حسن محمود سلامة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأستاذ حسن محمود سلامة .. بدرجة مزارع

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين

مقدمة

اهتمت جماعة الإخوان المسلمين بكل فئات المجتمع سواءً كانوا متعلمين أو عمال أو فلاحين، فكنت ترى أستاذ الجامعة يجلس بجوار المزارع أو العامل فكنت لا تشعر بينهما بفرق، حتى في أرفع الأماكن في الجماعة سواء في مكتب الإرشاد أو مجلس الشورى العام، فقد رأينا مثلا الأستاذمحمد حامد أبو النصر والحاج حسني عبد الباقي المليحي بجوار الدكتور كمال الدين حسين والدكتور محمد خليفة والمستشار حسن الهضيبي ومنير الدلة فلم يظهر بينهم فرق.

حتى أن محمد حامد أبو النصر وهو المزارع اختير ليكون مرشداً عاماً في جماعة تحظي بعدد كبير من المتعلمين، وأدى الجميع البيعة عن طيب خاطر ورضا نفس ما تنازعوا على منصب أو طعنوا في شرعيته ليضربوا المثل والقدوة الطيبة.

في هذا الجو الأخوي كان حسن محمود سلامة واحد من الذين أعجبوا بهذه الدعوة لما حملته من صفات طيبة ومعاني رائعة.

ميلاده

  • في قرية عرب العريقات التابعة لمركز الخانكة بمحافظة القليوبية ولد ونشأ حسن محمود سلامة لأبوين مزارعين وذلك في 4 مارس من عام 1926م، وكان هذا دافعا أن يحرمه من التعليم بسبب الظروف السيئة التي كانا يحياها الوالدين.
  • وما إن شب حتى عمل مع والده مزارعاً وظل كذلك حتى التحق بجماعة الإخوان فتغير حاله وتعلم التجارة وعمل بها.
  • تزوج عام 1963م وذلك لاعتقاله في عام 1955م مما أخره كثيرًا عن سن الزواج ورزقه الله بثلاثة من البنات وولد.

مع الإخوان

ظل حسن محمود يعمل كمزارع حتى التقى بالأستاذ محمود يونس من عرب جهينة القريبة من قريتهم والذي كان يجوب البلاد ليدعوا الناس إلى دعوة الإخوان المسلمين، فتعرف عليه عام 1946م وقت أن كان عمره لم يتجاوز السابعة عشر، وأعجب بفكر الإخوان ومنهجهم، وطريقة الدعوة السلسة التي كان يدعو بها محمود يونس فطلب منه الالتحاق بهذا الركب.

عقد الأستاذ محمود يونس لهم لقاء بعد العشاء حيث كان يحرص على المجيء من قريته عرب جهينة إلى قرية العريقات بالرغم من ظلمة الطريق ووجود قطاع الطرق إلا أنه كان يستعين بالله وبذهب لهم، فعلمهم الكثير من مبادئ الإسلام الحنيف، ومنهج جماعة الإخوان المسلمين..

وفي عام 1947م التقى بالإمام البنا أثناء زيارته لمدينة شبين القناطر في بيت أحد إخوانها حيث تعرف عليه عن قرب وبايعه كجندي على طريق الدعوة، وتأثر بما قال عن الأخوة والإسلام، وما يكاد للإسلام من الأنظمة الدولية المعادية له، وواظب بعدها على حضور لقاء الثلاثاء، فكانوا يستمتعون بإرشاده لهم وتوصياته.

ويذكر للإمام البنا أنه أوصاهم بنشر الدعوة في قريتهم ودعا لهم بعد مجيئه من رحلة الحج حين ذهبوا لاستقباله.

تأثر الحاج حسن سلامة بالشيخ حسن عليان والأستاذ عبد الفتاح محمد السيد، وظل الحال كذلك حتى صدر قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين عام 1948م.

الإعتقال

حينما دخلت الجماعة في طور المحنة عام 1954م، قام بعض شباب الإخوان بحملة جمع تبرعات من الإخوان الموجودين وغيرهم ليتكفلوا بأسر المعتقلين وأبناءهم، غير أن ذلك تم اكتشافه وأصدر جمال عبد الناصر أمرا باعتقال كل من شارك فيما سمى بتنظيم التمويل، فتم اعتقال الحاج حسن سلامة عام 1955م وقدم للمحاكمة والتي حكمت عليه بالسجن 5 سنوات قضاها في السجن الحربي وبني سويف وسجن القناطر.

في السجن الحربي حبس فيه ثلاثة أو أربعة أشهر لاقى خلالها من التعذيب والتنكيل والضرب بالكرابيج والتعليق وإطلاق الكلاب على المساجين لكي تنهش أجسام الأبرياء الأتقياء، وكانوا يجعلونهم يضربون بعضهم البعض، ويذكر أنه دخل في جدال مع أحد السجانين بأنهم ما قاموا بكفالة أهالي المساجين من الإخوان إلا من أجل أطفال وأسر مستحقه للكفالة لفقرها. فما ذنب الأطفال؟!

من نماذج الحب في الله التي رآها في السجن، أن كان معه أخ اسمه عوني كان أميـًا لا يقرأ ولا يكتب، علَّمه إخوانه القراءة وحفظوه سور طويلة من القرآن الكريم وعلموه أحكام التجويد.

يذكر للأستاذ محمد يوسف هواش في السجن الحربي وصاياه حيث رآه الأستاذ يوسف وهو مصاب من شدة التعذيب في قدمه فواساه وذكره بأن هذا التعذيب سيكون سببـًا في دخوله الجنة، وأنها ستكون في الجنة أي قدميه المصابتين برائحة المسك.

أما سجن بني سويف كانوا فيه حوالي مائتـا أخ من الإخوان كانوا بمثابة أسرة واحدة يتساوى فيها الغني والفقير يتقاسمون الأكل فيما بينهم قسمة متساوية، قلوبهم متعلقة بعضها ببعض يخاف الأخ على أخيه من يؤذيه شوكة يشاكها، يتساوى في ذلك الكل مسئول أم فرد، وكان أحد المسئولين يطلب أن يتساوى بأي واحد من الإخوان في تقسيم الطعام وغيره.

بعد خروجه

تزوج وأنجب ابنه وبعد ولادتها بخمسين يومـًا اعتقل كان ذلك في عام 1965م وخرج 1968م وكان سجنه في هذه الفترة في سجن أبو زعبل.

مع الأستاذ مصطفى مشهور

يذكر للأستاذ مصطفى مشهور عليه رحمة الله أنه كان بمثابة الداعية المخلص المتفاني في دعوته،وكان دائم الزيارة له هو والحاج موسي جاويش ويذكر له إخلاصه الذي يستشعره أي قلب يتكلم إليه.

كان الأخ المجاهد الحاج حسن محمود سلامة نموذجـًا للأخ الصادق ولا يزال يعطي دعوته من همه ووقته، حاملاً منهج الإسلام بين العالمين، حالمـًا بأن تسود شرعة رب العالمين. فجزاه الله خيرًا على ما قدم.