عرض مصدر محطات ثلاث بين ذكرى

<center>'''محطات ثلاث بين ذكرى'''</center> 

[[ملف:يكن والشيعة.jpg|يسار|220بك]]
حكمة ختم الرسالات بمحمد ?

يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله :

تمتاز بعثة محمد (?) بأنها عامة ودائمة. 

والله عز وجل كان يستطيع أن يبعث في كل قرية نذيراً، ولكل عصر مرشداً.

وإذا كانت القرى لا تستغني عن النُّذُر، والأعصار لا تستغني عن المرشدين، فلم استعيض عن ذلك كله برجل فذ؟. 
الحق أن هذا الاكتفاء أشبه بالإيجاز الذي يحصِّل المعنى الكثير في اللفظ اليسير. وبعثة محمد عليه الصلاة والسلام كانت عوضاً كاملاً عن إرسال جيش من النبيين يتوزع على الأعصار والأمصار، بل إنها سدت مسد إرسال ملك كريم إلى كل إنسان تدب على الأرض قدماه، ما بقيت على الأرض حياة، وما تطلعت عين إلى الهدى والنجاة..!!
ولكن كيف ذلك؟! 

في المزالق المتلفة قد يقول لك ناصح أمين: أغمض عينيك واتبعني، أو لا تسلني عن شيء يستثيرك؟ وربما تكون السلامة في طاعته. فأنت تمشي وراءه حتى تبلغ مأمنك. إنه في هذه الحال رائدك المعين، الذي يفكر لك، وينظر لك، ويأخذ بيدك. فإن هلك هلكتَ معه. 

أما لو جاءك من أول الأمر رجل رشيد فرسم خط السير، وحذرك مواطن الخطر، وشرح لك في إفاضة ما يطوي لك المراحل ويهوّن المتاعب. وسار معك قليلا ليدربك على العمل بما علمت. فأنت في هذه الحال رائد نفسك، تستطيع الاستغناء بتفكيرك وبصرك عن غيرك.

إن الوضع الأول أليق بالأطفال والسذج، وأما الوضع الأخير فهو المفروض عند معاملة الرجال وأولي الرأي من الناس. 

والله عز وجل عندما بعث محمداً عليه الصلاة والسلام لهداية العالم، ضمَّن رسالته الأصول التي تفتِّق للألباب منافذ المعرفة بما كان ويكون.

والقرآن الذي أنزله على قلبه هو كتاب من رب العالمين إلى كل حي، ليوجهه إلى الخير ويلهمه الرشد.

لم يكن محمد عليه الصلاة والسلام إماما لقبيل من الناس صلحوا بصلاحه، فلما انتهى ذهبوا معه في خبر كان، بل كان قوة من قوى الخير، لها في عالم المعاني ما لاكتشاف البخار والكهرباء في عالم المادة. وإن بعثته لتمثل مرحلة من مراحل التطور في الوجود الإنساني، كان البشر قبلها في وصاية رعاتهم أشبه بطفل محجور عليه، ثم شبّ الطفل عن الطوق ورشح لاحتمال الأعباء وحده. وجاء الخطاب الإلهي إليه -عن طريق محمد (?)يشرح له كيف يعيش في الأرض، وكيف يعود إلى السماء يشرح له كيف يعيش في الأرض، وكيف يعود إلى السماء. فإذا بقي محمد (?) أو ذهب فلن ينقص ذلك من جوهر رسالته. إن رسالته تفتيح الأعين والآذان، وتجلية البصائر والأذهان، وذلك مودع في تراثه الضخم من كتاب وسنة. 

إنه لم يبعث ليجمع حول اسمه أناساً قلّوا أو كثروا؛ إنما بعث صلة بين الخلق والحق الذي يصحّ به وجودهم، والنور الذي يبصرون به غايتهم. فمن عرف في حياته الحق، وكان له نور يمشي به في الناس فقد عرف محمداً (?) واستظل بلوائه وإن لم ير شبحه أو يعش معه. 

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}. إنك لن تحب لله إلا إذا عرفت أولا الله الذي تحب من أجله!! فالترتيب الطبيعي أن تعرف قبل كل شيء: من ربك؟ وما دينك؟ فإذا عرفت ذلك -بعقل نظيف- وزنت -بقلب شاكر- جميل من بلَّغك عن الله وتحمل العنت من أجلك، وذلك معنى الأثر (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني بحب الله..). ومعنى الآية: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. ثم إن نبي الإسلام لم ينصب نفسه "بابا" يهب المغفرة للبشر ويمنح البركات، إنه لم يفعل ذلك يوماً ما، لأنه لم يشتغل بالدجل قط.!! إنه يقول لك تعال معي؛ أو اذهب مع غيرك من الناس لنقف جميعاً في ساحة رب العالمين نناجيه "اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين". فإذا رضي عنك هذا النبي -دعا الله لك.. وإذا رضيت أنت عنه ووقر في نفسك جلال عمله وكبير فضله فادع الله كذلك له! فإنك تشارك بذلك الملائكة الذين يعرفون قدره ويستزيدون أجره (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً).
 
وليس عمل محمد عليه الصلاة والسلام أن يجرك بحبل إلى الجنة، وإنما عمله أن يقذف في ضميرك البصر الذي ترى به الحق. ووسيلته إلى ذلك كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه مُيَسر للذكر، محفوظ من الزيغ. وذاك سرّ الخلود في رسالته.

'''محطات ثلاث''' 

بين يدي ذكرى المولد النبوي الشريف 

نتوقف بين يدي مولد الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم ، أمام محطات كبرى ثلاث :

'''{1} محطة التحولات :'''

في هذه المحطة شهد العرب وشهد العالم بولادة الرسول والرسالة تحولات مصيرية  متعددة من ذلك:
• التحول العقيدي من عبادة الأوثان الى عبادة الله تعالى :{ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون . سورة الكافرون }

• التحول الاجتماعي من حال الظلم والتمايز والطبقية الى حال العدالة والمساواة والحرية : خطبة الوداع { إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء ، كلكم لآدم ، وآدم من تراب } + {قولة عمر بن الخطاب : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا }  

• التحول الدستوري من وصاية وتحكم القبيلة والعشيرة الى سيادة   الشريعة  ودولة  الأمة  : {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله } 

• التحول الحضاري وولادة خير أمة أخرجت للناس :{ كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، وتؤمنون بالله } 
التحول القيمي من رعاية الابل الى رعاية البشر، والشهود على الناس ، مصداقا لقوله تعالى:{وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ، ويكون الرسول شهيدا عليكم}
ويكون الرسول شهيدا عليكم}

''' {2} محطة التحديات :'''

في هذه المحطة نعرض للتحديات المختلفة التي واجهت تلكم التحولات، مجسدة سنة التدافع من ذلك:
• التحديات  البدنية  :  ابتلاء  المؤمنين  [المرحلة المكية ] + [  عذابات  رحلة الطائف  ]  +  [الهجرة الى الحبشة ] الخ

• التحديات العقائدية والفكرية : حركة النفاق + الدس على القرآن والحديث .

• التحديات النفسية : السخرية+ الاستهزاء+ المطالب التعجيزية + حادثة أبي بن خلف ونزول الوحي فيه:{ 
وضرب لنا مثلا ونسي خلقه، قال من يحي العظام وهي رميم }آخر سورة يس  ]

• التحديات الاقتصادية : الحصار الاقتصادي + شعب بني هاشم +

• التحديات العسكرية : حروب المشركين [ بدر وأحد ] + حروب المتحالفين[ الاحزاب ]

'''{3} محطة الانتصارات :'''
 
هذه المحطة عرض للانتصارات التي حققها المسلمون مع أعداء الاسلام على اختلاف مللهم ونحلهم:

• إنتصار المسلمين على أنفسهم أولا [ قول الرسول القدوة : لو وضعوا الشمس ]+[قول مصعب بن عميرلأمه : لو كانت لك مائة نفس خرجت نفسا نفسا ما تركت دين محمد ]+[قولة الخبيب بن عدي وهو يواجه تنفيذ حكم الاعدام :
فلست أبالي حين أقتل مسلما ...::... على أي جنب كان في الله مصرعي

• انتصار الاسلام على الوثنية واستئصال شأفتها [ فتح مكة ] .

• انتصار الاسلام على التحالف الوثني اليهودي [ معركة الاحزاب ]

• استئصال شأفة اليهود :[ معكرة خيبر ]

• انتصار الاسلام على الوثنية واستئصال شأفتها [ فتح مكة ] .

• انتصار الاسلام على التحالف الوثني اليهودي [ معركة الاحزاب ]

• استئصال شأفة اليهود :[ معكرة خيبر ]

• انتصار الاسلام على الرومان وتحرير العالم من طغيانهم [ معركة اليرموك ]

• انتصار الاسلام على مجوسية الفرس وضلالاتها  [ القادسية ]

• انتصار الاسلام على المغول [ معركة عين جالوت ]

• انتصار الاسلام على التتار ..

• انتصار الاسلام على الصليبيين [ معركة حطين ]

'''{4} العودة الى الاسلام من جديد :'''

* التجارب الفاشلة التي خاضتها الامة بعيدا عن الاسلام.

*  سقوط العقائد والفلسفات المستوردة .

* الاسلام : الخيار الوحيد لـ : [ وحدة الأمة ] + [ لتحررها ]+ [ لانتصارها على الطغيان الأميركي 
الصهيوني ]+[ لتحقيق نمائها الاقتصادي ] + [ ضمان استقرارها الأمني ] + [ لاسترداد هيبتها ومكانتها المضيعة المهدورة ]

== المصدر ==
*'''مقال:'''[http://www.daawa.net/display/arabic/lectures/detailecture.aspx?lecid=32 محطات ثلاث بين ذكرى] ''' موقع : شبكة الدعوة '''

[[تصنيف: تصفح الويكيبيديا ]]

[[تصنيف: روابط فتحي يكن ]]