سينتصر دم المقادمة على طائرات الأباتشي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سينتصر دم المقادمة على طائرات الأباتشي

بقلم / د . أحمد محمد بحر

في صباح يوم السبت 8/3/2003 م الساعة 10 : 8 قصفت أربع طائرات من نوع أباتشي سيارة الدكتور المجاهد إبراهيم المقادمة حينما كان ذاهباً إلى عمله في الجامعة الإسلامية ، و قد وقع الحادث في شارع فلسطين القريب من حي الشيخ رضوان بغزة بين مسجد الروضة و مسجد فلسطين ، هذا القصف الجبان أدّى إلى استشهاد د. إبراهيم المقادمة و مرافقيه : الشهيد عبد الرحمن زهير العامودي،والشهيد خالد حسن جمعة، و الشهيد علاء محمد الشكري، و الذي عاين الحادث رأى بأم عينيه مدى بشاعة الإجرام الصهيوني ، فأشلاء المجاهدين البررة قد تناثرت في سماء الوطن ، و كُسيت الأرض من فتات لحمهم و عظامهم ، أما الجدران و الحيطان المجاورة فقد تعطّرت بدمائهم الزكية الطاهرة .

هذه الجريمة البشعة التي أقدم عليها شارون و عصابته للمفكّر الإسلامي الكبير ، و السياسي المحنك د . إبراهيم ، ظن هؤلاء الأغبياء أنهم باغتيال القائد الفذ سيضعفون حماس أو ينالون من عزيمتها أو يرهبونها ، و هم لا يعلمون أن قتل الشهداء و خاصة أمثال د . إبراهيم إنما هو حياة و بعث جديد للأمة ، و استنهاض للهمم لمواصلة طريق الجهاد و الشهادة ، إن خروج ربع مليون من أبناء الشعب الفلسطيني من غزة هاشم لتشييع جنازة المقادمة و مرافقيه لدليل واضح على أن الشعب الفلسطيني مع خيار الجهاد والمقاومة و الشهادة في سبيل الله ، و صدق الله العظيم حيث يقول "و لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء و لكن لا تشعرون" (البقر ة 154) ..

يقول الشهيد سيد قطب في ظلاله 1/143 معقّباً على هذه الآية:

"إن هنالك قتلى سيخرّون شهداء في معركة الحق ، شهداء في سبيل الله ، قتلى أعزاء ، قتلى كرامٌ أزكياء ... و هؤلاء الذي يقتلون في سبيل الله فاعليتهم في نصرة الحق الذين قتلوا من أجله ، فاعلية مؤثرة ، و الفكرة التي من أجلها قتلوا ترتوي بدمائهم و تمتد ، و تأثر الباقين وراءهم باستشهادهم يقوى و يمتد ، فهم ما يزالون عنصراً فعالاً دافعاً مؤثراً في تكييف الحياة و توجيهها" .

إن رحيل د . إبراهيم شهيد الفكر و العقيدة لا شك أنه سيزيد من قوة حماس و من قوة تفاعل الشارع الفلسطيني خاصة و العربي و الإسلامي عامة ليصب في صالح حركة المقاومة الإسلامية حماس ، و سينبت بإذن الله مائة ألف شهيد على درب المقادمة .

وما أعراس الشهادة التي فتحت لاستقبال المهنئين في عرس الشهيد المقادمة و مرافقيه في حي الشيخ رضوان ، و في المنطقة الوسطى و في خانيونس و رفح و الضفة الغربية ، و لبنان ، و سوريا ، و ما هذه الألوف المؤلفة التي توافدت على عرس الشهداء من المساجد و المدارس و الجامعات و الجمعيات و المؤسسات و النقابات و البلديات والأحزاب و اللجان و الوجهاء و الشخصيّات إلا لتؤكّد على استمرار نهج المقاومة والسير على نهج د. الشهيد إبراهيم المقادمة .

إن دم د. المقادمة و مرافقيه لن يذهب هدراً ، و لئن أراد شارون أن يحقّق نصراً سياسياً لنفسه باغتيال المقادمة و في نفس الوقت يريد أن يهدّئ من روع و خوف شعبه الجبان بعد أن فشل أمنياً في منع أذرع كتائب عز الدين القسام من الوصول إلى أهدافها فهو واهم ، فكانت عملية حيفا الاستشهادية و عملية كريات أربع التي أوقعت الرعب و الخوف في الكيان الصهيوني المسخ .

إن الدم الزكي المعطر برائحة المسك لن يذهب هدراً ... فتهديد حماس الذي أوقع الصهاينة في رعب جديد و من نوع جديد حيث بدأوا بزيادة الحراسات على الوزراء و أعضاء الكنيست ، أما الشخصيات المهمة فلا تتنقل إلا عبر طائرات الهليوكبتر ، و صدق الله العظيم : "إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب" (الأنفال 12) ..

إن الدم الزكي الطاهر سينتصر بإذن الله على طائرات الأباتشي و على الآلة الصهيونية ، حين تدبّ روح الجهاد من جديد في شباب الأمة بعد استشهاد القائد السياسي الفذ الذي علّم الأجيال دروب الجهاد و المقاومة و الاستشهاد في سبيل الله .

يا أخي أبا أحمد ... نم قرير العين فتلاميذك من بعدك سيواصلون المشوار ... يا أخي أبا أحمد سلام عليك في الأولين و الآخرين ... إلى أن نلقاك في الفردوس الأعلى على سررٍ متقابلين و ما ذلك على الله بعزيز .


المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام المكتب الإعلامي