الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد إقبال»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(١٨ مراجعة متوسطة بواسطة ٥ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
[[صورة:محمد إقبال.jpg |left|إقبال شاعر الإسلام ]]
'''<center><font color="blue"><font size=5>محمد إقبال (1873 -[[1938]]م) </font></font></center>'''


== حيـاتـه: ==


'''موقع [[إخوان ويكي]] ([[ويكيبيديا الإخوان المسلمين]])'''


ولد شاعرنا العظيم في بلدة (سيالكوت) في إقليم البنجاب من [[الهند]] عام ثلاثة وسبعين وثمانمائة وألف, وفتح عينه على أنهار الجارية التي تنحدر عبر التلال الجميلة, حاملة في خريرها وتدافع أمواجها قصة الأزل, وسنة الأبد, ودرج إقبال على تلك السهول والسفوح بين الخمائل وتحت الظلال يستمتع بجمال بلاده وسحر طبيعتها.
*'''بقلم/ [[فتحي يكن]]'''


== حياته ==


وينتمي شاعرنا إلى سلالة وثنية برهمية, كانت تعيش في [[كشمير]], غير أن الإسلام غزا قلوب هؤلاء البراهمة, فكان منهم والد الشاعر.
[[ملف:اقبال.jpg|تصغير|200بك|<center>[[محمد إقبال|الشاعر الإسلامي محمد إقبال]]</center>]]


*ولد محمد إقبال في مدينة سيالكوت من ولاية بنجاب بالهند سنة 1289هـ و1873م من أبوين عرفا بالتقوي والصلاح فأبوه محمد نور كان  متصوفا عاملا كادحا في كسب رزقه يعمل لدينه ودنياه .


قال لأبنه محمد إقبال حين رآه يكثر من تلاوة القرآن الكريم: إذا أردت أن تفقه القرآن فاقرأه كأنه أنزل عليك .


== والد إقبال : ==
وكانت أمه تقية ورعة بلغ من ورعها أنها كانت تتحرج أن تأكل من وظيفة  زوجها إذا كان يعمل مع رئيس عرف بالرشوة , مع أن وظيفة زوجها لم تكن  من مال هذا الرئيس.


*بدأ إقبال التعليم في طفولته على أبيه  ثم ادخل مكتبا لتعليم القرآن الكريم فحفظ الكثير منه , والتحق بعد ذلك بكلية في بلده حيث تعهده صديق والده الأستاذ مير حسن أستاذ اللغتين الفارسية والعربية في الكلية , وكان من خير المربين فتأثر به إقبال وحبب إليه الثقافة والآداب الإسلامية ولما أنهي دراسته هذه سافر إلى لاهور عاصمة البنجاب والتحق بكلية الحكومة فيها , وكانت لاهور تحفل بالمعاهد والمجالس الأدبية والعلمية , ونال من الكلية درجة أستاذ في الفلسفة  واللغة الانكليزية وعين مدرسا في الكلية الشرقية في لاهور . وفي هذه الفترة من حياته نظم  إقبال الشعر وبرع فيه وذاعت شهرته .


كان والد إقبال تقيا زاهدا, يهتز فؤاده رهبة وإشفاقا, وتدمع عيناه خوفا ووجلا, كلما ذكرت كلمة النار, وكلما قرأ أو سمع عن هول يوم الحساب, ولنترك الحديث عن والد إقبال لإقبال نفسه يقول إقبال: "وقع على بابنا سائل وقوع القضاء, ورفع صوته كأنه نعيب غراب, وأخذ يهز الباب, ولما آلمني تصايحه وإلحافه خرجت إليه فأهويت على رأسه فبعثرت ما بيده مما جمعه طوال يومه, فلما رأى والدي تلك الحادثة اصفرّ وجهه الأحمر وانحدرت الدموع نهرا على خديه, وقال: "تذكّر يا بنيّ جلال المحشر يوم تجتمع أمة خير البشر, وأرجع البصر كرّةً إلى لحيتي البيضاء, ونحول جسمي المرتعش بين الخوف والرجاء, كن يا بني من البراعم في غصن محمد, وكن زهرة يحييها نسيم ربيع المصطفى".
*سافر محمد إقبال سنة [[1905]] إلى لندن والتحق  بجامعة كمبرج ونال شهادة عليا في الفلسفة وعلم الاقتصاد وأقام  في لندن ثلاث سنين يلقي محاضرات في موضوعات  إسلامية أكسبته الثقة والشهرة وتولي كذلك تدريس آداب اللغة العربية في جامعة لندن .


*كما درس القانون واجتاز امتحان المحاماه وسافر إلى ألمانيا وأحرز من جامعة ميونخ الدكتوراه في الفلسفة .


*عاد محمد  إقبال إلى الهند سنة [[1908]] فاستقبله أصدقاؤه والمعجبون بأدبه ونظموا القصائد في الترحيب به واشتغل بالمحاماه وكان في عمله مثال الاستقامة والأمانة .


إنّ الجرعات الدينية النقية لهي الدواء الناجع للبشرية الحائرة, وإنّ في الكؤوس الروحية الخالصة لنشوة سامية تنفي عن الإنسان ظلمات الشك, وتحجب عن عينيه أصنام اليأس والاستسلام, ولطالما ارتشف إقبال من تلك الكؤوس, فشفت من نفسه جراحا, وأبانت له عن طريق سليم واضح, وكشفت له عن أشياء ما كان ليكشف عنها, وينعم بجمالها لولا تلك الجرعات الدينية النافعة, وما أجمل قوله:
لا يتوكل في قضية حتي يعلم أن موكله صاحب حق فيها وأنه يستطيع أن يأخذ له حقه كما عمل في التعليم ف فكان يدرس الفلسفة والأدب العربي في كلية الحكومة في  لاهور ولكن عمله في التعليم لم يطل بل استقال وقال عندما سئل عن أسباب استقالته  (إن خدمة الانكليز عسيرة ما فيها أني لا أستطيع أن أحدث الناس بما في نفسي ما دمت في خدمتهم وأنا الآن حر ما شئت قلت وما شئت فعلت) ولكن صلته  بالتعليم لم تنقطع  فكان على صلة دائمة بالكلية الإسلامية في لاهور كما اشترك في  لجنة تولت تنظيم التعليم في بلاد الأفغان بدعوة من حكومتها ولم  ينقطع  عن إلقاء المحاضرات العلمية في مختلف لجامعات الهندية .


*اشترك محمد إقبال في توجيه سياسة بلاده وكانت فلسفته السياسية الأمل والعمل والجهاد ودعوة العزة والكرامة وكان شعره أناشيد مسلمي الهند الجاهدين فقد أشعل النفوس ثورة على سلطان [[الإنجليز]] في الهند وأمن المجاهدين بالأمل والعزم والإقدام وانتخب سنة [[1926]] عضوا في الجمعية التشريعية في البنجاب , وعمل في حزب الرابطة الإسلامية .
*وفي سنة [[1930]] خرج على الناس برأيه الخاص في إنشاء دولة ال[[باكستان]]  وأن تقسيم الهند على أسس جنسية ودينية ولغوية وكتب بذلك إلى [[محمد علي جناح]] رئيس الرابطة الإسلامية  ونادي بهذا الرأي في شعره وخطبه وشهد مؤتمر الطاولة المستديرة الذي عقد في لندن سنة [[1932]] للبحث في دستور الهند وأصيب الشاعر إقبال بمرض طالت مدته رغم عناية الأطباء ولقي الموت راضي مبتسما كما قال في شعره:
<center>'''آية المؤمن أن يلقي الردي  '''     
:::::'''باسم الثغر سرورا ورضا'''</center>


*وكانت وفاته سنة [[1938]] .


وصراخ أيماني وصوت منايا
==صفاته==
اليوم أسمعك احتدام مشاعري
ولد محمد إقبال في بيت تقي وصلاح فنشأ تقيا ورعا قوي الإيمان وتعهده في صباه أستاذه وصديق والده مير حسن وهو معلم قوي الشخصية يؤثر في طلابه ويطبعهم بطابعه فنمي في  نفسه قوة العقيدة وحبب إليه الثقافة  الإسلامية .
وكان حاد الذكاء مرهف الإحساس نظم الشعر ونبغ فيه وهو لا يزال في مرحلة الشباب وخلف ثروة عظيمة من جيد الشعر , ترجم كثير من قصائده إلى عدة لغات  وكان واسع الثقافة عزيز العلم نال الإجازات العلمية  العالية في مختلف العلوم في الآداب والفلسفة والاقتصاد  والحقوق وهو لم يتجاوز الثانية والثلاثين من عمره وله عدة مؤلفات في الدين والفلسفة ترجم بع1ها إلى لغات كثيرة .


سأرى الخلية ما رأت عينايا
وصفه القائد الأعظم [[محمد علي جناح]] عندما خطب في ذكراه فقال : '''(ما كان إقبال بالواعظ والفيلسوف وكفي بل كانت تتمثل فيه مع التفكير والإلهام مزايا الشجاعة والعمل والثبات والاعتماد على النفس والإيمان قبل كل شئ بالله والإخلاص للدين , وكانت تتلاقي في نفس آمال الشاعر المثالية وسليقة الرجل الذي ينظر إلى وقائع الأمور ,وبهذا يتجلي لنا مسلما حق [[الإسلام]])'''
المستحيل بدا لعيني ممكنا
== دعوته الإصلاحية ==
'''لمحمد إقبال فلسفة وآراء في الحياة ضمنها شعره وفيها دعوة الإصلاح تبرز في النواحي الآتية:'''


كمودة الإنسان للإنسان
1- كان إقبال معجبا ب[[الإسلام]] والمسلمين ويري في العرب الأولين , المثل الأعلى في اكتمال الشخصية والإخلاص والتضحية فالمسلم لا تعرف أرضه الحدود ولا يعرف أفقه الثغور, قد وسعت عاطفته الشرق والغرب له عهود في التاريخ خالدة وله حكايات ومواقف في البطولة لا تزال موضع الدهشة والعجب .
لم ألق في هذا الوجود سعادة


أحتج إلى تلك التي في ألحان
و[[الإسلام]] بعقيدة التوحيد وما تبعثه في نفس الفرد من روح القوة والحرية وبما جاء به الرسول الأعظم في رسالته الخالدة من الآداب  والأحكام كفيل بسعادة البشر أجمعين .
لما سكرت بخمرها القدسي لم


كان يتغني في شعره بماضي [[الإسلام]] وما أسداه للعالم من خير فالأمة الإسلامية أمة لا تفني لأنها قائمة على أصول خالدة لا ينال منها تقلب الزمان وكرّ الأيام مرت عليها فتنة التتار وغيرها من الفتن ولكنها سلمت وبادت الأقوام وفنيت الأجيال  وثبتت الأمة الإسلامية على الخطوب الجسام ولحوادث العظام .


<center>'''أمة الإسلام تبقي ابدا  '''   
:::::'''وأذان الحق فيها خلدا'''


'''أحيث العشق قلوب تسعر''' 
:::::'''شبها من (لا إله) الشرر'''</center>


== ثقافته وعلومه: ==
وإذا مر ببلاد كان [[الإسلام|للإسلام]] فيها ماض مجيد هاجه الحنين إلى ذلك الماضي وبكاه , مر بجزيرة صقلية في عودته من أوروبا إلى الهند سنة [[1908]] فنظم قصيدة افتتحها بقول ( ابك أيها الرجل دما ولا دمعا فهذا مدفن الحضارة العربية )


وزار اسبانيا بعد حضور مؤتمر الطاولة المستديرة في لندن سنة [[1932]] ووقف في مسجد قرطبة وقفة شاعر مؤمن وقفة خاشع أمام الإيمان الذي جاء بهذه الحفنة العربية المؤمنة إلى هذه البلاد النائية فأخضعوها لعزمهم وعقيدتهم وتوجه إلى القبلة وصلي ركعتين في هذا المسجد المهجور الذي لم يسمع  فيه أذان ولا أقيمت صلوات منذ مئات السنين .


ذهب إقبال منذ نعومة أظفاره إلى مكتب تحفيظ القرآن في (سيالكوت), وما يكاد أن يتحرك النهار وينحسر ظلّ الليل رويداً رويداً, وتثب الشمس من الأفق الشرقي, حتى يكون إقبال جالساً يستقبل الفجر, وأنداء الصباح تتمسّح بوجهه البريء الصغير, فيهب في نشاطه المعهود, ويصلي من خلف أبيه الشيخ الزاهد, ثم يتلو القرآن, وقد حرص أبوه المربي الفاضل على أن لا تكون قراءة إقبال كلمات تلقى, وآيات تتلى, وإنما قال له: "يا بني إقرأ القرآن وكأنه أنزل عليك", وفي ذلك يقول إقبال: "ومنذ ذلك اليوم بدأت أتفهّم القرآن وأُقبل عليه فكان من أنواره ما اقتبست ومن بحره ما نظمت"...
وهو شديد التفاؤل عظيم الإيمان بمستقبل المسلمين يقول مخاطبا نهر قرطبة (الوادي الكبير) : '''(إن على شاطئيك أيها النهر العزيز رجلا يري حلما لذيذا , يري في مرآة المستقبل عصرا في طيات الغيب يري عصرا قد بدت تباشيره وظهرت طلائعه ليعينه ولكنها لا تزال محجوبة عن أعين الناس لو كشفت هذا الغطاء عن وجه هذا العالم الجديد وبحث بما في صدري من أفكار وأسرار لشق ذلك على أوروبا وفقدت رشدها وجن جنونها )'''.
ورغم أن الشاعر محمد إقبال تعلم في جامعات أوروبا وعاش بين أهلها ردحا من الزمن لم تخدعه  حضارتها وكان يري أن الحضارة الأوروبية لا تحقق رخاء الإنسانية وسعادتها فهي حضارة مادية أخضعت العالم لعلمها وتنظيمها وسخرت  الطبيعة لمقاصدها ومصالحها  ولكنها حائرة مضطربة  لا تملك الإيمان ولا تملك العاطفة ولا تملك الغايات الصالحة لذلك حذر المسلمين وخصوصا الشباب من الوقوع في حبائلها والانخداع بزخارفها .


وقد وقعت بعض الأمم الإسلامية في شراكها ففقدت عزتها وأنفتها وأصبحت  شعوبا ضعيفة ودعا المسلمين إلى دراسة [[الإسلام]] دراسة جديرة وطلب منهم لتمسك بدينهم وعقيدتهم فهو مصدر عزتهم وحريتهم وفخارهم وتأخذ إقبالا الهزة والاعتزاز عندما يتحدث عن الرسول و[[الإسلام]] فيقول : '''(العجب إذا انقادت لى النجوم وخضعت لى الأفلاك والكواكب فقد ربطت نفسي بركاب سيد عظيم لا يأفل نجمه ولا يعثر جده ذلك هو البصير بالسبل خاتم الرسل وإمام الكل محمد صلي الله عليه وسلم الذي وطئت قدمه الحصباه فأصبحت أثمدا يكتحل به السعداء)'''.


ثم انتقل إقبال إلى مدرسة (سيالكوت) وما أن أتم دراسته الثانوية حتى التحق بكليتها, حيث تلقى أصول اللغة الفارسية والعربية على أستاذه السيّد (مير حسن)..
2- تربية الذات الإنسانية :وهي أساس فلسفته فهو يري أن تربية الذات واكتمالها هو أساس الحياة ومصدر سعادة الإنسان لذلك  فهو يدعو إلى إدراك الذات وتقويتها والعمل الدائب والجهاد الذي لا ينقطع ويري أن الحياة في العمل والجهاد وأن  الموت في الاستكانة والسكون .  


ولقد امتاز طوال هذه الفترة بذكائه الحاد وبديهته السريعة, وحوزه لقصب السبق بين أقران ولداته, ونتج عن ذلك أن نال الجوائز السنية ونال فرصة الدراسة بالمجان, وفتحت بعد ذلك كلية الحكومة في (لاهور) ذارعيها لاستقبال الشاب الذكي, ففاق على أقرانه, ونال ميداليتين ذهبيتين, ومساعدة الحكومة الشهرية له جزاء اجتهاده.
ومما يقوي الذات الثقة بالنفس والاعتداد بها والاعتماد  عليها والاستغناء بها فيقول: '''(لا تبغ  رزقك من نعمة غيرك ولا تستجد ماءا ولو من عين الشمس واستعن بالله وجاهد الأيام ولا ترق وجه الملة البيضاء , سقطت درة عمر رضي الله عنه وهو راكب فنزل ليأخذها وأنف أن يسأل أحد الرجال أن يناوله درته)'''.


ومما يقوي الذات ضبط النفس عن لخوف والشهوات فالذي لا يحكم في نفسه خليق أن يحكم عليه غيره .
و[[الإسلام]] عني بالنفس الإنسانية ودعا إلى اكتمالها وتجميلها بالأخلاق الفاضلة وهو  في أصوله يحقق ذلك فعقيدة التوحيد تنفي عن النفس الاستكانة للمخاوف والشهوات وتميت لخوف  والشك وتحي الأمل والعمل وتقهر كل صعب  وتذلل كل عقبة وأحكام الإسلام تحقق للذات الإنسانية الحرية والمساواة والعدل .


وهو بهذا يخالف الصوفية الذين انتشرت مذاهبهم في بلاد الهند بل لعله يرد عليهم في قولهم بوحدة الوجود وإنكار الذات وسمي التصوف المتضمن هاتين  العقيدتين تصوفا غير إسلامي .


وفي كلية الحكومة بـ (لاهور) التقى إقبال بأستاذه الفيلسوف المستشرق (توماس أرنولد) الذي رحّب بميل تلميذه إلى الفلسفة, فكان له خير مرشد ومعين, وسرعان ما توثقت بينهما أواصر الصداقة, واستحكمت روابط الألفة, ثم نال إقبال شهادة في الفلسفة وعيّن أستاذا للفلسفة والسياسة المدنية بالكلية الشرقية في (لاهور), ثم أستاذا للفلسفة واللغة الإنكليزية في كلية الحكومة هناك, وكان ذلك هو الدليل المادي على تقديرهم لغزارة علمه, ورجاحة عقله, وعظيم عبقريته.
3- الدولة الإسلامية : بني إقبال فلسفته على الذات الإنسانية ودعا إلى تربيتها وتقويتها فهو يعترف بالفرد ويؤمن بقواه الكامنة ولكن هذه الذات  لا تتم تربيتها  واكتمالها إلا في لجماعة وإن عمل لجماعة إن تمكن الفرد من بلوغ كماله وإظهار كوامن فطرته ومنتهي قدرته فالصلة بين الفرد والجماعة صلة وثيقة فالفرد مرآة الجماعة , الجماعة مرآة الفرد , فإذا غفل الفرد عن واجبه أو تجاوز وحده أرشدته الجماعة وعلمته .


<center>'''فإذا الواحد في الجمع انتمي  '''   
:::::'''فهو كالقطرة صارت خضرما'''


'''روحه من  قومه  والبدن  '''     
:::::'''سره من قومه والعلن'''</center>


وفي عام خمسة وتسعمائة وألف ولّى إقبال وجهه شطر بلاد الغرب, حيث وصل إلى لندن, والتحق بجامعة (كامبردج) وأخذ شهادة عالية في الفلسفة وعلم الاقتصاد, ومكث في عاصمة الدولة البريطانية ثلاث سنين يلقي محاضرات في موضوعات إسلامية, أكسبته الثقة والشهرة, وتولى في خلال تلك المدة تدريس آداب اللغة العربية في جامعة لندن مدة غياب أستاذه (أرنولد), ثم سافر إلى ألمانيا وأخذ من جامعة (ميونخ) الدكتوراه في الفلسفة, ثم رجع إلى لندن وأخذ شهادة في المحاماة, ورجع إلى الهند عام ثمانية وتسعمائة وألف سالما غانما, ومن دواعي العجب أنّ كل هذا النجاح حصل لهذا النابغة هو لم يتجاوز الثانية والثلاثين من عمره.
وهذه الجماعة لابد لها من رسالة تجمعها وقانون ينظمها وغاية تسعي إليها , ولا  بد أن تتحقق في هذه الرسالة وفي هذه القوانين ما يوفر للفرد  والجماعة  السعادة ى والخير ولابد أن تكون الغاية التس تسعي إليها سعادة البشر أجمعين . ويري ان رسالة [[الإسلام]] تحقق كل ذلك .  


لذلك فهو يدعو إلى قيام دولة إسلامية ترعي هذه المبادئ وتعمل على تطبيقها لخير المسلمين وخير البشر أجمعين وهو في دعوته لا يري الوطن أساس الآمة ويقول '''(إن العصبيات الوطنية قطعت أرحام الأم)''' .


لذلك دعا إقبال  دولة [[باكستان]] في الهند لتضم المسلمين الذين تجمعهم عقيدة واحدة وهدف واحد في الحياة ولتقوم بواجبها الذي تفرضه شريعة [[الإسلام]] على المسلمين ولقيت دعوته في أول الأمر معارضة حتي من زعماء المسلمين ولكن واقع الحياة في لهند واختلاف طوائفها اختلافا كبيرا في العقيدة والعادات واللغة والأخلاق جعل انفصال [[باكستان]] عن الهند ضرورة لا محيد عنها . 


ولقد توسّع إقبال في قراءته عن (نتشة) و(هيجل) و(شوبنهاور) وغيرهم وقارن بينهم وبين فلسفة الشرق أمثال ابن سيناء وابن رشد وإليكم رأيه في نتشه:
== نتائج دعوة إقبال ==


كان من أهم نتائج دعوة إقبال قيام دولة [[باكستان]] بعد وفاته بتسع سنوات سنة [[1947]]  وبذلك تحققت للمسلمين أمنية من أعز الأمنيات وهي جمع شتات المسلمين في الهند  وتعاونهم في العمل لخير المسلمين والعالم أجمع وتحقيق أهداف رسالة [[الإسلام]] السامية .


وتقوم ال[[باكستان]] بجهود جبارة في العمل والإصلاح كانت مثارا إعجاب جميع من راقبوها وهي تسير في حياتها الاستقلالية بخطي ثابتة كتب أحد الباحثين بعد قيام [[باكستان]] فقال :'''(ليس في وسع منصف أن ينظر إلى العمل الرائع الذي تم في هذه الدولة الناشئة خلال خمس سنوات بغير نظرات الإكبار وليس فيوسع منصف أن ينكر عليهم صدقهم واقتدارهم وحسن تصرفهم للأمور التي تجل أحيانا عن التعريف)'''


يقول إقبال عن نتشه: "خفق قلبه لضعف عناصر الإنسان, وخلق فكره الحكيم صورة أحكم وأمتن, فأثار بين الفرنج هياجا بعد هياج, مجنون ولج مصانع الزجاج, إذا بغيت نغمة ففر منه, فليس في نايه إلاّ قصف الرعد, قد دفع مبضعه في قلب الغرب, واحمرّت يده من دم الصليب, هذا الذي بنى معبداً للصنم على قواعد الحرم, قد آمن قلبه وكفر دماغه".
[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]
 
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
 
[[تصنيف:أعلام من الهند]]
 
[[تصنيف:19/11/2011]]
ولقد تعمّق إقبال في دراسته للفكر الهندي والإيراني, ونال قسطاً وافراً من منابع التراث الروماني واليوناني, ونهل قدراً وافياً من الثقافة الإنكليزية والألمانية والفرنسية والأمريكية, هذا فضلا عن الميراث الفكري الإسلامي والعربي الذي صرف فيه إقبال معظم مجهوداته.
 
 
 
أما اللغات التي أجادها إقبال فهي الأوردية, والفارسية, والإنكليزية, وكان عظيم الإتقان للألمانية والفرنسية, ولكنه كان يعرف العربية والسنسكريتية.
 
 
 
 
 
== كتبه ودواوينه: ==
 
 
لقد ترك الشاعر باللغة الفارسية الدواوين الآتية:
 
 
 
أسرار خودي : يعني أسرار معرفة الذات,
ورموز بيخودي: أي أسرار فناء الذات,
وبيام المشرق: أي رسالة الشرق, في جواب كتاب (جوته) (تحية الغرب),
كما ترك زبور عجم, وجاويد نامه, وماذا ينبغي أن تعمل الشعوب الشرقية, ومسافر,
وأرمغان حجاز: أي هدية الحجاز,
 
وترك باللغة الأوردية
 
 
بال جبريل: أي جناح جبريل,
وضرب كليم: يعني: ضرب موسى,
وغير هذه الكتب محاضرات ألقاها في مدينة (المدارس) طبعت باسم (تجديد التفكير الديني في الإسلام),
محاضرات ألقاها في جامعة (كامبردج), وقد اعتنى بهذه المحاضرات المستشرقون وعلماء الفلسفة والدين اعتناء عظيماً وعلّقوا عليها أهمية كبيرة.
 
 
ومن وراء جبال (الهيملايا) ومن خلف التلال والهضاب سارع أحد علماء روسيا, متكلفا المشاق والأهوال, راكبا الأخطار والأوعار, حتى التقى بإقبال, ونقل عنه مبادئه وأصول فلسفته, التي أودعها ديوانه (أسرار خودي).
 
أما في ألمانيا فقد قام الأستاذ (دايشور وسو), والدكتور (فيشر) الأستاذ بجامعة (ليبرنغ), وصاحب مجلة (إسلاميكا), والشاعر الألماني الفيلسوف (هانسي), قام هؤلاء جميعاً وترجموا لإقبال, وكتبوا عن شعره وفلسفته, وقارنوا بينه وبين (جوته) الشاعر الألماني العظيم و(نيتشه), بل قامت هناك في ألمانيا جماعة اسمها جماعة إقبال, تشرف على ترجمة آثاره, ونشر مبادئه في ربوع البلاد, وفي أروقة الجامعات.
 
 
 
وهكذا فعل (اسكاريا) في ايطاليا, و(ميكنري) في أمريكا, و(نيكلسون) والمستشرق (براون) في إنكلترا, والدكتور عبد الوهاب عزام في مصر إذ كان له الفضل الأكبر في التعريف بـ (إقبال) في أرجاء العالم العربي.
 
 
 
ومرض إقبال في آخر حياته, وظل أياما طويلة رهين الفراش, ولم يزل لسانه يفيض بالشعر, وقد قال قبل وفاته بعشر دقائق:
 
 
"ليت شعري! هل تعود النغمة التي أرسلتها في الفضاء, وهل تعود النفخة الحجازية, قد أظلني موتي, وحضرتني الوفاة, فليت شعري هل حكيم يخلفني؟".
 
 
وقال وهو يجود بنفسه: "أنا لا أخشى الموت, أنا مسلم, ومن شأن المسلم أن يستقبل الموت مبتسما", ولفَظَ نفَسَهُ الأخير على حجر خادمه القديم, على حين غفلة من العواد والأصدقاء, وغربت هذه الشمس التي ملأت القلوب حرارة ونورا, قبل أن تطلع شمس الواحد والعشرين من نيسان عام ثمانية وثلاثين وتسعمائة وألف(21 من أبريل عام1938)
 
 
 
----
 
== المراجع: ==
'''* كاتب الموضوع هو الشيخ أحمد حسن المدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
 
مجلة الجامعة عدد2'''
[[تصنيف:شخصيات]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٣:١١، ١٠ أكتوبر ٢٠١٢

محمد إقبال (1873 -1938م)


موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

حياته

  • ولد محمد إقبال في مدينة سيالكوت من ولاية بنجاب بالهند سنة 1289هـ و1873م من أبوين عرفا بالتقوي والصلاح فأبوه محمد نور كان متصوفا عاملا كادحا في كسب رزقه يعمل لدينه ودنياه .

قال لأبنه محمد إقبال حين رآه يكثر من تلاوة القرآن الكريم: إذا أردت أن تفقه القرآن فاقرأه كأنه أنزل عليك .

وكانت أمه تقية ورعة بلغ من ورعها أنها كانت تتحرج أن تأكل من وظيفة زوجها إذا كان يعمل مع رئيس عرف بالرشوة , مع أن وظيفة زوجها لم تكن من مال هذا الرئيس.

  • بدأ إقبال التعليم في طفولته على أبيه ثم ادخل مكتبا لتعليم القرآن الكريم فحفظ الكثير منه , والتحق بعد ذلك بكلية في بلده حيث تعهده صديق والده الأستاذ مير حسن أستاذ اللغتين الفارسية والعربية في الكلية , وكان من خير المربين فتأثر به إقبال وحبب إليه الثقافة والآداب الإسلامية ولما أنهي دراسته هذه سافر إلى لاهور عاصمة البنجاب والتحق بكلية الحكومة فيها , وكانت لاهور تحفل بالمعاهد والمجالس الأدبية والعلمية , ونال من الكلية درجة أستاذ في الفلسفة واللغة الانكليزية وعين مدرسا في الكلية الشرقية في لاهور . وفي هذه الفترة من حياته نظم إقبال الشعر وبرع فيه وذاعت شهرته .
  • سافر محمد إقبال سنة 1905 إلى لندن والتحق بجامعة كمبرج ونال شهادة عليا في الفلسفة وعلم الاقتصاد وأقام في لندن ثلاث سنين يلقي محاضرات في موضوعات إسلامية أكسبته الثقة والشهرة وتولي كذلك تدريس آداب اللغة العربية في جامعة لندن .
  • كما درس القانون واجتاز امتحان المحاماه وسافر إلى ألمانيا وأحرز من جامعة ميونخ الدكتوراه في الفلسفة .
  • عاد محمد إقبال إلى الهند سنة 1908 فاستقبله أصدقاؤه والمعجبون بأدبه ونظموا القصائد في الترحيب به واشتغل بالمحاماه وكان في عمله مثال الاستقامة والأمانة .

لا يتوكل في قضية حتي يعلم أن موكله صاحب حق فيها وأنه يستطيع أن يأخذ له حقه كما عمل في التعليم ف فكان يدرس الفلسفة والأدب العربي في كلية الحكومة في لاهور ولكن عمله في التعليم لم يطل بل استقال وقال عندما سئل عن أسباب استقالته (إن خدمة الانكليز عسيرة ما فيها أني لا أستطيع أن أحدث الناس بما في نفسي ما دمت في خدمتهم وأنا الآن حر ما شئت قلت وما شئت فعلت) ولكن صلته بالتعليم لم تنقطع فكان على صلة دائمة بالكلية الإسلامية في لاهور كما اشترك في لجنة تولت تنظيم التعليم في بلاد الأفغان بدعوة من حكومتها ولم ينقطع عن إلقاء المحاضرات العلمية في مختلف لجامعات الهندية .

  • اشترك محمد إقبال في توجيه سياسة بلاده وكانت فلسفته السياسية الأمل والعمل والجهاد ودعوة العزة والكرامة وكان شعره أناشيد مسلمي الهند الجاهدين فقد أشعل النفوس ثورة على سلطان الإنجليز في الهند وأمن المجاهدين بالأمل والعزم والإقدام وانتخب سنة 1926 عضوا في الجمعية التشريعية في البنجاب , وعمل في حزب الرابطة الإسلامية .
  • وفي سنة 1930 خرج على الناس برأيه الخاص في إنشاء دولة الباكستان وأن تقسيم الهند على أسس جنسية ودينية ولغوية وكتب بذلك إلى محمد علي جناح رئيس الرابطة الإسلامية ونادي بهذا الرأي في شعره وخطبه وشهد مؤتمر الطاولة المستديرة الذي عقد في لندن سنة 1932 للبحث في دستور الهند وأصيب الشاعر إقبال بمرض طالت مدته رغم عناية الأطباء ولقي الموت راضي مبتسما كما قال في شعره:
آية المؤمن أن يلقي الردي
باسم الثغر سرورا ورضا
  • وكانت وفاته سنة 1938 .

صفاته

ولد محمد إقبال في بيت تقي وصلاح فنشأ تقيا ورعا قوي الإيمان وتعهده في صباه أستاذه وصديق والده مير حسن وهو معلم قوي الشخصية يؤثر في طلابه ويطبعهم بطابعه فنمي في نفسه قوة العقيدة وحبب إليه الثقافة الإسلامية .

وكان حاد الذكاء مرهف الإحساس نظم الشعر ونبغ فيه وهو لا يزال في مرحلة الشباب وخلف ثروة عظيمة من جيد الشعر , ترجم كثير من قصائده إلى عدة لغات وكان واسع الثقافة عزيز العلم نال الإجازات العلمية العالية في مختلف العلوم في الآداب والفلسفة والاقتصاد والحقوق وهو لم يتجاوز الثانية والثلاثين من عمره وله عدة مؤلفات في الدين والفلسفة ترجم بع1ها إلى لغات كثيرة .

وصفه القائد الأعظم محمد علي جناح عندما خطب في ذكراه فقال : (ما كان إقبال بالواعظ والفيلسوف وكفي بل كانت تتمثل فيه مع التفكير والإلهام مزايا الشجاعة والعمل والثبات والاعتماد على النفس والإيمان قبل كل شئ بالله والإخلاص للدين , وكانت تتلاقي في نفس آمال الشاعر المثالية وسليقة الرجل الذي ينظر إلى وقائع الأمور ,وبهذا يتجلي لنا مسلما حق الإسلام)

دعوته الإصلاحية

لمحمد إقبال فلسفة وآراء في الحياة ضمنها شعره وفيها دعوة الإصلاح تبرز في النواحي الآتية:

1- كان إقبال معجبا بالإسلام والمسلمين ويري في العرب الأولين , المثل الأعلى في اكتمال الشخصية والإخلاص والتضحية فالمسلم لا تعرف أرضه الحدود ولا يعرف أفقه الثغور, قد وسعت عاطفته الشرق والغرب له عهود في التاريخ خالدة وله حكايات ومواقف في البطولة لا تزال موضع الدهشة والعجب .

والإسلام بعقيدة التوحيد وما تبعثه في نفس الفرد من روح القوة والحرية وبما جاء به الرسول الأعظم في رسالته الخالدة من الآداب والأحكام كفيل بسعادة البشر أجمعين .

كان يتغني في شعره بماضي الإسلام وما أسداه للعالم من خير فالأمة الإسلامية أمة لا تفني لأنها قائمة على أصول خالدة لا ينال منها تقلب الزمان وكرّ الأيام مرت عليها فتنة التتار وغيرها من الفتن ولكنها سلمت وبادت الأقوام وفنيت الأجيال وثبتت الأمة الإسلامية على الخطوب الجسام ولحوادث العظام .

أمة الإسلام تبقي ابدا
وأذان الحق فيها خلدا

أحيث العشق قلوب تسعر

شبها من (لا إله) الشرر

وإذا مر ببلاد كان للإسلام فيها ماض مجيد هاجه الحنين إلى ذلك الماضي وبكاه , مر بجزيرة صقلية في عودته من أوروبا إلى الهند سنة 1908 فنظم قصيدة افتتحها بقول ( ابك أيها الرجل دما ولا دمعا فهذا مدفن الحضارة العربية )

وزار اسبانيا بعد حضور مؤتمر الطاولة المستديرة في لندن سنة 1932 ووقف في مسجد قرطبة وقفة شاعر مؤمن وقفة خاشع أمام الإيمان الذي جاء بهذه الحفنة العربية المؤمنة إلى هذه البلاد النائية فأخضعوها لعزمهم وعقيدتهم وتوجه إلى القبلة وصلي ركعتين في هذا المسجد المهجور الذي لم يسمع فيه أذان ولا أقيمت صلوات منذ مئات السنين .

وهو شديد التفاؤل عظيم الإيمان بمستقبل المسلمين يقول مخاطبا نهر قرطبة (الوادي الكبير) : (إن على شاطئيك أيها النهر العزيز رجلا يري حلما لذيذا , يري في مرآة المستقبل عصرا في طيات الغيب يري عصرا قد بدت تباشيره وظهرت طلائعه ليعينه ولكنها لا تزال محجوبة عن أعين الناس لو كشفت هذا الغطاء عن وجه هذا العالم الجديد وبحث بما في صدري من أفكار وأسرار لشق ذلك على أوروبا وفقدت رشدها وجن جنونها ).

ورغم أن الشاعر محمد إقبال تعلم في جامعات أوروبا وعاش بين أهلها ردحا من الزمن لم تخدعه حضارتها وكان يري أن الحضارة الأوروبية لا تحقق رخاء الإنسانية وسعادتها فهي حضارة مادية أخضعت العالم لعلمها وتنظيمها وسخرت الطبيعة لمقاصدها ومصالحها ولكنها حائرة مضطربة لا تملك الإيمان ولا تملك العاطفة ولا تملك الغايات الصالحة لذلك حذر المسلمين وخصوصا الشباب من الوقوع في حبائلها والانخداع بزخارفها .

وقد وقعت بعض الأمم الإسلامية في شراكها ففقدت عزتها وأنفتها وأصبحت شعوبا ضعيفة ودعا المسلمين إلى دراسة الإسلام دراسة جديرة وطلب منهم لتمسك بدينهم وعقيدتهم فهو مصدر عزتهم وحريتهم وفخارهم وتأخذ إقبالا الهزة والاعتزاز عندما يتحدث عن الرسول والإسلام فيقول : (العجب إذا انقادت لى النجوم وخضعت لى الأفلاك والكواكب فقد ربطت نفسي بركاب سيد عظيم لا يأفل نجمه ولا يعثر جده ذلك هو البصير بالسبل خاتم الرسل وإمام الكل محمد صلي الله عليه وسلم الذي وطئت قدمه الحصباه فأصبحت أثمدا يكتحل به السعداء).

2- تربية الذات الإنسانية :وهي أساس فلسفته فهو يري أن تربية الذات واكتمالها هو أساس الحياة ومصدر سعادة الإنسان لذلك فهو يدعو إلى إدراك الذات وتقويتها والعمل الدائب والجهاد الذي لا ينقطع ويري أن الحياة في العمل والجهاد وأن الموت في الاستكانة والسكون .

ومما يقوي الذات الثقة بالنفس والاعتداد بها والاعتماد عليها والاستغناء بها فيقول: (لا تبغ رزقك من نعمة غيرك ولا تستجد ماءا ولو من عين الشمس واستعن بالله وجاهد الأيام ولا ترق وجه الملة البيضاء , سقطت درة عمر رضي الله عنه وهو راكب فنزل ليأخذها وأنف أن يسأل أحد الرجال أن يناوله درته).

ومما يقوي الذات ضبط النفس عن لخوف والشهوات فالذي لا يحكم في نفسه خليق أن يحكم عليه غيره .

والإسلام عني بالنفس الإنسانية ودعا إلى اكتمالها وتجميلها بالأخلاق الفاضلة وهو في أصوله يحقق ذلك فعقيدة التوحيد تنفي عن النفس الاستكانة للمخاوف والشهوات وتميت لخوف والشك وتحي الأمل والعمل وتقهر كل صعب وتذلل كل عقبة وأحكام الإسلام تحقق للذات الإنسانية الحرية والمساواة والعدل .

وهو بهذا يخالف الصوفية الذين انتشرت مذاهبهم في بلاد الهند بل لعله يرد عليهم في قولهم بوحدة الوجود وإنكار الذات وسمي التصوف المتضمن هاتين العقيدتين تصوفا غير إسلامي .

3- الدولة الإسلامية : بني إقبال فلسفته على الذات الإنسانية ودعا إلى تربيتها وتقويتها فهو يعترف بالفرد ويؤمن بقواه الكامنة ولكن هذه الذات لا تتم تربيتها واكتمالها إلا في لجماعة وإن عمل لجماعة إن تمكن الفرد من بلوغ كماله وإظهار كوامن فطرته ومنتهي قدرته فالصلة بين الفرد والجماعة صلة وثيقة فالفرد مرآة الجماعة , الجماعة مرآة الفرد , فإذا غفل الفرد عن واجبه أو تجاوز وحده أرشدته الجماعة وعلمته .

فإذا الواحد في الجمع انتمي
فهو كالقطرة صارت خضرما

روحه من قومه والبدن

سره من قومه والعلن

وهذه الجماعة لابد لها من رسالة تجمعها وقانون ينظمها وغاية تسعي إليها , ولا بد أن تتحقق في هذه الرسالة وفي هذه القوانين ما يوفر للفرد والجماعة السعادة ى والخير ولابد أن تكون الغاية التس تسعي إليها سعادة البشر أجمعين . ويري ان رسالة الإسلام تحقق كل ذلك .

لذلك فهو يدعو إلى قيام دولة إسلامية ترعي هذه المبادئ وتعمل على تطبيقها لخير المسلمين وخير البشر أجمعين وهو في دعوته لا يري الوطن أساس الآمة ويقول (إن العصبيات الوطنية قطعت أرحام الأم) .

لذلك دعا إقبال دولة باكستان في الهند لتضم المسلمين الذين تجمعهم عقيدة واحدة وهدف واحد في الحياة ولتقوم بواجبها الذي تفرضه شريعة الإسلام على المسلمين ولقيت دعوته في أول الأمر معارضة حتي من زعماء المسلمين ولكن واقع الحياة في لهند واختلاف طوائفها اختلافا كبيرا في العقيدة والعادات واللغة والأخلاق جعل انفصال باكستان عن الهند ضرورة لا محيد عنها .

نتائج دعوة إقبال

كان من أهم نتائج دعوة إقبال قيام دولة باكستان بعد وفاته بتسع سنوات سنة 1947 وبذلك تحققت للمسلمين أمنية من أعز الأمنيات وهي جمع شتات المسلمين في الهند وتعاونهم في العمل لخير المسلمين والعالم أجمع وتحقيق أهداف رسالة الإسلام السامية .

وتقوم الباكستان بجهود جبارة في العمل والإصلاح كانت مثارا إعجاب جميع من راقبوها وهي تسير في حياتها الاستقلالية بخطي ثابتة كتب أحد الباحثين بعد قيام باكستان فقال :(ليس في وسع منصف أن ينظر إلى العمل الرائع الذي تم في هذه الدولة الناشئة خلال خمس سنوات بغير نظرات الإكبار وليس فيوسع منصف أن ينكر عليهم صدقهم واقتدارهم وحسن تصرفهم للأمور التي تجل أحيانا عن التعريف)