الإخوان المسلمون فى عصر مبارك.. من المهادنة إلى المواجهة (الجزء الحادى عشر)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون فى عصر مبارك.. من المهادنة إلى المواجهة (الجزء الحادى عشر)

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)

الإخوان والجامعات ... من الإنتشار الى الإنحسار

كانت الجامعات فى بداية دعوة الإخوان وعلى مدار سنوات عديدة ترتكز على الطلاب بصفة أساسية كمحور للنشاط الإسلامى داخل الجامعة، ولكن مما ميز فترة الثمانينات ومابعدها عن الفترات السابقة من عٌمر الحركة الإسلامية داخل الجامعات، أنه فى الثمانينات نجح الإخوان فى دخول فضاء جديد داخل الجامعة وهى "نوادى أعضاء هيئة التدريس"، لذا سنتناول هنا محورين رئيسيين كمدخل مهم للعمل الإسلامى داخل الجامعات ألا وهما " العمل الطلابى ، نوادى أعضاء هيئة التدريس".

المبحث الأول:العمل الطلابى عند الإخوان المسلمين

يمثل الطلاب ركيزة أساسية فى العمل الإسلامى داخل جماعة الإخوان المسلمون، فقد ارتكزت الجماعة على العنصر الشبابى فى بداية الدعوة بصورة رئيسية وكان لطلاب الإخوان دور كبير ومؤثر فى المشهد السياسى والطلابى بصفة أساسية.

فقد حرص الإمام الشهيد حسن البنا مبكرًا على الاتصال بالشباب خاصة شباب الجامعة، وكتب بمناسبة اتصاله بمجموعة من شباب الجامعة في مطلع الثلاثينيات؛

يقول: مبادئ الإخوان المسلمين سهلة الفهم، قويمة، ولكنها تتطلب إخلاصًا وعملاً، إنها ترمي لشيء واحد هو: تكوين الخلق الإسلامي الصحيح في الأمة تكوينًا صالحًا، وتعتمد في ذلك على وسيلة واحدة هي الحب والإخاء والتعارف التي تنتج حسن الأسوة وإصلاح النفس، والأمة في نهضتها الحديثة أحوج ما تكون إلى مثل هذا المسلك القويم، أدرك هذا شبابنا المستنير، فنفرت منهم فرقة مخلصة تتألف من طلبة المدارس العليا، وكليات الجامعة وأعلنت استعدادها لمناصرة هذا المبدأ وخدمته والعمل له ..

وكان الإمام البنا يخاطب الطلبة في مفتتح كل عام العام ليرسم لهم خريطة الطريق خلال العام وسياسته فنراه يقول:

يصدر هذا العدد وقد فتحت الجامعة المصرية والمدارس الثانوية والخصوصية والفنية فى الأقاليم وفى القاهرة أبوابها، تستقبل ناشئة مصر وشبابها، وهو معقد رجائها، وموضع أملها، فإلى شباب الإخوان المسلمين بهذه المعاهد جميعًا أوجه هذا النداء فى مفتتح العام الدراسي الجديد.
لقد شعرتم أيها الإخوان بحق هذا الوطن عليكم، وأحسستم أن دينكم الحنيف يقتضيكم جهادًا متواصلاً وعملاً دائبًا لإعادة مجده وإعلاء كلمته؛ ورفع رايته، وإسعاد الناس بتعاليمه الربانية المقدسة، علمتم ذلك وآمنتم به والتزمتموه عقيدة راسخة صورتموها فى بيعة صحيحة عاهدتم الله فيها على أن يكون شبابكم لله ودماؤكم لله وجهادكم للإسلام الحنيف والوطن المفتدى.
فعليكم أن تعلموا أيها الإخوة الأطهار أن أول سلاح تؤيدون به دعوتكم، وتضمنون به النصر على عدوكم هو سلاح العلم والعرفان، وأن الزمن الوحيد الذى تستطيعون فيه أن تأخذوا بحظ وافر من المعرفة هو هذا الوقت الذى تتفرغون فيه للطلب؛
فلا تسألون عن شىء من تكاليف الحياة، ولا تطالبون بشىء إلا التحصيل والجد، ومن واجبكم كذلك أن تنتهزوا هذه الفرص المتاحة لكم الآن فتمتلئوا بالعلم ما استطعتم، وتنهلوا من موارده العذبة ما قدرتم، وتحرصوا على الدقائق والساعات فلا تصرفوها إلا فى استذكار علم قديم أو تحصيل علم جديد، وبذلك تغادرون مدارسكم ومعاهدكم موفوري الكرامة مرفوعى الرءوس مملوئين بالعلم والمعرفة نافعين لأنفسكم ولدعوتكم ولدينكم ولبلادكم، وويل للجاهل الذى لا خير فيه لأحد ولا لنفسه.
هذه واحدة أيها الإخوان الأطهار-تؤدون بها واجب وقتكم وحق شبابكم عليكم.وأخرى أن تكونوا مثلاً صالحة للخلق الإسلامي الفاضل تجدون حين يهزل الهازلون، وتصدقون حين يكذب المخادعون، وتنصفون من أنفسكم حين يجور الجائرون وتعزمون فلا تترددون حين يجبن الضعفاء والمخنثون، وتعفون عن المحارم والمنكرات حين يغرم بها العابثون، وتؤدون فرائض الله حين يتكاسل عنها المتكاسلون، وتعملون لآخرتكم كمن يموت غدا وتعملون لدنياكم كمن يعيش أبدا.

وبدأ حسن البنا منذ أول وهلة يضع الأطر لقسم الطلبة ومنهجه وسياسته ويرسم إستراتيجيته التي يرجوها من هذه القوة التي تحتاج لتوجيه، خاصة إذا كان لهم هدف وغاية؛ وقد كانت هذه القضية تشغله حتى من قبل أن ينشأ جماعة الإخوان

فيقول عام 1927م:

والطلبة قوة فعالة فى الدعوة لا أعنى الأزهريين فقط بل الطلبة المسلمين على اختلاف مدارسهم وهم والحمد لله كثير فى كل بلد فلو صلح من هؤلاء فريق وقام بدعوة غيره، وانضم إلى ذلك معاضدة بعض الرؤساء والوجهاء، لنجحت الدعوة نجاحًا باهرًا، ولكن مع الأسف الشديد نرى كثيرًا من الطلبة فى البلاد حربًا على الفضيلة وأعوانها، قد أخذ منهم غرور الصبا ونزق الشباب كل مأخذ، فلعلهم يفيقون من غشيتهم ويقدرون ما عليهم من واجب مقدس.
هذه هى الطبقات التى يمكنها أن تقوم بالدعوة قومة ناجحة تستأصل الداء وتضمن الشفاء، وهؤلاء عليهم تبعة التقصير ولهم فضل التحرير، أما الشعب فبائس مسكين مستسلم يحب دينه جد الحب، ويخشى ربه ويخدم نبيه، ويطيع أمر قادته ومرشديه بكل معنى الطاعة، فهل نجد من يقدر هذا الواجب ويعمل للقيام به، والله من ورائهم محيط ..(1)

وبنظرة سريعة على العمل الطلابى لطلاب الإخوان المسلمين قبل أن نتطرق للنشاط الطلابى ومعوقاته خلال عهد مبارك نجد أن:

  • الإخوان هم أول هيئة قامت بالدعوة إلى الله في جامعات ومدارس مصر.
  • أول مَن أسس المساجد بكليات مصر المختلفة ومدارسها، وخاضوا لأجلها معركة مع إدارات الكليات والجامعة وسُميت بمعركة المساجد.
  • أول مَن احتفل بالمناسبات الإسلامية بالمدارس والجامعات.
  • أسس طلبة الإخوان رابطة البحوث الاقتصادية والسياسية الإسلامية بكلية التجارة (ديسمبر 1938م)، وتطورت حتى أصبحت جمعية الدراسات الإسلامية للاقتصاد والسياسة والمال بكلية التجارة.
  • أول هيئة أنشأت بيوتًا للطلبة (مدنًا جامعيةً مصغرة) للرعاية وتقديم الخدمات الشاملة للطلاب المغتربين.
  • تبنت مشروع لجنة البر بالطلاب الفقراء في عام 1944م لرعاية الطلاب ماديًّا واجتماعيًّا.
  • قاد طلبة الإخوان أضخم مظاهرات تطالب بالجلاء ووحدة وادي النيل (9/2/1946م) والتي سُميت مذبحة كوبري عباس.
  • استشهد سبعة من طلاب الإخوان في مظاهرات يوم 21/2/1946م والذي أصبح بعد ذلك يوم الطالب العالمي وهم:
(محمد علي محمد بكلية التجارة، محمد غنيم عبد اللطيف شاهين من الزقازيق، سعد حسني سرحان من الزقازيق، السيد علي الغندور من الزقازيق، محمود عزمي من الدقهلية، محمود يس من الدقهلية، محمد المغربي من الإسكندرية). (2)
  • قاوم طلبة الإخوان مشروع معاهدة صدقي- بيفن المجحفة بحقوقِ مصر الوطنية، وقادوا مظاهرات متتابعة حتى سقطت المعاهدة واستقال رئيس الوزراء.

ويشير الكاتب الإنجليزي جوردن ووتر فيلد في كتاب بعنوان (مصر) إلى أنَّ تلك المعركة التي خاضها شباب الإخوان اضطرت رئيس وزراء بريطانيا آنذاك ونستون تشرشل إلى قطع إجازته والعودة إلى لندن ليشرف بنفسه على خطط وزارة الدفاع البريطانية لمواجهة تزايد أعمال المقاومة التي كان يقودها الإخوان المسلمون ضد القوات البريطانية في مصر. (3)

وصرَّح تشرشل رئيس وزراء بريطانيا بتصريحه الشهير: (لقد نزل إلى الميدان عنصر جديد). (4)

  • استشهد خمسة من طلاب الإخوان في معارك القنال: هم الشهيدان:
  1. محمد أحمد اللبان ومحمود عبد الله عبد ربه: من طلبة الإخوان بالإسماعيلية أثناء هجمة الإنجليز على الإسماعيلية.
  2. والشهيد: خالد أحمد الذكري من طلبة الإخوان بالإسكندرية استشهد في معارك ليلة عيد الميلاد.
  3. والشهيد: عادل غانم استشهد في 4/1/1952م.
  4. والشهيدان: عمر شاهين وأحمد المنيسي استشهدا في 13/1/1952م.
  • واحتفلت الجامعة لسنوات عديدة بذكرى الشهداء، ونظم الشعراء فيهم عشرات القصائد، وأحيا مجلس الثورة ذكرى عمر شاهين بعد الثورة، وأطلق اسمه على إحدى القرى التي استحدثها في مديرية التحرير. (5)

ويحدثك أساتذتهم بالمدارس والجامعات عن أخلاقهم وسلوكهم، فيقول د. أحمد الحوفي، الأستاذ بكلية دار العلوم:

درَّست بالمدرسة السعيدية ست سنوات وبكلية دار العلوم خمسًا شهدت فيهن عن كثبٍ وتجربة ويقين عظم أثر الشهيد حسن البنا في مريديه من الطلاب: جرأة في الحق واستقامة في الخلق واعتزاز بالدين وجد في الدرس ورجولة مبكرة وثقافة إسلامية متنورة ومقدرة بيانية واعية. (6)

ويوافقه د. عثمان خليل عميد كلية الحقوق بجامعة عين شمس فيقول: وقد كان مريدوه من طلبتي خير عنوان لرسالته فقد ازدادت معرفتي به في أشخاصهم وازددت تقديرًا لجهاده بما خلفته تعاليمه فيهم من قوة الإيمان وكمال الرجولة وقويم الخلق. (7)

وكان أن توقف نشاط الجماعة عامة وبالطبع داخل الجامعات عقب الأحداث السياسية المتأزمة التى شهدتها مصر وخاصة عقب أحداث اعتقالات 1954،1965؛ وكانت تلك الفترة فترة تجميد للنشاط الطلابى بصفة عامة وبزوغ نجم التنظيم الطليعي (8) الذى كان هدف ضرب الحركة السياسية عامة والإخوان بصفة خاصة هو التمهيد لهذا التنظيم ومن قبله تنظيم "هيئة التحرير" لتوظيف الساحة السياسية لدعم النظام العسكرى الجديد، وقبل أن نخوض عن النشاط الطلابى فى عهد مبارك سنتطرق سريعاً للنشاط الطلابى فى السبعينات

المبحث الثانى: السبعينات وريادة العمل الطلابي

مع بداية السبعينيات عاد التيار الإسلامي في الجامعات المصرية للنشاط ولكن بشكل محدود ما لبث أن تنامى خلال سنوات قليلة، وفي هذه المرحلة كان المجتمع المصري يعجُّ بالكثير من التيارات والأفكار الإسلامية، فكان هناك الاتجاه السلفي التقليدي، واتجاه الإخوان المسلمين، كما كان هناك الجمعيات الإسلامية الرسمية كالجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية،

بالإضافة لبعض المشايخ الذين كان لهم جمهورهم وتلامذتهم كالشيخ "عبد الحميد كشك" والشيخ "حافظ سلامة" والشيخ "المحلاوي" والشيخ "صلاح أبو إسماعيل".

وكانت هناك أيضا تيارات التكفير، كاتجاه جماعة المسلمين التي أطلق عليها إعلاميًا جماعة (التكفير والهجرة).

وقد استطاعت الجماعة أن أن تجذب إليها أغلب الشباب في كثير من الجامعات المصرية وتصرفهم بعيدا عن أفكار الغلو والتكفير والعنف، وقد كان ذلك عبر جهد طويل ومنظم قام به كل من: الشيخ محمد الغزالي في مواجهة الغلو السلفي والدكتور القرضاوي في مواجهة أفكار التكفير والأستاذ مصطفي مشهور في مواجهة مناهج العنف.

ويمكن تقسيم تطور الحركة الطلابية الإسلامية في هذه الفترة إلى المراحل التالية:

المرحلة الأولى: منذ 1962م:

اتسمت الحركة الدينية الطلابية فيها بالضعف؛ نظرًا لسيطرة التيار القومي والشيوعي على اتحادات الطلاب، واستمرت هذه المرحلة حتى وفاة "عبد الناصر"، برغم بعض الحراك السياسي والاجتماعي الذي أحدثته الهزيمة عام 1967م في المجتمع الطلابي والذي كان من أبرز رموزه الطالب خيرت الشاطر.
ويصف د.عبد المنعم أبو الفتوح (أبرز الرموز الطلابية في السبعينيات) هذه المرحلة فيقول:
"فى هذه الفترة كانت التيارات القومية والناصرية واليسارية هى التى تسيطر على الجامعة واتحادات الطلاب فيها، وكانت أفكار هذه التيارات خاصة اليسارية بمثابة الصدمة لى ولأمثالى من الشباب البسيط المتدين.
كانت مفاجأة لنا أن مجلات الحائط التى يعلقها اتحاد الطلاب كانت تنتقد الإسلام وتخوض فيه بجرأة ولم يكن يسلم من نقد بعضها بل وسخريته من أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم، وأذكر أننى حين كنت أقرأ هذه المجلات وما فيها من سب للإسلام كنت أشعر بالحزن وكنت أبكى، وكنت أتساءل هل هذه هى الجامعة المصرية؟
كان هذا مما حفزنى وأمثالى من البسطاء والمتدينين على أن نرد على هذا السب بتعليق مجلات نبين فيها الحرام والحلال، وكان أن تصادمنا مع اليساريين والشيوعيين فى حوارات كنا الذين ننال الهزيمة فيها غالبا، نظرا لثقافتنا القليلة السطحية وعدم خبرتنا بالحوار والجدل النظرى، فلم تكن لدينا القدرة على الرد أمام القضايا التى كان يثيرها هؤلاء الطلاب المثقفون المدربون جيدا على مثل هذه المناقشات، كما كان طلاب الاتحاد يمزقون لنا المجلات التى كنا نعلقها وكانت حجتهم أننا لم نستأذن منهم فى تعليقها وهم الطلاب المنتخبون لإدارة النشاط"

المرحلة الثانية: منذ عام 1972م:

اشتدت فيها سواعد الحركة الطلابية الإسلامية مع تغير النظام ونضوب الدعم الموجه للتيار الناصري واليساري من قبله فتطورت لجنة التوعية الدينية من مجرد لجنة تجمع مجموعة صغيرة من الناشطين ينحصر مجالها في التوعية إلى الجمعية الدينية.
وقد تميز نشاط هذه الجمعية الدينية في هذه الفترة بالبعد عن الصبغة السياسية أو التنظيمية واقتصاره على بعض الوسائل البسيطة كمعرض الزي الإسلامي أو إقامة مصلى أو توزيع أوراق من القطع الصغير بها آيات وأحاديث.

المرحلة الثالثة: وتبدأ من عام 1974:

وفي هذه المرحلة تحول اسم الجمعية الدينية إلى الجماعة الإسلامية وبدأت رموز التيار الإسلامي يمثلون قيادات مؤثرة في الحركة الطلابية كما بدأت السيطرة على اتحادات الطلاب ففي أعوام متتالية تم انتخاب عبد المنعم أبو الفتوح رئيس اتحاد جامعة القاهرة وعصام العريان أمينا لصندوق اتحاد طلاب جامعات مصر وحلمي الجزار أمير أمراء الجماعة الإسلامية والمتحدث الرسمي باسمها وأبو العلا ماضي رئيس اتحاد طلاب جامعة المنيا ونائب رئيس اتحاد جامعات مصر.
كما زادت وتعددت أنشطة الجماعة الإسلامية الثقافية والتربوية من اللقاءات والندوات والمعسكرات بل وتعدى الأمر أسوار الجامعات فزاد الاهتمام بمشاكل المجتمع واتصلت بالشارع المصري وأسهمت في معارضة نظام الرئيس السادات عقب اتفاقية كامب ديفيد. وأثناء هذه المرحلة في العام 1975م دخلت الجماعات الإسلامية في الجامعات المصرية في مرحلة حسم السؤال الجوهري؛

كما يقول الدكتور "عصام العريان":

هل نبدأ من جديد أم نكمل المسيرة مع مَن صمدوا وثبتوا واستفادوا من تجاربهم؟ فاختار السواد الأعظم التواصل والاستمرار عدا جامعة أسيوط التي سيطر عليها اتجاه بقي على اسم (الجماعة الإسلامية) لكن بمضامين أكثر عنفًا وبتحالف مع التيار الجهادي.

ولن نتعرض لتفاصيل النشاط والتواجد الطلابى للإخوان خلال فترة السبعينيات فهذا ليس مجال البحث الذى ينحصر خلال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولكن إجمالاً كانت فترة الثمانينات امتداد طبيعى للانجازات التى حققتها مشاركة طلاب الجماعة الإسلامية فى النصف الثانى من السبعينات قبل أن ينقلب نظام مبارك على هامش الحرية فى العمل الطلابى فى أوائل التسعينات.

المبحث الثالث: العمل الطلابى فى عهد مبارك

فى أوائل الثمانينات عام 1981 تم اغتيال الرئيس السادات و تولى السلطة بعده مبارك الذي سار على طريق سلفه و بالتالي كان من الطبيعي أن يتخوف من الحركة الطلابية المصرية التي أصدر ضدها قرار في تعديله للائحة 79 و الصادر عام 1984 ومن الملاحظ أنه فى حين فتح الساحة السياسية أمام جماعة الإخوان المسلمين إلى حد ما بدأ تطويق نشاط الجماعة الطلابى من خلال التعديلات التى ألحقها بلائحة 79 وكذلك محاولات ما أطلق عليها " تجفيف المنابع" .

ومنذ أواخر الثمانينات أخذت تتبلور ثلاث قوى يتنافس كل منها على الفوز بأكبر عدد من مقاعد الانتخابات الطلابية فى الجامعات المصرية وهى:التيار الإسلامى وتضم أكثر من فصيل أهمها الإخوان المسلمون والجماعة الإسلامية والسلفيون؛

واليسار وقائمة النشاط أو طلاب الحزب الوطني ، وتلقى هذه القوائم مساندة كبيرة من جانب إدارة بعض الكليات سواء فى الانتخابات أو فى ممارسة النشاط الطلابى، ويبدو أن البداية القوية لظهور القوائم المسنودة من الحزب الوطني كانت فى عام 1987 من خلال إعداد الحزب الوطني لمعسكرات التصييف المجانية للطلاب.

وتميزت فترة عهد مبارك بالنسبة للعمل الطلابى بعدة مراحل مهمة يمكن تصنيفها إلى أربعة مراحل

فالمرحلة الأولى كانت بداية الثمانينات بمثابة استمرار للانطلاقة الطلابية فى السبعينات فقد استمر طلاب الإخوان المسلمين فى تحقيق نجاحات على مستوى الاتحادات الطلابية ومستوى الأنشطة الطلابية، واستمر الحال هكذا طوال فترة الثمانينات؛ عمل طلابى مقيد ولكن بهامش من الحرية والنشاط وحقق طلاب الإخوان خلاله نجاحات عديدة من خلال الانتخابات الطلابية.
المرحلة الثانية اتسمت بمحاولة قوية من الحكومة لتقديم تيار نشاط بديل داخل الجامعات يُشرف عليه الحزب الوطني وجهاز الشباب والرياضة، والذي عُرِفَ وقتها بأسرة "حورس"، وقامت الحكومة بوضع ميزانيات لتلك الأنشطة، وبدأت في إعداد كوادر من طلاب الجامعات عن طريق المعسكرات والرحلات والمحاضرات، وكان المقابل أحيانًا امتيازات مالية أو مادية، وأحيانًا تعليمية يأخذها طلاب "حورس"، لكن هذه الخطة باءت بالفشل لسببين؛
الأول أن كثيرًا من الطلاب الذين قاموا بالانضمام لهذا التيار هم طلاب نفعيون ليسوا رموزًا مُشرِّفةً وسط الطلاب، لا سيما أن أكثرهم متعثرٌ دراسيًّا، والثاني يرجع إلى الحملة المضادة التي قام بها طلاب التيار الإسلامي والاتجاهات الأخرى، كالطلاب الناصريين أو اليساريين، والذي كان لهم وجود ملحوظ، خاصةً في المحافل السياسية داخل الجامعة، والذين قاموا بفضح ممارسات بعض الأنشطة التي كانت غريبةً على الجامعة في هذا الوقت، كالسفر المختلط عدة أيام في رحلةٍ إلى الأقصر أو أسوان أو غيرها، وكظهور ميزانيات لبعض الرحلات بأرقامٍ لم يعرفها العمل الطلابي من قبل.
المرحلة الثالثة الأجهزة الأمنية قامت باستخدام الإدارة ممثلةً في رؤساء الجامعات والعمداء والوكلاء في وقف النشاط الطلابي، وحض الأساتذة وجهاز رعاية الشباب بالكليات على إيجاد ما يُسمَّى بالجمعيات العلمية لمزاحمة النشاط الإخواني داخل الجامعة وإيجاد كوادر طلابية مشرفة لها حظ من التفوق الدراسي والجانب العلمي؛
ودعم هذا إلغاء انتخاب العمداء وتدخل الأمن بشكلٍ سافرٍ في تعيين العمداء والوكلاء عن طريق التقارير الأمنية التي تُملى على رئيس الجامعة المُعيَّن أصلاً (قرارات اختيار الإدارات)، وواكب هذا تضييقات أمنية وتحقيقات ومجالس التأديب كوسيلةٍ لإرهاب طلاب النشاط الإخواني وشطبهم من الانتخابات وإلغاء الأسر الإخوانية كي تكون الساحة فارغةً من النشاط الإخواني؛
أما المرحلة الرابعة وهي الأسوأ من نوعها؛ حيث كشف فيها الأمن عن وجهه، وأصبح التعامل مع الملف الطلابي بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، بل وصل الأمر في بعض الجامعات إلى إيقاف الأنشطة الإخوانية عن طريق إدخال بلطجية للتحرش والتعدي على الطلاب والطالبات؛
بل وأصبح من الطبيعي مساندة أفراد أمن الكلية وضباط الحرس للبلطجية في عملية التعدي، وهذا ظهر في جامعات حلوان وعين شمس والإسكندرية، ولمواجهة هذا التعسف اتجه الطلاب إلى الاتحاد الحر أو الاتحاد الموازي الذي حقق إقبالاً ونجاحًا كبيرًا في المشاركة، وإن كان يفتقد بالطبع إلى آليات إجراء الأنشطة فيما بعد؛ فلا يوجد دعم مادي ولا يوجد موافقات، ويوجد بالطبع ملاحقات إدارية وأمنية لأنشطة هذا الاتحاد.

أسباب نجاح العمل الطلابى للإخوان فى الثمانينيات

حقق طلاب الإخوان فى بداية الثمانينات انتشار واضح فى العمل الطلابى وساعد فى ذلك الى جانب الظروف السياسية التى أتاحت هامش من الحرية بعض التطور السياسى والتنظيمى داخل المؤسسات الطلابية الإخوانية، فقد اعتمدت الحركة الإسلامية خلال فترة الثمانينيات وما بعدها أسلوب التخطيط العلمى والذى يبدأ بدراسة الواقع الطلابى وحصر إمكانياته وتحديد نقاط الضعف والفرص المتاحة لدى الإسلاميين وكذلك لدى منافسيهم من العلمانين والحكوميين.

كما اعتمدت الحركة الإسلامية أسلوب تحديد الأهداف وتقسيمها إلى أهداف مرحلية وأهداف نهائية وكذلك تحديد الوسائل بدقة كاملة وتوصيف العقبات المحتملة وكيفية التغلب عليها.

وكذلك لاحظت الحركة الإسلامية بالجامعات عدة أخطاء فى مرحلة السبعينيات وعالجتها ومن هذه الأخطاء:

  1. الاعتماد الكامل على الجماهيرية فى تسيير الدعوة وتجذير مبادئها فى تربة الجامعات، وعولجت هذه الظاهرة بمزيد من التصحيح للمفاهيم الدعوية فى نفوس أعضاء هيئة التدريس والنظر اليهم باهتمام خاص.
  2. الخلط بين أعداء الإسلام وبين المرغمين على ذلك من القيادات الجامعية حيث كان الخطاب النقدى الموجه من الإسلاميين فى السبعينيات يعم كل من ينتمى إلى إدارة الجامعة بوصفه جزء من النظام الحاكم.
  3. الانصراف عن قضايا الطلبة الحياتية الملحة كمشكلة الكتاب والسكن والبطالة والاكتفاء بعرض عموميات إسلامية يغلب عليها الجانب العاطفى أكثر من الجانب التفصيلى الواقعى.
  4. لاحظت الحركة الإسلامية بالجامعات انصراف معظم المتدينين عن التحصيل العلمى المتخصص زهادة فيه أو انشغالاً عنه..
  5. انتبهت الحركة الإسلامية إلى قصور الدور الذى تؤديه فى مجال دعوة الطالبات حيث كان مقتصراً على الإهتمام بالظاهر والزى الإسلامى طوال فترة السبعينيات ، فعمد الإسلاميون الى الاهتمام بالجانب التربوى والثقافى حتى صارت منهن نماذج إسلامية رفيعة المستوى.

واستمرت جهود الإسلاميين من خلال الاتحادات طوال أعوام 82، 83، 84 تتنامى وتزداد.وفى عام 1984 استطاع الإسلاميون إعادة الجامعات إلى صورتها العامة فى السبعينات فقد فاز الإسلاميين بمعظم الاتحادات الطلابية بالجامعات المختلفة ومثلت تلك الاحتجاجات الطلابية أوعية النشاط الطلابى الإسلامى الأساسية.

وفى جامعة القاهرة كبرى الجامعات تمكن الإسلاميون من الفوز بالاتحادات الطلابية طوال سنوات 84، 85، 86، 87، 88، 89، حيث كانت لهم أغلبية ملموسة بمجلس إتحاد الجامعة

والجدول التالى يوضح ذلك
العام الدراسى نسبة التصويت لصالح الجماعات الإسلامية فى تشكيل مجلس الاتحاد ملاحظات
84/1985 29 ضد 20 احتفظ الإسلاميون بمنصب الأمين والأمين المساعد على مستوى الجامعة طوال السنوات الموضحة
85/1986 35 ضد 17
86/1987 37 ضد 15
87/1988 50 ضد 2
88/1989 32 ضد 18
89/1990 26 ضد 24
وكذلك الحال فى معظم الجامعات المصرية حيث كان فوز الإسلاميين ظاهرة عامة. (9)

<ويقارن أحد رموز العمل الطلابى والنقابى د.السيد عبد الستار المليجى بين النشاط الطلابى خلال فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات؛فيقول:

هناك اختلاف جذري بين العمل في الجامعة خلال فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات؛ حيث كان لكل فترة خصائصها المميزة... فخلال فترة الستينيات كان العمل ينبع من وجدان الطلاب، ولم تكن هناك قيادات تاريخية على الإطلاق لها تأثير على طلاب الجامعة، وبالتالي تميز العمل في تلك الفترة بالتعددية في التوجهات الإسلامية والانطلاق الكامل دون أية قيود تنظيمية، وعمق التجربة الشخصية للطلاب النشطين في العمل.
أما في الثمانينيات فقد تميز العمل الإسلامي ببلورة العمل الجامعي إلى توجهات تنظيمية محددة؛ حيث فاز توجه الإخوان المسلمين الفكري بأكثر من 80% تقريبًا من الطلاب، وفازت التوجهات الفكرية والجهادية والسلفية بحوالي 20% من طلاب الجامعة، كما تميزت فترة الثمانينيات بالتضييق الأمني الشديد؛ وهو ما جعل تنظيم الإخوان هو الوحيد القادر على المواجهة، وأصبحت الجامعة المصرية ساحة تنفرد بها حركة الإخوان مع بعض المناوشات من تنظيمات حورس التابعة للحزب الوطني!
وفي فترة التسعينيات ارتفع صوت العمل النقابي على العمل الطلابي لدى الحركة الإسلامية، وتحول معظم قادة العمل الطلابي في السبعينيات والثمانينيات إلى العمل النقابي؛ وهو ما ألقى بظلاله على ضعف العمل الطلابي إلى حد ما, وما زال العمل الطلابي من وجهة نظري أضعف من الفترات السابقة من ناحية الحركة والأداء والتواجد والهمة والتأثير على باقي طلاب الجامعة. (10)

المبحث الرابع: نظام مبارك و تجفيف المنابع بالجامعات (السياسة الناعمة)

منذ أن اعتمد النظام الاستبدادي سياسة (تجفيف المنابع) لمحاربة الحركة الإسلامية في مصر؛نراه يستخدم كل أدواته المتاحة (قانونية وإعلامية وأمنية وتعليمية و …) من أجل تحقيق هدفه …..

فقد مارس نظام مبارك عدة خطوات رئيسية لمواجهة المد الإسلامى فى الجامعات فقد استهدف العمل الطلابي في المرحلة الثانوية باعتماد نظام التيرم حتي لا يجد الطالب مساحة من الوقت يتبني فيها أو يشارك في الانتصار لقضايا أمته …

كما أنه فتح الباب علي مصراعيه لفكرة الدروس الخصوصية والتي أرهقت البيوت المصرية إلي أبعد الحدود !وهو ما تسبب في ضغط الأسر المصرية علي أبنائها من أجل النجاح وعدم الالتفات إلي أي أنشطة طلابية أو غيرها حتي لا تتسبب في تكرار دفع تلك النفقات إن حدث له طارئ ورسوب !!

كما أن النظام لم يقصر في سياسة التخويف الأمني من مجرد العمل والمشاركة في أي نشاط مدرسي ! بل استحدث النظام شبكة مراقبة غير مرئية بكل مدرسة تراقب تحركات وأنشطة الجميع يقودها من يتولون أمر (الاتصال السياسي) بالمدارس والإدارات التعليمية …

وقد نشرت أحد المواقع الالكترونية أحد الوثائق التى قالت أنها عن مصادر داخل الحزب الوطني فيقول الخبر: قالت مصادر حسنة الاطلاع أن "الحزب الوطني" الديموقراطي الحاكم في مصر قد أقر خلال مؤتمره السنوي الأخير خطة تحرك تتضمن أساليب مقترحة لمواجهة تغلغل جماعة "الإخوان المسلمين" في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، من خلال ورقة سرية اعتمدتها لجنة حزبية خاصة وحظيت بتأييد جمال مبارك أمين "السياسات".

وأعطت الأمانة العامة للحزب بموجب الورقة تعليمات إلى أماناتها الفرعية لإجراء إحصاءات حول طلاب "الإخوان" على مستوى جامعات مصر لحصر أعدادهم والأنشطة التي يقومون بها، ومدى ما يتمتعون به من تأثير على الطلاب، والأسلوب الأمثل للتعامل معهم وحصارهم وإضعاف تأثيرهم في المحيط الطلابي.

جاء اعتماد "الوطني" لخطة التحرك هذه إثر الأحداث الدامية التي شهدتها جامعة عين شمس خلال الشهر الماضي والتي عكست تمتع طلاب "الإخوان" بنفوذ كبير داخل الجامعات وفشل استراتيجية الاحتواء التي تبنتها الجامعات وأجهزة الأمن خلال الفترة الماضية.

وتضمنت الورقة تحذيرات لطلاب "الوطني" بالجامعات من عواقب وخيمة لإجراء أي حوار مع طلاب "الإخوان" ومن أنه سيقع في بؤرة الاهتمام الأمنية، وتحثهم في ذات الوقت على شن حملة مناهضة تقوم على استغلال الأخطاء التي شهدتها الفترة الأخيرة؛ مثل الحديث عن تشكيل هيئة كبار العلماء في برنامج حزب الجماعة.

كما تدعو إلى التركيز على موقف الجماعة من ملفي المرأة والأقباط وعلى احتمال استنساخ النموذج الإيراني في مصر في حال وصولهم لسدة السلطة، والترويج لمسألة استخدامهم الدين كستار للوصول للحكم، وأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية إلا مرة واحدة فقط.وشملت التعليمات الموجهة لأنصار "الوطني" ضرورة تحذير زملائهم الطلاب من المخاطر الأمنية للانضمام لجماعة "الإخوان"، من خلال التأكيد على انعدام فرصهم في الحصول على أي وظيفة حكومية، ووضع أسرهم تحت الرقابة وإمكانية تعرضهم لملاحقات أمنية.

وأوضحت المصادر أن تبنى هذه الورقة جاء في ضوء تقارير أمنية أكدت أن الحملات الموجهة ضد طلاب "الإخوان" قد زاد من حجم التعاطف مع الجماعة وارتفاع نسبة الإقبال على الانضمام إليها في مختلف المحافظات.

وأشارت إلى أن الحزب سيدعم هذه التوصيات التي تضمنتها الورقة لتطبيقها خلال العام الدراسي الحالي، حيث ستخضع لتقييم شامل للبحث في مدى تحقيقها الأهداف التي وضعت من أجلها قبل أن يعطي قرارًا باستمرارها أو البحث عن بديل لها. (11)

وقد نجح مبارك في تطبيق سياسة تجفيف المنابع فقد غير سياسة التعليم بالكامل في مرحلة النشأة بحملة مسخ للمناهج التعليمية جند له فاسدين غير متخصصين قاموا بحذف جميع النصوص الإسلامية التي تقرر للنشء هوية عربية إسلامية و نتج عن ذلك مناهج ممسوخة..

ونشأ عن ذلك جيل جديد من الشباب فاقدى الهوية،كما دمر مبارك التعليم الجامعي المصري من خلال تعيين و فرض افسد أعضاء هيئات التدريس لشغل جميع المناصب القيادية في الجامعات بما في ذلك الأزهر من رؤساء للجامعات و حتى العمداء و الوكلاء و فصل و عدم تعيين المتفوقين من ذوي الميول الإسلامية و تعيين بدلا منهم أبناء تلك القيادات الفاسدة كمعيدين مما جعل الجيل الجديد من الوظائف لجيل يرث الفساد و يتفوق بالتزوير للنتائج...

وكذلك مشروع تطوير الجامعات تحت إشراف أمريكي يتدخل في الموافقة و الرفض عل تفاصيل العملية التعليمية بما يضمن الكبوة العلمية و التخلف البحثي مما يوقف أي تنمية ذاتية...و الدليل علي ذلك هو المواقع المتأخرة لجميع الجامعات المصرية في قائمة العالم. (12)

كما قام النظام الحاكم بتأسيس ما يعرف بتنظيم "حورس" بالجامعات المصرية لمواجهة انتشار طلاب الإخوان ، وعن دور وزارة الشباب والحزب الوطني الحاكم فى إنشاء تنظيم " حورس " بالجامعات ودعمه ماديا لمواجهة التيار الإسلامى الذى سيطر على معظم الاتحادات الطلابية بالجامعات فى التسعينيات؛

نشرت الشعب تحقيقا صحفيا مطولا فى 14/5/1993 بعنوان "عينوه بالتزوير انتقاما من الإسلاميين فعربد ونهب 62 ألف جنيه"،وقد تناول التحقيق الصحفى للشعب قصة طالب كلية الطب بعين شمس الذى تم تعيينه رئيسا لاتحاد الطلاب رغم فوز الإسلاميين فى الانتخابات الطلابية،إلا أن هذا الطالب ضبط وقبض عليه بتهمه تزعمه لعصابة سرقة أموال عملاء البنوك .

وتحمل الشعب إدارة الجامعة،ووزير الشباب آنذاك الدكتور عبد المنعم عمارة مسئولية ما حدث من الطالب نتيجة لإحساسه بأنه أصبح فوق القانون من خلال دعم وزارة الشباب ، وإدارة الجامعة له .

وفى هذا السياق أيضا تناول الدكتور محمد السيد حبيب (أستاذ بجامعة أسيوط) في مقاله المنشور بالشعب فى 8/6/1993 نفس الموضوع الخاص بتزعم رئيس اتحاد طلاب عين شمس المعين لعصابة السطو على البنوك،وانتقد التدخل الأمني ، والإداري في انتخابات الاتحادات الطلابية،وألقى باللائمة على تخلى الجامعة عن مسئوليتها ودورها فى رعاية طلابها ، مما يؤدى بهم فى النهاية إلى الاندفاع نحو العنف والتطرف. (13)

وتشير أحد الأوراق التنظيمية الخاصة بتقييم العمل الطلابى إلى بعض المعوقات التى واجهها العمل الطلابى الإخوانى فتقول الورقة:

المتأمل فى العمل الطلابى خلال فترة الثمانى سنوات الماضية يلاحظ أمرًا عجيبًا عكس ما ينبغى أن يكون وهو أن الأمر فى بدايته كان يسير من أقل إلى أعلى بصورة منتظمة وذلك من بداية عام 84-85 وكان هو البداية الحقيقية للعمل الطلابى فى الثمانينات وظهرت فيها الصورة الإسلامية بطريقة جيدة وانجذب إليها جموع الطلاب وظهر كذلك الكوادر الطلابية التى تقود جموع الطلاب ولها ثقل عند الإدارات وعند الطلبة وكذلك عند أعلى المسئولين فى الدولة ، وكان هناك النشاط المتنوع الذى ييسر وصول الفكرة الإسلامية للجامعة.
وفى نفس الوقت ولكى نضع كل أمر فى مكانه لم تكن الدولة والأمن قد فطن إلى هذا التواجد المؤثر؛ لذلك كانت فترة عمل حرة ومثمرة و كانت الثمرة التى تخرج من هذا الجو ثمرة ناضجة تمثل طالب له سمات الطالب المسلم الذى يشار إليه بالبنان.
ولكن مع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات بدأت الأمور تسير ببطء وتتأخر عما هو متوقع لها مع وجود التضييق الأمنى والإدارات المتعنتة مع الاتجاه الإسلامى وكذلك لم تنتج هذه المرحلة سوى أفراد ليس لديهم السمت المطلوب من قادة العالم إلى طريق الهدى؛ لذلك وجب التوقف لنرى مكاننا ونعلم أين نضع أقدامنا.

الأمور المعوقة للعمل الطلابى:

(1) داخلية:

وهى الأمور التى تعوق العمل الطلابى من أن يحقق غايته داخل الحرم الجامعى:

  1. وضوح المحاربة للتيار الإسلامى بطريقة سافرة من قبل إدارات الجامعات تتضح فى تحجيم النشاط واعتقال الطلبة النشطين وتشويه صورتهم لدى الطلبة.
  2. استخدام الإدارات لسلاح الفصل وكذلك وسيلة الضغط على الأهل للتأثير على أبنائهم.
  3. وضوح الحزب الوطني بصورة أكثر تنظيمًا (حورس) وتمويلاً ومحاولة استمالة الطلاب بالرحلات والدعم المالى.
  4. انتشار الفساد الفكرى بين الطلاب وانتشار السفور الزائد بطريقة مقززة بين معظم الطالبات وعرض الأزياء اليومى.
  5. ندرة الذين لهم سمت إسلامى واضح ومؤثر فى الطلبة وهو عامل هام مؤثر فى الطلبة عن تأثير الطلبة الإسلاميين.
  6. ضعف الإمكانيات المادية للطلبة بصورة عامة وللإخوان بصفة خاصة تعوق الأخ عن بعض الأعمال وقد تؤثر على الطالب العادى بالسلب (مثل بعض الطلبة الفقراء يعملون مع الأمن كمخبرين).
  7. وجود حاجز بين الطلبة والطلبة الذين لهم نشاط إسلامى وذلك نتيجة تأثير خوف الأهل النابع من تأثير وسائل الإعلام المضللة.
  8. التدخل الأمنى السافر فى الثلاث سنوات الأخيرة حتى ظهر لكل ذى عقل أن الجامعة تدار من خلال الأمن مباشرة حتى أصبح بعض العمداء يطلب موافقة قائد الحرس قبل أن يوافق هو.

(ب‌) خارجية:

  1. محاربة التيار الإسلامى على مستوى الجمهورية بقوة فى السنوات الأخيرة مما ينعكس بطريقة مباشرة على الطلبة الإسلاميين فى الجامعة.
  2. نشاط الإعلام بطريقة واضحة فى مهاجمة التيار الإسلامى بصورة عامة وتشويه صورته عند الناس.
  3. نشر الإعلام للرذيلة بطرق مختلفة ومحاولة إنشاء جيل خاوى من كل ما هو إسلامى وذلك للشاب والشابة على حد سواء.
  4. نشاط أو خمول العمل العام داخل المحافظة يؤثر إيجابًا وسلبًا على العمل الطلابى داخل الجامعة وفى الفترة الأخيرة قلت الأعمال العامة نتيجة للتضييق الأمنى.
  5. محاولة الإدارات تقسيم الحرم الجامعة فى معظم الجامعات؛ وذلك لتجنب أى عمل مجمع كما كان يحدث بالأمس.
  6. عدم اعتزاز الطالب بنفسه نتيجة عدم الثقة فى الحصول على وظيفة مناسبة أو فرصة عمل معقولة مما يؤدى إلى اضطراب ذهن الطالب وعدم إقباله على العلم أو المشاركة فى الأعمال العامة. (14)

هذا جزء ما يمكن أن نطلق عليه "السياسة الناعمة" والتى استهدفت تجميد او تجفيف العمل الطلابى الإخوانى، ولكن بالطبع لم يكتف النظام بهذه السياسة الناعمة ولكن كان يمارس "السياسة الخشنة" وهى الشطب والاعتقال وتعيين الاتحادات الطلابية وغيرها من الوسائل التى انتهجها النظام وهو ما سنتعرض له خلال المبحث التالى

المبحث الخامس: نظام مبارك والسياسة الخشنة تجاه الطلاب

مارس نظام مبارك العديد من الاجراءات سواء القانونية أو غير القانونية لتحجيم دور الإخوان وبعيداً عن الخوض فى تفاصيل كثيرة بخصوص الاجراءات القمعية التى مارسها النظام ضد طلاب الإخوان سنكتفى هنا بعرض جزء من بعض التقارير التى تناولت تلك الانتهاكات

الانتخابات الطلابية عام 2007 2008

يقول تقرير مركز سواسية لحقوق الانسان عن الانتخابات الطلابية 2007/2008؛ مرحلة ما قبل الانتخاب:

يتضح أن الإدارة قد قامت بتحويل ما يقرب من 20% من الطلاب المرجح تقدمهم إلى الترشح إلى التحقيق ، وقد برز هذا في بوضوح مع الساعات الأولى من تقديم الأوراق حيث فوجئ الطلاب بأنهم محالون للتحقيق لحظة تقديم الأوراق، وقد تقدم عدد منهم بشكوى للمراقبين لتوثيق هذا الإجراء لتصل النسبة بين الحالات المرصودة إلى 20% .
وتبدوا نسبة الطلاب التي واجهت تعسف شديد في استخراج الأوراق اللازمة لتصل نسبة الحالات التي رصدت إلى أكثر من 80% من الحالات.
كما أن الإعلان عن دعوة الطلاب لانتخاب كان في 90% من الحالات غير واضح وفي أماكن غير معروفة، وتبدوا النسبة الأخرى المتمثلة في الإعلان في الموعد القانوني هي الأخرى ذات دلالة حيث تم الإعلان تقريباً في نهاية اليوم الدراسي إجازة بحيث وصلت هذه النسبة إلى أكثر من 40% من الحالات والباقي يدخل في دائرة الإعلان غير المرئي ،حتى وإن خرج في موعده القانوني .
ومنع الباقي من استخراج الأوراق المطلوبة في أكثر من 85% من الحالات، أما من استطاعوا الحصول على أوراق الترشيح فإن 20% منهم لم يحصلوا على ما يفيد أنهم سلموا أوراقهم للإدارة بينما استطاع الباقون أن يحصلوا على أوراق؛ الأمر الذي يشير إلى تمييز واضح في هذا الإطار سواء في على مستوى الطلاب في ذات الجامعة أو بين جامعات مصر.
ويشير التقرير إلى أنه لم يتم الإعلان عن أي قوائم للمرشحين في الجامعات المصرية التي تم مراقبتها ، اللهم إلا في عدد صغير من الكليات والتي تمثل النسبة التي لم تتخطى الـ2% ،غير أن هذه النسبة لم تسلم من الشطب التعسفي فقد وصلت نسبة من شطبوا شطباً تعسفياً إلى 80% من الحالات.الأمر الذي يفسر انخفاض النسبة التي تعرضت لمضايقات عقب إعلانها في قوائم المرشحين حيث لم تتعدى نسبة الـ2 %.
ويضيف التقرير مع كافة الإجراءات السابقة ، مر يوم الانتخاب بهدوء عام،فلم يتم مشاهدة سوى نسبة 16% من أماكن الاقتراع في أماكنها ،أما الباقي أي ما يقرب من 85% من المشاهدات فلم تلاحظ أماكن الاقتراع بالأساس، ولم يسمح للمراقبين في أي من اللجان المعروفة أن يدخلوا أو يطلعوا على الصناديق ، كما لم يستطيع أحد المرشحين أن يدخل ليطلع على خلو الصندوق وكفاءة لجنة الاقتراع.
وقبل أن نصل إلى المرحلة الأخيرة من مراحل مراقبة العملية الانتخابية، لا بد وأن نشير إلى نسبة هامة وذات دلالة وهي نسبة الكليات التي أجريت فيها الانتخابات من مجموع الكليات في الجامعات المصرية التي تم مراقبتها،حيث لم تتعدى هذه الكليات نسبة الـ12% من الكليات؛ أي أنه لم تجري أي انتخابات بالأساس في 88% من الكليات.
ويضيف التقرير أكد مراقبو المركز أن الانتخابات الطلابية مرت دون أن يعلم بها نسبة كبيرة من طلاب الجامعات، لدرجة أن بعض الجامعات شهدت يوما دراسيا عاديا خلال يوم التصويت، ولم يكن لدى إدارة الجامعة الحرص الكافي على تشجيع الطلاب على المشاركة، بما يعني أن التدخل الحكومي من أجل الحصول على مجالس اتحادات طلابية موالية لم يشعر به أحد سوى الطلاب المشطوبين الذين يمثلون في غالبيتهم طلاب الحركة الطلابية الإسلامية!
وبالتالي كان من الطبيعي أن يتراجع إقبال الطلاب المستقلين أو من الحركات الطلابية الأخرى على الترشيح أو التصويت في الانتخابات، وقد كشفت الأرقام الرسمية للطلاب المتقدمين للترشيح للاتحادات الطلابية أن جامعة حلوان احتلت المقدمة في تراجع الترشيحات، مقارنة بجامعتي القاهرة وعين شمس، وبلغ عدد المتقدمين فيها العام الجاري ٩٥٢ طالبا مقابل ١٣٠٠ طالب العام الماضي، بانخفاض ٣٤٨ طالبا.
وجاءت جامعة عين شمس في المرتبة الثانية حيث تقدم للترشيح ٨٤٥ طالبا مقابل ١٠٣٢ طالبا العام الماضي، بانخفاض ١٩٧ طالبا عن العام الماضي، بينما احتلت جامعة القاهرة المركز الثالث في تراجع الترشيحات، حيث تقدم ١٥١٨ طالبا مقابل ١٥٦٥ طالبا العام الماضي بانخفاض ٤٧ طالبا.
وسجلت الجامعات الإقليمية إقبالا ضعيفا جدا بالمقارنة بجامعات القاهرة الكبرى، ففي جامعة سوهاج لم يتعد عدد الطلاب المتقدمين للترشيح ٤١١ طالبا والفيوم ٦٢٢ طالبا، المنيا ٥٥٦ طالبا، بني سويف ٢٧٧ طالبا، الزقازيق ٩١٧ طالبا، كفر الشيخ ٣٧١ طالبا، جنوب الوادي ٣٩١، طنطا ٨٤٠.
هذه الأعداد تكشف حقيقة مفزعة، تتمثل في وجود سلبية مخيفة لدى الطلاب بقدر ما تكشف عن نجاح أسلوب "المنع من المنبع"، الذي اتبعته الأجهزة الحكومية في الانتخابات الأخيرة لحرمان الطلاب من ترشيح أنفسهم، فضلا عن ضعف الدعاية للانتخابات الذي تعمدت الحكومة فيه من أجل إنجاح كل مرشحيها، وضمان أن تكون اتحادات الطلاب بالكامل من الأسماء الحكومية.
كما قامت بعض الإدارات الجامعية بإعلان قبول أوراق الترشيح يوم الخميس 13 أكتوبر قبيل إجازة عيد الفطر مباشرة، فيما قامت إدارات أخرى بالإعلان عن قبول أوراق الترشيح يوم الثلاثاء 18 أكتوبر، وهو اليوم التالي لإجازة العيد، وهو ما يعني صعوبة استكمال الأوراق المطلوبة مثل: شهادة الميلاد بالكمبيوتر وشهادة تفيد النشاط من الكلية أو المدرسة الثانوية لطلاب الفرقة الأولى.
وبين يومي الثلاثاء 18 أكتوبر، ويوم التصويت الاثنين 24 أكتوبر لم يتسن للمرشحين عمل الدعاية المناسبة لهم، وخلت معظم الجامعات من أي نوع من الدعاية الانتخابية، ودخلوا في صراع مع إدارات الجامعات حول شطب أسمائهم من الكشوف الابتدائية التي كان من المقرر الإعلان عنها يوم الخميس 20 أكتوبر، ولكن ذلك لم يحدث في عدد من الجامعات.
واستمر شطب هؤلاء الطلاب في الكشوف النهائية التي كان مقررا لها يوم الأحد أي قبل مرحلة التصويت بيوم واحد فقط، ولم يفلح سعيهم في استعادة حقهم عن طريق تشكيل وفود لمقابلة عمداء الكليات أو تنظيم اعتصامات، إذ يبدو أن القرار لم يكن بيد إدارات الجامعات التي لم تستطع سوى أن تبدع بدورها حلا يساهم في تفويت فرصتهم في المشاركة، وذلك عبر تقديم وعود لكل المشطوبين بأنه يمكنهم تنظيم أسر طلابية لممارسة النشاط الطلابي وهو الأمر الذي لا يعدو كونه وعدا قد يتم تنفيذه لاحقا أولا!

وعن الانتهكات والتجاوزات التى شهدتها الانتخابات يرصد التقرير عدد من هذه التجاوزات فيقول:

رصد مراقبو المركز في الجامعات التي شهدت أعمال المراقبة كثيرا من التجاوزات والانتهاكات وأهمها:

شطب المرشحين:

  1. تم شطب أسماء 17 طالبا من كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة في الكشوف الابتدائية، من بينهم 16 إسلاميا، وطالب آخر عضو في الاتحاد السابق، ولم يظهر اسمه في القائمة لوجود تشابه بين اسمه وبين اسم أحد الطلاب الإسلاميين!
  2. تم شطب جميع المرشحين الإسلاميين والمستقلين في جامعة المنوفية بعد أن قبلت إدارة الجامعة أوراق ترشيح أكثر من 1000 طالب، ولكن لم يظهر في القوائم الابتدائية سوى أسماء 600 مرشحا (بواقع 50 مرشح في كل كلية).
  3. شطبت إدارة جامعة حلوان 92 طالبا إسلاميا تقدموا بأوراق ترشيحهم، وعندما احتجوا لنائب رئيس الجامعة الدكتور رشاد عبد اللطيف حصلوا منه على وعد بإدراج أسماءهم في الكشوف النهائية ولكن ذلك لم يحدث.
  4. تم شطب 130 طالبا من جامعة القاهرة من الكشوف النهائية للمرشحين واقتصرت هذه الكشوف علي عدد لا يتعدى 46 طالبا لكل قائمة، وهو عدد غير كاف لتشكيل مجلس اتحاد الكلية.
  5. شطبت جامعة عين شمس 26 طالبا وطالبة من الإسلاميين في الكشوف النهائية، وبرر الدكتور أحمد زكي بدر رئيس الجامعة ذلك بالقول إنه جاء نتيجة تقديم طعون ضدهم من زملائهم المرشحين، وإن إدارة الجامعة قبلت هذه الطعون!

التدخل الأمني:

  1. تواجد أفراد من "الأمن" بمكاتب رعاية الشباب بكليات جامعة المنوفية وكانوا يقومون بوضع علامات في الكشوف الانتخابية علي أسماء بعض الطلاب، وخصوصا من الكتلة الطلابية الإسلامية.
  2. تواجدت عناصر من "أمن الدولة" بكثافة في مقرات رعاية الشباب بجامعة حلوان، وتدخلوا بشكل مباشر في القوائم، وردوا على استفسارات الطلاب، وعندما سأل الطلاب عن صفة أحدهم واسمه سامح أجابهم الدكتور طلعت السروجي عميد كلية الخدمة بأنه دكتور في الجامعة!!
  3. وفي جامعة القاهرة تواجد الطلبة الخريجون والقدامى من الاتحاد الحكومي إلى جانب المخبرين وأفراد أمن الدولة في أماكن تجمع الطلبة لسحب استمارات الترشيح.
  4. بعد يومين من انتهاء الانتخابات شهدت جامعة عين شمس أحداث عنف طلابية بين طلاب حكوميين يعاونهم 300 بلطجي من جهة وبين طلاب الإخوان المسلمين على مرأى ومسمع من إدارة الجامعة والحرس الجامعي، ولم يقم "الأمن" بالتدخل لإنهاء الأحداث وقام بدلا من ذلك باعتقال 12 طالبا إسلاميا من أمام بوابة الجامعة واحتجازهم في قسم الوايلي.

العنف الطلابي:

  1. قام طلاب في جامعة حلوان تحت عيون حرس الجامعة وقوات حرس الكليات بمنع الطلاب من الترشيح حيث قاموا بالوقوف أمام أبواب مكاتب رعاية الشباب بالكليات لإرهاب الطلاب والتضييق عليهم، وقام أحد طلاب الاتحاد بكلية الخدمة الاجتماعية بالرد علي أسئلة الطلاب في وجود عميد الكلية، وكأنه الآمر الناهي في قبول أوراق ترشيح الطلبة، وفي كلية التجارة قام بعض الطلاب تحت عيون حرس الجامعة بمنع زملاءهم من الترشيح، حيث وقفوا أمام أبواب مكاتب رعاية الشباب بالكليات والتضييق عليهم.
  2. قام طالب وعضو في الاتحاد السابق من كلية العلوم بجامعة عين شمس بالاشتباك بالضرب مع أحد زملاءه الواقفين في الطابور لمنعة من تقديم أوراق ترشيحه، وفي كلية الهندسة قام بعض طلاب الاتحاد السابق بالاعتداء بالضرب علي طالبين أثناء قيامهم بتعليق إعلان في الكلية عن فتح باب الترشيح.
  3. قامت مشادات كلامية ومشاجرات بالأيدي بين طلبة الاتحاد وطلبة الإخوان المسلمين، في محاولة لفض اعتصامات الطلاب الإسلاميين احتجاجا على شطبهم من الكشوف الانتخابية.
  4. قام طلاب من جامعة عين شمس بمساعدة حوالي 300 بلطجيا مسلحين بعصي وأسياخ حديدية وزجاجات حارقة باقتحام اعتصام للطلاب الإسلاميين بجامعة عين شمس بعد يومين من انتهاء الانتخابات الاثنين 22 أكتوبر الجاري احتجاجا علي تزوير الانتخابات الطلابية، وقام البلطجية بضرب صحفي بجريدة الدستور المستقلة وسرقة كاميرته. (15)

الانتخابات الطلابية عام 2010

رصدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير خلال الفترة من ٢٤ فبراير وحتى ٢٣ أبريل 2010 ، عدد هائل من حالات إلقاء القبض على الطلاب، والتي نجم عنها تعرض نحو ٦٨ طالب للحبس، منهم من بلغت مدة حبسه أربعة أيام، ومنهم من تم تجديد الحبس له خمسة عشر يوما، في أعقاب الأربعة أيام الأولى، إلى جانب صدور قرار ضبط وإحضار لنحو ٢٠ طالب، من طلاب هندسة منوف بجامعة المنوفية، هذا إلى جانب نحو ٥٨ حالة تتراوح ما بين التعرض للتحقيق والإحالة إلى مجالس التأديب.

والتي نجم عنها تعرض الطلاب للفصل مدد تبدأ من أسبوع وتصل في بعض الأحيان إلى شهريين. إلى جانب صدور قرار بفصل طالبين وحرمانهم من دخول امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية اللغات جامعة الأزهر. هذا بالإضافة إلى العديد من الإصابات، التي تعرض لها الطلاب، والتي نجمت عن اقتحام أجهزة الأمن، للحرم الجامعي للجامعات المصرية.

هذا ويتم العنف داخل الحرم الجامعي، عبر تزاوج غير مسبوق ما بين رجال الأمن، وإدارة الجامعة، إضافة إلى موظفي الجامعة، وأعداد هائلة من البلطجية، الذين يتم استخدامهم من قبل وزرة الداخلية لردع المتظاهرين.

والطلاب هنا لا يعانون فقط من التدخلات الأمنية، لكنهم أيضاً يعانون من تعنت الإدارة الجامعية معهم، وتحويلهم إلي تحقيقات ومجالس تأديب، كما قامت الإدارة في بعض الحالات بمنع الطلاب من حقوقهم القانونية بحضور محامي للدفاع عنهم أثناء التحقيقات.

وسنكتفى بجزء من التقرير الذى تناول حالة بعض الجامعات على حدة

أولاً: جامعة الإسكندرية:

كلية آداب:
تعرض طلاب جامعة الإسكندرية في يوم ٢٤ فبراير 2010 ، إلى هجمة شرسة، وقد بدأت الأحداث على خلفية قيام طلاب كلية آداب، بعمل حملة تبرعات، لشراء جهاز تنفس صناعي، بهدف إهداءه لمستشفى الجامعة، وذلك في إطار حملة تحت عنوان "ومن أحياها"، مما نتج عنه تعرض طلاب الإخوان، للعنف من حرس الكلية، وعدد من طلاب الاتحاد، وموظفي الكلية.
ومن جانبه وصف خالد عطية، أحد طلاب الإخوان، الأحداث بقوله: "فوجئ الطلاب بعدد من "البلطجية"، يسحلون زملائنا على الأرض أمام نظر العميد".
ويضيف أحد الطلاب " قام مجموعة من موظفي إدارة الكلية، وعدد أخر من الأفراد،بالاعتداء علي الطلاب المشاركين في الحملة بالضرب، وإحداث إصابات بالغة بهم وذلك علي مدار يومين متتالين"
وقد شهد اليوم التالي قيام الأجهزة الأمنية بمداهمة منازل ١٠ من طلاب الإخوان المسلمين والقي القبض على أربع طلاب، وتم عرضهم على نيابة باب شرق محضر رقم ٦١٩ لسنة 2010 جنح باب شرق، حيث وجهة لهم اتهامات الاعتداء على موظف عام أثناء تأدية عمله، وإتلاف منشآت،
وأضاف محامى الطلاب الأستاذ خلف بيومي لباحثي المؤسسة "أنه تم إضافة تهمة انتماء الطلاب لجماعة الإخوان المسلمون، بعد حصول النيابة على تحريات مباحث أمن الدولة"، وأصدرت النيابة قرارها بحبس الطلاب لمدة أربع أيام على ذمة التحقيق،
كما أصدرت قرارها بضبط وإحضار بحق ١٢ طالب، وبعد ثلاث أيام في ٢٨ فبراير 2010 تم عرض الطلاب مرة أخرى على النيابة لنظر التجديد، وقد أصدرت النيابة قرار بإخلاء سبيل أحمد جلال متولي (كلية التجارة)، وأحمد محمود خليل (كلية الحقوق)، واستمرار حبس الطالب أحمد نبيل كلية آداب، والطالب المعتز بالله محمد كلية التجارة، وبعد إصدار
كلية التجارة:
هذا وقد توالت أحداث العنف ضد طلاب جامعة الإسكندرية، حيث تعرض طلاب كلية التجارة، في يوم ٢٥ مارس 2010 إلي الاعتداء من قبل أفراد من موظفي إدارة الكلية والحرس الجامعي، مما أسفر عن إصابة كل من الطالب أحمد عمر بقطع في الشفة، والطالب محمد فتح الباب بكسر في الذراع، كما أصيب الطالب محمد محمود بإغماء نتيجة اعتداء البلطجية عليه بالشوم وقد نقلوا علي إثر ذلك إلي المستشفي.
وفي يوم ٢٨ مارس توجه الطلاب المعتدى عليهم لتقديم بلاغ لما حدث معهم من اعتداءات لنيابة باب شرق، وفي ٣١ مارس تم استدعاء الطلاب إلي النيابة وتم فتح التحقيق في المحضر رقم ١١٠٦ لسنة 2010 جنح باب شرق، وفوجئ الطلاب بتوجيه اتهامات إتلاف المال العام، والاعتداء على موظف أثناء تأدية عمله، وتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين وأصدرت النيابة قرار بحبس الطلاب لمدة ١٥يوم، وفي يوم ٦ أبريل تم عرضهم على محكمة جنح باب شرق التي أصدرت قرارها باستمرار الحبس لمدة ١٥ يوم. وتم ترحيلهم لسجن برج العرب. وسيعرض الطلاب مرة أخري يوم ٢٧ أبريل.
قرارات بالفصل:
أصدرت إدارة كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، في يوم ١ مارس 2010 قرار بفصل ٦ طلاب لمدة أسبوعين، إنذار خمس طلاب بالفصل، على خلفية مشاركتهم في حملة التبرع لشراء جهاز تنفس صناعي وإهداءه لمستشفي الجامعة. وفي كلية التجارة أصدرت إدارة الكلية قرار بفصل ٧ طلاب لمدة أسبوعين للمشاركة في نفس الحملة.
اختطاف الطلاب
على خلفية مشاركة طلاب الجامعات، في أنشطة مجموعة ٦ أبريل ، تعرض الطالب، طارق محمد محمود خضر، الطالب بالفرقة الرابعة ،كلية العلوم، جامعة إسكندرية، للاختطاف من قبل أجهزة الأمن، ذلك أن أسرته قد أعلنت عن اختفائه، صباح السبت الموافق ٢٧ مارس 2010 ، هذا وقد أشار زملاء الطالب بالجامعة، إلى أنه قد تعرض للاختطاف على يد أحد ضباط أمن الدولة، المعتاد تواجدهم داخل
الحرم الجامعي، مع عدد من المخبريين، على مرأى ومسمع من الطلاب. .. وفى حوار مع والدة الطالب أجرته (جريدة الدستور في ٢٠ أبريل 2010)، أشارت إلى أنها قد علمت من أحد الضباط أن ولدها، محتجز وأنه سوف يتم الإفراج عنه بعد أحداث ٦ أبريل، إلا أنه وحتى حين إجراء الحوار معها، لم يتم الإفراج عنه، أو معرفة محل احتجازه.

ثانياً: جامعة المنوفية:

كلية الهندسة الإلكترونية:
شهدت كلية الهندسة الإلكترونية بجامعة المنوفية في ٣٠ مارس أحداث عنف مشابهة لما حدث في جامعة الإسكندرية، على خلفية الحفل السنوي الذي يقيمه الطلاب باستمرار، وأثناء خروجهم من الكلية بعد انتهاء الحفل، فوجئوا الطلاب بقيام قوات الأمن المركزي وفرق الكاراتيه بزيهم المدني ينهالون عليهم بالهراوات والجنازير والأحذية والحجارة ، وقاموا بخطف الطلبة وحبسهم في سيارات الشرطة ،
كما قاموا بالتعدي علي الطالبات،بالعصي والسب والقذف، مما أدي تعرض عدد من الطلاب للإصابة، وقامت قوات الأمن بإلقاء القبض على ١١ طالب وترحيلهم إلى قسم شرطة منوف، حيث استكملت الشرطة الاعتداء عليهم بالضرب المبرح .
وقد تم تحرير محاضر برقم 2237/2235 لسنة 2010 جنح قسم منوف، ووجهت لهم النيابة تهم الانتماء إلي جماعة محظورة قانونا، حيازة محررات ومطبوعات ولافتات معده لإطلاع الغير عليها تتضمن ترويجا لأفكار تناهض مبادئ الدستور الأساسية والتي من شأنه تكدير الأمن العام وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة، واستغلال الدين في الترويج بالكتابة للأفكار المتطرفة بقصد إثارة الفتن، واستعمال القوة والعنف مع موظف عام (أمين شرطة بإدارة الحرس الجامعي)، وبعد التحقيق معهم قررت النيابة حبس الطلبة ١٥ يوما .
وتم ترحيلهم لسجن وادي النطرون، كما أصدرت النيابة قرار ضبط وإحضار بحق ١٢ طالب أخر، و عرض الطلاب المصابين على الطب الشرعي، وعمل تقارير طبية لهم لإثبات ما بهم من إصابات.
وفي ١٦ أبريل تم عرض الطلاب على محكمة منوف الجزئية التي قررت إخلاء سبيل الطلاب بكفالة قدرها ٢٠٠ جنية، إلا أن وزارة الداخلية أصدرت أمر اعتقال بحق أربع طلاب وتم ترحيلهم إلي سجن وادي النطرون.
هذا إلى جانب تحويل ٥٣ طالب (منهم ١١ طالب صادر بحقهم قرار حبس لمدة ١٥ يوم، و ١٢ طالب صادر بحقهم قرار الضبط والإحضار) للتحقيق من جانب إدارة الكلية، مع رفض إدارة الكلية لحضور محامى المؤسسة التحقيقات مع الطلاب والمماطلة في إجراء التحقيق يوم ٤ أبريل، وهو ما دعا إدارة الكلية لتأجيل تلك التحقيقات، إلي يوم ٧ ،٦ أبريل 2010 ، واستمر رفض وتعنت الإدارة في منع المحامين من حضور التحقيقات خلال الأيام سالفة الإشارة.

ثالثاً:جامعة الزقازيق

قامت الأجهزة الأمنية يوم ٢٣ مارس 2010 بإلقاء القبض على ثلاث طلاب من أمام بوابة الجامعة عند محاولتهم دخول الحرم الجامعي ، وتم عرض الطلاب علي نيابة قسم ثاني الزقازيق، التي وجهت إليهم تهم توزيع منشورات، والانتماء إلي جماعة محظورة، وقررت النيابة حبسهم ١٥ يوما علي ذمة التحقيقات، وفي ٤ أبريل أصدرت النيابة قرار بإخلاء سبيلهم.
وفي يوم ٢٩ مارس 2010 ، قام الطالب بلال جمال عطية هندي، بالفرقة الثالثة بكلية هندسة، جامعة الزقازيق، بتسليم نفسه لنيابة قسم ثاني الزقازيق، وذلك بعد توجيه تهمه إتلاف المال العام له، وقد أخلت النيابة سبيله، إلا أن قسم ثاني الزقازيق، استمر في حبس الطالب لمدة يومين قبل أخلاء سبيله.
ويوم ٣٠ مارس قامت الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على الطالب، أحمد متولي عوض، الطالب بالفرقة الأولي كلية العلوم، وتم عرضه بعد ذلك على النيابة التي وجهت إليه نفس الاتهامات السابقة، وأصدرت قرارها بإخلاء سبيله.
وفي ٣١ مارس قامت الأجهزة الأمنية، بتكرار نفس الأمر مع الطالب، إسلام محمدي الحسيني، الطالب بالفرقة الثالثة ، كلية التجارة، حيث تم عرضه على النيابة وأصدرت قرارها بإخلاء سبيله بعد أن وجهت إليه نفس الاتهامات. (16)

المراجع

  1. الطلبة في خلد الإمام البنا،موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)، عبده مصطفى دسوقى
  2. مجلة الإخوان المسلمون (عدد 90).
  3. الإخوان المسلمون في كتابات الغربيين- زياد أبو غنيمة, ص- 70.
  4. صفحات من جهاد الشباب المسلم- حسن دوح, ص- 73.
  5. الإخوان المسلمون- ريتشارد ميتشيل, ص- 198.
  6. مجلة الدعوة (العدد 104).
  7. مجلة الدعوة (العدد 104). للمزيد طالع ،الإمـام حـســن البـنـا مؤسس حركة الإخوان المسلمين 1906 – 1949م،مصطفى محمد الطحان
  8. التنظيم الطليعي السري (1963-1971) هو تنظيم سياسي تابع للاتحاد الاشتراكي العربي بمصر في عهد جمال عبد الناصر، الهدف منه، كما أعلن وقتئذ، هو "تجنيد العناصر الصالحة للقيادة وتنظيم جهودها ويطور الحوافز الثورية للجماهير". وقد أشرف على بناء التنظيم: محمد حسنين هيكل، علي صبري، سامي شرف. وقد أشار الميثاق إلى تكوين هذا التنظيم في عام 1962، وإن لم ينص على الطبيعة السرية له. وصل عدد أعضاء التنظيم إلى 30,000 عضو.وكانت فكرة عبد الناصر إيجاد تنظيم منضبط مثل التنظيمات الشيوعية، وقد أراده أن يكون سرياً لما أبداه من رغبته في حماية أعضاء التنظيم من تكتل القوى ضدهم أولاً وثانياً حتى لا يستغل أحد موقعه في التنظيم الطليعى للاستفادة في مكان عمله، وهو تفكير غريب من رئيس الدولة فوق أنه غريب بالنسبة لتنظيم شعبي يستهدف تعبئة الجماهير لمساندة الحكم وليس للانقضاض على الحكم، فالغريب أيضا أن هذه السرية التي أحاطت بالتنظيم كانت قاصرة على الجماهير الشعبية لأن عبد الناصر ضم إليه عناصر كثيرة من جهاز الدولة ولم يفهم أحد لماذا يخفى عبد الناصر عن الجماهير سياسياً يستهدف تحريك الاتحاد الاشتراكى وقيادته، صحيح أن الميثاق أشار إلى تكون هذا التنظيم 1962، ولكن لم ينص الميثاق على أن يكون هذا الطليعى سرياً لذلك لم يكن غريبا، في إطار هذه السرية، أن تكون كتابة التقارير السرية هي أهم نشاط أعضاء التنظيم الطليعى، فلائحة التنظيم نصت على ذلك صراحة فعلى العضو: "أن يتقدم بالتقارير في مختلف المسائل إلى مستواه وإلى الهيئات الأعلى بما فيها اللجنة المركزية خلال مستويات التنظيم".كانت مهمة التنظيم الذي وصل عدد أعضائه إلى 30 ألف عضو كتابة التقارير، تكتب عن أى شخص مهما كانت قامته ومعلومات تجمع عن أى شيء مهما كانت قيمته وحتى عن المصريين خارج مصر، مرورا بكم هائل من المواضيع مثل الخلافات والشجارات التي تنشأ والقضاة وطلبة الجامعة وما ينبغى هذا ما حدث وهذا تم قبل هزيمة 1967..كانت هناك ثلاث مجموعات كبيرة داخل التنظيم الطليعي: المجموعة الأولى: الماركسيون، الذين افرج عنهم في أواخر عام 1964، وعلى رأسهم محمود أمين العالم. المجموعة الثانية: القوميون العرب، وكان يقودهم سمير حمزة. المجموعة الثالثة: الرواد، الذين تم تكليفهم ببناء منظمة الشباب عام 1965 وانضموا بعد ذلك للتنظيم الطليعي وعلى رأسهم عبد الغفار شكر، الذي كان على رأس وفود الشباب الذاهب للاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية وقبرص لتدريبهم على التصدي للقوى المناوئة للثورة. ويـُتهم التنظيم بأنه كان أداة تجسس ضخمة من أهم أهدافها كتابة التقارير عن كل شيء، الأمر الذي ينفيه أحمد حمروش. وكانت التقارير تـُرفع إلى أمين التنظيم الطليعي شعراوي جمعة، وهو في نفس الوقت وزير الداخلية.ومن أشهر أعضاء التنظيم ؛الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق، الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق،صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق،الدكتور علي الدين هلال وزير سابق وأمين الإعلام بالحزب الوطني الديموقراطي،فاروق حسني وزير الثقافة السابق،مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب سابقا،أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس السابق محمد حسني مبارك،حسن أبو باشا وزير الداخلية الأسبق، محمود السعدني كاتب مصري.
  9. تاريخ الحركة الاسلامية فى ساحة التعليم، السيد عبدالستار المليجي،ص86-87
  10. حوار للسيد عبدالستار المليجى على موقع اخوان اون لاين،
  11. الحرب على طلبة الاخوان المسلمين في الجامعات المصرية تستهدف تجفيف ينابيع الحركة وكسر شوكتها، أحمد شوقي، 13 نوفمبر 2007،
  12. معسكر مبارك و مواقفه التي تؤكدها سياساته، يس صبري أبو سالمه،
  13. الرعاية الطلابية فى صحافة مصر،
  14. أحد الأوراق التنظيمية الخاصة بتقييم العمل الطلابى داخل الجامعة بعنوان " العمل الطلابى بين الواقع والأمل"
  15. التقرير المبدئي لمـركز سـواسية لحقـوق الإنسان ومـناهضـة التـمييز حـول الانـتخـابات الطـلابيـة 2007 2008
  16. التدخلات الأمنية والإدارية بالجامعات المصرية.. هستريا العنف ضد الطلاب في الفترة من ٢٤ فبراير وحتى ٢٣ أبريل 2010،مؤسسة حرية الفكر والتعبير

للمزيد عن الإخوان ومبارك