إخوان أون لاين يحاور رئيس حزب "تواصل" الموريتاني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إخوان أون لاين يحاور رئيس "حزب تواصل" الموريتاني

2008/07/31

  • التيار الإسلامي لا ينتظر إشارة مرور من أمريكا
  • شعبنا أنهى التطبيع معنويًّا وسياسيًّا وينتظر القطع عمليًّا
  • حزبنا يتبع سياسة اليد الممدودة لكل القوى الموريتانية الرباط


الرباط- عبد الله الراشدي:

مقدمة

مراسل إخوان أون لاين يحاور ولد منصور

بلغة عربية سليمة تمتد إلى شعب الشعراء، وثقةً في المشروع الذي يحمله حزبه؛ يقدم جميل ولد منصور رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني "تواصل" اختصارًا طبيعة اشتغال حزبه في الساحة الموريتانية المتقلبة.

ويوضح جميل الذي التقاه مراسل موقع (إخوان أون لاين) بالمغرب أثناء حضوره مؤتمر حزب العدالة والتنمية في شهر يوليو مواصفاتِ المشهد السياسي الموريتاني، ورؤية حزبه للعلاقة بين الدعوي والسياسي، وتعامله مع القضايا المحلية والدولية، خاصةً قضية التطبيع والمشاركة في الحكومة والمسار الديمقراطي.

ويقر أن حزبه يتعايش مع ثنائية الإغراء والتضييق لتقديم تجربة سياسية نوعية تناضل من أجل حلِّ مشاكل الوطن والدفاع عن قضايا الأمة، وفي الحوار قضايا أخرى تبيِّن طبيعة التجربة وآفاقها، فلنتابع:

  • بدايةً.. ما ملامح هوية "حزب تواصل" الموريتاني؟ كيف يشتغل بالعمل السياسي؟ وما مبرراته للمشاركة في الحياة السياسية الموريتانية؟

التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "حزب تواصل" هو حزب سياسي موريتاني بمرجعية إسلامية، وهكذا نقدمه، وهو ينتمي إلى المدرسة الفكرية الوسطية في الساحة الإسلامية، والتي يشكِّل الإخوان المسلمون قطبها الأساس وعمودها الفقري.

والحزب محاولة لتقديم تصور سياسي ينبني على المرجعية الإسلامية لحل المشاكل الموريتانية، يركِّز في خطابه السياسي وفي أطروحاته وأولويات عمله على الشأن المحلي، وبطبيعة الحال لا ينسى قضايا أمته، وهو معروف على المستوى الوطني بطرح القضية الفلسطينية وقضية العراق وكل القضايا الإسلامية التي تُستجدُّ على ساحة الأمة.

واخترنا له اسم "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"، واختصاره "تواصل"، ولم تمضِ عليه الآن سنة على تأسيسه؛ إذ أُسس في الثامن من الشهر الثامن من سنة 2007م، وهو يستعد لعقد مؤتمره الوطني الجامع (عُقد في 20 من شهر يوليو 2008م).

  • إذا أردنا توصيف المشهد السياسي الموريتاني أين نضع حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية داخل هذا المشهد؟!

المشهد السياسي الموريتاني مكوَّن من ثلاثة مستويات: مستوى نسميه الأحزاب الوطنية، وهي الأحزاب التي ليس لها رؤية أيديولوجية موحدة، وليس لها لون فكري وعقائدي واحد، بل هي أحزاب مفتوحة، وينطبق الوصف أساسًا على حزبين هما: حزب عادل الحاكم، وحزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض، والاتجاه الثاني هو الاتجاه المدرسي، وهي الأحزاب التي تعبِّر عن مدارس فكرية معينة، ويقف على مقدمتها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية؛ الذي يعتبر ممثلاً للمدرسة الفكرية الإسلامية، رغم أنه حزب مفتوح، والنوع الثالث هو أحزاب الأشخاص، وهي كثيرة ومتعددة بالبلد، وعمومًا يمكن القول بأن حزبنا- باعتباره الممثل الأساسي للتيار الإسلامي- يسجِّل تقدمًا في مجال الرؤية والعضوية والتعبير يومًا بعد يوم بفضل الله وتوفيقه، رغم أن هناك أحزابًا أكبر منه وأخرى دونه في التأثير.

  • ما الفوارق في الرؤية الفكرية لحزبكم بين المرجعية الدينية والعمل السياسي؟ أي طبيعة العلاقة بين الدعوي والسياسي داخل الحزب؟

الحقيقة أن التجمع الوطني للإصلاح والتنمية لا يخرج عن ظاهرة الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية، التي بدأت تظهر في أكثر من بلد عربي وإسلامي، وبالتالي فهو يعتمد التمييز لا الفصل بين الدعوي والسياسي، ويعتبر نفسه مسئولاً عن ترجمة الرؤية الإسلامية في الميدان السياسي، وتدبير الشأن العام والسياسة العامة، وتقديم الحلول السياسية للقضايا الوطنية.

وهناك رديف له وقريبٌ منه؛ هو جمعية المستقبل للثقافة والتعليم؛ باعتبارها إطارًا دعويًّا لممارسة العمل الدعوي والثقافي، ويرأسها الشيخ الحسن ولد الددو، المعروف بالبلد والعالِم الإسلامي، وبالتالي فهناك تمايز في الأدوار واتحاد في الأهداف، والتجمع الوطني للإصلاح والتنمية هو حزبٌ سياسيٌّ يركز على الفعل السياسي.


"حزب تواصل" وتجربة "العدالة"

هل يمكن اعتبار هذا التمييز استنساخًا للتجربة المغربية، خاصةً فيما يتعلق بتجربة حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية؟

  • قد تكون متأثرةً بالتجربة المغربية، ولكن لا أقول إنها استنساخ؛ لأن الوضع المغربي يختلف عن الوضع الموريتاني، والجمعية تختلف عن الحركة، والمنسوب الدعوي في الحزب قد يكون أكثرَ من المنسوب الدعوي في العدالة والتنمية.

ونحن كما قلت من خلال مشاركتي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس لحزب العدالة والتنمية بأن التجربة المغربية صالحة لتكون مادةً للاستفادة من حيث المنهجية والآلية والنوعية لا من حيث التفاصيل، ونحن لا نضجر نهائيًّا من أن نكون قد استفدنا من إخواننا بالمغرب؛ فهم أهل لذلك ونحن بحاجة إلى ذلك.

  • ما طبيعة العلاقة التي تربط حزب "تواصل" مع مختلف مكونات المشهد السياسي الموريتاني والنظام الحاكم أيضًا؟

منذ البداية أعلنَّا سياسة اليد الممدودة لكل الأطراف الوطنية من أجل التعاون على المشترك، خصوصًا أن موريتانيا تتميَّز بحسمها للمرجعية الإسلامية، وتربطنا علاقاتٌ إيجابيةٌ وجيّدةٌ مع مختلف الأحزاب السياسية الوطنية بموريتانيا، سواءٌ كانت مشارِكةً في السلطة أو معارضة، وهي علاقاتٌ تجعلنا مؤهَّلين لنلعب أدوارًا إيجابيةً تجاه مختلف الأطراف، وهي تعيش علاقات غير ودية أحيانًا.

وقد شكَّل المؤتمر الوطني ترجمةً لهذا المعنى؛ حيث استدعينا مختلف القيادات السياسية الوطنية، كما طرحنا مبادرات كثيرة في الساحة السياسية؛ تتعلق بموضوع محاربة الفساد ومقاومة التطبيع، وجملة من القضايا الوطنية المهمة في إطار برامج مشتركة مع الأحزاب السياسية الوطنية، وقمنا بتجارب ائتلافية، وإن لم تكن على المستوى العميق، ولكنها ائتلافية سياسية، ارتبطت فترة الانتخابات، وفي فترة المعارضة أو المشاركة القليلة في الحكومة، ولدينا علاقات نحسبها إيجابية ومقبولة مع معظم القوى السياسية.

  • شاركتم في الحكومة الثانية بموريتانيا بوزيرين.. كيف كانت المشاركة وتحدياتها بين ثنائية التردُّد والإقدام؟

التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، وبعد سنة تقريبًا من أدائه السياسي في البرلمان، كان يصنَّف في إطار المعارضة، وسمَّيناها بالمعارضة الناصحة والمتوازنة والمسئولة أو المعتدلة، وحاولنا قدر المستطاع أن نقدم تجربةً سياسيةً مختلفةً عن الصراع الحادّ الموجود عادة بين السلطة والمعارضة

وبعد هذه المرحلة عرض علينا رئيس الحكومة المشاركة في الحكومة، وبعد نقاش مستفيض اقتنعنا بالمشاركة على قاعدة تعزيز تيار الإصلاح في السلطة، والمساهمة في دفع التردد القائم بشأن قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني نحو الموقف الإيجابي، والبحث عن وسيلة عملية في شأن التسيير وممارسة الإصلاح، كما كنا في مرحلة المعارضة.

ودخلنا بناءً على هذه الفلسفة وتقلَّدنا منصبَين وزاريَّين مهمَّين هما: التعليم العالي والبحث العلمي والتشغيل والدمج والتكوين المهني، لكن فجأة وقعت أزمة في هرم السلطة بسبب خلاف بين العسكريين والرئيس، وعصفت هذه الأزمة باستقرار النظام نفسه، وما زالت تهدد مستقبل الديمقراطية بالبلد، وكان من نتائجها أن جملة من الأطراف تحالفت في الأزمة ودخلت على الخط، واشترط بعض أعضاء الأغلبية الحاكمة ألا تدخل الأحزاب السياسية التي كانت في المعارضة سابقًا.

وهكذا وجدنا أنفسنا خارج الحكومة في موقف لم نكن راضين عنه أصلاً في دخولنا للحكومة؛ إذ دخلناها بطلب من رئيس الحكومة وتقدير معين، وما دام هذا الطلب لم يعد موجودًا والتقدير لم يعد واردًا بحكم الصراع الجديد في دوائر السلطة؛ أصبحنا خارج السلطة، وسنستمر في خطِّنا الذي تعوَّده المجتمع منا، وهو خط سياسي مسئول، ينتقد بمسئولية، وإذا عارضنا عارضنا بدون تحامل، وإذا قدَّر الله ودخلنا الحكومة دخلنا بدون منطق تبرير ولا تزيين للسياسات الحكومية.

  • هذه الهشاشة بخصوص الوضع السياسي الموريتاني ووجود نفوذ الدولة في التحكم فيه.. ما هي التحديات المطروحة أمام حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية؟

فعلاً يمكن وصف الوضع الديمقراطي بموريتانيا بالهشاشة، وهو وضعٌ يهدده نفوذ عدة أطراف؛ فهناك من يتحدث عن الطرف الخارجي والجيش والفاعلين الاقتصاديين وقدرتهم على تسيير الأمور بما يخدمهم ويحافظ على وضع الفساد؛ ولذا فالحديث عن الهشاشة وارد، والحديث عن التخوف وارد، والحديث عن شيء من فقدان الأمل في مستقبل ديمقراطي متوازن وارد، لكن مع ذلك نرجو ونسأل الله تعالى أن يوفقنا في أن نتفق مع مشاركة سائر القوى السياسية الوطنية أو أغلبها على الحد الأدنى من المحافظة على المكاسب التي تحققت إلى الآن، وألا تدفعنا الصراعات الحزبية أو التنافسات بين هذا الطرف أو ذاك في دوائر السلطة وفي غيرها إلى ضرب المكتسبات المتعلقة بالتعددية الحزبية والحريات الصحافية؛ إذ إن الجميع وجد نفسه طرفًا مقبولاً في هذه العملية الديمقراطية وقادرًا على المساهمة في بناء الوطن.

  • اختيار الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية للمسار الديمقراطي، هل هو اختيار مرحلي يرتبط بشروط الضعف أو خيار إستراتيجي؟

كنا واضحين في الرؤية السياسية للحزب بأن الخيار الديمقراطي بالنسبة لنا اختيارٌ إستراتيجيٌّ وليس موقفًا تكتيكيًّا، وحسمنا الأمر فكريًّا قبل أن نحسمه سياسيًّا؛ حيث اعتبرنا الديمقراطية إضافةً إيجابيةً للفكر السياسي البشري تصلح أن تكون إطارًا لإصلاح الحياة السياسية بين المتخالفين والمتنافسين، ونحن لا نجد غضاضةً في استنباتها واستيعابها داخل المنهجية الإسلامية بشكل عام.


التطبيع

  • تثار معارك كبيرة حول مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني، كيف يدير حزبكم المعركة مع وجود توجهات للتعامل مع الكيان؟

نحن تولينا قيادة معركة التطبيع والبروز فيها، رغم أن المعركة خاضتها معظم القوى الموريتانية حقيقةً؛ إذ كان هناك شبه إجماع على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، وما زال هذا الإجماع، والنظام الجديد يعد دائمًا بطرح المسألة على الشعب الموريتاني في الوقت المناسب، وإن طرحها فالشعب جاهزٌ ليقول كلمته، وأعتقد أن المعركة كسبها الشعب الموريتاني على المستوى المعنوي والسياسي، ونحن ننتظر أثرها على المستوى العملي بقطع هذه العلاقة.

حزبنا معروف بشيء من التجوُّز بأنه صوت عالمنا الإسلامي بموريتانيا وصوت موريتانيا في العالم الإسلامي، ونحن حريصون كلَّ الحرص على التفاعل مع قضايا أمتنا؛ بدءًا بقضية فلسطين المركزية، ومرورًا بالعراق وأفغانستان والاحتلال الإثيوبي للصومال وأزمة السودان الأخيرة، وبكل قضايا أمتنا الإسلامية؛ فنحن حاضرون للتعبير عنها وتوعية الشعب الموريتاني بها، ولنا في ذلك جهدٌ وسبقٌ نحمد الله سبحانه ونرجو منه الثواب.

وأعتقد أن الموريتانيين أثبتوا في السنوات الأخيرة أنهم من أكثر الشعوب- رغم بُعد الشقة وهامشية الدور- تفاعلاً مع قضايا أمتهم المركزية.

  • كيف يوفق حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية بين ثنائية الإغراء والتضييق السياسيَّين؟ أي بين إغراء السلطة والمناصب والضغط والإقصاء؟

نحن نعتبر الابتلاء سنةً من السنن الإلهية، وأمرًا منتظرًا في مسيرة العمل الإسلامي.. سواءٌ كان بالشر (أي بالتضييق والسجون والاعتقالات)، وقد أخذنا حصتنا وحظَّنا من هذا، أو بالمناصب والسلطة والخير، وهذا أيضًا بدأناه رغم أنه انقطع فجأةً.

وعلى كل حال سواءٌ كان الابتلاء بالشر أو الخير؛ نرجو أن نوفَّق لتجاوزه بنجاح؛ بحيث لا يدفعنا التضييق والمحاصرة والحرب لنتخذ مواقف ليست مواقفنا والقيام بردَّات فعل غير محسوبة؛ أي بالتطرف والعنف، وألا تدفعنا الفتنة بالمناصب إلى نسيان المبادئ والمواقف والأصول، ونميل إلى الترف والتبرير، ونرجو من الله أن نبقى على جادَّة الوسطية السليمة.


البرنامج

  • إذا فوض لكم المجتمع الموريتاني- افتراضًا- تدبير الحكومة؛ ما الذي ستقدمونه له على مستوى التدبير والتسيير.. أي ما هو برنامجكم؟

سنقدم له برنامجَنا المنشور على موقع الحزب على الإنترنت، وهو يتضمن جملةً من الاقتراحات في المجالات الاقتصادية والقانونية والسياسية والثقافية والاجتماعية، وإن كان محتاجًا إلى نوع من النضج والتنضيج والتفصيل، لكننا نقدِّم للموريتانيين برنامجًا ولا نقدم لهم وثيقةً دينيةً.

ونحن نعلم أن من طبيعة الموريتانيين إذا رأوا من هو قادرٌ على التدبير ومستقيمٌ في تدينه، فهم يفضِّلونه؛ لأنه جمع بين البُعدين، ولذا نحن نرجو- بالإضافة إلى حضور البعد الشرعي والإسلامي لدينا- أن نتميَّز بالقدرة على تقديم برنامج سياسي ناجح؛ فنجمع للناس مصالح دنياهم ومصالح دينهم.

  • هناك ظروف دولية ترى عدم إفساح المجال للأحزاب السياسية الإسلامية!! كيف يتعايش حزبكم مع الضغط الأمريكي والصهيوني والغربي المتخوف من نجاح التجربة السياسية الإسلامية؟

نحن نعلم أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة هو التضييق على التيارات الإسلامية، رغم أنها تتميز بنوع من البراجماتية؛ إذ يمكنها أن تتراجع أحيانًا وتخفف من غلوائها أحيانًا تبعًا لهذه السياسة والنمط المصلحي في توجهها الخارجي.

وعمومًا نعتبر أن التيار السياسي الإسلامي في العالم العربي والإسلامي لا ينتظر إشارة مرور من أمريكا، ولا ينتظر قبولاً من القوى الغربية المهيمنة، بل أصبح حقيقة، ويجب ألا يدفعنا اختلافُنا مع الغرب إلى أن نقدم أنفسنا باعتبارنا نقيضًا كليًّا له، بل نحن دعاة تعاون وحوار وتفاهم، لكن على أساس احترام ثوابتنا ومنطلقاتنا ومصالحنا الوطنية، وبعد ذلك فنحن مستعدون للتعاون، لكننا نرفض أن نكون رهن إشارة الغرب بما يريد؛ لأن التيار الإسلامي أصبح حقيقةً وهم سيضطرون للتعامل معه.. شاءوا أو أبوا.

أتصور الجواب عن السؤال في أمرين مهمين: الأول أن يعرف الإسلاميون أنهم بشر مثل باقي البشر، وأنهم ليسوا جنسًا يختلف عن باقي الناس، وبذلك فهم سينجحون وسيفشلون، ويحق في حقهم الخطأ والصواب، وهم بذلك يتحركون في دائرة العفو والاجتهاد في الشأن السياسي، وحينما يدركون هذا، ويدرك غيرهم أن الإسلاميين أصبحوا حقيقةً غير قابلة للإلغاء مهما فعلوا؛ فإذ ذاك سنكون أمام تجربة نوعية؛ أصحابها لهم رصيد من الاستقامة والنزاهة ما قد لا يكون لدى غيرهم، وإذا جوَّدوا وأحسنوا في مجال الاجتهاد والتقدير والتجديد؛ فإنهم قادرون على أن يكونوا أملاً بنسبة معتبرة لكثير من عالمنا العربي والإسلامي.

والثاني هو ضرورة أن يشتغل كل حزب سياسي بمرجعية إسلامية على فهم واستيعاب إشكالات بلده أولاً، حتى يحقق نسبته الوطنية، ويثبت قدرته على تشخيص هذا الواقع والبحث له عن حلول ناجعة تقنع الناس بأن هذا الحزب صالح لتدبير دنياهم، كما أقنعهم سابقًا بأنه قادرٌ على قيادتهم في دينهم، وعندما يركِّز الإسلاميون على هذه المعاني ويترجمونها في مختلف المجالات ويقدمون أنفسهم طرفًا شريكًا فاهمًا ومستوعبًا ومَرِنًا؛ أعتقد أنهم بذلك يبدأون مسيرتهم نحو النجاح إن شاء الله تعالى.

  • بعيدًا عن خطاب الأمل إذا ما قدَّر الله وتم الانقلاب والارتداد عن الوضع العادي بموريتانيا بتقليص هامش الحرية للفاعل السياسي الإسلامي.. كيف سيتصرف حزب "تواصل"؟

لا نرجو ذلك، ونسأل الله تعالى الثبات على المكاسب وتعزيزها، ونقول دعها حتى تقع، وعمومًا نحن تعوَّدنا على كل الأحوال.. تعوَّدنا على حالة التضييق والمحاصرة.. وتعوَّدنا والحمد لله على حال الرخاء والاعتراف.

المصدر

إخوان اون لاين


للمزيد عن الإخوان في موريتانيا

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

الموقع الرسمي لإخوان موريتانيا

وصلات فيديو

تابع وصلات فيديو