اتهامات التمويل والاتصال في عيون الإخوان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اتهامات التمويل والاتصال في عيون الإخوان


مقدمة

  • د. محمود عزت: الظلم ليس له منطق وسنستمر في طريقنا
  • د. بديع: كل محاولات التشويه ستتحطم على جدران صبرنا
  • د. العريان: الحملة جزءٌ من خطة إقليمية لمحاربة كل التيارات المقاومة
  • حسين إبراهيم: النظام يرد على نشاطنا الذي أحرج رموزه ومسئوليه
  • د. محيي حامد: الأمن ليس لديه وقت لمتابعة المفسدين، وتفرغ للشرفاء

لا يألو النظام جهدًا في النيل من أية محاولة للإصلاح الحقيقي إذا جاء عبر معارضيه من جماعة الإخوان المسلمين، كما أنه لا يدخر وسعًا في الإطاحة بأي جهدٍ شعبي من شأنه محاولة تجميل وجهه القبيح بعد تخاذله عن نصرة القضية الفلسطينية وتراجع دوره الإقليمي، وها هو يشن حملةً مسعورةً ضد الجماعة ويوجه لقياداتها التهم جزافًا، والتي سبق أن حصل سابقوهم على البراءة منها كغسيل الأموال

فضلاً عن التهم الجاهزة كالانضمام لجماعة محظورة- حصلت على 88 مقعدًا في البرلمان!!- هذا بخلاف ادعاء إحياء ما يُسمَّى بالتنظيم الدولي للجماعة، إلا أنه وبنظرة متأنية لما ورد بمحضر التحريات، والذي جاء على غير الطريق القانوني حيث لم يعرف إلا عبر الصحف، نجد أنه ركَّز على محاولة الجماعة إثارة غضب الجماهير مستغلةً ذكرى النكبة لمناهضة تهويد المدينة المقدسة؛ مما جعلها تهمة "مشرفة" تضاف لسابقاتها من علامات صحة الطريق واستقامة الدرب.

كيف واجه قيادات الجماعة هذه الحملة؟ وما أثرها؟ وهل يجب أن يستوعبوا الدرس ويفهموا رسائل النظام الذي يحتفل بمجئ أوباما للمرة الأولى إلى القاهرة؟ كلها أسئلة- وغيرها- نسبر أغوارها مع رموز الجماعة في تحقيقنا التالي:

(الظلم ليس له منطق)

جملة بدأ بها د. محمود عزت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين كلامه ردًّا على تساؤلات حول الحملة الأمنية المسعورة على الجماعة ، مشيرًا إلى أننا سنجد أشياء كثيرةً ليس لها تفسير بالمنطق لمثل هذه الأعمال التصعيدية، إلا أنه أوضح أن من يقوم بمثل هذه الممارسات القمعية من المؤكد أن لديه سببًا يخصه، لكن يصعب علينا معرفته لأن منطقه يقوم على أن كل من يعمل لخير ولصالح هذا الوطن لا بد من تعطيله وإعاقته ومعاقبته، رغم أن البلد أحوج ما تكون لمن ينهض بها ويحارب الفساد فيها ويحقق لها إنجازًا يفيد الوطن.

وحول أسباب تصاعد وتيرة الاعتقالات على خلفية إعلان شهر الغضب لمناهضة تهويد القدس قال د. عزت إن النظام دائمًا ما يقوم بتقييد كل الجهود الشعبية التي تبذل، فبدلاً من أن يكرم النظام كل محاولات إكمال أوجه النقص والقصور لديه يتم تجريم تلك المحاولات ومنعها، أما عن مدى تأثر الجماعة بهذه الاعتقالات خاصةً أنها تحمل رسالة معينة من النظام

أضاف أن يلوح النظام بما يشاء، فكل ذلك لن يثنينا عن واجبنا بإذن الله، فما يحدث شيء غير منطقي وغير معقول لكنه لن يؤثر علينا إن شاء الله لأننا نقوم بواجبنا ومستعدون أن ندفع ثمن هذه التضحية، ونعلم أنها أقل ما يجب أن نقوم به للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الإخوان المسلمين هم في طليعة مَن يُذكِّر الناس بالقضية وإحيائها في نفوسهم وتذكيرهم بواجباتهم.

النصر مع الصبر

ويؤكد د. محمد بديع عضو مكتب الإرشاد أن الاعتقالات التي يتعرض لها أعضاء الجماعة أمر لم يتوقف منذ أن عرفنا الجماعة، مشيرًا إلى أنه تعرض شخصيًّا للاعتقال 4 مرات منذ أن أصبح عضوًا في مكتب الإرشاد، وأكد أن هذه الاعتقالات تستمر سواء في حالات التهدئة أو في المناسبات المختلفة مثل الانتخابات وخاصةً انتخابات مجلس الشعب لدرجة أن عنبر رقم 3 في سجن مزرعة طرة لم يخل يومًا من أعضاء جماعة الإخوان المعتقلين.

وطالب د. بديع الإخوان بأن يصبروا، مشيرًا إلى أن قضية الاعتقال من أنواع الابتلاء، خاصةً أن المولى يقول في كتابه العزيز: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا﴾ (آل عمران: من الآية 186) ، كما قال جل وعلا: ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ (المدثر 7) ، وأشار إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم معناه: "اصبروا حتى تلقوني على الحوض" مشيرًا إلى أنه لولا الصبر لترك كثير من الإخوان جماعتهم.

كما طالب د. بديع القائمين على الأمر أن يحققوا فيما نسبوه إلى المعتقلين من تهمٍ لا صحةَ لها، وأوضح أنهم لن يحققوا من وراء ذلك أية نتيجة فلن يكسبوا تعاطف الشارع المصري، كما أنهم لن يحظوا بتأييد الأمريكان، مضيفًا أن النظام بأفعاله هذه لن يكسب إلا الأوزار واستشهد بما قاله الأنبياء من قبل ﴿وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا﴾ (إبراهيم: من الآية 12).

وحذَّر من أن استمرار اعتقال المصلحين يعطي الفرصة سانحةً للمفسدين للاستمرار في فسادهم، كما أنه يُدخل السرورَ على قلوب اليهود، وألمح إلى أن النظام يريد أن يرسل رسالةً للجماعة وأعضائها مفادها أنه يعلم كل شيء عنها في محاولةٍ يائسةٍ للتخويف ووقف عجلة الجماعة الإصلاحية، وتلا قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ﴾ (الأعراف: من الآية 165) ، إلا أن الإخوان يردون على رسائل النظام برسائل أخرى ربانية رافعين شعار "حتى يظهره الله أو نهلك دونه" ..

كما أكد د. بديع أن تصرفات الحكومة تجعل الخارج الذي تحاول نيل رضاه لا يثق في ديمقراطيتها طالما تقوم بالتنكيل بأبناء بلدها، مشددًا على أن تلك التصرفات تحقق الجمود السياسي وليس الاستقرار، واستشهد بقول سلمان الفارسي في حق سيدنا عمر "حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر".

دلالات التوقيت

وألمح د. عصام العريان القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين إلى أن توقيت حملة الاعتقالات المسعورة مهم جدًّا النظر فيه؛ حيث يحوي دلالات عدة منها أنها أتت بعد يوم من إعلان يوم الغضب من أجل مناهضة تهويد القدس ؛ وذلك للتأثير على الفعاليات التي كان من المفترض أن تتم، كما أتت الحملة قبيل زيارة أوباما في رسالة واضحة تمامًا، وهي أنه رغم اهتمام أوباما بحقوق الإنسان في العالم إلا أن الإخوان المسلمين مستثنون من هذه القاعدة.

وأضاف العريان أن الحملة تأتي في إطار حملة أوسع تستهدف المقاومة بكل أشكالها وانتماءاتها في سياق مشروع إقليمي يتبناه نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني لتوحيد الدول العربية لمواجهة خطر غير صهيوني، وهو الخطر الإيراني، فإذا واجه حزب الله تهمة دعم المقاومة في غزة فهناك أيضًا الإخوان المسلمون الذين يقفون في وجه المشروع الصهيوني الأمريكي، كما أنه لا يتوانى عن مهاجمة أي حركة أو فعالية للجماعة تخص القضية الفلسطينية.

وحول تأثر فعاليات مناهضة تهويد القدس بتلك الحملة أكد العريان أنها تأثرت بالفعل خاصةً أنها لم تكن على المستوى الذي يمكن أن يتوقعه المراقبون، مشيرًا إلى أن القاهرة لم تشهد أي فعاليات على الإطلاق سوى وقفة احتجاجية وندوة بنقابة الصحفيين الخميس الماضي، ولم يكن الحضور فيها على المستوى المأمول الذي يليق بحجم قضية كالقدس

موضحًا أن هناك قصورًا شديدًا في هذا المجال، إلا أنه أكد أن هذه الحملات لن تخيف الإخوان لأنهم ثابتون على مواقفهم وسيستمرون، مضيفًا أن تلك الحملات هي رسالة أيضًا للمجتمع الذي يحيط بالإخوان لإخافته، إلا أن النظام لن ينجح في ذلك.

تصفية حسابات

ومن نواب الإخوان أكد حسين محمد إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ، وأحد الذين طالتهم شظايا واتهامات النظام عبر ما يسمى بتحريات أمن الدولة ورددته تقارير صحفية، أن كل ما قيل من اتهامات، مخالف للدستور والقانون، كما أنها أقوال مرسلة ليس لها أساس من الصحة، يراها كتصفية حسابات مع الإخوان سواء مع الإخوان ككل أو مع نواب الكتلة البرلمانية الذين أحرجوا الحكومة عبر ممارساتهم النيابية من خلال تقديم مشروع قانون لمنع تصدير الغاز ومنع ليبرمان وزير الخارجية الصهيوني من دخول مصر ، كما انتقد نواب الجماعة زيارة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني، فضلاً عن الهجوم الشرس على تصريحات رموز النظام حول أوضاع المواطن المعيشية من تدني الأجور والمرتبات وغيرها.

وكشف حسين إبراهيم على أن ما ورد من تصريحات إعلامية لما ذكر في محضر التحريات تحدث عن اليوم العالمي لمناهضة تهويد القدس؛ مما يعد إشارةً واضحةً إلى أن إعلان موقف الإخوان الغاضب من تهويد القدس كان أحد أهم أسباب التصعيد الأخير.

وأكد نائب رئيس الكتلة على ما قاله قيادات الجماعة من أن الضغط على الإخوان عامةً والنواب بشكلٍ خاص لن يثنيهم ذلك عن الاستمرار في القيام بدورهم، وأن نواب الجماعة سيستمرون في ممارسة دورهم التشريعي والرقابي لمناهضة الفساد حتى آخر نفس وقال: إذا كان النظام يريد أن يرسل رسالةً من خلال هذا التصعيد فهذه رسالة خاطئة، وبالتأكيد ستفشل لأننا لن نخون الجماهير التي أولتنا ثقتها.

تفرغ للقمع

ويشير الدكتور محيي حامد عضو مكتب الإرشاد إلى أن ما يحدث لقيادات الإخوان هو حلقة في سلسلة من ممارسات النظام الحاكم التي امتدت عبر التاريخ، مشيرًا إلى أنها ليس بالأمر الجديد على النظام لخدمة أهدافه في البقاء .. وقال: إن النظام يتبع أسلوب إقصاء كل القوى الوطنية وإضعافها، مع علمه يقينًا أن هذا الأسلوب لن يفلح حاليًا ومستقبلاً، كما لم يفلح في الماضي؛ مما يؤدي إلى ممارسات لا تخدم النظام ولا وحدة الوطن.

واستنكر أن يتحول جهاز الأمن المصري إلى كيان يحمي النظام دون أي تيار آخر، دون الحفاظ على مؤسسات الدولة واقتصادها وحقوق هذا الشعب وكيانه وكرامته... وقال: إن النظام غير متفرغ سوى لقمع المعارضين، وأصبح ليس لديه الوقت لمتابعة المحتكرين والفاسدين والمغتصبين، الذين لا يتم محاسبتهم أو مواجهتهم.

المصدر