الاستجواب الأخير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٠١، ٢٢ مارس ٢٠١٥ بواسطة Sherifmounir (نقاش | مساهمات) (حمى "الاستجواب الأخير" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الاستجواب الأخير

بقلم : خميس النقيب

(16/02/2014)

تغيرت الاحوال و انقلبت الامور وضاقت الصدور حتي كاننا في غابة اختلط فيها الحابل بالنابل ، القوي يقهر المكلوم ، والغني يدمر المحروم ،والظالم ينتقم من المظلوم و تنوعت في الحياة الدنيا الاستجوابات واختفت المعلومات وتراكمت الشدائد بعضها فوق بعض ظلمات ، لكن الحق احق ان يتبع ، والحق له رجال مهما ضحوا فإنهم ثابتون ، ابطال عمالقة يدافعون عن الحق و علي درب الصادقين سائرون ، نعم تنوعت الاستجوابات الدنيوية الظالمة ، تتغير فيها الحقائق وتطمس فيها المعلومات وتزور فيها الشهادة لكن الاستجواب الاخير مفعم بالقسط لا يصاحبه ظلم و لا تتخلف عنه من الحقيقة اوالحق مثقال ذرة "

وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ" ( الانبياء : ٤٧)

استجواب لكل الخلق الغني والفقير ، الصغير والكبير ، الخفير والوزير ، الامير والمشير ، الابيض والاسود ، الرئيس والمرؤس ، الجميع يعرضون لا تخفي منهم خافية لا جيوب ولا حصالات ، لا نتوءات ولا مفرمات كيف ؟! " يومئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية " ( الحاقة) الاستجواب الاخير. .كيف ؟

يوم تنصب الموازين وتنشر الدواوين ونقف جميعا أمام الله رب العالمين في محكمة العدل الإلهية يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتي الله بقلب سليم ..يوم ينادي المنادي للاستجواب الاخير ...!!

إن قال المتهم لم يصلني (إعلان).. يوميا يتردد في الصلاة سبعة عشر مرة: " مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" (الفاتحة 4).

إن قال لم يأتيتي أحد ( محضر ) " قَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" (التوبة128).

إن قال سأحضر دفاع (محاميا): " اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً " (الإسراء14).

إن قال سأحضر من يشهد (شهود): " الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" (يس65).." حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (فصلت21- 20).

إن قال سنقدم فداء (كفالة): " يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَِ إلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" (الشعراء 88-89). إن قال سنترافع (سنستانف): " مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" (ق29).

إن قال الظالم إلى أين؟ (المصير): " يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ" وإذا سأل الخروج من النار والرجعة إلى هذه الدار، يقول ( اخْسَئُوا فِيهَا "المؤمنون : ١٠٨) أي امكثوا فيها صاغرين مُهانين أذلاء. ( وَلا تُكَلِّمُونِ ) أي لا تعودوا إلى سؤالكم هذا، فإنه لا جواب لكم عندي.وقيل ) اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلمون ( قال: هذا قول الرحمن حين انقطع كلامهم منه.

ثم قال تعالى مذكرًا لهم بذنوبهم في الدنيا، وما كانوا يستهزئون بعباده المؤمنين وأوليائه، فقال ) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا ( أي فسخرتم منهم في دعائهم إياي وتضرعهم إليّ، ) حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي ( أي حملكم بغضهم على أن نَسِيتم معاملتي ) وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ( أي من صنيعهم وعبادتهم، كما قال تعالى ) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ( )المطففين 29,30(

قال الصديق ابو بكر وهو يوصي عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : إني مستخلفك من بعدي وموصيك بتقوى الله فإن لله تعالى عملا بالليل لا يقبله بالنهار وعملا بالنهار لا يقبله بالليل، وانه لا يقبل نافلة حتى تؤدي فريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الحق ان يكون ثقيلا، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الباطل وخفته عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا، فان قبلت وصيتي فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت، وان أضعت وصيتي فلا يكونن غائب ابغض إليك من الموت، ولست بمعجز الله (الحلية 1/36).

الفاروق عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه يقول  : لا تصغرن هممكم فاني لم أري شيئا اقعد بالرجل من سقوط همته..وقال: أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء بنفسه فمن قال انه عالم فهو جاهل ومن قال انه في الجنة فهو في النار...وقال: من زاغ زاغت رعيته، واشقي الناس من شقيت به رعيته...وقال: حاسبوا افسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، أهون عليكم في الحساب غدا، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ (الحاقة 18).

هيا نسا نستعد للاستجواب الاخير فنجعل دنيانا مزرعة لاخرانا ، ونبني قبورنا بالعمل الصالح في كل المجالات وبالكلمة الطيبة في كل الاتجاهات ونرضي ربنا قبل اللقاء .. قال أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه : قال العقلاء في الدنيا ثلاث، من ترك الدنيا قبل أن تتركه، ومن بني قبره قبل ان يدخله، ومن ارضي ربه قبل أن يلقاه..هل فعلت؟

اختر لنفسك مصير من الآن، إما الجنة أبدا أو النار أبدا، وبقدر ما تدفع هنا ستشتري هناك، وبقدر ما تقدم هنا ستجد هناك ، وبقدر ما تزرع هنا ستحصد هناك ، بقدر ما تنفق هنا ستتملك هناك " إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (التوبة111).


[email protected]

المصدر