رسالة من د. حبيب إلى كل مصري (5)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠١:٠٤، ١٥ يوليو ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (حمى "رسالة من د. حبيب إلى كل مصري (5)" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رسالة من د. حبيب إلى كل مصري (5)
د. حبيب.jpg

المصري الحبيب.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد؛

فأعلم أن الطريق طويل، لكنه يقصر كثيرًا مع إيمانك بقدرتك على التغيير السلمي والحضاري.. وبجهدك الخلاق الذي يمكن أن تبذله.. وبأملك الذي لا تحده آفاق في مستقبل أفضل لك ولأولادك.. وأحفادك من بعد.

وأعلم أيضًا أن الطريق شاق، لكنه يسهل كثيرًا مع همتك الفتية وعزمك القوي وإرادتك الصلبة.. نعم إن القوم يحاولون- عن عمدٍ وسوء قصد- تثبيط عزيمتك.. وتخذيلك.. وتعجيزك.. وإخافتك.. ونزع الثقة من نفسك، ولكن مع ثباتك وصمودك ومقاومتك.. سوف تذهب محاولاتهم هباءً.. لا تستجب لهم ولا تركن لأراجيفهم.. لا تدعهم ينجحون في مساعيهم أو حتى ينالوا جزءًا من اهتمامك.

إن الاهتمام بالشأن العام وبكل ما يجري حولنا من أحداث.. على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، أصل في ديننا، فليكن لذلك نصيب في وقتك وجهدك، لا تدخر وسعًا في أن تتفهم ما يجري وأن يكون لك رأيك الخاص فيه، وأن تتناقش أو تتحاور مع إخوانك وزملائك في كيفية السبيل للخروج من المأزق الذي وضعنا فيه حزب السلطة الحاكم الذي يصر على الاستئثار بالسلطة والانفراد بالحكم وإصابة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر بالشلل والعجز والشيخوخة المبكرة.

قد يكون هناك أقرباء أو أصدقاء يحذرونك- بدافع الحرص- من الاشتغال بالسياسة أو يوصونك بعدم الاقتراب من دائرة الاهتمام بالشأن العام، ويتوسلون إليك بضرورة الابتعاد عن مكمن الخطر؛ حيث الملاحقة والاعتقال والتضييق على الأرزاق.. هؤلاء يجب أن يعوا ويدركوا أن السلبية واللامبالاة لم تكن يومًا سببًا للإفلاتِ من المصير المؤلم الذي يمكن أن يواجهه كل فرد منا؛ حيث إن الكل معرض في أية لحظة ودون سابق إنذار أن تناله يد الظلم بلا شفقةٍ ولا رحمة فتنكل به وبأهله وولده.. لا تستبعد ذلك طالما أنك تعيش في مناخٍ سياسي رديء وأجواء فاسدة مفسدة لا توجد فيها قيمة لمواطن.. أو حصانة لأحد.. أو اعتبار لكرامة إنسان.. كان من الممكن- ونسأل الله لنا ولك السلامة- أن يكون أحدنا ضمن مَن لقي حتفه في عبَّارة الموت.. أو في قطارٍ يحترق أو يتصادم مع آخر.. أو عمارة تتهدم.. أو ممن ساقه قدره إلى قسم شرطة أو أُلقي عليه القبض في الطريق العام لاحتكاكه بأحد أمناء الشرطة.

إن الخطر كل الخطر ألا يكون لك دور.. كبُر هذا الدور أو صغُر.. والخطأ كل الخطأ ألا يكون لك إسهامٌ على أي نحو كان في تغيير هذا الواقع، حتى وإن كان مجرَّد الاهتمام بتغييره؛ وذلك أضعف الإيمان.

أنصحك أن تلزم هؤلاء الأخيار الصالحين الذين ندبوا أنفسهم للدفاع عن العقيدة والحرية والوطن.. الذين يشدون من أزرك.. يزرعون فيك الثقة والإيجابية والإقدام.. الذين يصلون بينك وبين المنهج الرباني، ذلك المعين الذي لا ينضب.. يرشدونك إلى فعل الخيرات، والإقبال على الطاعات، والالتزام بمكارم الأخلاق.. فما أحوجنا جميعًا في هذه المرحلة بالذات إلى المروءة والشهامة والكرم والبذل والتضحية والصدق والأمانة.. كما أننا أحوج ما نكون عن الابتعاد عن كلِّ ما يخل بالمروءة من صفاتٍ ذميمة؛ وذلك كله ضروري ولازم كخطوة أولى لتحقيق النهضة التي ننشدها وينشدها معنا كل مخلص وغيور على أهله ووطنه.

وأخيرًا تقبل تحياتي وعظيم تقديري وإلى لقاء قريب بإذن الله؛

أ. د. محمد السيد حبيب

النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في: 3 من جمادي الآخرة 1428هـ الموافق 18 من يونيو 2007 م

المصدر