ثوابت منهجية من كتابات الأستاذ مصطفي مشهور

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ثوابت منهجية من كتابات الأستاذ مصطفي مشهور
الأستاذ مصطفي مشهور

حركة الإخوان هي دعوة إسلامية إصلاحية تدعو في الأصل إلى إرجاع أبناء الأمة لمصدر عزهم ومكمن قوتهم وذلك حين يعودون للاسمتساك بحبل الله المتين واقتفاء هدى خير المرسلين نبينا وقودتنا محمد بن عبد الله صلوات ربي وتسليماته على إسوتنا الرسول الأمين .


وقد قام رموز الحركة بتأصيل هذا المنهج في العديد من كتابتهم وأبروزا أصالته في فهمهم ولعلنا في هذا المقال نقف سويا مع أحد أعلام الفكر الإسلامي المعاصر ومنظر من منظري الحركة ألا وهو الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله تعالى.. فقد سطر بيراعته ملامح فكرية هامة لهذا الجماعة تعد صمام أمان يحول دون من مرور الأفكار الدخيلة إلى هذه الحركة ..

ويجدر بنا والأمر كذلك ..

الوقوف معها والاسترشاد بها وتحويلها لواقع مشاهد..


أولا : الحرص على التزام السنة النبوية

لعل خير بداية نبدأ بها هو الدلالة على طريق محبة الله عزوجل الذي يقول (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فيالها من جائزة عظيمة لسالكي هذا الطريق..

يقول أبو سليمان الدارني:

لما أدعت القلوب محبة الله عزّ وجلّ أنزل الله هذه الآية محنة.

نعم أحبابنا إنه السؤال الهام الذي يجب على كل أخ صادق أن يحرص عليه في بداية حركته ويستصحبه طوال عمره فهل هناك أهم من الوصول لهذه المرتبة؟!

أنها محبة الله عزوجل وفي ذلك يقول الأستاذ مصطفى في كتاب زاد على الطريق: دالا إخوانه على ملمح هام في الشخصية الإخوانية :

إن اتباعنا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كل أمور حياتنا يجعلنا نحيا دائماً فى حال من الوعى الداخلى و اليقظة الشديدة وضبط النفس ،


ويقول أيضا ..

كما أن لاتباع السنة نفع اجتماعى ، فاختلاف الأمزجة و الميول فى الأفراد يحمل الناس على عادات مختلفة و بالمراس تتحول هذه العادات الى حوافز بين الأفراد وتثير الخلافات و النزاعات ، ولكن الإسلام الحنيف يحمل أفراد البيئة الاجتماعية بطريقة منظمة على أن تكون عاداتهم طباعهم متماثلة مهما كانت أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية متنافرة ، فيصير كل مسلم وكأنه لبنة شكلت فى قالب معيَّن يتلاحم ويتلاءم مع إخوانه كأنهم بنيان مرصوص لا اعوجاج ولا نشوز .

إن اتباع المسلمين لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم يغنيهم عن تقليد الغرب فى أمور حياتهم ويشعرهم بتميزهم واستقلال شخصيتهم ، وأنهم يستطيعون التطور نحو مستقبل حى فى ثقة بالنفس وعدم شعور بالتبعية لشرق أو لغرب ولكن اتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

إن قضية تقليد التمدن الأجنبى فى حياة المسلمين قضية لها آثارها العميقة و الخطيرة ، هى نتيجة شعور بالنقص ونتيجة تصور خاطىء بأن المسلمين لا يستطيعون أن يسايروا الرقى الموجود فى بعض بلاد الغربية ما لم يقبلوا القواعد الاجتماعية والاقتصادية التى قبلها الغرب ... فلا يمكن تقليد مدنية ما فى مظاهرها الخارجية من غير التأثر فى الوقت نفسه بروحها . فالمدنية ليست شكلاً أجوف ولكنها نشاط حى وإذا تقبلنا شكلها سرت مجاريها الأساسية ومؤثراتها الفعالة تعمل فينا ثم تخلع على اتجاهنا شكلاً معيناً ولكن ببطء من غير أن نلحظ ذلك ، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت هذا المعنى [ من تشبَّه بقوم فهو منهم ]

صدق رحمه الله وأجاد وتعالوا ننتقل لملمح آخر من ملامح دعوتنا من خلال كلماته ..


ثانيا وفى قيام الليل زاد

يقول رحمه الله تعالى في نفس الكتاب زاد على الطريق :

القيام بالليل و الناس نيام فيه خلوص وتجرد وإخلاص لله وتخلية للقلب من أى أثر للرياء ... والإخلاص منألزم الصفات للداعى إلى الله وبدونه تحبط الأعمال .

- فى كتاب الله آيات كثيرة تحث على قيام الليل وتبين ما خص به القائمين بالليل من خير فقال :{ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً و الذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً } :{ أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً } .

- وللقائمين بالليل أحوال يتقلبون فيها...

قيام وسجود وذكر وتسبيح واستغفار ودعاء ففى قوله تعالى :{ أمَّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه * قل هل يستوى الذين يعلمون و الذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب } ، يذكر من أرَّقَه تفكيره فى الآخرة وما فيها من حساب وجزاء ونعيم وعذاب فصار يعيش الخوف و الرجاء فى سجوده وقيامه وفى هذا زاد يعينه على العمل والاستعداد لهذا المصير .