"العريان" لـ(المنار): تضافر القوى للإصلاح فريضة الوقت
مقدمة
أكد الدكتور "عصام العريان"- القيادي البارز في جماعة (الإخوان المسلمون) وأمين عام مساعد نقابة الأطباء- في حوارٍ له مع برنامج (مع الحدث) الذي بثته قناة (المنار) الفضائية مساء الخميس الماضي 11/3/2004م أن الحكومات في مصر والعالم العربي لا تقوى وحدها على إحداث الإصلاح المنشود.
وقال "العريان": "إن ذلك يأتي بتضافر كل القوى والجهات بالإضافة للحكومات في سبيل تحقيق هذا الإصلاح"، واعتبر أن المصالحة من أجل تحقيق هذا الأمر "فريضة الوقت"، مشيرًا إلى أن هذا العبء يتطلب تضافر كل القوى السياسية، ليس من أجل تحقيق المغانم؛ بل من أجل تقديم التضحيات"، وأضاف أن (الإخوان) ينادون الجميع للتعاون معهم والوقوف معهم في خندق المسئولية في سبيل الوقوف أمام كل صور الهيمنة الأجنبية.
وأكد "العريان" أن الإصلاح الوطني هدف إسلامي ووطني وقومي، وأن الإصلاح السياسي بداية لبقية مناحي الإصلاح، وأن ذلك يتأتي بإجراء انتخابات حرة سليمة في ظل عدم وجود حالة طوارئ، والتي ستفرز برلمانًا قويًّا يعبر عن الشعب وعن إرادته، ويكون من حقه التدخل في الإصلاح الدستوري، وأول ما يتناوله في هذا الشأن تحديد مدة محددة لحكم رئيس الجمهورية، شرط ألا تزيد على فترتين محددتين، وقال: "نحن كشعوب معنيون بهذا الأمر– يقصد المطالبة بالتغيير– في الوقت الذي تريد فيه النظم عكس ذلك".
وأثنى "العريان" على الموقف المصري في رفضه للمشروع الأمريكي فيما يسمَّى مشروع (الشرق الأوسط الكبير)، وعدَّ ذلك تحولاً إستراتيجيًّا؛ وهو ما يعكس دور ومكانة مصر، إلا أنه انتقد أن يتم الإصلاح في مصر بجرعات بطيئة، وطرح أن يتم الإصلاح الشامل في مصر بجرعات سريعة فاعلة، خاصة أن كل المصريين ضد التدخل الأجنبي في شئون مصر، ومطالبهم الإصلاحية تلك عليها إجماعهم، متهمًا الحكومة المصرية بتأخرها في الاستجابة لهذا الإجماع.
شرعية التواجد والطرح
وفي ردِّه على تساؤل من مقدم البرنامج حول أحقية جماعة (الإخوان المسلمون) في طرح تلك المبادرة، مع قولهم عنها إنها جماعة محظورة، في حين أن حضورهم الشعبي تعتبره الأنظمة أقوى مما ينبغي، وعليهم- وكل الإسلاميين (تقويم)- طموحاتهم؟ قال "العريان": "إذا كان (الإخوان المسلمون)- وهم قضوا 75 عامًا من التضحيات في السجون والمعتقلات وقدموا الشهداء ومورس بحقهم اضطهاد ولا يزال يُمارَس عليهم التضييق بدرجة عالية- يجدون هذا التأييد الشعبي الجارف، فإن ذلك هو مصدر المشروعية الحقيقية".
وأشار "العريان" إلى أن مسألة الحظر من عدمه أصبحت من السخف بمكان، ولا يجب أن تُطرح، وعدَّ تجاهل الحكومة لمطالب (الإخوان) بالإصلاح- وهم الشريحة الكبيرة من الجماهير- ترجمةً للانفصال بين ما يريده الجماهير وما تريده الأنظمة.
وعن أدبيات (الإخوان) في الحكم والسلطة أشار إلى أن وثائق (الإخوان) المعتمدة تؤكد قبول (الإخوان) بالحكم النيابي، كما جاء في رسائل الإمام الشهيد "حسن البنَّا"، وقبولهم بالتعددية الحزبية التي تفضي إلى تداول السلطة، واعتبار الأمة هي مصدر السلطات في ظل المبدأ المستقر لديهم بتحقيق أحكام الإسلام المتمثلة في تطبيق الشريعة الإسلامية.
مبررات المبادرة
وعن منطق المغالبة والمشاركة لدى (الإخوان) أكَّد "العريان" أن (الإخوان) لديهم استعداد للمشاركة في تحمل المسئولية مدللاً بمشاركات (الإخوان) في حكومات عربية، مثل: اليمن، والأردن، والجزائر، في تحمل مسئوليات الحكم، وليس البقاء للأبد، معتبرًا أن تلك المشاركة في تحمل مسئوليات الحكم تأتي بهدفين:
الأول: درء خطر عظيم على الأمة.
والثاني: تحقيق مصلحة لابد منها.
وانتقل "العريان" إلى الوضع في العالم العربي الآن مؤكدًا أن ما يجري في العراق امتداد لما يجري في فلسطين المحتلة، ومقدمة لما سيحدث في المنطقة من تكريس للهيمنة الأمريكية، رابطًا بين الإصلاح الداخلي على المستوى العربي والإسلامي وبين القدرة على مواجهة المخططات الصهيونية والأمريكية؛ حيث قال: "إن أي حكومة حرة في مصر أقوى وأقدر على الوقوف أمام المخططات الصهيونية"، منتقدًا في الإطار نفسه الموقف المصري الرسمي تجاه انتهاك الحدود الشرقية مع فلسطين المحتلة، بقوله: "كان ينبغي أن يكون أقوى وأشد".
وأشاد "العريان" بالموقف المصري الرسمي الخاص بالحوار الفلسطيني، وقال: مصر تسعى إلى منع وجود فتنة أهلية في الداخل الفلسطيني، واعتبر أن الانسحاب الشاروني من (غزة) يتشابه وانسحاب "باراك" من جنوب لبنان، قائلاً: "هذا انتصار على المشروع الصهيوني".
وعرض الدكتور "عصام العريان" خطة (حماس) لإدارة قطاع غزة) عرضًا سريعًا لأهدافها التي تقوم على تأمين منع الفتنة الداخلية، وتأمين الحاجات المعيشية للشعب الفلسطيني في (غزة)، واستمرار المقاومة في غزة والضفة، وفي تحذير منه أشار إلى أننا بعد 100 عام من (سايكس بيكو) نحن اليوم أمام (سايكس بيكو) جديدة، مشددًا على ضرورة أن تأخذ الأمة أقدارها بيدها لتسطيع مواجهه المخططات الصهيونية وإحباطها.
(الإخوان) والاعتدال
وكان آخر محور تطرق إليه الحوار يدور حول حوار الحضارات والاتهامات الموجهة للإسلاميين بأنهم من هواة الصدام مع الحضارات، فنفى "العريان" هذه الاتهامات عن (الإخوان المسلمون)، وتاريخهم يشهد على رفضهم للمنهج التكفيري منذ بدايته، مشيدًا في الإطار نفسه بالمراجعات الفكرية الأخيرة التي صدرت عن الجماعة الإسلامية، معتبرًا إياها خطوة شجاعة في مواجهة التكفير.
وأوضح أن صناعة العنف صناعة مقصودة ومنهجية ومخطط لها، مؤكدًا تدخل عناصر استخباراتية أجنبية تقود شبابًا يحملون أسماءً إسلامية، مشيرًا إلى أن تلك العناصر الاستخباراتية تهدف من وراء هذا التخطيط إلى أمور:
الأول: إرهاب الأنظمة بهذا (البعبع) المسمى بـ "جماعات العنف المسلح".
والثاني: تشويه صورة العرب والمسلمين عند الغرب.
والثالث: التعتيم على حركات إسلامية معتدلة، مثل: جماعة الإخوان المسلمون).
المصدر
- خبر:"العريان" لـ(المنار): تضافر القوى للإصلاح فريضة الوقتإخوان أون لاين