"جمال سلطان" يكتب: رجال السيسي يهزمونه بسيف الغباء!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"جمال سلطان" يكتب: رجال السيسي يهزمونه بسيف الغباء!


(23 مايو 2016)

لم أصدق نفسي وأنا أستمع إلى أحمد موسى في برنامجه على قناة محمد أبو العينين "صدى البلد" وهو يورط السيسي والدولة بكاملها وشركة مصر للطيران في كارثة ، ويلبسها التهمة بسهولة غريبة ، ولولا أني سمعته وشاهدته بنفسي لما صدقت ما حدث ، لقد قال موسى على الهواء مباشرة بأننا لا بد أن نعترف بأن شركة مصر للطيران مخترقة من الإرهاب ، وأن هناك العديد من العاملين فيها

ولا أقول كلهم ـ والتحفظ الظريف منه ـ متورطون في الإرهاب أو ينتمون إلى منظمات إرهابية ، وشملت اتهاماته كباتن للطائرات وأطقم ضيافة وعاملين واعتبر أنهم ساهموا في الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها الشركة دون توضيح ما هي تلك الأعمال الإرهابية ، وقال أننا لا بد أن "نطهر" شركتنا الوطنية من الإرهابيين والمتعاطفين معهم ، واعتبر هذا "الهراء" من باب المصارحة والتطهير .

كلام أحمد موسى يمثل "ذبحا" لشركة مصر للطيران ، لأنه إعلان مصري صريح بأن الاختراق الإرهابي هو من داخلها وعبر موظفي الشركة وقادة طائراتها ، وهم أدرى الناس بالإجراءات ونقاط الضعف فيها وأنهم يساهمون في الأعمال الإرهابية ، هل تريد فرنسا أكثر من تلك الشهادة المجانية لكي تفرك يدها من جريمة سقوط أو إسقاط طائرة مصر للطيران التي كانت عائدة من مطار باريس إلى مطار القاهرة

وهل يعجزها الآن القول بأنه قبل أن تتحدثوا عن إجراءات الأمن في مطاراتنا ابحثوا في الإرهاب الذي اخترق شركتكم وطائراتكم ويلهو بها ، هل يبحث أي "متآمر" على مصر ومصالحها الاستراتيجية عن أكثر من هذا الكلام لكي يشنع على البلد وما فيها وقيادتها وأنها بلد مستباحة من الإرهاب الذي يتلاعب بها ويخترقها حتى النخاع حتى في أكثر مؤسساتها حساسية

هل يحتاج أي مدمر للأمن القومي المصري في صميمه أكثر من ذلك الكلام المستهتر والخطير لكي يضرب أمننا القومي في صميمه ، وفي النهاية ، هل يبحث خصوم السيسي عن خطاب إعلامي أفضل من هذا لكي يضربونه في مقتل ويهزمونه أمام العالم بالضربة القاضية ؟ أحمد موسى الذي تحدث طويلا عن حزن الوطن وأن الناس كلها حزينة وأن الحزن يخيم على مصر ، في الوقت الذي كان يرفه عن نفسه بالسفر إلى دبي للاحتفال بمباراة كرة قدم ودية للنادي الأهلي ويتراقص أمام الكاميرات إظهارا للبهجة والسعادة من فرط حزنه !

موسى لم يكن وحده ، بل استضاف الفنان تامر عبد المنعم الذي يقدم نفسه ـ أيضا ـ بوصفه من أنصار السيسي المتحمسين ، لكي يقدم شهادة مجنونة أخرى على نفس الشاكلة ، مؤكدا أن الإرهاب يخترق شركة مصر للطيران وأن لديه الأدلة على هذا الكلام ، وقد أعاد تكرار كلامه الخطير في قناة فضائية أخرى ، وكأنه يتنقل من قناة إلى أخرى لكي يحرض على شركة مصر للطيران

ولكي يحذر العالم أجمع من أن يستخدمها ويخوف أي راكب في أي بلد من استخدام هذه الشركة بوصفها مستباحة من الإرهاب ومخترقة وبالتالي يمكنه أن يصيبها بمقتل في أي لحظة ويخلف ضحايا بالمئات بسهولة ، فمن المجنون الذي سيفكر في استخدام هذه الشركة في الوقت الذي "يعترف" فيه أنصار السيسي أنفسهم بأنها مخترقة وأن الإرهابيين يتلاعبون بها .

في الأدبيات الشعبية القديمة كانوا يحدثوننا عن "الدبة" التي قتلت صاحبها عندما أرادت أن تهش عنه الذباب ، فألقت على رأسه بحجر ضخم فقتله وطار الذباب ، ولا أظن ما فعله أحمد موسى وتامر إلا من هذه النوعية "الأسطورية" من التهور ، فهؤلاء الذين يزعمون أنهم يدافعون عن السيسي ونظامه ، وهؤلاء الذي يتشدقون بالوطنية ، هم الذين يهزمون السيسي في الحقيقة بسيف الغباء الذي لا حيلة فيه

وهم الذين يخربون الوطن ويدمرون مصالحه باسم الوطنية ، وهم الذين يسيئون إلى الشعب ومؤسساته في الوقت الذي يزعمون فيه أنهم حماته والمدافعين عن مصالح ناسه ، وقديما قال الشاعر الحكيم : لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها ! .

كنت أعرف أن الخطاب الديماجوجي الجاهل والصاخب المهيمن على الإعلام المصري حاليا للمتزلفين للسيسي وحكومته سينتهي بنا إلى كوارث ، وسيورث الوطن المهالك ، ولكني لم أتصور أن يصل الغباء الإعلامي إلى أن نسلم رقاب الدولة والوطن لخصومه بهذه البساطة وتلك السرعة ، في وقت يحتاج فيه الوطن إلى العون والحكمة والعقل والحذر الشديد أمام المخاطر المتتالية .

المصدر