"رمضان فى الميدان"... بقلم د/ محمد الدسوقى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"رمضان فى الميدان"... بقلم د/ محمد الدسوقى

بتاريخ : السبت 13 يوليو 2013

رمضان في الميدان

د / محمد السيد الدسوقي

يأتي رمضان هذا العام والوطن مثخن بالجراح والشهداء الذين قتلوا غدراً أمام الحرس الجمهوري وهم سجود لله رب العالمين يشتكون من أكاذيب المزورين وتضليل الإعلاميين الذين فقدوا كل معاني الإنسانية والقيم الأخلاقية لينفذوا دورهم المشبوه في إجهاض التجربة الديمقراطية الوليدة تحت رئاسة مدنية منتخبة لأول مرة في تاريخ مصر وتعالوا نراجع العام الماضي لندرك أن تجربة التهام الثورة المضادة للثورة الاصلية والتي نجحت في بعض الدول مثل تايلاند وفنزويلا..

إنما استنسخت في مصر وحدث الانقلاب العسكري المشئوم وها نحن نجني ثمار المرارة والأسي بعد أن تجرعنا السم برغبة الكثيرين

إن تعاون مؤسسات الدولة ضد النظام الشرعي من خلال الدولة العميقة وفلول النظام السابق وخلق المشاكل الاقتصادية وانهيار المنظومة الأمنية بقصد وإطلاق البلطجية لترويع المجتمع وحالة الانقسام السياسي الشديد وتأمرالمؤسسة القضائية في كثير من الأحكام المسيسة التي دمرت مجلس الشعب المنتخب وتعطيل قرارات الرئيس إلي مهرجان البراءة للجميع وترك الساحة للإعلام بكل صوره لهدم الدولة والانقضاض عليها والتشويه الممنهج لشرفاء الوطن وفقدان الثقة و الأمل في الإصلاح وتعطيل المؤسسات الحكومية بالإضرابات والاعتصامات وقطع الطرق وحملة الأكاذيب والشائعات التي تسللت إلي كل بيت وعقل في هذا الوطن والتغطية علي أي إنجاز وسط الصعوبات التي يعيشها الناس علاوة علي حالة التشرذم والتخوين التي انتشرت في المجتمع والضغوط الخارجية لتركيع مصر والأزمات السياسية مع دول الجوار في ظل أخطاء في الممارسة السياسية لا يعفي منها أحد .

هذه الخيوط تجمعت كما عشنا لتنتج شبكة وقع فيها الوطن في الأزمة الحالية التي نعيشها ونسأل الله أن نخرج منها سالمين بأقل الخسائر

لقد أكمل الانقلاب العسكري المشهد النهائي بعد أن قدمت القوي المدنية المبرر بقصد وبغير قصد الانقضاض علي الشرعية المدنية بصورة جديدة مثل ما حدث في دول أمريكا اللاتينية ولكن الشعوب ستسترد عافيتها وتعود إلي رشدها وتنتقل من الفرقة إلي التوحد بعد أن تتكشف الحقائق ويعلم الناس الصالح والطالح ويري الجميع أنهم تعرضوا لأكبر خدعة في تاريخهم ولنري أول خطوات انقلاب العسكر غلق القنوات الفضائية المعارضة والجرائد الحزبية وتكميم الأفواه واعتقال المعارضين ومنهم من تعدي الثمانين ثم يستكمل بالجريمة الشنيعة بقتل أبناء الوطن وهم سجود ولكن الله عزوجل يمهل ولا يهمل ويملي للظالم حتي إذا أخذه لم يفلته..

وهناك الشرفاء في كل مؤسسات الدولة الذين سيصححون المسار ويبنون الوطن مع الغيورين بعيداً عن المتأمرين الخائنين الذين انكشفوا للجميع "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض "

وشهر رمضان هذا العام سيكون في الميدان..في ميدان العمل وجهاد النفس وإصلاحها حتي تصلح المجتمع بعد ذلك ويندحر الفساد والشر

وهناك ميدان الدفاع عن الشرعية التي اختارها الشعب حتي ولو لم يحقق الناس طموحهم في خلال سنة لا يمكن لأي قوة في العالم أن تحقق إنجازاً ملحوظاً في خضم الاحداث التي عشناها وينبغي أن نستفيد من أخطائنا جميعاً وننسي ما بيننا من خلافات ونتحلي بروح التسامح والتفاني ونبني وطننا بروح التعاون والإخاء واليقظة حتي لا نقع مرة أخري في المستنقع الذي شاركنا جميعا بدرجات متفاوتة في إنشائه ..ولكننا أمل في أن نتجاوز تلك الكبوة بصحيح العمل والقصد

والله من وراء القصد

المصدر