نادية عبد المجيد عبد السميع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


نادية عبد المجيد عبد السميع

نادية عبد المجيد هي أخت القيادي الإخواني في تنظيم 1965م أحمد عبد المجيد وأيضا أخت الحاجة فوزية عبدالمجيد زوجة الأستاذ سيد نزيلي أحد قادة التنظيم والتي تحدثنا عنها من قبل.

نشأت نادية عبد المجيد عبد السميع، حيث ولدت لأب كان يعمل سائقا وقد سافر إلى ليبيا للعمل فيها سائقا للملك السنوسي أواخر الأربعينيات، وكانت والدتها ربة منزل وكانا من كرداسة، وكان إخوتها أحمد ومصطفى وكمال ومحمد وأسامة وفوزية وابتسام.

الأخ والزوج

أخوها الأكبر هو أحمد عبدالمجيد والذي ولد في 193327/9/م، وتخرج في كلية الحقوق جامعة عين شمس عام 1979م وكان أحد قادة تنظيم 1965م مع الشهيد سيد قطب، تعرف على علي عشماوي من خلال دعوة الإخوان المسلمين، وكانا عضوين في اللجنة الخماسية المسئولة عن إحياء التنظيم مرة أخرى حيث تولى علي عشماوي – والذي كان يعمل كاتب الحسابات في إحدى شركات القطاع العام- مسئولية القاهرة وتولى احمد عبد المجيد مسئولية الصعيد وقسم المعلومات.

يقول أحمد عبد المجيد: «ومن المعلوم أن نشاط الإخوان كان قد توقف بعد محنة 1954م، وقامت بعض المحاولات المتواضعة ولم تستمر، إلا أن المحاولة الهامة التي ارتبط بها وتولي قيادتها هي تنظيم 1965م، الذي تأسس عام 1957م بين كل من الضابط المهندس أمين شاهين – رحمه الله تعالي – وأحمد عبد المجيد وعلي عشماوي من جهة، والشيخ عبد الفتاح إسماعيل التاجر والشيخ محمد فتحي رفاعي المدرس بالمعاهد الأزهرية من جهة أخري، تم دمجهما عام 1962م، وانضم لهم بعد ذلك تنظيم الإسكندرية والبحيرة ومثله بقيادة التنظيم مجدي عبد العزيز متولي، وانضم كذلك صبري عرفة الكومي بدلا من الشيخ فتحي رفاعي الذي سافر للجزائر»(1).

تزوجت من علي عشماوي في يونيو 1965م، وقضت بضعة أيام من شهر العسل في ضيافة الشهيد سيد قطب في رأس البر، لكن هذه الفرحة وهذه السعادة لم تدم كثيرا، حيث قبض على زوجها وأخيها وزوج أختها وأختها في أغسطس 1965م، فما جزعت.

شجاعة نادرة

ما كادت تمر الأيام إلا وقد قبض على زوجها غير أنها صبرت واحتسبت الأمر لله، وقدم الزوج والأخ وزوج الأخت للمحاكمة فحكم على زوجها وأخيها بالإعدام شنقا وعلى زوج أختها الأستاذ سيد نزيلي بالأشغال الشاقة المؤبدة، ثم خفف الحكم عن زوجها وأخيها للأشغال الشاقة المؤبدة.

غير أن الزوجة كانت قد لاحظت أن زوجها منذ أول أيام اعتقاله يعامل معاملة حسنة فهي تأتي له بالملابس المكوية والأكلات الطازجة من البيت كل أسبوع، في حين أن أخاها وزوج أختها يعذبان ولا يلقيان معاملة حسنة، مما زاد من حيرتها، وصارت تبكي دموعا حارة في صمت.

ثم جاءت المحاكمة لتزيل هذا الشك، فقد وجدت من زوجها موقف الخزي والعار، حيث إنه اعترف على التنظيم بالتفصيل التام، مما سهل على المباحث معرفة كل أفراد التنظيم، فقد اعترف علي عشماوي بالأشياء التي أرادتها المباحث والأشياء التي لم تسأله عنها، مما كان السبب في صدور الحكام الشديدة ضد الإخوان مقابل أن يخرج من السجن، لكن القدر لم يعطه هذه الأمنية فبالرغم من كونه اعترف على التنظيم تفصيليا، إلا أنه ظل في السجن حتى وفاة عبد الناصر في سبتمبر 1970م.

لقد وجدت الزوجة من زوجها موقف لا تقبله الإنسانية فقد اعترف على شقيقها وعلى الشهيد سيد قطب ومحمد يوسف هواش غير أنها لم تجد الوقت مناسبا للنقاش.

يقول المهندس محمد الصروي (أحد شهود على أحداث 1965م: «ثم صدرت الأحكام فصدر الحكم بإعدام زوجها.. فصارت بين فرح إنها زوجة شهيد.. وألم فراق الزوج الحبيب.. وحيرتها من موقف زوجها في خدمة أهل الباطل الذين ضحوا به في النهاية وحكموا عليه بالإعدام .. تمزق نفسي قاتل.. ثم خفف الحكم وتم ترحيل الجميع من السجن الحربي إلى سجن ليمان طرة.. فشكا لها زوجها سوء معاملة الإخوان له فسألت أخاها الذي أخبرها بموقف زوجها الذي باع القضية كلها .. وسلم رقاب الإخوان كلهم قربانا لشمس بدران الذي صعد السلم إلى الوزارة على جماجم الشهداء .. وخاض في دماء الإخوان خوضا بالمعونة الكبيرة من علي عشماوي»(2).

ظل الزوج يبتعد شيئا فشيئا عن الإخوان وهي تناقشه وتتفاهم معه دون جدوى، ثم أعلن زوجها تركه الإخوان وبدأ يغمز ويلمز فيهم.

فما كان منها إلا أن خيرته وقالت له: لقد تزوجتك أخا من الإخوان وهذا هو الميزان الذي أزن به الرجال .. أما إذا بعدت عن الإخوان فلا شأن لي بك .. وعاشا شهورا قاسية فهو في سجن لا تبدوا له نهاية فلقد شبع من وعود الجلادين بالإفراج عنه غدا .. ومع ما فعله لهم لم يفرج عنه إلا بعد تسع سنوات سجن.

أما هي فعندما لم يعد لإخوانه طلبت منه بشجاعة لا يقدر عليها إلا عظائم الرجال الطلاق وتم لها ذلك، إلا أن الله عوضها خير.. فما كاد الإخوان يخرجون من السجون حتى سارع إليها الأستاذ عبد الرحمن بارود –أحد مسئولي الإخوان بفلسطين والذي كان معتقل على ذمة التنظيم وحكم عليه بسبعة سنوات- وبعد زواجهما حصل على الدكتوراه في الأدب(3).

والشاعر الدكتور عبدالرحمن بارود ( أبوحذيفة ) من مواليد قرية بيت داراس ( محافظة غزة) عام 1937م، هجّر من قريته عام 1948 م وكان عمر آنذاك 11 عاماً، درس في قريته حتى الصف الخامس الابتدائي، نظم أول قصيدة له بعد الهجرة وكانت في أثناء الدراسة الابتدائية وتحدث فيها عن معركة بيت داراس، حصل على شهادة الليسانس من كلية الآداب - قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة بتفوق ومن ثم أكمل دراساته العليا ليحصل على درجة الماجستير والدكتوراه من نفس الجامعة، انتقل بعدها للعمل في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بوظيفة أستاذ جامعي وقضى في الجامعة ما يقارب الثلاثين عاماً متنقلاً بين أقسام اللغة العربية والدراسات الإسلامية حيث تخرج على يديه الكثير من الطلاب والطالبات وكان له الكثير من المشاركات الأكاديمية والبحثية في هذه الفترة، تفرغ بعد ذلك للعمل العام حيث يقضي أغلب وقته في الكتابة وتأليف الشعر ومتابعة الشأن العام وله دور واضح وبارز ومؤثر في أوساط الجالية الفلسطينية في السعودية عموماً وفي جدة خصوصاً(4).