الحوارات والأحلام الكِذاب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٠:٤٠، ١٢ يونيو ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (حمى "الحوارات والأحلام الكِذاب" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحوارات والأحلام الكِذاب
توفيق الواعي.jpg

بقلم: أ. د. توفيق الواعي

الحوار لغة العقل، ووسيلة إلى إظهار الحق، وإلقاء الضوء على ما اختُلف فيه من القضايا والتوجهات، كما أنه لغة الحضارة الإنسانية، ومظهر للبيان الآدمي الذي يُفرِّق بين الإنسان والحيوان، وبين العالم والجاهل، وبين صاحب الحجة والمماري السفيه.

والحوار مغالبة للعقول بالبيانات، وهداية للنفوس بالقناعات، ويتعارض كليًّا مع الإجبار والإكراه على المبادئ والعقائد والديانات، كما أنه بعد ذلك فتح لآفاق البحث والعلم والتقدم والريادة، واحترام لإرادة الإنسان وقناعاته.

والحوار أصل إسلامي عميق، ومنهج قرآني أصيل، ولهذا فإنه ينبغي أن يكون هناك حوار بين الآراء والتوجهات المختلفة حتى يعتدل التفكير وتتوافق الأعمال مع التوجهات المرادة، والآراء المتفق عليها.

وإذا صاحب الحوار تشاور في تنفيذ المتفق عليه من الأفعال سلمت الأفراد والجماعات والأمم من مزالق كثيرة، وكانت مسيرتها أقرب إلى الصواب، وهذا هو الموافق لطبائع الناس الذين خلقهم الله مختلفي المشارب: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ...﴾ (هود).

والوصول إلى الصواب رحمةً للمجتمعات والأفراد على حدٍّ سواء، يدل على الفلاح والاستقامة والرضا من الله سبحانه: ﴿فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ﴾ (البقرة: من الآية 213).

وقد شهدت الحياة كثيرًا من الكوارث وما كان ذلك إلا لشطط الآراء وتنافر الطباع والعناد وعدم الخضوع للحق الذي يرتضيه واقع الناس.. وضرورات الحياة وصدق الله: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)﴾ (آل عمران).

حوار السلطة مع الجماعات الإسلامية

انقسمت رؤية السلطة المصرية للحوار مع الجماعات الإسلامية إلى قسمين:

الأول: هو الحوار مع الجماعات المعتدلة صاحبة الفكر الوسطي والنابذة للعنف والمؤمنة بالديمقراطية وصاحبة الشعبية الكاسحة، وهذه لا تحاورها السلطات ولا تتفاهم معها، خوفًا من شعبيتها ومن صعودها المطرد نحو قيادة الدولة، وهذا شيء غير مرغوب فيه، بل أكثر من ذلك يكون بينهما تنافر، بل تضاد في كثيرٍ من الأحيان.

وهذا قد أصاب الحياة السياسية بالعقم، وحوَّل وجهة الحكومات إلى الطريق الخطأ وإلى صراع ما كان له أن يوجد، فضلاً عن استمراره، وقد تسبب هذا في عدة ظواهر أهمها:

1- كراهية الشعب لأولي الأمر لأسباب غائرة ومتجذرة وكثيرة، لأسباب عدة يعلمها الجميع.

2- عدم الاستفادة من الطاقات الجادة والخيرة والصالحة في الأمة.

3- انتشار ثقافة الغش على نطاقٍ واسع، يتكلم باسم المجتمع وهو لا ينطق! وينتخب باسمه وهو لم يذهب إلى صناديق الاقتراع، ويُولي عليه مَن يكرههم ولا يملكون لهم رفضًا.

ها هم كما تهوى تحركهم دمى لا ينطقون بغير ما تهوى فما

إني لأعلم أنهم قد جُمعوا ليصفقوا إن شئت أن تتكلما

4- شيوع ثقافة الظلم واستحلال كل شيء من

المصدر


قالب:روابط توفيق الواعى