الحرب النفسية على الإخوان.. محطات وإشارات
إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين
- بقلم/ السعيد العبادى
مفهوم الحرب النفسية تأثير الحرب النفسية الدعاية ( propaganda ) أنواع الحرب النفسية الحرب النفسية الإستراتيجية أهداف الحرب النفسية الإستراتيجية القيود على الحرب النفسية الإستراتيجية الحرب النفسية التكتيكية أهداف الحرب النفسية التكتيكية مدارس الحرب النفسية الإعلامية مدرسة الفكر الإعلامي البرجوازى مدرسة الفكر الإعلامي التبعى مدرسة الفكر الإعلامي المتلاعب الحرب النفسية مفهوم وأهداف ومهام وأساليب للواء محمد جمال الدين محفوظ الحرب النفسية في صراعنا الحضاري مفهوم الحرب النفسية وأهدافها مهام الحرب النفسية الصور والأساليب ألوان الحرب النفسية الدعاية البيضاء الدعاية السوداء الرمادية أخطر الألوان مشــــــــاهير الحرب النفـــــــسية جوبلز الاسكندر الأكبر جنكيز خان الولايات المتحدة الأمريكية الانجليز وبداية الحرب النفسية ضد الإخوان تلفيق أول قضية ومحاكمة للإخوان إنشاء "إخوان الحرية" لمحاربة الإخوان الإخوان يفضحون مخططات الجمعية وسائل أخرى لتشويه الإخوان المصادر
عانت جماعة الإخوان المسلمين كثيراً من ما يسميه البعض الحرب النفسية والتي غالباً تهدف لتغيير أفكار أو معتقدات الشخص أو المجموعة المستهدفة ويدخل في إطار هذه الحرب النفسية التشويه الإعلامي وحملات التخوين والارتباط بالخارج والتي استهدفت جماعة الإخوان بانتظام وخاصة مع زيادة حدة المواجهة بين الإخوان والنظام الحاكم منذ ثورة يوليو 1952 وربما يكشف عن بداية هذه الحرب الوثيقة التي نشرها الشيخ محمد الغزالي في كتابه قذائف الحق والتي تكشف عن اجتماع بقيادة رئيس المخابرات العامة المصرية لوضع إستراتيجية لمواجهة ومحاربة فكر الإخوان وتنوعت الحرب النفسية ضد الإخوان من الهجوم الإعلامي وعمليات غسيل المخ وتلفيق القضايا لتشويه صورة الإخوان .
قال الإمام الشهيد حسن البنا:
العقبات فى طريقنا: أحب أن أصارحكم أن دعوتكم لا زالت مجهولة عند كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميها ستلقى منهم خصومه شديدة وعداوة قاسية، وستجدون أمامكم كثيرًا من المشقات وسيعترضكم كثير من العقبات، وفى هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات. أما الآن فلا زلتم مجهولين، ولا زلتم تمهدون للدعوة، وتستعدون لما تتطلبه من كفاح وجهاد. سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة فى طريقكم، وستجدون من أهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم فى سبيله، وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان، وستقف في وجهكم كل الحكومات على السواء، وستحاول كل حكومة أن تحد من نشاطكم وأن تضع العراقيل في طريقكم.
وسيتذرع الغاصبون بكل طرق لمناهضتكم وإطفاء نور دعوتكم، وسيستعينون فى ذلك بالحكومات الضعيفة والأيدى الممتدة إليهم بالسؤال وإليكم بالإساءة والعدوان. وسيثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات وظلم الاتهامات، وسيحاولون أن يلصقوا بها كل نقيصة، وأن يظهروها للناس فى أبشع صورة، معتمدين على قوتهم وسلطانهم، ومعتدين بأموالهم ونفوذهم: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾[التوبة: 32]. وستدخلون بذلك -ولا شك- فى دور التجربة والامتحان، فتسجنون وتعتقلون، وتنقلون وتشردون، وتصادر مصالحكم، وتعطل أعمالكم، وتفتش بيوتكم، وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾[العنكبوت: 2]. ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله نصرة المجاهدين ومثوبة العاملين المحسنين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.......... فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾[الصف: 10-14] فهل أنتم مصرون على أن تكونوا أنصار الله؟ (1)
هذه كلمات للإمام البنا من رسالة بين الأمس واليوم رسم فيها البنا منهاج الإخوان المسلمين ووضع فيها الأطر الحقيقة الواضحة للجماعة والتي كانت نبراساً واضحاً وبالفعل تحققت تلك التحذيرات وواجهت جماعة الإخوان المسلمين الأمرًيِن على مدار تاريخها سواء في العهد الملكي أو كانت المواجهة الأشد في عهد عبد الناصر ولكن بالرغم من هذا كله استطاعت دعوة الإخوان أن تنتشر في عموم قرى ومدن مصر فضلاً عن خارج مصر.
لذا سنتعرض من خلال هذا البحث بعض أنواع الحرب النفسية والتشويه التي قامت به الحكومات المتعاقبة ضد الإخوان المسلمين .
مفهوم الحرب النفسية تعرف الحرب النفسية بأنها الاستعمال المخطط للدعاية ومختلف الأساليب النفسية للتأثير على آراء ومشاعر وسلوكيات العدو , بطريقة تسهل الوصول للأهداف . او .. استخدام وسائل التخاطب الحديث بغرض الوصول إلى الجماهير المستهدفة لكي يتم إقناعهم بقبول معتقدات و أفكار معينة. باختصار الحرب النفسية هي تهدف بغرض تقوية الروح المعنوية لأفراد الأمة، و تحطيم الروح المعنوية للعدو. تأثير الحرب النفسية ينبع التأثير الأكبر للحرب النفسية من خلال تحطيم معنويات الخصم وجعله يدخل المعركة وهو موقن بالهزيمة فيها حتى لو كان هو الطرف الأقوى , لأنه يشعر بالضعف في داخله كرد فعل للدعاية التي تهاجم معنوياته وتشكك في قدراته وتبرز الطرف الآخر بصورة أقوى كثيرا مما هو في الواقع والهدف هو بث اليأس، و الاستسلام في نفوس العدو.تضخيم أخطاء العدو و ذلك لإحداث نوع من فقد الثقة بين الشعب و قيادته إضعاف الجبهة الداخلية للعدو، و إحداث الثغرات بها، و تشكيك الجماهير في قدرة قيادتها السياسية، و التشكيك بالقوة المسلحة.العمل على تفتيت الوحدة بين الأفراد و القوات المسلحة حتى لا يثقوا ببعضهم الدعاية ( propaganda ) تعتبر الدعاية هي الأداة الرئيسية للحرب النفسية , وقد لعب دورا كبيرا جدا في تاريخ الحروب النفسية ونذكر كمثال أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وان خط بارليف من المستحيل تحطيمه والذي نجحت الدعاية الصهيونية في الترويج له بشكل كبير بعد حرب 1967 من اجل هزم العرب معنويا وقتل أي أمل لهم في نصر قريب , ووقتها تخيل الناس أن الاسرائليين من كوكب آخر ومن المستحيل هزيمتهم ولكن كل هذا تحطم بعد ان فطن العرب للخدعة الكبرى وتغاضوا عن كل هذا الهراء ونجحوا في تحطيم هذه الأسطورة أنواع الحرب النفسية 1. الحرب النفسية الإستراتيجية تصمم لتحقيق أهداف عامة شاملة بعيدة المدى، و تتسق مع الخطط الإستراتيجية العامة للحرب، و هي تتميز بالشمول و الامتداد من حيث الزمان و المكان، و قد تستغرق وقتاً طويلا، عشرات السنين أو حتى مئات السنين، كما أن بُعدها المكاني قد يشمل المناطق المجاورة للهدف و أحياناً القارة كلها أو حتى الكرة الأرضية و ذلك حتى يتحقق الهدف، ثم تستمر بعد النصر لكي يتم تثبيت دعائمه أهداف الحرب النفسية الإستراتيجية
- تثبيت خطط الدولة السياسية الخاصة بالحروب و شرح أهدافها و أغراضها
- تأكيد العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدولة على العدو.
- خفض الروح المعنوية بين العدو و أفراده.
- بث روح الكراهية داخل دولة العدو و بخاصة العناصر المضطهدة.
- إظهار التأييد الأدبي للعناصر الصديقة في إقليم العدو.
- تقديم المعاونة اللازمة لعمليات الدعاية التكتيكية.
- الظروف التي تسهل نجاح الحرب النفسية الإستراتيجية:
- الهزائم العسكرية التي يعانيها العدو.
- النقص في الحاجات الأساسية ، و المعدات الحربية للعدو.
- التضخيم النقدي الخطير لدى العدو.
- التعب، و إفتقار الثقة في القادة.
- نقص المواد الخام للازمة لاقتصاديات العدو.
- مظالم الحكم و عدم العدالة في ادارة دولة العدو
القيود على الحرب النفسية الإستراتيجية
- من الصعب تقدير نتائج عمليات هذه الحرب لأنها طويلة الأمد، و قد يتعذر لمس النتائج لعدم توفر المعلومات الكافية في معظم الظروف.
- قد تقابل هذه الإجراءات، إجراءات أخرى مضادة في أرض العدو ، إذ أن العدو قد يلجأ إلى فرض عقوبات على أفراده العسكريين أو المدنيين في حال استمعوا على وسائل إعلام الخصم. مثل اعتماد إسرائيل في حربها على العرب و خاصة الفلسطينيين الحرب النفسية الإستراتيجية التي ما زالت منذ عشرات السنين.
2. الحرب النفسية التكتيكية هي حرب الصدام المباشر مع العدو و الالتحام به وجهاً لوجه سواء بالحرب السياسية أو الاقتصادية أو المعنوية أو العسكرية ، و يستخدم في ذلك منشورات توزع بواسطة المدفعية و الطيران و مكبرات الصوت و الإذاعة اللاسلكية و الصحف و الكتيبات و المجلات التي تلقى من الطائرات أهداف الحرب النفسية التكتيكية تثبيط معنويات العدو و كفاءته القتالية. تسهيل احتلال مدن العدو عن طريق توزيع الإنذارات معاونة الحرب النفسية الإستراتيجية بالحصول على معلومات أدق حول نقاط ضعف العدو تقديم المعلومات و التوجيهات اللازمة للعناصر الصديقة التي تعمل داخل منطقة العدو حث العدو على أن ينظر الى أسباب الحرب بنفس النظرة التي ينظرها الى أسباب حربه، و بذلك يضعف الحماس في قتاله الظروف المساعدة في نجاح الحرب التكتيكية: الهزائم المتكررة للعدو، و الخسائر الفادحة التي يُصاب بها. موقف العدو العسكري المزعزع مدارس الحرب النفسية الإعلامية 1. مدرسة الفكر الإعلامي البرجوازى ويمثلها الإعلام الغربي , وتهدف هذه المدرسة الى تصدير فكرة عن الغرب بأنه الخلاص لكل من يريد النجاة من التخلف والظلم والفقر , وكل ما دون الغرب يقف في اخر طابور الحضارة والتقدم …! 2. مدرسة الفكر الإعلامي التبعى وتتمثل هذه المدرسة في إعلام الدول النامية والذي يقدم ما يمليه الغرب عليه من افكار وتصورات يريد الغرب أن يوصلها لهذه الشعوب النامية بطريق غير مباشر كى يهزموا هذه الشعوب معنويا وقتل الأمل بين أبنائها 3. مدرسة الفكر الإعلامي المتلاعب وتتمثل هذه المدرسة في الإعلام الانتهازي الغير هادف الذي يصدر أفكار تافهة للشباب لقتل الهمم ونشر الرذيلة والجهل في المجتمع , وترك المواضيع الهامة والحيوية والتركيز على تفاهات الأمور مشــــــــاهير الحرب النفـــــــسية 1. جوبلز انه الدكتور/ جوزيف جوبلز , مدير الدعاية السياسية للحكم النازي ابان حكم هتلر في الحرب العالمية الثانية ان جوبلز قد قام بعمل لا يقل خطورة عن غزو القوات الألمانية لأوروبا إلا وهو ترويج الفكر النازى للشعب الالمانى وجعلهم يؤمنون به إيمانا مطلقا وكان هذا هو سر علو كعب ألمانيا في السنوات الأولى للحرب , انه نجح في ترسيخ شعار ( ألمانيا فوق الجميع ) داخل وجدان كل المانى من الطفل الصغير الى الشيخ العجوز , انه قد أعطاهم الإحساس بالقوة و علو الجنس الارى على باقي أجناس الأرض بفضل خطبه الرنانة وكلامه الذى لعب بمشاعر الملايين , وهذا ما جعل ايضا اعداء المانيا يرتعدون خوفا من اى شئ يمس المانيا بصلة …..! 2. الاسكندر الأكبر يعتبر الاسكندر الأكبر من أقدم من استخدموا الحرب النفسية وقد استخدمها في حروبه كثيرا , حيث كان من اساليبه صنع عدد كبير جدا من الدروع والخوذات الضخمة وكان يتركها خلفه في اى مكان يعبره بجيشه , ليجدها عدوه ويعتقد ان جيش الاسكندر به عمالقة من الرجال فيرتعد العو رعبا قبل أن يلتقي بجيش الاسكندر ويمتنع عن ملاحقته …! 3. جنكيز خان كان من عادة القائد المغولي جنكيز خان أن يبعث أمام جيشه بمن ينشر وسط البلد المستهدفة كلاما يدل على أعداد المغوليين الكبيرة وأفعالهم الوحشية من اجل بث الرعب في النفوس ..! كما انه كان يقوم بخداع جيش عدوه , فيجعلهم يعتقدون أن جيشه اكبر من الواقع عن طريق مجموعة مدربة من الفرسان الذين كانوا يتحركون من مكان لأخر بسرعة كبيرة . 4. الولايات المتحدة الأمريكية كثيرا ما استخدمت الولايات المتحدة الحرب النفسية في تحدياتها الدولية , فقد استخدمتها في حروبها مع بنما وفيتنام , وتجلت هذه الحرب النفسية أثناء حرب الخليج … حيث استخدمت إحدى الوحدات الصغيرة للقوات الأمريكية مكبرات الصوت والتي أخذت تطلق أصوات الهليكوبتر والدبابات من خلا شرائط مسجلة من اجل إيحاء الجيش العراقي بأن إمكانيات الوحدة اكبر بكثير من حقيقة الأمر …! كما قامت قوات التحالف في هذه الحرب بإسقاط 29 مليون منشور على جميع وحدات الجيش العراقي , يقوم بعضها بتهديد الجيش العراقي وتتوعده في حالة عدم الاستسلام وبعضها الآخر يذكر الجنود العراقيون بالأهل الذين ينتظرون عودتهم …! إن الحرب النفسية هي حرب أفكار تهدف للحصول على عقول الرجال وإذلال إرادتهم , وهى أيضا حرب أعصاب , وحرب سياسة , وحرب دعاية …. هي حرب كلمات وإشاعات , وهى حرب تزلزل العقول وتغير السلوك الحرب النفسية هي استخدام علم النفس لتحقيق النصر كيف تتوغل في أعماق خصمك وتهز ثقته بنفسه كيف تقدم نفسك وقدراتك بأفضل صورة ممكنة كي تنال من خصمك قبل بدء المعركة كيف تبث روح الحماسة في الجماهير وتقنعهم بأفكار تجعلهم يخرجون كل طاقاتهم من اجل تنفيذها كما حدث مع التجربة الألمانية http://sanabdw.maktoobblog.com/1614050/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9/ الحرب النفسية مفهوم وأهداف ومهام وأساليب للواء محمد جمال الدين محفوظ كما يضيف اللواء محمد جمال الدين محفوظ خبير الاستراتيجية العسكرية الاسلامية تفاصيل أكثر حول مفهوم الحرب النفسية فيقول في مقاله الحرب النفسية بمجلة الوعي الإسلامي العدد 228 المعروف أن إرادة القتال والمقاومة والصمود، وأن الحماسة والإيجابية في العمل وروح الإبداع والابتكار، وأن الهزيمة والاستسلام واليأس والسلبية هي كلها "حالات عقلية" تنشأ في عقل الإنسان تحت ظروف معينة فتولـد لديه الدوافع النفسية التي تدفعه إلى السلوك الذي يعبر عن تلك الحالات. وفي مجال الصراع بين الأمم أو بين الجيوش، فإن كل جانب يحرص على أن ينشئ في خصمه "الحالة العقلية" التي تحقق له أهدافه والانتصار عليه. وهنا يأتي دور "الحرب النفسية" أو "الدعاية" التي يجمع الخبراء على أنها أقوى أسلحة الصراع أثرا في تحقيق النصر بسرعة وبأقل الخسائر في الأرواح والمعدات: "فالحرب بالسلاح" تستطيع أن تدمر القوات والمعدات، و "الحرب الاقتصادية" تحرم الخصم من المواد الحيوية، أما "الحرب النفسية " فهي تستطيع ما هو أخطر وأعمق أثرا، إنها تجرده من أثمن ما لديه وهو "إرادته القتالية"، فهي تستهدف في المقاتل أو المواطن عقله وتفكيره وقلبه وعواطفه لكي تحطم روحه المعنوية وتقوده إلى الهزيمة، وهذا ما دعا القائد الألماني روميل إلى القول بأن « القائد الناجح هو الذي يسيطر عل عقول أعدائه قبل أبدانهم »، ودعا تشرتشل إلى أن يقول: « كثيرا ما غيرت الحرب النفسية وجه التاريخ! ».. وقد بلغ من تأثير الحرب النفسية أن كثيرا من الأمم - كما يروي التاريخ- استسلمت لأعدائها قبل أن تطلق جيوشها طلقة واحدة!! ومن أعظم الدروس التي تستخلص من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إدارته للصراع مع الأعداء أن "استخدام العامل النفسي في الصراع ضرورة حيوية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية"، فمن بين ثماني وعشرين غزوة قادها عليه الصلاة والسلام بنفسه، نجد تسع عشرة غزوة حققت أهدافها بلا قتال، إذ فر الأعداء تحسبا لنتائج مواجهة قوة المسلمين. وقد قرر الرسول القائد صلى الله عليه وسلم أن "الجهاد باللسان" كالجهاد بالنفس والمال فقال لحسان بن ثابت وكان من شعراء الإسلام: « يا حسان اهج المشركين اهجهم فإن جبريل معك، إذا حارب أصحابي بالسلاح فحارب أنت باللسان" رواه البخاري ومسلم وأحمد. وليس ذلك فحسب بل إنه عليه الصلاة والسلام يقرر أن الحرب النفسية أشد وأسرع أثرا من حرب السلاح فقد روى أن عبد الله بن رواحة كان يلقي شعرا في هجاء الأعداء في المسجد فاستنكر منه ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلا: بين يدي رسول الله وفي حرم الله تقول الشعر؟ ! فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: « خل عنه يا عمر، فلهي -يعني القصيدة -أسرع فيهم من نضح النبل » وفي رواية « خل عنه يا عمر، فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل » رواه الترمذي والنسائي. الحرب النفسية في صراعنا الحضاري: وليس من شك في أن الأمة الإسلامية تواجه اليوم حربا حضارية، تستهدف تدمير قواها وفرض التبعية عليها، ومنعها من القيام بالنهضة الحضارية التي ترجوها، واستعادة مكانتها اللائقة بها، وإذا كانت الحرب بالسلاح والغزو العسكري والغارات الخاطفة، هي التي تلفت النظر وتستأثر بالاهتمام والانتباه، لما يصاحبها من قعقعة وضجيج على الصعيدين المحلي والعالمي، إلا أنه لا ينبغي مطلقا أن تغفل الأمة عن الدعاية والحرب النفسية أو تقلل من شأنها، لأن القتال له نهاية يوما ما، أما الحرب النفسية فليس لها نهاية، بل هي مستمرة ودائمة في السلم والحرب على حد سواء. وأستطيع أن أقول إن الإنسان في هذا العصر "يتنفس" الدعاية كما يتنفس الهواء، لكنه في تنفسه للهواء يأخذ ما ينفعه "الأوكسجين ويلفظ ما يضره "ثاني أكسيد الكربون" أما في تنفسه للدعاية والحرب النفسية، فهو لا يستطيع في أغلب الأحوال أن يفعل مثل ذلك، وهو معرض للإصابة "بالعلة النفسية"، التي قد تدمر فيه الإرادة والإيجابية وقوته المعنوية.. ولكي ندرك حجم هذا الخطر علينا أن نتفهم ماهية الحرب النفسية وأهدافها ووسائلها: مفهوم الحرب النفسية وأهدافها: تعرف الحرب النفسية بأنها « هي الاستخدام المخطط للدعاية أو ما ينتمي إليها من الإجراءات الموجهة إلى الدول المعادية أو المحايدة أو الصديقة، بهدف التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول بما يحقق للدولة -التي توجهها- أهدافها ». ويلاحظ من هذا التعريف ما يلي: 1 - أن الحرب النفسية لا توجه فقط إلى الدول المعادية أولا تنحصر فقط في نطاق الصراع بين الدول المتحاربة أو المتنافسة، بل هي تشمل أيضا الدول الصديقة والدول المحايدة، ولعل هذا هو ما جعل الخبراء يفضلون لفظ "الدعاية" بدلا من "الحرب النفسية" وكل دولة من دول العالم هي في حقيقتها جماع لتلك الأوصاف الثلاثة "معادية ومحايدة وصديقة" فذلك هو الأمر الغالب في العلاقات الدولية، فالدولة غالبا ما يكون لها أصدقاء وأعداء ودول تقف موقف الحياد في مواجهة بعض قضاياها. 2 - وأن "أهداف" الدعاية تختلف باختلاف "وضع" الدولة التي توجه إليها في العلاقات الدولية: • فإذا كانت الدولة معادية، كان الهدف تحطيم الروح المعنوية والإرادة القتالية وتوجيهها نحو الهزيمة. • وإذا كانت الدولة محايدة، كان الهدف توجيهها نحو الانحياز للدولة الموجهة أو التعاطف مع قضيتها، أو على الأقل إبقاءها في وضع الحياد ومنعها من الانحياز إلى الجانب الآخر. • وإذا كانت الدولة صديقة، كان الهدف توجيهها نحو تدعيم أواصر الصداقة مع الدولة الموجهة ونحو المزيد من التعاون لتحقيق أهدافها. مهام الحرب النفسية وإذا ما حصرنا البحث في مجال الصراع بين الدول، لأنه هو المجال الذي ينبغي أن نتدبره بكل الوعي والفطنة في هذا العصر، فنستطيع أن نقول إن الخبراء الذين يخططون لحملات الحرب النفسية لتدمير الروح المعنوية وتحطيم الإرادة القتالية، يسعون إلى تحقيق هذا الهدف من خلال المهام الرئيسية التالية: 1 - التشكيك في سلامة وعدالة الهدف أو القضية. 2 - زعزعة الثقة في القوة "من كافة عناصرها" والثقة في إحراز النصر، وإقناع الجانب الآخر بأنه لا جدوى من الحرب أو الاستمرار في القتال أو المقاومة. 3 - بث الفرقة والشقاق بين الصفوف والجماعات. 4 - التفريق بين الجانب الآخر وحلفائه ودفعهم إلى التخلي عن نصرته. 5 - تحييد القوى الأخرى التي قد يلجأ إليها الجانب الآخر للتحالف معها أو لمناصرته. الصور والأساليب وثمة عدة صور وأساليب تستخدم لتحقيق تلك المهام نذكر منها ما يلي: 1 - الكلمة المسموعة أو المقروءة التي من شأنها التأثير على العقول والعواطف والسلوك، وهو مجال تتعدد فيه الأشكال والوسائل كالكتاب والصحيفة والمجلة والمنشور واللافتة والإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح.. الخ. 2 - الشائعات، وهي أخبار مشكوك في صحتها، ويتعذر التحقق من أصلها، وتتعلق بموضوعات لها أهمية لدى الموجهة إليهم، ويؤدي تصديقهم لها أو نشرهم لها "وهذا هو ما يحدث غالبا" إلى إضعاف الروح المعنوية. 3 - التهديد بواسطة القوة " تحريك الأساطيل - إجراء المناورات الحربية بالقرب من الحدود - تصريحات القادة - إعلان التعبئة الجزئية.. الخ ". 4 - الخداع عن طريق الحيل والإيهام. 5 - بث الذعر والتخويف والضغط النفسي. 6 - الإغراء والتضليل والوعد لاستدراج الجانب الآخر لتغيير موقفه. ألوان الحرب النفسية ومن المفيد أن نعرف أن جهد الحرب النفسية أو الدعاية يوجه في ثلاثة ألوان جرى العرف على تسميتها بحسب مصدرها بالأسماء التالية: الدعاية البيضاء: وهي نشاط الدعاية العلني والصريح، الذي يحمل اسم الدولة التي توجهه مثل: الإذاعة ووكالات الأنباء والتصريحات الرسمية، ولذلك تسمى أحيانا بالدعاية الصريحة أو الرسمية. الدعاية الرمادية:وهى الدعاية الواضحة المصدر، ولكنها تخفي اتجاهاتها ونواياها وأهدافها، أي التي تعمل وتدعو إلى ما تريد بطريق غير مباشر، كالكتاب الذي يحتوى على قصة أو رواية عادية، لكنه يدعو - بين السطور -وبطريق غير مباشر إلى اعتناق مذهب سياسي معين أو التعاطف معه. الدعاية السوداء: وهي الدعاية التي لا تكشف عن مصدرها مطلقا، فهي عملية سرية تماما، ومن أمثلتها الصحف والإذاعات والمنشورات السرية والخطابات التي ترسل إلى المسئولين غفلا من التوقيع أو باسم أشخاص أو منظمات وهمية أو سرية. الرمادية أخطر الألوان: وبالمقارنة بين تلك الألوان الثلاثة للدعاية، يتضح لنا أن الدعاية الرمادية هي أخطرها على الإطلاق: فالإنسان بقليل من الوعي والفطنة، يستطيع أن يكشف بسرعة ما وراء الدعاية البيضاء والسوداء، أما الدعاية الرمادية فهو يتجرعها قبل أن يكتشف أهدافها، ويتعرض لتأثيرها دون أن يشعر، لأنها "تتسلل" إلى عقله ووجدانه مستترة وراء شيء ظاهري لا غبار عليه.. أي أنه "يتناول السم في العسل".. والمعروف أن حملات الدعاية تضم عادة الألوان الثلاثة، ولا تكتفي بلون واحد منها، لكننا لا نجافي الحقيقة إذا قلنا إن الدعاية الرمادية تحظى بالنسبة الأكبر، وأنها هي الأكثر استعمالا والأوسع انتشارا، وذلك تأكيدا لكونها أقوى أثرا(2). http://www.altebyan.com/vb/showthread.php?t=16
الانجليز وبداية الحرب النفسية ضد الإخوان كان الاحتلال الانجليزى أول من بدأ فى ممارسة الحرب النفسية ضد الاخوان وذلك عبر الممارسات العديدة سواء بتلفيق القضايا أو حرب الاغراءات والمساومات فبعد عقد المؤتمر العام الخامس للإخوان المسلمين عام 1939م ظهرت قوة الإخوان كأكبر جمعية إسلامية منظمة في مصر، وعندما قامت الحرب العالمية الثانية كان موقف بريطانيا وحلفائها في بداية الحرب ضعيفًا أمام دول المحور؛ فأعلنت بريطانيا أنها تحارب من أجل الديمقراطية ضد النازية والفاشية والديكتاتورية؛ ولذلك فقد أغرت الكثير من الزعماء السياسيين في مختلف الدول بوسائل شتى من أجل تأييد الحلفاء ضد المحور، وقد حرصت في تلك الفترة على كسب الإخوان بأي وسيلة أو تحجيمهم واضطهادهم حتى لا يستطيعوا تحريك الشعب ضدهم، خاصة أنه كان هناك تعاطف مع المحور للتخلص من الاستعمار؛ فتمت عدة محاولات لاختراق الإخوان وشرائهم بالمال، ولكنها باءت جميعها بالفشل؛ فتحولوا إلى لغة التهديد والاضطهاد؛ واستخدموا أساليب جديدة لتشويه الدعوة وصرف الناس عنها، لكن تلك الوسائل فشلت، وإن استمر المستعمر وأذنابه في استخدامها حتى وقتنا الحاضر. تلفيق أول قضية ومحاكمة للإخوان استمرارًا لمسلسل اضطهاد الإخوان المسلمين في فترة الحرب العالمية الثانية وبالتحديد عام 1942م، والذي يعد من الأعوام المؤثرة في تاريخ الدعوة؛ لما فيه من مضايقات شديدة للدعوة،ففي تلك الفترة قام الإنجليز بإنشاء مؤسسات في مظهرها ثقافية لتعليم اللغة الإنجليزية ونشر الثقافة البريطانية، ولكنها في حقيقتها تقوم باستقطاب الوطنيين ذوى النشاط في المجتمع بواسطة عملائهم من المصريين وذلك بتحقيق مخططاتهم في إحكام السيطرة على المجتمع، وكانت هذه المؤسسات هي "المجالس البريطانية" التي قاموا بنشرها في كافة أنحاء القطر المصري، وقد قام "المجلس البريطاني" بطنطا عن طريق أحد عملائه بتلفيق قضية خطيرة ضد الإخوان المسلمين باتهام أخوين من خيرة أفراد الإخوان هما محمد عبد السلام فهمي وكان مهندسًا في مصلحة الطرق والكباري بطنطا، ثم سافر بعد ذلك إلى إنجلترا وحصل على الدكتوراه وعمل أستاذًا بكلية الهندسة بأسيوط، ثم عميدًا لها، ثم وكيلاً لجامعة الأزهر. وجمال الدين فكيه وكان موظفًا ببلدية طنطا، وكانت التهمة الموجهة لهما "أنهما يعدان جيشًا للترحيب بمقدم الألمان، وأنها يحدثان بلبلة في الأفكار، ويعدان عناصر معادية للحلفاء(3)، وأن هذين الأخوين هما الوسيطان بين الإمام البنا ومجموعة أفراد عرضت على الأستاذ البنا شخصيًّا أنواعًا من السلاح والعتاد الألماني، وقد سر الإمام البنا بذلك ورحب بالحصول على هذه الأسلحة، وجعل من هذين الأخوين الوسطاء في هذه الصفقة، وقد اعترف الأفراد المقبوض عليهم من غير الإخوان بذلك(4) وبناء على ذلك تم القبض على الأخوين محمد عبد السلام فهمي وجمال الدين فكيه، ولما كانت البلاد في حالة حرب مع الأعداء فقد طالبت النيابة بإعدامهما، وسميت هذه القضية بالجناية العسكرية العليا 883 لسنة 1942م قسم الجمرك، واستمر حبس الأخوين ثمانية أشهر ونصف على ذمة القضية بسجن الحضرة بالإسكندرية. وقدمت القضية أمام محكمة الجنايات العسكرية العليا باب الخلق، وقد اهتم الإمام البنا اهتمامًا شديدًا بهذه القضية، التي إذا تهاون فيها الإخوان وثبتت التهمة عليهما -مع كذب المدعي- فسيؤدى الأمر إلى حل الجماعة ومحاكمة أعضائها جميعًا أمام القضاء العسكري، أو على الأقل فستفتح بابًا أمام الإنجليز من تلفيق التهم والادعاءات على من يريدون من الإخوان في أى وقت شاءوا بصورة قانونية. وكان من شدة اهتمام الإمام البنا بها -كما ذكر الأستاذ محمود عبد الحليم- أنه كان يواظب على الحضور الدائم لجلسات القضية، كما أنه كلف مجموعة من الإخوان بحضور الجلسات وكتابة كل ما يحدث في الجلسة، ويتم إعداد مذكرة كاملة عما حدث بالجلسة وعلى ضوئها يكتب الإمام البنا ملاحظات يقدمها لهيئة الدفاع لتستعين بها في إعداد دفاعها. وقد اختير لهذه القضية مجموعة من خيرة المحامين من الإخوان ومن غيرهم؛ ومن هؤلاء الأساتذة: محمد على علوبة باشا، وعبد الرحمن البيلى بك، ومحمد فريد أبو شادى بك، وعمر التلمسانى، وعلى منصور، ومع أن الإمام البنا ترك لهم تحديد أتعابهم، لكنهم رفضوا أن يتقاضوا أتعابًا وتطوعوا مشكورين. ورغبة في إتمام دعم هيئة الدفاع تاقت نفس الإمام البنا إلى محام كان يعد في ذلك الوقت الحجة التي يرجع إليها في معضلات القانون سواء إليه بصفته الشخصية أو من خلال مؤلفاته، وكان يومئذ عميدًا لكلية الحقوق وهو الدكتور على بدوى بك والذي وافق أن يتولى الدفاع عن الإخوان في تلك القضية والتي كان فيها الكثير مما يثير، سواء في شهادة الشهود المملاة عليهم أو في مهاجمة الدفاع لهؤلاء الشهود لإظهار بطلان شهادتهم أو في مرافعة النيابة، وما كالته للإخوان من تهم الخيانة العظمى وما طالبت به من تطبيق مواد الإعدام، وقد استمات الدفاع في المرافعة، والذى كان على يقين من أنه يدافع عن النبت الطاهر النقي الذي يؤمل فيه إنقاذ البلد على يديه الطاهرتين، والذى تضافرت جهود كل ذوى السلطة من داخل البلاد وخارجها على القضاء عليه قبل أن يكبر ويغلظ ويستوى على سوقه، لكن قضاء مصر الشامخ أثبت أنه فوق كل هذه السفاسف وأن يد العبث والإفساد لم تصل إليه بعد، وأن قدسيته ما زالت هي حمى هذا البلد، فبعد مراجعة المدعى ثانية وتهديده بالمواجهة مع المدعى عليه كذب نفسه وتراجع في اعترافه، وذكر أن ذلك لم يحدث، وبعد انتهاء المرافعات أعلنت المحكمة رفع الجلسة للمداولة لإصدار الأحكام، واستمرت المداولة نحو الساعة كانت من أشد الساعات طولاً على الإخوان وخاصة الأستاذ المرشد؛ لما ستتمخض عنه هذه الساعة من كلمات معدودة ينطق بها رئيس المحكمة تقرر مصير هذه الدعوة، وانتهت المداولة وخرجت هيئة المحكمة وكانت مكونة من خمسة أعضاء برئاسة المستشار فؤاد بك أنور، وعضوية المستشارين محمد توفيق إبراهيم بك، وزكى أبو الخير الأبوتجى بك، ومعهم اثنان من العسكريين، ونطق رئيس المحكمة بالأحكام وفي صدرها براءة الأخوين جمال الدين فكيه، ومحمد عبد السلام فهتف جميع الحضور "يحيا العدل".(5) وبذلك برأ القضاء ساحة الإخوان من تهمة الخيانة العظمى، وأضاع على الإنجليز فرصة اتخاذ القانون والقضاء مطية له ووسيلة للقضاء على هذه الدعوة، وأخرت حل هذه الجماعة ست سنوات، وأسدل الستار على هذه القضية، إلا أن الحكومة استخدمتها في حل الجماعة عام 1948م كما سنوضح ذلك بعد. إنشاء "إخوان الحرية" لمحاربة الإخوان حين يئس الإنجليز من احتواء الإمام البنا وجماعته سواء بالشدة أو الإغراء -وذلك في أثناء الحرب العالمية الثانية- فكر الإنجليز في حل جماعة الإخوان المسلمين، وطالبوا حسين سرى باشا بذلك، وكانت المرة الأولى التي يطالب فيها الإنجليز بهذا الطلب؛ فقد حدث أن أراد الإخوان عمل احتفال في السيدة زينب بالقاهرة فأعدوا لذلك سرادقًا كبيرًا حضره كثير من الإخوان عام 1941م الأمر الذي أزعج السفارة البريطانية في وقت كان الإنجليز يعانون من الهزائم المتوالية أمام الألمان، فقدمت السفارة البريطانية احتجاجًا لدولة سرى باشا لتهاونه في السماح للإخوان بمزاولة نشاطهم العدائي للإنجليز وتهديدهم لسلامة الإمبراطورية البريطانية، وطلبت منه حل هذه الجمعية، ولكن سرى باشا رفض ذلك -حيث إن الأمر لا يستدعي- فاضطرت السفارة أن تنشئ جمعية "إخوان الحرية" لمناهضة الإخوان (6) وكما ذكرت جريدة الجمهور المصري قائلة: إنه في بداية الحرب كانت بريطانيا في طريقها إلى الزوال، إلا أن البريطانيين مع ذلك كانوا يتشبثون بأوهى خيوط الأمل، وكانوا يحاولون جاهدين أن يستميلوا إليهم شعوب الشرق الأوسط الذي كان بالنسبة لهم ميدان صراع يائس ضد الطليان والألمان، وكانت مصر كلها تغلي حقدًا على الإنجليز. في هذه الأثناء بحثت المخابرات البريطانية عن وسيلة تجذب إليها الناس وتضرب بها جمعية الإخوان المسلمين ومرشدها حسن البنا، فأخذ الجاسوس فاى(7) يفكر حتى وصل إلى الطريقة التي يستميل بها السذج وذوى النيات الحسنة من المصريين؛ وهى التفكير في تأليف جمعية مصرية الاسم والمظهر، وبريطانية في كل ما عدا ذلك، وقد بحث فاى عن اسم للجماعة الجديدة، فلم يجد أحلى وقعًا على الأسماع في مصر من كلمة "إخوان" التي تسمى بها جماعة الإخوان المسلمين، ففكر فاى قليلا ثم ذهب إلى السفير البريطاني اللورد كيلرن وأخبره أنه اختار اسم الجماعة البريطانية الجديدة "إخوان الحرية". واهتز كرسى اللورد كيلرن، ثم قال للمستر فاى: لكن إخوان الحرية ينقصها واحد شيخ، وانحنى فاى للديكتاتور العملاق وفهم أنه يريد شيخًا للجماعة لينافس به الإمام الشهيد حسن البنا، فقال له فاى: إنه موجود يا سيدي، وكان الشيخ الذى وجده المستر فاى هو الشيخ الزواوى(8) ولقد تأسست هذه الجمعية بمصر في عام 1942م، وسرعان ما فتحت لها فروعًا في العراق وعدن، وكانت رئيسة هذه الجمعية على النطاق العالمي والتى أسست نظامها مس فريا إستارك، أما مستر فاى فكان المراقب العام لإخوان الحرية بمصر(9)، وأصدرت نشرة أسبوعية خاصة بها في 24 جمادى الأولى 1361هـ 9 يونيو 1942م، واستمرت هذه النشرة مع هذه الجمعية حتى عام 1951م وكان رئيس تحرير هذه النشرة شفيق رمزى، واتخذت الجمعية مقرا لها في بيت السنارى بشارع الكومى بالسيدة زينب (10) أهداف الجمعية يعد الهدف الرئيسي للجمعية التي أنشئت من أجله هو تضليل الناس بقصد إبعادهم عن الإخوان المسلمين؛ وذلك بنشر الأكاذيب والادعاءات ضدهم كي يوقفوا زحفهم ويعطلوا سيرهم (11)، ويصدوهم عن السبيل؛ وذلك باستخدام نفس الاسم وإضافة الحرية إليه، خاصة أن إنجلترا في ذلك الوقت كانت تزعم أنها دخلت الحرب من أجل الديمقراطية وضد الديكتاتورية، وقد أعلنت مرارًا وتكرارًا عن هذه الغاية في نشرتها التي كانت تأخذ اسمها، وكانت هناك أهداف أخرى لتحقيق هذا الهدف الذي يرمى إلى القضاء على الإخوان، ومن هذه الأهداف: 1- أن تكون هذه الجمعية عينًا للإنجليز على جميع الهيئات والأحزاب والمصالح الحكومية؛ ليعرفوا كيف تسير الأمور في مصر، وإعداد تقارير عنها ورفعها للمسئولين في السفارة البريطانية(12) 2- نشر القيم الفاسدة والإباحية بالمجتمع، وذلك عن طريق المال والنساء؛ حيث كانت الجمعية تعقد المحاضرات والندوات عن الإخاء والمساواة والحرية التي طالما طالب بها الشعب، فكانت هذه المحاضرات تلاقى هوى في نفوس الشباب. وفي خلال هذه المحاضرات تقدم المشروبات المرطبة صيفًا والساخنة شتاءً مع بعض الحلوى الفاخرة، ثم تترك حرية الاختلاط بين الشباب والفتيات، ويبدأ هذا الاختلاط بشيء ظاهره التمسك بالآداب والأخلاق، ثم يتدرج مع نداء الحرية إلى حفلات راقصة تقدم فيها الخمور وتعزف الموسيقى المثيرة، وترتكب فيها الآثام ولا يكتفون بذلك بل يكلفون الشبان تمشيًا مع الحرية لاصطحاب أخواتهم حتى يصلن إلى الحضيض الذى انحطوا إليه(13) 3- التشكيك في العقيدة والشريعة الإسلامية؛ فقد كان المحاضرون يركزون على أن الحرية تقتضى أن يدع الإنسان عقيدته جانبًا حتى لا تكون هناك عوائق تعوق سبل الإخوة بين الناس من مختلف الأديان، وكانت هذه الأفكار تؤثر في قطاع أصبح مثخنًا بالجراح صريع شهوته(14) 4- إقناع الشباب أن بريطانيا هي جنة الله في الأرض، وأنها رمز الخير والحب الذى تريد تحقيقه لكافة البشرية، وأن أهداف المصريين والإنجليز ومثلهم العليا تتطابق رغم التناقض في أسلوب التطبيق، وأن بريطانيا هي بلد الديمقراطية والحرية والعدل، ويجب الإدانة لها بالولاء والطاعة(15) واستطاعت الجمعية من خلال العمل الدءوب للقائمين عليها من المخابرات والجواسيس أن تنتشر في كافة أنحاء القطر المصري وبعض الدول العربية، وإمعانًا في محاربة الإخوان المسلمين فقد استخدمت نفس أسلوب الإخوان بإنشاء مكاتب لها على غرار الشُّعب في المدن والقرى والنجوع، وكانت تنشر أسماء أعضائها في هذه الفروع بنشرتها؛ كما في العدد 186 وما بعده؛ حتى وصل عدد المخدوعين بهذه الجمعية والمقيدين في دفاترها 50 ألف مصري غير مدركين حقيقة الأغراض التي يعمل لها زعماء هذه الجمعية ومشايخها ومثقفيها(16) وحاول مسئولو هذه الجمعية توثيق علاقتهم ببعض الإخوان لرفع تقارير دقيقة عن سير الجماعة، وقد وصل الأمر أن أحد الوجهاء الذي يتقرب إليه الإخوان وعينوه فيما يسمى مكتب الإرشاد الإقليمي ويدعى محمد درار أصبح على صلة وثيقة بإخوان الحرية، وطالبته الجمعية برفع تقارير حول شعبته، وكتب بالفعل تقريرًا، إلا أن هذا التقرير وقع في يد أحد الإخوان المكلفين بمتابعة أنشطة الجمعية وأن يكونوا أعضاء بها، وقد أحضر هذا الأخ التقرير للمهندس محمد حلمى عبد المجيد الذي رفعه لفضيلة المرشد العام، وبعد الإطلاع على التقرير طلب الإمام ألا يشعر ذاك العضو أنه اكتشف، أو يشعر بأي تغيير في المعاملة من الإخوان، وقال: دعوه يكتب ما يشاء. وكان الإخوان يضعون تحت يده كل ما يريدون نقله للإنجليز عن الجماعة، ولما أصبح الإخوان في غير حاجة إليه ألغى المرشد المكتب الاستشاري الإقليمي الذي كان فيه هذا العضو سكرتيرًا(17).
الإخوان يفضحون مخططات الجمعية
لم يقف الإخوان مكتوفي الأيدي أمام هذه الحملة الشرسة التي تستهدف الإسلام قَبْل الإخوان بدافع من المخابرات البريطانية؛ لتعزيز موقف بريطانيا وتهدئة الأجواء الملتهبة واستمالة المصريين نحو بريطانيا؛ فقد قام الإخوان باختراق هذه الجمعية وفضح أساليبها وأنشطتها للرأي العام، وليعلم الإنجليز أنهم لن يستطيعوا أن يقفوا في وجه هذه الدعوة التى تستمد قوتها من عون الله وتوفيقه وتسير في دربها على نهج الله وهدى رسوله ويحملها رجال مخلصون على استعداد للتضحية في سبيلها بالنفس والمال والولد، لا يبغون سوى مرضاة الله ورفعة دعوتهم، ولذا فقد فشلت هذه الوسيلة كما فشل قبلها وبعدها مئات الوسائل التي حاولت القضاء على هذه الدعوة؛ فحين ظهرت هذه الجمعية فهم الإخوان أنهم المقصودون بها لتكون معول هدم لما يبنيه الإخوان، وأنها سلاح ضدهم أقوى من أسلحة الهجوم والمواجهة، وأنها تحتاج إلى تخطيط دقيق لمقاومتها وإحباط خطتها، وكانت خطتهم لمقاومتها تقوم على اختراق هذه الجمعية من خلال إيفاد مجموعة من الإخوان إلى مقر هذه الجمعية وجمع كافة المعلومات عنها من قادة وأفراد وتمويل وأنشطة ومخططات، ثم إيفاد مجموعة أخرى للاشتراك في نشاطات هذه الجمعية والتظاهر بالتجاوب مع القائمين بهذه الأنشطة مع الاحتفاظ بأنفسهم من التلوث بحجج مختلفة، ثم بعد معرفة كافة المعلومات حول هذه الجمعية أوفد الإخوان مجموعة من الإخوة أقوياء الحجة واسعي الثقافة إلى الاجتماعات العامة في الجمعية؛ للرد على الشبهات التي تثيرها بموضوعية وتوضيح الحقائق للمخدوعين، كما قام طلبة الإخوان في الجامعة والمدارس بحملات توعية للشباب ضد الغزو الفكري الإنجليزي، وقام بنفس الأمر كافة أقسام وشعب الجماعة كلٌّ في قطاعه وبين جمهوره؛ حتى استطاعت الجماعة أن تقلل من خطورة هذه الجمعية(18)
وسائل أخرى لتشويه الإخوان
لم يتوقف الإنجليز في كيدهم للدعوة على الوسائل السابقة ولكنهم استخدموا وسائل أخرى، كان منها ما يسمى بحرب المنشورات وإظهار الإخوان بمظهر المتزمتين الجامدين الذين يعيشون بعقلية القرون الوسطى؛ فقد ملئوا الشوارع بمنشورات يعلنون فيها دروسًا ومحاضرات، الغرض منها صرف الناس عن محاضرات المركز العام. ومن هذه المحاضرات التي ألصقوها زورًا وادعوا أن المركز العام للإخوان سيقوم بتقديمها محاضرة في آداب الاستنجاء وطريقة إخراج الغائط يلقيها المرشد العام، وكانت المحاضرة الثانية (فيما يجب وما لا يجب على المرأة الحائض حينما يكون زوجها عاجزًا عن مباشرتها) يلقيها أحمد السكرى، أما المحاضرة الثالثة في الأقوال المرضية في الصلاة على الحضرة النبوية يلقيها السكرتير العام، وهكذا كانت المنشورات تعلن هذا الكذب في وقت كانت البلاد فيه في أشد الحاجة لعقول تفكر لها في قضاياها المصيرية؛ إذ أن هذه القضايا لا يمكن أن تكون هي القضايا التي تستأثر الهم العام للدعوة(19) لكن بفضل الله ثم بوعى الإخوان سريعًا ما كشف زيف هذا الأسلوب وظهرت سذاجته بعد وقت قصير ووضح الغاية منه. وكان الإنجليز قد سبق لهم أن استخدموا أسلوب تشويه الفكرة الإسلامية أكثر من مرة في محاولة قصرها على الأمور التعبدية دون غيرها، وإظهار الصوفية أنهم أفضل المسلمين عبادة وأكملهم إيمانًا، ولقد أرسلوا أحد المستشرقين إلى مصر -وقد ادعى الإسلام- وكان أستاذ تاريخ وقام بزيارة كلية التجارة لوجود أعداد كبيرة بها وهى تقع في حى المنيرة وسط المدينة، وسمى نفسه "خالد"، وأعلن أنه جاء إلى القاهرة لأنها العاصمة الإسلامية الكبرى ليسعد باللقاء والحديث مع رجال الجامعة من الأساتذة والطلاب. واستطاع أن يجذب بعض الطلاب والأساتذة إليه، ونتيجة لنشاطه نظمت له الكلية محاضرات يلقيها على الطلبة، وكانت محاضراته تدور حول كيفية اقتناعه بالدين الإسلامي، ثم بعد ذلك سرعان ما يتطرق لأمور العقيدة والشريعة، وفي أثناء شرحه للفكرة الإسلامية كان يحاول أن يقصر الإسلام في النواحي العبادية والتصوفية، إلا أن شباب الإخوان في الكلية تصدوا له في ذلك الوقت، واستطاعوا أن يكشفوا زيف مكره؛ وذلك بتوجيه الأسئلة المنظمة له عن موقف الإسلام من الدولة والجهاد والقومية وغيرها من القضايا العصرية، إلا أنه كان يراوغ في الإجابة حتى سألوه: لو قامت حرب بين المسلمين وبريطانيا مع من تكون؟ فعندها شعر بالخناق يضيق حول رقبته فنطق مكرهًا بعد محاولات عدة للهروب من السؤال قائلا: إنه سيكون مع بريطانيا، فانفض الجمع الحاشد مرة واحدة من حوله وخابت وسيلته. تلفيق القضايا للإخوان فى فترة الملكية يذكر مهندس محمد الصروى في كتابه الإخــوان المسلمــون في سجون مصر (من عام 1942م-1975م) نوع آخر من أنواع الحرب النفسية والتي مارسها نظام عبد الناصر والأنظمة المتعاقبة ضد الإخوان وهى تلفيق القضايا ضد رموز وكوادر الحركة فيذكر م الصروى أن حكومة إبراهيم عبد الهادي قامت بتلفيق ست قضايا لجماعة الإخوان المسلمين (عام 1949 م) .. هذا بخلاف التعذيب البشع الذي تعرض له الإخوان لأول مرة في تاريخهم في معتقل سجن الاستئناف الذي يقع في قلب القاهرة، وهو من أسوأ المعتقلات التي عاش فيها الإخوان المسلمين قبل الثورة، وهذه القضايا هي: 1- قضية القاضي أحمد الخازندار. 2- قضية اغتيال النقراشي باشا. 3- قضية محاولة نسف محكمة الاستئناف. 4- قضية السيارة الجيب. 5- قضية حامد جودة (رئيس مجلس النواب). 6- قضية الأوكار. وهذه القضايا جميعاً تمت بخطة واحدة، وهيأتها ظروف مشتركة، حتى كأنها تمت في ساعة واحدة، وعلى رأس هذه الظروف.
قصة الخازندار كان القاضي أحمد بك الخازندار قد صار حكماً قاسياً على اثنين من طلبة الثانوي من الإخوان المسلمين وهما حسين محمد عبد السميع، ومحمود نفيس حمدي.. هذان الطالبان اتهما بإلقاء قنبلة على نادي الضباط الإنجليز بالقاهرة في ليلة عيد الميلاد عام 1947 م، ورغم عدم ثبوت التهمة عليهما إلا أنه حكم على كل منهما بثلاث سنوات سجناً وغرامة مائة جنيه، فاهتزت الأوساط الإخوانية لهذا النبأ. وفي نفس الوقت حكم القاضي أحمد بك الخازندار في جريمة بشعة مروعة وقعت في الإسكندرية وهزت أرجاء البلاد وسميت بقضية (سفاح الإسكندرية) وهو السفاح (حسن قناوي).. كان يستدرج ضحاياه ويمارس معهم الشذوذ ثم يقتل الضحية.. وقد تكرر هذا منه عدة مرات. وما دار في جلسات المحاكمة من شرح لهذه الجرائم يزكم الأنوف، ويؤذي المشاعر ورغم ثبوت الجرائم كان الحكم مخففاً جداً وصادماً لمشاعر المصريين، فلقد حكم عليه بسبع سنوات فقط لدرجة أن هذا السفاح تلقي هذا الحكم بالابتسام والسرور. وهنا اندفع صديقان من أصدقاء شباب الإخوان المسجونين ظلماً وعدواناً من محكمة أحمد بك الخازندار.. وأطلقا النار على هذا القاضي.. بدافع شخصي منهما وليس بتوجيه من أحد، وحكمت عليهما المحكمة بالأشغال الشاقة المؤبدة. مقتل النقراشي: قام عبد المجيد أحمد حسن الطالب بكلية الطب البيطري، باغتيال النقراشي.. ورغم أن هذا السلوك فردي، إلا أنه تم اتهام أربعة آخرين بالتحريض وتسعة عشر بالاتفاق الجنائي.. والخمسة الأوائل هم: 1- عبد المجيد أحمد حسن – طالب طب بيطري – 22 سنة. 2- السيد فايز عبد المطلب – مهندس ومقاول مباني – 29 سنة. 3- محمد مالك يوسف – موظف بمطار القاهرة. 4- عاطف عطية حلمي – طالب بكلية الطب - 25 سنة. 5- سيد سابق – شيخ أزهري – 24 سنة. أما التسعة عشرة الآخرون فهم: 6- أحمد عادل كمال – موظف بالبنك الأهلي – 23 سنة. 7- طاهر عماد الدين – مهندس – 30 سنة. 8- إبراهيم محمود علي – ترزي بسجن مصر – 30 سنة. 9- مصطفى كمال عبد المجيد أيوب – ميكانيكي – 26 سنة. 10- مصطفى مشهور مشهور – 27 سنة – المرشد الخامس للإخوان المسلمين. 11- محمود السيد الصباغ – مهندس الأرصاد الجوية – 28 سنة. 12- أحمد زكي حسين – مدرس ابتدائي – 25 سنة. 13- أحمد محمد حسنين – مراقب حسابات بشركة المعادن- (عضو مكتب الإرشاد فيما بعد). 14- محمد فرغلي النخيلي – تاجر معادن – 29 سنة. 15- عبد الرحمن السندي – موظف بوزارة الزراعة – 32 سنة. 16- محمد حسني أحمد عبد الباقي – (عضو مكتب الإرشاد لحوالي أربعين عاماً). 17- أحمد قدري البهي – مهندس طيران – 21 سنة. 18- محمد بكر سلمان – نساج بشركة النيل للمنسوجات – 26 سنة. 19- أسعد السيد أحمد – ميكانيكي – 26 سنة – (صاحب مكتبة فيما بعد). 20- محمد سعد الدين السنانيري – مقاول نقل – 28 سنة. 21- علي محمد حسين – قومسيونجي – 27 سنة. 22- سعد محمد جبر – مهندس لاسلكي. 23- الشيخ محمد محمد فرغلي – واعظ الإسماعيلية – 42 سنة (عضومكتب الإرشاد.. شنقة عبد الناصر عام 1954 م). 24- محمد إبراهيم سويلم – فلاح – 22 سنة. وأُعدم المتهم أول عبد المجيد حسن وصدر ضد الباقين أحكام مختلفة. قضية نسف محكمة الاستئناف: وقعت هذه المحاولة في إطار المناخ الاستفزازي، والمتهم فيها الأخ شفيق إبراهيم أنس (22سنة) الذي ضاق صدره، ونفد صبره لما كان يجري بين جدران هذه المحكمة من تزييف وتلفيق وإكراه.. ثم تعذيب بشع داخل جدران المحكمة على مرأى ومسمع من القضاة آنذاك.. ولكن أحداً لم يصب والحمد لله وفشلت المحاولة.. ورغم ذلك حُكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة. قضية السيارة الجيب: تم ضبط هذه السيارة في 21/11/1948 م في دائرة قسم الوايلي بالقاهرة وبها أوراق كثيرة ومضبوطات.. وقدم فيها 32 فرداً من جماعة الإخوان المسلمين إلى المحاكمة،معظمهم ذكر اسمه في قضية مقتل النقراشي والذين تحملوا جميع القضايا في تلك الفترة العصيبة في أول محنة جماعية للجماعة. أما الآخرون الذين أدرجت أسماؤهم معهم في قضية السيارة الجيب فهم: 1- أحمد متولي حجازي – تاجر راديو – 29 سنة. 2- د. أحمد الملط – طبيب – 32 سنة (فيما بعد صار نائب المرشد العام الثالث ونائب المرشد الرابع). 3- جمال الدين فوزي – موظف بالبريد – 39 سنة – (شاعر الإخوان). 4- محمود حلمي فرغلي – موظف بالداخلية – 27 سنة. 5- محمد أحمد علي – موظف بالأشغال – 25 سنة. 6- عبد الرحمن عثمان – طالب حقوق – 22 سنة. 7- السيد إسماعيل شلبي – تاجر – 44 سنة. 8- صلاح الدين عبد المتعال – طالب ثانوي – 18 سنة (فيما بعد أصبح أستاذاً بمركز البحوث الجنائية). 9- جمال الدين الشامي – مهندس ري – 26 سنة 10- جلال الدين ياسين – موظف وطالب تجارة – 24 سنة. 11- محمد الطاهر حجازي – طالب بالزراعة – 24 سنة. 12- عبد العزيز البقلي – ترزي – 24 سنة. 13- كمال القزاز – نجار – 27 سنة. 14- علي حسنين الحريري – قومسيونجي – 27 سنة. 15- محمد إبراهيم سويلم – فلاح بالإسماعيلية – 22 سنة. 16- سليمان مصطفى عيسى – فلاح بالإسماعيلية – 22 سنة. قضية حامد جودة وقع الحادث في 6/5/1949 م بعد اغتيال المرشد العام حسن البنا بثلاثة شهور وتكهرب الجو في مصر كلها، وحلت الجماعة واعتقل الآلاف من القيادات والعاملين في الإخوان. .ولم يعد هناك خارج السجون سوى شباب ليس بينهم رابط قوي، ولا خبير مجرب في ظل مناخ استفزازي وشيوع قضية العسكري الأسود في عصر إبراهيم عبد الهادي خليفة النقراشي في رئاسة الوزارة ورئاسة حزب السعديين آنذاك. ومرت سيارة حامد جودة رئيس مجلس النواب وظنوا أنها سيارة إبراهيم عبد الهادي، فألقى أحد الشباب قنبلة، ولكنها لم تصب أحداً بسوء، وأخطأت الهدف، ونجا حامد جودة الذي كان في السيارة، وتم اتهام عشرة من الإخوان هم: 1- مصطفى كمال عبد المجيد – ميكانيكي. 2- محمد نجيب جويفل – طالب. 3- عبد الفتاح ثروت – أرصاد جوية. 4- فتحي محمد علام – طالب. 5- سمير جلال شهبندر. 6- مصطفى محمد السيد. 7- عبد الكريم محمد السيد – عامل. 8- محمد شحاته عبد الجواد – مطبعجي. 9- سعيد جلال شهبندر – طالب. 10- علي صديق السيد فراج – محام. تم ضم هذه القضية مع القضية التي بعدها وتسمى قضية الأوكار. قضية الأوكار: تم اتهام خمسين فرداً من جماعة الإخوان المسلمين – الخطرين في نظر الحكومة – في هذه القضية باتهامات مختلفة.. وقبضوا عليهم في منازلهم في كل من روض الفرج – شارع شبرا – شارع السندوبي – روض الفرج – الجيزة. وسموا هذه المنازل أوكار للإخوان المسلمين.. ومن هؤلاء الخمسين أفلت ثلاثة منهم وتمكنوا من الهرب إلى ليبيا وهم (يوسف علي يوسف، عز الدين إبراهيم، ومحمد جلال سعدة) أما محمود يونس الشربيني فقبضوا عليه في الإسكندرية بعد اختفائه شهراً بها ولم يتمكن من الذهاب إلى ليبيا. وأثناء القبض عليه قتلت الحكومة الأخ الشهيد أحمد شرف الدين بمنزله بروض الفرج .. ولم يحاسبها أحد!! وهؤلاء الخمسون المتهمون منهم العشرة السابق ذركهم في قضية حامد جودة، أما الأربعون الباقون فقد ذكرهم الأستاذ محمود عبد الحليم في كتابه الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ جـ2 ص 163. مشاهد من التعذيب والحرب النفسية في تلك الفترة ذاق الإخوان في عهد إبراهيم عبدالهادي باشا رئيس الوزراء من التعذيب والتنكيل ما تشيب من هوله الولدان على مدى قرابة عامين ونصف العام. ولقد أفاض الأخ محمود عبد الحليم في الجزء الثاني من كتابه " الإخوان المسلمون – أحداث صنعت التاريخ) في شرح صنوف التعذيب التي تعرض لها الإخوان في تلك الفترة، وننقل هنا مقتطفات منها المتهم محمد مالك في جلسة 29/8/1949 م طلب المتهم محمد مالك من رئيس المحكمة السماح له بالكلام فقال: إنه اعتقل في الإسكندرية، جاءوا به موثق اليدين والرجلين إلى المحافظة، فقال له الأستاذ عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية " أنا عمار عدو الإخوان " ثم أمر رجال البوليس بتعذيبه. فانهالوا عليه بالضرب المبرح – ولما جيء به إلى القاهرة اجتمع عليه ضباط القلم السياسي ورفعوا رجليه بعد ربطهما، وانهالوا عليه ضرباً في كل جسده، وكانوا يدوسون على وجهه بأحذيتهم، ثم شفعوا ذلك بلفحات من الكرابيج، وكان يغمى عليه، ويود ألا يخرج من إغمائه حتى لا يشعر بهذا العذاب. وخيروه بين رواية عبد المجيد وبين التعذيب، وأعدوا له حجرة تعذيب... ولما أدركوا أنه لم يعد يستطيع المشي أجبروه على أن يجري، ولما لم يستطيع الوقوف أرغموه أن يقف ساعات، وكان يترك بالأسابيع دون أن يغتسل أو يبدل ملابسه. وهنا وقفت والدة مالك وفي يدها رباط شاش وقالت إن جسد ابنها كان كله جروح، فأسكتها رئيس المحكمة. وكان مالك يروي بتأثر وحنق، ويقول إنه عاجز عن تصور ما كان يعانيه من العذاب حتى تلفت أعصابه، وكان يضرب بالحديد لعله ينطق، وكان البوليس يوجه إليه كلمات مقذعة خبيثة، واستعانوا بصغار إخوته ليرغموه على الاعتراف. فسأله الرئيس: ولماذا لم تخطر النيابة وقد حقق معك أكثر من مرة؟ مالك: بلّغت إسماعيل بك رئيس النيابة بلا جدوى، كما بلّغت محمد عبد السلام بك. محمد عبد السلام: عندما بلغني المتهم أحلته على الكشف الطبي. دكتور عزيز فهمي: لقد عذب أيضاً بعد الكشف الطبي. وقال مالك إنه لم ينج من التعذيب حتى في الشوارع أثناء ذهابه للتحقيق. المتهم محمد نايل: وفي نفس الجلسة قال المتهم محمد نايل أمام المحكمة إنه كان يُضرب على قفاه من ضباط القلم السياسي وهو جالس في الغرفة المجاورة للمحقق، وأنه أُخذ بحجة التحقيق معه في النيابة واقتيد إلى قسم عابدين، حيث هدده رجال القلم السياسي بتشريح جسمه إذا لم يعترف. وقال إنه بعد أن نال ضرباً مبرحاً أخذ مكبلاً إلى غرفة الحكمدار، فوجد فيها إبراهيم عبد الهادي باشا، فدهش لوجوده.. ويظهر أن رئيس الوزراء لاحظ تلك النظرة فقال له: " بتبص لي كده ليه ؟ أنت عندك حاجة يا واد؟" ثم أمر بإخراجه حيث ضرب بالفلقة. وقال المتهم إن لديه شاهداً على هذا التعذيب وهو أمان الله خان. الرئيس: من ملوك أفغانستان؟ نايل: فعلاً من الأسرة المالكة الأفغانية، وكانت له قضية يعرفها القلم السياسي. صمت مخجل: وقال إن هناك أشياء أخرى يخجل من ذكرها أمام الناس. وفي الجلسة التالية المنعقدة يوم 3/9/1949 بدأ الحديث الدكتور عزيز فهمي المحامي فقال: إن هذه المحكمة تفضلت في الجلسة السابقة بالاستماع إلى أقوال المتهمين مالك ونايل، وقد اتضح من هذه الأقوال أن بعض المتهمين كان هدفاً للتعذيب لحملهم على الإفضاء باعترافات معينة. وقد رأت المحكمة آثار هذا التعذيب على أجسامهم، ووصف الرئيس هذه الآثار بأنها لا تزول مع الزمن – واستطرد الدكتور عزيز فقال: ولم يكن التعذيب جسمانياً فحسب، بل كان البعض هدفاً لجرائم من نوع آخر يمس أعراض المتهمين وأعراض أخواتهم وأمهاتهم وزوجاتهم، كما أشار إلى ذلك كل من مالك ونايل وأمسكا اللسان عنها استحياء. ثم طلب الدكتور عزيز من المحكمة أن تسمع أقوال المتهمين فيما وقع عليهم من اعتداءات تمس الأعراض وتحقيقها لمحاكمة مرتكبيها طبقاً للقانون. ودارت مناقشة بين الدكتور عزيز في ذلك وبين رئيس المحكمة رفض في نهايتها رئيس المحكمه طلبه بالتحقيق في التعذيب. المتهم عبد الفتاح ثروت شاهداً: وفي خلال جلسة 3/9 هذه استمعت المحكمة إلى ثلاثة من المتهمين في قضايا السيارة الجيب – بناء على رأي رئيس المحكمة – كشهود في هذه القضية، ومن هؤلاء الشهود عبد الفتاح ثروت الذي قرر أنه راصد جوي.. وما إن سألته المحكمة عن آثار التعذيب في قدميه.. حتى قال إنه ارتكب معه أعمال منافية للآداب. الرئيس: بس.. بس. الدكتور عزيز: نريد أن نسمع الشاهد. واستأنف الشاهد كلامه فقال: إنه كان يُعذب بالضرب في سجن الأجانب والمحافظة، وكان يجبرونه في حجرة التعذيب على الوقوف في الصباح إلى المساء حتى لا ينام. كما قبضوا على أقاربهم ونكلوا بهم. أصبحت محطماً: واستطرد يقول: لا يمكن أن أصور الآلام التي قاسيتها.. لقد كنت في عملي الحكومي نشيطاً، أما الآن فقد تحطمت أعصابي، وأصبحت فريسة للنوبات والاضطرابات، ولم يقدم لي طبيب السجن شيئاً.. وأنا أتناول أدوية من الخارج. تعذيب أمام النائب العام: وقال: لقد كان البوليس السياسي يحضرون التحقيق ويهدونني بالتعذيب، وذلك أمام سعادة محمود منصور باشا النائب العام السابق، وقد شكوت له فقال لي: " لا تتعب نفسك بالشكوى فنحن نعرف والحكومة تعرف وسوف نشرحك ". وأمام إبراهيم عبد الهادي!! واستأنف يقول: وقاموا بضربي يوماً ثلاث مرات في المحافظة ومرة في النيابة، وأخذوني لإبراهيم عبد الهادي باشا فقال لي " تكلم أحسن لك علشان تطلع كما طلع غيرك " – وقال الشاهد: إنه لانهيار أعصابه وقع على الأوراق لا يدري ما فيها. وأجاب الشاهد على سؤال لغانم بك المحامي بأنه دخل على إبراهيم عبد الهادي باشا وملابسه ملوثة بالدماء فقال له: " يا ولد أنت عارف حتتكلم إزاي ولازم تقول كل حاجة " ثم أُخرج بعدها إلى غرفة التعذيب. وقال إنهم كانوا يفصحون له بأنهم يعرفون كل شيء عن عائلته، فقالوا له إن أخته مريضة بالسكر وإنهم شردوا والده.. وقال إن البوليس طلب منه أن يذكر كلاماً عن مالك وأن يتهمه بالاشتراك في الحادث. وأجاب على سؤال آخر لغنام بك بأنه قابل إبراهيم عبد الهادي باشا ثلاث سنوات مرات. وكان البوليس يهمس في أذنه قبل المقابلة أن الباشا في يده كل شيء وكان الباشا يلح عليه أن يتكلم. ثم قال الأستاذ علي منصور: والدليل على ذلك أيضاً أنه قد توفي بين أيدي الجلادين أحد الشقيقين أحمد عبد النبي أو محمد عبد النبي، وذلك بدار محافظة الإسكندرية حيث تولت الإدارة دفنه في مكان مجهول ثم أخطرت أهله. واستطرد يقول: هذه حقائق مقتطفة من كثير مما ثبت لدي ولا أستطيع بيانه خوفاً على مراكز من يعرفني بها. وفي هذه الكفاية أضعه أمام الضمائر الحية لحضرات المستشارين والضباط العظام لتقديرها. التعذيب في قضية السيارة الجيب سعد جبر – ضربوني بالحذاء في وجهي: قال إنه استأجر فيلا الزيتون، ولم تكن الأجهزة التي بها هي لمحطة إذاعة كما أذيع، وإنما هي أدوات لمشروع تجاري خاص بتسجيل الاسطوانات وقال إنه اعتدى عليه بالضرب حتى منتصف الليل على يد الصاغين (الرائدين) توفيق السعيد وعبد المجيد العشري ، والجاويش مصطفى التركي الذي كان يضربه بالحذاء على وجهه. مصطفى كامل – عُلقت كالذبيحة وشووني بالسجائر أمام عبد الهادي: قرر أن كل ما نُسب إليه في التحقيقات هو من إملاء اللواء طلعت بك بعد تعذيبه- وقال: علقوني في شباك القسم زي الذبيحة، ولما صرخت شووني بالسجائر المولعة. وجاء إبراهيم عبد الهادي باشا فاستغيث به ولكنه لم يعبأ بي، وأشار علي ضابط ضخم معه لمواصلة تعذيبي قائلاً: شرحوه. كما أنهم لم يسمحوا لي بالنوم أبداً. وقد حاصرني ضابطان كانا يبادران بصفعي كلما همت عيني بالنوم، وجعلوني أوقع على أوراق وأنا كالجثة الهامدة، وقد استغيث بحضرة المحقق محمد عبد السلام بك فلم يعبأ بي وتخلى عني. عبد الفتاح ثروت مرة أخرى: ولما كانت حالته لا تمكنه من أداء الشهادة واقفا، فقد سمحت له المحكمة بالجلوس على مقعد. وقد قرر أنه لم يعترف بأي شيء في التحقيق وأن التعذيب جعله فاقد الشعور. وروى بصوت مرتعش ضعيف صنوف التعذيب فقال: إن اللواء طلعت بك هدده بالتشريح إذا لم يعترف قائلاً: إن البلد في أحكام عسكرية. ثم قال: وأخذوني إلى غرفة الضابطين العشري وفاروق كمال وجردوني من ملابسي ونزلوا في ضربي من تسعة مساء إلى أربعة صباحاً. ولقد قسموا أنفسهم أربع مجموعات، كل مجموعة من 12 عسكري وضابط، ووضعوا رجلي في الفلكة حتى أن الفلكة انكسرت، ثم استعملوا كرابيج الهجانة.. ولما أفقت من إغمائي قالي لي طلعت بك: هذه هي الجولة الأولى والبقية تأتي. وأخذوني إلى إبراهيم عبد الهادي باشا فقال لي: أنا عندي أمر إني أموتك.. ثم أمر بموالاة تعذيبي، وكان التعذيب على أربع درجات: بالضرب بالعصى والكرابيج ثم الكي بالنيران، وأحضروا (سيخ حديدي محمي) ولكن الضابط محمود طلعت طلب من الضباط أن يكفوا عني قائلاً: ده صاحبي وسعترف بكل شيء.. ثم نمت على الأسفلت فكانوا يطرقون الباب حتى يهرب النوم من عيني. وما كانوا في حاجة إلى ذلك، لأنني لم أكن أستطيع الرقاد على أي جزء من جسمي المشوي كله. اعتداء منكر: ثم طالبوني بالاعتراف وهددوني إن لم أفعل أن يعتدوا علي اعتداءَ منكرا.. وفعلاً تقدم واحد يريد الاعتداء علي.. فقلت له: أنا أعرف أنني لا أستطيع مقاومتك. وأنت يمكنك أن تفعل معي هذه الجريمة. ويمكنك أن تنجو من عقاب القانون.. ولكني أريد أن أقول لك قبل أن تبدأ: إن الله لن يترك هذه الجريمة بلا حساب.. فابتعد عني. واستمر تعذيبي. وتلفت أعصابي.. وكنت لما أذهب إلى إسماعيل عوض رئيس النيابة وأشكو له يضرب الجرس ويأتي الحرس فيقول لهم: هاتوه لي أخرس خالص. وجاءني إبراهيم عبد الهادي باشا أربع مرات وقال لي أنا أبهدلك وأبهدل أهلك، وأنا الحاكم العسكري. وبعد سؤاله في المحكمة ارتجف بدنه وحملق في الهواء، وأصيب بنوبة إغمائية وجعل يرسل شهيقاً عصبياً مؤلماً، أبكى معظم الحاضرين في القاعة.. فحملوه إلى خارج قاعدة المحكمة. التعذيب في قضية الأوكار - في 6/11/1949 م أثبت الطبيب أن أحد المتهمين نُزعت أظافره. - فقد المتهم الرابع (فتحي محمد علام) سمعه نتيجة التعذيب. - وأفاد المتهم يوسف عبد المعطي أن ثلاثة من رجال البوليس السياسي أقاموا في مسكنه مع أمه وأخته. – بعد اعتقاله واعتقال والده – وقد أرسلت أخته برقية إلى النائب العام تطالب بإخراج البوليس من الشقة، ولكن عهد الإرهاب لم يستجب. - رفض النائب العام(!!) محمود منصور باشا إثبات إصابات تعذيب المتهم محمد نايل الطالب بكلية الهندسة.(20) للمزيد طالع الإخــوان المسلمــون في سجون مصر (من عام 1942م-1975م) بقلم المهندس / محمد الصروي ص43
المراجع
1- مجموعة الرسائل – رسالة المؤتمر الخامس 2- مجلة الوعي الإسلامي العدد 228 3- محمود عبد الحليم: (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ) – جـ1 – صـ216. 4- جريدة المباحث القضائية – السنة السابعة – العدد 54 – صـ8 – 2ربيع الأول 1370هـ / 12 ديسمبر 1950م. 5- محمود عبد الحليم: (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ) – جـ1 – صـ219. 6- روز اليوسف – السنة 23 – العدد 1035 – صـ14 – 4 جمادى الآخرة 1367هـ / 13 أبريل 1948م. 7- فان فاى: أحد المستشرقين الذين أجادوا اللغة العربية، وعمل محاضرًا بكلية التجارة جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا)، ثم انتقل إلى قسم النشر بالسفارة البريطانية، وكان المراقب العام لجمعية إخوان الحرية بمصر، وكان عضوًا بالمخابرات البريطانية بمصر. 8- جريدة الجمهور المصرى – العدد 57 – صـ3 – 8 جمادى الأولى 1371هـ / 4 فبراير 1952م. 9- نشرة إخوان الحرية – العدد 103 – صـ6 – 30 جمادى الأولى 1363هـ / 23 مايو 1944م. 10- نشرة إخوان الحرية – العدد 191 – صـ1 – 1 ربيع الآخر 1365 هـ / 5 مارس 1944م. 11- عباس السيسى: (فى قافلة الإخوان المسلمين) – جـ1 – صـ68. 12- محمد حلمى عبد المجيد: (مختارات إسلامية) – الكتاب 128 – صـ96 – دار الطباعة والنشر الإسلامية – القاهرة – 2003م. 13- محمود عبد الحليم: (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ) – جـ1 – صـ357، 358. 14- المرجع السابق 15- نشرة إخوان الحرية – العدد 103 – صـ7 – 30 جمادى الأولى 1363هـ / 23 مايو 1944م. 16- جريدة الجمهور المصرى، المصدر السابق. 17- محمد حلمى عبد المجيد: (مختارات إسلامية) – الكتاب 128 – صـ96. 18- محمود عبد الحليم: (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ) – جـ1 – صـ360، 361. 19- عبد الحكيم عابدين: (مذكرات غير منشورة). 20- الإخــوان المسلمــون في سجون مصر (من عام 1942م-1975م) المهندس / محمد الصروي ص43