات الإسلامية كأنصار السنة والجمعية الشرعية خوفا من بطش عبد الناصر، فكان التدين بين الناس عامة والطلاب خاصة شحيح.

يقول بدر محمد بدر:

ظهر الاتجاه إلى العودة إلى الإسلام في الجامعات، على شكل جمعيات طلابية دينية تقوم ببعض الأنشطة الثقافية والاجتماعية البسيطة في محيط الطلاب، وكانت هذه الجمعيات قليلة العدد ضعيفة الجهد ، غير مؤثرة في النشاط العام للطلاب - بشكل ملحوظ، وكان أساسها طالبا أو طالبين متحمسين للإسلام، يقوم عليه أو عليهما العبء كله..
وظهرت هذه الجمعيات الدينية في أوائل السبعينيات، نذكر منها على سبيل المثال: الجمعية الدينية بكلية الهندسة، جامعة القاهرة التي كانت رائدة في هذا الاتجاه .. وفى طب قصر العيني أول معسكر إسلامي للطلاب في صيف العام الدراسي 70/ 1971 م.
وفى العام التالي 71/1972 أقامت جامعة القاهرة أول معسكر إسلامي على مستوى الجامعة. وفى تلك الفترة أيضا أو بعدها بقليل بدأت الجامعات الأخرى في تنظيم مثل هذه المعسكرات، ونشير هنا على أن جامعة الإسكندرية كان لها دورها البارز في دعم وتقوية النشاط الاسلامى، وبلورة المفاهيم الصحيحة في عقول الطلاب، وانتشرت المعسكرات في جامعات مصر وأقبل الشباب عليها من كل مكان، كما انتشر المظهر الإسلامي وبعدما كان المساجد يرتادها العجائز أصبحت تزدحم بالشباب. (5)

ساعد الانفتاح وهامش الحرية التي سمح بها السادات للمظهر الإسلامي دورا في اتجاه الكثير من الطلاب للتعرف على شرائع دينهم، والتمسك بمظهره القويم، حتى أن الفتيات بدأن في ارتداء الحجاب الإسلامي.

يقول بدر محمد:

نمت وتزايدت الجمعيات الدينية أو الجماعات الدينية داخل الكليات الجامعية، وانضم إلى أنشطتها العديد من الشباب داخل الجامعات. وشاركوا في أنشطتها الثقافية والاجتماعية والتربوية والخدمية.
وباتساع القاعدة تطور المفهوم والنظرة إلى العمل الاسلامى، واجتمع نفر من القائمين على هذا النشاط واتخذوا اسم " الجماعة الإسلامية" ليعبر عن النشاط الاسلامى المنظم الذي بدأ يظهر أكثر وأكثر ويتبلور ويأخذ شكلا واضحا ومميزا.. وبدأت " الجماعة الإسلامية" تتحرك وسط الطلاب والطالبات للدعوة على العودة الراشدة إلى أصول الإسلام وآدابه وأخلاقياته وسلوكياته

والالتزام بالحلال واجتناب الحرام ويمكن القول بأن العمل الاسلامى المنظم داخل الجامعات قد اتخذ بعدا أوسع وأشمل في أعقاب حرب رمضان 1393هـ - أكتوبر 1973م وما ارتبط بها من شعارات وكرامات واقتحام الجود للمواقع وهم يهتفون من قلوبهم : الله أكبر.. الله أكبر

مما أعطى دفعة قوية للروح المعنوية واتجاه العودة إلى الإسلام بين مختلف فئات الشعب، ومنهم بطبيعة الحال شباب الجامعات، وبدأت تظهر آراء ومواقف " الجماعة الإسلامية" في الأحداث سواء على مستوى الجامعات وما يحدث فيها أو الأحداث الداخلية في الدولة أو الأحداث العربية والإسلامية التي تمس الشعوب الإسلامية عامة والشعب المصري بوجه خاص. وكان التركيز في البداية على توضيح مفاهيم الإسلام لدى جموع الطلاب.

ظهرت " الجماعة الإسلامية" في فترة تسلط الاتجاهات الماركسية والقومية والناصرية على الحياة الجامعية، خصوصا في الجامعات الرئيسية (القاهرة - عين شمس - الإسكندرية - أسيوط) حيث كانت هذه الاتجاهات تسيطر على الاتحادات الطلابية. (6)

غير أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح يذكر أن هذه الحركة لم تكن لها فكر أو أيديولوجية معينة، وهي تأكيد على ما ساقه الأستاذ بدر محمد بدر من أنها بدأت بالإلتزام الفردي لبعض الأفراد

حيث يقول أبو الفتوح:

في تلك الأجواء نشأت الجماعة الإسلامية كحركة اجتماعية في الوسط الطلابي الجامعي عام 1971 دون أن تكون لها مرجعية فكرية أو شرعية محددة إنما تأثرت بروافد دينية متنوعة كالجمعية الشرعية وأنصار السنة وبعض العلماء والدعاة والمفكرين كمحمد الغزالي وسيد سابق ويوسف القرضاوي فضلا عن كتابات المودودي وسيد قطب.
وتأسست أولى نويات الجماعة بكلية طب القصر العيني بجامعة القاهرة تحت اسم "لجنة التوعية الدينية" المتفرعة عن اللجنة الثقافية باتحاد الطلبة، ثم تحول اسمها إلى "الجمعية الدينية". وامتد نشاطها إلى جامعات أخرى كجامعة أسيوط على يد صلاح هاشم ورفاقه.
واقتصر نشاط "الجمعية الدينية" في البداية على إقامة حلقات تلاوة للقرآن ودروس للتجويد وإلقاء للمواعظ قبيل المحاضرات وتعليق مجلات حائط وتوفير الحجاب للطالبات دون الانخراط بشكل مباشر في العمل السياسي، ثم دخل أفرادها انتخابات اتحاد الطلاب بكلية طب القاهرة عام 1973 وفازوا بخمسة من لجان الاتحاد الست، ومن ثم تحولت كلية طب القاهرة إلى مركز عام للنشاط الإسلامي بجامعة القاهرة وبقية جامعات مصر. (7)

امتد نشاط الطلاب إلى المشاركة في الاتحادات الطلابية حتى حصدوا 8 جامعات من أصل 12 جامعة مع المنافسة في الجامعات الأخرى على الاستحواذ على بعض الكليات.

وبدأ الطلاب يصدرون بعض البيانات التي توضح فكرتهم ومنهجهم الإسلامي الوسيط، ومنها بيان بعنوان (لماذا الجماعة الإسلامية) صادر عن اتحاد وطلاب جامعة القاهرة - الجماعة الإسلامية:" إن الذي يحرك الجماعة الإسلامية للعمل وتحت أية ظروف إنما هو شيء واحد.. إنها العقيدة في الله .. الاعتماد على قوته، والثقة في نصره والائتناس بجواره (والله غالب على أمره ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون)".

كما رحبت الجماعة الإسلامية بكل فكر حر ودعوة صادقة للعودة إلى الدين، ما دامت متوافقة مع الخط الذي رسمته لنفسها وهو خط الإسلام الشامل المتحرك في سلوكيات الناس، فاستعانت في محاضراتها التربوية ولقاءاتها التثقيفية وفى بياناتها ومطبوعاتها ونشراتها بالعديد من العلماء والدعاة

حتى من الرسميين أنفسهم ، ونذكر منهم فضيلة الدكتور محمد البهي، الذي نقلت عنه " الإيمان والشباب" وصدر في أحد بياناتها، وفضيلة الدكتور محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف الأسبق ونقلت عنه " التحديات في طريق الدعوة" . وصدر في بيان لها.. واستعانت بالعديد من العلماء في تدعيم فكرتها وتنشيط حركتها. (8)

و ظهرت دعوة الجماعة الإسلامية، مفتوحة أمام جميع الطلاب والطالبات، فكل طالب جامعي مسلم، يمكنه أن يصبح عضوا فيها، وعليه فقط أن يلتزم بالسلوك الاسلامى ويؤدى الفرائض ويشارك في النشاط.. ومن هنا لم تكن هناك كشوف بأسماء ثابتة.

والبناء التنظيمي للجماعة الإسلامية يتكون من الأمير، ثم مجلس الشورى، ثم الأعضاء.. هذا على مستوى الكلية وأيضا على مستوى الجامعة وعلى مستوى الجامعات كذلك.. وأمير الكلية هو المسئول عن النشاط الاسلامى بها، ويتم اختياره من قبل أفراد الجماعة في اجتماع يعقد لهذا الهدف وتكون إمارته لمدة عام أو أكثر حسب أمور كثيرة، منها الكفاءة والالتزام وحسن التصرف وإدارة العمل والصلة بالإدارة الجامعية ، بالإضافة إلى السنة الدراسية المقيد بها، وتقديراته وانتقاله من سنة على أخرى بنجاح .. الخ.

وأمراء الكليات في كل جامعة هو أعضاء مجلس شورى الجامعة ، وهذا المجلس يختار من بينه أميرا للجامعة، ومجلس الشورى هو أعلى هيئة في الجماعة الإسلامية، ويجتمع أعضاؤه دوريا، كل أسبوعين في الأغلب، حسب ظروف كل جامعة.. ولكل عضو في مجلس الشورى أن يبدى رأيه بحرية تامة، وأن يتخذ ما يشاء من المواقف أثناء المناقشات، ويؤخذ الرأي بالأغلبية ، حيث يلتزم الجميع برأي المجلس..

والمجلس مسئول عن متابعة نشاط الجماعة الإسلامية ، وحل المشكلات والعوائق التي تواجهها، وتنظيم اللقاءات التربوية لأعضاء الجماعة، وتنظيم المعسكرات والرحلات، وكذلك متابعة الانتخابات الطلابية ، وإصدار البيانات والنشرات ، والتنسيق بين الأنشطة في مختلف الكليات..

فمجلس الشورى إذن يحدد " السياسة العامة" للنشاط في كل جامعة.. ومجلس الشورى العام هو المجلس المكون من أمراء الجماعة بالجامعات، ويرأس أمير الأمراء ويمارس جميع الصلاحيات التي تتعلق بالتنسيق بين الأنشطة والمواقف فى مختلف الجامعات..

وغنى عن القول أن هذا الإطار التنظيمي للجماعة لم يبدأ مرة واحدة، وإنما وصل إلى هذه الصورة بعد فترة وكانت البداية هي تلك الكيانات الصغيرة في بعض الكليات، وبخاصة الكليات العملية ، ثم استكملت بعد ذلك على مراحل. (9)

واعتمدت الجماعات الإسلامية في تمويل هذه الأنشطة على مصدر أساسي هو أموال النشاط الطلابي الواقعة تحت تصرف الاتحادات الطلابية، وخصوصا بعد أن حازت ثقة الطلاب. ومن الممكن أن نطلق على المرحلة التي أعقبت أحداث 18، 19 يناير 1977 ، وحتى عام 1981م بمرحلة ازدهار العمل الاسلامى بالجامعات.

كان التحول واضح على المشهد الداخلى للدولة المصرية، حيث زادت قوة الجماعة الإسلامية بعد دخولها مجال اتحاد الطلاب واكتساحها لكل اللجان فيها على مستوى الجامعات ثم فوزها بالاتحاد العام لطلاب مصر.

وخارج الجامعة اصطدمت الدعوة بالصوفية وبدعها وخرافاتها وانتشارها فى المساجد، كما اصطدمت بشيوخ الأوقاف ومفاهيمهم الحكومية وتحويلهم الدين إلى طقوس ميتة لاتحييى عبادة ولاتحرك قلبا وكان غالبية شيوخ الأوقاف مدخنين علانية يحاربون تحريم التدخين ولايصلون الفجر إلا قليل منهم وكانت خطبهم محفوظة لدى المصلين

وكان ظهور الشباب المسلم المتدين يزعج هؤلاء الشيوخ حيث كان الشباب يحبون البقاء فى المساجد للتعلم فيها والاعتكاف بينما الشيوخ يحبون إغلاق هذه المساجد فور الصلاة ، ولذا فقد حارب هؤلاء الشيوخ موجة الصحوة الدينية حربا لاهوادة فيها وانتشرت خطبهم تحت عناوين مثل (العمل عبادة ـ والإسلام جوهر لامظهر ـ والدين فى القلب ـ ولاسياسة فى الدين ـ ومايحتاجه البيت يحرم على الجامع ـ والدين للدِّيان والسياسة فى البرلمان ـ وانت لن تصلح الكون ـ والاعتكاف ليس من الإسلام ـ والتدخين ليس علي حرمته دليل).

لقد كان الشباب المصرى متعطشين إلى روح الإسلام فما إن وجدوا الفرصة حتى أقبلوا على معانى الإسلام العامة الجميلة وأولها أحكام تلاوة القرآن فأصدرت الجماعة الإسلامية مذكرة مبسطة لسبعة أحكام رئيسية انتشرت انتشارا كبيرا حتى أصبحت تُوزَع مجانا فى كل مكان وانتشرت حلقات التلاوة فى المساجد والمدرجات وكانت هى أولى حلقات المعسكرت والمعتكفات وكان التركيز فيها على التدريب العملى على تلاوة القرآن.

لم تمض فترة طويلة حتى تمكنت الجماعاتالاسلامية في مختلف الجامعات من السيطرة على الحركة الفكرية والسياسية. والنشاط عموما، بل إن المظهر الجامعي نفسه قد تغير، وارتفعت اللوحات الساخرة التي تضم رسوما كاريكاتورية للقيادات السياسية في منتهى الإسفاف ، من على جدران الكليات، وحلت محلها لوحات تركز عل إيضاح مفاهيم الإسلام وتخاطب العقل والوجدان بأسلوب إيجابي بناء، ونقد موضوعي هادف..

وانتشر الحجاب انتشارا واسعا في أوساط الطالبات ، وأعطت الجماعات الإسلامية جهدا موفورا ، لتوضيح مفاهيم الإسلام في أوساط الطالبات، مما شكل لها رصيدا متميزا في المظهر الجامعي وفى الانتخابات الطلابية، وفى الوعي الاسلامى العام..

وقد شكلت المدن الجامعية، التي يسكنها طلاب وطالبات الأقاليم مصدرا هائلا للعمل الاسلامى في الجامعة، فكانت هذه المدن أشبه بمعسكرات إسلامية دائمة، يتحول فيها الطالب أو الطالبة إلى شباب ملتزم إسلاميا في أخلاقه، وثقافته وتعاملاته، واستطاعت الجماعات الإسلامية أن تستثمر هذه الطاقات الهائلة.

وبدأ الشباب ينتقدون الحكومة ويطالبون بالحكم بالشريعة الإسلامية ويستمعون للشيخ صلاح أبو اسماعيل رحمه الله ومحاولاته فى مجلس الشعب لتطبيق الشريعة. لم يترك الطلاب الساحة السياسية بل ولجوا في قضاياها وهزت تحركاتهم ومظاهراتهم ضد معاهدة كامب ديفيد والسلام مع الصهاينة أركان الدولة المصرية.

حيث كان موقف الجماعة الإسلامية من فصل الدين عن الدولة، ومنطق " لا سياسة فى الدين ولا دين في السياسة" فقد كان شديد الغضب والرفض والاستنكار وعقدت العديد من المؤتمرات التي ترفض هذا المبدأ وتندد بتلك المقولة.

وعندما زار السادات القدس وخطب فى الكنيست أمام اليهود وبدأ طريق معاهدة السلام لقى ذلك معارضة شديدة داخل مصر وخارجها واجتمعت عليه كل قوى المعارضة فى مصر ومنها الإخوان عبر مجلتهم وخطبهم وكتبهم والجماعة الإسلامية عبر المؤتمرات والمظاهرات والإضرابات وهوجم السادات هجوما شديدا فصارت هذه المعارضة نقطة عداوة بين السادات ومعارضي اتفاقية السلام.

ومن المواقف المشرفة التي أولتها الجماعة الإسلامية عناية فائقة، قضية العلاقة بين مصر باعتبارها دولة إسلامية، وبين الكيان الصهيوني الغاضب، وصدرت العديد من البيانات لاستنكار الاعتراف والصلح وتطبيع العلاقات.

1979 عام ذروة النشاط حيث كانت الجماعة قد اكتسحت اتحاد الطلاب على مستوى الجمهورية واشتد نشاطها فما كان يخلو يوم فى الجامعة من نشاط إسلامى هنا أو هناك من معسكر إسلامى أو اعتكاف أو زيارة قبور أو معرض للكتاب الإسلامى أو للزى الإسلامى للطالبات أو جولات الأمر بالعروف والنهى عن المنكر

وفصل بين الطلبة والطالبات فى المدرجات وسيارات الجامعة وعرف اتحاد الطلاب بالنزاهة ولأول مرة يشعر الطلاب بأموال الاتحاد تنفق فعلا فى خدمتهم فى دعم الكتاب الجامعى والكشكول الجامعى والمذكرات وملازم الامتحانات والرحلات العلمية ومعسكرات الجوالة وتحولت الجامعة إلى خلية نحل من نشاط فى جميع الاتجاهات .

كما اشتهر هذا العام بالصدام بين إدارات الجامعات والجماعة وكذلك بين الشرطة والجماعة فقد قامت عدة مظاهرات لأسباب مختلفة ،واعترضت الجماعة فى أسيوط على استضافة شاه إيران الذى خلعه شعبه فى الثورة ، كما اشتدت المعارضة لاتفاقية السلام ، ولقانون الأحوال الشخصية المخالف للشريعة الإسلامية

ولقانون منع ذبح اللحوم الذى أصدره السادات وفسرته المعارضة أنه لصالح صفقة دواجن فاسدة استوردها صهره وأغرق بها البلاد فتحدت الجماعة الإسلامية فى المنيا القرار وذبحت علنا فى الشارع بعد أن لجأ الناس للذبح سرًا وخلت الأسواق من اللحوم.

كما حدثت مظاهرت واعتصامات بالمدينة الجامعية بالمنيا قامت الجامعة على أثره بفصل 36 طالبا ولكن سرعان ما أعادهم القضاء مُدينا قرار فصلهم ؛ ونشرت مجلة الدعوة عنوانا كبيرا (نعم فى مصر قضاة) وانتهى هذا العام الجامعى بحصار المدينة الجامعية بالمنيا فى أزمة شديدة مع الشرطة ، ثم زيارة السادات لجامعة أسيوط

ومن هناك ألقى خطابا ساخنا شن فيه هجوما على الجماعات الإسلامية ، وأعلن كثيرا من الإجراءات المُقيدة لنشاطها منها إعادة الحرس الجامعى ، وإلغاء الاتحاد العام لطلاب مصر ، ونقل الجامعة من الكتل السكنية إلى الأطراف ، وتقييد الترشح لاتحاد الطلاب ، وكان هذا الخطاب هو إعلان حرب على الجماعة أعقبه القبض على عدد من قيادات الجماعة بالمنيا. (10)

على مفترق الطرق

ظلت الجماعة الإسلامية لحمة واحدة بكل مكوناتها من الطلاب في مختلف الكليات والجامعات والمحافظات تحت إمرة أمير واحد وهو الدكتور حلمي الجزار، وحتى هذا الوقت كان اسم الجماعة الإسلامية ينطبق على كل الطلاب الذين يعملون بالدعوة فى الجامعة وفى بعض الجامعات كانوا قد اتفقوا على أن يعملوا جميعا تحت هذا المسمى أيا كان انتماء أحدهم الحقيقى لجماعة أو لأخرى وبعد التخرج كلً حرً فيما يلتحق به.

حتى بدأت الرؤى تختلف بينهما، حينما دخلت حركات قديمة من خارج الجامعة على خط التواصل مع الطلاب مثل جماعة الإخوان المسلمين، حيث رأى البعض أن منهج الإخوان المسلمين بوسطيته هو الأمثل وطالب بالجنوح إليه، في حين رأى البعض – خاصة في الصعيد – أن العمل الجهادي هو الطريق الأمثل لمقاومة الفساد ومجابهة الحكام، في نفس الوقت الذي ترأى فريق ثالث البعد عن تلك وذاك والاهتمام فقط بالجانب العلمي من العلوم الشريعة، وبذلك ظهرت التقسيمات وسط الطلاب ما بين الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية والتيار السلفي في الإسكندرية.

في تلك الآونة تقارب قادة جماعة الإخوان المسلمين - الذين خرجوا من السجون مطلع السبعينات بعد 20 سنة - مع العديد من قيادات الجماعة، ونجحوا سرا في استمالتهم بنهاية السبعينات إلى صفوفهم كعبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان وحلمي الجزار من جامعة القاهرة وإبراهيم الزعفراني وخالد داوود من جامعة الإسكندرية، ومحيي الدين عيسى وأبو العلا ماضي من جامعة المنيا، وخيرت الشاطر من جامعة المنصورة. فوهب الإخوان لهؤلاء الطلبة "الفكرة والمشروع والتاريخ"، بينما وهب الطلبة للإخوان جسد التنظيم الذي أقاموه بالجامعات.

حاولت العناصر المنضمة لجماعة الإخوان الاستمرار في العمل تحت اسم الجماعة الإسلامية مع رفع شعار الإخوان "سيفان بينهما مصحف والآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) بينما رفعت المجموعة الأخرى شعارا عبارة عن مصحف يخرج منه سيف واحد والآية الكريمة (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)".

ودارت بين المجموعتين صراعات على إدارة المساجد التابعة للجماعة قبل الانشقاق، ولكن أدى توجه مجموعة الصعيد لاستعمال القوة في انكار المنكرات، إلى ابتعاد المجموعة المنضمة للإخوان عن استعمال اسم الجماعة، لتعمل تحت مظلة الإخوان بشكل كامل. (11)

ومن الحوادث الهامة التي أدت إلى التباين والانفصال هو ما شهدته جامعات وجه قبلي من تغيرات هامة ارتبطت بانضمام عناصر شبابية جديدة للصف القيادي بالجماعة بدءا من انضمام أسامة حافظ عام 1974 وصولا إلى عام 1979 الذي شهد انضمام عصام دربالة وعاصم عبدالماجد.

ووقع حادث بسيط في جامعة أسيوط عام 1978 كان له ما بعده ففي بداية العام الدراسي قام الشيوعيون بتعليق مجلات حائط تهاجم تطبيق الشريعة، وأراد عناصر الجماعة تمزيق تلك المجلات، فرفض أمير الجماعة أسامة عبد الحميد القيام بذلك

وحدثت مشادة بينه وبين رفاقه أسفرت عن عزله وتعيين ناجح إبراهيم بدلا منه، وناجح هو من نقل دعوة الجماعة من داخل أسوار جامعة أسيوط إلى خارجها (12)، والتي قطعت صلتها بالجماعة الأم بعد حادث اغتيال السادات يوم 6 أكتوبر 1980م، ومن هنا بدأت الجماعة الإسلامية الوليدة تحل محل الجماعة الإسلامية الأم في المسمى وبعيدا عن الأهداف والرؤى والوسائل.

المراجع

  1. محمد أبو الغار: غياب الحرية بين عبدالناصر والسادات، 31 ديسمبر 2018
  2. المظاهرات التي أرعبت عبد الناصر إخوان ويكي
  3. أحمد عبدالله: الطلبة والسياسة في مصر، ترجمة: إكرام يوسف، سينا للنشر، القاهرة 1991م.
  4. بدر محمد بدر: الجماعة الإسلامية في جامعات مصر - حقائق ووثائق، 1989م- 1410هـ.
  5. المرجع السابق.
  6. المرجع السابق.
  7. عبد المنعم أبو الفتوح، شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر (1970 – 1984)، تحرير حسام تمام، ط2 (القاهرة: دار الشروق، 2012)، صـ67.
  8. بدر محمد بدر: مرجع سابق.
  9. بدر محمد بدر: مرجع سابق.
  10. لمحة تاريخية عن نشأة الجماعة الإسلامية: 28 سبتمبر 2016م
  11. سلوى العوا، الجماعة الإسلامية المسلحة في مصر (1974 - 2004)، ط1 (القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2006)، صـ83.
  12. مذكرات علي الشريف: الموجز في ديسمبر 2012 ويناير 2013م