الشيخ أبو الحمد: ذكريات ومواقف مع الدعوة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٢٣، ٥ أكتوبر ٢٠١١ بواسطة Ahmed elsaied (نقاش | مساهمات) (حمى "الشيخ أبو الحمد: ذكريات ومواقف مع الدعوة" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشيخ أبو الحمد: ذكريات ومواقف مع الدعوة

[15-06-2004]


مقدمه

فضيلة الشيخ أبو الحمد ربيع

"قرار اللمّ العام" لعبد الناصر من موسكو اعتقل20 ألف مصري في ليلة!!

أُسس جماعة الإخوان ثابتة ثباتًا لا يمنعها من التنوع في الوسائل حسب الظروف.

من أولويات الإخوان تحرير الدول الإسلامية من الاحتلال بجميع أشكاله.

"صدر قرار "اللمّ" العام، فامتلأت سجون مصر عن آخرها بالإخوان المسلمين.. ثوابت الإخوان راسخة لم ولن تتغير.. جماهير سوهاج استقبلت المرشد الثاني للإخوان الأستاذ حسن الهضيبي بالحب والتقدير.. لا يستطيع أحد أن يفتئت على حماس.. لا تُقاس عواطف الشعوب بما تفعله الحكومات.. الحكومة العراقية جاءت على أسنَّة الحراب الأمريكية.. الأزهر قلعة حصينة من قلاع الإسلام".

هذا ما يؤكده فضيلة الشيخ أبو الحمد ربيع- عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين، وأحد شيوخ الإخوان والعالم الإسلامي، وأحد علماء الأزهر- في هذا الحوار مع موقع "إخوان أون لاين. نت"؛ بهدف توضيح بعض الأمور الغامضة والمبهمة في الأحداث الجارية، مع إلقاء الضوء على زيارة الأستاذ الهضيبي لمحافظة سوهاج، مستعرضين رأيَه فيما تمر به الأمة الإسلامية من فترة عصيبة تُحاك فيها المؤامرات عليها، وتتعقَّد قضاياها المصيرية حاليًا.

نص الحوار

الأستاذ حسن الهضيبي- عليه رحمة الله- عمل محاميًا بمحافظه سوهاج فورَ تخرجه في كلية الحقوق، ووُلد له خلال فترة عمله بسوهاج أكبر أبنائه المستشار محمد المأمون- المرشد السادس لجماعه الإخوان بعد ذلك- وقد زار الأستاذ حسن الهضيبي محافظة سوهاج عام 1953م، واستقبله شعب سوهاج استقبالاً حافلاً، لدرجة أن ميدان المحطة امتلأ عن آخره بجموع المستقبلين، الذين خرجوا بدافع الحب والتقدير لهذا الرجل الفاضل.
وتفقَّد فضيلتُه أثناء هذه الزيارة العديدَ من شُعَب الإخوان الموجودة في ذلك الوقت، وافتتح شُعَبًا جديدةً منها شعبة قرية الشواولة- مسقط رأسي- وتناول الغَذَاء في شعبه قرية أولاد سلامه مركز المنشاة.
أما عن دعوه الإخوان في هذه الفترة فقد كانت منتشرةً انتشارًا واسعًا في جميع مدن وقرى المحافظة، وكان للإخوان العديدُ من الأنشطة الاجتماعية والثقافية والتعليمية.. أذكر منها- على سبيل المثال- أن الإخوان أنشأوا في سوهاج مشروع الحمام الكهربائي الذي كان يعالج العديد من الأمراض، ثم رفع الإخوان شعار "الجهاد الاقتصادي"، فكان من ثمراته إنشاء العديد من المشروعات الاقتصادية بأموال الإخوان وبعض محبيهم، إلى أن جاءت محنة 1954م، واعتُقل معظم أصحاب هذه المشروعات؛ مما أثر بالسلب على هذه المشروعات.


حقائق تحتاج إلى مراجعة

  • ذكر اللواء فؤاد علام- المسئول السابق بجهاز مباحث أمن الدولة- أن عدد الإخوان الذين تمَّ اعتقالهم في فترة الستينيات لا يزيد عن ثلاثة الآف ومائتين وستين معتقلاً.. فما مدى صحة ذلك؟ خاصة أن فضيلتكم كان ضمن من اعتقلوا في محنة 1965؟!
الحقائق تكذِّب هذه المقولة، فقد تم اعتقال الآلاف من الإخوان في هذه الفترة، ويكفي أن نقول إنه تم اعتقال نحو20 ألف فرد في ليلة12/9/1995م، بعد أن أصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرارَ اعتقال الإخوان وهو في موسكو؛ لدرجة أن بعضَ من عاصر هذه الحقبة الزمنية أطلقَ على هذا القرار اسم: "قرار اللمّ العام"؛ حتى مُلِئَت سجون الجمهورية عن آخرها بالإخوان وغيرهم من جميع طوائف الشعب المصري التي كان يُشَمُّ منها رائحة التدين؛ حتى بلغ عدد المعتقلين قرابة أربعين ألفًا.


ثوابت الإخوان لا تتغير

  • يحلو للبعض ترديد أن جماعة الإخوان يجب عليها أن تراجع أفكارها.. فما الأسباب وراء هذه الدعاوى؟ وما صداها عند الإخوان؟
جماعة الإخوان منذ أن أسسها الإمام الشهيد حسن البنا- يرحمه الله- قامت على ثوابت راسخة من العقيدة والشريعة، وهذه الثوابت لا تزال حتى هذه اللحظة لم تتغير ولم تتبدل؛ لأنها مرتبطة بمنهج الله عز وجل، كما ورد في الكتاب والسنة.
وجماعه الإخوان لا تبدل هذه الثوابت؛ لأن ثوابت دين الله لا تتغير ولا تخضع لأهواء البشر، أما المناوئون لهذه الدعوة فهم إما يعرفون ثوابت الإسلام أو يتجاهلونها أو لا يعرفونها أصلاً؛ فـ"الناس أعداء ما جهلوا".
وموقف الإخوان من هؤلاء موقف ثابت ثباتَ أُسُس الجماعة ومقوماتها، وهذا الثبات لا يمنع من التنوع في الوسائل؛ فالوسائل تتنوع حسب الظروف والأحوال، والمرددون لمثل هذه الدعاوى نُشفِق عليهم ونعذُرُهم، ومهما قالوا فينا سنقول لهم كما قال القرآن: (سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِيْ الْجَاهِلِيْنَ) (القصص:55).


نصيحة للشباب

أنصح شباب الأمة بأن يكونوا عند حسن ظن أمتهم؛ لأن الشباب في أي عصر ومصر رسُلُ الخير وقوة الدفع، كما أنهم يحملون على سواعدهم الفتيَّة أعباءً كثيرةً تحتاجها هذه الأمة.
فليكن شبابنا كما نرجو.. عبادةً وأخلاقًا وسلوكًا، وإيمانًا بهذه الدعوة، وتضحيةً في سبيلها، وتجردًا لها؛ حتى تتقدم الأمة الإسلامية، ويُعيدوا إليها مجدها وحضارتها الراقية؛ ليكونوا خيرَ خلَف لخير سلف.


العراق وحماس وإيران

الحكومة العراقية جاءت على أسنَّة الحراب الأمريكية، ومن ثوابت الإخوان تحرير الدول الإسلامية من الاحتلال بجميع أشكاله.. الاقتصادية والثقافية والعسكرية، وهذه الفكرة موجودة عند جماعة الإخوان منذ تأسيسها في وقت كانت فيه معظم الدول الإسلامية والعربية مستعمرةً، وما زال الإخوان عند رأيهم ضد أيِّ تدخل خارجي في أيِّ شأنٍ من شئون العالم الإسلامي.
  • حذر الرئيس الإيراني الولايات المتحدة من مغبَّة المساس بالنجف الأشرف والأماكن المقدسة للشيعة، وبعد دخول الأمريكيين لهذه الأماكن لم نجد ردَّ فعلٍ إيرانيًّا قويًّا.. فبمَ نفسر الموقف الإيراني؟!
هناك خيارات شعوب وضغوط حكومات، ولا تُقاس عواطف الشعوب على ما تفعله الحكومات، خصوصًا في هذه القضايا المعقدة، وقد هددت إيران أمريكا في حالة اعتدائها على العتبات المقدسة، ولعل أمريكا خضعت فانسحبت من بعض الأماكن.
لكن سرعان ما اعترفت إيران بالحكومة العراقية التي جاءت على أسنَّة الحراب الأمريكية.. كمجلس الحكم.. لا فارق بينهما..!!
  • على الصعيد الفلسطيني هل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قادرة على الردِّ على مقتل قادتها، خاصةً في ظل الظروف الدولية الراهنة؟!
حماس في أرض المعركة، ولها توجهاتها وأساليبها، ولها حركتها، وليس هناك أحد يفتئت على حماس أو يتكلم نيابةً عنها، فالشاهد يرى ما لا يرى الغائب.


الأزهر والعالم

الأزهر الشريف
  • بعض رجال الأزهر الشريف- ومنهم شخصيات معروفة- تصدُر عنهم آراءٌ وفتاوى تخالف ما أجمع علية كثيرٌ من المسلمين؛ مما أدى إلى اهتزاز صورة الأزهر عالميًّا.. فما رأيكم في ذلك؟ وما دور العلماء في استعادة مكانة الأزهر؟!
الأزهر الشريف قلعة حصينة من قلاع الإسلام في العالم، وقد حافظ على مدار التاريخ الطويل- الذي تجاوز الألف ومائة عام- على تراث هذه الأمة، المتمثل في علوم القرآن والسنة النبوية وآراء الفقهاء على مر العصور، تمثل ثروةً فقهيةً ضخمةً عظيمةَ الفائدة؛ حيث بها الكثير من التيسير على عموم المسلمين، ولكن أحيانًا يتجاهل بعض العلماء هذه الثروة، ويخرجون بفتاوى انفرادية؛ نظرًا لتعرضهم لبعض الضغوط، ولكن ستظل الفتوى الصريحة الواضحة- بفضل الله ثم بفضل إخلاص أبناء الأزهر- قائمةً لا تؤثر فيها هذه القلة، وسيظل الخير موجودًا في هذا الصرح العتيق.
أما علماء الأزهر فعليهم دور كبير ومسئولية ضخمة أمام الله تعالى؛ فهم الذين يثق المسلمون فيهم؛ لأنهم يأخذون بالآراء الوسطية المعتدلة، وإن قصروا في أداء هذه الرسالة فمسئوليتهم أمام الله- عز وجل- ضخمةٌ وكبيرة، وتحتاج منهم لكثير من الاستشعار والسعي من أجل تحقيقها على أكمل وجه.
  • يقودنا الحديث عن الأزهر إلى السؤال عن مدى تأثير صيحات تطوير وتغيير التعليم التي تعالت في الفترة الأخيرة على التعليم الأزهري ومناهجه..!!
نتمنى للأزهر أن يكون الأزهرَ الذي يتمناه كلُّ مسلمي العالم.. أزهر الخير والدعوة والمحافظة على التراث الإسلامي وقيم هذه الأمة، ونسأ ل الله أن يباعد بينه وبين دعاه التغيير، الذين لا يريدون لهذه الأمة خيرًا، فبصلاح العلماء يصلح الناس، فقد ورد في الأثر: "صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء".

المصدر