الإخوان وإصلاح التعليم (1)
بقلم: عبده مصطفى دسوقي
سبق أن نشر موقع (إخوان أون لاين) رؤيةَ الإمام البنا في الإصلاح السياسي والاجتماعي والمناسبات وإصلاح التعليم، وكانت عبارةً عن كتابات الإمام البنا في هذه المجالات ورؤيته النظرية.
وفي هذه الحلقات نضع بين يدي القارئ الجهود العملية التي قام بها الإخوان في إصلاح التعليم؛ من بناءٍ للمدارس، والعمل على محو الأمية، والمطالبة بإصلاح التعليم العام والأزهري، والتصدي للحملة التي أرادت أن تنال من التعليم الأزهري، ومحاولات المحتل القضاء على التعليم الديني.
كما تحدثنا على مدار الحلقات السابقة عن الجهود والآثار التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمين في محاربة الفساد والعمل على إصلاح المجتمع، وسقنا خلال هذه المقالات الجوانب العملية التي من الممكن الاستفادة بها من خلال هذه الجهود، والعمل على إصلاح المجتمع في هذا الزمن.
كما سبقنا كلَّ هذه الجهود بالوضع الذي كان يحيا فيه المجتمع المصري، وسقنا الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ومدى تأثيرها على المجتمع، كما ذكرنا دَور الاحتلال في استغلال هذه النواحي والعمل على السيطرة عليها بهدف أن تصبح مقاليد الأمور بيده أو بيد من يسلمون له بالولاء ويعملون على تمكينه من رقاب الشعب؛ للنظر إلى مصالحهم الخاصة دون العمل لمصالح المجتمع.
لقد عاشت كثيرٌ من طوائف الشعب في حالة تخلف وجهل بسبب ما تعرضت له البلاد من نكبات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، وفي ذلك يقول الإمام البنا: "إننا في أخصب بقاع الأرض، وأعذبها ماءً، وأعدلها هواءً، وأيسرها رزقًا، وأكثرها خيرًا، وأوسطها دارًا، وأقدمها مدنيةً وحضارةً، وعلمًا ومعرفة، وأحفلها بآثار العمران الروحي والمادي، والعملي والفني، وفي بلدنا المواد الأولية، والخامات الصناعية، والخيرات الزراعية، وكل ما تحتاج إليه أمة قوية تريد أن تستغنيَ بنفسها، وأن تسوق الخير إلى غيرها، وما من أجنبي هبط هذا البلد الأمين إلا صحَّ بعد مرض، واغتنى بعد فاقة، وعزَّ بعد ذلة، وأترف بعد البؤس والشقاء، فماذا أفاد المصريون أنفسهم من ذلك كله؟!.. لا شيء، وهل ينتشر الفقر والجهل والمرض والضعف في بلدٍ متمدينٍ كما ينتشر في مصر الغنية مهد الحضارة والعلوم، وزعيمة أقطار الشرق غير مدافعة؟!".
ومنذ أن دخل الاحتلال الأجنبي الوطن الإسلامي عامة ومصر خاصة وقد أصبح هدفه الأكبر نشرَ التخلف وسط الشعوب المحتلة، ومحاولة طمس هويتهم ولغاتهم، وفرض هويته ولغته، ولقد اعترف القس زويمر في مؤتمر عالمي عام 1925م حين قال: "إن السياسة التي انتهجها "دانلوب" في مصر نحو التعليم ما تزال مثار شكوى؛ لاحتوائها على شوائب كثيرة ضد مقاصد الدين والوطن"، ومن ثَمَّ فتح الاستعمار أبواب البلاد أمام الحملات التنصيرية بهدف تشكيك المسلمين في عقيدتهم ودينهم، ونشْر الجهل والتخلف؛ حتى لا تستطيع هذه الشعوب التغلب على المحتل بسبب جهلها، ومن ثَمَّ نشط المبشرون وعملوا بجد ونشاط ونظام، فسيطروا على التعليم وخرَّبوه، وأنشئوا المستشفيات والمستوصفات والملاجئ، كما سيطروا على وسائل الإعلام فشوَّهوا صورة الإسلام، وطبعوا الكتب والنشرات، وفي عصرنا أنشئوا القنوات الإذاعية والمواقع الإلكترونية والغرف الحوارية على النت.. كل ذلك لتشكيك المسلمين في دينهم، ولم يقتنعوا بذلك، بل نشروا الفساد والانحلال في الفنون والمراكز الثقافية.
واستمرت سياسة المحتل الإنجليزي في تفريغ التعليم المصري من أهدافه ومضمونه لتخريج أشباه متعلمين؛ لا يصلحون إلا للوظائف الدنيا, وقد وضَّح ذلك (بالمر ستون) الوزير الإنجليزي بقوله: "لا ترضى إنجلترا أبدًا بتقدم مصر ورقيّها, فكان من الطبيعي أن توضع المناهج على أساس قشورٍ من العلم؛ لا تسمن ولا تغني من جوع, ولا يُقصَد من ورائها إلا تخريج آلات كتابية تقوم بعبء الأعمال الحكومية".
ومن ثم اعتنى الإخوان منذ نشأة الجماعة بالتعليم؛ فنجد الإمام البنا يحرص على ذلك وينشئ معهد حراء للبنين، ومدرسة أمهات المؤمنين للفتيات، ومعهد حراء هو أول معهد بناه الإخوان المسلمون بالإسماعيلية، وكان مقره فوق مسجد جمعية الإخوان المسلمين بالإسماعيلية، وقد قام الإمام الشهيد بوضع مناهج تلك المدرسة وَفق أحدث طرق التعليم في العالم.
أما أوقات الدراسة فكانت تتماشى مع مواقيت الصلاة؛ فتبدأ في وقتٍ مبكرٍ، وتنتهي الفترة الأولى قبل صلاة الظهر؛ حيث يؤدي التلاميذ جميعًا الصلاة مع الجماعة في المسجد، ويعودون بعد الغداء وقبيل العصر ليؤدوا الصلاة في جماعة أيضًا.
وكان منهاج المعهد التعليمي ذا ثلاث شعب:
القسم الأول:
يتماشى مع منهاج المدارس الأولية الكاملة؛ ليجهز التلميذ للأزهر والمعاهد الدينية.
القسم الثاني:
يتماشى مع المدارس الأولية أول النهار ومع المدارس الصناعية آخره؛ فيتوجه الطلاب بعد الغداء إلى مصانع وورش أهلية يديرها إخوان تعهَّدوا بتعليم هؤلاء الطلاب الصناعة بإشراف المعهد ورجاله وفق نظام خاص.
والقسم الثالث:
يتماشى مع منهاج المدارس الابتدائية الأميرية ليجهز للثانوية، فالعليا، وهكذا.
أما المصروفات المدرسية فكانت مناسبةً ليس فيها إرهاق، وزيدت نسبة المجانية بحسب ظروف أولياء أمور الطلاب، واستقدم للمعهد نخبة من المدرسين والفنيين ذوي المؤهلات والشهادات العالية.
وبعد استقرار العمل في معهد حراء للبنين أنشأ الإخوان مدرسةً للفتيات سُمِّيت مدرسة أمهات المؤمنين، واستأجر الإخوان لها دارًا فخمةً مناسبةً، ووُضع لها منهاج عصري إسلامي؛ يجمع بين أدب الإسلام وتوجهه السامي للفتيات والأمهات والزوجات وبين مقتضيات العصر ومطالبه من العلوم النظرية والعلمية، وانتدب لنظارتها الأخ الأستاذ الشيخ أحمد عبد الحميد، وقام بالتدريس فيها فتيات من الإسماعيلية ممن تخصصن في التدريس.
كما قامت شعبة شبراخيت ببناء مدرسة على نفس الطراز السابق، ثم أنشأت أبو صوير مدرسة ابتدائية أخرى، وأتمت المحمودية عدة مدارس على غرار المدارس الإسلامية العلمية، ومثلها في المنزلة- دقهلية.
ولم يقتصر اهتمام الإخوان على النشء فحسب، بل عملوا على نشر التعليم وسط الفلاحين والعمال، ومن ثم أقام الإخوان في كل شعبة مدرسةً ليليةً هدفها الأساسي محو الأمية الدينية والأمية التعليمية؛ حيث تتجمع الفئات المختلفة من العمال والفلاحين في تلك المدارس الليلية.
وكانت أول مدرسة في ذلك السبيل هي مدرسة التهذيب التي أقامها الإمام الشهيد في الإسماعيلية، وقد أقيمت مدارس ليلية لتعليم الكبار في العديد من الشعب؛ نذكر منها المدرسة الليلية في أبو صوير.
كما ناشد الإخوان وزيرَ المعارف إصلاحَ المناهج التعليمية، فكتب الأستاذ البنا يقول: "يا صاحب المعالي..
إن مناهج التعليم الديني للمدارس الابتدائية والثانوية حافلةٌ بالمواضيع الجليلة النافعة؛ ولذلك لا نطلب زيادةً في المواد ولا في المعلمين، وإنما الذي نرجوه هو جعل درجة الدين مماثلةً لباقي العلوم في الدلالة على الرسوب والنجاح فقط أسوةً بمدارس المعلمين.
وبما أن المقرر الديني الخاص بالتعليم الثانوي تدرس مواده في السنة الأولى والثانية فقط فيحسن النظر في توزيعه على جميع سنيه أسوةً بالتعليم الابتدائي؛ حتى يسهل تحصيله واتباعه بإتقان.
يا معالي الوزير..
إن الاعتناء بأمر الدين من شأنه تخريج موظفين مخلصين للحكومة والأمة معًا؛ أمناء على الأموال والأعراض والحقوق، وتخريج فتيات مهذبات وفتيات مدبِّرات للمنازل، حافظات للغيب، صالحات لتربية أولاد المستقبل، معاونات للأزواج على مشاق الحياة".
ولقد استمرت السياسة التعليمية الفاسدة التي وضعها القس الإنجليزي دانلوب خلال هذه الفترة، وكانت هذه السياسة تكفل تنشئة دعائم للاستعمار في مصر، وقد تعمدت إهمال القيم الخلقية في المتعلمين، إلى جانب محاولتها تخريج أشباه متعلمين لا يصلحون إلا للوظائف الدنيا، وقد ساعد على تنفيذ هذه السياسة للمستعمر الإنجليزي طائفة من المصريين الذين نشئوا في ظل هذه السياسة، ونظروا إلى سياسة دانلوب نظرة إجلال وتوقير.
وقد أدى ذلك إلى سيادة روح التغريب في التعليم، وإغفال التربية الخلقية والتراث الثقافي للأمة، وضعف النزعة القومية في مناهج التعليم، بل وعدم وجود سياسة ثابتة ومنهج للتعليم واضح، إضافةً إلى ظهور الازدواجية في التعليم المدني بين مدارس ابتدائية تؤهل للتعليم الثانوي، وأخرى إلزامية وأولية لا تسمح بالترقي التعليمي؛ نتيجة عدم تكافؤ الفرص في التعليم، وكذلك ظهور الثنائية في التعليم المصري بين التعليم الديني ممثلاً في الأزهر والتعليم المدني في المدارس والجامعات والانفصال التام بينهما.
ولقد اعتنى الإخوان بالتصدي للإرساليات التبشيرية والتنصير ومدارسهم، وناشدوا وزارة المعارف للتصدي لهذه الأمور، وكتب الإمام البنا إليه يستحثه على نشر التعليم الديني لمواجهة طوفان التبشير الذي ابتليت به البلاد فقال: "يا صاحب المعالي..
إن من نافلة القول أن نبيِّن ما لعلوم الدين من حسن التأثير في النفوس، وحثها على التمسك بأهداب الفضائل وتربية ملكات الخير فيها، وعصمتها من الوقوع في القبائح وصرفها عن منازع الشر، وأن الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يُعنَى بمعرفة دينه المعرفة الصحيحة؛ حتى يمكنه أن يؤديَ ما يجب عليه لله تعالى وللناس، وأن التلاميذ والتلميذات ودائع في يد وزارة المعارف، وهم رعيتها، وكل راعٍ مسئول عن رعيته؛ فالضرورة تقضي بأن تُعنَى بتعليمهم ما يتعلق بأمر دينهم، كما تُعنَى بتعليمهم ما يتعلق بأمر دنياهم.
ولا يمكن أن يؤتيَ درس الدين ثمرته والحال على ما نرى؛ يحضر التلميذ هذا الدرس وهو يعلم أنه درس اختياري يقذف بدرجته في ذيل الجدول، كدرجة الألعاب الرياضية؛ لا تقدم ولا تؤخر، ولا يترتب عليها رسوب ولا نجاح؛ لهذا نرجو ونلحف في الرجاء أن تولوا الدين الإسلامي عنايتكم بجعله مادةً أساسيةً؛ يشعر المقصر فيه أنه مؤاخذ على تقصيره، والمجتهد أنه مكافأ على اجتهاده.
وبديهي أنه لا يبعث المعلم والمتعلم على الاهتمام بالدرس إلا الرغبةُ في حسن النتيجة أو الرهبة من سوئها؛ فإذا لم يكن لمادة الدين تأثير في النتيجة فقد ضاع الاهتمام به، وليس من المفيد تقرير مادة مهمة كمادة درس الدين بدون أن يضمن جني ثمارها، ولسنا مغالين في هذا الطلب؛ لأن المدنية الأوروبية الحالية تعتبر الدين علمًا أساسيًا، ولا يصح أن يكون الإسلام عندنا أقل اعتبارًا من غيره عند غيرنا، كما لا يصح أن يكون الدين الإسلامي إضافيًا في أهم قطر إسلامي تقصده جميع الأقطار الإسلامية لتلقي العلوم الدينية.
وهذا كله يبشر بإزالة أسباب الفوضى والضلال والرشوة والاختلاس وجميع الرذائل، وإحياء الفضائل وحفظ الأمن والآداب والنظام والعدل في الأحكام، وموجبٌ لارتقاء الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، وتضامن الأمة مع الحكومة وتبادل الثقة، وحسن المعاملة بين الأفراد والجماعات؛ فتسعد الأمة سعادةً حقيقيةً، ويسرنا جدًّا أن يحصل هذا الخير العميم على أيدي معاليكم المباركة".
ولقد طالب الإخوان بعدة أشياء لإصلاح التعليم:
أولاً:
العناية الجدية ببث روح الدين والأخلاق في نفوس الطلاب جميعًا.
ثانيًا:
انتداب المحاضرين أو المرشدين النابهين الأخصائيين في علوم الدين والأخلاق من رجال وزارة المعارف والأزهر الشريف والهيئات الإسلامية العاملة؛ لإلقاء محاضرات "خلقية" حرة على الطلاب، في أوقات فراغهم خلال اليوم المدرسي، وفق نظام خاص يوضع لذلك.
ثالثًا:
زيادة عدد الدروس المقررة للدين والأخلاق في المدارس الابتدائية والثانوية؛ بحيث تصبح ثلاثًا في كل فرقة على الأقل، وجعلها داخل الجدول لا خارجه، مع التشديد على أن تصرف فيما وضعت له.
رابعًا:
تعميم هذه الدروس في كل سني الدراسة في التعليم الثانوي إلى السنة الخامسة التوجيهية؛ فلا تقتصر على السنوات الثلاث الأولى فقط، كما هو الشأن الآن، وتقريرها في كل أنواع التعليم الفني والصناعي والتجاري.
خامسًا:
إلقاء محاضرات دورية بنظام خاص في فلسفة التشريع الإسلامي وسمو مقاصده على طلاب الجامعة والمدارس العليا.
سادسًا:
تخصيص درس من دروس المطالعة في كل مراحل التعليم لإجادة القراءة في المصحف الشريف.
ولم تقف نظرة الإخوان المسلمين لإصلاح التعليم والعملية التعليمية عند حدود إدراج الدين ضمن المناهج المدرسية الأساسية، وإن كان ذلك من المطالب الرئيسة لهم، لكن لأن فَهْم الإخوان لأمور الحياة وقضايا المجتمع فَهْمٌ مستمد من رؤية الإسلام الشاملة، فقد تعرَّض الإخوان لكافة أنواع وأشكال التعليم في مصر نظريًّا وعمليًّا بتقديم الآراء والمقترحات والحلول لمختلف مشكلات التعليم القائمة آنذاك، بالإضافة إلى دعم وتأييد كل الرؤى والجهود الإصلاحية التي تعرض، سواءٌ أكانت حكومية أم شعبية، وظلت رؤية الإخوان لإصلاح حال التعليم في مصر أساسها الاعتماد على أن ثقافة الشعب المصري بصورة عامة هي ثقافة إسلامية؛ ولذا فيجب مراعاة هذه الثقافة في المناهج وطرق التدريس والحلول المقترحة للمشكلات؛ حتى يمكن الارتقاء بالعلم والتعليم في مصر.
فيقول الأستاذ البنا في رسالة "إلى أي شيء ندعو الناس": "وإن لكل أمة وشعب إسلامي سياسةً في التعليم وتخريج الناشئة وبناء رجال المستقبل، الذين تتوقف عليهم حياة الأمة الجديدة، فيجب أن تُبْنَى هذه السياسة على أصول حكيمة تضمن للناشئين مناعةً دينيةً، وحصانةً خلقيةً، ومعرفةً بأحكام دينهم، واعتدادًا بمجده الغابر، وحضارته الواسعة.
هذا قليل من كثير من الأصول التي يريد الإخوان المسلمون أن ترعاها الأمم الإسلامية في بناء النهضة الحديثة، وهم موجِّهون دعوتهم هذه إلى كل المسلمين شعوبًا وحكومات؛ ووسيلتهم في الوصول إلى تحقيق هذه الغايات الإسلامية السامية وسيلة واحدة: أن يبيِّنوا ما فيها من مزية وإحكام، حتى إذا ذكر الناس ذلك واقتنعوا بفائدته أنتج ذلك عملهم له ونزولهم على حكمه: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف: 108)".
هذا كان منهج الإخوان في الإصلاح ورؤيتهم، وفي الحلقات القادمة نقدم النماذج والجهود العملية التي قام بها الإخوان في سبيل إصلاح التعليم.
المراجع
1- جمعة أمين عبد العزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، الجزء الثاني والثالث، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2003م.
2- البصائر للبحوث والدراسات: مجموعة رسائل الإمام البنا، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م.