16 مليونا من الشعب عندهم شعرة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
16 مليونا من الشعب عندهم شعرة


(الثلاثاء 13 أكتوبر 2015)

بقلم: د. عز الدين الكومي

كيف لا يصاب الشعب المصري بالاكتئاب والأمراض النفسية والعقلية وهو يشاهد صورة انقضاض العسكر على إرادته وحريته وأمنياته وطموحاته التي جاءت مع ثورة الخامس والعشرين من يناير وهي تحمل شعار (عيش حرية عدالة اجتماعية) ومع أول تجربة ديمقراطية بانتخابات حرة نزيهة شهد لها العالم وبعد ذلك يأتي عسكر كامب ديفيد ليضعوا إرادة الشعب تحت البيادة وفي سلة المهملات.

ليحكموا الشعب بالحديد والنار ويحرموه من الديمقراطية والحريات ومن أبسط حقوقه ويفرضوا عليه بالقوة حكم العسكر والعلمانية البغيضة ومن يقاوم هذا الظلم والعسف من قبل العسكر وجلاوزة الشرطة ويتمرد على سوء الأوضاع مصيره السحق والقتل خارج أوداخل إطار قانون سكسونيا حيث الفارق بينهما ضئيل جدا!! أو الزج به في غياهب السجون والمعتقلات لتكون في استقباله حفلات التعذيب والتنكيل والحرمان من العلاج ليعاني الموت البطيء لتصبح أمنية الأهل والأقارب الإفراج عنه.

ليس بمستبعد ولا مستغرب بعد ذلك أن يخرج علينا إعلام مسيلمة الكذاب ليعلن أن سبب إصابة الشعب بالأمراض النفسية وجنون البشر والبقر سببه الإخوان المسلمون وأنهم هم السبب وراء اكتئاب المصريين وانتحارهم.. والحقيقة أن المصريين الآن يبكون دما كونهم لم يعطوا الإخوان حقهم في الحكم الشرعي وأن يعطوهم فرصة كي يروا إن كانوا على حق أو على باطل، وأنهم انساقوا وراء الدعايات الكاذبة ومؤمرات ساويرس وألاعيب العسكر وخداع جبهة الخراب الوطني وتغريدات البرادعة البائسة.

حتى أصبح الشعب يعيش حالة الأسياد والعبيد التي عبر عنها وزراء الانقلاب في أكثر من مناسبة، بل أظن أن الإخوان لولا علمهم بأن الانتحار حرام شرعا سوف ينتحرون بالجملة والقطاعي كونهم يبكون دما على ضياع مصر لأربعين أو خمسين سنة قادمة.

وهكذا الوضع في ظل الأنظمة القمعية وحكم العسكر أن يكون غالبية الشعب من المرضى النفسيين من القهر والكبت الذي تفرضه السلطات الانقلابية، بالإضافة للهيب الأسعار والأزمات الطاحنة وحالة البطالة والتدني الأخلاقي ونشرالأكاذيب وطمس الحقائق وتزييف الإرادة وبيع الوهم، لا بد أن يكون حال الشعب المصري قد وصل لهذه الدرجة من السوء حيث أصبح الشعب جميعا يعيش في كابوس.

ولكن السبب الحقيقي يكمن أساسا في حكم العسكر الجاثم على صدر الشعب منذ أكثر من 60 سنة حيث لم ير الشعب من ورائهم سوى الفشل والإحباط والتضخم والمشاكل الاقتصادية والبطالة والفقر والجهل والمرض والتي يستتبعها قطعا مشاكل عائلية واجتماعية ونفسية وتدمير نفسي بسبب فشل حكومات العسكر المتعاقبة في تحسين الأوضاع المعيشية والعمل والخدمات الإنسانية وحالة التدهور الاقتصادي للبلاد والتي أصبحت على حافة الإفلاس والوضع الأمني المهترئ.

حيث أكد الدكتور هشام رامي أستاذ الطب النفسي في كلية طب عين شمس والأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية خلال فعاليات المؤتمر الصحفي للأمانة العامة للصحة النفسية والمنعقد تحت عنوان "التوعية بالمرض النفسي" أن عدد المرضي النفسيين في مصر يبلغ حوالي 16 مليون شخص، لافتًا أن 15% من هذا العدد فقط يذهبون للطبيب لتلقي العلاج، بينما الباقي يهربون بسبب العديد من الخرافات والأكاذيب التي تجعلهم يعرضون عن تلقي العلاج مثل تعرضهم للتعذيب عن طريق الكهرباء، وما يثار عن أضرار الأدوية والمستشفيات غير الآدمية بالإضافة إلى خوفهم بأن يتهموا بالجنون من المحيطين بهم في المجتمع.

وأضاف أن نسبة 60% من المصريين يعانون من القلق والاكتئاب والخوف.

ماذا تنتظر من أناس يقطنون العشوائيات والمقابر وشباب يتابع تصريحات المسؤلين بأنه لا وظائف لدى الدولة ويجب الاتجاه للأعمال الحرفية أو يعملون كسائقي توك توك مع استبعاد المتفوقين من أبناء الطبقة الفقيرة أن يوظفوا في الوظائف المرموقة بحجة عدم اللياقة الإاجتماعية هذه الوظائف التي أصبحت حكرا على أبناء الأسياد.

ماذا تنتظر من أناس يسمعون وزير الثقافة والذي من المفترض أن يرتقي بثقافة الشعب يعلنها صراحة أن مصر بلد علماني بطبعه أو أن تقوم العاهرات والراقصات والساقطات بتجديد الخطاب الديني أو عندما تجد علماء السلطة وعملاء الشرطة يمدحون الظلم والظالمين وآخرها ما قاله: رئيس جامعة الأزهر الأسبق الذي نعت أحد مؤتمرات قائمة (في نهب مصر) بأنها تحفها الملائكة وكأنها مجلس علم مع علمه أن أتباع هذه القائمة من المحاربين لله ولرسوله!!

المصدر