أحمد عطوان يكتب: الحلف الصهيوني الامريكي وتجنيد السيسي
- قد يتعرض الشباب فى مستهل حياته وقبل أن تمس قطرات ندى فجر الحياة زهرة شبابهم , إلى عملية غسيل مخ Brainwash .
قد ينتج عنها طمس الفطرة السوية التى فطر الله الناس عليها فى نفس وعقل وقلب تلك الشريحة الحية الفاعلة من شباب الأمة .
فيسبح الشباب وسط أمواج عاتية فى بحر هائج من الثقافات العفنة والعقائد الفاسدة والأفكار المعلبة , فيغرق الشباب حتى أذنيه فى وحل تلك الثقافات , وكدر تلك العقائد , وضباب تلك الأفكار, فتحتجب عنه الرؤيا السليمة الصحيحة فيضل الطريق بل ويصطدم بعقيدة الأمة وحضارتها وثقافتها .
فترى الشاب يعيش غريبا فى وطنه من حيث الشكل والمضمون, فترى الجسد مليحا جميلا مزينا مزركشا بما لذ وطاب من أرقى الملابس وأحدثها وأغلاها ثمنا , فإذا تكلم وتحدث للآخرين إنكشف جهله وافتضحت سطحيته وظهرت ضحالة أفكاره ليؤكد مقولة " المرء مخبوء تحت لسانه..! " .
- ولأن الإنسان بحكم تكوينه الفطرى مزيج من الخير والشر , فإن النفس مهما تلوثت , فيبقى فيها ذرات من الكرامة , وفى الدماء شذرات من الجمر, وفى العقل قطرات من الفكرالسوى , وفى القلب نسمات من الخير .
فإذا دعا داعى الخير إلى العزة ونادى بالحرية وأيقظ الوجدان النائم والعقل الساهى والقلب اللاهى , نبضت الكرامة فى النفس , وانتفضت جذوة الشرف من تحت الرماد الأسود الذى طال سواده وتحكم فى تلك العقول .
واستيقظت تلك النفوس من الكابوس ,ونبت الخير فى تلك العقول فصارت ورقا لاشوك فيه , بعد أن كانت شوكا لاورق فيه. فقلوب البشر بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
ولكن أعداء الوطن يريدون لنا سباتا عميقا فى بحر الأحلام والاوهام الوردية.
- لذا لجأ أعداء تلك الأمة الخالدة منذ مئات السنين إلى سياسة محاربة المساجد بالمراقص , ومحاربة الزيجات بالراقصات , ومحاربة العفاف بالإسفاف , وحرية الفكر بحرية الإلحاد والكفر , وحرية الكلمة البناءة بحرية الكلمة الهدامة المخربة .
فأخذت تلك المنظمات المشبوهة تحول المجتمعات العربية والاسلامية إلى بحر من الشهوات والملذات وسفور الموضة المبتذلة لكى يغرق الشباب فى بحر من الجنس والفجور والسفور.
والأخطر من كل هذا أن ينمو الشاب فى رحم تلك البيئة الفاسدة ويرضع من ثديها منذ نعومة أظافره .
فلاتكاد تميز فى عرض الطريق هل الذى تراه عيناك شابا أم فتاة..؟
فالزى نفس الزى , والصورة نفس الصورة , والملبس الضيق هو نفسه الملبس الضيق , والخطوة هى نفسها الخطوة, ونعومة الكلام والحديث هى نفسها .
وتسريحة الشعر هى نفسها تسريحة الشعر . فلاتملك إلا أن تهمهم فى سرك قائلا : لاحول ولاقوة إلا بالله..! ؟
- إن صفحات التاريخ لاتكذب ولاتتجمل.
تذكر صفحات التاريخ أن جيش الملكة " ايزابيلا " أرسل جاسوسا ليرى أحوال الشباب قبل نزع الأندلس من المسلمين فأرسلوا رجلا ليري أحوال الشباب قبل أن يهاجموها فدخل الرجل المدينه فوجد شابا يبكي فسأله عن سبب بكائه , فقال له الشاب لقد تأخرت في حفظ جزء من القرأن ...فرجع الرجل الي من أرسلوه و نصحهم بعدم المهاجمه لأنهم إن هاجموا سيذبحون ...
و مرت بضع سنوات و أرسلوا هذا الرجل إلي تلك المدينه من جديد ليري أحوالها , فدخل الرجل المدينه ثانية و بدأ يتفقدها فوجد أيضا شابا يبكي فسأله عن سبب بكائه فقال (حبيبتي هجرتني) فرجع الرجل إلي من أرسلوه و قال لهم : الآن يمكنكم مهاجمتهم .
و هجم جيش ايزابيلا علي هذه المدينه فاحتلوها و هزموا المسلمين شر هزيمه .
- إن أ جيالا ولدت ونشأت وكبرت وتخرجت من الجامعة وتزوجت وأنجبت فى عهود الديكتاتورية والاستبداد وسوء أحوال التعليم وقانون الطوارئ اللعين الذى حكم به الطاغية المخلوع طيلة فترة حكمه الطويلة 30 سنة كاملة غير منقوصة .
نشأت وتربت فى عهد الحزب الواحد والزعيم الأوحد , والإعلام الموجه , والبرلمان الموافق المصفق , والنائب المزور, وترزية القوانين المحكمة المفصلة على مقاس الطغاة .
هذه الأجيال نالها من التشوه مانالها .
وأصابها الكبر وهى مازالت شابة صغيرة , أصابتها شيخوخة الأفكار البالية ,وغبار أدخنة نظام أسود سواد الليل , فتاهت وشردت وضاعت إلا مارحم ربك .
تلك الأجيال تحتاج اليوم إلى إعادة صياغة وإعادة ترتيب أفكارها , بل وإعادة فرز كل مارسخ فى أذهانها من معتقدات فاسدة وقيم خاوية وثقافة نابية وسلوكيات معوجة ولغة منحرفة ورصيد سياسى ضحل لايرقى إلى مستوى تلك الفئة العمرية من هذا الجيل .
- كلما سافرت وشاهدت الشباب وهو يرتدى " بناطيل ضيقة وتى شيرت لاصق " يكشف ظهر الشاب من الخلف فتنكشف عورته فى الشارع وفى المواصلات العامة وأجد شعر رأسه مصمما بطريقة غريبة شاذة فخلف الرأس غير وسط الرأس غير الجانبين كل ناحية بمثابة جزيرة منفصلة عن الأخرى وكأن الفرد انقسم إلى عدة أفراد لاعلاقة لأحدهما بالآخر..! .
ثم يلوك اللبانة فى فمه والسيجارة فى يد والسلسلة فى يده الأخرى, والملابس ضيقة جدا تفصل جسمه تفصيلا وكأنه أنثى فقد ولى أمرها السيطرة عليها فباتت تمشى على حل شعرها كما يقولون .
قلت فى نفسى إنه الجيل السطحى المخدوع الذى لايمكن أن يدافع عن وطن ولا عن عقيدة ولاعن عرض ولاعن شرف , إنه جيل الاحتلال ولما لا..؟
وقد نشر الميوعة فى المجتمع فسبب الفساد والاختلال. جيل لم ينل حظه من التعليم كما ينبغى ولم يمارس السياسة ممارسة عملية ناضجة تؤهله لقيادة أمة وتوجيه شعب .
- قد تثور الشعوب ضد حكامها وحكوماتها , وتسقطهم فى ثورة شعبية إذا أساءوا إستخدام السلطة كما حدث قديما وحديثا فى شتى بقاع الأرض , لكن من يغير الشعوب التى لاتعى واجباتها ولاتعرف حقوقها ..؟
إن تغيير الحكام صار أمرا سهلا ميسورا لايتطلب مزيدا من الوقت أو الجهد .
لكن المهمة الشاقة الصعبة هو تغيير تلك الشعوب , وتغيير طريقة التفكير و أسلوب الحياة .
وحقن أوردتها بثقافة الوعى الصحيح والإدراك السليم .
وفى اللحظة الفارقة التى يوجد فيها شعب مستيقظ واع مدرك لما له وماعليه , يستطيع الحفاظ على تجربته الديمقراطية يرعاها ويحفظها , فى تلك اللحظة فقط لن تستطيع أى قوة خارجية أو داخلية القفز على مكتسبات هذا الشعب الديمقراطية وخطفها ثم تهوى بها فى مكان سحيق .
ثم تخرج لسانها للشعب وتمدد قدميها فى وجه قائلة له " نلعب من أول وجديد , وأنا فيها لا أخفيها وكاننا نلعب لعبة الصغار " استغماية" فى حارة شعبية ضيقة..!.
- الجيل المخدوع لن يحكمه إلا سلطة ديكتاتورية باطشة تفرض عليه ميعاد النوم وميعاد الاستيقاظ ومواعيد تناول الطعام والدواء من باب أن الشعب مازال قاصرا تحت سن الرشد ..! .
وللأسف الشديد أن تلك الشريحة من هذا الجيل المخدوع تسلقت أسوار المناصب العليا من باب الوساطة والمحسوبية فى عهد المخلوع, وليس من باب الكفاءة والقدرات العلمية والذهنية .
أما الشرائح الواعية المثقفة فقد تم تنحيتها لأسباب سياسية عن مراكز اتخاذ القرار .
تلك الشريحة الواعية تم استبعادها من المناصب الحساسة لأنهم أولاد البطة السوداء , وماأكثر البط الأسود فى بلادى...! .
أريد من تلك الشريحة الواعية التشبث بحقها فى أن تتبوأ مقعدها الذى يليق بها فى قيادة هذا الوطن . و التسلح بسلاح العلم وسلاح الإيمان بالله عز وجل , وسلاح الوعى والادراك والفهم العميق لوضع مصر الدقيق , فتلك الأسلحة لايمكن أن تهزم فى أى معركة مهما اشتدت واحتدت .
هذه الشريحة الواعية هى أعمدة خيمة هذا الوطن .
أما الشريحة المخدوعة فقد أنتهى دورها بعد ما اخذت فرصتها كاملة غير أنها باءت بالفشل الذريع فى قيادة هذا الوطن
المصدر
- مقال:كتب السعيد الخميسى : الجيل المخدوع ضريبة عهد المخلوع...!؟ موقع: إخوان الدقهلية