"سلمى يعقوب": الحجاب فريضة إسلامية لا تنزعه سلطة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"سلمى يعقوب": الحجاب فريضة إسلامية لا تنزعه سلطة

21-01-2004]

مقدمة

• الخبرة الشعبية البريطانية في معارضة الحرب مهمة جدًا.

• المسلمون في الغرب كانوا يحتاجون لمن يقف معهم بعد 11 سبتمبر.

• نشاط تحالف (أوقفوا الحرب) أفشل كثيرًا من مخططات "بلير".

• نجحنا في تكوين تحالف سياسي يواجه "بلير" في الانتخابات القادمة.

احتاجت المرأة المسلمة في المشرق الإسلامي وقتًا طويلاً لكي تشارك في العمل العام والسياسي بالطريقة التي لا تتخلى بها عن هويتها ومظهرها وقيمها الإسلامية، وفي الغرب كانت المهمة أصعب على المرأة المسلمة فهي بين أن تحافظ على هويتها ومظهرها الإسلامي فتعتزل العمل العام أو أن تفقدهما وتمارس العمل العام، "سلمى يعقوب" مسلمة بريطانية من أصل باكستاني استطاعت أن تحقق تلك المعادلة الأصعب، أن تمارس العمل العام في الغرب دون أن تتخلى عن هويتها ومظهرها الإسلامي بل حققت ما هو أصعب فهي لم تُمارس دورها من خلال حزب أو رابطة إسلامية في بريطانيا، ولكن من خلال تحالف أوسع يضم المسلمين وغير المسلمين وهو تحالف (أوقفوا الحرب stop the war ) الذي يعد أكبر تحالف لمناهضة الحرب في أوروبا، واستطاعت "سلمى" أن تصل إلى رئاسته في (برمنجهام) ثاني أكبر المدن البريطانية.


نص الحوار

التقينا بـ"سلمى" وحاورناها عن أهم معالم تجربتها، ومدى النجاح الذي حققته، فكان ذلك الحوار.

  • بدايةً تحالف (أوقفوا الحرب) هل يخص المسلمين فقط أم كل معارضي الحرب من البريطانيين؟
هو تحالف مفتوح لكل الناس، والمسلمون في بريطانيا جزء من تحالف أوسع، وهذا أمر مهم جدًا لمسلمي بريطانيا أن يتحالفوا مع آخرين، خاصةً بعد أحداث 11 سبتمبر وما شاهدناه كمسلمين في بريطانيا من هجوم إعلامي على المسلمين ووصفهم بالإرهابيين كان ذلك الهجوم بمثابة ضغطٍ على المسلمين احتاجوا معه المشاركة مع الآخرين كأحد أساليب مواجهة ذلك الضغط وتخفيفه.
  • ما شعورك كمسلمة ترأس تحالفًا سياسيًا يضم غير مسلمين في مجتمع غير مسلم؟
بصفة عامة هي تجربة إيجابية مع وجود بعض التحديات فبعد أحداث 11 سبتمبر الكثير من مسلمي بريطانيا أصبحوا خائفين، وتوقعوا أن أي صوت لهم سيتعرض لهجمات من الشعب البريطاني، ومع يقين الجالية المسلمة أن ما يحدث ضد إخوانهم في أفغانستان من عدوان أمريكي أمر مرفوض وخطير إلا أنهم خافوا من معارضتهم للحرب خشية اتهامهم بدعم الإرهاب، ولكن مع نشاط اليسار البريطاني ضد الحرب بدأت ثقة المسلمين في أنفسهم تتزايد لمعارضة الحرب ضد أفغانستان وبعده ضد العراق.
أما على المستوى الشخصي فالمشاركة مع غير المسلمين في ذلك التحالف كان تحديًا لي فقد كنت أخشى أن أضع نفسي في قيادة مثل تلك الحركة، وأنا حامل في طفلي الثاني، ولم يكن في قيادة الحركة نساء مسلمات من قبل، ولم يكن لنا خبرة قيادة مثل تلك الحركات، ولكن بالنسبة لي لم أكن أخشى أو أرغب أن أكون زعيمة، ولكن ما كنت أخشاه هو المسئولية والأمانة.
  • ولكن أيضًا أنت محجبة ولست مسلمة فقط.. فماذا عن تجربتك كمسلمة محجبة في العمل العام خاصة في الغرب؟
في البداية كان هناك تحدٍ تمثل في نظرة بعض أعضاء التحالف من اليسار غير المسلم وخشيتهم للتعامل معي كمحجبة، ونظروا إليَّ في البداية كمسلمة متطرفة، وبالنسبة ليَّ كنت أتعامل مع الحجاب على أنه أحد وسائل التعبير عن الهوية الإسلامية للمسلمة في الغرب، كما أن الحجاب فريضة إسلامية لابد أن ترتديه المسلمة، خاصةً في الغرب بقناعة داخلية لأنه دليل على إيمانها ولكن لا أقبل أن يأمرني أحد بخلعه أو ارتدائه فالأمران مرفوضان.
والمشكلة في الغرب أن الكثيرين يعتقدون أن الحجاب يمثل رمزًا لقهر المرأة المسلمة لأنه هناك من يفرضه عليها دون اختيار منها سواء كان ذلك من زوجها أو أسرتها أو في النظام الحاكم مثل إيران وأفغانستان سابقًا.
فالغرب كان يرى الوجه السلبي أو غير الصحيح من الإسلام، فهو يربط بين الوضع السياسي الاستبدادي في معظم الدول العربية والإسلامية وبين الإسلام ومنه موضوع الحجاب الذى يعتبره رمز لاضطهاد المرأة يتم إجبارها على ارتداؤه.
بالنسبة لنا كمسلمين في بريطانيا كان اشتراكي في التحالف مع ارتدائي للحجاب فرصة لإظهار الصورة الحقيقية للإسلام، وشرح كثير من الأمور الغائبة والمجهولة والمغلوطة لديهم عن الدين الإسلامي، لقد قدمتُ نموذج للمحجبة التي ترتدي الحجاب لإيمانها بأنه فرض ديني على المسلمة وليس فرضًا إنسانيًا من شخص على آخر، ومن ناحية أخرى تسعى للعمل العام بما لا يخالف عقيدتها أو سلوكها الإسلامي.


قرار فرنسا

  • وما رأيك في القرار الفرنسي بمنع ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات الحكومية؟
أمر سيء جدًا في فرنسا أن يصدر قرار بمنع الحجاب في المدارس، فالآن أصبح لدينا نموذجان مرفوضان، الأول مسلمة تريد ارتداء الحجاب ويتم منعها كما يحدث الآن في فرنسا وبلدان تفرض الحجاب على المسلمة، وكأنه أمر إنساني وليس أمرًا ربانيًا.
وليس هناك حل لذلك أو طريق وسط، ليس هناك كرامة في الحجاب أن يتم فرضه من شخص أو سلطة، وليس هناك حرية لو تم منع المسلمة من ارتداء الحجاب الذي يمثل فريضة إسلامية وليس رمزًا دينيًا.
  • ما هي أهم أنشطة التحالف على مستوى (برمنجهام) كمدينة؟ وبريطانيا كدولة؟
(برمنجهام) المدينة الثانية في بريطانيا، واشتركنا في المظاهرات التي نظمها التحالف في لندن وأهمها مظاهرة 15 فبراير 2003م التي كانت بالاتفاق مع مناهضي الحرب على مستوى العالم ليكون ذلك اليوم يومًا لمناهضي الحرب ضد العراق، ومن جانبنا حشدنا مئات السيارات من (برمنجهام) إلى لندن للمشاركة في المظاهرة، وكنت أنا المسئولة عن حشد الناس في المدينة لحضور المظاهرة، بالإضافة إلى بعض الشخصيات المستقلة اليسارية والإسلامية الأخرى في (برمنجهام).
لقد نجحنا في تعريف الناس العاديين في المدينة بمخاطر ومتاعب العدوان على العراق، وفعلاً نسبة كبيرة من الذين شاركوا لم يكونوا من المسملين مما زاد من ثقة مسلمي بريطانيا في أنفسهم، وأنهم ليسوا وحدهم في معارضة الحرب.
ويكفي أن تعلم أن الأذان الإسلامي رفع في ميدان (الطرف الأغر) وسط لندن في مظاهرة شهر رمضان التي حضرها مليون شخص معظمهم من غير المسلمين،
لقد كانت المظاهر فرصة للتعبير عنا كمسلمين بريطانيين فارتفع الأذان وتناولنا الإفطار وسط المتظاهرين.
لقد كانت فائدة كبيرة لنا كمسلمين لنعلم أهمية العمل المشترك مع غير المسلمين طالما اتفقوا معنا في الأهداف، وهذا التعاون لم يكن انتقاصًا من شخصيتنا الإسلامية وإيماننا، ولكن في نفس الوقت كان فرصة جيدة ليرى هؤلاء الصورة الصحيحة والحقيقية للإسلام عكس ما تصوره وسائل الإعلام، فوضعنا هؤلاء أمام واقع عملي للمسلمين لقد كانت تجربة مهمة لنا ليعرف الناس حقيقة الإسلام والمسلمين، ولنكن جزء مهم من تحالف أوسع يرفض الحرب ضد العراق وفلسطين.
شخصيًا استفدت كمسلمة من ناحيتين فأنا مسلمة لم أتخل عن إسلامي وكذا مسئولة ورئيسة لتحالف أقليمي يجمع اتجاهات مختلفة لرفض الحرب.
وكان ذلك مفاجئة للبريطانيين الذين كانت لديهم فكرة خاطئة، وهي أن كل النساء المسلمات مقهورات أو مغلوب على أمرهن وليس لديهن حريات ومظلومات، فقيادتي لحركة مناهضة الحرب ظني أنها غيرت كثيرًا من تلك الأفكار السلبية عن المرأة المسلمة لدى غير المسلمين الذين تعاملت معهم في تحالف (أوقفوا الحرب).
من ناحية أخرى داخل الجالية المسلمة كانت تجربتي مفيدة لكي يرى المسلمون نموذج للمسلمة الفاعلة، ففي الماضي كان قيادات الجالية الذين يتعاملون مع المجتمع البريطاني غير معبرين عن الصورة الصحيحة للإسلام، وكان غالبية الجالية يتهمون هؤلاء بأنهم باعوا أنفسهم وذابوا وسط المجتمع البريطاني، بينما كانت تجربتي فرصة ليرى المسلمون والبريطانيون أن المسلمة يمكن أن تتفاعل مع مجتمعها غير المسلم دون أن تتغير أو تبيع نفسها أو تغير أفكارها ودينها.


حصاد التجربة

  • التعاون مع غير المسلمين إلى أي مدى استفدتم منه سواء لخدمة قضايا الجالية المسلمة في بريطانيا أو لخدمة قضايا المسلمين في العالم؟
أهمية الوحدة مع غير المسلمين قضية بالغة الأهمية مثال ذلك القضية الفلسطينية، فلمدة طويلة كان المسلمون متعاطفين مع القضية، وحاولوا دعمها ولكن اليسار البريطاني كان له نفس الرأي لدعم الفلسطينين، ولم يكن هناك تعاون بين الجانبين المسلم واليساري؛ لأن المسلمين لم يكونوا يعلمون أن هناك من يتفق معهم في كثير من رؤيتهم للقضية الفلسطينية، وأن هناك آخرين يحاولون دعم المقاومة الفلسطينية، الآن بالنسبة للقضية الفلسطينية أصبحت بندًا مهمًا في العمل المشترك بين المسلمين وغير المسلمين في تحالف (أوقفوا الحرب) بل أصبحت أول بنود هذا التحالف.
  • هل هناك نجاح سياسي ملموس لهذا النشاط؟
نعم فالحكومة البريطانية أخذت خطوة للوراء بسبب جهود الحركة المعادية للحرب، فلو كان اليسار فقط هم الذين تحركوا ضد الحرب لكان عددهم قليلاً، كذا لو اشترك المسلمون وحدهم، فاشتراك المسلمين واليسار وجميع مناهضي الحرب معًا في المظاهرات أعطاها قوة، أما بعد الحرب فالإعلام نفسه قام بتغيير أسلوبه في التعامل مع الحرب بسبب ضغط الحركة، كما أن سياسات وتصرفات الحكومة البريطانية تغيرت لأنها أصبحت تحت مراقبة العالم كله، إضافةً إلى الشعب البريطاني لمعرفة ومتابعة ما يفعلونه في العراق.
الضغط قوي الآن على حكومة "توني بلير"، فهناك مبادرة تقرير "تحقيق" من اللورد "هاتن" عن ملابسات وفاة خبير السلاح البريطاني "ديفيد كيلي"، كشف التحقيق كثيرًا من الأكاذيب التي كانت تشاع عن امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وأصبح مستحيلاً لحكومة "بلير" أن تنظم مسيرة للاحتفال بالانتصار في العراق "دخول بغداد 9 إبريل 2003م" بسبب معارضة الشارع البريطاني للحرب ورفض تنظيم المسيرة.
كذا التهديدات ضد إيران وسوريا أصبحت أضعف بسبب الضغوط الشعبية المناهضة للحرب، نقطة أخرى مهمة بالنسبة للانتخابات المحلية البريطانية فإن حزب العمال خسر أصوات كثيرة بسبب قوة الحركة المناهضة للحرب، أيضًا من المكاسب، الكثير من البريطانيين يرون أن المعركة ليست بين الإسلام والغرب فلذا اشتركوا في فعاليات حركة مناهضة الحرب، كما أنه أيضًا عندما يرى العرب والمسلمون في مصر والمنطقة العربية كيف أن غير المسلمين في الغرب، ومنها بريطانيا يتظاهرون من أجل القضايا العربية والإسلامية فإن ذلك يعد حافزًا لهم وللمسملين في بلادهم أن يتظاهروا ضد الحرب أيضًا، وأن يروا الوجه الآخر للغرب أنه ليس كله ضد الإسلام كما يُشاع الآن.
كذا نحن نوضح من خلال عملنا ونشاطنا أن هناك فرقًا بين الإرهاب والكفاح المسلح، محصلة ما سبق أن المواطنين البريطانيين اكتشفوا أكاذيب الحكومة البريطانية ليس فقط فيما يخص السياسة الخارجية بل على مستوى السياسة الداخلية أيضًا، فالمواطن البريطاني اكتشف أن الضرائب التي يدفعها يتم توجيهها لتمويل الحرب غير الشرعية ضد العراق، من جانب آخر هناك تأخر في مجال الخدمات العامة والاجتماعية بسبب توجيه الأموال المخصصة لها إلى تمويل الحرب على العراق.


حزب جديد

  • وهل سيقتصر عملكم على المسيرات والمظاهرات فقط أم أن هناك إستراتيجيات جديدة لتحالف (أوقفوا الحرب
بالطبع لا... فهناك إسترتيجيات لتطوير نشاطات التحالف، ولقد قمت بالفعل بالاشتراك مع النائب البريطاني "جورج جالاوي" و"جون ريس" من تحالف (أوقفوا الحرب) وآخرين من حركة الدفاع عن البيئة ونقابيين بتشكيل تحالف سياسي جديد بديل لـ(حزب العمال) البريطاني في الانتخابات العامة القادمة، والمسلمون في (برمنجهام) يعتبرون المؤسسين لهذا التحالف أو أصحاب مبادرة تأسيس هذا التحالف، وأنا كنت صاحبة فكرة تأسيس ذلك التحالف السياسي الانتخابي الذي ستكون الانتخابات الأوروبية القادمة أول تجربة حقيقية لهذا التحالف السياسي الجديد، والمؤتمر التأسيسي لهذا التحالف سيكون في 25 يناير 2004م، وهي خطوة تبرز أهمية القيم الإسلامية فالإسلام يعني بقطف الثمرة الطيبة من كل مكان أو إبراز الشيء الطيب من كل إنسان وهذا العمل أيضًا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • هل هناك نماذج مسلمة بريطانية مثل "سلمى يعقوب" في بريطانيا؟
أنا لست المسلمة الوحيدة الناشطة، ولكن باقي المسلمات في بريطانيا يحتجن لتشجيع من داخل الجالية المسلمة، خاصةً أن الحركة الإسلامية الأم في مصر يجب أن تشجع المسلمين والمسلمات بشكل خاص في الغرب على العمل السياسي والاشتراك في فعاليات مجتمعاتهم.
بالنسبة لي فرض علي كمسلمة الاشتراك في حركة مناهضة الحرب وفي العمل السياسي، ولكن ما زال هناك في الجالية المسلمة من يُحرم عمل المرأة السياسي بل بعضهم يحرم التصويت في الانتخابات البريطانية على المسلمين والمسلمات فلذلك نحن نحتاج من الحركة المساعدة بالفتاوي والرأي لما تملكه من خبرة سابقة في مجال الانتخابات والعمل السياسي، وآخرها خوض السيدة "جيهان الحلفاوي" الانتخابات البرلمانية على أحد مقاعد محافظة الإسكندرية.
المهم أن يتم تشجيع المسلمين في بريطانيا على العمل السياسي والتعاون مع الآخرين غير المسلمين فيما اتفقوا عليه.
  • لماذا يستمر "بلير" في سياساته السلبية رغم ضغوط تحالف (أوقفوا الحرب) ضده من خلال المظاهرات الكبيرة التي تم تنظيمها؟
طبعًا "بلير" ما زال في الحكم، ولكن لا تنسَ أن تحالف (أوقفوا الحرب) لم يمر على تأسيسه أكثر من ثمانية أشهر وهو وقت ليس بالطويل إذا قارنته بحركة (أوقفوا الحرب) في (فيتنام) التي استغرقت سبع سنوات تقريبًا للتأثير في صانع القرار السياسي الأمريكي، هذا لا يعني أن حركة (أوقفوا الحرب) لم يكن لها نتائج على العكس، ولكن ذلك يحتاج توحيد موقف المسلمين البريطانيين من الأحزاب البريطانية القائمة، ومع توحيد موقف المسلمين سيصبح وضعهم أقوى وأفضل، كما أن هناك كفاحًا ضد عدم العدالة الاقتصادية للمسلمين في بريطانيا ويتفق معنا فيه يسار بريطانيا، وهنا يجب أن نشارك معًا في النضال ضد الشركات متعددة الجنسية، المهم التحرك حتى لو اشتركنا مع غيرنا طالما اتفقنا في الهدف من باب التعاون فيما اتفقنا عليه وطالما لن أتخلى عن هويتي بسبب ذلك التحالف أو التعاون.

المصدر