في ذكرى استشهاده... .صورة الشيخ احمد ياسين في الضفة الغربية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
في ذكرى استشهاده... .صورة الشيخ احمد ياسين في الضفة الغربية


بعد مرور خمسة أعوام على استشهاد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لا يزال المواطنون في الضفة الغربية المحتلة يستذكرون هذا الشيخ المقعد والذي رسخ في عقولهم الكثير من المبادئ والأفكار، وينظر مواطنو الضفة إلى شخصية الشيخ على أنها "ملهم كبير لمعاني التضحية والفداء والصمود والتحدي"، ويزداد إعجابهم به لأنه شخص مقعد وشيخ كبير لا يتحرك فيه سوى لسانه وعيونه، واستطاع أن يصنع ما عجز عنه القادة الأصحاء.

مدرسة متكاملة

فمن جانبه، ينظر المواطن فادي الجمل من مدينة طولكرم إلى ذكرى استشهاد الشيخ ياسين على أنها ذكرى لـ"إعادة النظر في كل قيادات الشعب الفلسطيني التي ما زالت تتمسك بخيار التسوية".

وقال الجمل :"الشيخ ياسين كان مدرسة في كل حياته وحتى في يوم استشهاده، فلم يعرف عنه في يوم من الأيام أنه قد استسلم للاحتلال أثناء اعتقاله، وكان بمقدوره بكلمة واحدة أن يغير صورة المنطقة بأسرها، فكيف به لو قال :إننا نعترف بـ(إسرائيل)، لكانت المنطقة بشكل ثان، ولكن وبفضل الله ومن ثم بعزيمة الشيخ بقي الشموخ والكرامة هو عنوان المرحلة".

حزن وغبطة

أما المواطنة ابتسام المصري فتقول :"أشعر بالحزن لفقدان هذا الإنسان؛ لأن شخصيته فريدة ونادرة، ولأنه كان قائدا فذا للمقاومة.. أمضى حياته مجاهدا وفي السجون، ولكن في نفس الوقت أغبطه على ما حظي به من شهادة ومكانة عظيمة عند الله عز وجل".

وتضيف :"صحيح بأن الشيخ الياسين قد رحل، ولكن في عمق قلوبنا وفي قلوب جميع أبناء شعبنا الفلسطيني ما زالت كلماته تضيء دروبنا وتدفعنا للتمسك أكثر في حقنا بالمقاومة، كما أننا نستلهم من سيرته كل معاني الصمود وعدم اليأس".

أما الطالب الجامعي مصطفى السمان فيؤكد بأنه يكفي الشيخ ياسين فخرا بأنه عاش شامخا ومات شهيدا وسيبقى خالدا.

وقال :"رغم خسة الجريمة وحقارة العدو فيها، إلا أنني شعرت بالفخر لعظمة الإنسان والمجاهد العربي الذي بدأ العدو يحسب له ألف حساب، وأوجه رسالة إلى العرب وأقول: خذوا عبرة يا قادة ويا مسؤولين، يا من تجلسون على الكراسي الفخمة وعروش السلاطين؛ هذا شيخنا المقعد على كرسيه البسيط كان في عيون العدو أكبر من كراسيكم؟".

ولا تزال الفتاة سناء أبو رميلة من شمال الضفة الغربية تتألم حتى اليوم على رحيل الشيخ على الرغم من مرور خمسة أعوام على هذه الذكرى، وتقول سناء :"خمسة أعوام قد مضت، ولكنني والله ما زلت أتألم على رحيله؛ لأنه شخصية مثلت لي القدوة العليا في هذا الزمن، ودعونا نكون واقعيين وصريحين، هل من زعيم عربي، أو أي مسئول قدم ما قدمه أحمد الياسين، فقد كان مدرسة في الدعوة والجهاد والمقاومة والسياسة".

ذكرى محفورة

بدوره، لا يزال الحاج الستيني "أبو عمر" يستذكر صباح يوم الاثنين الموافق الثاني والعشرين من شهر مارس من العام 2004 م بشكل جيد، فقد استيقظ يومها كل العالم على وقع الخبر المؤلم الذي حمل في طياته نبأ استشهاد الشيخ ياسين.

ويقول أبو عمر :"أكاد أن أجزم بأنني لن أتأثر لفقدان أي قريب أو حبيب بقدر ما تأثرت باستشهاد الشيخ أحمد ياسين؛ لأن فقدانه خسارة للمقاومة ولحماس التي أسسها وعمل على النهوض بها بصوته الخافت وبإرادته القوية".

ولكن إيمان "أبو عمر" وثقته بتضحيات الشيخ وقناعته بنهجه دفعه للثقة بالقادة الذين تربو على يديه وعاشوا من حوله، وهو ما دفعه لأن يقول:" -إلي خلف ما مات-، وحماس ما زالت مليئة بالرجال وبإذن الله ستنتصر عاجلا أم آجلا".

ولم تتوقف ردود الأفعال في ذكرى استشهاده على مؤيدي حماس ومناصريها فحسب، فهذا الشاب الفتحاوي أيمن عوض من مدينة قلقيلية هو الآخر يتحسر على رحيل الشيخ ياسين ويقول :"إن استشهاده لم يكن ضربة لحماس فقط، وإنما هو ضربة قاصمة للشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي برمته؛ لأنه كان نموذجا للوحدة المعطرة بمعاني الصمود والتحدي الفذ".