الإصلاح في فكر محب الدين الخطيب
تمهيد
يُعتَبر السيِّد محب الدين الخطيب([1]) من العلماء الذين قضُّوا حياتهم في خدمة الأمَّة العربيَّة والإسلاميَّة، وهو من المفكِّرين الذين أغنوا المكتبة العربية والإسلامية بكثير من الكتابات والتحقيقات التي بَعَثَتْ تراث العروبة والإسلام . إلا أنَّ البعض يأخذ عليه حسَّه القومي ، ومشاركته في الثورة العربية الكبرى التي قامت في عام 1916م ، والتي كانت السبب في القضاء على الخلافة الإسلامية ، متناسين أن هذه الخلافة كانت مسؤولة بشكل كبير عن الوضع المزري الذي وصلنا إليه ، من خلال سياسة سلاطينها التجهيلية ، وضيق أفقهم ، وظلمهم وتهاونهم بمصالح البلاد والعباد .
وهناك آخرون لا يرون في محبِّ الدين غير داعية لمحاربة الشيعة وكشف عقيدتهم ، حتى أنّهم صادروه لمصلحتهم ، وحجَّموا هذا الكاتب الكبير في نوع واحد من الكتابة ، لا يعبِّر أبداً عن فكر الرجل الكلِّي ، الداعي إلى رفعة العرب والمسلمين في كلِّ مكان . وصار محب الدين عند الكثيرين عدوّ الشيعة الأول، ومن رؤوس السلفيَّة التي اتخذت من مبدأ الولاء والبراء سلاحها لتكفير كلِّ من يخالفها في آرائها ، حتَّى صنَّفه بعضهم بأنَّه من رؤوس التشيُّع السنِّي ([2]) .
وفي الحقيقة فإن في هذا ظلماً كبيراً للرجل ، فمُحب الدين رجل من البشر يخطئ ويصيب ، وهو وإن كان أخطأ في بعض مواقفه وأقواله وكتاباته ، فهذا يجب أن لا يمنعنا عن إعطائه مكانته التي يستحقُّها كعالم محبٍّ لأمَّته ، مفتخر بدينه . ويجب أن لا يمنعنا عن قراءة مقالاته لفهم أفكاره ، فإذا فعلنا ذلك فسوف نعرف أنَّ محب الدين الخطيب هو من أكثر المدافعين عن أمَّته وأصالتها ، وأنَّ دعوته للعروبة لا تتناقض بتاتاً مع التزامه بدينه ودفاعه عنه .
أمَّا مهاجمته للشِّيعة فناتجة عن رغبته بالدفاع بصورة رئيسية عن حملة رسالة الإسلام ، الذين نشروه في كلِّ بقاع الأرض ، لذلك فقد وجد في كتابات الشيعه ما يمسُّ إيمانه الراسخ بفضل الصحابة حملة رسالة الإسلام ، فهاجم مذهبهم بالطريقة التي نعرفها . وما أحوجنا لفهم أفكار الرجل ، ووضعها في سياقها الظرفيِّ والتاريخيِّ ، فأمَّتنا أحوج ما تكون إلى رصِّ الصُّفوف ، ومحاربة الطائفيَّة البغيضة ، التي تضعف أمَّتنا ، وتشتت قواها . لذلك فقد أردت من هذا البحث أن يكون نافذة تكشف جانباً مهمّاً من فكر السّيّد محب الدّين, وتظهر لنا ذلك الكاتب المفكر, الّذي كان يسعى لخدمة أمّته ودينه.
عاش محبُّ الدين في فترة هامَّة من فترات التاريخ العربي ، هذه الفترة التي استقلَّ فيها العرب عن التُّرك ، وبدؤوا بتكوين دولتهم الخاصَّة البعيدة عن أيِّ سيطرة خارجيَّة كما كانوا يعتقدون . وكان الأمل كبيراً بعد الإستقلال بأنْ يعمل العرب للنَّهضة ، واللِّحاق بركب الحضارة ، وتعويض ما فاتهم من تقدُّم ، إلا أنَّ هذا الأمل لم يدم طويلاً ، فقد ظهر خداعُ الأوروبيين وسيطروا على البلاد العربية ، وزادوا من تخلُّفها وجهلها ، ومنعوا نهضتَها من القيام ، بل قتلوا الأمل الذي شعَّ في النفوس البائسة ، ولم يخرجوا إلا بعد أن جعلوا الوضع أسوأ مما كان عليه أيام التُّرك ، فالتَّخلُّف واحد ، والاستبداد واحد ، إلا أنَّ البلاد مجزَّأة ، والقوى مهدرة ، وليس هناك مَن يستطيع أن يجمع الصُّفوف ، ويوحِّد القلوب . هذه الحالة التي استولت على العرب ، ردَّتْهم إلى الجاهليَّة الأولى ، فماذا يفعل صوت مفكِّر ينادي بالوحدة ؟ أو صوت مصلح ينادي بالإصلاح ؟ وبالرَّغم من هذا الوضع المتردِّي لم تسكت الأصوات المنادية بالوحدة والإصلاح .
وكان السيد محب الدين من المفكرين الذين دعوا إلى إصلاح الأمَّة ، فهي بحاجة إليه في كلِّ المجالات الإجتماعيَّة والإقتصادية ، « فالتطور الاجتماعي الجديد قد هاجمنا كالسيل المتدفِّق ، سواء أردناه أو لم نرده ، ومن سوء حظِّنا أنَّ طلائعه جاءتنا ممزوجة الخير بالشرِّ ، مختلطة النفع بالضرِّ ، فإذا أردنا أن نجعل هذا الوطن وطن علم وقوَّة ونظام وغنى ، يجب علينا أن نأخذ بما في هذا التطور الاجتماعي الجديد من أسباب الخير ، ونُنَصِّب أنفسنا دعاة لها ، ومحرِّضين عليها ، فنرفع بلادنا إلى مستوى البلاد الراقية ، وأنْ نهذِّب أخلاقنا ، ونطهِّر أعراقنا باجتناب ما جاءنا مع هذا التطور الاجتماعي من أسباب الشر ، ونُنَصِّب أنفسنا نهاة عنها ، ومحذِّرين منها » ([20]) .
ويجب ، برأيه ، أن نعرف أنَّ أمَّتنا قد امتازت بميزة أساسية ، وهي أنَّ آخرها متَّصل بأولها ، وأنَّ ماضيها من ثروة حاضرها ، وأنَّ أهداف مستقبلها مرسومة في سنن أسلافها ([21]) . وعلى هذا فإنَّ نهوض الأمة منوط بمعرفة ماضينا والمحافظة على تراثنا وهويَّتنا ، وسيكون تقدُّمنا الاجتماعي مرتبط بمدى معرفتنا لهويَّتنا ولتراثنا ، فلا نأتي بما يخرجنا عن هذه الهوية . لذلك فإنَّ « الخوف علينا ليس من أعدائنا مهما كانوا ، وإنَّما الخوف علينا من تقصيرنا وغفلتنا » ([22]) . وهذا الذي كان يُحَذِّر منه ويدعو إليه ، هو نفسه الذي وقع فيه العرب والمسلمون فيما بعد, حيث عانوا من آثاره ونتائجه السيئة في كلِّ مرافق حياتهم . لذلك فإنَّ العرب والمسلمين اليوم مطالبون بأن يرسموا الخطط اللازمة لنهضتهم الاجتماعية ، لأنَّ الزمن الذي كان يرتجل فيه المسلمون مخرجاً لكلِّ نازلة قد انقضى ، وآن لهم أن يرسموا لاتجاههم العام خططاً ، يتَّصل آخرهم بأوِّلهم ، ويتعاون على تحقيقها باديهم وحاضِرُهم ، ويؤمن بضرورة الوصول إلى أهدافها أفرادهم وجماعاتهم ([23]) .
ويجب على العرب والمسلمين أن يعرفوا أنَّ هناك عقبات تعترض طريقهم للسِّيادة والترقِّي والحضارة ، ويجب عليهم أن يعرفوا هذه العقبات ليسهل عليهم إزاحتها . وبيَّنَ السيد محبُّ الدين في إحدى مقالاته أنَّ هناك عقبتين تعترضان طريق العرب والمسلمين للسيادة « أمَّا أولاهما ، وهي أصعبهما ، فانصرافنا عن الإنتفاع بما أنعم الله به علينا من هداية ديننا ومزايا قوميَّتنا وكنوز أوطاننا ، والقوى التي أودعها الله في نفوسنا . أمَّا العقبة الأخرى التي تَحُول في الدَّور المنصرم بيننا وبين السّيادة ، فتكالُب أعدائنا علينا ، واستعمارهم لبلادنا بصناعاتهم العليا ، ومتاجرهم الواسعة ، وأموالهم النامية بالأنظمة الدقيقة . وأقبح ألوان استعمارهم لنا استعمارهم لعقولنا وقلوبنا ونفوسنا ، بما رسموه لنا من مناهج التربية والتعليم ، وبما سلَّطوه علينا من أذواق وآراء وأفكار واتجاهات واقتناعات ، حتى انسَلَخْنا عن ماضينا ، وتحوَّلنا عن أهدافنا ، وجَهِلنا أنفُسَنا ، واستخففنا بها وبأصولها ، وسخرنا بكلِّ ما لا يدمجنا في كيانهم المعنويِّ ، وكلِّ ما لايصبغنا بلونهم الأدبي ([24]) .
ولا أدري ماذا سيقول السيد محبُّ الدين لو أنَّه عاش هذا الذي نحن فيه من ذوبان وتقليد واستلاب وضياع ، حتَّى صار كلُّ صوت يدعو للمحافظة على الهويَّة ، هو صوت متخلِّف ، وحتَّى غدا كل مدافع عن تراثنا وديننا متحجِّراً لا يقبل التغيير والتطوير ، وحتَّى صارت كلُّ دعوة للمراجعة والاستفادة من الأخطاء والاعتبار هي دعوة للرُّجوع إلى ماضٍ عفى عليه الزمان , فللَّهِ الأمر من قبل ومن بعد .
3 ـ الاقتصاد
ومن المجالات التي دعا محبُّ الدين إلى إصلاحها أيضاً الاقتصاد ، لأنَّ الاستقلال الحقيقي لأيِّ دولة لا يتمُّ إلا باستقلالها الاقتصادي . فقد كان يقول : « أنا أفهم للاستقلال معنىً واحداً وهو أن تكون الأمَّة غير مقيَّدة بمصالح دولة أخرى تَحُول بينها وبين اكتساب المرونة الصناعية ، والاستثمار الزراعي والمعدني ، والتوسُّع المالي والتجاري ، والاستعانة بالآداب الناشئة وإعدادها لجليل الأعمال ، وحسن استخدام مرافق البلاد وقوى سكانها في سبيل الغايات المشار إليها . فإذا قيَّض اللهُ لأمَّةٍ أن تتخلَّص من ربقة الانقياد لإرادة أمَّة أخرى كانت ذات مصالح مخالفة لمصالحها ، فإنَّ هذا التخلُّص يكون حينئذ نعمة سلبية لا إيجابية ، أيْ أنَّ هذه النعمة تكون مبنيَّة على أساس زوال الضَّيْر ، لا على أساس تحصيل الخير . ولا يتأتَّى تحصيل الخير إلا بنهوض الأمَّة كلِّها للسَّعي له في طريقي الاستقلال الاقتصادي ، والأخلاق الفرديَّة والاجتماعية » ([25]) .
ودعا محب الدّين إلى تأسيس مصرف ماليٍّ عربي ، مؤَسَّس على أساس متين ، ويكون خطوة من خطوات الإصلاح الاقتصادي في بلاد العرب والمسلمين . وكان يرى أنَّ المصارف الوطنية هي عنوان الاستقلال ، فنحن الآن أمام فرصة سانحة لإلقاء أخطاء اقتصادية كثيرة بتأسيس مصرف ماليٍّ عربي تشترك الأمَّة والحكومة معاً في تأسيسه ... المصارف الوطنية عنوان الاستقلال الاقتصادي ، والاستقلال الاقتصادي دعامة الاستقلال السياسي ([26]) .
وعندما تصبح الأمَّة قادرة على تربية أبنائها تربية اقتصادية صحيحة ، ليكونوا تُجَّاراً وطنيين ، أو صُنَّاعاً وطنيين أو زُرَّاعاً وطنيين ، عند ذلك تملك اقتصادها ، وعند ذلك سوف تستطيع أن تكون أمَّة ناهضةً راقية . يقول : « إنَّ أبناء هذا الوطن سيشعرون في القريب العاجل بالحاجة إلى تُجَّار وطنيين ... وإذا لم نسرع لإيجاد العدد الوافر من التُّجَّار الوطنيين للمستقبل القريب ، فإنَّ دوائر الحكومة ستسدُّ أبوابها في وجوه طلاب الوظائف اكتفاء بمن لديها ، ودفَّة تجارتنا سَتُدار بيد غيرنا في عقر دارنا ... وإنَّ أبناء هذا الوطن سيشعرون في القريب العاجل أيضاً بالحاجة إلى رجال وطنيين يتولّون إدارة أراضيهم الزراعية ، فإذا ظلَّ أبناء الأراضي الزراعية على رغبتهم المعهودة في الخروج من المدرسة إلى الوظيفة في إحدى دوائر الحكومة ، فسيأتي يوم يتوسَّل فيه الأغيار بكلِّ الوسائل لشراء أراضينا من أيدي أبنائنا الذين لا يحسنون الاستفادة منها ... وما يُقال عن حاجة الوطن إلى المتعلِّمين الأكِفَّاء من التجَّار والزراعين ، يُقال أيضاً عن حاجته إلى الرجال الصَّالحين لإدارة الصناعات الراقية ، حرصاً على بقاء قيادة البلاد في أيدي رجالها ، وحفظاً لثروتها في جيوب أهلها ... إنَّ تمتُّع البلاد بالاستقلال السياسي منوط باستقلالها في أوضاعها التجارية والزراعية والصناعية » ([27]) .
وكان يريد من العرب والمسلمين أن يصلحوا اقتصادهم ويطوِّروه ، ولكن هذا لا يعني أن يستقدموا أنظمة اقتصادية تخالف الشرع الإسلاميَّ ، لأنَّ الإسلام نظام اقتصادي ، كما أنَّه نظام اعتقادي ، والإسلام نظام حكم ([28]) . لذلك فإنَّ محبَّ الدين حارب الشُّيوعية ، واعتبر أنَّها نظام فاسد لا يصلح أن يكون نظاماً للمسلمين في حياتهم الاقتصادية ، فهي تخالف روح الإسلام الذي يعطي كلَّّ ذي حقٍّ حقَّه ، ولا يبخس جهود الناس فرادىً أو جماعات . فنظام الإسلام في نظره « يكفل لكلِّ جاهد ثمرة جهده ، ويبارك لكلِّ مالك بما يملك ، وبعد إقراره هذا المبدأ يطالب المالك ، لأجل أن يبارك الله له في ملكه ، بأن يُنصف المتعاونين معه على استغلال هذا الملك والانتفاع به ، فينتفع المالك والمستأجر ، والعامل في الأرض ، على قدر حقوقهم وجهودهم » ([29]) .
إنَّ اهتمام السيد محب الدين بالاقتصاد يُظهر بوضوح فهمه الجيِّد والعميق لأولويات التقدُّم الحضاري ، لذلك فقد استمرَّت دعوته إلى الاهتمام باقتصاد العرب والمسلمين ، رغبة منه في تقدُّمهم ورقيِّهم .
4 ـ السياسة
وبما أنَّ السياسة هي التي تحرِّك الاقتصاد ، فقد اهتمَّ محبُّ الدين بإصلاح السياسة كطريق لإصلاح كلِّ مجالات الحياة . ودعا إلى إصلاح قيادات الدَّولة ، واعتبر أن عصور الضَّعف التي مرَّت على البلاد الإسلامية قد حرمتها من شيء هامٍّ جدَّاً ، وهو وجود طبقة أهل الحلِّ والرَّبط والعقد ، فاضطررنا إلى أخذ نظام الغير في الحكم ، بما فيه من عيوب ونقائص كثيرة ، وقد آن الآن للأمَّة أن تعود إلى نظامها الإسلاميِّ الذي فيه عزُّها وسؤددها . وهذا النظام الإسلامي ، في نظره ، قد ضمن للأمَّة الإسلامية والعربية أنَّها إذا عادت إلى تطبيقه التطبيقَ الصحيح فإنَّها ستكتشف فيه ما يجعلها في مقدِّمة الأمم حضارة ورقيَّاً . وكان يقول : « أنا أعترف بأنَّ عصور الضَّعف والانحطاط ، وما ترتَّب على الضعف والانحطاط من تحكُّم الاستعمار ببلاد الإسلام ، قد حرم المسلمين من طبقة أهل الحلِّ والعقد على ما كانت عليه في عصورنا الذهبيَّة ، فاضطررنا لأن نُبقي على النظام النيابي الأجنبي عنَّا ، وأن نتحمَّل كلَّ ما نراه بعيوننا من عيوبه التي فرَّقت بين الأهل والأصدقاء ، وأوجدت الإحن والعداوات ... ولن ينقذنا من هذا النظام الأجنبي إلا رجوع الأمَّة إلى ما دعوت إليه من العناية بالأخلاق الفرديَّة ليتكوَّن من مجموعها المجتمع الصالح فتنبع في الأمَّة طبقة أهل الحلِّ والعقد ، وحينئذ يكون لنا نظامنا القومي الذي يغنينا عن النّظام النيابي الأجنبي الذي لمسنا ولمس الأجانب أيضاً عيوبه ، إلا أنَّهم مثلنا راضون به ، لأنّه شرٌّ لا بدَّ منه . أمَّا نحن فإنَّ رجوعنا إلى قواعدنا وسنننا ، بعد رجوعنا إلى أخلاقنا وسجايانا ، سيعيدنا إلى أنظمتنا التي كانت لنا في عصورنا الذهبية ، ويومئذ نباهي بها أمم الأرض » ([30]) .
وكما يظهر لنا فإنَّ كلام السيد محب الدين هو كلام نظري بحت ، فهو لم يبيِّن ما هي الأنظمة الذهبية التي تحدَّث عنها ، فهو لم يكن غافلاً عن حقيقة هامَّة ، وهي جهل العرب والمسلمين بطرق الحكم . وقد أَرْجَعَ السببَ في ذلك إلى وقوعهم الطويل تحت نير الاستعمار . وكان يرى أنَّ على العرب والمسلمين أن يُعَلِّموا أولادهم المبادئ الديمقراطية ، وذلك حتَّى يتعوَّدوا منذ الصِّغر طرق الحكم الصحيحة ، دون أن يضطرُّوا فيما بعد إلى الاعتماد على غيرهم من الأجانب الذين لا يهمُّهم سوى الحصول على خيرات البلاد .
أما المبادئالديمقراطيه في نظره فلها مظهران رسمِّيان : أحدهما وجود السلطة العامة بيد الشعب ، والتصرُّف فيها بواسطة نُوَّاب ينتخبهم لينوبوا عنه في وضع القوانين ، ومراقبة تنفيذها . والثاني أن تكون قوانين البلاد وأنظمتها مبنيَّة على قواعد الحرية والعدل والمساواة ... « ليست التربية الاستقلالية والمبادئ الديمقراطية طريقين مختلفين للحرية والقوة والارتقاء ، بل هما في مثل بلادنا مرحلتان في طريق واحد ، المرحلة الأولى التربية ، والمرحلة الثانية الديمقراطية . وإنَّ كلَّ المصائب التي أُصيبت الديمقراطية بها في الممالك الأخرى نشأتْ عن تشييدها على غير أساس التربية الاستقلالية ، إذ ليس معقولاً أن نطلب الوصول إلى المرحلة الثانية من الطريق قبل اجتياز المرحلة الأولى منه » ([31]) .
وكان محب الدين يريد أيضاً من المسلمين أن يتعلَّموا كلَّ ما يتعلَّق بالحكم ، حتَّى أنَّه طلب منهم أن يتعلَّموا كيفيَّة المعارضة في الحكم ، بحيث لا تخرج هذه المعارضة بهم عن الإسلام ، فكان ينتقد طريقة المعارضة والموالاة في الأحزاب المختلفة ، فالمعارضة تُعارِض في كلِّ شيءٍ ، والموالون للحكومة من أعضاء حزبها تذوب شخصيَّاتهم وآراؤهم واقتناعاتهم تجاه مواقف حكومتهم في خططها ، فلا المعارضة تركِّز معارضتها على أساس من المصلحة العامَّة ، ولا الحزب الموالي يركِّز موالاته على أساس من المصلحة العامة ، أمَّا أسلافنا فلم يكونوا هكذا ، بل كانت لهم في الموالاة والمعارضة طريقة اقتبسوها من نظام دينهم ، ومن هَدْيِ نبيِّهم ([32]) .
وكان يريد من الأفراد أن يعلموا أنَّهم مسؤولون عن اختيارهم لمن ينوبون عنهم في مجالس الحكومة ويريد منهم أن يختاروهم بشكل جيد ومدروس ، لأنَّ هؤلاء النُّوَّاب سيقومون بإصدار القوانين ، وبتشريع الأنظمة التي تحكم حياة الأمَّة ومستقبلها . والذين كتبوا أعضاء مجلسي النُّوَّاب والشُّيوخ في أوراق الانتخاب هم الذين ناطوا بهذين المجلسَيْن ، وبمن يأتي إلى كراسي الحكم عن طريقهما مهمَّة تكوين الأمَّة ، وتكييفها ، وتوجيهها ([33]) .
5 ـ تنظيم عمليّة الإصلاح
كتب محبُّ الدين مقالاً في مجلَّته الزَّهراء ([34]) جعل عنوانه « حَمْلة التجديد والإصلاح ، وهل لها قادةٌ حكماء ، رسموا لها الخطط الحكيمة ؟ » بيَّنَ فيه جوانب الإصلاح الذي يدعو إليه ومجالاته وأهدافه وخططه . وقد جاء في هذا المقال قوله : « مما صار يستحي الناس من المجادلة فيه ، أنَّ العِزَّة والسيادة سواء كانتا في بدايتهما ، أو في السنام الأعظم من رفعتهما ، لا يتحققان إلا باكتساب معارف واسعة النطاق ، كثيرة الفروع ، دقيقة الوضع ، في كلِّ معنىً من معاني الحياة ، وفي كلِّ ضرب من ضروب العمل ، وفي كلِّ وسيلة من وسائل القوَّة ، وفي كلِّ غاية من غاياتها . بل إنَّ الشعب الذي يلمُّ أفرادُه وجماعاته بهذه المعارف التي وصل إليها البشر في كلِّ باب من أبوابها ، لا يأمن على نفسه الوقوع في شبكة التأخُّر ، ولا يدفع عن نفسه خطر الرضوخ للذلِّ إذا لم يكن مراقباً لكلِّ ما تبتكره العقول من جديد ، في أدنى الأرض أو أقصاها » ([35]) .
واعتبر محبُّ الدين أنَّ العلم والمعرفة أساس في الإصلاح . والأمَّة الجاهلة هي أمَّة متخلِّفة . وإذا قصَّرت في تحصيل العلوم اللازمة الحديثة ، فإنَّها سوف تتأخَّر عن غيرها من الدُّوَل ، ولن تستطيع فيما بعد اللِّحاق بركب الحضارة ، لذلك فقد كان يعتبر الجهل هو السبب الأساس في التخلُّف والجمود . فالعلم ضروريٌّ في كلِّ عمل تريد الأمَّة القيام به ، ولابدَّ للشعب الذي يريد أن يتجرَّد من ثوب الذلِّ أن يكون له من أبنائه من يحسن صنع المدفع ، والمدفع لا يصنع إلا بعلوم واسعة دقيقة ، أُلِّفَتْ فيها الكتب ، وإذا عرف صانعو المدفع هذه العلوم ، فلابدَّ لهم من مادة الفولاذ التي لا يمكن الحصول عليها إلا بعلوم واسعة ودقيقة ، وإذا عرف صانعو الفولاذ هذه العلوم الواسعة الدقيقة ، فلا سبيل إلى استعمال علومهم إلا في شَعْب واسع الثروة ، جيِّد الأخلاق ، يُحسِن إدارة أعماله الشخصية والصناعية والتجارية والأدبية والحكومية . وكلُّ هذا لا يكون في هذا الشرق الإسلامي إلا بالتجديد القائم على تعليم الشعب وأبناء الشعب علوم الإدارة والتنظيم ، وعلوم الاقتصاد, وتثميير الأموال واستثمارها ، وعلوم القوَّة والعزَّة ، التي تقي الأمَّة والوطن من أن يكونا تحت تصرُّف إرادة أمَّة أخرى ، ووطن آخر ([36]) .
وأكَّدَ محبُّ الدين في مقاله على ضرورة رسم الخطط اللازمة للسيْر عليها ، دون الانخداع بالتجديد المدسوس ، الذي لا يُقدِّم نهضة ، ولا يفيد في مستقبل الأمَّة ولا في حاضرها . وكان يقول : « حَمْلة التجديد والإصلاح ، لا يجوز لنا قطّ أن نندفع في طريقها بلا خطط مرسومة ، ولا يجوز لنا قطّ أن نغفل عن معرفة ما إذا كانت الخطط من شأنها أن تصل ما بين مبادئنا المعلومة وغاياتنا المطلوبة ، ولا يجوز لنا قطّ أن نأمن الذين يسيرون بنا في تلك الخطط ، إلا إذا علمنا أنَّهم مؤمنون حقاً بالمبدأ الذي نتَّفق عليه ، وينطبق على حاجتنا من التجديد والإصلاح . هناك تجديد حقيقي ، وتجديد مدسوس . وإذاً ، فالقياس الذي يتميَّز به التجديد الحقيقي عن التجديد المدسوس هو تعيين المبادئ والغايات ، ورسم الخطط فيما بينهما » ([37]) .
وكان يحثُّ العاملين على نقل الحضارة الحقيقية ، دون نقل القشور الزائفة . وهذه القشور لا ينقلها إلا الضُّعفاء الذين لا يملكون حضارة ، وليس عندهم تراث غني ساهم في تقدُّم البشريَّة كلِّها . وكان يتسائل : « تُرى متى يوجد فينا العاملون على نقل صناعات أوروبا إلى الشرق فيقوى بها الشرق ، ويحلُّ هؤلاء العاملون الصالحون محلَّ الدعاة إلى نشر مصنوعات أوروبا في الشرق ، فكانوا سبب ضعفه واستعباده ؟ نريد الجوهر لا العَرْض ، نريد اللباب لا القشور ، نريد الصناعات لا المصنوعات » ([38]) .
وبرغم كلِّ شيء ، فقد كان محبُّ الدين متفائلاً ، وكان يرى أنَّ الإصلاح والنهضة لا بدَّ آتيان ، إنْ عاجلاً أو آجلاً ، بشرط أن يعمل العاملون على قيام هذه النهضة بكلِّ جهد وإخلاص ومحبة لهذا الوطن وأهله . وكان يقول : « بدأ الشرق العربي يفتح عينيه ، فنرجو أن يكون المثقَّفون من رجاله حكماء في معالجة ما يحتاج إلى العلاج من عيوبهم التي أقرَّها المستعمرون وزخرفوها وخادعوا بزخرفها الناسَ ، وإذا عالجها أبناء الوطن بأساليب التعاون ، وبروح الحكمة والرَّحمة المنبعثة من صميم الإسلام ، فإنَّهم عند نجاحهم في مهمَّتهم العظمى وتمتُّع أمتهم بثمراتها ، ستظهر لهم وللأجيال من بعدهم فداحة مسؤولية ما فعل الاستعمار ، يوم كان يأخذ بيد الأوطان العربية إلى مصلحته هو وحده ، لا إلى ما كانت تقتضيه أمانة الحضارة » ([39]) .
وخلاصة القول هو فيما كتبه محبُّ الدين بعنوان «الأساس الذي نقيم عليه نهضتنا» ، هذا المقال الذي أوضح فيه ما يمكن أن نسمِّيه خلاصة بحثه في الإصلاح ، وقد قال فيه : « الأمم العربية والعالم الإسلامي على أبواب نهضةٍ وبعثٍ جديدٍ لا شكَّ فيهما ، وفي كلِّ يومٍ ألقى شباباً من شبابنا المثقَّف يسألني الواحد منهم أوَّل ما يسأل : ماذا يجب أن نعمل ؟ بماذا يجب أن أبدأ ؟ ما هو الطريق الذي تشير عليَّ بأن أجعله طريقي في الحياة ؟ ... وجوابي دائماً لأمثال هؤلاء الشبان الأطهار : إنَّ العمل كثير والمهمَّة التي تواجه هذا الجيل ... ، وكان يجب عليه أن يضطلع بها كاملة وافية أعظم من أن يكفي لها عددنا لو أنَّنا تفرَّغنا كلُّنا لها ، لأنّ من ورائنا تراث أربعة عشر قرناً في الإسلام ، يجب علينا دراسته وتحليله ومعرفة جميع عناصر الخير والشرِّ التي فيه ، وسيرة الذين عملوا فيه لأخذ المسلمين إلى طريق الإسلام ، والآخرين الذين عملوا لتحويل المسلمين عن أهداف الإسلام باسم الإسلام ، وأولئك من الكثرة إلى درجة أنَّ الذين نسمع بأسمائهم ، ونعرف شيئاً عنهم ، لا يبلغون جزءاً من مليون جزء من رجال العلم والأخلاق والفضائل والجهاد في سبيل الحقِّ والخير . والآخرون الذين أفسدوا في الإسلام ، باسم الإسلام ، قد أنسى اللهُ المسلمين العددَ الأعظم من أسمائهم ، فماتوا ، وماتت أسماؤهم معهم ... هذا بعض تراث الإسلام فينا من أربعة عشر قرناً . وإنَّ لنا وراءه تراثاً آخر للعروبة يتوغَّل أكثر من أربعين قرناً في أحشاء الماضي ، ومنه هذه اللُّغة العجيبة الثريَّة الدقيقة الجميلة ، الوارفة الظّلال ، الأبديَّة الحياة ، هذه اللغة وما تدلُّ عليه من خطرات النفْس ، ومدارك عقل ، وعواطف قلب ، وتسلسل ، وتناسل ، وتكاثر في المعاني ، وفي مشتقَّات الألفاظ الدالَّة على هذه المعاني . كلُّ ذلك يحتاج منَّا إلى دراسات لا آخر لها . للجهاد بالسلاح أهلُه الذين وجَّههم اللهُ إليه ويسَّره لهم ، وللجهاد بالدعوة أهلُه الذين وجَّههم اللهُ إليه ويسَّره لهم ، وللجهاد الاقتصادي أهله كذلك . وما من عمل ظاهر ويتَّصل بمعايش المثقَّفين إلا وله من أبنائنا المثقَّفين كتائب مجنَّدة للاضطلاع به » ([40]) .
الهوامش
- فصل من رسالة ماجستير للمؤلفة رغداء زيدان .
(1) ـ محب الّدين الخطيب ، ( 1303 - 1389 / 1886- 1969) ، وُلِد في دمشق ، وتعلم بها وبالآستانة ، وشارك في إنشاء جمعية النهضة العربية . عمل في تحرير المؤيد . وعندما أعلنت في مكة الثورة العربية عام 1916م قصدها ، وحرر جريدة القبلة وحكم عليه الاتراك بالإعدام غيابياً. ولما جلا العثمانيون عن دمشق ، عاد إليها 1918م، وتولى إدارة جريدة العاصمة . وفَرَّ بعد دخول الفرنسيين فاستقر في القاهرة ، وعمل محرراً في الأهرام . وأصدر مجلتيه الزهراء و الفتح ، وكان من أوائل مؤسسي جمعية الشبان المسلمين. وتولى تحرير مجلة الأزهر ست سنوات ، وأنشأ المطبعة السلفية ومكتبتها ، أشرف على نشر عدد كبير من كتب التراث . ونشر من تأليفه « اتجاه الموجات البشرية في جزيرة العرب » و « تاريخ مدينة الزهراء بالأندلس » و « ذكرى موقعة حطين » و « الأزهر ، ماضيه وحاضره والحاجة إلى إصلاحه » و « الرعيل الأول في الإسلام » و « الحديقة » وغيرها ؛ انظر، محمَّد مطيع الحافظ ونزار أباظة, تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري, دمشق, دار الفكر، 1406/ 1986، 2 ، 847 وما بعدها .
(2) ـ محمّد بن المختار الشّنقيطي ، الخلافات السّياسيّة بين الصّحابة، رسالة في مكانة الأشخاص وقدسيّة المبادئ ، تكساس، الولايت المتحدة الأمريكيّة ، 1424/ 2003، 70 ؛ وانظر، مخاض الفكر السّلفي ، 2002، www.fiqhsyasi.com/makhad.htm.
(3) ـ عبد الحميد بن عبد المجيد بن محمود الثّاني ، ولد سنة 1269 / 1842 ، وتولّى الحكم سنة 1293 / 1876، وخُلع سنة 1327/1909، نُفي إلىسلانيك ، وتوفّي في قصر بكلربكي في استانبول سنة 1337 / 1918. اختلف فيه النّاس فبعضهم وصمه بالاستبداد والتّسلّط ، وآخرون اعتبروه حاكماً جيّداً ، ولكنّ الظّروف لم تساعده على حفظ ملكه ، لأنّ المؤامرات التي حيكت ضدّه كانت كبيرة . عُرف عنه الذّكاء والدّهاء ، ولم يرضخ لمطالب اليهود في فلسطين . انظر، محمّد حرب، مذكّرات السّلطان عبد الحميد ، دمشق ، دار القلم ، ط3، 1412 / 1991، 17.
(4) ـ محب الدين الخطيب ، « نهضة الأمّة للإضطلاع برسالتهم » ، في الفتح ، 823 (جمادى الآخرة، 1365)، 362.
(5) ـ محب الدين الخطيب ، « حادثة الجلاء عن سوريا » ، في الفتح ، 834 (جمادى الأولى ، 1365) ، 532 .
(6) ـ محب الدين الخطيب ، « شعرنا وشاعرتنا » ، في الزهراء ، 3 (ذو الحجة، 1345) ، 621.
(7) ـ محب الدين الخطيب ، الدّكتور صلاح الدّين القاسمي آثاره ، القاهرة ، المطبعة السّلفيّة ، 1379/ 1959، 3.
(8) ـ محب الدين الخطيب، « تعليمنا الابتدائي والثانوي فاسد ، وتعليمنا الجامعي أشدُّ فساداً » ، في الفتح ، 849 (ذو القعدة ، 1366) 857.
(9) ـ المصدر نفسه ، 857.
(10) ـ محب الدين الخطيب ، « كيف يجب أن تكون ؟ كلمة عن المدارس » ، في العاصمة ، 65 (محرّم ، 1388/تشرين الأوّل ، 1919) ، 1.
(11) ـ المصدر نفسه ، 1.
(12) ـ محب الدين الخطيب ، « صحّة التّفكير » ، في العاصمة ، 97 (جمادى الأولى ، 1338 / كانون الثّاني ، 1920) ، 1.
(13) ـ محب الدين الخطيب ، « الإصلاح الإسلاميّ » ، في الزّهراء ، 3 (شوّال ، 1344) ، 596 .
(14) ـ محب الدين الخطيب ، « صحّة التّفكير » ، في العاصمة ، 97 (جمادى الأوّلى ، 1338 / كانون الثّاني، 1920) ، 1.
(15) ـ محب الدين الخطيب ، « مستقبل الجيل في يد المعلّم » ، في الفتح ، 849 (ذو القعدة ، 1366) ، 851 .
(16) ـ محب الدين الخطيب ، « التّربية الاستقلاليّة ، والمبادئ الدّيمقراطيّة » ، في العاصمة ، 96 (جمادى الأولى، 1338/ كانون الثّاني ، 1920) ، 1.
(17) ـ محب الدين الخطيب ، « يا شباب الجيل » ، في الفتح ، 845 (رجب ، 1366) ، 755.
(18) ـ محب الدين الخطيب، « حادثة الجلاء عن سوريا»، في الفتح، 834 (جمادى الأولى، 1365)، 533.
(19) ـ محب الدين الخطيب، « بماذا يكون المسلمون أمّة»، في الفتح، 125(محرّم، 1348)، 1 .
(20) ـ محب الدين الخطيب، « الشّباب »، في العاصمة، 100(جمادى الأولى، 1338 / شباط، 1920)، 1.
(21) ـ محب الدين الخطيب، « يا شباب الجيل »، في الفتح، 845 (رجب، 1366)، 755.
(22) ـ محب الدين الخطيب، « مصيبة العرب باليهود ومصيبة اليهود بالصّهيونيين »، في الفتح، 842 (ربيع الآخر، 1366)، 685.
(23) ـ محب الدين الخطيب، « جبهة إسلاميّة موحّدة »، في الفتح، 844 (جمادى الأخرى، 1366)، 749.
(24) ـ محب الدين الخطيب، « ميثاق » ، في الفتح، 863 (محرّم، 1368)، 3.
(25) ـ محب الدين الخطيب، « دعامتنا الاستقلال » ، في العاصمة، 54 (ذو الحجة، 1337 / آب، 1919)، 1.
(26) ـ محب الدين الخطيب، « دعوة إلى تأسيس مصرف ماليّ عربيّ »، في العاصمة، 118(شعبان، 1338 / نيسان،1920)، 1.
(27) ـ محب الدين الخطيب، « التّربية الاستقلاليّة » ، في العاصمة، 94 ( ربيع الثّاني، 1338 / كانون الثّاني،1920)، 1.
(28) ـ محب الدين الخطيب، « الخيانة العظمى »، في الفتح، 837 (شعبان، 1365)، 584.
(29) ـ محب الدين الخطيب، « لماذا نقاوم الشّيوعيّة ؟ » ، في الفتح، 837 (شعبان، 1365)، 582.
(30) ـ محب الدين الخطيب، « نظام الدّولة والجماعة في التّشريع الإسلاميّ »، في الفتح، 847 (رمضان، 1366)، 804 .
(31) ـ محب الدين الخطيب، « التّربية الاستقلاليّة والمبادئ الدّيمقراطيّة »، في العاصمة، 96(جمادى الأولى، 1338 / كانون الثّاني، 1920)، 1.
(32) ـ محب الدين الخطيب، « معارضة الحكومة في النّظام الإسلاميّ »، في الفتح، 854 (ربيع الآخر ، 1367)، 1.
(33) ـ محب الدين الخطيب، « كما تكونوا يولّى عليكم »، في الفتح، 855 (جمادى الأولى، 1367)، 107 ـ 108.
(34) ـ صدر العدد الأوّل منها في 15محرّم 1343هـ الموافق لـ 15 آب 1924م، واستمرّت في الظهور خمس سنوات.
(35) ـ محب الدين الخطيب ، « حملة التّجديد والإصلاح، وهل لها قادة حكماء ؟ وهل رسموا لها الخطط الحكيمة ؟ » ، في الزّهراء، 4 ( الرّبيعان ، 1346 ) ، 3 .
(36) ـ المصدر نفسه، 3.
(37) ـ المصدر نفسه، 7 .
(38) ـ محب الدين الخطيب، « معرض الخطاطين في القسطنطنيّة » ، في الزّهراء، 2 (رمضان، 1344)، 517.
(39) ـ محب الدين الخطيب، « مسؤوليّة انجلترا في مصر » ، في الفتح، 836 (رجب، 1365)،570 .
(40) ـ محب الدين الخطيب، « منهج الثّقافة الإسلاميّة » ، 23 ـ 25.
المصدر : مجلة الفسطاط التاريخية