شاليط في سوق النخاسة الصهيوني / إياد إبراهيم القرا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شاليط في سوق النخاسة الصهيوني


بقلم:إياد إبراهيم القرا

صنع الكيان الصهيوني لنفسه أسطوره وهمية صدقها البعض، وشعارات جوفاء يكذبها الواقع، بأن الكيان الصهيوني لن يسمح لأبنائه أن يباتوا في ارض العدو، ورفعوا لواء "أعيدوا الأبناء إلى البيت" في دلالة واضحة على عنصرية وصلف الكيان الصهيوني وقادته السياسيين.

من جديد عاد القادة الصهاينة لرفع شعاراتهم وإصدار التهديدات والوعيد ضد قطاع غزة، مع إتباع ذلك بتصريحات عدة حول جهودهم في إعادة شاليط إلى البيت، وبينها ما صدر عن غابي أشكنازي رئيس الأركان بأن الجيش يعمل على إعادة الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليط بطرق نعرض حياة أناس للخطر من أجل إطلاق سراح شاليط، وما يصرح به نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بان الجمهود ستتواصل لإطلاق سراح شاليط.

الحديث الصهيوني الأخير عن شاليط جزء من حرب إعلامية ونفسية يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد غزة، استباقا لحماقات قد يقدم عليها الكيان الصهيوني، لكن المؤكد أن إثارة ملف شاليط في هذا الوقت ما هو إلا تجارة رقيق يمارسها القادة الصهاينة في سوق النخاسة الصهيوني، بهدف الحصول على مكاسب شخصية، تفضحها التراجعات الصهيونية في المفاوضات الخاصة بإطلاق شاليط.

إسرائيل بكل أجهزتها الأمنية تدرك تماماً إن جلعاد شاليط لن يعود إلى البيت الصهيوني إلا بموافقة أصحاب البيت الفلسطيني الذي أسروه وهو يدخل البيت الفلسطيني بكل صلف وغرور، وان شاليط لن يعود للبيت الصهيوني إلا أن يعود الأبناء الفلسطينيين إلى بيوتهم.

يعي رئيس أركان الاحتلال الصهيوني أن عملياته السرية والعلنية فشلت سابقاً فشلاً ذريعا، وستفشل لاحقا، لان المقاومة الفلسطينية تمتلك من القدرة والخبرة على الاحتفاظ بشاليط لسنوات أربع أخرى، وسيحالفها النجاح أكثر من الفشل الإسرائيلي على مدار التاريخ حيث فشل الاحتلال الصهيوني في 17 عملية إطلاق لأسرى صهاينة وكانت نتيجتها مقتل المختطفين الصهاينة، ولكن في ملف شاليط لن يتمكنوا من الوصول له وان وصلوا سيلقى نفس المصير، وان من دخل البيت الفلسطيني لن يخرج إلا برضاه وشروطه التي وضعها وصبر على نارها لمدة أربع سنوات.

القادة الصهاينة يتاجرون بشاليط كما هي السياسة الصهيونية دوماً، فرئيس الأركان المغادر يجهز نفسه لدخول عالم السياسة ويريد أن يدخل سوق المزاودة الإسرائيلي سياسياً فالتجارة الرابحة والشعارات القومية بإعادة الأبناء إلى البيت، وهكذا قائد المنطقة الجنوبية ونائب رئيس الوزراء، حيث يتاجرون بالأبناء لأهداف شخصية، وقد يقدمون على ارتكاب جرائم صهيونية جديدة ضد الشعب الفلسطيني من اجل رفع الثمن السياسي والعسكري لتحسين أوضاعهم ومناصبهم العسكرية والسياسية.

لا يتورع المسؤولون الصهاينة عن التضحية بكل الأرواح وبينها اليهودية قبل الفلسطينية من اجل تحقيق الأهداف الشخصية والمتاجرة بأرواح شاليط وغيره المئات في سبيل الوصول لأهدافهم.

من الواضح للمقاومة الفلسطينية أن الأمر لم يعنها كثيرا وهي كما أشكنازي على استعداد أن تقوم بعمليات سرية وعلنية من اجل الوصول إلى الجنود الصهاينة في مواقعهم العسكرية وانتزاعهم منها وإدخالهم للبيت الفلسطيني من اجل إطلاق أبنائنا الأسرى في سجون الاحتلال، لأنه ثبت أن شاليط قد بيع في سوق النخاسة الصهيوني، وهم بحاجة إلى إخوة شاليط لعله لا يباع في سوق النخاسة الصهيوني.

العدو أعلن بوضوح أن حركة حماس على استعداد أن تجازف بكل الهدوء في حدود غزة، مقابل نجاحها في عملية اسر جديدة لجنود صهاينة، وهو يعلن ذلك يعرف أن حماس على استعداد أن تدفع ثمنا اكبر بكثير من ثمن اسر شاليط لأنها الأجدر بان ترفع لواء "أعيدوا الأبناء للبيت" ليس شعارا كما يمارسه الصهاينة لكن حقيقة واقعة ثبت صدقها بما قدمت من الشهداء والجرحى وهي الأقدر على أن تفعل ذلك مرة أخرى لتعيد الأبناء للبيت.