الإخوان: فضيحة "أبوغريب" تؤكد وحشية الاحتلال

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان: فضيحة "أبوغريب" تؤكد وحشية الاحتلال


الاخوان فضيحة أبو غريب تؤطد وحشية الاحتلال.jpg

طالب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ "محمد مهدي عاكف" المقاومة العراقية ألا تتأثر بالحرب النفسية التي تشنها عليها قواتُ الاحتلال الأنجلوأمريكية، وأن تصعد من عملياتها ضد إجرام المحتل مع ضرورة وضع إستراتيجية تزيد من حدة المقاومة وشراستها بالكيفية التي تتناسب والتصعيد الإجرامي لقوات الاحتلال حتى يتحقق الجلاء بإذن الله.

جاء ذلك في تعليقات فضيلة المرشد على المهزلة التي روعت العالم بنشر صور الانتهاكات الوحشية لكرامة العراقيين على يد الأمريكان في سجن أبوغريب، وأكد "عاكف" على أن ما تمَّ في إطار الحرب النفسية التي تشنها قوات الاحتلال ليس على العراقيين وحدهم، وإنما على العالم العربي والإسلامي كله، غير أن مثل هذه الألاعيب لم تعد مجهولة ولا تؤثر في إنسان عاقل متيقظ، وهي في النهاية تكرث لصورة الاحتلال القاتمة والقميئة التي تفرض نفسها على العراق وشعبه دون أي مبرر اللهم إلا ادعاءات واهية عن الديمقراطية والحرية وكأن صكًّا إلهيًّا قد تم منحه لأمريكا لتتحكم في العالم ومصائره مرسخة فيه ديمقراطية من نوع خاص! وبالتالي يصبح من الطبيعي أن نتساءل: لماذا يبقى الاحتلال الأمريكي للعراق طالما أن شعبه يرفض ديمقراطيته؟ ومن السبب الحقيقي في بلاء العراق؟ كل الدلائل تشير إلى أمريكا.

مهدي عاكف.jpg

أما بالنسبة لجريمة التعدي على الأسرى العراقيين، فيقول المرشد العام للإخوان المسلمين: "إن الاعتداء على النفس البشرية سواء أكان بدنيًا أو نفسيًا أو بأية صورة أخرى من صور الاعتداء هو جريمة تحرمها الأديان والقوانين، فضلاً عن الأعراف، ومَن يقوم بها ما هو إلا إنسان فَقَدَ مقومات الإنسانية؛ لكن هذا ليس أمرًا مستغربًا على الجنود الأمريكان؛ وذلك لسبب بسيط هو النماذج المطروحة أمامهم على مستوى القيادة التي تنتهك حقوق الإنسانية كلها صباح مساء لتقتل براءة الأطفال وحرمة الأعراض وعجز الشيوخ، وهذه القيادة هي ذاتها التي تقر هدم المباني وتجريف الأراضي وتربي جندها على استغلال الضعيف وأمواله ومقدراته، وبالتالي ليس مستغربًا ما شاهده العالم من تعامل الجنود الأمريكان مع أسرانا العراقيين ظنًا منهم أن الله غافلاً عمَّا يعملون، لكن الناموس الكوني يؤكد أن الله قادر على أن يخزيهم.

ويتعجب "عاكف" من تصريحات الرئيس الأمريكي حول محاسبة المسئولين عن هذه الانتهاكات متسائلاً: لماذا لا يحاسب بوش نفسه على الجرائم التي قام ويقوم بها؟ ولماذا لا يحاسب بوش نفسه على عدم انضمام نظامه إلى المعاهدة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب؟ ألا يعتقد بوش أنه مجرم حرب، خاصةً بعد ما فعلته قواته في العراق وأفغانستان وما تفعله آلته الحربية في فلسطين؟

ويعتقد "عاكف" أن ما تم نشره ما هو إلا قليل من كثير، إلا إنه يعكس طبيعة الحضارة الأمريكية والوجه الحقيقي لديمقراطيتها في مجالات الحرية وحقوق الإنسان التي لا تتعدى في معظم الأحوال إطار الدعاية الإعلامية، ويكفي ما تمثله بولة أمريكية على رأس صاحب حق يزود عن أرضه وعرضه وكرامته وإنسانيته.

خيرت الشاطر.jpg

ومن جانبه أكد المهندس "خيرت الشاطر" النائب الثاني للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن ما بثته الفضائيات ووكالات الأنباء من صور للأسرى العراقيين في سجن أبوغريب لا يخرج عن إطار الطبيعة الوحشية للاستعمار بكافة ألوانه، وما الذي كنا ننتظره من قوات جاءت لتحتل أمة وتسلب أرضًا ضاربة بكل المعايير والأعراف عرض الحائط وملوحة بشعارات جوفاء من ديمقراطية وتحرير وبناء نموذج للدولة الحديثة وسرعان ما تهاوت كل هذا ليفضح وجهًا متوحشًا للاحتلال في أبشع صوره.

ويضيف الشاطر: "لم ينخدع الإخوان بفضل الله بما فعله الأمريكان، كما لم تفاجئنا الصور المعروضة على مرارتها التي تقطر دمًا لكنها جاءت شاهدًا على حقيقة العدو أمام من قد خدعته الشعارات البراقة للاحتلال لتوقظه من وهم قاتل".

ويؤكد الشاطر على أن الصور المنشورة لا تدعو إلى اليأس أو القنوط قدر ما تلقي على الشعوب العربية والإسلامية عبئًا ضخمًا للعمل والتوحد في مواجهة المخططات التي تستهدفهم؛ بل وينضم معنا كل الشعوب التي تنشد التحرر والسلام والعدل لنقف كلنا صفًا واحدًا في مواجهة المشروع الإرهابي الأمريكي.

وفيما يخص الحكومات والأنظمة العربية والإسلامية، يقول الشاطر: "مما لا شك فيه أن خطورة الوضع تدعو إلى حتمية التحرك من قبل كل الأنظمة لمواجهة الوحشية الأمريكية غير أن حجم الردود أقل بكثير جدًا من وحشية الضربات الموجهة إلى أمتنا، وبالتالي صار المنوط بالحركة هو الشعوب للأخذ بكل وسائل وأسباب المقاومة.

محمد موسى.jpg

أما الدكتور "محمد مرسي"- عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين والمتحدث باسم الكتلة البرلمانية للإخوان داخل مجلس الشعب المصري فيرى أن الذي حدث وصمة عار جديدة في كتاب العار الأمريكي الذي بدأت صفحاته بحملات إبادة الهنود الحمر وتوالت بعدها الصفحات عبر هيروشيما ونجازاكي ثم فيتنام، واليوم تستمر هذه الصفحات في التوالي لتصل لسجن أبوغريب بالعراق، وما خفي أعظم بلا شك، وكلها في النهاية تصب في خانة الفضح للأهداف الحقيقية للتواجد الأمريكي بالمنطقة بما لذلك من تأثير على استقرارها كلية وليس العراق وحدها؛ وهو ما يحقق للصهاينة غطاءً يمارسون به وحشيتهم بفلسطين.

ويربط "مرسي" بين نماذج الجرائم الأمريكية الموجهة لحقوق الإنسان سواء في أفغانستان أو العراق وبين نموذج الامتهان المجسد في جوانتنامو، مؤكدًا أن ما يحدث امتداد للسيادة الأمريكية التي لا تصب في خانة المصلحة للشعب الأمريكي الذي نتوجه إليه لنطالبه بالتحرك لحماية نفسه من حماقات نظامه الذي يأخذ ضرائبه ويحولها إلى ثمن لبغض العالم للأمريكان، إضافةً إلى إهدار الكثير من قيم المجتمع الأمريكي، وحصر مشروعه لحقوق الإنسان من مشروع للإنسانية عمومًا إلى مشروع خاص بالإنسان الأمريكي فقط!

ويرى "مرسي" أن ادعاء الإدارة الأمريكية أن مَن قام بهذا الجرم شركات خاصة دليل إدانة جديد للاحتلال الأمركي في العراق؛ حيث حولت إدارته في العراق إلى حقل استثمار وتجارب للشركات الخاصة في كافة المجالات واكتفى مسئولوها بالتصريحات واستنكار المقاومة، وعمومًا تبقى محاولات الإدارة الأمريكية للخروج من مستنقع التجاوزات في حق الإنسانية مجرد تكرار لذات المسلسل الهزلي الذي يقوم به المجرمون الصهاينة بدعم أمريكي كلما قاموا بقصف للأطفال أو النساء والعجائز، وما تبرير سلاسل الاغتيالات الصهيونية لقادة المقاومة الفلسطينية والذي يتم من قبل الأمريكان من واقعنا ببعيد.

ويؤكد "مرسي" أننا أمام حالة غير مسبوقه في تاريخ البشرية، وهو ما يدفعنا إلى دول العالم الحر وإلى الحكومات التي تمثل شعوبها وإلى الشعوب الحرة لنطالبها بوقفة تناسب حجم الخطر، كما نطالب الشعوب العربية والإسلامية بأن يتعاملوا مع الأمريكان على أنهم قوى محتلة لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة. وأما بالنسبة لحكوماتنا العربية والإسلامية فلا بد ألا يمر هذا الموقف دون موقف يناسب الجرم وبشاعته عن طريق قرارات حاسمة تراجع علاقتنا بأمريكا وليدرجوا على جدول أعمال القمة العربية المقبلة- إن تمَّ عقده- الجريمة ويتخذوا فيها قرارًا يوازي حجم بشاعتها.

أما الشعب العراقي فلا نملك إلا أن نقول له صبرًا فإن مقاومتكم المشروعة هي التي ستدق المسامير في نعش المحتل الجبان، وما صمود الفلوجة عن الواقع ببعيد، ولا بد أن تعلموا أن مقاومتكم الشريفة هي التي ستضمن الحفاظ على كرامتكم مهما بث الأعداء من صور خذيهم ونذالتهم.