حكاية الانتخابات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حكاية الانتخابات

-الاسم : محمد على عبد اللطيف الحليسى

السن وقت الترشح : 43 سنة

المؤهلات : بكالوريوس العلوم والتربية سنة 85 وليسانس الشريعة الاسلامية 97

العمل : مدرس فيزياء ثانوي

- رئيس جمعية تنمية المجتمع التى يحاصرها النظام منذ ست سنوات

- ابرز الانشطة : العمل الخدمى والاجتماعى

- حصلت على المعلم المثالى على مستوى المحافظة ورشحت للجمهورية واجتزت مراحلها ثم جاء القرار الامنى بالاستبعاد

2- نعم ترشحت عام 90 لعضوية نقابة المعلمين , وعام 92 لانتخابات المحليات والتي تمت بالقائمة

3- الانتخابات الأخيرة وهى الانتخابات البرلمانية 2005 وتم ترشيحي من قبل الاخوان المسلمين باعتبارى واحدا منهم , وسبب المشاركة كما اعلنت الجماعة ولا زالت تعلن ان هذا اولا واجب شرعى لتغيير المنكر , وانها كلمة حق لابد ان تؤدى مهما كلفنا ذلك من جهد ومشقة , ولاصلاح اوضاع البلاد المتردية , ومحاربة الفساد الذى ضرب كل شىء , هذا فضلا عن ان العمل السياسى جزء من تصورنا للعمل للاسلام كدين ولا نعرف هذه التقسيمات

4- قبل الانتخابات كان الجو العام يوحى ببصيص من الامل تجاه الحريات العامة , وان كانت مهزلة الانتخابات الرئاسية ومسرحية تغيير الدستور ( من اجل مشاركة اكبر عدد من المرشحين ) كانت دائما تؤكد ان النظام هو النظام

ومع هذا كنا نتوقع فوز عدد اكبر من ال 17 الموجودين فى دورة 2000

5- لا لم يحدث ان كلمنى احد فى الاثناء عن الترشيح باستثناء ضابط امن الدولة بكفر الشيخ ( محمد شهدة ) وللعلم هذا الضابط داهم بيتى بعد الانتخابات ولم يبق فى البيت شيئا الا أخذه

6- نعم اثناء الجولات الانتخابية تمت عدة لقاءات مع أغلب المرشحين وخاصة من كان يتوقع منهم المنافسة وهذه اللقاءات تمت بناء على طلب الزملاء المرشحين

واذكر منهم الحاج محمد خطاب وهو نائب سابق لدورتين متتاليتين 95 و2000 , والمستشار مخلص الصالحى وهو ايضا نائب سابق لدورة 95 والحاج سيداحمد عيسى وهو ايضا نائب سابق فى دورة 2000 , احمد عبد القادر ( نائب حالى ) نجح مستقلا وانضم الى الحزب الوطن بل ودخل لجنة السياسات مع جمال !!!!.

هذه اللقاءات وغيرها جاءت بعد فترة من الدعاية لان المنافسين لم يكونوا يتوقعوا هذه الحركة الكبيرة والمؤثرة فى الشارع والتى لفتت أنظار الناخبين فى الدائرة ,

ولان الدائرة لم يسبق ان ترشح بها احد عن الاخوان , ولان المرشح ليس من عائلة كبيرة , ولان قرية المرشح صغيرة (1800 صوت انتخابى فقط ) وقتها فى حين ان سنهور المدينة بلد الحاج محمد خطاب 22 الف صوت وشباس الملح بلد الحاج سيداحمد 12 الف وهكذا , ولان المرشح ليس من اصحاب النفوذ والمال وغيرها مما يعد عند عامة الناس مبررات للترشح ,

ولكن لما تمت هذه اللقاءات كانت تنبىء عن احساس اكيد لدى الزملاء المرشحين بقوة الاخوان وقدرتهم على المنافسة وامكانتهم فى الحصول على المقعد ولذلك كانت كل الطلبات تدور حول التعاون

والحقيقة كان الجميع فى غاية الادب والاحترام ولاننا من جانبنا كنا حريصين على ان ننزل الناس منازلهم ولا نتعرض لاحد بطعن او تجريح حتى لو قام احد منهم بذلك

7- لا لم يعرض علينا احد التنازل

8- لا لم تكن هناك صعوبات اثناء التقديم بالنسبة لى

9- المرشحون بلغ عددهم 32 مرشحا ( 14 فئات و18 عمال ) , وابرز المرشحين هم من ذكرت , ولم يكن من بينهم على الاطلاق مرشح الحزب عن مقعد الفئات ( د/ الغمرى الشوادفى ) والذى اصبح نائبا عن الحزب الوطنى !!!!!!

10 – نعم تم الغاء اول مؤتمر لى فى قريتى بقوة الامن , ولذلك كان القرار بعدها الا نعتمد على هذه المؤتمرات فى الوصول للشارع بل كنا نصل اليهم مباشرة فى كل مكان فى الدائرة اينما كانوا ولو اعداد بسيطة فى بيوتهم , وهذا وان كان قد كلفنا مجهودا ضخما جدا لكنه كان الاجدى

ليلة الانتخابات عقدنا مؤتمرا لتوعية قريتنا المتعاطفة جدا الى حد التضحية بكل شىء , عقدنا هذا المؤتمر لان المؤشرات كانت تقول ان النظام لن يسمح

- مهما كانت النتائج

- بنجاح احد من الاخوان فى الجولة الثالثة , وكنت اخشى جدا من هذا النظام الغبى الطائش ان يستخدم اسلحته النارية المختلفة ضد العزل من ابناء القرية فيقتل منهم عددا او يصيب اخرين , ولذلك اكدت جدا على اهل القرية الايتعرضوا لجيش الاحتلال المسيطر على منطقة لجان الانتخابات حيث العربات المصفحة والمدرعة والقنابل الحارقة واليدوية والاسلحة الاوتوماتيكية والتقليدية والرصاص المطاطى والرصاص والحى ومئات الجنود

ولم تنم قريتنا ليلتها , ولم اذق طعم الراحة ولا النوم على ما بى من شدة الاجهاد والاعياء حذرا قلقا مما سيسفر عنه الصباح وما يخبئه لاهل هذه القرية الوادعة الامنة من جبروت وطيش وعدم مسؤلية

واثناء عقد المؤتمر ليلة الانتخابات دخلت التعزيزات الامنية بارتال اخرى من المصفحات وهاجت القرية وهتفت بكل ما تملك ضد هؤلاء الغزاة ( بالروح بالدم نفديك يااسلام )!! نعم والله هكذا هتفوا

ولم يكن حديثي مع اهل قريتى فى هذا المؤتمر عن كيفية التصويت ولا عن حراسة اللجان ولا عن الذهاب للقرى المجاورة ولا عن شىء مما يقفز الى ذهن اى من الحاضرين ولكن كان التوجيه فقط لا تواجهوا الشرطة ولو لم نحصل على صوت واحد من القرية فشعبيتنا فى الدائرة تكفى لحسم الموقف من الجولة الاولى

- وجاء اليوم المشهود يوم الانتخابات

- ذهبت مع بعض الاخوة مبكرا الى اللجان للاطمئنان على بدء عماية التصويت وللتأكيد على أهل القرية بما اتفقنا عليه , فوجدت طوابير الرجال والنساء من السابعة صباحا تقف امام اللجان , فأهل القرية قرروا عدم الذهاب لاى عمل هذا اليوم , وخرجوا رجالا وشبابا ونساء واطفالا الى اللجان

سلمت على السادة القضاة وذكرتهم بواجبهم وانهم الحصن الامن لهذا البلد وكان احدهم مسيحيا - اظنه رئيس محكمة دمنهور- وطمئننى بشهامة على اداء المهمة ثم خرجت متوجها الى احدى القرى المجاورة للمرور على اللجان الساعة الثامنة والنصف , وما ان وصلت الى هذه القرية حتى اتصل بى احد الزملاء بان المعركة بدات فى القرية فعدت على الفور بعد 5 دقائق لاجد معركة حامية الوطيس بين بلطجية الحزب الحاكم الذين اتى بهم توا من سجن دسوق وبين شباب البلد الذين رفضوا اهانة ابائهم وضرب امهاتهم وسب اخواتهم , ووجدت الاسلحة البيضاء بشتى انواعها تلمع فى فى سماء القرية , فالسنج والسيوف والسكاكين والمطاوى والبلط والجنازير والخناجر وما لا اعرف اسمه قد اكتسحت الرجال والنساء والاطفال ووقعت الحوامل على الارض وديست بالاقدام , ولكن بدا شباب القرية فى استعادة الموقف وقرروا مواجهة هؤلاء وصاح الشباب صيحات تجمعت حولها كل القرية وبدات المعركة الشرسة والتى انتهت بالقبض على كل البلطجية وربطهم على زرائب المواشى , ودخلت انا الى هؤلاء البلطجية فى الاماكن التى ربطوا فيها وسالتهم :

من اتى بكم ؟ فقالوا ( وكلهم دماء وبكاء ) : اللى جابنا هنا رئيس المباحث احمد السكران بيه طلعنا من السجن وقال لنا كلها ربع ساعة وحينفض مولد الانتخابات . واعطانا جرعات كبيرة من المخدرات فتناولناها كلها , وناولنا كل هذه السنج وغيرها وكانت معاه فى عربية الشرطة وقال للمخبرين سلموها لهم , وقال لنا ان ضربتوا البلد وبوظتوا الانتخابات حافرج عنكم وان معرفتوش حارجعكم السجن تانى و حاعمل لكم قضايا تانيا ياولاد ال....

وذهبت الى مكان اللجان فوجدت بالفعل احمد السكران امام اللجنة وهو مضطرب يمسك زراعه وقال لى : كده يا استاذ محمد البلد تضربنا وتكسر العربية ؟

قلت له : يا احمد بيه الكلام دا ينفع فى المدن وما حدش عارف حد هناك يعنى لما تيجوا فى الاعلام وتقولوا ان الاخوان كان معاهم سنج وتصوروا اى حد من رجالتكم معاه سنجة ممكن تخدعوا الناس لكن فى قرية صغيرة كلهم عارفين بعض وتجيبوا ناس اغراب يضربوا البلد معناه ان اللى بيخطط لكم غبى

وتذكرت على التو كلمة كان احد اغنياء البلد ( الحاج خليفة الشناوى ) قد قالها لى قبل الانتخاب بيومين  :

ان المباحث سالونى وانا عندهم ايه رايك فى بلدكم ؟ قلت لهم بلدنا ناس غلابة عسكرى واحد يجريهم كلهم .!

ولما توقف الضرب وفشلت خطة الحزب والمباحث والبلطجية نصب اهل القرية الكمائن على مداخل البلد ووقف النساء بجوار الرجال على الكمائن حتى لايتكرر السيناريو

وبدأت عملية التصويت تتحرك شيئا ما هنا بأت المرحلة الثانية من خطة الحزب الوطنى وهى منع التصويت وذلك باغلاق اللجان امام الناخبين بالمصفحات والمدرعات وتهيات القوات الخاصة للاشتباك بالناخبين , ووقف الضابط عبد الغنى......( نسيت باقى الاسم ) وهو شخصية مستفزة يتهدد ويتوعد كل من تسول له نفسه الاقتراب او الشروع فى الاقتراب من اللجنة ,

ووقفت الطوابير وانا اصبرهم عساهم يجدوا الى اللجان منفذا , ولكن عبثا حاولوا فلم يفلحوا فى دخول اللجان من ابوابها فقرروا ان يأتوها من ظهورها حيث ان المدرسة الابتدائية التى بها التصويت تحيطها من ثلاث جوانب ارض زراعية , وبالفعل بدأت عمليات التسلل الفردى فى مغامرات القفز على الاسوار الشاهقة للرجال والنساء والشباب والشابات , وحدثت من المغامرات والطرائف والغرائب ما لا يتصوره عقل أنّ هذه انتخابات , فبعض الشباب حملوا سيدة مقعدة عندها جلطة رباعية وتبكى تريد ان تدلى بصوتها وتدعوا على من يمنعها ان يبتليه الله كما ابتلاها فخاف الضابط عبد الغنى من مواجهتها وتركهم يدخلون بها فأدلى خمسة دفعة واحدة باصواتهم ,

فلما نجحت الفكرة كرروها واتوا بكل اصحاب العاهات والمقعدين والعجائز وبهذه الحيلة صوت حوالى 600 ناخب وبقية الاصوات التى ادليت 628 جاءت من على الاسوار فكانت جملة الاصوات التى تم الادلاء بها 1228 صوت تقريبا من 1806 ولم يفلح الباقون فى التصويت ووقفوا واعينهم تفيض من الدمع , وانا على مدار اليوم اداعب اهل البلد وااكد على المعنى الذى اريده اننا لو لم نحصل من بلدنا على صوت واحد سننجح ان شاء الله

وجاءنى اللواء مصطفى زرارة ورئيس البحث الجنائى عقيد عبد اللطيف الحناوى يساوموننى على اطلاق سراح البلطجية وكان كلامى معهم : هل انتم الذين اتيتم بهم فيقولون لا لا فأقول فلم الاهتمام بهؤلاء دعوهم لاهل البلد يتصرفوا فيهم , وكانت كلماتهم لاتخلو من تهديد بان البلد كلها ممكن تولع وان التعزيزات فى الطريق لتحرير هؤلاء والانتقام من البلد !!!!!!!

وهو شىء محير ان كانت الشرطة لم تات بهم فلم ستحرق البلد من اجل تحريرهم , فقلت للضابطين وكانوا على خلق :

البلطجية اعترفوا ان رئيس المباحث احمد السكران اللى جابهم فقال لى الضابط عبد اللطيف الحناوى (انت عارف القصة كلها عديها وطلع العيال دى) وظللنا فى مساومات على هؤلاء الاولاد من الساعة التاسعة صباحا حتى الرابعة والنصف عصرا ولاجل هذه المساومات وورقة الضغط كان يسمح لذوى العاهات بالتصويت وتقدمت بعدة بلاغات للسيد المستشار رئيس الدائرة عن منع التصويت ولكن لا مجيب , وتفضل المستشار حنا رئيس محكمة دمنهور

-كما اخبرنى

– بمهاتفة رئيس الدائرة وكلم الضباط بالخارج للسماح للناخبين بالتصويت وجاءه الرد من كلا الطريقين : دورك فى اللجنة بس

وظللت اليوم كله فى قريتى لم اخرج الى اى بلد فى الدائرة ولكن الاخبار كانت تاتينا ان التصويت فى القرى التى فيها المنافسين مفتوح , وان بعض القضاة للاسف كان يسمح بالتزوير لصالح مرشحى الحزب وتسويد البطاقات لهم فى غيبة من مندوبينا

ومع هذا فكنا مستبشرين جدا لما نعرفه من اتجاه التصويت فى الدائرة

وانتهى اليوم الانتخابى العصيب وخرجت الصناديق الى مقرات الفرز وحرس القضاة هذه الصناديق حتى وصلوا بها الى المقرات , وقبل ان تبدأ عملية الفرز دخلت سيارة اسعاف تحمل اربعة صناديق اضافية غير التى تم التصويت فيها وكان هناك اربعة قضاة كانهم هم المرشحين عن الحزب الوطنى فى تعصبهم وتحيزهم ولا ادرى كيف تمت عملية استبدال الصناديق

وداخل غرفة الفرز بدأت العملية هادئة مطمئنة وكل السادة القضاة رؤساء اللجان الفرعية ما ان ينتهى احدهم من فرز صندوقه وتجميعه الا ويهنؤنا على النجاح ثم يخبرنا بتفاصيل صندوقه كلها ثم يسلم النتيجة الى رئيس اللجنة المستشار فاروق اسماعيل على اسماعيل ثم ينصرف مشكورا واذكر ان الاخ الكريم مرشح العمال سراج السيد وقف امام الجميع يعلن فوزنا بالمقعد ورد عليه احد السادة القضاة : من الجولة الاولى من غير اعادة

وانتهت عملية الفرز تماما الساعة لتاسعة والثلث مساء تقريبا وجلسنا ننتظر اعلان النتيجة ونحن يهنىء بعضنا بعضا .

وتاخر التجميع والتليفون لايتوقف رنه ولاينزل من على اذن المستشار فاروق اسماعيل رئيس اللجنة ونحن نستغرب لهذا التصرف , ثم جاءنى سكرتير اللجنة وانا جالس امام المنصة الموقرة (التى يجلس عليها ثلاثة من القضاء فى وسطهم فاروق اسماعيل ) فهمس فى اذنى باننى حصلت على اعلى الاصوات وانتهى التجميع

وطالبت المستشار باعلان النتيجة فرد على : يا استاذ لسه بنجمع , وكان يجلس بجوارى مرشح مستقل وهو السيد /مخلص الصالحى وهو مرشح فئات مثلى وكان ترتيبة الثانى فى الاصوات بعدى بخمسة الاف صوت فقال لى يا : استاذ محمد القاضى دا حيزور النتيجة قلت له ليه ؟ قال الفرز خلص والتجميع خلص هو مستنى ايه ؟ قلت له روح كلمه فذهب اليه بالفعل وكلمه ولكن كان نفس الرد : لسه بنجمع

سالت سكرتير الجلسة مين اللى على التليفون مع الريس ده ؟ قال انا عرفت مكالمتين فقط واحدة من وزير العدل والثانية من المحافظ وكان الوقت قد تاخر جدا الساعة الثانية صباحا والجو برد جدا فنحن فى عز الشتاء كما يقولون ( 5/12 ) وبدا الناس فى الانصراف واحدا تلو الاخر من انصار المرشحين ولما غادر معظم المرشحون القاعة انصرف معهم مؤيدوهم حتى مرشحوا الحزب لم يؤمل احدهم فى شىء , وكان معى المهندس حسن الطراوى مندوب فى الفرز للدكتور الغامرى الشوادفى مرشح الحزب الوطنى فئات فلما هم بالانصراف سلمت عليه فقال لى :

مبروك عليك , صاحبك كسفنا الله يكسفه قلنا له بلاش الدور ده طلعت فى دماغه خليه يشرب ادى تالت مرة يترشح ويسقط , والغريب انه بعد التزوير اصبح المهندس حسن امين القاعدة الحزبية فى دسوق !!!!!!

وقابلنى رئيس المباحث احمد السكران الذى جلب البلطجية الى بلدنا مسلمّا علىّ ومعتذرا عما كان وقال لى عموما اللى فات فات انا عندى واحد عاوز أعيّنه

وقابلنى فى لجنة الفرز العقيد نادر جنيدى رئيس مكتب امن الدولة بدسوق انذاك فوجدته مضطربا يذهب وياتى ولم يكلمنى مع اننا على صلة من عام 84 حيث يعمل فى دسوق من يومها .

الحاج محمد خطاب مرشح فئات مستقل وكان نائبا لدورتين متتاليتين خرج من غرفة الفرز حوالى الساعة العاشرة والنصف واعلن امام الجماهير المحتشدة امام مقر لجنة الفرز ان الحليسى نجح , ثم عاد الرجل لغرفة الفرز مرة ثانية الساعة الثانية والنصف وهو يزمجر: انا اولى من غيرى وجلس فى حوار مع الجالسين تارة ومع نفسه تارة اخرى وتعالت اصواته مع السيد /مخلص الصالحى ثم وقف الساعة الثالثة والنصف امام كل الموجودين وقال لى :

اسمع يااستاذ محمد : انت صقطنا كلنا لكن ولاد ال.... حيصقطوك دلوقت اهه . بعدها على الفور وقف المستشار فاروق اسماعيل واخذ ميكرفون المنصة وقال : الحرس اللى خارج القاعة يدخل للقاعة ويحمى المنصة , وبأت على الفور جموع ضخمة من قوات الامن التى تحمل السلاح تحيط بالمنصة ( اربعة صفوص كاملة ) وتمنع الاقتراب منها وبدا فاروق اسماعيل فى اعلان النتيجة كلاتى :-

1- الغامرى الشوادفى 9الاف صوت (وكسر لااذكره)

2- سيداحمد عيسى 7 الاف صوت (وكسر لااذكره)

3- احمد عبد القادر 7الاف صوت (وكسر لااذكره)

4- رجب ودن 6 الاف صوت (وكسر لااذكره)

يعنى واحد فئات وهو الغمرى وثلاثة عمال يخدّموا عليه , والاخير رقم 4 جاؤا به من زيل القائمة لان بلده بها عشرة الاف كلها ستدخل جيب الغامرى هكذا خططوا وذلك الذى تم .

فكان اعلان النتيجة كالصاعقة على الجميع حتى ان احد اللواءات اعرفه جيدا ولاداعى لذكر اسمه انفجر فى البكاء كانه طفل وعانقنى شديدا وطويلا وهو يبكى ويقول احتسب عند الله اللى حصل انتم احسن ناس شوفتهم ,

وانخرط ضابط القوات الخاصة عقيد أشرف .... هو الاخر فى البكاء وظلت القاعة تهتف بالدعاء على الظالمين والمزورين , ثم اعتليت انا منضدة لاتمكن من رؤية رئيس اللجنة المزور ثم طلبت من الجميع السكوت والهدوء فسكتوا وقلت له ما نصه :-

(الكل يعلم ان مقعد الفئات فى دائرة العجوزين هو من حق مرشح الإخوان بلا منافس , وانت ظالم مزور مفتر سأقاضيك امام الله يوم القيامة , فاذكرنى دائما عند كل مصيبة فى نفسك وولدك انها دعوة المظلوم ,-وكان مطرقا راسه هو ومن معه – فقلت له ارفع راسك انت ومن معك وانظر لى لتعرف من سيقاضيك امام الله ,

الا تخاف الله , ياهذا انت بقعة سوداء فى ثياب القضاء الناصع البياض لابد ان تزال انت وامثالك , ايها السادة المزورون المشاركون معه على هذه المنصة والتى ما كان لكم ان تصعدوها لولا هذا النظام الفاشل المستبد لن تفلتوا من خزي الله فى الدنيا والاخرة ).

ثم اتجهت الى الحضور الباكين وقلت لهم نحن اقوى منهم ولولا ذلك ما زوروها انهم يخافوننا , ثم وقف بجوارى على المنضدة السيد /مخلص الصالحى (مرشح الفئات والذى يلينى فى الاصوات ) وقال وهو يبكى :

ظلمتونى منكم لله , المقعد دا ياناس يا ظلمة بتاع محمد الحليسى وان كان حد حيعيد معاه يبقى انا .

وأخذ بيدى ليساعدنى على النزول السيد العميد مأمور مركز دسوق /مصطفى عمر بيه وقال الله يعوض عليك منهم لله وحسابهم على الله , وأصيب اثنان من الحاضرين بغيبوبة اذكر منهم الاستاذ / عبد الصمد الفقى وهو موجه بالتربية والتعليم وكان مندوبا للفرز.

وتحركت الى خارج القاعة لاجد الجماهير التى تريد ان تفعل اى شيء ولو بالاشتباك مع الشرطة مهما كلفهم هذا التصرف من اصابات ولكن الهمنى الله الرشد بان حملنى احد الاخوان واعطانى ميكروفونا كان معهم فكلمت الجماهير وذكرتهم بان المعركة مع هذا النظام المستبد لازالت طويلة والامر اكبر من مقعد يسرق أو إرادة دائرة تزور .

واسدل الستار على ملحمة ابطال الدائرة من اهلى ودائرتى , وعلى ملهاة الانتخابات فى ظل النظام الحاكم , وعلى مأساة القضاة المزورين الذين لطخوا شرف المهنة العظيمة .

بقى ان أقول ان الدائرة لم تكن تحت الضوء الاعلامى فلم يسمع بها احد الا بعد الانتهاء من الجريمة كلها , وليس عندنا احد ممن له صلة بالاعلاميين فيتابعوا معنا .

وقيد الله لى رجلا والله لااعرفه ولم اقابله حتى الان اتصل بى فى اليوم التالى لاعلان النتيجة وقال لى : سأرسل لك نسخة من محاضر الفرز فى اللجان كلها 128 لجنة , وبالفعل عدت الى بيتى- وكنت قد خرجت لشكر الناس على ما بذلوا – فاخبرتنى زوجتى بان رجلا ترك لك هذا المظروف ففتحته فاذا هى محاضر الفرز كلها .

ثم اتصل بى الرجل الشهم الذى ليس بينى وبينه اى سابق معرفة السيد سكرتير اللجنة وقال :

ان ضميرى يحتم على ان اشهد بما رايت ,ثم ذهب الى الشهر العقارى بقطور مركز من مراكز محافظة الغربية لئلا يمنع فى كفر الشيخ من توثيق شهادته , وبالفعل حكى كيف سرقت اصواتى ووزعت على مرشحى الحزب الحاكم وعلى المستقلين على مذهب الحزب ,ومن رحمة الله ان المزورفاروق إسماعيل على إسماعيل لم يتمكن من تغيير المحاضر الفرعية التى وقع عليها السادة القضاة .

فأخذت هذه المحاضر ونسختها عدة نسخ ,أرسلت بواحدة منا إلى السيد المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادى القضاة بالقاهرة , ونسخة الى السيد المستشار محمود الخضيرى رئيس نادى القضاة بالاسكندرية , وبالفعل تقدم السيد المستشار الخضيرى ببلاغ رسمى للنائب العام يطلب فيه التحقيق فى واقعة التزوير المؤكدة ونشرت جريدة المصرى اليوم نص بلاغ السيد الخضيرى ,

كما نشرت المصرى اليوم كذلك ومعها الدستور والوفد صورة زنكوغرافية لشهادة سكرتير اللجنة , ثم نشرت المصرى اليوم كذلك بعضا من صور محاضر الفرز الفرعية 128 .

والغريب ان جريدة الاهرام عندما كانت ماثلة للطبع ليلة الفرز حصلت على معلومة اننى الفائز من مراسلها داخل قاعة الفرز وظهرت طبعة الاهرام تحمل اسمى فائزا بمقعد الفئات ,وكذا نشرت عدة صحف كما اخبرت بذلك .

ورفعت دعوى قضائية امام محكمة النقض والتى نظرت يوم 16/4/2006 واستمع الى السيد المستشار المعنى بنظر القضية دائرة (الإيجارات. أ)

ثم صدر الحكم ببطلان الانتخابات فى الدائرة وبطلان عضوية النائبين , وأخذت جحافل امن الدولة من بيتى كل الاوراق الخاصة والعامة فى احدى المداهمات المتكررة , فمنذ 2005 وحتى الان دوهم منزلى حوالى 7 مرات واعتقلت مرتين

وبقيت لنا كلمة الى :-

- كل الشرفاء :لا تيئسوا ففرج الله قريب وعلينا ان نفعل ما نستطيع ولن نسكت بل سنلاحق المزورين فى كل مكان

- القائمين على سجل المزورين :هذا جهد مشكور وكلمة حق ترفعونها , وفكرة جيدة لمطاردة هؤلاء, فاجتهدوا واصبروا فالامر ليس سهلا لكنه توثيق مهم وسجل سيحتاجه المؤرخون ولكم اجر الرواد فيه , ونتمنى ان يصبح سجلكم شوكة فى حلوق المزورين

- المزورين : انكم تبيعون دينكم بدنيا غيركم , فخيب الله مسعاكم , وجعلكم عبرة فى الدنيا والاخرة , وسوف يقيض الله لكم من يفضحكم فى الدنيا قبل الاخرة ,وعموما بيننا وبينكم احكم الحاكمين واعدل العادلين , ولكم ميعاد يوم لاتستأخرون عنه ساعة ولاتستقدمون , ولن تغنى عنكم الهتكم من الله شيئا .