حسين حجازي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المجاهد حسين حجازي .. بطل معركة تل بيوت

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)

مقدمة

المجاهد من يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، سأل ابن مسعود رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، كما روى ذلك هو قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: قلت: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: (الصلاة على ميقاتها) قلت ثم أي ؟ قال: (ثم بر الوالدين) قلت ثم أي ؟ قال:(الجهاد في سبيل الله) فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو استزدته لزادني) (البخاري مع فتح الباري (6/3)، ومسلم (1/89)).

لقد شارك الإخوان في حرب فلسطين عام 1948م واستشهد منهم الكثير، وسجل بعضهم بطولات شهد لها الجميع ومنهم المجاهد حسين حجازي بطل معركة تل بيوت.

النشأة

المجاهد حسين حجازي

في محافظة القليوبية وعلى الأخص في مدينة طوخ ولد حسين حجازي في يناير من عام 1921م، نشأ في ظل جو ملئ بالعقبات من الأقربين له فيصف ذلك في مذكرات بقوله:

(ولدت في يناير عام (إحدى وعشرين وتسعمائة وألف) بمدينة طوخ محافظة القليوبية وحينما بلغت لرابعة عشر من عمري توفي والدي وكنت حينئذ في الشهادة الابتدائية وعشنا مع جدي لوالدي وكان يعتبر من أثرياء المدينة كما يتولى رئاسة المجلس المحلي للمدينة بالانتخابات لمدة طويلة ولكنه كان يجعل من حياتنا معه جحيماً لا يطاق وذلك انتقاما من والدي المتوفى عام 1935م لإشباع رغبته في التشفي وذلك لما كان بينه وبين والدي المتوفى من خلافات كثيرة بسبب الميراث وتوزيع أملاكه دون أن يخصه بشيء منها رغم علمه أنه هو السبب في زيادة هذه الممتلكات وبعد ضيق من تقتيره علينا وصراع معي وكاد يولد عندي نزعة جديدة نحو الشقاوة والعنف بعد أن نفذ كل مابي من صبر وحياء).

انتقل إلى القاهرة مع والدته إلى أخواله الذين بحثوا له عن عمل داخل المعسكرات البريطانية بالقاهرة، وتولى أمر ماكينة طباعة استنسل لنسخ الأوامر اليومية لتوزيع الحراسة على مواقع المعسكر وكذلك حركة التنقلات والمحاكمات العسكرية واكتشف أثناء عمله في هذا المكان أن الإنجليز يظنون أنه ليس مصريا وربما ولد لأب غير مصري وعبثا حاول إقناعهم أنه من أبوين مصريين إلى أن دعوى اثنين من الإنجليز الذين يعملون معه لزيارة بلدته طوخ..(1)


بين الصفوف المؤمنة

بعدما سافر إلى طوخ تقابل مع بعض أصدقاءه يلعبون القرى حيث كان واحد منهم فدعوه للعب فوافق حيث وجد فيهم الأخلاق وحسن التعاون والترابط فتعجب لهذا التحول، ويصف هذا التحول بقوله: (ذهبت أنا وصديقاي الإنجليزي إلى بلدتي طوخ حيث قابلت أصدقائي في فريق كرة القدم بالمدينة والذي كنت حارسا بارعا لمرماه وأصروا على أن ألعب معهم من جديد فوافقت وطلبوا عنواني بالقاهرة ليدعونني للاشتراك معهم في المباريات التي يقيمونها مع الفرق الأخرى ولاحظت أن فريقي أصبح قويا أكثر من ذي قبل وأفراده متماسكون يحبون بعضهم بعضا فسألت عن سبب ذلك فعرفت أنهم انضموا لشعبة في جماعة تسمى الإخوان المسلمون بمدينة طوخ وظلوا يأخذونني معهم عقب كل مباراة إلى دار الإخوان هناك وقد كان يرأسها آنذاك الحاج عبد اللطيف شاهين وكان قليل الكلام واعتاد أن يستقبلنا بوجه باسم دائما .. عملا بقوله صلى الله عليه وسلم أن الابتسامة في وجه أخيك صدقة.

وذات يوم طلب مني أن أزور المقر الرئيسي للإخوان المسلمين في الحليمة الجديدة بالقاهرة على أن يكون ذلك في إحدى أمسيات الثلاثاء ولأنني كنت ذا ميول وفدية الأمر الذي جعلني أرفض في بداية الأمر ولكن الرجل بأسلوبه المؤثر أقنعني بالذهاب إلى هناك.

فكرت جديا بعد عودتي بالقاهرة في الذهاب إلى المقر الرئيسي للإخوان المسلمين بالقاهرة لاستطلاع ما يحدث هناك ذهبت في عصر أحد أيام الثلاثاء إلى الحلمية الجديدة وأخذت أتجول بشوارعها حتى سمعت آذان المغرب يملأ الميدان الذي أمشي فيه فتتبعت صوت المؤذن حتى دخلت المكان الذي ينبعث منه الأذان وكان المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين وهناك أديت صلاة المغرب وما أن انتهيت منها حتى بدأ الإخوان يتوافدون في كل صوب وحدب إلى فناء الدار ثم حان وقت صلاة العشاء وانتهينا منها وإذا بي أشاهد حشودا ضخمة تملأ ميدان الحلمية وداخل فناء الدار فدهشت لذلك وتعجب في نفسي لأمر كل هذه الحشود التي جاءت ومن الذي جمعها وكنت كلما أتلفت يمينا ويسارا أجد أناسا يملؤهم الإيمان وتعلو وجوههم السماحة والبشر والبراءة تملأ عيونهم والجميع يتصافحون ويتعانقون وكأنهم قد عادوا من سفر طويل.

بدأ الإخوان يكبرون ويهللون وكأنهم في صلاة عيد وقد عرفت بعد ذلك أن هذه هي هتافاتهم الله أكبر ولله الحمد، الله غايتنا، والرسول زعيمنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا.... لا إله إلا الله محمد رسول الله، عليها نحيا وعليها نموت في سبيلها نقاتل وعليها نلقى الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

ورأيت أثناء تلك الهتافات رجلاً من عمر الشباب ذا لحية كثيفة .. فكان الأستاذ حسن البنا).

لم يتكاسل في الدعوة فقد انتشر بها وسط الناس ليعرفهم بها وبمبادئها وأهدافها ومنهجها فيقول: كنت قد تعودت الجلوس في وقت فراغي على مقهى في العباسية بشارع غرب القشلاق كانت خاصة بلاعبي كرة القدم ولم يكن صاحبها المعلم على سليم لاعبا ولكنه كان يعشق الكرة وهو في الخمسين من عمره وجاءتني فكرة أن أعرض عليهم أن نذهب إلى شعبة الإخوان التي تقع على بعد خمسين مترا من المقهى في نفس الشارع وذهبت إليها وحاولت إقناعهم بالذهاب إلى شعبة الإخوان لتكوين فريق للكرة وبعد محاولات نجحت في إقناعهم وكان كل همي أن أصل أنا إلى داخل الشعبة فلم أكن أعرف ماذا أفعل وماذا أقول فكل ما رأته عيني بالمركز الرئيسي بالحلمية جعلني أشعر أنني مقبل على عهد جديد ونوعية جديدة من الناس الأمر الذي جعلني أهاب الموقف وذهبنا جميعا وقابلنا الإخوان بحفاوة بالغة واتفقنا عل أن نكون فريق كرة يعلب للشعبة.

توطدت علاقتي بإخوان شعبة العباسية التي كان يرأسها الأخ أحمد شكري ولكن لم أستطع أن أعرف الطالب من الموظف من العامل إلا بعد مضي شهر لقد كان الكل يعمل ويتحرك وكأنهم خلية نحل كل يؤدي دوره بانتظام فالكل يذهب ليعود وإذا تكلم أحدهم أنصت الباقون.

بعد الاندماج الكبير مع إخوان العباسية وحضور حديث الثلاثاء أصبحت لا أستطيع أ، أغيب عن رؤية الأخوة وفي إحدى محاضرات الثلاثاء صحبني بعض الإخوان لمقابلة الأخ الأستاذ سعد الدين الوليلي بالمركز العام وتم التعارف بينا وأرسل المركز العام خطابا لشعبة طوخ لنقل أسمي إلى شعبة العباسية وعرف إخوان طوخ أني أصبحت من الإخوان فعلا وفرحوا لهذا الخبر وأيدوه أما شعبة العباسية فقد التفوا من حولي مهنئين بنقلي وشعرت أنهم يظنون أني قديم فألحقوني بأسرة الأخ إبراهيم محمود وفي نفس الوقت أسند إلي مجلس إدارة الشعبة برئاسة الأخ أحمد شكري لجنة الدعاية وبدأت أشعر أن حملاً ثقيلاً ألقى على عاتقي.

وكان الطلاب أكثر قربا مني، وكانت لهم أسئلة كثيرة عن الإنجليز والمعسكرات وكنت أحرص على التجاوب معهم، وأذكر منهم الطالب وائل شاهين ونعمان شاهين بالتوجيهي وعمر شاهين ثقافة وعلي أحمد حمدي توجيهي وعصمت أحمد حمدي ثقافة والأخ كمال ناجي موظف ويدرس بالجامعة الأخ فخري أبو العز طالب جامعي الأخر عبد الرحمن عبد الخالق جامعي الأخر أحمد كمال أبو المجد جامعي والأخ محمد مهدي عاكف جامعي

وكان يلازمهم الأخ رفعت عبد الرحمن النجار الذي كان يعمل بالطيران ولكنه كان تابعا لقسم الوحدات بالمركز العام والذي كان يرأسه اليوزباشي صلاح شادي كما عرفت أن للطلبة قيادة عليا بالمركز العام وكانت شخصية هذه القيادة تملأ الأذان كما تسيطر على أغلب طلاب الجامعة والمعاهد التعليمية وذلك لما كان يتمتع به من حنكة سياسية وحكمة في المواقف الصعبة وكان صاحب هذه الشخصية القوية التي كانت أحاديثه تملأ الآفاق هو الطالب مصطفى مؤمن ..(2)

مقاومة المستعمر

لقد شغل فكر الشباب وسيطر على وجدانهم موضوع المستعمر الجاثم على قلب الوطن يستنزف موارده ويذل شعبه، وكان هذا التفكير يسيطر على شباب الإخوان، يقول حسين حجازي: كان التفكير الغالب على أذهاننا نحن الشباب في تلك الفترة من حياتنا هو كيفية مقاومة الاستعمار الإنجليزي الجاثم على صدورنا لذا فقد اتفق كل من الإخوة وائل ونعمان وعمر شاهين والأخوين علي حمدي وعصمت حمدي والأخ رفعت النجار معي على الاجتماع بمنزل الأخ وائل شاهين

والذي كان يطل على ميدان العباسية وذلك بعد صلاة المغرب يوميا وذلك لدراسة طرق مقاومة الإنجليز بما يتفق مع إمكانياتنا البسيطة في ذلك الوقت وقد حرصنا على ألا يعرف أحد غيرنا من الشعبة ما نخطط لعمله، واجتمع رأينا جميعا على مهاجمة جنود الطيران الإنجليز أثناء عودتهم من السينما داخل المعسكرات بجوار كلية البوليس إلى مكان مبيتهم الذي كان يقع بين مستشفى الدمرداش وقصر الزعفران جامعة عين شمس حاليا.

وفعلا قمنا بعمل عدة كمائن خلف سور الأشغال العسكرية حيث كان يوجد مكان مهجور وأثناء مرورهم بحارة ذهني كنا ننقض عليه كالصاعقة حيث كان يخرج الأخ حمدي من مكمنه فيمسك الإنجليزي ويشل حركته من الخلف لأفرغ أنا كيسا من الرمال في فمه لكي لا يستطيع الاستغاثة وبعد ذلك يأتي باقي المجموعة يضربونه بالمطواة والزجاجات الفارغة

وفي إحدى المرات كشفت أمرنا بعض السيدات اللاتي كن يجلسن في شرفاتهن فأطلقن صرخات عالية فهربنا حتى لا ينكشف أمرنا وحين علم بذلك الأخ شكري نائب الشعبة طلب منا أن ننقل نشاطنا بعيدا عن موقع الشعبة حتى لا تنكشف شخصيتنا وتعرف هوية انتمائنا، فاجتمعنا بمنزل الأخ وائل شاهين وقررنا أن نفعل ما نريد بعيدا عن مقر الشعبة التي كانت في شارع غرب القشلاق وفي مواجهة حارة ذهني.

على أن يتم ما نريده في الحديقة الكبيرة التي كانت تمتد في أول ميدان العباسية حتى مستشفى الدمرداش حيث كان بعض الإنجليز يتجولون ليلا بحثا عن إحدى الساقطات ونفذنا هذه الخطة وتم سحب بعض الجنود خلف السكة الحديد التي كانت تمر بجانب سور قصر الزعفران وفعلنا بهم ما فعلنا بسابقيهم ..(3)

شارك في العديد من المظاهرات التي تحركت ضد وزارة صدقي باشا بسبب معاهدة صدقي بيفين، كما شارك في المظاهرة الكبرى التي تحركت من الأزهر الشريف حيث طالب الإخوان بإعلان الجهاد من أجل فلسطين وفي هذه المظاهرة أصيب الإمام حسن البنا برصاصة.

على طريق الجهاد

حسين حجازي وسط المجاهدين فى حرب فلسطين

بعدما انتهت الحرب العالمية الثانية أدرك الإخوان المخطط الفعلي التي تقوم به الدول الغربية في محاولة تهويد الأراضي الفلسطينية وتوطين اليهود على حساب السكان الأصليين، فعمد الإخوان بالتنسيق مع أمين الجامعة العربية ومفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني لتشكيل هيئة وادي النيل لإنقاذ فلسطين عام 1947

والتي تأسست من رجالات مصر المرموقين برئاسة محمد علي علوبة باشا وضمت بين أعضائها زعماء يمثلون سائر التكتلات السياسية في البلاد، وبدأت نذر الحرب تحول في الأفق بعد إعلان بريطانيا قرارها بالانسحاب من فلسطين في 15 أبريل 1948م وترك البلاد لمن يستطيع السيطرة عليها سواء الصهاينة أو السكان الأصليين مع العلم أنهم مهدوا الطريق للصهاينة بإمدادهم بالسلاح وفتح باب الاستيطان وتدريبهم تدريبا عسكريا.

دفع ذلك الإمام البنا بتحريك المظاهرات المنددة بقرار التقسيم، والمطالبة بفتح باب الجهاد، وتحت الضغوط الشعبية فتح باب التطوع تحت إشراف الجامعة العربية وهيئة وادي النيل لإنقاذ فلسطين، وسارع الإخوان للالتحاق بمعسكرات التدريب وكان حسين حجازي واحد من هؤلاء الذين تطوعوا للجهاد.

يصف هذا المشهد بقوله: ولما وجدت أن الأمر قد أصبح عملاً جدياً ذهبت إلى المركز العام لتسجيل اسمي وذهبت في اليوم التالي بعد صلاة العشاء فوقف الأخ عبد الغني عابدين ينادي في فناء المركز العام على الأسماء التي وقع عليها الاختيار للخروج في هذا الفوج

وبعد انتهاء الأسماء لم أجد اسمي بينهم فأفزعني ذلك ولم أكن وحدي بل كان مثلي العديدين الذين أصروا على عدم مغادرة المركز العام حتى يتم سفرهم جميعا لأداء رسالة الجهاد وتبادل كبار الإخوان الكلمات لتهدئة الموقف دون جدوه وقد أذهلهم هذا الموقف الفريد وتلك الروح العالية الوثابة

وكنا نبكي كما لو كان قد مات لنا أعز أهلينا ولما وصل الأمر إلى هذه الحال حضر فضيلة المرشد العام وأخذ يهدئ من روعنا قائلا أنه سوف يعد كتيبة من عشرة آلاف سيكون هو على رأسها وسنكون جميعا ضمن هذه الكتيبة ثم قال إنه اتفق وعزام باشا على هذا الأمر ثم طلب منا الانصراف في هدوء.

وأعلنت جريدة الإخوان المسلمين اليومية أسماء من وقع اختيارهم للتدريب للسفر لفلسطين وكنت واحد منهم، وقد اخترت ك قائد فصيلة رابعة مشاه برتبة ملازم ثان ..(4)

في 4 أبريل 1948م تم ترحيل الكتيبة بعد أنهت تدريبها وتولى قيادتها البكباشي أحمد عبد العزيز، وقد وصلوا إلى فلسطين وانضموا إلى بقية المجاهدين.

شارك في عملية استطلاع واستكشاف مستعمرة كفاردويروم، والتي سبقت الهجوم والذي تم في 13 مايو سنة 1948م واستشهد فيها عدد كبير من الإخوان.

معركة تل بيوت

لقد دخل الإخوان معارك عدة شهد لها الجميع وذكرها المؤرخون في كتاباتهم، ومن هذه المعارك معركة تل بيوت والتي قادها المجاهد حسين حجازي في 3/ 6/ 1948م حيث تحرك بعدد بسيط من إخوانه ونسف هذه المستعمرة والتي هزت انفجاراتها كل مكان.

يقول كامل الشريف:

وفي اليوم التالي تجمعت قوات يهودية كبيرة من القدس الجديدة ومستعمرات (تل بيوت) و(أرنونة) فطالب الإخوان بتعزيز القوة وإرسال عدد آخر يشترك معهم في الدفاع عن المستعمرة.
لكن القيادة قلبت كفها محتجة بعدم وجود قوات لديها حتى يوم (28) مايو إذ حسم اليهود المعركة فأغاروا بقوات كبيرة قدرت بخمسة آلاف تؤيدها المدفعية والعربات المدرعة واستبسلت القوة الصغيرة من الإخوان في الدفاع على أمل أن تنجدهم القيادة بالقوات اللازمة وطال بهم الانتظار زمنا طويلا دون جدوى فقرروا الانسحاب بعد أن دمروها تدميرا تاما ولم يتركوا فيها بقعة واحدة تصلح للإيواء.
حاصر الإخوان المستعمرة وما جاورها وتولوا الدفاع عن قرية (صور باهر) العربية ولقد حدث في أوائل شهر يونيو أن حلقت طائرة يهودية تحمل أسلحة وذخائر وأرادت إلقاءها على (رامات راحيل) وكان الوقت ليلاً ورأى الإخوان أن المستعمرة تطلق إشارات حمراء لتدل الطائرة على موضعها فما كان منهم إلا أن أطلقوا إشارات حمراء مشابهة فاختلط الأمر على الطائرة وألقت حمولتها فوق (صور باهر) وكانت صناديق ضخمة مليئة بأجزاء المدافع وأنواع الرشاشات الحديثة والأدوية الثمينة.
أراد اليهود تعزيز النصر الذي أحرزوه في ختام معركة (رامات راحيل) فأرسلوا قوة من جنودهم هاجمت الجيش العربي الأردني في مقر قيادته في (دير مار إلياس) واضطرته لإجلائه وكان هذا الدير يقع على مقربة من (صور باهر) حيث ترابط فصائل من الإخوان فضلاً عن أن احتلاله باليهود كان يؤثر تأثيرا بعيدا في موقف القوات المرابطة في (بيت لحم) فلم يجد الإخوان بداً من معاودة احتلاله وتقدمت قوة منهم بقيادة المجاهد (حسين حجازي) تعاونه قوة فلسطينية من جيش الجهاد المقدس يقودها المجاهد العربي ((جاد الله)) وهاجمت اليهود على غرة واضطرتهم للانسحاب موقعة بهم كثيرا من الخسائر.
وكان هذا النجاح حافزا على القيام بحركة جديدة ذلك أن المستعمرة (تل بيوت) دأبت على إطلاق النيران من برجها الضخم وتسبب عن ذلك كثير من الخسائر والأضرار مما اضطر أحمد عبد العزيز إلى لإصدار أوامره للأخ المجاهد (حسين) ليتولى تدمير هذا البرج الخطير.
وفي ليلة (4) يونيو انطلقت جماعة من بيت لحم وأحيط انطلاقهم بتكتم كبير حتى أن زملاءهم في القوة لم يعلموا حقيقة المهمة التي سيقومون بها حتى لمعت برقة خاطفة أضاءت صفحة السماء وأعقبها انفجار هائل ارتجت له أركان المدينة وشاهد الناس أحجار البرج الضخم تتناثر في الهواء ثم تتهاوى لتصنع من تراكمها قبرا كبيرا يضم نخبة كبيرة من رجال الهاجاناه ..(5)

ويقول محمود الصباغ:

كانت مستعمرة تل بيوت التي انسحب إليها اليهود الفارين من معركة رامات راحيل، دائبة التحرش بالإخوان فقرروا تدميرها.
وفي ليلة 4 يونيو 1948م انطلقت مجموعة من الإخوان الفدائيين بقيادة الأخ حسين حجازي من بيت لحم بتكتم شديد، حتى أن زملاءه في القوة لم يعلموا حقيقة المهمة التي سيقومون بها، واتجه بهم متسللين إلى مستعمرة تل بيوت فلغموا برجها الكبير، وعادوا سالمين.
وقد وصفت جريدة أخبار اليوم في عددها الصادرة في (5 يونيو سنة 1948م) هذا الهجوم الجريء فقالت:
«وفي الليل تسلل (حسين) ومعه أربعة جنود.. وزحفوا على الأشواك في صور باهر أربعة كيلو مترات تحت تهديد الرصاص الطائر في الهواء والحيات الزاحفة بين الأحجار.
«وقرب الفجر سمعت بيت لحم انفجارًا مدويًا، وتهدمت ثلاثة حصون من (تل بيوت) وفي الصباح عاد (حسين حجازي) ليتلقى تهنئة قائده ومعها لقب بطل (تل بيوت)».
ولقد شاهد الناس أحجار البرج الضخم تتناثر في الهواء ثم تتهاوى لتصنع من تراكمها قبر كبيرًا يضم نخبة كبيرة من رجال الهاجاناه ..(6)

و يقول علي نعمان:

كان لهذه المستعمرة برج ضخم دأب الجنود على إطلاق النيران منه على القوات الموجودة في بيت لحم أو صور باهر مما أحدث كثيرا من الخسائر والأضرار، فكان من الضروري إزالة هذا البرج الضخم، فكلف القائم مقام أحمد عبد العزيز الأخ حسين حجازي للقيام بالتعامل مع هذه المستعمرة وإزالة هذا البرج.
فتقدم بقوة من الإخوان تعاونه قوة فلسطينية من جيش الجهاد المقدس قيادة الأخ جاد الله من سوريا، وفي 4 يونيو انطلقت جماعة المقاتلين من بيت لحم وأحيط انطلاقهم بتكتم شديد حتى أن القوة نفسها لم تكن تعلم حقيقة المهمة التي سيقومون بها إلا حين لمعت في السماء إشارة ضوئية
وكان هذا إيذانا بعلاج البرج، فزحفت هذه المجموعة تغطيها المجموعة الفلسطينية في صمت رهيب حتى تمكنوا من وضع الألغام تحت هذا البرج الضخم في صمت رهيب حتى تمكنوا من وضع الألغام تحت هذا البرج الضخم وانسحبوا خارج المستعمرة، وما هي إلا لحظات حتى أعقبها انفجار هائل ارتجت له المدينة وسقط البرج في صورة أحجار متناثرة في الهواء ليصنع من تراكمه قبرا لهؤلاء الذين كانوا يحتلونه من رجال الهاجاناه.
وفي الليل تسلل الأخ ومعه أربعة من زملائه زحفا على الأشواك تحت النيران التي أطلقها اليهود في كل اتجاه، وظلوا كذلك حتى قرب الفجر حين سمعوا انفجارا آخر مدويا مدمراً ثلاثة حصون من تل بيوت.
وانسحب الأخ حسين إلى "صور باهر" ليتلقى تهاني إخوانه المقاتلين، وقد نشر هذا التحقيق في الدعوة ورواه المقاتلان حسن الجمل ومحمد عبد النبي وآخرون ..(7)

و يقول محمود جامع:

المجاهد حسين حجازي مع القائد أحمد عبد العزيز (نشرتها جريدة أخبار اليوم عام 1948م)
وتكلم الكثير بآرائهم عن صواب دخول الجيوش العربية النظامية ..وهل أخطأت الحكومات العربية فى سياساتها وتخطيطها وتوقيت تدخلها . ولكن متطوعي الإخوان المسلمين أبلوا بلاءً حسناً طيباً بالتعاون مع إخوانهم من ضباط الجيش المصري النظاميين ..وكان منهم الأبطال والشهداء ..مما يكتب عنهم المجلدات .. ويذكرهم التاريخ بالخير ..
ومنهم الشيخ محمد فرغلي والشهيد يوسف طلعت الذين أعدمهما عبدالناصر ظلما بعد ذلك .. ومنهم حسن دوح الذي سجنه عبدالناصر فى السجن الحربي ..وحسن عبدالغني وعلي صديق ومحمود نفيس حمدي ومعروف الحضري وعبد المنعم عبدالرءوف وأبوالمكارم عبدالحي وكامل الشريف وحسين حجازي وعيسى إسماعيل عيسى وعبد الرحمن عبد الخالق ومحمود عبده وسيد شراقي وعلي صبري وصلاح حسن وسيد منصور فيما بعد ..وعلي الفيومي وغيرهم من الشهداء الأبرار ..(8)
كما أشادت صحيفة أخبار اليوم المصرية بما قام به المجاهد حسين حجازي فنشرت بتاريخ 5/6/1948م، على صفحتها الأولى صورة لمجاهد الإخوان البطل حسين حجازي وتحتها عنوان (هو الآن اسمه بطل تل بيوت)، "بعد أن تلقى حسين حجازي التعليمات من أحمد عبد العزيز قائد الفدائيين بنسف مستعمرة تل بيوت زحف حسين حجازي ومعه أربعة من الفدائيين على بطونهم بين الأحجار والأشواك والعقارب مسافة أربعة كيلومترات حتى تمَّ نسف المستعمرة، وبدون خسائر، وعاد ليتلقى تهنئة قائده، ولُقب بـ"بطل تل بيوت" ..(9)
بعدما حلت الجماعة سافر إلى الأردن ثم دمشق حتى عاد لمصر عن طريق ميناء بيروت بلبنان.

المراجع

  1. حسين حجازي: من بطولات الإخوان في حرب فلسطين .. جماعة افتدت أمة، دار الاعتصام، 1988م.
  2. حسين حجازي مرجع سابق.
  3. المصدر السابق.
  4. المصدر السابق.
  5. كامل الشريف: الإخوان المسلمين في حرب فلسطين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
  6. محمود الصباغ: حقيقة التنظيم الخاص ،الزهراء للإعلام العربي.
  7. علي نعمان: شاهد على جهاد الإخوان المسلمين في حرب فلسطين 1948م، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
  8. محمود جامع: وعرفت الإخوان، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
  9. صحيفة أخبار اليوم: بتاريخ 5/6/1948م، الصفحة الأولى.

ألبوم صوره

ألبوم صور المجاهد حسين حجازي


إضغط علي الصورة لتظهر بحجمها الكامل

 

حسين حجازي

scan0025-(4)

حسين حجازي

حسين-حجازي-في-نهاية-العمر

حسين حجازي

حسين-حجازي

حسين أبو عياش

scan0006---Copy-(10)

حسين حجازي

أحمد-عبدالعزيز-وحسين-حجازي


للمزيد عن جهود الإخوان تجاه فلسطين وحرب 1948م

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

.

تابع أحداث في صور

وصلات فيديو

أقرأ-أيضًا.png
مرشدو الإخوان والقضية الفلسطينية
الإمام حسن البنا والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد حامد أبو النصر والقضية الفلسطينية

الأستاذ مصطفي مشهور والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد المأمون الهضيبي والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

تابع الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

الدكتور محمد بديع والقضية الفلسطينية