سيد قراره
شعر الدكتور / جابر قميحة
كان مجلس الشعب في مصر ــ وما زال ــ له سلطات عليا لِتحَكُّم أعضاءِ الحزب الوطني بكثرتهم العددية التي جاءت عن طريق التزوير ، وكم عطلوا أحكام القضاء ، وكان رئيس المجلس يتدرع بمقولة يرددها دائما أبدا وهى : " المجلسُ سيدْ قرارُهْ " . أي إذا اتخذ المجلس قرارا فهو في المرتبة الأولى بصرف النظر عن أهمية الأحكام القضائية مهما كانت حجيتها ، والكلمات الآتية هي انعكاس لما رأيناه من هذه المهزلة .
الكل نامْ
- الغابة الشمطاءُ نامتْ
في تثاؤبها التمامْ
- والطير نام
والنهر نامْ
- والنجم في كبد السماء.. غفا ونام
لم يبقَ في هذا المدى
- شجر ولا نبتٌ
ولاشط ولا بيتٌ
- ولا جبل ولا صخرٌ
إلا ونام
- ورأيت حتى النومَ نام
وهناك في عمقِ الظلامْ
- وضَعـته في صمتٍ كئيبٍ
دون أن تخشى الفضيحة والملامْ
- سمَّـته " سيدْ "
سيدٌ .. ؟
- ابنُ السِّفاحْ ... ؟
وكيف يُدعى " سيدا " ؟
- هل تنجب الأمَة اللئيمة سيدا؟!!
في عصرنا...
- وعلى مدى عقدين من ظلمٍ سعيرْ
يُدعَى ابنُ داعرةِ الليالي " سيدا "
- ينشِي القرارْ
وقرارُهُ أقوى من الفلك المُدارْ
- أما الذي أبدى اعتراضا لم يذق إلا البوار
وهناك في أرض الإمارة... والرئاسة ... والسُّعارْ
- شادوا لـ " سيد " معبدا
ذا قبةٍ كسيتْ نضارْ
- حتى يعمَّـدَ تحتها
عُبادُه التالون قداسَ القرارْ
- وعند " سيدِ " يستوي العبَّـادُ
من لص زنيم أو حمارْ...
- لا شيءَ في قاموسِهِ إلا مباحْ
كالغدر... والعدوان .. والكذب البُواحْ
- وغدا النفاقُ الساقط العربيدُ أمضاها سلاحْ
وسَألتُ عن وطني الجريح ِ...
- فقيل لي :
ولى وراحْ
- ولى وراح
المصدر : نافذة مصر