أعجب قاض وأعجب محكمة!!
- بقلم: أ. عبد الحليم الكناني
هأاااااو.. يحاكم الإخوان المسلمين
هأااااااو.. بلاش مسخرة ومهزأة.. خليك مؤدب.. يا قصير الباع..!! يا قصير الذيل.. إيه المصيبة دي اتكلم يا راجل أنت.. اتفرجوا يا مواطنين اتفرجوا عليه وهو خارج.. لأنك عار على القانونيين الموجودين في البلد.
كانت هذه بعض مفردات القاموس الخاص برئيس محكمة الشعب.. وكانت هذه الألفاظ الرقيقة موجهةً للمستشار حسن الهضيبي، والقاضي عبدالقادر عودة، والشيخ محمد فرغلي، والصيدلي خميس حميدة، والمحامي هنداوي دوير وغيرهم من الدعاة والمجاهدين..
نوردها ليعلم من لم يكن يعلم مدى المستوى الذي كان عليه قاضٍ عسكري يحاكم الإخوان المسلمين، ويُصدر عليهم أحكامًا بالإعدام والسجن المؤبد، ومدى مصداقية تلك المحاكمات، ومدى عدالة تلك الأحكام، فيا له من قاضٍ، ويا لها من أحكامٍ..!!
جمال سالم.. أعجب قاض
- اشترك مع الضباط الأحرار عام 1952م في القيام بثورة يوليو، وكان عضوًا بمجلس قيادة الثورة برتبة "قائد جناح".
- بعد قيام الثورة عمل بالمسائل الاقتصادية، واختير عام 1952م رئيسًا للجنة العليا للإصلاح الزراعي.
- في يناير 1953م اختير عضوًا بالمجلس الدائم للإنتاج.
- عُين في فبراير 1954م نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للمواصلات في وزارة عبد الناصر، ورأس محكمة الثورة في ذلك العام، وقد شكلت هذه المحكمة لمحاكمة قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وأصدر حكمًا بالإعدام على عددٍ من قياداتهم البارزة.
- في 1956 ترك الوزارة بعد إعادة تشكيلها.
- في أبريل 1967م أجريت له جراحة لاستئصال إحدى كليتيه.
آراء حول شخصية القاضي وتقييمها
كان جمال عبدالناصر يطلق عيه "المجنون"، وقال عنه أنور السادات- وكان السادات هو عضو اليمين في محكمة الشعب-: "كان جمال سالم - رحمه الله- حاد المزاج، عصبيًا إلى حد غير طبيعي، غير متزن في جميع نواحي شخصيته، فلما وجد الناس منصرفين عنه- لسوء معاملته- بدأ يُثير المعارك هنا وهناك وفي كل مجال".
وكانت له آراء متطرفة أوردها عدد من زملائه في مجلس قيادة الثورة في مذكراتهم: "كان جمال سالم لا يهاب الدم ويهدد بالقتل ويحث عليه، وقد اندفع مرةً متأثرًا بجمال عبدالناصر ضد محمد نجيب، فأعلن جمال سالم أنه سيقوم بقتل محمد نجيب، وتخليص المجلس منه، وعلى المجلس أن يقوم بمحاكمته على فعلته. وعندما اعترض ضباط المدفعية على تصرفات مجلس الثورة في يناير سنة 1953 م اقترح جمال سالم أن يحاكَموا محاكمةً صورية ويتم إعدامهم فورًا".
هأااااااو.. أعجب قاض وأعجب محكمة
وصف بأنه صاحب أشهر: "هأااااااو" في تاريخ مصر؛ حيث قيلت للمرة الأولى في التاريخ على منصة القضاء في محكمة الشعب التي شرفت برئاسته.
لم يدرس القانون ومع ذلك عُين رئيسًا لمحكمة حكمت على ستة من قيادات الإخوان بالإعدام، وكان سلوكه وتصرفاته في هذه المحكمة غير مسبوق، ولم يلحقه أحد من بعد سوى الدجوي الشهير، فكان الاثنان رمزين مشرفين للمحاكم الثورية الاستثنائية.
وعن مسلكه كقاضٍ رأس هذه المحكمة يقول الكاتب الأمريكي ريتشارد ميتشل: "أما رئيس المحكمة جمال سالم فقد كان تصرفه أقرب إلى تصرف المدعي العام: كان يقاطع- دون تحرج- إجابات الشهود إذا لم تعجبه الإجابة، وكان يضع الكلمات في أفواههم، فيتقوَّل عليهم ما لم يقولوا، وكان أحيانًا يستعمل التهديد ليفرض عليهم الإجابة التي يُريدها، وكانت الأسئلة تُصاغ بحيث تستبعد أي رد إلا ما تريده المحكمة.
وكان يوقف كل محاول للتخفيف من توتر الموقف، بل إنه كان يتبادل مع الشهود في بعض الأحايين الشتائم الوضيعة، وفي غالبية هذه الحالات كانت الشتائم تنهال من جانب المحكمة وحدها. وكانت تواجه شاهدًا بآخر، وقد زيفت شهادة أحدهما لتثير الشاهد الآخر، وسُمح للحضور أن يشاركوا في الضحك على الشهود والهزء والسخرية بهم وسبِّهم، وكانت أكثر الأسئلة في مثل هذه المواقف غير متعلقة بالجريمة، وتضمنت فيما تضمنته أسئلةً تتعلق بإعراب القرآن الكريم وتفسيره؛ بقصد إحراج الشهود وإرباكهم".
مشاهد عجيبة من المحاكمات
قضية محمود عبد اللطيف - الشاهد: إبراهيم الطيب
- الرئيس: (لاحظ أن الشاهد يجفف عرقه) ما تمسحش عرقك.. لسه بدري أوي.
- الشاهد: (يسعل)
- الرئيس: لا بأس عليك عندك برد.. اقفل صدرك أحسن تأخد هواء في أنا رفيع بس جبار زورك، اقفل الياقة إذا أحببت تركها مفتوحة وأنا مالي أنا بانصحك.
مشهد آخر
- الرئيس: شفتم المبادئ اللي بتغري .. حريات إيه .. حوريات من الجنة (ضحك).
- الشاهد: أنا لم يصل لعلمي شئ بالنسبة للمؤامرة الصهيونية.
- الدفاع: ده نشرته كل الجرائد.
- الرئيس: باعتباره محاميًا في مكتب عبدالقادر عودة ما يصحش إنه يقرأ حاجة عن الصهيونية.. لو قرأها في الجرنال يقول استغفر الله العظيم (ضحك).
مشهد آخر
- الرئيس: إكرامًا للتاريخ علشان إلليِّ ما سمعشي اسمك في الأول يسمعه في الآخر.. اسمك إيه؟
- إبراهيم الطيب: إبراهيم الطيب.
- الرئيس: بتشتغل إيه؟
- إبراهيم الطيب: محامٍ
- الرئيس: سنك كام؟
- إبراهيم الطيب: 32 سنة
الرئيس: طيب.. تفضل .. مع السلامة.. اتفرجوا يا إخوان.. اتفرجوا يا مواطنين.. اتفرجوا عليه وهو خارج.
قضية محمود عبد اللطيف - الشاهد: محمد خميس حميدة
- الشاهد: أيوه يا أستاذ
- الرئيس: أنا مش أستاذ.. خليك مؤدب
- الشاهد: أنا متأسف.. أنا متأسف جدًّا.
مشهد آخر
- الرئيس: وهل الجمعية التأسيسية رأيها استشاري أيضًا؟ هي تجبر مكتب الإرشاد، ومكتب الإرشاد يتقدم بقراره وقراره استشاري.
- الشاهد: هي ملزمة
- الرئيس: مكسورة من هناك ونلحم، والماسورة مكسورة وخربانة من عند الجيران (ضحك).
قضية الأستاذ حسن الهضيبي - الشاهد: محمد خميس حميدة
الرئيس: تقف كويس وتتكلم بصوت عالي وبلاش تقف زي المسكين وتعيط؛ لأن ده مش وضع، عايزين تقول الحكاية من طأطأ لسلام عليكم.
الشاهد: أي تفصيل
الرئيس: عايزين الحكاية كلها من الألف إلى الياء، وإذا ثبت أنك بتلف فيه إجراء يُتخذ معك.
مشهد آخر
- الشاهد: الرأي العام في الجماعة كان كده.
- الرئيس: ما تقول الرأي العام هو أنا هاطلَّع منك الكلام بالكماشة.. أنت تفتكر أنك لما تنكر الكلام إن ده يعفيك ويخلصك ويخلص المتهم والجماعة؟ اتكلم.. الناس في الدنيا كلها فأسوكوا وعرفوكم على حقيقتكم، إذا كان من ناحية [الإخوان|الدعوة]] ما فيش، اتكلم ما فيش داعي إنك تخبي وده آخر إنذار أدهولك علشان تتكلم.
مشهد آخر
- الرئيس: هل بلغ هذا الكلام للمرشد؟
- الشاهد: كلام إن الحكومة عاوزة حل النظام؟
- الرئيس: لا.. اللي أنا عاوز وقيتين بطاطس.. إيه المصيبة دي .. اتكلم يا راجل أنت.
مشهد آخر
- جمال سالم: اسمك إيه؟
- د. خميس: محمد خميس حميدة
- جمال سالم: زعق
- د . خميس : محمد خميس حميدة
- جمال سالم: كمان مرة
- د. خميس: محمد خميس حميدة
- جمال سالم: إوعى حد يسمي ابنه محمد خميس حميدة "ضحك".
قضية الأستاذ حسن الهضيبي - الشاهد: محمد فرغلي
- الرئيس: لمَ لمْ تسع وتذهب إلى الرئيس جمال عبد الناصر كما سبق وتسأله؟
- الشاهد: الظروف كانت متحرجة بعض الشيء.
- الرئيس: ليه أنت مش كنت بتقابله قبل حادث الاعتداء بثلاثة أيام، وكنت متغدي عنده.
- أحد الحاضرين: كمان يا راجل .. يا خبر أبيض (ضحك).
- الرئيس: مش كنت متغدي عنده قبلها بثلاثة أيام ولاَّ فطران.. وكنت قاعد عنده قبلها بثلاثة أيام؟
- الشاهد: ما كنتش أنا موجود.
- الرئيس: انت كنت بمفردك وفطرت عنده قبلها بثلاثة أيام؟
- الشاهد: ده قبل كده بفترة طويلة.
- الرئيس: قبل الحادث؟
- الشاهد: ده من عدة أشهر.
- الرئيس: يعني كمان تنكر الأكل اللي بتاكله.. تعمل زي القطط تاكل وتنكر.
قضية الأستاذ حسن الهضيبي- الشاهد: يوسف طلعت
- الشاهد: السلام عليكم
- الرئيس: عليكم السلام ورحمة الله سي يوسف (ضحك).
مشهد آخر
- الرئيس: ده كان المستشار الفني؟
- الشاهد: تقريبًا كنا بنعتبره زي كده
- الرئيس: المستشار الفني للبعثة الفنية لإعادة التنظيم (ضحك).
مشهد آخر
- الرئيس (للمتهم حسن الهضيبي): شفت الجهاز اللي عملته يا حضرة المستشار القانوني
- المتهم: لم أعمله.. إحنا..
- الرئيس: لماذا لم تذهب إلى الحكومة يا قصير الباع؟ يا قصير الذيل؟
- المتهم: الحكومة ما تقدرش تحله
- الرئيس: ما تقدرش تحله؟
- المتهم: آه
- الرئيس: إحنا حلينا سلسلة وسط أبوه.. إحنا مش حنحله هو.. مش بس هو.
- المتهم: أنا مش باقول حاجة
- الرئيس: اقعد
مشهد آخر
- الرئيس: المرشد جاي منين؟
- الدفاع: من بره
- المتهم: (يريد الكلام)
- الرئيس: أنا مش عارف أكلم مين فيكم أنتم الاتنين أما إنت أو المحامي (موجهًا كلامه للمتهم).. فين القانون اللي درسته؟
- المتهم: إحنا ماعندناش مانع أن المتهم يتكلم مع المحامي.
- الرئيس: طريقتك وصلتك للنظام ده.. طريقتك عشان خاطر ناس يحرصوا على القوانين الموجودة في البلد ولا يستهتروا بها.. القانون تخلى عنك من يوم ما رضيت أن ترأس جهاز سري، كان يجب على القانونيين يشيلوا منك صفة القانون ويسحبوها منك؛ لأنك عار على القانونيين الموجودين في البلد.
قضية عبد القادر عودة - المتهم يدافع عن نفسه
- المتهم: حضرات القضاة.. أنا متهم بتهمة لو صحت لكنت الجاني وأنتم المجني عليهم.. ولست أعلم أن جانيًا ارتاح لأن يحاكمه مجني عليه.
- جمال سالم: ليس لك الحق في هذا الاعتراض مطلقًا.
- المتهم: أنا لا أعترض.
- جمال سالم: ولا تلميحًا.. تقدر تتكلم مضبوط اتكلم ماتقدرش نجيب لك محامي.
مشهد آخر
- المتهم: أنا أرجو أن تقرأوا الخطاب لتحكموا إذا كان موضوعًا بشكل يقصد منه التحريف أو يدل على الكذب.
- الرئيس: إحنا حافظينه زي ما انت حافظ القرأن الكريم|القرآن ، واحنا مش حافظينه.. إحنا كفرة وانتم بس اللي تعرفوا في الإسلام .
- الرئيس: وانت مالك بنا إحنا كفرة.
مشهد آخر
- المتهم: كوني أترافع عن عبدالمنعم عبدالرؤوف دليل أني متصل بالنظام تدليل لا أستسيغه.. وأخشى أن الدكتور هاشم يقال إنه اشترك في النظام لأنه دافع عن ناس في النظام.
- الرئيس: بلاش مسخرة ومهزأة.. ملكش دعوة بالدكتور هاشم واحترم نفسك.
- المصدر : أعجب قاض وأعجب محكمة!! .موقع إخوان أون لاين