الأقصي لن يناديكم أيها الصم!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
  • بقلم / إبراهيم عيسى ...رئيس تحرير الدستور
أ إبراهيم عيسي

لقد توقف الأقصي عن أن يناديكم لنجدته وإنقاذه فالأقصي تعلَّم ألا يناديكم أيها الصم!

رغم أن المصريين لا يتوقفون عن الكلام في الدين وطلب الفتوي في كل حاجة والسؤال الملحاح عن الحرام والحلال، ورغم الطقوس والشعائر التي يحرصون عليها حتي إنهم يصنفون المؤمن التقي والمسلم العاصي بمن يربي لحيته ومن لا يربيها أو من ترتدي الحجاب أو النقاب ومن لا ترتديه.

ورغم هذا الانتشار غير المسبوق لجلسات الوعظ والدروس الدينية سواء تلك التي يحضرها الرجال والشبان أو الأخري الخاصة بالستات والآنسات والتي هي في الغالب تدور حول وتتحدث عن وتركز علي قشريات ومسطحات دينية، ورغم أن المصريين ينهون مكالماتهم التليفونية بتقسيم الشهادة بين المتصل والمستقبل بأن يقول المتصل : لا إله إلا الله، فيرد المستقبل: محمد رسول الله، وكأننا في حاجة إلي إثبات دخولنا ديناً جديداً ظهر في مكة أو كأنها شفرة بين المسلمين الذين يزورون دار الأرقم بن أبي الأرقم.

رغم كل هذا فإنني لا أري ولا أشهد ولا أشعر بأي غضب ولا ضيق ولا ثورة ولا نخوة ولا رفض ولا حتي اهتمام من المصريين المسلمين بما يحدث للمسجد الأقصي ..

ولا أكاد أسمع أحداً من المنتقبات ولا المحجبات اللاتي تملأن مجمع المصالح بميدان التحرير أو هؤلاء الملتحين من الجماعة السلفية الذين يجلسون في مكتبة تبيع الأدوات المدرسية في شارع فيصل أي كلمة عما يحدث للمسجد الأقصي.

وتمشي في الشارع أو تجلس علي قهوة أو تدخل شركة أو محلاً فتري كل هؤلاء الذين يقرأون المصاحف ويفتحون التليفزيونات علي قناتي المجد والناس، ومع ذلك فإنهم صم بكم لا يتحدثون اهتماماً أو همًّا أو غماً أو معرفة أو رفضاً أو اعتراضاً أو احتجاجاً عما يحدث في المسجد الأقصي ، طبعاً تبقي مصيبة لو سألتني: وهوه إيه اللي بيحصل في المسجد الأقصي ؟ فممكن تغور من وشي الساعة دي، لكن المشكلة الحقيقية أنه مع وجود هذا الكم الهائل من المتدينين أو مدعي التدين أو حاملي مظاهره وشعائره لدي المصريين..

فالمصريون أبعد الناس الآن عن الشعور بالألم للمسجد الأقصي وبيت المقدس بل بالشعب الفلسطيني و فلسطين المحتلة، بل هناك مشاعر سقيمة بليدة لدي قطاع واسع وعريض (بدون ما نضحك علي نفسنا) يرفع نفس شعارات الحكومة المصرية حين الخلعان من أي مواجهة مع الكيان الصهيوني.

ويبدو المصري المسلم اللي عامل فيها شيخ الإسلام نذلاً تمام النذالة في التعامل مع الشعب الفلسطيني، ولا يري أي مبرر أو دافع ليدفع حكومته ورئيسه للتضامن مع فلسطين ومحنتها والشعب الفلسطيني وكفاحه، ثم إذا تأملنا تصرفات وردود فعل المصريين المسلمين المتدينين الملتحين والمنتقبات والمحجبات ومشاهدي المحطات الدينية وطالبي الفتوي من شيوخ التليفزيونات وهؤلاء الذين يوقفون الشغل من أجل صلاة الظهر جماعة في ممر الشركة أو جامع المصلحة إزاء ما يجري للمسجد الأقصي ، لن تراهم ملتاعين ولا مهتمين ولا فزعين من تدنيس المسجد الأقصي ولا متابعين محاولات هدمه وتهويده ولا مدركين تفاصيل ما جري أمس الأول مثلاً من اعتداء مجرم من يهود متطرفين علي مقدس إسلامي، لقد توقف الأقصي عن أن يناديكم لنجدته وإنقاذه فالأقصي تعلَّم ألا يناديكم أيها الصم!

    • لكن السؤال: منذ متي والدين صلاة وصوم وليس فيه نخوة ولا شرف ولا كرامة ولا غوث للمسلم ولا إنقاذ للحرمات؟

لماذا نري حروباً من شيوخ وجحافل متطرفين وغلاة ضد كتاب أو قصيدة أو تصريح أحمق في الدين من فنانة تافهة بينما يخرسون خالص ويضعون كمامة في أفواههم حين يعتدي الصهاينة ومتطرفو اليهود علي أقدس الأماكن الإسلامية؟!

    • متي كان المسلم المتدين خوافاً ورعديداً؟
    • متي صار المتدينون سلبيين راضين بالذلة والقهر والخنوع؟
    • متي صار المصري المتشح بالدين أنانياً وسلبياًّ وشيطاناً أخرس؟
    • هل لهذه الدرجة نجح نظام الحكم الحالي المستبد والديكتاتوري في نزع ضمير الناس بينما ما نراه من تدين ومظاهر وشعائر دين مجرد تعبير عن ضمير «بلاستيك» يربي لحية أو يرتدي نقاباً؟


المصدر : نافذة مصر