آفاق في رؤية المشهد المصري والإقليمي (1) .. د/ أحمد زايد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
آفاق في رؤية المشهد المصري والإقليمي (1) .. د/ أحمد زايد

بتاريخ : الاثنين 20 يناير 2014

مقدمة

ما حدث ويحدث وسيحدث في مصر وفي المحيط العربي بل والعالمي جزء من سنة الله الكونية هي :التدافع والصراع بين الحق والباطل، وهي إحدى السنن التي قام عليها الكون قال تعالى :"وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ " (البقرة /251).

وأيا ما كان حكمنا على موقف الإخوان من أول الثورة إلى ترشيح رئيس إسلامي، فإن من المؤكد أن الانقلاب كان سيحدث مهما كان الأمر لأسباب:

- مكانة مصر وخطر نهوضها على المشروع الصهيوني العالمي.

- من يقود الحركة الإسلامية مصريا وعربيا وعالميا هم الإخوان المسلمون، والصليبيون والصهاينة يعرفون جيدا من هم الإخوان وما تاريخهم.

- نصارى مصر يحملون عقائد وأفكار غاية في الشذوذ حيث لم يسلموا يوما ما أن مصر إسلامية رغم أغلبيتها المسلمة منذ دخول الإسلام وبالتالي هذه هي الفرصة السانحة لتحقيق حلمهم وهو التخلص من المسلمين.

- التقاء المصالح بين الأعداء من الصهاينة والغرب في الخارج ، ونصارى مصر ورجال الأعمال الفاسدين في مصر ومعهم صفوف المنافقين من العلمانيين والليبراليين والعسكر أصحاب المطامع السلطوية والمالية في الداخل.

- توفر أدوات الانقلاب الكاملة من جيش وشرطة ومال وإعلام وجهل قطاع كبير من الجماهير وتعاون وتأييد عالمي من الخصوم والأعداء كل ذلك يسر عملية الانقلاب.

- ضغط عربي إقليمي من دول مثل الإمارات والسعودية وغيرهم لأسباب يعلمها الكثير لا داعي لتفصيلها.

ووقع الانقلاب

وقع الانقلاب لأهداف غاية في الوضوح لمن فكر وعقل تتمثل في:

- إبقاء مصر في محل الضعف ليبقى الصهاينة في موطن القوة.
- إبقاء مصر وبالتالي العالم العربي والإسلامي سوقا مفتوحة أمام الغرب يستهلك الدواء والغذاء والسلاح.
- ضرب أكبر مشروع إسلامي تقوده أقوى حركة إسلامية في العالم والذي تعلقت به آمال المسلمين في العالم وبذلك يضرب الأمل في نفوس تلك الأمة الناهضة.

اخطبوط المؤامرة

أضيفت للأطراف الفاعلة إيران (المشروع الشيعي الفارسي) بعد أن فتحت آفاق في الحوار بين "أمريكا وإيران" بدت مسدودة لفترة طويلة ، فتحت الأبواب أمام إيران لتقوم بدور مع أمريكا كل لمصلحته ولكن المؤامرة في النهاية على المشروع السني ،

وقد رأينا دور إيران في سوريا ومعها شيعة العراق وحزب الله اللبناني للإجهاز على أهل السنة في العراق، ثم مؤخرا نرى التأييد الأمريكي الواسع للمالكي الشيعي لضرب السنة في الأنبار وغيرها من الأماكن العراقية، فضلا عما يفعله الحوثيون في اليمن إلى الآن ، وتمتد أيدي في ليبيا للإجهاز على الثورة ومكتسباتها.

حماس بين خطرين

تم الاستفتاء المصري بصورة متسارعة وسيعقبها انتخابات رئاسية اغلب الظن أن سيفوز السيسي فيها، وبعد ذلك سيبدأ ضرب غزة ومعها محاكمة الإخوان وحسب المراقبين، ستوقع أقصى العقوبات لقادة الإخوان والمعارضين الأقوياء، وبهذا يكون السيسي قد حقق لإسرائيل أمنية كبرى لم تكن هي قادرة على فعلها ألا وهي ضرب الحركة الإسلامية ومعها المقاومة الفلسطينية في غزة،

وأتوقع أن يصحب ذلك أو يعقبه تفجير الوضع في لبنان على غرار ما وقع لمخيم "اليرموك الفلسطيني" في سوريا، وستقوم بذلك الأيدي الشيعية من حزب الله ومعها عناصر فتح بحرب إبادة للفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية داخل لبنان، بحيث تخلو الساحة لإسرائيل وتكون في مأمن من الخطر الإسلامي السني،

وإسرائيل بعد ذلك قادرة على مراودة حزب الله ترغيبا وترهيبا وسيتفق كلاهما على مصالح مشتركة كلها ضد أهل السنة.

ماذا لو ضربت حماس؟

من المتيقن أن السيسي سيضرب غزة تحت ذرائع شتى سيروج لها الإعلام الصهيوني المصري ومعه الإعلام الصهيوني الإسرائيلي، وحينئذ سيكون الشعب المصري وحماس بين طريقين:

أما أن تسكت حماس عما يقع عليها وهذه هزيمة غير مقبولة وإما أن ترد على الجيش المصري وهنا ستخصم من رصيدها الشعبي المؤيد لها من الشارع المصري، والحل في نظري أن توجه حماس ضرباتها القوية – حينئذ- إلى تل أبيب لتضغط تحت هذا الفعل على السيسي الذي جاء خصيصا للقضاء على الإخوان في مصر وامتدادها في غزة لصالح الصهاينة.

ولو استمر السيسي في إجرامه بضرب غزة فالمتوقع أمران:

الأول : الثورة الشعبية المصرية العامة التي تطيح بالسيسي سريعا وذلك لأن المصريين في جملتهم لن يتقبلوا ذلك فهم يدركون قضية حماس والاحتلال إلى حد كبير.
الثاني : تغير المعادلات في الوطن العربي فقد تتحرك شعوب المنطقة لتطيح بكل حاكم ونظام يسكت على إبادة أهل فلسطين بجيش عربي، وهنا ستدخل المنطقة في تشكل جديد يكون فيه الشيعة والسنة في المواجهة، ويكون العرب والمسلمون في مرحلة جديدة تتشكل فيها القوى الإقليمية والعالمية .

ماذا علينا أن نفعله

على الشارع المصري معه تحالف دعم الشرعية العمل على استمرار التصعيد الثوري مهما كانت التضحيات ومحاولة كسر الشرطة بأي وسيلة وإفشال أي عملية انتخابية رئاسية وبرلمانية انقلابية قادمة.

وعدم الإصغاء إلى الكلمات التالية:

-: "مفاوضات" أو "حوارات" سياسية مع القتلة المجرمين الذين جيء بهم لتدمير المشروع الإسلامي السني على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

- ما يروج له البعض من أن المعركة على (الكرسي) أو أنها معركة بين ( باطل وباطل ) أو بين "الإخوان والجيش" أو غير ذلك من العبارات التي صيغت خصيصا لوأد الحراك الثوري.
- أن تستعد حركة حماس لصياغة موقف قوي متى وجه الجيش المصري إليها ضربة عسكرية، موقف تحتفظ فيه بقوتها وتوازنها وشعبيتها ومقاومتها بأقل خسائر وأن تهييء الفلسطينيين لذلك من الآن.
- أن يصوغ التحالف الوطني لدعم الشرعية خطابا علميا يظهر فيه بالوثائق والأدلة حقيقة المعركة واهدافها وطبيعتها بعيدا عن الخطاب المرتجل الذي لا يحمل أكثر من مجرد نقل أخبار أو الرد على أخبار.

ماذا لو هدأت الثورة

إن الرهان الأكبر لمعارضي الانقلاب هو على الحراك الثوري المتجدد المرن صاحب اليقين والفهم لطبيعة المعركة، والمطلوب بقاء الشارع المصري في حالة ثورية دائمة دون إصغاء إلى عبارات مثل "مصلحة الوطن" من قوم يدمرون مصلحة الأمة كلها ومصر في قلبها، قتلانا شهداء في الجنة، وكل حركة معارضة لهذا الانقلاب هي من أعظم أنواع الجهاد وكل شهيد هو سيد الشهداء بعد حمزة.

إننا نقف اليوم في الشارع المصري ضد مؤامرة يهودية صليبية علمانية عالمية على الإسلام وأهله أبشع وأكبر من أي معركة في الدنيا وبالتالي على الشارع المصري أن يوقن بعدالة قضيته وأصالتها وإسلاميتها فيبذل لها كل ما يملك لا يسترخص الدماء والعطاء مهما كان كبيرا.

مقترحات ومطالب====

- أطلب من إخواننا في سجون الانقلاب ترك الإضراب عن الطعام فورا إذا لا فائدة لهذا العمل مع قوم يقتلون الناس بالرصاص الحي فقد تجوزوا حدود المعقول واللامعقول، وهم يتمنون موتكم بأيديكم وسط عالم لا يبالي بحقوق المسلم وينتفض لحقوق الحيوان، فهؤلاء ليسوا كاليهود الذين تؤثر فيهم هذه الأفعال فهم أشد من اليهود في كل شيء.

- أنصح إخواني الثوار في الشارع المصري أن لا يحرصوا على الاعتصام في ميدان بعينه ، فهذا يجنبهم خسائر فادحة في الأرواح، فالانقلابيون استمرأوا القتل فلم يعد يردعهم شيء لا حرمة دم ولا غيره إذ لا أحد يحاسبهم مطلقا.

- والحل: الحركة المتنقلة مع تصعيد مؤثر لا أريد أن أذكر صوره وتفاصيله ونترك ذلك للثوار، وأرى ان يكون تصعيدا مفتوحا بعيدا عن استعمال الرصاص والسلاح ولا قيد على أي تصرف بعد ذلك من شأنه الخلاص من القتلة والإعلاميين ورؤوس الفساد والانقلابيين الذين لا حرمة لدمائهم ولا لأموالهم ولا لأعراضهم بعد كل أنواع الجرائم غير المحصورة التي ارتكبوها.

هذه بعض المعاني في رؤية المشهد المصري والإقليمي، ونتابع معا آفاق أخرى في رؤية المشهد في كلمات قادمة بإذن الله تعالى.

أ.د/ أحمد زايد أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهرالقاهرة.

المصدر