أحمد سبيع يكتب من محبسه: نصاب ومنصوب عليه

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد سبيع يكتب من محبسه: نصاب ومنصوب عليه

بتاريخ : السبت 07 ديسمبر 2013

هو شاب في نهاية العقد الثاني من عمره ويزحف نحو بداية الثلاثينيات، بدأ حياته مثل غيره من أبناء الشعب المصري وسط أسرة متوسطة الحال أو إن جاز التعبير أقل من المتوسطة بدرجة، اجتهد والده لكي يضمن له وظيفة تدر عليه دخلاً مضمونًا يبدأ به حياته، فالتحق بإحدى الجهات السيادية ولكن راتبه الذي لم يكن يتجاوز السبعمائة جنيه بكل المكافآت والبدلات الممكنة، لم يكن يشجع على أن يبدأ به حياة عائلية جديدة تتطلب شقة بنظام الإيجار الجديد سوف تلتهم وحدها ما يربو على 80% من راتبه، ولذلك لجأ إلى الاستقالة والبحث عن وظيفة أخرى تستطيع أن تسد احتياجاته وكفالة أسرته الجديدة التي تتكون من زوجة وثلاث بنات .

وبالفعل عمل سائقًا على سيارة أجرة ثم أراد أن يحسن من دخله فانتقل إلى سيارة ميكروباص ورغم إرهاق العمل الجديد فإنه وجد فيه ضالته وشعر أنه سوف يضع أقدامه على أول طريق الاستقرار، ومع كل جنيه يدخل في جيبه كان الشاب يحلم باليوم الذي يمتلك فيه سيارة خاصة به تدر عليه عائدًا أفضل يواجه به مصاعب الحياة.

وإلى هنا كان الوضع مستقرًا وكانت الأحلام والآمال ممكنة حتى وقعت أحداث 30 يونيو وفرض حظر التجوال الذي قلص بالطبع من ساعات العمل وبالتالي عدد الأدوار التي يقوم بها في اليوم ليقل دخله إلى أقل من النصف وتعود نفس المشكلة والأزمة التي كان يعانيها هذا الشاب في السابق لأن ما يأتي من هذا العمل ربما لا يكفي من الأساس إيجار الشقة وأقل متطلبات الحياة .

ولعل هذا كان المدخل إلى ما هو فيه الآن؛ حيث التقى صديقًا قديمًا تغيرت أحواله وتبدلت حياته وأصبح من أصحاب الأملاك والسيارات، وبعد أن كان يجلس على المقاهي التي كان يجلس عليها تحول إلى صاحب أفخم المقاهي في أرقى أحياء القاهرة .

هذا الصديق القديم الذي ظهر على سطح الأحداث وجد في (سامح صلاح) غايته التي ينشدها ووجد في ضائقته المالية مدخلاً رائعًا لكي يلقى عليه بشباكه فهو من وجهة نظره فريسة سهلة لن ترهقه كثيرًا في اصطيادها .

في البداية أغراه بالحياة الفخمة والنقلة النوعية في حياته إن سلك مسلكه وسار في دربه، وبعد إغراءات كثيرة تمثلت في وعود برّاقة طامحة كانت البداية التي توقفت عندها أيضًا النهاية ولكنها نهاية لسامح وليس للصديق القديم .

البداية كانت في إقناع سامح بمهمته الجديدة ونظام عمله المختلف، فالقضية لن تعدو عن عملية شراء من أحد المحال الكبرى للهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر مقابل نسبة 10% للمشتري الذي حصل من صديقه على بطاقات فيزا قال له إنها سليمة وسوف تدخله نادي رجال الأعمال .

ولأن سامح ليس من أصحاب المؤهلات العليا ولأنه أيضًا لم يمتلك في حياته مثل هذه الأنواع من الكروت الذكية فلم يستطع أن يفرق هل هذه الفيزا سليمة أم مزورة حتى كانت العملية الأولى ثم الثانية التي كانت الأخيرة أيضًا عندما اكتشف أن البطاقة التي تحمل اسمه وصورته مزورة وقبل أن يكتشف ذلك اكتشف أن صاحبه وصديقه القديم فرّ هاربًا ليتركه إلى مصير مجهول تحت عنوان نصاب ومزور .

سامح يعترف بخطئه ويقر أنه ارتكب ذنبًا يستحق العقاب ولكنه عقاب ربما يكون سببًا في دمار بيت وأسرة سعى منذ اليوم الأول لبنائها بالشكل الذي تكون نواة صالحة في المجتمع.

القضية ليست في سامح وما يمكن أن يناله من عقاب ولكن في هذا الهارب الذي سوف يجد سامح ثانيًا وثالثًا ورابعًا، نعم القانون قانون ولكن هناك روحًا لهذا القانون هي التي تهدي بصيرة القاضي عندما يكتشف أن هذا الشخص الذي يحاكم أمامه بتهمة النصب والتزوير هو نفسه ضحية للنصب والتزوير .

المصدر